المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التشاؤم والتطيّر عند العرب..؟؟



ماجد سليمان البلوي
05-19-2018, 11:58 AM
التشاؤم والتطيّر عند العرب..؟؟

تخبرنا كتب التراث الشعري عند العرب عن حالة تاريخية نافرة في التطير وهي حالة الشاعر ابن الرومي، الذي اقترب من الانغلاق. فكانت حياته مضطربة، وخضع للوهم والخوف بسبب ما أصابه من نكبات وويلات وحوادث مأسوية في حياته.

فأصبح يتوقع السوء دوماً، ويعتقد أن الحياة وجود خاطئ. كان يتشاءم من الأسماء والأشخاص وغيرهما، ويشعر بأنه "منحوس" قليل الحظ.

وفي إحدى قصائده يقول: "قرَبت رجلاً رغبةً في رغيبةٍ وأخرَت رجلاً رهبةً للمعاطب”. وينذر بيت الشعر بالتردد والخوف من الإقدام على عمل ما. فهو كان حالماً يخرج من منزله ويرى امرأة "غير محجبة" يعود أدراجه. وأمضى كل حياته متطيّراً متشائماً.

وبحسب نبيل خوري، الاختصاصي في علم النفس العيادي، "التطير موروث شعبي بدأ قبل الأديان السماوية الثلاث. حين مضى البشر يتفاعلون مع الطبيعة، فكان هناك إله للحب وإله للمطر وإله للبرق، وإله للشمس والقمر، وإله للعشق وغيرها بحسب حاجات الإنسان آنذاك".

وأضاف: "أصبح هناك نوع من الترابط بين هذه الموروثات وبين الديانات السماوية، وعملت الأديان على نفي العديد من هذه الموروثات وتحريمها وعلى تشريع بعضها".

ومع تكرار هذا النوع من الثقافة الشعبية، أصبح هناك اقتران بين موقف تشاؤمي ما وخطر معين، وتوصف هذه الحالة بـ"العزو"، أي أننا نعزو وقوع أشياء مسبباتها واقعية إلى مبررات مفترضة.

قوم التطير على تغليب التشاؤم وربطه بحالات أو بأشخاص بصورة افتراضية، كأن نقول إن صباح اليوم لم يكن جيداً بسبب مصادفتي لشخص أو حيوان أو حصول حدث أو حادث"، بحسب خوري. ويشار إلى أن العرب كانوا يتشاءمون من الطير، لذلك أخذ التشاؤم اسم التطيّر..
ولكم تحيات
ماجد البلوي