المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صناعة السيوف عبر التاريخ..؟؟



ماجد سليمان البلوي
07-31-2018, 12:46 PM
صناعة السيوف عبر التاريخ..؟؟

احتل السيف المكانة الأولى بين الأسلحة عند العرب قبل الإسلام وبعده حيث كانوا يعتبرونه أهم الأسلحة وأشرفها ففي المجتمع العربي القديم قيل في السيف إن العرب كانت تطعن به كالرمح وتضرب به كالعود وتقطع به كالسكين وتتخذه سراجاً في الظلمة وأنساً في الوحدة وجليساً في الخلاء ورفيقاً للسائر ، وهو قاضي القتال وفيصل الحكم بين الرجال .

والسيف هو الذي يتسلح به المحارب ويعد أهم قطعة سلاح تمتلكه الجيوش في الماضي ، ويحدد مسار المعارك متى ما وظف لذلك مع وجود الرجال المحاربين الأشداء . فكان هذا السلاح يعطي لحامله الهيبة والاحترام والوقار .

ولقد كان السيف خير زاد يتزود به الرجل المؤمن ويتسلح به أيام بناء نواة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة بعد أن هاجر إليها الرسول الأكرم والصحابة المهاجرين من مكة المكرمة بعد اشتداد أذى قريش بالرسول وصحابته وتعذيبهم لمن آمن بدعوته وأتبعه ..

وما تتطلبه الظروف السياسية والدينية للدفاع عن مقدسات الإسلام ونشر رايات التوحيد الإلهي فكان رمزاً للجهاد في سبيل الله ، فحمل المسلمون الأوائل على عاتقهم هذه المسئولية الإلهية الكبيرة في نشر الدعوة الإسلامية في أصقاع الأرض وتطبيق الشرع المنزل على نبيهم محمد بالحث على الجهاد وإعداد القوة اللازمة لنشر الدين والمحافظة على المكتسبات الإسلامية حيث يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه المنزل : ﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ .

ولقد وقف السيف العربي والإسلامي على مر التاريخ الغابر شريفاً مدافعاً عن الحق ناشراً لعدالة السماء التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم .

وأن التصور الإسلامي للحرب ليس للحرب فقط أو التسلط أو ممارسة الجور والظلم والطغيان أو سلب الناس حقوقهم أو اقتلاعهم من أماكنهم وأراضيهم ، بل كان لنشر العدل والحق ونشر المبادئ الإسلامية السمحة التي تدعو للمساواة بين الناس على مختلف دياناتهم وانتماءاتهم العرقية .

فكان للسيف مكانة رفيعة وعظيمة للإنسان العربي المسلم منحته التبجيل والإجلال لهذه القطعة من السلاح فبرع بالتفنن في صناعتها وزخرفتها وصياغتها ، بل زاد وطور من أداة فاعليتها . وتفنن الإنسان العربي أيضاً باستخدام الألفاظ وتعدد الأسماء المختلفة وأطلقها على هذه القطعة العزيزة عليه .

بداية استخدام الحديد وصناعه السيوف
كانت أول أدوات الحديد التي شكلها الإنسان والتي أمكن تأريخها كانت من أصل الشهب التي كانت تسقط من السماء على الأرض نظراً لخواص هذا الحديد التي تشبه خواص الصلب نظراً لوجود نسبة عالية من النيكل به .

وهناك دلائل تثبت أن الإنسان قد أتقن عمليات الاًختزال بنار الفحم النباتي وأنتج أشياء بسيطة من الحديد من الماجنتيت والهيماتيت وذلك في مواقع ببلاد ما بين النهرين بالعراق مثل تل اسمان ، وشجر برار ، ومارى في سوريا والتي يرجع إلى تاريخ 2500 ق.م .

وقد أطلق السومريون على الحديد الطبيعي اسم معدن السماء وأطلق عليه المصريون القدماء نحاس اسود من السماء . وبدأت صناعة الحديد مع ظهور مملكة الحيثيين في الألف الثالث قبل الميلاد وتحكموا بسوقه ونبع من منطقة أرمينيا الغنية بخاماته . وقد صنع الحديد المطاوع منذ العام 1900 ق.م وما أن هل النصف الثاني للألف الثانية قبل الميلاد إلا وقد عرفت واستخدمت كل الأساليب التكنولوجية المعروفة أن ذاك مثل الكربنة ، والتسقية ، والتطبيع ، وقد عرف ذلك العصر بعصر الحديد .

بداية صناعة السيف
لم تكن صناعة السيف في البداية تتم بالحديد الخالص بل كانت بالحديد والبرونز معاً منذ العام 1650 ق.م . وأقدم أداة حديدية مشكلة بالطرق عثر عليها وأمكن تأريخها هو خنجر صنع في مصر القديمة قبل سنة 1350 ق.م .

وقد توالت صناعة الأدوات الحربية من الخناجر والسيوف بعد هذا التاريخ ، وتطورت صناعتها وأشكالها وانتشرت انتشاراً واسعاً في معظم البلدان والأمصار خصوصاً بلدان الشرق الأدنى كبلاد فارس وبلاد الشام والعراق والحجاز ومصر ، وفي بلاد الأندلس بعد أن فتحها المسلمون..

أما في منطقتنا فكانت القطيف على مر التاريخ كانت تصنع السيوف والدروع والرماح والتي فاقت كل صنعة فكانت تعرف بالرماح الخطية نسبة إلى بلاد الخط ، وحتى وقت فترة الوجود البرتغالي بالمنطقة في القرن السادس عشر الميلادي (1527 م ) كانت القطيف مشهورة بالتصنيع والتصدير لتلك الأسلحة ..

**
أجزاء ومسميات السيف:
1- الذؤابة .
2ـ المضرب .
3- الغرار - الظبه - الحد - الشفرة .
4ـ الكل .
5ـ الخلد ـ الصفحة .
6ـ النسخ - السنبلة .
7ـ الشاربان .
8- القائم .
9- السيلان .
10ـ القبيعة ..
ولكم تحيات
ماجد البلوي