المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحاديث وفتاوى عن عقوق الوالدين



أحمد علي
07-02-2023, 10:02 PM
673 - " لا يدخل الجنة عاق و لا منان و لا مدمن خمر و لا ولد زنية " .


قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 285 :
أخرجه الدارمي ( 2 / 112 ) و كذا النسائي ( 2 / 332 ) و البخاري في " التاريخ
الصغير " ( 124 ) و عبد الرزاق في " المصنف " ( 2 / 205 ) و ابن خزيمة في
" التوحيد " ( ص 236 ) و ابن حبان ( 1382 ، 1383 ) و الطحاوي في " المشكل "
( 1 / 395 ) و أحمد ( 2 / 201 ، 203 ) من طريق سالم بن أبي الجعد عن جابان عن
عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم به . و ليس للبخاري منه إلا
الزيادة و قال : " لا يعلم لجابان سماع من عبد الله ، و لا لسالم سماع من جابان
و يروى عن علي بن زيد عن عيسى بن حطان عن عبد الله بن عمرو رفعه في أولاد الزنا
و لا يصح " . و قال ابن خزيمة : " ليس هذا الخبر من شرطنا لأن جابان مجهول " .
و رواه محمد بن مخلد العطار في " المنتقى من حديثه " ( 2 / 15 / 1 ) من طريق
عبد الله بن مرة عن جابان عن عبد الله بن عمرو به .
قلت : و علة هذا الإسناد ، جابان هذا ، فإنه لا يدرى من هو كما قال الذهبي ،
و إن وثقه ابن حبان على قاعدته . و الزيادة التي في آخره منكرة لأنها بظاهرها
تخالف النصوص القاطعة بأن أحدا لا يحمل وزر أحد و أنه لا يجني أحد على أحد و في
ذلك غير الآية أحاديث كثيرة ، خرجتها في " الإرواء " ( 2362 ) و لذلك أنكرتها
السيدة عائشة رضي الله عنها فقد روى عبد الرزاق عنها أنها كانت تعيب ذلك و تقول
: " ما عليه من وزر أبويه ، قال الله تعالى *( و لا تزر وازرة وزر أخرى )* " .
و إسناده صحيح . و قد رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 183 - 184 ) عنها
مرفوعا . و في إسناده من لم أعرفه . و كذا قال الهيثمي ( 6 / 257 ) . و قال
البيهقي ( 10 / 58 ) عقب الموقوف : " رفعه بعض الضعفاء ، و الصحيح موقوف " .
و من هذا تعلم أن قول السخاوي فيما نقله ابن عراق عنه ( 2 / 228 ) : " أخرجه
الطبراني من حديث عائشة ، و سنده جيد " . فهو غير جيد .
و قد وجدت للحديث شواهد يتقوى بها ، فقال الطحاوي ( 1 / 395 ) : حدثنا أبو أمية
حدثنا محمد بن سابق حدثنا إسرائيل ( في الأصل : أبو إسرائيل ) عن منصور عن أبي
الحجاج عن مولى لأبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره بتمامه .
قلت : و هذا شاهد قوي رجاله كلهم ثقات غير مولى أبي قتادة ، فلم أعرفه لكنه إن
كان صحابيا ، فلا تضر الجهالة به لأن الصحابة كلهم عدول كما هو معلوم و من
المحتمل أن يكون منهم لأن الراوي عنه أبا الحجاج هو مجاهد بن جبر التابعي
المشهور . و قد ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 31 ) من طريق عبيد بن
إسحاق عن مسكين بن دينار التيمي عن مجاهد : حدثني زيد الجرشي قال : سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره و قال : " قال أبي : هذا حديث منكر " .
قلت : و علته عبيد هذا و هو العطار ضعفه الجمهور . و قد اختلف على مجاهد في
إسناده هذا الحديث اختلافا كبيرا ، استوعب أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 307 -
309 ) طرقه . و قد جاء الحديث في بعضها بتمامه منها طريق عبيد هذه و غيرها
و بعضها في " المسند " ( 3 / 28 ، 44 ) و لم يرد في بعضها الآخر إلا الزيادة
التي في آخره و قد أخرجها الطحاوي ( 1 / 393 - 394 ) . و قد رويت هذه الزيادة
من حديث أبي هريرة و لكنها غير محفوظة عنه كما بينته في الكتاب الآخر ( 1462 )
. و جملة القول أن الحديث بهذه الطرق و الشواهد لا ينزل عن درجة الحسن . و الله
أعلم . و قوله " لا يدخل الجنة ولد زنية " ، ليس على ظاهره بل المراد به من
تحقق بالزنا حتى صار غالبا عليه ، فاستحق بذلك أن يكون منسوبا إليه ، فيقال :
هو ابن له ، كما ينسب المتحققون بالدنيا إليها ، فيقال لهم : بنو الدنيا بعلمهم
و تحققهم بها ، و كما قيل للمسافر ابن السبيل ، فمثل ذلك ولد زنية و ابن زنية ،
قيل لمن تحقق بالزنا ، حتى صار تحققه منسوبا إليه ، و صار الزنا غالبا عليه ،
فهو المراد بقوله " لا يدخل الجنة " و لم يرد به المولود من الزنا و لم يكن هو
من ذوي الزنا ، لما تقدم بيانه في الحديث الذي قبله . و هذا المعنى استفدته من
كلام أبي جعفر الطحاوي رحمه الله و شرحه لهذا الحديث . و الله أعلم .
ثم وجدت للحديث شاهدا آخر دون الزيادة ، و لفظه : " لا يلج حائط القدس : مدمن
خمر و لا العاق لوالديه و لا المنان عطاءه " . أخرجه أحمد ( 3 / 226 ) قال :
حدثنا هشيم حدثنا محمد بن عبد الله العمي عن علي بن زيد عن أنس بن مالك قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
قلت : و علي بن زيد - و هو ابن جدعان - ضعيف . و محمد بن عبد الله العمي أورده
السمعاني في " الأنساب " من روايته عن ثابت البناني ، و رواية أبي النضر و غيره
عنه ، فهو مستور .
و بالجملة فهو شاهد لا بأس به . و يقويه ما أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد "
( ص 237 ) من طريقين عن خالد بن الحارث قال : حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن
نافع عن عروة بن مسعود عن عبد الله بن عمرو أنه قال : " لا يدخل حظيرة القدس
سكير و لا عاق و لا منان " . و إسناده صحيح ، و هو موقوف في حكم المرفوع ، فهو
شاهد قوي لحديث أنس هذا . و مما يشهد له الحديث الآتي :
" ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه و المرأة
المترجلة و الديوث ، و ثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه و المدمن الخمر
و المنان بما أعطى " .

أحمد علي
07-02-2023, 10:04 PM
674 - " ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه و المرأة
المترجلة و الديوث ، و ثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه و المدمن الخمر
و المنان بما أعطى " .


قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 289 :
أخرجه النسائي ( 1 / 357 ) و أحمد ( 2 / 134 ) و ابن خزيمة في " التوحيد "
( 235 ) و ابن حبان ( 56 ) عن عمر بن محمد يعني ابن زيد ابن عبد الله بن عمر
بن الخطاب عن عبد الله بن يسار مولى ابن عمر قال : أشهد لسمعت سالما يقول : قال
عبد الله رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و سياق المتن للنسائي .
قلت : و هذا إسناد جيد ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن يسار و قد
روى عنه جماعة من الثقات و وثقه ابن حبان ، فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى ،
ثم رواه أحمد ( 2 / 69 ، 128 ) عن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع عمن حدثه عن
سالم بن عبد الله به مختصرا بلفظ : " ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة : مدمن
الخمر و العاق و الديوث الذي يقر في أهله الخبث " . و قطن هذا ثقة من رجال مسلم
، لكن شيخه لم يسم فهو مجهول .

أحمد علي
07-02-2023, 10:06 PM
675 - " لا يدخل الجنة عاق و لا مدمن خمر و لا مكذب بقدر " .


قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 290 :
أخرجه أحمد ( 6 / 441 ) و عنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 16 / 32 / 2 ) :
حدثنا أبو جعفر السويدي قال : حدثنا أبو الربيع : سليمان بن عتبة الدمشقي قال :
سمعت يونس بن ميسرة عن أبي إدريس عائذ الله عن أبي الدرداء عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره . و روى منه ابن ماجه ( 3376 ) القضية الوسطى منه
من طريق أخرى عن سليمان بن عتبة به . قال البوصيري في " الزوائد " : " إسناده
حسن ، و سليمان بن عتبة مختلف فيه و باقي رجال الإسناد ثقات " .
قلت : و هو كما قال .

أحمد علي
07-02-2023, 10:10 PM
2741 - " إن الله عز وجل لما خلق الخلق قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن ، [ فقال : مه ]
، قالت : هذا مقام العائذ [ بك ] من القطيعة ، قال : [ نعم ] ، أما ترضين أن
أصل من وصلك و أقطع من قطعك ؟ [ قالت : بلى يا رب ! ] قال : فذاك [ لك ] . قال
أبو هريرة : [ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ] اقرءوا إن شئتم *( فهل
عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم . أولئك الذين لعنهم الله
فأصمهم و أعمى أبصارهم . أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )* " .


قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 550 :


أخرجه أحمد ( 2 / 330 ) : حدثنا أبو بكر الحنفي حدثني معاوية بن أبي مزرد قال :
حدثني عمي سعيد أبو الحباب قال : سمعت أبا هريرة قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ، و قد
أخرجاه كما يأتي . و أبو بكر الحنفي اسمه عبد الكبير بن عبد المجيد البصري . و
قد خالف الإمام أحمد أبو مسعود أحمد بن الفرات فقال : أخبرنا أبو بكر الحنفي
بلفظ : " لما خلق الله آدم فضل من طينه فخلق منه الرحم .. " الحديث نحوه .
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في " الحجة في بيان المحجة " ( ق 58 / 1 ) من طريق
عبد الله بن إبراهيم المقريء : أخبرنا أبو مسعود .. إلخ . قلت : و هو بهذا
اللفظ شاذ أو منكر ، و الخطأ فيه من أبي مسعود أحمد بن الفرات ، فإنه مع كونه
ثقة حافظا من شيوخ أبي داود ، فقد ذكر الحافظ في " التهذيب " أن أبا عبد الله
بن منده قال في " تاريخه " : " أخطأ أبو مسعود في أحاديث و لم يرجع عنها " .
قلت : و هو مغتفر في جانب حفظه ، لكن إذا خالف الإمام أحمد لم تطمئن النفس
للاحتجاج بمخالفته ، لاسيما و مع الإمام جمع من الرواة الثقات لم يذكروا في
الحديث هذا اللفظ المنكر كما يأتي . و من المحتمل احتمالا قويا أن يكون الخطأ
فيه من الراوي عنه عبد الله بن إبراهيم المقريء ، فإنه ليس مشهورا بالثقة و
الضبط ، فقد أورده أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 83 ) و سمى جده الصباح
المقريء ، و ساق له ثلاثة أحاديث برواية ثلاثة عنه ، و لم يذكر فيه جرحا و لا
تعديلا ، و لا وفاة ، فتعصيب الخطأ به أولى . و الله أعلم . و قد توبع أبو بكر
الحنفي من قبل جماعة من الثقات كلهم لم يذكروا ذاك اللفظ المنكر . الأول : عبد
الله بن المبارك ، و له الزيادة الأخيرة و الثالثة . أخرجه البخاري ( 8 / 580 /
4832 و 10 / 417 / 5987 ) و النسائي في " الكبرى " . الثاني : حاتم بن إسماعيل
، و عنده الزيادة الأخيرة . رواه البخاري ( 4831 ) و مسلم ( 8 / 7 ) . الثالث :
سليمان بن بلال ، و الزيادة الأولى له و الثانية و الرابعة و الخامسة أخرجه
البخاري ( 13 / 465 / 7502 ) و في " الأدب المفرد " ( 23 / 50 ) . و تابع أبا
الحباب محمد بن كعب أنه سمع أبا هريرة به مختصرا . أخرجه البخاري في " الأدب
المفرد " ( 27 / 65 ) و ابن حبان ( 2035 و 2036 ) و أحمد ( 2 / 295 و 383 و 406
و 455 ) و في إسناده جهالة ، و قواه المنذري في " الترغيب " ( 3 / 226 ) ،
فلعله لشواهده .

أحمد علي
07-02-2023, 10:13 PM
3462 ـ (لعنَ اللهُ مَنْ ذبَحَ لغيرِ اللهِ ، لعَنَ اللهُ مَن غيَّرَ تُخُومَ الأرْضِ ، لعَنَ اللهُ من كَمَه الأَعْمى عن السّبيلِ ، لعَنَ اللهُ من سبَّ (و في رواية : عقَّ) والديهِ ، لعَنَ اللهُ مَنْ تولَّى غيْرَ موالِيه ،[لعَنَ اللهُ مَنْ وَقَعَ على بهيمةٍ] ، لَعَنَ اللهُ من عمِلَ عَمَلَ قومِ لُوطٍ ، [لعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قوْمِ لوطٍ ، لعَنَ اللهُ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوطٍ]) .
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة "
أخرجه الحاكم (4/356) ـ والسياق له ـ ، والبيهقي في «السنن» (8/231) ،
و «الشعب» (4/254/5373) ، و أحمد (1/217 و 309 و 317) ، ـ والرواية الأخرى له ـ ، وعبد بن حميد (1/513/587)، وأبو يعلى (4/414 ـ 415/2539) ، ومن طريقه ابن حبان (43/53) ، و الطبراني في «المعجم الكبير» (11/218/17546) من طرق عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ...فذكره .
و الزيادة الأولى للبيهقي و عبد بن حميد و الطبراني و رواية لأحمد و الحاكم ، و قال الحاكم :
«صحيح الإسناد» ، و وافقه الذهبي .
و الزيادة الأخرى لهم جميعاً ـ إلا الحاكم ـ ، و هي و التي قبلها أخرجهما النسائي في «السنن الكبرى» (4/322/7337 و 7338) دون ما قبلهما ، و كذا الخرائطي في «مساوئ الأخلاق» (203/443) .
قلت : والحديث أعله المعلق على «مسند عبد بن حميد» بـ (عمرو بن أبي عمرو) هذا فقال :
«وثقه قوم ، و ضعفه آخرون» !
و فيه جَنَفٌ و ظلم للسُّنَّة و رواتها ، فليس كل من تكلم فيه بعضهم يعل به حديثه ، فكم من راوٍ من رواة الشيخين ، قد تكلم فيه بعض الأئمة ، و منهم هذا ، بل و شيخه عكرمة أيضاً ؟! و إنما ينبغي في هذه الحالة الرجوع إلى علم الجرح و التعديل و أصوله ممن كان عالماً به ، مع الاستعانة بالحفاظ الذين سبقونا في هذا المجال ، خلافاً لبعض الأغرار ممن يظنون أنهم على شئ من هذا العلم ، و هم لم يشموا رائحته بعد . فهذا هو الحافظ الذهبي عندما ترجم لـ (عمرو) هذا ؛ صدرها بقوله :
«صدوق ، حديثه مخرج في «الصحيحين» ؛ في الأصول» .
ثم ساق أقوال الأئمة فيه ، ثم عقب عليها بقوله :
«حديثه صالح حسن منحط عن الدرجة العليا من الصحيح» .
و لذلك ؛ أورده في رسالته القيمة «الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد» (155/264) .
و نحوه قول الحافظ في «التقريب» .
«ثقة ، ربما وهم» .
و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعاً بتمامه ؛ إلا أنه ذكر مكان جملة : «الأعمى» قوله : «ملعون من جمع بين امرأة وابنتها» ؛ و في إسناده ضعيفان ، و لذلك خرجته في «الضعيفة» (5368) ؛ لأني لم أجد لهذه الجملة منه شاهداً ، و كذلك طرفه الأول منه .
و للجملة الأولى منه ، و الثانية ، و كذلك الرابعة لكن بلفظ :
«لعن الله من لعن والديه» .
لهذه الثلاثة شاهد صحيح من حديث علي رضي الله عنه مرفوعاً في حديث أخرجه مسلم (6/85) و غيره ، و هو مخرج في «نقد نصوص الكتاني» (ص 42) .
و إن من تخاليط المعلقين ا لثلاثة على «الترغيب» و جهلهم بفن التخريج ، فضلا عن علم الجرح و التعديل ، و التصحيح و التضعيف : قولهم في تخريج حديث الترجمة (3/249) :
«رواه ابن حبان في «صحيحه» ، و البيهقي في «الشعب» ، والنسائي (7/232) من حديث علي» !!
قلت : ففيه جهالات :
أولاً : خلطوا حديث علي مع حديث ابن عباس ، فلا يدري القراء مَن مِن الثلاثة أخرج حديث علي ، و من الذي أخرج حديث ابن عباس ؟!
ثانياً : اقتصارهم على النسائي في العزو لحديث علي يوهم أنه لم يروه من هو أولى بالعزو منه ، و ليس كذلك ؛ فقد رواه مسلم أيضاً ؛ كما قدمت آنفاً .
ثالثاً : يوهم أيضاً أن حديث علي فيه الفقرات السبع التي في حديث ابن عباس ، و الواقع أنه ليس فيه إلا ثلاث على ما سبق بيانه .
رابعاً : أغمضوا عيونهم عن تخريج رواية النسائي عن ابن عباس ، و قد ذكرها المنذري في تخريجه للحديث بقوله (3/198/5) :
«رواه ابن حبان في «صحيحه» ، و البيهقي ، و عند النسائي آخره مكرراً» .
خامساً : لم يستدركوا الزيادة الأولى التي عند البيهقي ، مع أنهم عزوا الحديث إليه بالجزء و الرقم ! فما أنشطهم في اجترار ما يقوله المنذري من التخريج ، و إعادته
إياه في التعليق ، و في تسويد السطور بزيادة الأجزاء و الصفحات والأرقام ، نقلاً من الفهارس بدون فائدة تذكر ! و الله المستعان .*

أحمد علي
07-02-2023, 10:16 PM
914 - " الوالد أوسط أبواب الجنة " .


قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 618 :
أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( رقم 981 ) : حدثنا شعبة عن عطاء بن السائب عن
أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : فذكره . و هكذا أخرجه أحمد ( 5 / 196 ) و ابن ماجه ( 2089 )
و الحاكم ( 4 / 152 ) من طريق أخرى عن شعبة به . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد
" . و وافقه الذهبي و هو كما قالا . و تابعه سفيان الثوري : حدثنا عطاء به و
لفظه : حدثني عبد الرحمن السلمي . " أن رجلا منا أمرته أمه أن يتزوج ، فلما
تزوج ، أمرته أن يفارقها ، فارتحل إلى أبي الدرداء فسأله عن ذلك ، فقال : ما
أنا بالذي آمرك أن تطلق و ما أنا بالذي آمرك أن تمسك ، سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : فذكره ، فاحفظ ذلك الباب أو ضيعه " . ( قال : فرجع و قد
فارقها ) " :
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 158 ) و السياق له و أحمد ( 6 / 445 )
و الزيادة له . و تابعه ابن عيينة قال : حدثنا عطاء بن السائب به مع اختصار في
القصة . أخرجه الحميدي في " مسنده " ( 395 ) حدثنا سفيان به . و من طريق
الحميدي أخرجه الحاكم ( 4 / 152 ) . و أخرجه الترمذي ( 1 / 347 ) و ابن ماجه
أيضا ( 3663 ) من طرق أخرى عن سفيان به . و قال الترمذى : " حديث حسن صحيح " .
و ابن حبان ( 2023 ) و الحاكم أيضا ( 2 / 197 ) و أحمد ( 5 / 198 ) و ابن عساكر
( 19 / 153 / 1 - 2 ) من طرق أخرى عن عطاء به .
و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي .
( تنبيه ) قوله " فاحفظ ذلك الباب أو ضيعه " ، الظاهر من السياق أنه قول أبي
الدرداء غير مرفوع . و يؤيده رواية عبد الرزاق أنبأنا سفيان عن عطاء به لم يذكر
منه إلا لفظ الترجمة أخرجه أحمد ( 6 / 447 - 448 ) . لكن في رواية الطحاوي
المتقدمة بعد قوله : " أو ضيعه " " أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، الشك
من ابن مرزوق " .
قلت : و مع الشك المذكور فإن بينه و بين سفيان الثوري أبا حذيفة موسى بن مسعود
و هو سيىء الحفظ كما في " التقريب " . و الله أعلم .

أحمد علي
07-02-2023, 10:18 PM
( سنن ابن ماجة )
2089 حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن أن رجلا أمره أبوه أو أمه شك شعبة أن يطلق امرأته فجعل عليه مائة محرر فأتى أبا الدرداء فإذا هو يصلي الضحى ويطيلها وصلى ما بين الظهر والعصر فسأله فقال أبو الدرداء أوف بنذرك وبر والديك وقال أبو الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الوالد أوسط أبواب الجنة فحافظ على والديك أو اترك .


تحقيق الألباني :
صحيح ، الصحيحة ( 913 )

أحمد علي
07-02-2023, 10:27 PM
5976- حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ قُلْنَا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى قُلْتُ : لاَ يَسْكُتُ.
رواه البخاري وغيره

أحمد علي
07-02-2023, 10:31 PM
20385 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:، وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً (1) : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ (2) الْإِشْرَاكُ بِاللهِ. . . "، قَالَ: وَذُكِرَ الْكَبَائِرُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " الْإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ "، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، وَقَالَ: " وَشَهَادَةُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ "، أَوْ " قَوْلُ الزُّورِ (3) ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ "، فَمَا زَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ (4)

(1) لفظة "مرة" ليست في (ظ 10) .
(2) في (م) ونسخة في (س) زيادة لفظة: ثلاثاً.
(3) في (س) : وقول الزور. وأما في (ظ 10) فقد ذكرت شهادة الزور ثلاث مرات، ثم وقع بعدها: وشهادة الزور قول الزور.
(4) إسناده صحيح على شرط الشيخين. الجريري: هو سعيد بن إياس، وقد اختلط بأخرة، لكن رواية إسماعيل- وهو ابن عُلية- عنه قبل اختلاطه.
وسيتكرر برقم (20394) .
وأخرجه البخاري (6919) ، ومسلم (87) ، والبزار في "مسنده" (3629) ، وابن منده في "الإيمان" (470) ، والبيهقي في "السنن" 10/121 من طريق إسماعيل ابن علية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (2654) و (5976) و (6273) و (6274) و (6919) ، وفي "الأدب المفرد" (15) ، والترمذي في "السنن" (1901) و (2301) و (3019) ، وفي "الشمائل" (113) ، والبزار (3630) ، وابن منده (470) ، والبيهقي في "السنن" 10/121، وفي "الشعب" (7866) من طرق عن الجريري، به.
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو بن العاص، سلف برقم (6884) ، وذكرنا عنده أحاديث أخرى في الباب.
وعن أيمن بن خُريم بن فاتك، سلف برقم (17615) ، ولفظه: "يا أيها الناس عدلت شهادة الزور إشراكاً بالله" ثلاثاً، ثم قرأ: (فاجتَنِبوا الرِّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ واجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ) [الحج: 30] .
قوله: وكان متكئاً، أي: قبل ذلك.
فجلس: إظهار لزيادة الاهتمام كما فعل ذلك حيث كرر تكراراً خارجاً عن العادة، ولعل ذلك لأن الشرك والعقوق مما يمنع عنه الطَّبع والناسُ وخوفَ العقوبةِ والذَّمِّ، بخلاف شهادة الزور، فإن الطمع في المال قد يدعو إليها، ولا مانع عنها، ولذلك اهتم بها.
وتمنيهم سكوته لما في التكرار من التعب. والله تعالى أعلم. قاله السندي.


الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

أحمد علي
07-02-2023, 10:38 PM
20380 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ مَوْلًى لِأَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَنْبَانِ مُعَجَّلَانِ لَا يُؤَخَّرَانِ: الْبَغْيُ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ " (1)
__________

(1) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف. مولى أبي بكرة سمي في روايات أخرى سعداً، وفي روايات أبا سعد، وفي روايات أبا سعيد. والصواب في اسمه سعد، هكذا ذكره البخاري في "تاريخه" 4/54، وابن أبي حاتم 4/99، ولم يأثرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/377 في طبقة أتباع التابعين، ولم يذكروا عنه راوياً غير محمد بن عبد العزيز الراسبي،
فهو مجهول.
وقد اختلف فيه على محمد بن عبد العزيز الراسبي كما سنبينه، ومحمد بن عبد العزيز الراسبي هو محمد بن عبد العزيز الجرمي، ويقال: الراسبي غير الجرمي، وقد فرقهما البخاري، ورد ذلك الخطيب في "الموضح" 1/34-38 وقال: يقال في نسبه: الجرمي، والتيمي، والراسبي. قلنا: والتيمي راو آخر كما سنبينه، وأما الراسبي فقد وثقه ابن معين والذهبي وابن حجر، وروى له مسلم حديثاً واحداً برقم (2631) ، وذكره ابن حبان في "الثقات"، لكنه قال: لا أحسبه حافظاً، وقال الحاكم: أراه يضطرب في الرواية. فلا يبعد أن يكون الاضطراب منه.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/36 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الخطيب 1/36، والبيهقي في "الشعب" (7961) ، والذهبي في "السير" 9/32-33 من طريق الحجاج بن أرطاة، والخطيب 1/36-37 من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن محمد بن عبد العزيز، عن مولى أبي بكرة، به. وسماه أبو نعيم في روايته سعداً. ووقع فيها: "البغي وعقوق الوالدين".
وأخرجه وكيع في "الزهد" (431) ، ومن طريقه هناد بن السري في "الزهد" (1399) ، والخطيب 1/36 عن محمد بن عبد العزيز، عن أبي سعد مولى أبي بكرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلاً، ووقع عند هناد والخطيب: أبو سعيد.
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 1/166، والخطيب 1/34 من طريق أبي نعيم عن محمد بن عبد العزيز، عن سعد مولى أبي بكرة، عن عبيد الله ابن أبي بكرة، عن أبي بكرة. بلفظ: "البغي وعقوق الوالدين". ونُسِبَ محمد بن عبد العزيز عند الخطيب: التيمي، ولم يرد هكذا إلا في هذه الرواية، وقد تفرد بها عبد الله بن عمر بن أبان مشكدانة عن أبي نعيم. والتيمي راو آخر غير الراسبي كما يظهر من ترجمته في كتب التراجم، والراسبي قد وثقه ابن معين.
وانظر حاشية المعلمي اليماني على "الموضح" 1/35.
وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (894) ، وفي "التاريخ" 1/166، والحاكم 4/177، والخطيب 1/37، والبغوي (1682) من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، عن محمد بن عبد العزيز الراسبي، عن أبي بكر بن عبيد الله ابن أنس بن مالك، عن أبيه، عن جده. وعند الحاكم: عن أبي بكر، عن
انس. وزادوا في متنه: "ومن عال جاريتين حتى تُدرِكا، دخلتُ الجنة أنا وهو كهاتين" وأشاربإصبعين السبابة والوسطى.
قلنا: وهذه الزيادة "ومن عال جاريتين ... " أخرجها منفصلة الترمذي (1914) ، لكنه قال: أبو بكر، عن أنس. وقال بإثره: روى محمد بن عبيد، عن محمد بن عبد العزيز غير حديث بهذا الإسناد. وقال: عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنس، والصحيح هو عبيد الله بن أبي بكر بن أنس.
قلنا: وأخرج هذا المتن "من عال جاريتين ... " على الوجه الصحيح مسلمٌ (2631) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن محمد بن عبد العزيز، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس، عن أنس.
وقد سلف حديثنا "ذنبان مؤخران ... " بمعناه بإسناد صحيح برقم (20374) .



الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

أحمد علي
07-02-2023, 10:40 PM
20398 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَخْبَرَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ،عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجِّلَ اللهُ الْعُقُوبَةَ لِصَاحِبِهِ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ، مِنَ الْبَغْيِ، وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ " (1)

(1) إسناده صحيح، إسماعيل: هو ابن عُلية، وعبد الرحمن والد عيينة: هو ابن جوشن الغطفاني.
وأخرجه المزي في ترجمة عيينة بن عبد الرحمن من "تهذيب الكمال"23/79 من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه الحسين بن الحسن المروزي في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (724) ، وأبو داود (4902) ، وابن ماجه (4211) ، والترمذي (2511) ، والحاكم 4/162، والمزي في ترجمة عبد الرحمن من "تهذيب الكمال" 17/36 من طريق إسماعيل ابن علية، به. وقرن به حسينٌ المروزي وابنُ ماجه والحاكم والمزي عبدَ الله بن المبارك.
وانظر (20374) .


الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

أحمد علي
07-02-2023, 10:43 PM
20374 - حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، وَوَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ، (1) وَيَزِيدُ، أَخْبَرَنَا عُيَيْنَةُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجِّلَ لِصَاحِبِهِ (2) الْعُقُوبَةَ مَعَ مَا يُؤَخَّرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ، مِنْ بَغْيٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ "، قَالَ وَكِيعٌ: " أَنْ يُعَجِّلَ اللهُ "، وَقَالَ يَزِيدُ: " يُعَجِّلُ اللهُ "، وَقَالَ: " مَعَ مَا يُدَّخَرُ لَهُ " (3)
__________
(1) من قوله: "قال: حدثني أبي" إلى هنا سقط من (ظ 10) و (ق) .
(2) في (م) : بصاحبه.
(3) إسناده صحيح، يحيى: هو ابن سعيد القطان، ووكيع: هو ابن الجراح، ويزيد: هو ابن هارون، وهم من رجال الشيخين. وعيينة: هو ابن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني، وهو وأبوه روى لهما البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن وهما ثقتان.
وهو في "الزهد" لوكيع (243) و (429) ، ومن طريقه أخرجه هناد بن السري في "الزهد" (1398) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (277) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (1947) ، والبيهقي في "السنن" 10/234.
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (15) ، وفي "الزهد" (724) ، والطيالسي (880) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (29) و (67) ، وابن ماجه (4211) ، وابن أبي الدنيا في "ذم البغي" (1) ، وفي "مكارم الأخلاق" (211) ، والبزار في "مسنده" (3678) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1539) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5998) و (5999) ، والخرائطي (278) ،
وابن حبان (455) و (456) ، والحاكم 2/356 و4/163، والبيهقي في "الشعب" (6670) و (7960) ، وفي "الآداب" (146) ، والبغوي في "شرح السنة" (3438) ، والمزي في ترجمة عبد الرحمن بن جوشن من "تهذيبه" 17/36 من طرق عن عيينة بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد، وصححه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي.
وسيأتي برقم (20398) عن إسماعيل بن عُلية، عن عيينة.
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 8/151-152، وعزاه للطبراني، ولفظه عنده: "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة مع ما يدخر له في الأخرة من قطيعة الرحم والخيانة والكذب، وإن أعجل البر ثواباً لصلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونون فقراء، فتنمو أموالهم، ويكثر عددهم إذا تواصلوا". قلنا: والزيادة التي فيه "وإن أعجل البر ... " أخرجها ابن حبان (440) من طريق الحسن البصري، عن أبي بكرة، ورجال إسنادها ثقات، غير أن فيه عنعنة الحسن.
وأخرج الحاكم 4/156، والخرائطي (245) من طريق بكار بن عبد العزيز ابن أبي بكرة، قال: سمعت أبي يحدث عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "كل الذنوب يؤخر الله ما شاء منها إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات" وقال الحاكم: صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي بقوله: بكار ضعيف.
قلنا: وسيأتي حديثنا برقم (20380) من طريق مولى لأبي بكرة، عن أبي بكرة، وفي بعض رواياته ذكر عقوق الوالدين.
وفي الباب عن عائشة عند ابن ماجه (4212) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5997) .
وعن أبي هريرة عند البيهقي في "السنن" 10/35، وقد اختلف في إسناده، وذكرنا الاختلاف فيه في "شرح المشكل" 15/260-261.

الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

أحمد علي
07-02-2023, 10:48 PM
516 - " رضى الرب في رضى الوالد و سخط الرب في سخط الوالد " .


قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 29 :
أخرجه الترمذي ( 1 / 346 ) و ابن حبان ( 2026 ) و الحسن بن سفيان في " الأربعين
" ( ق 69 / 2 ) من طريق خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن
عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم به . ثم أخرجه الترمذي من
طريق محمد بن جعفر و البخاري في " الأدب المفرد " رقم ( 2 ) عن شعبة به موقوفا
على ابن عمرو و لم يرفعه . و قال الترمذي : " و هذا أصح و هكذا روى أصحاب شعبة
عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو موقوفا و لا نعلم أحدا
رفعه غير خالد بن الحارث عن شعبة و خالد بن الحارث ثقة مأمون " .
قلت : و قد احتج به الشيخان و قال الحافظ في " التقريب " : " ثقة ثبت " و قد
وجدت له متابعين على رفعه : الأول : عبد الرحمن حدثنا شعبة به مرفوعا ، أخرجه
الحاكم ( 4 / 151 - 152 ) من طريقين عنه و قال : " صحيح على شرط مسلم " .
و وافقه الذهبي و هو كما قالا و عبد الرحمن هو ابن مهدي و هو من هو في الثقة
و الحفظ و الضبط . و أحد طريقيه عند الحاكم من رواية عبد الله بن أحمد عن أبيه
عنه و لم أره في مسند أحمد . و الله أعلم .
و الآخر أبو إسحاق الفزازي عن شعبة به ، أخرجه أبو الشيخ في " الفوائد " ( ق 81
/ 2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 4 / 76 / 1 ) .
و أبو إسحاق هذا هو إبراهيم بن محمد بن الحارث و هو إمام ثقة حافظ محتج به في
" الصحيحين " أيضا .
قلت : فهؤلاء ثلاثة من الثقات الأثبات اتفقوا على رواية الحديث عن شعبة مرفوعا
فثبت الحديث بذلك و أن قول الترمذي : إن الموقوف أصح إنما هو باعتبار أنه لم
يعلم أحدا رفعه غير خالد بن الحارث أما و قد وجدنا غيره قد رفعه ، فالرفع أصح
و ذلك كله مصداق لقول من قال : كم ترك الأول للآخر .
و له طريق أخرى عن يعلى بن عطاء . عند أبي نعيم في " الحلية " ( 6 / 215 )
و لكن لا أدري إذا كان وقع في إسناده تحريف أم لا .

أحمد علي
07-02-2023, 10:54 PM
14368 - حدثنا بِشْر بن موسى، ثنا القاسِمُ بن سُلَيم [الصوَّاف] (1) ، قال: شَهِدَ الواسطِيَّان أبو بِسْطام وأبو معاويةَ- يعني: شُعبةَ وهُشَيمً (2) - عن يَعْلى بن عَطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو، [ص:495] قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «رِضَا الرَّبِّ في رَضَا الوَالِدَيْنِ، وسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِهِمَا» .
__________
(1) في الأصل: «الطواف» بالطاء المشالة المهملة، والتصويب من "تخريج أحاديث الكشاف" ومن "شعب الإيمان".
(2) كذا في الأصل، والجادة: «هشيمًا» ، وما في الأصل حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وتقدم التعليق عليها في الحديث [13681] .
[14368] ذكره الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (2/264) وعزاه للمصنف.
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (7445) من طريق أبي بكر بن بالويه، عن بشر ابن موسى، به.
ورواه الترمذي في "الجامع" (1899) ، وفي "العلل الكبير" (579) ، والبزار (2394) ، والحسن بن سفيان في "الأربعين" (34) ، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (298) ؛ من طريق خالد بن الحارث، وبحشل في "تاريخ واسط" (ص45) ، والخليلي في "الإرشاد" (179) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (14/147) ؛ من طريق زيد بن أبي الزرقاء، وبحشل (ص 45) من طريق عاصم بن علي، وأبو الشيخ في "الفوائد" (28) ، وابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (5/173) و (12/10-11) ؛ من طريق أبي إسحاق الفزاري، والحاكم (4/151- 152) [ص:495] من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7446) من طريق الحسين بن الوليد، و (7447) من طريق أبي عتاب الدلال؛ جميعهم (خالد بن الحارث، وزيد بن أبي الزرقاء، وعاصم بن علي، وأبو إسحاق الفزاري، وعبد الرحمن بن مهدي، والحسين بن الوليد، وأبو عتاب الدلال) عن شعبة، به.
ورواه بحشل في "تاريخ واسط" (ص45) عن يحيى بن صبيح، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (1761) من طريق سريج بن يونس؛ كلاهما عن هشيم، به، موقوفًا، وسقط من إسناد بحشل «يعلى بن عطاء» فجاء الإسناد هكذا: «هشيم بن بشير، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو» .
وانظر الحديث السابق.



الكتاب: المُعْجَمُ الكَبِير للطبراني المُجَلَّدان الثَّالِثَ عَشَرَ والرابع عشر
المؤلف: سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني
تحقيق: فريق من الباحثين بإشراف وعناية د/ سعد بن عبد الله الحميد و د/ خالد بن عبد الرحمن الجريسي

أحمد علي
07-02-2023, 11:02 PM
تصحيح حديث : " رضى الرب في رضى الوالد و سخط الرب في سخط الوالد " .
أولاً : قال العلامة المحدث الألباني في ( الصحيحة ) (516 ) :
( أخرجه الترمذي ( 1 / 346 ) و ابن حبان ( 2026 ) و الحسن بن سفيان في " الأربعين " ( ق 69 / 2 ) من طريق خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم به . ثم أخرجه الترمذي من طريق محمد بن جعفر و البخاري في " الأدب المفرد " رقم ( 2 ) عن شعبة به موقوفا على ابن عمرو و لم يرفعه . و قال الترمذي : " و هذا أصح و هكذا روى أصحاب شعبة عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو موقوفا و لا نعلم أحدا رفعه غير خالد بن الحارث عن شعبة و خالد بن الحارث ثقة مأمون " .
قلت : و قد احتج به الشيخان و قال الحافظ في " التقريب " : " ثقة ثبت " و قد
وجدت له متابعين على رفعه : الأول : عبد الرحمن حدثنا شعبة به مرفوعا ، أخرجه
الحاكم ( 4 / 151 - 152 ) من طريقين عنه و قال : " صحيح على شرط مسلم " .
و وافقه الذهبي و هو كما قالا و عبد الرحمن هو ابن مهدي و هو من هو في الثقة
و الحفظ و الضبط . و أحد طريقيه عند الحاكم من رواية عبد الله بن أحمد عن أبيه
عنه و لم أره في مسند أحمد . و الله أعلم .
و الآخر أبو إسحاق الفزازي عن شعبة به ، أخرجه أبو الشيخ في " الفوائد " ( ق 81
/ 2 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 4 / 76 / 1 ) .
و أبو إسحاق هذا هو إبراهيم بن محمد بن الحارث و هو إمام ثقة حافظ محتج به في
" الصحيحين " أيضا .
قلت : فهؤلاء ثلاثة من الثقات الأثبات اتفقوا على رواية الحديث عن شعبة مرفوعا
فثبت الحديث بذلك و أن قول الترمذي : إن الموقوف أصح إنما هو باعتبار أنه لم
يعلم أحدا رفعه غير خالد بن الحارث أما و قد وجدنا غيره قد رفعه ، فالرفع أصح
و ذلك كله مصداق لقول من قال : كم ترك الأول للآخر .
و له طريق أخرى عن يعلى بن عطاء . عند أبي نعيم في " الحلية " ( 6 / 215 )
و لكن لا أدري إذا كان وقع في إسناده تحريف أم لا ).
ثانياً : قلت : وقد تابع خالد بن الحارث على رفعه ثقات آخرون :
1 - الحسين بن الوليد لقبه كميل وهو ثقة ؛ عند البيهقي في ( الشعب ) ( 6/177 ) : أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ نا أبو أحمد الفراء و الحسن بن هارون قالا : أخبرنا الحسين بن الوليد نا شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" رضا الله في رضا الوالدين و سخط الله في سخط الوالدين " .
قلت : هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات أثبات ؛ ولا يقلنّ قائل : إن اللفظ مختلف عن لفظ الطريق الأول ؛ ليس الأمر كذلك ؛ لفظ الطريق مجمل ؛ وهذا مُبين لما أُجمل في الطريق الأول ؛ وهذا ما يفهمه كل من قرأ لفظ الطريق الأول أن المقصود منه كلا الوالدين ، وليس أحدهما فقط ؛ فتأمل منصفاً .
2 - هارون بن زيد بن أبي الزرقاء وهو ثقة ؛ أخرجه الحافظ الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ) ( 2/205 ) وفي ( السير ) ( 14/147 ) من طريق :
أبو سعيد الكنجرودي أنا أبو عمرو الحيري أنا عبد الله بن محمد بن سيار الفرهاذاني نا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء نا أبي نا شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رضى الله في رضى الوالد وسخط الله في سخط الوالد" .
قلت : هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات أثبات .
3 - أبو عتاب الدلال وهو سهل بن حماد صدوق ؛ عند ابن بطة في ( الإبانة ) ( 99 ) : حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد القافلائي قال ثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي قال ثنا أبو عتاب الدلال قال ثنا شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رضي الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد " .
قلت : هذا إسناد حسن ؛ عبد الملك بن محمد الرقاشي صدوق يخطئ .
4 - القاسم بن سليم الصواف لم أقف له على ترجمة ؛ عند البيهقي في ( الشعب ) ( 6/177 ) :
بشر بن موسى الأسدي نا القاسم بن سليم الصواف قال : شهدت الواسطيين أبا بسطام شعبة بن الحجاج و أبا معاوية هشيم بن بشير يحدثان عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : رضى الله من رضى الوالدين و سخط الله من سخط الوالدين " .
قلت : وللحديث شاهد صحيح أخرجه أبو الحسين بن أبي يعلى في ( طبقات الحنابلة ) ( 1/ 177 ) من طريق : أبو ميمون صفدي بن الموفق السراج حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " رضى الله عز وجل في رضى الوالد وسخط الله في سخط الوالد " .
قلت : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات ؛ غير عطاء كان قد اختلط ، ولكن حماد بن سلمة روى عنه قبل الاختلاط ؛ قال النسائي ثقة في حديثه القديم إلا أنه تغير ورواية حماد بن زيد وشعبة وسفيان عنه جيدة .
وقال البخاري في ( تاريخه ) : قال على : سماع خالد بن عبدالله من عطاء بن السائب بآخره وسماع حماد بن زيد منه صحيح وقال العقيلى تغير حفظه وسماع حماد ابن زيد منه قبل التغير .
قلت : رأيت في بعض المنتديات من قام بتضعيف هذا الحديث ؛ جاهلاً أو متجاهلاً أن زيادة الرفع من الثقة مقبولة بشرطه ؛ فكيف وقد رفعه جمع من الثقات ، كما سبق !!!
ولو قلنا تنزلنا بوقفه فهو في حكم المرفوع ؛ لأن مثله لا يقال بالرأي ؛ وهذا مما يرجح رواية الرفع .

طاهر نجم الدين المحسي

أحمد علي
07-02-2023, 11:03 PM
https://binbaz.org.sa/fatwas/21609/%D9%85%D8%A7-%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%B1%D8%B6%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D8%B6%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86

أحمد علي
07-02-2023, 11:05 PM
عقوبة عقوق الوالدين

السؤال: هذه سائلة لم تذكر الاسم في هذه الرسالة، تقول: كنت عاقة لوالدتي ، والآن تبت إلى الله ، وكانت تدعو علي بعدم التوفيق، ففشلت في دراستي وتذكر بأنها الآن هي عانس، فهل هذا بسبب أن الله عاقبها وما نصيحتكم لها يا سماحة الشيخ؟!







تحميل المادة (https://files.zadapps.info/binbaz.org.sa/fatawa/nour_3la_aldarb/nour_273/27310.mp3)

الجواب: قد يكون ذلك عقوبة فعليها التوبة إلى الله وعليها بر والدتها ، والحرص على استرضائها، قد يكون هذا الفشل بسبب عقوقها، فإن المعاصي شرها عظيم والله يقول: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30] ويقول سبحانه: وَمَا أَصَابَكََ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [النساء:79] فقد يكون فشلها بأسباب عقوقها، أو بأسباب معاصٍ أخرى أو بأسباب الجميع، فالواجب التوبة والندم والإقلاع وأسأل الله التوفيق والإعانة. نعم.

https://binbaz.org.sa/fatwas/8066/%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D8%B9%D9%82%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86

أحمد علي
07-02-2023, 11:10 PM
كيفية التوبة من عقوق الوالد بعد وفاته

السؤال:أخ لنا يقول: المرسل ولدكم المعذب -كما يصف نفسه - عبد الله بن علي المعيطب من الرياض: والدي سماحة الشيخ عبد العزيز أفتوني عن أمر ضاق به صدري، وحالتي الصحية تأثرت به كثيرًا، إنني عصيت والدي كثيرًا وفي يوم من الأيام حصلت لي قضية، وقام والدي بالمتابعة لها، وأثناء هذا حدثت له حادثة سيارة وتعذب كثيرًا في المستشفى، ثم توفي وهو غير راض عني، وفي بعض الأوقات يقول أهلي: إنني أنا الذي قتلته، وأنا الذي تسببت في هذا الحادث، وهذه الكلمات تجرح قلبي، وفي بعض الأوقات أفكر - كما يقول شيخ عبدالعزيز - في الانتحار بسبب تلكم الكلمات، أنا الآن أدعو لوالدي، وأقرأ له القرآن إلا أن حالتي الصحية في تأثر، كيف أكفر عما فعلت تجاه والدي، وبماذا تنصحونني وتنصحون أهلي؟ جزاكم الله خيرًا.






تحميل المادة (https://files.zadapps.info/binbaz.org.sa/fatawa/nour_3la_aldarb/nour_896/nour_89603.mp3)

الجواب:أما أنت فننصحك بأن تلزم التوبة النصوح التي تشتمل على الندم على ما فعلت مع والدك من الإساءة، والعزم الصادق أنك لا تعود إلى أمثال ذلك من العقوق والقطيعة، وعليك مع ذلك أن تتبع هذا بالعمل الصالح كما قال الله ïپ• في كتابه العظيم : إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ [الفرقان:70]، قال سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82].فنصيحتي لك أن تلزم التوبة والندم على ما مضى منك، وتكثر الاستغفار والعمل الصالح من صلاة وصدقات وغير ذلك، وتسبيح وتهليل وتحميد وتكبير، وتكثر من قراءة القرآن وغير هذا من العمل الصالح، مع الدعاء لوالدك بالمغفرة والرحمة ورفيع الدرجة في الجنة، وتتصدق عنه بما تستطيع.الصدقات تنفع والدك، أما قراءة القرآن عنه فليس عليها دليل؛ وإن قال بها جمع من أهل العلم، لكن الأفضل أن تجعل بدل القراءة له الدعاء؛ لأنه لم يرد دليل واضح على أنه يقرأ عن الأموات، وإنما الدعاء هو المشروع، الدعاء له، والصدقة عنه، والحج عنه، والعمرة عنه، كل هذا أمر ينفعه، يقول النبي ï·؛: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له، كن أنت ولدًا صالحًا، وأكثر من الدعاء والاستغفار لأبيك مع توبتك الصادقة عما جرى منك سابقًا وأبشر بالخير، والتوبة تجب ما قبلها والحمد لله، وإياك والوساوس، وإياك وطاعة من يقول لك: إنك فعلت وإنك فعلت.. التوبة تهدم ما كان قبلها، وتجب ما قبلها الحمد لله، أعظم من العقوق الشرك، وإذا تاب المشرك تاب الله عليه؛ فالعقوق دون الشرك، فالتوبة تجب ما قبلها.ونصيحتي لأهلك أن يتقوا الله فيك، وأن لا يتعرضوا لهذا الأمر وأن يبشروك بالخير؛ لأنك تبت والتوبة تجب ما قبلها فلا يجوز لهم أبدًا أن يذكروك بما جرى منك مما يضرك، ويسبب ضيق صدرك وتحرجك، بل ينبغي لهم أن يسلوك عن هذا، وأن يقولوا لك: احمد لله لما تاب عليك، وليس لك في هذا الحادث ما يوجب تأثرك، فالأمر بيد الله ïپ‰ هو الذي قضى ما قضى، ويرجى له الخير، ولعله يكون شهيداً بسبب الحادث.فالحاصل أن الواجب عليك التوبة فقط ولزومها، ويشرع لك الدعاء لأبيك والإكثار من ذلك، والصدقة كما تقدم إذا تيسرت ولو بالقليل، والحج إذا تيسر عن والدك والعمرة كذلك، كل هذا طيب.وأبشر بالخير وإياك وسوء الظن بالله وإياك وسوء الظن بالله من تاب أفلح من تاب أفلح، يقول سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: التوبة تهدم ما كان قبلها، ويقول: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فاتق الله وأحسن الظن بمولاك واستقم على طاعته جل وعلا ولا تلتفت إلى من يلومك أو يقول لك بعد هذا فهم مخطئون وغالطون في كونهم يؤذونك وقد تبت إلى الله، بل الواجب عليهم أن يبشروك، وأن يفرحوك، وأن يعينوك على الفرح وحسن الظن بالله فالتائب لا يؤذى، التائب يبشر ويعان. نعم.المقدم: بارك الله فيكم.

https://binbaz.org.sa/fatwas/18534/%D9%83%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D9%82%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%87

أحمد علي
07-02-2023, 11:12 PM
حكم قبول أعمال العاق لوالديه والحلف على المصحف

السؤال:رسالة من أحد الإخوة المستمعين آثر عدم ذكر اسمه يسأل في سؤاله الأول ويقول: الذي يكون عاقًا لوالديه، هل تقبل منه صلاته وصومه وصدقته؟ وبماذا تنصحون الناس؟ جزاكم الله خيرًا.





تحميل المادة (https://files.zadapps.info/binbaz.org.sa/fatawa/nour_3la_aldarb/nour_803/nour_80311.mp3)

الجواب:عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، ومن المحرمات العظيمة، فالواجب الحذر منه، وقد ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات وقال -عليه الصلاة والسلام-: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين وكان متكئًا فجلس فقال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور متفق على صحته. والله يقول في كتابه الكريم ïپ‰: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء:23] يعني: أمر أن لا تعبدوا إلا إياه وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا غ‌ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء:23، 24] ويقول سبحانه في سورة لقمان: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14].فالواجب على الولد أن يشكر لوالديه، وأن يحسن إليهما، وأن يبرهما، وأن يطيعهما في المعروف، ويحرم عليه عقوقهما لا بالكلام، ولا بالفعل، فليس له أن يرفع صوته عليهما، وليس له ضربهما، وليس له عدم النفقة عليهما مع الحاجة إلى ذلك، وليس له عصيانهما في المعروف، بل يجب عليه طاعتهما في المعروف، وبرهما، وخفض الصوت إذا خاطبهما، والتأدب معهما في كل شيء.لكن لا يطيعهما في المعصية، يقول النبي ï·؛: إنما الطاعة في المعروف لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فلو أمراه أن يزني، أو يشرب الخمر، أو لا يصلي في الجماعة؛ لا يطيعهما، لكن يطيعهما في المعروف، يبرهما في المعروف، يحسن إليهما، يخاطبهما بالتي هي أحسن، ينفق عليهما إذا احتاجا إلى ذلك، هكذا المؤمن مع والديه، فحقهما عظيم، وبرهما من أهم الواجبات،. لكن ليس عقوقهما مبطلًا للصلاة، ولا للصوم، ولا للأعمال الصالحات، ولكن صاحبه على خطر من هذه الكبيرة العظيمة.وإنما تبطل الأعمال بالشرك، قال تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88] أما بالعقوق، أو قطيعة الرحم، أو المعاصي الأخرى فإنها لا تبطل الأعمال، وإنما يبطلها الشرك الأكبر.وكذلك رفع الصوت على رسول الله ï·؛ يخشى منه بطلان العمل في حياته ï·؛ كما قال الله ïپ•: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ [الحجرات:2] يعني: لئلا تحبط أعمالكم، فهذا يفيد أنه يخشى على من رفع صوته على النبي ï·؛ وجهر له بالقول أن يحبط عمله، وهذا وعيد عظيم، ولهذا كان الصحابة يتأدبون مع الرسول ï·؛ ويتكلمون معه كلامًا خفيفًا لينًا مخفوضًا تأدبًا معه، عليه الصلاة والسلام.فالمقصود: أن الواجب على المؤمن أن يبر والديه، وأن لا يعقهما، وأن يحسن إليهما في حياتهما، وبعد وفاتهما، ويحرم عليه العقوق لهما بالكلام السيء، أو السب، أو الضرب، أو أي إساءة لهما، أو رفع الصوت عليهما، أو عدم طاعتهما في المعروف، كل هذا من العقوق.المقدم: جزاكم الله خيرًا. الشيخ: نسأل الله العافية.المقدم: اللهم آمين.المقدم: يسأل أيضًا أخونا ويقول: إذا حلف إنسان على القرآن وهو يحلف في نفسه، هل يجوز هذا، أم لا؟الشيخ: كيف؟المقدم: يقول: إذا حلف إنسان على القرآن، وهو يحلف في نفسه -لعله يقصد سرًا- هل يجوز، أم لا؟ جزاكم الله خيرًا.الشيخ: هذا السؤال ليس بواضح، إذا حلف على القرآن؛ صار أشد في اليمين، وليس هناك حاجة إلى الحلف بالقرآن، يحلف ولا حاجة إلى أن يحضر القرآن، يتقي الله وهو يحلف، ويتحرى الصدق، ولا يلزم إحضار القرآن، كثير من الناس يطلب إحضار القرآن، هذا لا أصل له، ولا حاجة إليه.الواجب على المؤمن أن يصدق أينما كان، ولا يجوز الكذب لا مع قرآن، ولا مع غير القرآن، يجب أن يصدق في الخصومات وفي غيرها، وليس له الكذب إلا إذا كان مظلومًا، إذا كان مظلومًا؛ فله الكذب، ويتأول إذا كان مظلومًا.وأما إذا كان غير مظلوم؛ فليس له أن يكذب، وليس له أن يحلف في أي شيء كاذبًا، كأن يدعى عليه أنه أخذ مال فلان، أو ضرب فلانًا، أو قتل فلانًا، ليس له أن يحلف، ينكر ذلك، بل عليه أن يقر بالحق، يعطيهم مالهم، يلزمه القصاص إذا توفرت شروطه، لا يكذب.أما إذا كان مظلومًا هذا شيء آخر، له أن يتأول إذا كان مظلومًا، أن يقال له: احلف أنك ما فعلت كذا وكذا، وهو لم يفعله، ولم يقع منه، فيحلف بالله أنه لم يقع منه، وليس في هذا شيء عليه؛ لأنه صادق.المقصود: أنه ليس له أن يكذب لا بإحضار القرآن، ولا في غير القرآن، بل عليه أن يتحرى الصدق إلا في المسائل التي أباح فيها النبي ï·؛ الكذب، كالإصلاح بين الناس، والحرب، وحديث الرجل امرأته، فإذا كان ألزم باليمين في هذا، أو رأى المصلحة في هذا؛ فلا بأس أن يقول: والله ما كان كذا في الحرب، أو والله ما فعلت كذا في الحرب، إذا رأى فيه المصلحة للمسلمين.أو والله ما -يقول لامرأته-: والله ما فعلت هذا ليرضيها، ولا يضر غيره، ولا غيرها، أو في الإصلاح بين الناس، يجي قبيلة ويقول: والله ما قال هذا فلان ... يصلح بينهم، أو والله ما قالت القبيلة، أو والله إنها تحبكم، أو والله إنها تود الصلح معكم؛ ليصلح بينهم على وجه لا يضر أحدًا، هذا كله لا بأس به.المقدم: جزاكم الله خيرًا، إذًا نفهم من سماحتكم أن الحلف على المصحف أمر غير مشروع.الشيخ: ليس له أصل، نعم.المقدم: جزاكم الله خيرًا.

https://binbaz.org.sa/fatwas/14786/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D9%82%D8%A8%D9%88%D9%84-%D8%A7%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%82-%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%81-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%AD%D9%81

أحمد علي
07-03-2023, 10:28 PM
يرفع صوته على والديه لشدة غضبه ثم يندم فهل هذا من العقوق؟





اسم السلسلة:
فتاوى نور على الدرب (https://binothaimeen.net/content/Menu/ftawa?tid=89)>












تحميل MP3 (https://binothaimeen.net/content/Download/12758)


السؤال:
هل الشخص الذي يرفع صوته على والديه في وقت الغضب الشديد، ثم بعد الهدوء من ذلك الغضب يندم على ذلك الفعل أشد الندم، هل يعتبر هذا من عقوق الوالدين؟
الجواب:

الشيخ: إذا كان الإنسان لا يملك نفسه على الغضب حتى رفع صوته على أبيه أو أمه فإنه لا يؤاخذ بهذا، ولكن عليه إذا زال الغضب أن يتحلل من والديه، وعلى والديه أن يقدرا هذه الحالة وأن يحللاه، لا سيما إذا جاء معتذراً. ولكني أنصح هذا وغيره من أولئك القوم العصبيين أن يتداووا بما وصفه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو أولاً: أن لا يغضبوا، أن لا يغضبوا، يعني أن يحاولوا منع غضبهم، فيفرجوا على أنفسهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال له رجلاً: يا رسول الله أوصني، قال: «لا تغضب»، فردد مراراً فقال:« لا تغضب»، لعلمه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن هذا الرجل كان غضوباً، وإلا لأوصاه بتقوى الله عز وجل التي أوصى الله بها الأولين والآخرين هذا واحد، فأولاً يمنع الغضب، أصلاً يحاول أن لا يغضب وأن يكون بارد الضغط. ثانياً: وإن غضب فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً غاضباً فقال: «إني لأعلم كلمةٌ لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»؛ وذلك لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب الإنسان فتنتفخ أوداجه وتحمر عيناه ويفور، هذه ثانياً: يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. ثالثاً: إذا كان قائماً فليقعد، وإذا كان قاعداً فليضطجع؛ لأنه بتغيير حاله يبرد الغضب عنه. رابعاً: أن يتوضأ، يتوضأ وضوءه للصلاة، الوضوء المعتاد يعني يغسل وجهه ويتمضمض ويستنشق ويغسل يديه إلى المرفقين وما أشبه ذلك، وبهذا يسلم من الغضب. نعم.




https://binothaimeen.net/content/13020

أحمد علي
07-03-2023, 10:32 PM
هل تهربها من والدها وعدم محادثتها لسوء أفعاله من العقوق ؟اسم السلسلة:












تحميل MP3 (https://binothaimeen.net/content/Download/11450)


السؤال:
جزاكم الله خيراً. السائلة التي رمزت لاسمها بـ هـ. م. كتبت هذا السؤال بأسلوبها الخاص؛ تذكر إنها فتاة تعاني من معاملة والدها القاسية من ظلمه وقهره وجبروته، لدرجة أنها تقول إنها أحياناً تشك في أبوته مما أراه منه وما أسمعه من كلامه الجارح، تقول: ولا أخفي عليكم أني أكرهه كثيراً، ولكن في نفس الوقت أدعو له بالهداية، كثيراً ما أقع في سبه والكلام في غيبته وأتدارك فعلي هذا بالاستغفار له وبالدعاء له، ولا أحب أن أواجهه بل أتهرب منه، وهو أيضاً لا يسأل عني ولا يهتم بأمري، ولكنني أحاول بقدر الإمكان أن أقوم بطاعته إذا أمرني، حاولت مرارا تقديم النصيحة له لكنني لم أجد الجرأة الكاملة، وهو أيضا لا يعطي لأحد الجرأة في مواجهته، ولا يستجيب لا لأهله ولا لغيرهم، بل يفعل ما يمليه عليه رفقاء السوء دونما تفكر هل ما يفعله صحيح أم خطأ، دون النظر بعواقب الأمور، وأفيدكم علما بأنه مثقف، ودائما يردد بعض الأحاديث، والعجيب إن تلك الأحاديث تناقض فعله. وسؤالي فضيلة الشيخ محمد: هل علي إثم في عدم محادثته والتهرب منه، حيث إن ذلك رغم إرادتي. وجهوني في ضوء ذلك، وهل يعتبر ذلك من العقوق؟

الجواب:


الشيخ : من المعلوم أن للوالدين حقاً وللأولاد حقا؛ للوالدين حق على أولادهم من ذكور وإناث. وللأولاد حق على آبائهم وأمهاتهم. ولكن حق الوالدين أعظم؛ حق الوالدين على الأولاد أعظم من حق الأولاد على الوالدين؛ لهذا أنصحك أولاً بالصبر على ما يحصل من أبيك من أذية والجبر والظلم، وأرجو لك بذلك الصبر والإحسان ثواباً من عند الله عز وجل، ولا تقاطعيه إذا حصل منه هذا الشيء، بل أوصليه وقربيه وأنت الرابحة، أما بالنسبة إلى الأب فإني أنصحه بأن يكون عوناً لأولاده من ذكور وإناث على بره، وأن يترفق إليهم وأن يكون رفيقاً بهم، وليعلم أن التعسف والجور والظلم على البنات من أعمال الجاهلية؛ فإن أهل الجاهلية هم الذين يكرهون الإناث ويكرهون وجودهم، حتى إن أحدهم إذا بشر بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به، هل يمسكه على هون أم يدسه على التراب ألا ساء ما يحكمون، كانوا في الجاهلية من كراهتهم للنساء إذا ولد للإنسان مولودة ذهب يحفر لها ويدفنها وهي حية والعياذ بالله. حتى ذكروا أن بعضهم كانوا يدعون البنت إلى أن تميز أو تكون قريبة من التمييز ثم يخرج بها إلى البر ويحفر لها الحفرة، فإذا أصاب لحيته شيء من التراب جعلت تنفض لحيته تنقيها من التراب وهو يحفر الحفرة ليدفنها والعياذ بالله ثم يدفنها، وإن بعضهم تستغيث به ابنته إذا رأته ألقاها في الحفرة تستغيث به: يا أبتِ يا أبتِ، لكن لا يركن لها بل يدوسها والعياذ بالله، وهذه القلوب أقسى من قلوب الذئاب، فكل إنسان يكره النساء ويعاملهن معاملة سيئة ففيه شبه من أهل الجاهلية. فنصيحتي لهذا الأب أن يتقي الله عز وجل فيما رزقه من الإناث، وليعلم أنه إذا ما صبر عليهن وأدبهن كنّ له حجاباً من النار. فما جاء من فقه السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فليرفق بهن لعل الله أن يرفق به إذا لاقاه يوم القيامة.


https://binothaimeen.net/content/11709