المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحاديث لا تصح في الزنا



أحمد علي
07-13-2023, 06:44 PM
أحاديث لا تصح في الزنا

140 - " الزنا يورث الفقر " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
باطل .
رواه القضاعي في " مسند الشهاب " ( 7 / 2 ) عن أحمد بن عبد الرحمن بن أخي وهب قال أخبرنا عمي قال أنبأنا الماضي بن محمد عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن عبد الله بن عمر مرفوعا .
قلت : وهذا سند واه ، وله علتان : الأولى ضعف ليث بن أبي سليم . والأخرى الماضي بن محمد وهو مجهول ، منكر الحديث كما تقدم ، وعزاه السيوطي في " الجامع " لرواية القضاعي والبيهقي عن ابن عمر ، وقال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 190 ) : رواه البيهقي ، وفي إسناده الماضي بن محمد.
قلت : هو عنده في " الشعب " ( 4 / 363 ) من طريق ابن عدي وهذا في " الكامل " ( 6 / 432 ) وقال الذهبي : له أحاديث منكرة منها هذا الحديث .
قلت : والحديث رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 410 - 411 ) : سمعت أبي وحدثنا عن حرملة عن ابن وهب عن الماضي بن محمد عن هشام عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره ، قال أبي : هذا حديث باطل ، وماضي لا أعرفه .
قلت : ثم وجدت له متابعا ، فقال أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 359 / 2 ) : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا القاسم بن عباد حدثنا عباد حدثنا أحمد بن حرب عن حسان عن إسماعيل عن ليث به .
قلت : فانحصرت علة الحديث في الليث ولعل أصله موقوف وهم فيه الليث فرفعه ، فقد رواه ابن حبان في " الثقات ، ( 2 / 295 ) من طريق مكحول الشامي قال لي ابن عمر يا مكحول إياك والزنا فإنه يورث الفقر .
ثم وجدت له طريقا آخر أخرجه البيهقي في " الشعب " والديلمي في " مسند الفردوس " ( 2 / 99 / 2 - الغرائب ) كلاهما من طريق الحاكم عن شيخه محمد ابن صالح بن هانيء وهو ثقة قال حدثنا أحمد بن سهل بن مالك حدثني محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا الحسن بن علي الصفار حدثنا أبو خالد الأحمر حدثنا محمد ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر به .
قلت : وهذا إسناد حسن لولا أنني لم أعرف الحسن بن علي بن صفار وأحمد بن سهل ابن مالك ، فمن كان عنده علم عنهما فليتفضل بإعلامي مشكورا وجزاه الله خيرا .
وللحديث شاهد ولكنه واه وهو :
141 - " إياكم والزنا فإنه فيه ست خصال : ثلاثا في الدنيا وثلاثا في الآخرة ، فأما اللواتي في الدنيا فإنه يذهب بالبهاء ، ويورث الفقر ، وينقص الرزق ، وأما اللواتي في الآخرة : فإنه يورث سخط الرب ، وسوء الحساب والخلود في النار " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه ابن عدي ( 20 / 23 ) وأبو نعيم ( 4 / 111 ) من طريق مسلمة بن علي عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا ، وقال ابن عدي : وهذا عن الأعمش غير محفوظ وهو منكر ، وقال أبو نعيم : غريب من حديث الأعمش ، تفرد به مسلمة وهو ضعيف الحديث .
قلت : وهو مجمع على تركه ، بل قال الحاكم : روى عن الأوزاعي والزبيدي المناكير والموضوعات وقد ساق له الذهبي من مناكيره أحاديث كثيرة منها هذا ، وآخر قال فيه أبو حاتم : باطل موضوع وسيأتي إن شاء الله برقم ( 145 ) .
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 107 ) من طريق أبي نعيم ثم قال : مسلمة متروك ، وتابعه أبان بن نهشل عن إسماعيل بن أبي خالد عن الأعمش به وأبان منكر الحديث جدا ، قال ابن حبان : ولا أصل لهذا الحديث ، وتعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 191 ) بما نقله عن أبي نعيم من اقتصاره على تضعيف مسلمة ، وبأن البيهقي أخرجه في " شعب الإيمان " وقال : هذا إسناد ضعيف ، مسلمة متروك وأبو عبد الرحمن الكوفي مجهول .
قلت : أبو عبد الرحمن هذا وقع في رواية ابن الجوزي بين مسلمة والأعمش ، وليس هو في سند " الحلية " ولا في سند الحديث في " الميزان " فالله أعلم .
ثم رأيت الحديث في جزء من " أمالي الشريف أبي القاسم الحسيني " ( 55 / 1 ) وفيه أبو عبد الرحمن الكوفي هذا ، وكذا هو في " الشعب " ( 4 / 379 / 5475 ) .ثم وجدت له طريقا آخر عن الأعمش أخرجه الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 100 / 1 ) من طريق معاوية بن يحيى عن سليمان عن الأعمش .
قلت : ومعاوية هذا هو الصدفي وهو ضعيف جدا ، قال النسائي : ليس بثقة وضعفه هو في رواية وغيره ، ولا يخفى أن تعقب السيوطي المذكور لا فائدة منه لأن كلام البيهقي وكذا أبي نعيم ليس نصا في أن الحديث غير موضوع حتى يعارض به حكم ابن الجوزي بوضعه لما أخبرناك غير مرة أن الموضوع من أنواع الحديث الضعيف .
فتنبه ، وقد روي هذا الحديث بلفظ آخر وهو :
142 - " إياكم والزنا فإن في الزنا ست خصال ، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة ، فأما اللواتي في دار الدنيا فذهاب نور الوجه ، وانقطاع الرزق ، وسرعة الفناء وأما اللواتي في الآخرة فغضب الرب ، وسوء الحساب ، والخلود في النار إلا أن يشاء الله " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه الخطيب ( 12 / 493 ) وعنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 107 ) من طريق كعب بن عمرو بن جعفر البلخي إملاءً : حدثنا أبو جابر عرس بن فهد الموصلي في الموصل : حدثنا الحسن بن عرفة العبدي : حدثني يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس مرفوعا ، وقال الخطيب وتبعه ابن الجوزي : رجال إسناد هذا الحديث ثقات سوى كعب وكان غير ثقة ، ثم روى عن محمد بن أبي الفوارس أنه قال : كان سيء الحال في الحديث ، وعن العتيقي قال : فيه تساهل في الحديث .
والحديث رواه من هذا الوجه الواحدي في " تفسيره " ( ق 155 / 1 ) ، وتعقب ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 191 ) بقوله : قلت : وله طريق آخر واه أخرجه أبو نعيم : حدثنا أبو بكر المفيد حدثنا أبو الدنيا الأشج عن علي بن أبي طالب رفعه ، والله أعلم .
قلت : لم يخجل السيوطي عفا الله عنا وعنه من أن يستشهد بهذا الإسناد الباطل فإن أبا الدنيا هذا كذاب أفاك لا يخفى حاله على السيوطي ، فقد ترجمه الذهبي في " الميزان " فقال : كذاب طرقي ، كان بعد الثلاث مئة ادعى السماع من علي بن أبي طالب واسمه عثمان بن خطاب أبو عمرو ، حدث عنه محمد بن أحمد المفيد بأحاديث وأكثرها متون معروفة ملصوقة بعلي بن أبي طالب ... وما يعني برواية هذا الضرب ويفرح بعلوها إلا الجهلة ، وقال في ترجمته من الأسماء : طير طرأ على أهل بغداد ، وحدث بقلة حياء بعد الثلاث مئة عن علي بن أبي طالب فافتضح بذلك وكذبه النقادون .
فإذا كان السيوطي لا يحكم بوضع حديث يرويه مثل هذا الرجل البين كذبه ، فهو دليل واضح على مبلغ تساهله في حكمه على الأحاديث ، فاعلم هذا ولا تنسه يفدك ذكرك إياه في مواطن النزاع .
وروي هذا الحديث على لفظ ، آخر وهو :
143 - " إياكم والزنا فإن فيه أربع خصال : يذهب بالبهاء من الوجه ، ويقطع الرزق ، ويسخط الرحمن ، والخلود في النار " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 144 / 2 / 7238 - بترقيمي ) وابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 106 ) من رواية ابن عدي عن عمرو بن جميع عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، وقال الطبراني : لم يروه ، عن ابن جريج إلا عمرو ، وقال ابن الجوزي : عمرو كذاب ، وهو كما قال الهيثمي في " المجمع " ( 6 / 255 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " وفيه عمرو بن جميع وهو متروك ، وأما السيوطي فتعقبه في " اللآليء " ( 2 / 189 ) بقوله : قلت : أخرجه الطبراني في " الأوسط " ، وبناء على هذا التعقيب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع أورد السيوطي الحديث في " الجامع " برواية الطبراني وابن عدي فتعقبه الشارح المناوي بعد أن ذكر تعقب السيوطي لابن الجوزي فقال : وهو تعقب أو هى من بيت العنكبوت لأن ابن جميع الذي حكم بوضع الحديث لأجله في سند الطبراني أيضا فما الذي صنعه ؟
! ثم وجدت له متابعا فقال أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 99 / 2 ) أنبأنا إبراهيم بن إسماعيل الطلحي أبو إسحاق الكوفي يعرف بابن جهد ، أنبأنا مختار بن غسان قال سمعت إسماعيل بن مسلم عن ابن جريج به .
قلت : ومن طريق ابن الأعرابي رواه ابن الحمامي الصوفي في " منتخب من مسموعاته " ( 34 / 2 ) ، وهذا السند خير من الذي قبله ، ولكنه معلول من وجوه ثلاثة : الأول : إسماعيل هذا هو البصري ثم المكي ضعيف .
الثاني : مختار بن غسان لم يوثقه أحد .
الثالث : إبراهيم بن إسماعيل لم أجد من ترجمه نعم ذكره ابن حبان ( في الثقات ) (80 / 88 ) ثم إن مدار السندين على ابن جريج وقد عنعنه !

723 - " ما زنى عبد قط فأدمن على الزنا إلا ابتلي في أهل بيته " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
رواه ابن عدي ( 15 / 2 ) وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 278 ) عن إسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، وقال ابن عدي : " وإسحاق بن نجيح بين الأمر في الضعفاء ، وهو ممن يضع الحديث " .
وأورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 149 رقم 728 ) وقال : " إنه من أباطيل إسحاق بن نجيح " . ومما يؤيد بطلان هذا الحديث أنه يؤكد وقوع الزنى في أهل الزاني ، وهذا باطل يتنافى مع الأصل المقرر في القرآن ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) . نعم إن كان الرجل يجهر بالزنا ويفعله في بيته فربما سرى ذلك إلى أهله والعياذ بالله تعالى ولكن ليس ذلك بحتم كما أفاده هذا الحديث ، فهو باطل . ومثله : " من زنى زني به ولوبحيطان داره " .

877 - " أولاد الزنا يحشرون يوم القيامة على صورة القردة والخنازير " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
منكر .
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 139 ) عن زيد بن عياض عن عيسى بن حطان الرقاشي عن عبد الله بن عمرو مرفوعا . وقال : " لا يحفظ من وجه يثبت " .
ثم روى عن سلام بن أبي مطيع قال : حدث رجل أيوب يوما حديثا ، فأنكره أيوب ، فقال أيوب : من حدثك بهذا ؟ قال : محمد بن واسع . قال : بخ ، ثقة . قال : عن من ؟ قال : عن زيد بن عياض : قال لا تزده " .
وللحديث علة أخرى وهي الرقاشي هذا ، فهو وإن ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 1 / 162 ) فقد قال ابن عبد البر : " ليس ممن يحتج بحديثه " . والحديث عندي ظاهر النكارة مخالف لأصل إسلامي عظيم وهو قوله تبارك وتعالى : ( لا تزر وازرة وزر أخرى ) . فما ذنب أولاد الزنا حتى يحشروا على صورة القردة والخنازير ؟! ورحم الله من قال : غيري جنى وأنا المعذب فيكم فكأنني سبابة المتندم !
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق العقيلي هذه ، وقال ( 3 / 109 ) : " موضوع لا أصل له " . ووافقه السيوطي في " اللآلي " ( 1971 ) . وأما ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 310 / 1 ) فقد تعقبهما بقوله : " لم أر من اتهمهما بكذب ووضع ، وقال الذهبي في زيد بن عياض : قلت : كأن أيوب رحمه الله يغمز من زيد بن عياض ، فيقول للرجل حينما ذكره : " لا تزده " . أي لا تزد في ذكر من فوقه من الإسناد لأنه سقط ما دام أنه من طريق ابن عياض ذكره ابن أبي حاتم مختصرا ولم يضعفه ، والله أعلم " .
قلت : وكأنه ذهل عن الأصل القرآني العظيم الذي ذكرناه ، والله أعلم .


1236 - " ما من قوم يظهر فيهم الزنا إلا أخذوا بالسنة، وما من قوم يظهر فيهم الرشا،
إلا أخذوا بالرعب ".
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه أحمد ( 4/205 ) عن ابن لهيعة عن عبد الله بن سليمان عن محمد بن راشد
المرادي عن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
فذكره.
قلت : وهذا إسناد مسلسل بالعلل :
الأولى : الانقطاع بين المرادي وعمرو. قال الحافظ في " التعجيل " :
" وقد سقط رجل بين محمد وعمرو، فقد ذكر ابن يونس في المصريين محمد بن راشد
المرادي، روى عن رجل عن عبد الله بن عمرو، وذكر البخاري وابن أبي حاتم
وابن حبان في " الثقات " : محمد بن راشد بن أبي سكينة، روى عن أبيه، وعنه
حرملة بن عمران المصري، قال البخاري : " حديثه في المصريين ". وأنا أظن أنه
هذا والله أعلم ".
الثانية : جهالة المرادي هذا، قال الحسيني :
" مجهول غير معروف ".
الثالثة : عبد الله بن سليمان وهو أبو حمزة البصري الطويل. قال الحافظ :
" صدوق يخطىء ". الرابعة : ابن لهيعة، وهو عبد الله سييء الحفظ.
واعلم أن في الأخذ بالسنين حديثا آخر بلفظ :
" ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين، وشدة المؤنة وجور
السلطان عليهم.. ".
وهو مخرج في " الصحيحة " ( 106 ).

1272 - " إذا ظلم أهل الذمة كانت الدولة دولة العدو، وإذا كثر الزنا كثر السبا،
وإذا كثر اللوطية رفع الله يده عن الخلق فلا يبالي في أي واد هلكوا ".
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف جدا
رواه الطبراني في " الكبير " ( 1752 ) عن نعيم بن حماد قال : حدثنا عبد الخالق
ابن زيد بن واقد عن أبيه، قال : سمعت بسر بن عبيد الله يذكر عن جابر بن
عبد الله مرفوعا.
قلت : وهذا سند ضعيف جدا عبد الخالق هذا قال النسائي :
" ليس بثقة ".
وقال البخاري :
" منكر الحديث ". وهذا معناه عنده أنه في منتهى الضعف كما هو مشروح في " المصطلح "، فقول المنذري في " الترغيب " ( 3/198 ) :
" ضعيف ولم يترك " ؛ ليس بصواب.
ثم إن الراوي عنه نعيم بن حماد ضعيف أيضا.


1287 - " لا يدخل ولد الزنا الجنة، ولا شيء من نسله، إلى سبعة آباء ".
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
باطل
رواه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 145 ) عن الحسين بن إدريس الحلواني : نا
سليمان بن أبي هو ذة : نا عمرو بن أبي قيس عن إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن أبي هريرة مرفوعا وقال :
" لم يروه عن إبراهيم إلا عمرو ".
قلت : وهو صدوق له أوهام، لكن شيخه إبراهيم بن المهاجر وهو ابن جابر البجلي
صدوق لين الحفظ، فهو علة الحديث.
وأما إعلال الهيثمي للحديث بقوله ( 6/257 ) :
" وفيه الحسين بن إدريس وهو ضعيف ".
فلا وجه له، لأن الحسين هذا وثقه الدارقطني وأخرج له ابن حبان في " صحيحه "
وكان من الحفاظ كما قال ابن ماكولا، وغاية ما جرح به قول ابن أبي حاتم فيه :
" كتب إلي بجزء من حديثه، فأول حديث منه باطل، والثاني باطل، والثالث
ذكرته لعلي بن الجنيد فقال : أحلف بالطلاق أنه حديث ليس له أصل، وكذا هو عندي
فلا أدري البلاء منه أومن خالد بن هياج ".
فقد تردد ابن أبي حاتم في اتهام الرجل بهذه البواطيل فينبغي التوقف عن الجزم
بأنه المتهم، حتى يأتي البيان وقد وجدنا الحافظ ابن عساكر قال :
" البلاء في الأحاديث المذكورة من خالد بلا شك ".
ومما يؤكد أن الحسين بن إدريس بريء العهدة من هذا الحديث أنه لم يتفرد به كما
يشعر بذلك قول الطبراني المتقدم، وقال عبد بن حميد في " المنتخب من المسند "
( ق 189/2 ) : حدثنا عبد الرحمن بن سعد الرازي : حدثنا عمرو بن أبي قيس به.
وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3/111 )، وقال - وتبعه السيوطي في "
اللآلىء " - 2/193 ) :
" لا يصح، إبراهيم بن مهاجر ضعيف، قال الدارقطني : اختلف على مجاهد في هذا
الحديث على عشرة أوجه، فتارة يروى عن مجاهد عن أبي هريرة، وتارة عن مجاهد عن
ابن عمر، وتارة عن مجاهد عن ابن أبي ذباب، وتارة عن مجاهد عن ابن عمرو
موقوفا، إلى غير ذلك، وكله من تخليط الرواة ".
قلت : وقد بين أبو نعيم في " حلية الأولياء " ( 3/307 - 309 ) هذه الوجوه
العشرة من الاضطراب، وزاد عليها فأفاد وأجاد، فمن شاء فليرجع إليه.

وللحديث طرق أخرى بنحوه كلها معلولة، وقد ساق ابن الجوزي بعضها وبين عللها
ثم قال :
" إن هذه الأحاديث مخالفة للأصول، وأعظمها قوله تعالى : " ولا تزر وازرة
وزر أخرى " ".
وزاد عليه ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2/228 ) :
" قلت : ولقوله صلى الله عليه وسلم " ولد الزنا ليس عليه إثم أبو يه شيء ".
أخرجه الطبراني من حديث عائشة. قال السخاوي : وسنده جيد. والله أعلم ".
قلت : وقد تكلم على الحديث جماعة من العلماء كالحافظ ابن حجر في " تخريج
الكشاف " ( 4/176/210 ) والسخاوي في " المقاصد الحسنة " ( 470/1322 ) وابن
طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص 109 ) وابن القيم في " المنار " ( ص 48 )،
واتفقوا جميعا على أنه ليس على ظاهره، وعلى أنه ليس له إسناد صالح للاحتجاج
به، وغاية ما ادعاه بعضهم ردا على ابن طاهر وابن الجوزي أنه ليس بموضوع !
ولذلك تكلفوا في تأويله حتى لا يتعارض مع الأصل المتقدم، بما تراه مشروحا في
كثير من المصادر المتقدمة. وأنا أرى أنه لا مسوغ لتكلف تأويله بعد ثبوت ضعفه
من جميع طرقه، ولذلك فقد أحسن صنعا من حكم عليه بالوضع كابن طاهر وابن
الجوزي. والله أعلم.
ثم بدا لي تقييد هذا الحكم، بهذا اللفظ المخرج هنا بتمامه، وأما طرفه الأول
منه، فقد روي نحوه من طرق أخرى يقوي بعضها بعضا، وصحح أحدها ابن حبان في
حديث خرجته في " الصحيحة " برقم ( 672 )، وذكرت هناك المعنى المراد منه
فراجعه.

1462 - " فرخ الزنا لا يدخل الجنة ".
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف
رواه ابن عدي ( 189/1 ) : حدثنا حمزة بن داود الثقفي : حدثنا محمد بن زنبور :
حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا وقال :
" يعرف بسهيل ".
قلت : إنما يعرف عنه بلفظ : " ولد الزنا شر الثلاثة ".
هكذا أخرجه الطحاوي وأبو داود وغيرهما من طرق عدة عن سهيل به. وفي لفظ
للطحاوي : " فرخ الزنا شر الثلاثة "، لكن في إسناده حسان بن غالب وهو متروك.
فالمحفوظ اللفظ الذي قبله، ولذلك خرجته في " الصحيحة " ( 671 ).
وأما هذا فعلته محمد بن زنبور، فإن فيه ضعفا، فلا يقبل منه ما خالف فيه
الثقات، وحمزة بن داود الثقفي لم أجد له ترجمة.
وهذا ليس بشيء كما ترى ، فقد أساء بذكره إياه في " الجامع الصغير " ! ولعبد النور هذا حديث آخر زاد فيه أشياء خلافا للثقات ، وسيأتي إن شاء الله تعالى .
1846 - " الغيبة أشد من الزنا ، إن الرجل يتوب فيتوب الله عليه ، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه " .
ضعيف جدا . رواه السلفي في " الطيوريات " ( 173 / 1 ) وابن عبد الهادي في
" جزء أحاديث ... " ( 227 / 2 ) عن أسباط بن محمد : أخبرنا أبو رجاء الخراساني
عن عباد بن كثير عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد
الخدري مرفوعا . ورواه أبو موسى المديني في " اللطائف " ( 4 / 1 ) عن داود
بن المحبر : حدثنا عباد بن كثير به ، إلا أنه قال : " عن أبي سعيد عن جابر بن
عبد الله " ، وقال : " حديث غريب لا أعرفه هكذا إلا من هذا الوجه ، ورواه أبو
رجاء عبد الله بن واقد الهروي عن عباد فقال : عن جابر وأبي سعيد رضي الله
عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم " . قلت : داود متهم بالكذب ، فلا عبرة
بمخالفته ، وأسباط وأبو رجاء ثقتان ، وإنما علة الحديث عباد بن كثير وهو
الثقفي البصري ، قال الحافظ : " متروك ، قال أحمد : روى أحاديث كذب " . و
الحديث قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 92 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط "
، وفيه عباد بن كثير الثقفي وهو متروك " . وقال الحافظ المنذري في " الترغيب
" ( 3 / 300 ) : " رواه ابن أبي الدنيا في " كتاب الغيبة " ، والطبراني في "
الأوسط " ، والبيهقي ، عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري . ورواه
البيهقي أيضا عن رجل لم يسم عن أنس . ورواه عن سفيان بن عيينة غير مرفوع ، و
هو الأشبه . والله أعلم " . وقد روي الحديث بلفظ : " إياكم والغيبة فإن
الغيبة أشد من الزنا ، قيل : يا رسول الله ! وكيف الغيبة أشد من الزنا ؟ قال :
الرجل يزني فيتوب ، فيتوب الله عز وجل عليه ، وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى
يغفر له صاحبه " . رواه الدينوري في " المجالسة " ( 27 / 8 / 2 ) والضياء في
" المنتقى من مسموعاته بمرو" ( 23 / 2 ) عن أسباط بن محمد قال : حدثنا أبو
رجاء الخراساني عن عباد بن كثير عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله و
أبي سعيد الخدري مرفوعا . ورواه الواحدي في " تفسيره " ( 4 / 81 / 2 ) من هذا
الوجه عن جابر وحده ، إلا أنه وقع فيه : " عن أبي الزبير " بدل : " أبي نضرة "
، ولعله تحريف من بعض الرواة وهكذا على الصواب أورده ابن أبي حاتم في " العلل
" ( 2 / 120 ) وقال : " فقلت لأبي : هذا الحديث منكر ؟ قال : كما تقول ، (
الأصل : يكون ) أسأل الله العافية ، يجيء عباد بن كثير البصري بمثل هذا ؟! " .
والحديث عند الطبراني في " الأوسط " ( 4 / 485 - مجمع البحرين ) والبيهقي في
" الشعب " ( 2 / 305 / 2 ) والأصبهاني في " الترغيب " ( 582 ) عن عباد به .


4128 - ( المقيم على الزنا كعابد وثن ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف جداً
رواه ابن نظيف في "الفوائد" (100/ 1) عن كثير بن يزيد ابن أبي صابر : أخبرنا جنادة بن مروان ، عن الحارث بن النعمان ابن أخت سعيد بن جبير ، عن أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ الحارث هذا ؛ قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال العقيلي :
"أحاديثه مناكير" .
وجنادة بن مروان ؛ قال أبو حاتم :
"ليس بقوي في الحديث" .
وله طريق آخر ، رواه ابن عساكر (7/ 161/ 2) عن إبراهيم بن الهيثم البلدي : أخبرنا علي بن عياش الحمصي ، عن سعيد بن عمارة ، عن الحارث بن النعمان قال : سمعت أنس بن مالك مرفوعاً .
قلت : وسعيد بن عمارة ؛ قال الأزدي :
"متروك" . وقال ابن حزم : "مجهول" . وقال الحافظ :
"ضعيف" .


4295 - ( لأن أمتع بسوط في سبيل الله ؛ أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه الحاكم (2/ 215) عن سلمة بن الفضل ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير قال :
"بلغ عائشة رضي الله عنها أن أبا هريرة يقول : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (فذكره) ، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
"ولد الزنا شر الثلاثة" ، و "إن الميت يعذب ببكاء الحي" ، فقالت عائشة : رحم الله أبا هريرة ! أساء سمعاً فأساء إصابة ، أما قوله : "لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا" ، إنها لما نزلت (فلا اقتحم العقبة . وما أدراك ما العقبة) قيل : يا رسول الله ! ما عندنا ما نعتق إلا أن أحدنا له جارية سوداء تخدمه وتسعى عليه ، فلو أمرناهن فزنين فجئن بالأولاد فأعتقناهم !؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
"لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن آمر بالزنا ثم أعتق الولد" .
وأما قوله : "ولد الزنا شر ثلاثة" ، فلم يكن الحديث على هذا ، إنما كان رجل من المنافقين يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : "من يعذرني من فلان ؟" قيل : يا رسول الله مع ما به ، ولد زنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "هو شر الثلاثة ، والله عز وجل يقول : (ولا تزر وازرة وزر أخرى)" .
وأما قوله : "إن الميت ليعذب ببكاء الحي" ، فلم يكن الحديث على هذا ، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بدار رجل من اليهود قد مات وأهله يبكون عليه فقال : "إنهم يبكون عليه ، وإنه ليعذب ، والله عز وجل يقول : (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)" . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط مسلم" ! ورده الذهبي بقوله :
"كذا قال ، وسلمة لم يحتج به (م) وقد وثق ، وضعفه ابن راهويه" .
قلت : وقال الحافظ في "التقريب" :
"صدوق كثير الخطأ" .
قلت : وابن إسحاق مدلس وقد عنعنه ، فإنى للحديث الصحة بل الحسن ؟!
وقد روي من طريق أخرى عن الزهري ، فقال الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (56/ 1 - زوائده) : حدثنا عبد العزيز بن أبان قال : حدثنا معمر بن أبان ابن حمران قال : أخبرني الزهري به نحوه .
وابن أبان هذا ؛ متروك ؛ فلا يستشهد به .


6110 - ( مَن نظرَ إلى فرجِ امرأةٍ ؛ لم تَحِلَّ له أمُّها ولا ابنتُها) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
منكر .
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف " (4/165) : جرير بن عبدالحميد
عن حجاج عن أبي هانئ قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ، أبو هانئ هذا لم أعرفه ، وقد ذكر الذهبي
في "المقتنى" خمسة بهذه الكنية وسماهم ، ولم يتبين لي أنه منهم ، وكلام
البيهقي الآتي يشعر بأنه مجهول لا يعرف .
والحجاج الظاهر أنه ابن أرطاة ، وبه جزم البيهقي ، وهو كوفي ، وكذا الراوي
عنه جرير بن عبدالحميد ، قال البيهقي في (باب الزنا لا يحرم الحلال) من "السنن
الكبرى ، (7/ 170) :
"وأما الذي يروى فيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إذا نظر الرجل إلى فرج المرأة ؛ حرمت عليه أمها وابنتها" ؛ فإنه إنما رواه الحجاج بن أرطاة عن أبي هانئ ، أو أم هانئ عن
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وهذا منقطع ، ومجهول ، وضعيف ، الحجاج بن أرطاة لا يحتج به فيما
يسنده ، فكيف بما يرسله عمن لا يعرف ؟! " .
وجزم الحافظ في "الفتح " (9/156) بأنه حديث ضعيف ، وعزاه لابن أبي
شيبة من حديث أم هانئ ؛ كذا وقع فيه : (أم هانئ) ... والصواب : (أبو هانئ) - كما
سبق عن "المصنف " - ، وكذلك وقع في "الدر المنثورة (2/136) معزواً لابن أبي
شيبة ، ووقع عند البيهقي معلقاً على الشك : (أبي هانئ ، أو : أم هانئ) - كما
رأيت - ، فإن كان محفوظاً ؛ ففيه إشارة إلى أن الراوي لم يحفظه جيداً ، ولعل ذلك
من الحجاج أو من شيخه الذي أسقطه من الإسناد ؛ فإنه مشهور بالتدليس . والله
أعلم .

أحمد علي
07-13-2023, 06:45 PM
6115 - ( وَلَدُ الزِّنا ليس عليه من إِثْمِ أبَوَيْه شيءٌ . ثم قَرَأَ : {وَلَا تَزِرُ
وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى** .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
منكر .
أخرجه الطبراني في "الأوسط " (1/250/2/4322 - بترقيمي) من
طريق جعفر بن محمد بن جعفر المدائني قال : نا عباد بن العوام عن سفيان عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ... مرفوعاً . وقال :
"لم يرفع هذا الحديث عن سفيان الثوري إلا عباد بن العوام ، تفرد به جعفر
ابن محمد المدائني " .
قلت : قال فيه الهيثمي (6/257) بعدما عزاه للطبراني : "ولم أعرفه" . وفاته أنه ذكره ابن حبان في "الثقات " فقال (8/162) :
"يروي عن يزيد بن هارون وأبيه ، روى عنه أهل واسط " .
وهكذا ذكره الهيثمي نفسه في كتابه "ترتيب ثقات ابن حبان " فكأنه نسي ،
أو أنه ألفه بعد يهيفه لـ"مجمع الزوائد" ، وهذا ما أستبعده .
لكن قد استدركه الحافظ في "اللسان " (2/126) فذكره بروايته عن يزيد بن
هارون وأبي نعيم وغيرهما ، ثم قال :
"قال الجورقاني في كتاب "الأباطيل " : مجروح " .
قلت : ساق له حديثاً بإسنادين له ؛ أحدهما إلى علي ، والآخر إلى أنس ،
وقال (2/239) :
"حديث باطل ، وجعفر بن محمد مجروح " .
ومن الغريب أن الحافظ لم يشر - ولو أدنى إشارة - إلى كونه في "ثقات ابن
حبان "! فكأنه أصابه ما أصاب شيخه الهيثمي . ولعل تلميذه الحافظ السخاوي ،
وقف على ترجمة جعفر هذا في "الثقات" ؛ فقد نقل عنه ابن عراق في "تنزيه
الشريعة " (2/228) أنه قال :
"وسنده جيد " .
فإن هذا التجويد لا وجه له إلا على اعتبار أنه وقف على هذا التوثيق ، وإن
كان توثيقاً ليِّناً لتفرد ابن حبان به ، ومخالفته لتجريح الجورقاني ؛ ولأنه قد خولف
في رفعه ، رواه البيهقي (10/58) من طريق أبي نعيم : ثنا سفيان عن هشام عن
أبيه عن عائشة قالت : ... فذكره بتمامه موقوفاً عليها ، وقال :
"رفعه بعض الضعفاء ، والصحيح موقوف " . فكأنه يشير إلى تضعيف جعفر هذا الذي رفعه ، فليضم إذن تضعيفه إلى
تضعيف الجورقاني . والله أعلم .

724 - " من زنى زني به ولوبحيطان داره " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
رواه ابن النجار بسنده عن القاسم بن إبراهيم الملطي : أنبأنا المبارك بن عبد الله المختط : حدثنا مالك عن الزهري عن أنس مرفوعا .
قال ابن النجار : " فيه من لا يوثق به " . قلت : وهو القاسم الملطي كذاب . كذا في " ذيل الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( ص 134 ) و" تنزيه الشريعة " لابن عراق ( 316 / 1 ) .
قلت : ومع ذلك فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية ابن النجار هذا !! وخفي أمره على المناوي فلم يتعقبه بشيء ! .


729 - " الزنجي إذا شبع زنى ، وإذا جاع سرق ، وإن فيهم لسماحة ونجدة " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
رواه أبو سعيد الأشج في " حديثه " ( 114 / 2 ) : حدثنا عقبة بن خالد : حدثني عنبسة البصري عن عمرو بن ميمون عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا . قلت : وهذا سند ضعيف جدا ، آفته عنبسة هذا وهو ابن مهران البصري الحداد ، قال أبو حاتم : " منكر الحديث " . وقال أبو داود : " ليس بشيء " .
وقال ابن حبان ( 2 / 167 ) : " كان يروي عن الزهري ما ليس من حديثه ، وفي حديثه المناكير التي لا يشك من الحديث صناعته أنها مقلوبة " . ومن طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن عدي عن أبي سعيد الأشج به . ثم قال ابن الجوزي ( 2 / 233 ) : " لا يصح ، عنبسة قال النسائي : متروك " .
وتعقبه السيوطي بالحديث الذي قبله وسبق الجواب عنه . وقد وافق ابن الجوزي على وضع الحديث الإمام ابن القيم فقال في " المنار " ( ص 49 ) : " أحاديث ذم الحبشة والسودان كلها كذب " . " ثم ذكر أحاديث هذا أحدها ، وثانيها الحديث الآتي : "
730 - " تخيرو ا لنطفكم ، وأنكحوا في الأكفاء ، وإياكم والزنج فإنه خلق مشوه " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
رواه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 314 ) عن روح بن جبر : حدثنا الهيثم بن عدي عن هشام مولى عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . قلت : وروح هذا لم أعرفه . وأما الهيثم فكذاب ، كذبه ابن معين والبخاري وأبو داود وغيرهم . وأما هشام مولى عثمان فلم أعرفه أيضا .
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية ابن حبان وهذا في " الضعفاء " ( 2 / 281 ) بسنده عن محمد بن مروان السدي عن هشام بن عروة به وقال ( 2 / 233 ) : " السدي كذاب ، وتابعه عامر بن صالح الزبيري عن هشام وليس بشيء ، وقال النسائي : ليس بثقة " .
وتعقبه السيوطي في " اللآلي " ( ص 272 ) فقال : " قلت : له طريق آخر " . ثم ساقه من رواية أبي نعيم في " الحلية " ( 3 / 377 ) : حدثنا أحمد بن إسحاق : حدثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك : حدثني عبد العظيم بن إبراهيم السالمي : حدثنا عبد الملك بن يحيى : حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس مرفوعا ، وقال : غريب من حديث زياد والزهري ، لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . قلت : وسكت عليه السيوطي في " اللآلي " وأورده في " الجامع " من هذا الوجه ، وإسناده مظلم ، فإن من دون ابن عيينة لم أجد لهم ترجمة ، غير عبد العظيم هذا فأورده الحافظ في " اللسان " وقال : " يغرب ، من ثقات ابن حبان " .
قلت : فهو أو شيخه أو من دونه آفة هذا الحديث ، فإن شطره الثاني منكر جدا ، وقد سبق قول ابن القيم : " أحاديث ذم الحبشة والسودان كلها كذب " . ثم ذكر أحاديث هذا أحدها .
وأما الجملة الأولى من الحديث ، فقد وجدت لها طريقا أخرى ، رواه الضياء في " المختارة " ( 223 / 2 ) من طريق تمام الرازي : حدثنا أبو عبد الرحمن ضحاك بن يزيد السكسكي بـ ( بيت لهيا ) : حدثنا محمد بن عبد الملك : حدثنا سفيان بن عيينة به مقتصرا على قوله " تخيرو ا لنطفكم " .
قلت : وهذا سند ضعيف ، الضحاك هذا مجهول الحال أورده ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 8 / 230 ) وقال : " روى عن وزيرة بن محمد وأبي زرعة الدمشقي ، روى عنه تمام بن محمد وعبد الرحمن بن عمر بن نصر ، مات سنة 347 " ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
وشيخه محمد بن عبد الملك لم أعرفه ، ويحتمل أن يكون ابن أبي الشوارب الأموي البصري . والله أعلم . ولهذه الجملة شواهد لا تخلوأسانيدها من مقال ، ولعلنا نتفرغ لتتبعها وتحقيق القول فيها إن شاء الله ، وهي على كل حال لا تبلغ أن تكون موضوعة (1) ، بخلاف الجملة الأخيرة " وإياكم والزنج ... " فإنها ظاهرة البطلان كسائر الأحاديث التي تقدمت بمعناها ، وقد ذكر هذه الجملة ابن معين في " التاريخ والعلل " ( 29 / 1 ) من حديث عائشة موقوفا عليها ، ولعله أشبه فقال : " مسلمة بن محمد ليس حديثه بشيء يروي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : .... " فذكره . ونحو هذه الزيادة في الضعف ما يرويه عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا بلفظ : " تخيرو ا لنطفكم ، فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن ، وأشباه أخواتهن " . أخرجه ابن عدي في ترجمة عيسى هذا ( ق 294 / 2 ) وقال : " وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد " .
وروى عن البخاري أنه قال فيه : " صاحب مناكير وقال في موضع آخر : " منكر الحديث " وعن النسائي : " متروك الحديث " . وقال ابن حبان ( 2 / 116 ) : " منكر الحديث جدا ، يروي عن الثقات أشياء كأنها موضوعات " .
__________
(1) بل هي صحيحة بمجموع طرقها ، وقد جمعتها وخرجتها في " الصحيحة " ( 1067 ) . اهـ .



1274 - " من زنى أوشرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه الحاكم ( 1/22 ) من طريق سعيد بن أبي أيوب : حدثنا عبد الله بن الوليد عن
ابن حجيرة أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : فذكره وقال :
" [ صحيح ] على شرط مسلم، فقد احتج بعبد الرحمن بن حجيرة وعبد الله بن الوليد
وهما شاميان ".
كذا قال، ووافقه الذهبي. وقد وهما من وجوه :
الأول : أن ابن حجيرة هنا ليس هو عبد الرحمن بل ابنه عبد الله بن عبد الرحمن بن
حجيرة، فإنه هو الذي يروي عنه عبد الله بن الوليد. كما جاء في ترجمتيهما.
وعلى هذا ففي الإسناد إشكال، ذلك لأن عبد الله هذا ليس له رواية عن أبي هريرة
ولا عن غيره من الصحابة، وكل ما قالوه في ترجمته أنه روى عن أبيه لا غير.
وعلى هذا فكأنه سقط من الإسناد قوله : " عن أبيه ". والله أعلم.
الثاني : أن عبد الله بن الوليد وابن حجيرة ليسا شاميين، وإنما هما مصريان.
الثالث : أن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة ليس من رجال مسلم أصلا.
وكذا عبد الله بن الوليد، وقد ذكره ابن حبان في " الثقات "، وضعفه
الدارقطني فقال :
" لا يعتبر بحديثه ".
وقال الحافظ :
" لين الحديث ".
ومنه يتبين أن الإسناد ضعيف.
نعم قد جاء الحديث بإسناد صحيح لكن بلفظ :
" إذا زنى العبد خرج منه الإيمان وكان كالظلة، فإذا انقلع منها رجع إليه
الإيمان ". وهو في " الأحاديث الصحيحة " ( 509 ).
ومثل حديث الترجمة في الضعف ما رواه عمرو بن عبد الغفار : حدثنا العوام بن
حوشب : حدثني علي بن مدرك عن أبي زرعة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ :
" إن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء، فإذا زنى العبد نزع منه سربال
الإيمان، فإن تاب رد عليه ". أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2/119/1 - 2 ).
وعمرو هذا قال أبو حاتم :
" متروك الحديث ".
وقال ابن عدي :
" اتهم بوضع الحديث ".

1584 - " إن الإيمان سربال يسربله الله من يشاء ، فإذا زنى العبد نزع منه سربال الإيمان ، فإذا تاب رد عليه " .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف جدا .
أخرجه ابن الجوزي في " ذم الهو ى " ( ص 190 ) من طريق يحيى بن أبي طالب قال : حدثنا عمر [ و] بن عبد الغفار قال : حدثنا العوام بن حوشب قال : حدثنا علي بن مدرك عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا ، رجاله ثقات ، على كلام في يحيى لا يضر ، غير عمرو بن عبد الغفار وهو الفقيمي . قال أبو حاتم : " متروك الحديث " . وقال ابن عدي : " اتهم بوضع الحديث " . وقال العقيلي وغيره : " منكر الحديث " . والحديث أورده السيوطي في " الجامع الكبير " ( 1 / 163 / 2 ) من رواية البيهقي في " شعب الإيمان " وابن مردويه عن أبي هريرة ، ولكنه أساء بذكره إياه في " الزيادة على الجامع " .

3324 - ( أيما عبد أو امرأة ، قال أو قالت لوليدتها : يا زانية ، ولم تطلع منها على زنى ؛ جلدتها وليدتها يوم القيامة ؛ لأنه لا حد لهن في الدنيا ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع
أخرجه الحاكم (4/ 370) من طريق عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن عمرو بن العاص رضي الله عنه : أنه زار عمة له ، فدعت له بطعام ، فأبطأت الجارية ، فقالت : ألا تستعجلي يا زانية ! فقال عمرو : سبحان الله ! لقد قلت أمراً عظيماً ، هل اطلعت منها على زنى ؟ قالت : لا والله ، فقال عمرو رضي الله عنه : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ... فذكره ، وقال الحاكم :
"صحيح الإسناد" ورده الذهبي بقوله :
"قلت : بل عبد الملك متروك باتفاق ، حتى قيل فيه : دجال" .
قلت : وقد اتهمه الحاكم نفسه فقال في "المدخل" :
"روى عن أبيه أحاديث موضوعة" ! فكأن الحاكم نسي . وقال ابن حبان : "كان يضع الحديث" .


4599 - ( من زنى أمة لم يرها تزني ؛ جلده الله يوم القيامة بسوط من نار ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه أحمد (5/ 155) من طريق عبيد الله بن أبي جعفر عن الحمصي عن أبي طالب عن أبي ذر مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ أبو طالب والراوي عنه مجهولان . وقال في "كنى التعجيل" :
"قلت : كذا رأيته في "المسند" . ووقع في "الكنى" لأبي أحمد - تبعاً للبخاري - : "الجهضمي" ؛ ولم يذكر له اسماً ولا حالاً ، ولا لأبي طالب . وفي "الثقات" لابن حبان : "أبو طالب الضبعي . عن ابن عباس . وعنه قتادة" . فما أدري هو هذا أو غيره ؟" .
قلت : أبو طالب الضبعي من رجال "المسند" (5/ 254-255) . فكان على الحافظ أن يفرده بترجمة ، أو أن يشير إلى ذلك على الأقل .
ثم إن صاحب الترجمة ؛ أورده ابن أبي حاتم أيضاً (4/ 2/ 397) من رواية الحمصي عنه ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
والحديث في "كنى التاريخ" للبخاري (45) .
وسائر رجال الحديث ثقات رجال الشيخين .
فقد أبعد المناوي النجعة حين أعله بعبيد الله بن أبي جعفر فقط ؛ دون من فوقه !!


5901 - ( شفاعتي لأهل الذنوب من أمتي . قال أبو الدرداء : وإن زنى وإن سرق ؟ فقال : نعم ، وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ا لدرداء ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع بهذا السياق .
أخرجه الخطيب في (( التاريخ )) ( 1 / 416 ) من طريق إبراهيم بن حبان بن طلحة قال : نبأنا شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن أبي الدرداء مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد موضوع ، آفته إبراهيم هذا ، وهو إبراهيم بن البراء بن النضر ابن أنس بن مالك ، اختلفوا في نسبه ؛ تعمية لحاله ؛ كما أوضحه الخطيب في (( موضحه )) ، وقال في خاتمة ترجمته منه ( 1 / 401 ) :
(( وإنما كثر الاختلاف في نسب هذا الرجل لأجل ضعفه ، ووهاء رواياته ، وحدث أحاديث منكرة عن مالك وشعبة والحمادين ، فغير نسبه من سمع منه ؛ تدليساً للرواية عنه )) . وقال العقيلي ( 1 / 45 ) :
(( يحدث عن الثقات بالأباطيل )) . وقال ابن عدي ( 1 / 254 ) :
(( أحاديثه كلها مناكير موضوعة ، ومن اعتبر حديثه ؛ علم أنه ضعيف جداً ، وهو متروك الحديث )) . وقال ابن حبان في (( الضعفاء )) ( 1 / 117 ) :
(( يحدث عن الثقات بالأشياء الموضوعات )) .
قلت : هذا هو علة الحديث ، ولم يتنبه لها المناوي في (( شرح الجامع الصغير )) ؛ فأخذ يضعف الحديث ببعض من دونه ! وقلدته في ذلك اللجنة القائمة على تحقيق (( الجامع الكبير )) ( 14935 ) ، فنقلت كلامه ، وأقرته كما هي عادتها ! ! ( تنبيه ) : الشطر الأول قد صح في عدة روايات بلفظ :
(( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي )) . وهو مخرج في (( ظلال الجنة )) ( 830 - 832 ) .
وجملة ؛ (( وإن زنى وإن سرق )) ؛ هي من تمام حديث أبي ذر في (( الصحيحين )) ، وفي رواية لابن حبان ( أبي الدرداء ) ؛ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
(( أتاني جبريل ، فبشرني أن من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً ؛ دخل الجنة . فقال : وإن زنى . . . )) الحديث ، وهو مخرج في (( الصحيحة )) ( 826 ) . قلت : فالظاهر أن إبراهيم هذا لفق من هذين الحديثين الصحيحين حديثه هذا الذي لا أصل له ، وافتراه على شعبة بسنده المذكور ، وهو لا علم له به !



6102 - ( إن إبليس ييعث جنوده كل صباح ومساء ؛ فيقول: من
أضل رجلاً أكرمته، ومن فعل كذا فله كذا، فيأتي أحدهم فيقول:
لم أزل به حتى طلق امرأته، قال: يتزوج أخرى، فيقول: لم أزل به
حتى زنى، فيجيزه ويكرمه، ويقول: لمثل هذا فاعملوا، ويأتي آخر
فيقول: لم أزل بفلان حتى قتل، فيصيح صيحة يجتمع إليه الجن
فيقولون له: ياسيدنا ما الذي فرحك فيقول: أخبرني (1) فلان أنه لم يزل برجل من بني آدم يفتنه ويصده حتى قتل رجلاً فدخل النار؛
فيجيزه ويكرمه كرامة لم يكرم بها أحداً من جنوده ثم يدعو بالتاج ؛
فيضعه على رأسه ، ويستعمله عليهم ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
منكر جداً بهذا التمام .
أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/28 - 129) من
طريق أسماعيل بن يريد : ثنا إبراهيم بن الأشعث : ثنا فضيل بن عياض عن
عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى الأشعري يرفعه
إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ إسماعيل بن يزيد لم أعرفه ، ويحتمل أنه الذي
في "الجرح والتعديل" (1/1/ 205) :
" إسماعيل بن يزيد ، خال أبي ، وعم أبي زرعة ، روى عن السندي بن عبدويه ،
وإسحاق بن سليمان ، وعبدالصمد العطار ، وعبد الله بن هاشم . روى عنه أبي .
سئل أبي عنه ؟ فقال : صدوق " .
وإبراهيم بن الأشعث ، وهو : البخاري خادم الفضيل بن عياض ، وثقه
بعضهم ، لكن قال ابن أبي حاتم (1/1/88) :
"سألت أبي عنه ، وذكرت له حديثاً رواه عن معن ، عن ابن أخي الزهري عن
الزهري ؟ فقال : هذا حديث باطل موضوع ، كنا نظن بـ (إبراهيم بن الأشعث)
الخير ؛ فقد جاء بمثل هذا ! " .
وذكره إبن حبان في "الثقات" ! مع أنه قال فيه (8/66) :
"يغرب ، ويتفرد ، ويخطئ ويخالف" !
فهل من كان هذه صفته يكون ثقة ؟! وقد يقول في بعض رجاله (6/98) :
"دلس عن أنس ، يخطئ كثيراً " ؟!
وعطاء بن السائب كان قد اختلط ، وفضيل بن عياض لم يذكر فيمن سمع
منه قبل الاختلاط . لكن قد رواه عنه سفيان عن عطاء به مختصراً .
أخرجه ابن حبان في "صحيحه " (44/63) ، ولذلك أخرجته في "الصحيحة "
(1280) ، وصححه الحاكم (4/ 350) ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا .
ولهذا المختصر شاهد أخصر منه من حديث جابر عند مسلم وغيره من رواية
الأعمش عن أبي سفيان عنه ، وكنت خرجته في "الصحيحة" أيضاً برقم (3261) .
ثم بدا لي فيه إشكال سببه - والله أعلم - الاختصار الذي وقع فيه من بعض
الرواة ، أو من عنعنة الأعمش ، فإن فيه :
"ثم يجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فَرَّقت بينه وبين امرأته ؛ فيدنيه منه
ويقول : نِعمَ أنت! قال الأعمش : أراه قال : فيلتزمه " .
فظننت أنه سقط منه قول إبليس في الذي فرق : "أوشك أن يتزوج " ، كما
سقط منه قصة الذي لم يزل به حتى قتل ، وهو الذي قال له إبليس : نعم ؛ أنت .
وهذا ثابت فِي حَدِيثِ سفيان الصحيح . والله سبحانه وتعالى أعلم .
ثم رأيت الفضيل بن عياض قد تابعه إبراهيم بن طهمان عن عطاء بن
السائب بلفظ أَخْصَرَ من لفظه وزاد عليه ؛ وهو :
"إن إبليس بعث جنوده إلى المسلمين ، فقال : أيكم أَضَلَّ رجلاً ، أُلْبِسُهُ التَّاجَ ؟
فإذا رجعوا ، قال لبعضهم : ما صنعت؟ قال : ألقيت بينه وبين أخيه عداوة! قال :
ما صنعت شيئاً ؛ سوف يصالحه . ثم يقول للآخر : فأنت ما صنعت ؟ قال : ما زلت به حتى طلق امرأته! قال : ما صنعت شيئاً ؛ عسى يتزوج أخرى . فقال للآخر : ما
صنعت ؟ قال : لم أزل به حتى شرب الخمر! قال : أنت أنت!
ثم يقول للآخر : فأنت ما صنعت ؟ قال : ما زلت به حتى زنى! قال : أنت
أنت!
ثم يقول للآخر : فأنت ما صنعت ؟ قال : ما زلت به حتى قتل! فيقول : أنت
أنت ! " .
أخرجه الأصبهاني في "الترغيب " (رقم 1213 و 1468) .
وإبراهيم بن طهمان ثقة ، ولكنه لم يذكر أيضاً في الرواة عن عطاء قبل
اختلاطه ؛ فهو العلة ، واضطرابه في ضبطه زيادة ونقصاً ، واختلافاً في بعض
الجمل من الأدلة على اختلاطه ؛ فلا يعتمد منه إلا رواية سفيان عنه كما تقدم .
والله أعلم .
__________
(1) الأصل : (أحد بني) ؛ والتصحيح من "الجامع الكبير" ، وقد عزاه لـ "الحلية" .



6873 - ( مَنْ زَنَى خَرَجَ مِنْهُ الإِيمَانُ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ غَيْرَ مُكْرَهٍ، وَلا مُضْطَرٍّ خَرَجَ مِنْهُ الإِيمَانُ، وَمَنِ انْتَهَبَ نُهْبَةً يستشرفها (1) النَّاسَ خَرَجَ مِنْهُ الإِيمَانُ، فَإِنْ تَابَ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ).
قال الالباني في السلسلة الضعيفة :
منكر.
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 7/ 371/ 7224 ): حدثنا محمد بن شعيب الأصبهاني: ثنا حفص بن عمر المهرقاني: ثنا عامر بن إبراهيم عن يعقوب القمي عن عنبسة عن عيسى بن جارية عن شريك - رجل من الصحابة - قال:... فذكره مرفوعاً.
وأخرجه ابن قانع في " معجم الصحابة " ( ق 68/ 2 - 69/ 1 )، وأبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1/ 174 )، و في " معرفة الصحابة " ( ق 317/ 2 )، والشجري في " الأمالي " ( 1/ 38 ) من طرق أخرى عن عامر بن إبراهيم الأصبهاني به. وقال أبو نعيم:
" تفرد به يعقوب ".
قلت: وهو صدوق يهم.
وشيخه عنبسة هو: ( ابن سعيد قاضي الري ) ؛ كما في شيوخ ( يعقوب القمي ) والرواة عن ( عيسى بن جارية ) من " التهذيب ". وقد ترجم له فيه - ومن قبله الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 2 1/ 284 - 285 ) - بما يدل على أنه ثقة بلا خلاف. وهل هو المترجم في "طبقات المحدثين " ( 1/ 180/ 90/ 5 )،
و " أخبار أصبهان " ( 2/ 144 ) باسم ( عنبسة بن أبي حفص الأصبهاني ) ؛ فقد ذكر له أبو نعيم حديثاً آخر من رواية عامر بن إبراهيم: ثنا يعقوب القمي: ثنا عنبسة عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر... ؟ موضع نظر.
وأما ( عيسى بن جارية ) فهو علة الحديث ؛ لأنه لم يوثقه غير ابن حبان ( 5/214 )، مع تضعيف الآخرين، فقال ابن معين:
" عنده مناكير ". وكذا قال أبو داود. وقال في موضع آخر: " منكر الحديث ". وضعفه آخرون.
نعم ؛ قال أبو زرعة:
"لابأس به ".
ولعل هذا هو معتمد قول الحافظ في ترجمة ( شريك ) هذا من " الإصابة" - بعدما عزا الحديث لابن شاهين وابن السكن -:
" رجاله ثقات "! وقوله في " الفتح، ( 12/ 61 ):
" وأخرج الطبراني بسند جيد من رواية رجل من الصحابة لم يسم ؛ رفعه..."!
فذكر الجملة الأولى منه.
لكنه نقل في " الإصابة " عن ابن السكن أنه قال:
" في إسناده نظر ". ويؤيده قوله في " التقريب ":
"فيه لين ".
وأيضاً ؛ فقد جاءت الجملة المذكورة بسند صحيح عن أبي هريرة نحوه وزاد:
" وكان كالظلة، فإذا انقلع منها ؛ رجع إليه الإيمان ".
وهو مخرج في " الصحيحة " ( 509 ).
وروي عنه بلفظ:
"... نزع الله منه الإيمان ؛ كما يخلع الإنسان القميص من رأسه ". لكنه ضعيف - كما تقدم بيانه برقم ( 1274 ) -.
ومن أوهام الحافظ قوله المتقدم:
" رجل من الصحابة لم يسم "!
فهذا مخالف لما في رواية الطبراني وغيره أنه ( شريك )، ولعله أراد أن يقول هذا، ويتبعه بقوله: ( ولم ينسب ).. فسبقه القلم فقال ما قال.
وأسوأ وهماً منه قول شيخه الهيثمي في" المجمع " ( 1/ 101 ):
" رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه جماعة لم أعرفهم "!
فإنهم جميعاً معروفون، ومن رجال " التهذيب " ؛ غير ( شريك )، وأستبعد جداً أنه يعنيه ؛ لصحبته. ويمكن أن ممن عناه شيخ الطبراني: ( محمد بن شعيب ) ؛ فقد صرح في بعض المواضع بأنه لا يعرفه، فانظر مثلاً ( 6/ 115 و 10/ 306 )، وهو مترجم عند أبي الشيخ في " طبقاته "، وأبي نعيم في " أخباره " وقال:
" يروي عن الرازيين بغرائب، حدثنا عنه القاضي، توفي سنة 300 ". انظر كتاب الشيخ حماد الأنصاري ( 289/ 568 ).
ثم إن الهيثمي لم يسق من الحديث إلا الجملة الأولى منه فقط، ولا أدري ما هو السبب ؟ وجرى على نسقه السيوطي في " الجامع الصغير " و " الكبير " أيضاً!!
( تنبيه ): كنت قبل أن أقف على إسناد الحديث اتبعت الحافظ ابن حجر في تقويته لإسناده، معتمداً على نقل المناوي عنه وإقراره إياه ولتحسين السيوطي بالرمز له!
__________
(1) الأصل: ( يستسمر فيها ) 1 والتصحيح من " المعجم " و " المعرفة ".