المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إِنَّ الْغُلَامَ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ طُبِعَ كَافِرًا وَلَوْ عَاشَ لَأَرْهَقَ أ



أحمد علي
06-21-2023, 08:12 PM
وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْغُلَامَ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ طُبِعَ كَافِرًا وَلَوْ عَاشَ لَأَرْهَقَ أَبَوَيْهِ طُغْيَانًا وَكُفْرًا» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ

أحمد علي
06-21-2023, 08:15 PM
21121 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الْعَتَكِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ، عَنْ رَقَبَةَ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَقَبَةَ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وحَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ح وَحَدَّثَنَا 4657 عَبْدُ اللهِ، قَالَ: وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَقَبَةَ، وَقَالُوا جَمِيعًا: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْغُلَامُ الَّذِي قَتَلَهُ الْخَضِرُ طُبِعَ كَافِرًا، زَادَ أَبُو الرَّبِيعِ فِي حَدِيثِهِ، وَلَوْ أَدْرَكَ، لَأَرْهَقَ أَبَوَيْهِ طُغْيَانًا وَكُفْرًا " (1)


(1) حديث صحيح، ولعبد الله بن أحمد فيه عدة شيوخ، منهم: سويد بن سعيد الهَرَوي الحَدَثاني، وهو ضعيف، ومحمد بن أحمد بن خالد الواسطي، وهو مجهول لا يعرف، لكنهما متابعان، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
معتمر بن سليمان: هو ابن طَرْخان التَّيْمي البصري، ورقبة: هو ابن مَصْقلة العَبْدي الكوفي، وأبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السَّبيعي الهَمْداني

وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3125) من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزَّهْراني، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (194) من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي، به.
وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (1074) من طريق سويد بن سعيد، به.
وأخرجه مسلم (2661) ، وأبو داود (4705) ، وأبو عوانة في القدر كما في "إتحاف المهرة" 1/228، والشاشي (1412) و (1413) ، وابن حبان (6221) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (1075) ، والخطيب البغدادي 9/49، والواحدي في "الوسيط" 3/161، والبغوي في "معالم التنزيل" 3/174 من طرق عن المعتمر بن سليمان، به.
وأخرجه الطيالسي (538) ، ومن طريقه ابن أبي عاصم في "السنة" (195) ، وأبو عوانة في القدر كما في "إتحاف المهرة" 1/228 عن محمد بن أبان الجعفي، وأخرجه أبو داود (4706) من طريق إسرائيل بن يونس، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، به. وزاد الطيالسي: "وألقي على أبويه محبة منه".
وهو بعض الحديث السالف برقم (21118) .

الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

أحمد علي
06-21-2023, 08:17 PM
21122 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبَّاسٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْغُلَامُ الَّذِي قَتَلَهُ صَاحِبُ مُوسَى طُبِعَ يَوْمَ طُبِعَ كَافِرًا " (1)


(1) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل عبد الجبار بن عباس الشَّبَامي الهَمْداني، فهو صدوق حسن الحديث، وقد توبع، وباقي رجاله ثقات رجال البخاري. سلم بن قتيبة: هو أبو قتيبة الشَّعِيري الخُراساني.
وأخرجه الترمذي (3150) ، والطبري في "تفسيره" 16/3، من طريق عمرو بن علي، والإسماعيلي في "معجمه" 2/613-614 من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن أبي قتيبة سلم بن قتيبة، بهذا الإسناد.
وهو بعض الحديث السالف برقم (21176) .


الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

أحمد علي
06-21-2023, 08:21 PM
21118 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَهُ، فَقَالَ الْقَوْمُ: إِنَّ نَوْفًا الشَّامِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ الَّذِي ذَهَبَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ لَيْسَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ مُتَّكِئًا، فَاسْتَوَى جَالِسًا، فَقَالَ: كَذَلِكَ يَا سَعِيدُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَاكَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَذَبَ نَوْفٌ، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْنَا وَعَلَى صَالِحٍ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْنَا وَعَلَى أَخِي عَادٍ "، ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ مُوسَى بَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ قَوْمَهُ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ قَالَ لَهُمْ: مَا فِي الْأَرْضِ أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنِّي، وَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: إِنَّ فِي الْأَرْضِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنْ تُزَوَّدَ حُوتًا مَالِحًا، فَإِذَا فَقَدْتَهُ، فَهُوَ حَيْثُ تَفْقِدُهُ، فَتَزَوَّدَ حُوتًا مَالِحًا، فَانْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْمَكَانَ الَّذِي أُمِرُوا بِهِ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى الصَّخْرَةِ، انْطَلَقَ مُوسَى يَطْلُبُ، وَوَضَعَ فَتَاهُ الْحُوتَ عَلَى الصَّخْرَةِ، وَاضْطَرَبَ، {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا} [الكهف: 61] ، قَالَ فَتَاهُ: إِذَا جَاءَ نَبِيُّ اللهِ حَدَّثْتُهُ، {فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ} [يوسف: 42] ، فَانْطَلَقَا، فَأَصَابَهُمْ مَا يُصِيبُ الْمُسَافِرَ مِنَ النَّصَبِ، وَالْكَلَالِ، وَلَمْ يَكُنْ يُصِيبُهُ مَا يُصِيبُ الْمُسَافِرَ مِنَ النَّصَبِ، وَالْكَلَالِ حَتَّى جَاوَزَ مَا أُمِرَ بِهِ، فَقَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ: {آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف: 62] قَالَ لَهُ فَتَاهُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ} [الكهف: 63] أَنْ أُحَدِّثَكَ {وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ} [الكهف: 63] {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا} [الكهف: 61] ، قَالَ: {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ} [الكهف: 64] فَرَجَعَا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا، يَقُصَّانِ الْأَثَرَ حَتَّى إِذَا انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ، فَأَطَافَ بِهَا، فَإِذَا هُوَ مُسَجًّى بِثَوْبٍ لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مُوسَى، قَالَ: مَنْ مُوسَى؟ قَالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ عِنْدَكَ عِلْمًا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَصْحَبَكَ، {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} [الكهف: 67] {قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا} [الكهف: 69] ، قَالَ فَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا قَالَ: قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَفْعَلَهُ، قَالَ: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ صَابِرًا} [الكهف: 69] {قَالَ فَإِنْ اتَّبَعْتَنِي، فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ} [الكهف: 71] ، خَرَجَ مَنْ كَانَ فِيهَا، وَتَخَلَّفَ لِيَخْرِقَهَا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ مُوسَى: تَخْرِقُهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا، {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا} [الكهف: 71] {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قَالَ: لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ، وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا} [الكهف: 72] فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى غِلْمَانٍ يَلْعَبُونَ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ، وَفِيهِمْ غُلَامٌ لَيْسَ فِي الْغِلْمَانِ غُلَامٌ أَنْظَفَ، يَعْنِي مِنْهُ، فَأَخَذَهُ فَقَتَلَهُ، فَنَفَرَ مُوسَى عِنْدَ ذَلِكَ، وَقَالَ: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ؟ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا، قَالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا} ؟ قَالَ: فَأَخَذَتْهُ ذَمَامَةٌ مِنْ صَاحِبِهِ، وَاسْتَحَيا، فَقَالَ: {إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا، فَلَا تُصَاحِبْنِي، قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ} [الكهف: 76] لِئَامًا، {اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا} [الكهف: 77] ، وَقَدْ أَصَابَ مُوسَى جَهْدٌ فَلَمْ يُضَيِّفُوهُمَا، {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ، فَأَقَامَهُ} [الكهف: 77] ، قَالَ لَهُ مُوسَى: مِمَّا نَزَلَ بِهِمْ مِنَ الْجَهْدِ: {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} [الكهف: 77] فَأَخَذَ مُوسَى بِطَرَفِ ثَوْبِهِ، فَقَالَ: حَدِّثْنِي، فَقَالَ: {أَمَّا السَّفِينَةُ، فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} [الكهف: 79] ، {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} [الكهف: 79] ، فَإِذَا مَرَّ عَلَيْهَا، فَرَآهَا مُنْخَرِقَةً، تَرَكَهَا، وَرَقَّعَهَا أَهْلُهَا بِقِطْعَةِ خَشَبَةٍ، فَانْتَفَعُوا بِهَا، وَأَمَّا الْغُلَامُ، فَإِنَّهُ كَانَ طُبِعَ يَوْمَ طُبِعَ كَافِرًا، وَكَانَ قَدْ أُلْقِيَ عَلَيْهِ مَحَبَّةٌ مِنْ أَبَوَيْهِ، وَلَوْ أَطَاعَاهُ، لَأَرْهَقَهُمَا {طُغْيَانًا وَكُفْرًا} [المائدة: 64] {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} [الكهف: 81] ، وَوَقَعَ أَبُوهُ عَلَى أُمِّهِ، فَعَلِقَتْ، فَوَلَدَتْ مِنْهُ خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا، {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} (1) [الكهف: 82] "__________
(1) إسناده صحيح على شرط الشيخين. إسرائيل: هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وأبو إسحاق: اسمه عمرو بن عبد الله السَّبِيعي الهَمْداني. وأخرجه عبد بن حميد (169) ، ومسلم (2380) (172) ، والنسائي في "الكبرى" (5844) ، والشاشي (1411) من طرق عن عبيد الله بن موسى، بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم (2380) (172) ، والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" 1/27، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3123) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، عن إسرائيل بن يونس، به. ولم يسق مسلم لفظه، واقتصر الطحاوي على بعضه، ورواية النسائي مختصرة جداً بقوله تعالى:
(فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا) قال: كانوا أهل قرية لئاماً.
وقصة بدء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالدعاء لنفسه ثم للأنبياء، الواردة في أول الحديث ستأتي مفردة من طريق حمزة بن حبيب الزيات (21126) و (21127) ، ومن طريق قيس بن الربيع (21130) ، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي.
وقوله: "إن الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافراً" سيأتي ضمن حديث أخصر مما هنا برقم (21120) ، ومفرداً برقم (21121) من طريق رَقَبَة ابن مَصْقَلة، ومفرداً أيضاً من طريق عبد الجبار بن عباس الهمداني (21122) ، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي.
وانظر (21109) .


الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

أحمد علي
06-21-2023, 08:24 PM
تفسير: (فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا)

♦ الآية: ﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴾.♦ السورة ورقم الآية: الكهف (74).♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ ﴾ أَيْ: ضربه فقضى عليه، وقوله: ﴿ نَفْسًا زَكِيَّةً ﴾ أَيْ: طاهرةً لم تبلغ حدَّ التَّكليف ﴿ بِغَيْرِ نَفْسٍ ﴾ بغير قود.♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ ﴾، وفي القصة أنهما خرجا من البحر يمشيان فمرَّا بغلمان يلعبون فأخذ الخضر غلامًا ظريفًا وضيء الوجه، فأضجعه ثم ذبحه بالسكين، قال السدي: كان أحسنهم وجهًا، وكان وجهه يتوقد حسنًا، وروينا أنه أخذ برأسه فاقتلعه بيده، وروى عبدالرزاق هذا الخبر: وأشار بأصابعه الثلاث الإبهام والسبابة والوسطى، وقلع برأسه، وروي أنه رضخ رأسه بالحجارة، وقيل: ضرب رأسه بالجدار فقتله، قال ابن عباس: كان غلامًا لم يبلغ الحنث، وهو قول الأكثرين، قال ابن عباس: لم يكن نبي الله يقول: ﴿ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً ﴾ إلا وهو صبي لم يبلغ، وقال الحسن: كان رجلًا، وقال شعيب الجبائي: كان اسمه حيسور، وقال الكلبي: كان فتى يقطع الطريق، ويأخذ المتاع، ويلجأ إلى أبويه، وقال الضحاك: كان غلامًا يعمل بالفساد، وتأذَّى منه أبواه، أخبرنا إسماعيل بن عبدالقاهر أنا عبدالغافر بن محمد الفارسي أنا محمد بن عيسى الجلودي أنبأنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج أنبأنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن رقبة بن مصقلة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الغلام الذي قتله الخضر طُبِعَ كافرًا ولو عاش لأرهق أبويه طغيانًا وكفرًا»، قال موسى: ﴿ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً ﴾، قرأ ابن كثير ونافع وأبو جعفر وأبو عمرو: زاكيةً بالألف، وقرأ الآخرون زكيةً، قال الكسائي والفراء: معناهما واحد، مثل: القاسية والقسية، وقال أبو عمرو بن العلاء: الزاكية التي لم تذنب قط، والزكية التي أذنبت ثم تابت، ﴿ بِغَيْرِ نَفْسٍ ﴾؛ أي: لم تقتل نفسًا بشيء وجب به عليها القتل،﴿ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴾؛ أي: منكرًا؛ قال قتادة: النكر أعظم من الإمر؛ لأنه حقيقة الهلاك، وفي خرق السفينة كان خوف الهلاك، وقيل: الإمر أعظم؛ لأنه كان فيه تغريق جمع كثير، قرأ نافع وابن عامر ويعقوب وأبو بكر ها هنا: ﴿ نُكْرًا ﴾، وفي سورة الطلاق بضم الكاف، والآخرون بسكونها.

منقول

أحمد علي
06-21-2023, 08:29 PM
(( فَانطَلَقَا )) انطلقا منين ؟ من السفينة بعد أن أرست على الميناء (( حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ )) هنا قال : (( حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ )) ولم يقل : قتله ، وفي السفينة قال : (( خرقها )) ولم يقل : فخرقها ، لأن قتل النفس تأنى فيه قليلاً يعني كأن شيء حصل قبل القتل فقتله ، الغلام الصغير ، موسى عليه السلام ما صبر (( قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً )) وفي قراءة (( زاكية )) (( بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا )) قوله : (( زكية )) لأنه غلام صغير والغلام الصغير تكتب له الحسنات ولا تكتب عليه السيئات إذاً فهو زكي ، لأنه صغير فلا تكتب عليه السيئات وتكتب له الحسنات (( بغير نفس )) يعني أنه لم يقتل أحداً حتى تقتله ، ولكن فلو أنه قتل هل يقتل أو لا ؟ في شريعتنا لا يقتل ، غير المكلف لا يقتل بالعمد لأنه لا عمد له ، (( لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا )) هذه العبارة أشد من العبارة الأولى ، الأولى ماذا قال ؟ (( لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا )) لكن هنا قال : (( لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا )) أي منكراً عظيماً أن تقتل نفس ، والفرق بين هذا وهذا أن خرق السفينة قد يكون به الغرق وقد لا يكون وهذا اللي هو حصل لم تغرق السفينة ، وأما قتل النفس فهو منكر حالاً ما فيه احتمال (( لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ))

https://alathar.net/home/esound/index.php?op=codevi&coid=151787

أحمد علي
07-05-2023, 09:14 PM
[حديث كفر الغلام الذي قتله الخضر عليه السلام] (https://shamela.ws/book/37437/787#p1)
قال: [عن ابن عباس، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الغلام الذي قتله الخضر طُبع كافراً، ولو عاش لأرهق أبويه طغياناً وكفراً)]. (https://shamela.ws/book/37437/787#p2)
ألم ينكر عليه موسى حينما قتل الخضر الغلام فقال: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} [الكهف:٧٤]؟ أي: أمراً منكراً الذي أتيت به. (https://shamela.ws/book/37437/787#p3)
وفي هذا الحديث سلوى لمن كان عنده أو عند امرأته عقم، فيشقى بالليل والنهار لأجل الولد، ويقول: إن الأطباء جميعاً قد قرروا أنه ليس هناك إنجاب، وأيضاً عنده أمل ويسعى، وإن كان يذهب ليشحت ويسرق ويستدين ليعمل عمليات هو يعلم أنه لا فائدة من ورائها، لكنه يعمل هذا كله رجاء في الإنجاب، وفي النهاية تنجب الزوجة ولد طاغية وعاص لله، فيقول: يا ليتني لم أسع، يا ليتني لم أذهب ولم أرجع، ويكره الأولاد ويكره الذرية والحياة بسبب هذا الولد، لذا كانت تربية الأولاد من أصعب الصعوبات، فهي مهمة الأنبياء. (https://shamela.ws/book/37437/787#p4)
أي: أن التربية مهمة الأنبياء جميعاً، فعندما يكون لديك ولد من حُفاظ القرآن وحفاظ السنة وحريص على الصلوات في جماعة، ومؤدب معك ومع أمه وجيرانه والناس أجمعين، فما أسعدك به، لكن حينما يكون عندك ولد كل خطوة بمشكلة ومصيبة فأنت ستكره الأولاد وتكره عيشتهم السوداء، والواحد دائماً يتمنى الولد الصالح الذي يسعد به في الدنيا والآخرة، ولا يتمنى الولد العاصي.


منقول

أحمد علي
07-05-2023, 09:17 PM
خَلَقَ الله سُبْحانَه وتَعالى الخَلْقَ والأكوانَ، وقَدَّرَ مَقاديرَ كُلِّ شيءٍ، وبعِلْمِه عَلِمَ أَهْلَ الجَنَّةِ وأَهْلَ النَّارِ، وكلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ له، واللهُ سُبْحانَه يُعَلِّمُ بَعْضَ عبادِه ما يَشاءُ مِنَ العِلْمِ الغَيبيِّ، وقد كان الخَضِرُ عبدًا صالحًا آتاه اللهُ مِنْ هذا العِلْمِ، وأعْلَمَه أنْ يَقْتُلَ الغُلامَ الصَّغيرَ الَّذي ذَكَر قِصَّتَه في سُورةِ الكَهْفِ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "الغُلامُ الَّذي قَتَلَه الخَضِرُ"، وهو الَّذي ذُكِرَ في قِصَّةِ موسى والخَضِرُ في قولِه تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَه قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} [الكهف: 74]، وقولِه: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاه مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا} [الكهف: 80]، "طُبِعَ كافِرًا"، أي: خُلِق وقُدِّرَ له أنْ يَكونَ كافرًا في عِلْمِ اللهِ، "ولو عاش"، أي: لو تَرَكَه الخَضِرُ ولَمْ يَقْتُلْه، "لأَرْهَق أبَوَيه طُغيانًا وكُفْرًا"، أي: لكان سَببًا في أنْ يَحْمِلَهُما حُبُّه على أنْ يُتابِعاه على دِينِه، والطُّغيانُ: اسمٌ لكُلِّ باطِلٍ، وهذا مِنْ عِلْمِ اللهِ الغيبيِّ الَّذي أُمِرَ بِه الخَضِرُ أنْ يَقْتُلَ هذا الغُلامَ حتَّى يَظَلَّ الأبَوانِ مُؤمِنَيْنِ.
وفي الحديثِ: أنَّ اللهَ يُقدِّرُ للمُؤمِنِ ما فيه الخيرُ له في دُنياه وآخِرتِه.

منقول

أحمد علي
07-05-2023, 11:03 PM
الحديث الخامس عشر
سؤالك عن الصبيّ الذي قتله الخضر (1) أكان قد بلغ الحلم أم لم يبلغ أو كان مِمّن اجترح الذنوب أم لا؟ وما يجب أن يعتقد في أطفال المشركين، هكذا في كتابك عن الصبيّ الدي قتله الخضر.


فالجواب:
إنّه لو صحّ أنه كان صبيًّا حين قتله الخضر عليه السلام لصحّ أنه كان مِمّن لَم يبلغ الحُلُم، لأنّ اسم الصبيّ لا يقع على من احتلم، والصبيّ عند أهل اللغة المولود ما دام رضيعًا، فإذا فُطِم سُمِّي غلامًا إلى سبع سنين ويصير يافعًا إلى عشر سنين ثمّ يصير حَزَوَّرا، وإلى خمس عشرة منه (2).
فالغلام الذي قتله الخضر قد سمّاه الله غلامًا ولم يُسمِّه صبيًّا ولا حَزوَّرا ولا رجلًا؛ وهذا الاسم حقيقته عند أهل اللغة ما ذكرتُ لك، وإذا كان ذلك كذلك ارتفع عنه اكتساب الاثم، واجتراح السيّئات.
وأمّا قول موسى عليه السلام: {قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} [الكهف: 74] فإنّه لمّا كان عنده مِمّن لم يجترِح السيّئات ولا يجري عليه كتابتها لصِغَرِه سَمّاه زاكيًا، فأعلمه الخضِر بعلم من علم الله لم يكن عنده.
والذي عليه أهل العلم بتأويل القرآن والسنّة، أنّ الغلام الذي قتله الخَضِر كان (مِمّن) (3) لم يبلغ حدّ التكليف على ما قاله أهل اللغة في الغلام أنّه كان طُبع كافرًا أو خُلِق كافرًا شَقِيًّا في بطن أمّه على ما روى ابن مسعود وأنس وأبو هريرة وغيرهم عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الشَّقِيَ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ" (4).
وقد روى سليمان (5) عن رَقَبةَ بن مَصْقَلة عن [أبي] (6) إسحاق (7)
__________
(1) أخرجه البخاري في [العلم (122) باب ما يستحبّ للعالم إذا سئل أيّ الناس أعلم، فيكل العلم إلى الله]، وفي [التفسير (4725) باب {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا}]، وفيه [(4627) باب {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا}]، وفيه [(4727) باب {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ}]، وأخرجه مسلم في [الفضائل (2380) باب من فضائل الخضر عليه السلام].
(2) ذكر هذا الحافظ ابن عبد البرّ في "الاستذكار" (3/ 110)، و"التمهيد" (18/ 109).

(3) في الأصل: "من"، والمثبت هو الصواب.
(4) لم أجده بهذا اللفظ والسياق عن ابن مسعود - سيأتي عنه موقوفًا وله حكم الرفع - ولا عن أنس، وأمّا عن أبي هريرة فقد أخرجه الآجرّي في "الشريعة" (2/ 785/ 366)، واللالكائي (4/ 596/ 1057)، وابن بطّة (2/ 138/ 140)، وأشار إليه البيهقي في "الاعتقاد" (ص 58)، من طريق يحيى بن عبد الله بن عبيد الله ابن أبي مليكة عن أبيه عن أبي هريرة، ويحيى قال عنه أحمد وأبو حاتم: "منكر الحديث"، وقال الحافظ في "التقريب": "ليّن"، وعليه، فالإسناد ضعيف، لكن له طريق صحيحة عن ابن سيرين عن أبي هريرة رواه اللالكائي (4/ 596/ 1055، 1056)، وابن بطة (2/ 137/ 139)، والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 58) بلفظ: "السعيد من سُعِد في بطن أمه" فقط، وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بلفظ: "الشقى من شقي في بطن أمّه"، فقد رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 83/ 188)، وصحّحه الألباني.
(5) سليمان هو: ابن بلال التيمي، مولاهم، أبو محمد وأبو أيوب المدني، ثقة، مات سنة (177) "التقريب".
(6) غير موجودة في الأصل.
(7) أبو إسحاق هو: عمرو بن عبد الله السبيعي، ثقة مكثر عابد، اختلط بأخرة، مات سنة (129)، وقيل قبل ذلك "التقريب".

الكتاب: الأجوبة عن المسائل المستغربة من كتاب البخاري
المؤلف: جمال الدين أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد ابن عبد البر النمري القرطبي المالكي
قرأه وعلق عليه: عبد الخالق بن محمد ماضي
تقديم: محمد بن عمر بن سالم بازمول

يتبع:

أحمد علي
07-05-2023, 11:05 PM
عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس عن أبيّ بن كعب عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَنَّ الغُلاَمَ الَّذِي قتلَهُ الخَضِرُ طُبعَ كَافِرًا وَلَوْ عَاشَ لأَرْهَقَ أَبَوَيهِ طُغْيَانًا وَكُفْرًا" (1).
ورَقَبة بن مَصْقَلة ثقة (2)، وغيره في الإسناد يستغنى عن ذكره.
وهذا الحديث مطابق للآثار المتواترة في أنّ: "الشَقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمَهِ" (3).
وروى سفيان وشعبة وأبو عوانة وأبو معاوية وعبد الواحد بن زياد وجماعة يطول ذكرهم كلّهم عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال: حدّثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق: "إِنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ أَوْ خَلْقَ ابْنِ آدَمَ يَمْكُثُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَصِيرُ عَلَقَةَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثم يَصِيرُ مُضْغةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُم يَبْعَثُ اللهُ إِلَيْهِ مَلَكًا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أنثَى؟ أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؟ مَا الأَجَلُ؟ وَمَا الأثرُ؟ فَيُوحِي وَيَكْتُبُ الملكُ، حَتَّى إِنَ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى لاَ
__________
(1) أخرجه مسلم في [القدر (2661) باب معنى: "كل مولود يولد على الفطرة"].
(2) قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: "شيخ ثقة من الثقات، مأمون"، وقال إسحاق بن منصور عن يحيى ابن معين: "ثقة"، وكذا قال النسائي، وقال العجلي: "ثقة، وكان مفوّها يُعَدُّ من رجالات العرب، وكان صديقًا لسليمان التيمي"، وذكره ابن حبّان في "الثقات"، وأرّخ ابن الأثير وفاته سنة (129)، وقال الدارقطني: "ثقة، إلّا أنه كانت فيه دعابة"، انظر: "تهذيب التهذيب"، وقال الحافظ عنه في "التقريب": "ثقة مأمون، وكان يمزح".
(3) سبق الكلام عليه وتخريجه (ص 202).

يتبع:

أحمد علي
07-05-2023, 11:05 PM
يَكُونُ بَيْنَه وَبَيْنَهَا إلَّا ذِرَاعٌ أَوْ قَيْدُ بَاعٍ فَيَغْلِبُ عَلَيْهِ الكِتَابُ الَّذِي سَبَقَ، فَيَعَمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُ النَّارَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى لاَ يَكُونَ بَيْنه وَبَيْنَهَا إلَّا ذِرَاعٌ أَوْ قَيْدُ ذِرَاعٍ فَيَغْلِبُ عَلَيْهِ الكِتَابُ الَّذِي سَبَقَ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُ الجَنّةَ" (1).
حدّثنا سعيد بن نَصْر وعبد الوارث بن سفيان قالا: حدّثنا قاسم بن أصبغ قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال: حدّثنا يحيى بن أبي (بكير) (2) قال: ثنا زهير قال: ثنا عبد الله بن عطاء أنّ عكرمة بن خالد حدّثه أنّ أبا الطفيل حدّثه أنّه سمع عبد الله ابن مسعود يقول: "إنّ الشقيّ من شقي في بطن أمّه، وإنّ السعيد مَن وُعِظ بغيره، فخرجتُ من عنده أتعجّب مِمّا سمعتُه منه حتّى دخلت على (سريحة) (3) حذيفة ابن أَسِيد الغفاري فتعجّبتُ عنده، فقال: مِمَّ تعجب؟ فقلت: سمعت أخاك عبد الله ابن مسعود يقول: "إنّ الشقيّ مَن شَقَيَ في بطن أمّه وإنّ السعيد من وُعِظ بغيره"، قال:
__________
(1) حديث عبد الله بن مسعود أخرجه البخاري في [القدر (6594) أوّل حديث فيه]، وأخرجه مسلم في [القدر (2643) باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمّه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته]، وله طرق كثيرة عن ابن مسعود، قال الحافظ في "الفتح" (11/ 487): " قد رواه أبو عبيدة بن عبد الله ابن مسعود عند أحمد، وعلقمة عند أبي يعلى، وأبو وائل في "فوائد تمام"، ومخارق بن سليم وأبو عبد الرحمن السلمي؛ كلاهما عند الفريابي في كتاب "القدر"، وأخرجه - أيضًا - من رواية طارق، ومن رواية أبي الأوص الجشمي؛ كلاهما عن عبد الله مختصرًا، وكذا لأبي الطفيل عند مسلم، وناجية ابن كعب عند العيسوي، وخيثمة بن عبد الرحمن عند الخطّابي وابن أبي حاتم، ورواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مع ابن مسعود جماعة من الصحابة ... " فذكرهم.
(2) في الأصل: "بكر"، والتصحيح من كتب الرجال و "التمهيد" (18/ 100).
(3) في الأصل: "شريحة"، والتصويب من كتب التراجم و"التمهيد" نفسه.

يتبع :

أحمد علي
07-05-2023, 11:07 PM
ومن أيّ ذاك تعجب؟ فقلت: أيشقى أحدٌ بغير عمل؟ فأهوى إلى أذنيه وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأذنيّ هاتين يقول: "إِنَّ النُّطْفَةَ تَمكثُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةٍ، ثُمَّ (يَتَصَوَّرُ) (1) عَلَيْهَا الملكُ - قال زهير: حسبته قال: الَّذِي يَخْلُقُهَا - فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أنثَى؟ يَا رَبِّ سوِيٌّ أَوْ غيرُ سَوِيٍّ؟ فيجعله الله سويًّا أو غير سويّ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ؛ مَا أَجَلُهُ؟ مَا خَلْقُهُ؟ مَا رِزْقُهُ؟ " (2).
قال أبو عمر: والعلماء مجُمِعون إلّا طائفة شذّت أنّ أولاد المسلمين في الجنّة وإن كانوا لم يبلغوا الحُلُم، فعلمنا بالإجماع أنّ مَن مات من أولاد المسلمين قبل أن يبلغ التكليف كان مِمّن سُعِد في بطن أمّه ولم يَشْقَ، ففي هذا بيان وتلخيص لجملة تلك الأحاديث (3).
__________
(1) في الأصل: "تتصوّر"، والصواب المثبت للزوم التذكير، وورد في "التمهيد" نفسه: "يتسوّر"، وهو خطأ ظاهر؛ لأنّ "تسوّر" بمعنى علا، لا يتعدّى بحرف الجرّ، وأمّا "تصوَّر" بمعنى سقط فيتعدّى بحرف الجرّ، انظر "النهاية" لابن الأثير (2/ 420) و (2/ 60).
(2) لم أجده بهذا السياق عند غير المصنف، فقد أخرجه في "التمهيد" (18/ 102)، وأخرجه مسلم بسياق آخر في [القدر (2644، 2645) باب كيفية خلق الآدمي]، وأخرجه - أيضًا - أحمد في "المسند" (4/ 706)، وابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 80/ 180)، واللالكائي (4/ 592/ 1045)، وابن بطّة (2/ 130/ 130)، والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 78)، من طرق عن أبي الطفيل به.
(3) ذكر الخلّال عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل سئل عن أطفال المسلمين؟ فقال: "ليس فيهم اختلاف أنهم في الجنة"، "أحكام أهل الملل" (ص 36).
وقال النووي: "أجمع من يعتدّ به من علماء المسلمين على أنّ من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة؛ لأنّه ليس مكلّفًا، وتوقّف فيه بعض من لا يعتدّ به لحديث عائشة" "شرح مسلم" (16/ 207)، ونقله النووي عن المازري (16/ 183). وقال الحافظ في "الفتح" (3/ 245): "قال القرطبي: نفى بعضهم الخلاف في ذلك، وكأنّه عنى به ابن أبي زيد، فإنّه أطلق الإجماع في ذلك، ولعلّه أراد إجماع من يعتدّ به".
وقال - أي: الحافظ -: "وكون أولاد المسلمين في الجنّة قاله الجمهور، ووقفت طائفة قليلة".

تيبع:

أحمد علي
07-05-2023, 11:11 PM
وقد روي عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من نقل الآحاد العدول معنى ما أجمعوا عليه؛ من ذلك روى شعبة عن معاوية بن قُرّة بن إياس المزني عن أبيه عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أنّ رجلًا من الأنصار مات له ابن صغير فوجد عليه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا يَسُرُّكَ أَلّا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ إلَّا وَجَدْتَهُ يَسْتَفْتِحُ لَكَ؟ "، فقال أو فقيل له: يا رسول الله؛ أله خاصّة أم للمسلمين عامّة؟ فقال: "بَلْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةٌ" (1).
وقد أجمع جمهور العلماء على القول بهذا الحديث، وكفى بهذا حجّة.
وأمّا حديث طلحة بن يحيى عن عمّته عائشة بنت طلحة عن عائشة أمِّ المؤمنين قالت: "أُتِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِصَبِيٍّ مِن صِبيان الأعراب ليُصَلِّيَ عليه، فقالت: طُوبَى له، عُصْفُورٌ مِن عصافيرِ الجنّة، لَم يعمل سوءًا ولم يُدْرِكْه ذنب، فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللهَ خَلَقَ الجَنّةَ، وَخَلَقَ لهَا أَهْلًا، وَهُمْ فِي أَصْلاَبِ آبائِهِمْ، وَخَلَقَ النَّارَ وَخَلَقَ لهَا أَهْلًا وَهُمْ فِي أَصْلاَبِ آبائِهِمْ، اللهُ أَعْلَمُ بِمَا كانُوا عَامِلِينَ"" (2). فحديثٌ مُنكَر، وطلحة بن يحيى ضعيف لا يُحتَجّ به (3)، وأكثرُ النّاس على حديث شعبة عن معاوية بن قُرّة، إلّا طائفة تفرط في الخير والقول به، تجعل الأطفال كلّهم في المشيئة ما سبق لهم في بطون أمّهاتهم.وهذا قول في أطفال المسلمين مهجور ولم يَعدُّوه خلافًا.
وأمّا أطفال المشركين فاختلفت الآثار في ذلك عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - واختلف العلماء في ذلك - أيضًا - باختلافها، والذي عليه جمهور أهل السنّة وعامّتُهم في أطفال المشركين،

(1) الحديث أخرجه النسائي في "المجتبى" في [الجنائز منه، باب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة]، وابن حبّان - كما في "الإحسان" (4/ 262) - والإمام أحمد (5/ 34، 35)، والحاكم (1/ 384)، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد"، وأقرّه الذهبي.
(2) الحديث أخرجه مسلم في [القدر (2662) باب معنى: "كلّ مولود يولد على الفطرة"] من طريق فضيل بن عمرو وطلحة بن يحيى كلاهما عن عائشة بنت طلحة به.



(3) طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي المدني، نزيل الكوفة، روى عن أبيه وأعمامه وابن عمّيه إبراهيم بن محمّد بن طلحة، ومعاوية بن إسحاق بن طلحة، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، ومجاهد ابن جبر، وعمّته عائشة بنت طلحة، روى عنه السفيانان وعبد الله بن إدريس، وعبد الواحد بن زياد، ويحيى القطّان، ووكيع وآخرون، وثّقه يعقوب بن شيبة وابن معين والدارقطني والعجلي وابن سعد، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث، حسن الحديث، صحيح الحديث"، وقال أبو زرعة وأحمد والنسائي في رواية صالح وفي رواية: "ليس بالقويّ"، وقال أبو داود: "ليس به بأس"، وقال يعقوب بن سفيان: "شريف، لا بأس به، في حديثه لين"، وقال البخاري في رواية ابن عديّ: "منكر الحديث"، ولا توجد في شيء من كتبه كما قال أصحاب "التحرير"؛ فهو بهذا حسن الحديث إن شاء الله.
على أنّه قد توبع، فقد تابعه فضيل بن عمرو كما في "صحيح مسلم"، فزالت علّة الإسناد، وأمّا المتن؛ فقد أشكل هذا الحديث على كثير من الناس، فردّه الإمام أحمد، وطعن فيه، وقال: "من يشكّ أنّ أولاد المسلمين في الجنّة! "، وقال: "إنهم لا اختلاف فيهم"، وتأوّل بعضهم بقوله: "الإنكار من النبي - صلى الله عليه وسلم - على عائشة إنما كان لشهادتها للطفل المعين بأنه في الجنة، كالشهادة للمسلم المعين، فإن الطفل تبع لأبويه، فإذا كان أبواه لا يشهد لهما بالجنّة، فكيف يشهد للطفل التابع لهما؟ ! والإجماع إنما هو على أنّ أطفال المسلمين من حيث الجملة مع آبائهم، فيجب الفرق بين المعيّن والمطلق".
انظر: "تعليق ابن القيّم على "أبي داود مع مختصر المنذري" (7/ 82)، و"طريق الهجرتين" (ص 369).

يتبع: