المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لو تعلمون ما لكم عند الله عز وجل ، لأحببتم لو أنكم تزدادون حاجة و فاقة



أحمد علي
08-01-2023, 07:14 PM
2169 - " لو تعلمون ما لكم عند الله عز وجل ، لأحببتم لو أنكم تزدادون حاجة و فاقة " .


قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 202 :
أخرجه الترمذي ( 2369 ) و ابن حبان ( 2538 ) و أحمد ( 6 / 18 - 19 ) و أبو نعيم
في " الحلية " ( 2 / 17 ) عن حيوة بن شريح : أخبرني أبو هانىء عن عمرو بن مالك
أنه سمع فضالة بن عبيد يقول : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى
بالناس خر رجال من قامتهم في الصلاة ، لما بهم من الخصاصة و هم من أصحاب الصفة
حتى يقول الأعراب : إن هؤلاء مجانين ، فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الصلاة انصرف إليهم ، فقال : " فذكره ، و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " .
قلت : و إسناده صحيح ، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي هانىء ، و هو ثقة .

أحمد علي
08-01-2023, 07:18 PM
الحديث الذي بعده صحيح أيضا وهو قوله وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة وهم أصحاب الصفة حتى يقول الأعراب هؤلاء مجانين أو مجانون فإذا صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انصرف إليهم فقال ( لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة ) رواه الترمذي وقال حديث صحيح وابن حبان في صحيحه، الخصاصة بفتح الخاء المعجمة وصادين مهملتين هي الفاقة والجوع .
يقول فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة من الجوع ترتخي أعصابهم فلا يملكون أنفسهم فيخرون يقعون على الأرض رغما عنهم وهم أصحاب الصفة فإذا رأهم بعض الأعراب الذين لا يعرفون حال هؤلاء الصحابة وشدة فقرهم قالوا هؤلاء مجانين أو مجانون المعنى واحد لكن الراوي يشك هل قال فضالة مجانين أو مجانون وهو جمع شاذ كما يقول أهل اللغة، فإذا صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انصرف إليهم يعزيهم ويسليهم بل ويصبرهم فيقول لهم عليه الصلاة والسلام ( لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا حاجة وفاقة ) هل في هذا الحديث حض على أن يتقصد المسلم الفقر للفقر أم ماذا ؟ قد يظن بعض الناس أن الأمر كذلك وليس كذلك وإنما في هذا الحديث تسلية لمن قد يصاب بشيء من الفاقة والحاجة ولا يجد هناك ما يسد عوزه ورمقه فحينئذ يجد هذه الأحاديث هي الدواء والشفاء له وهي التي حينئذ تصرفه عن أن يكون عالة على غيره أو كلا على الناس.
هذا الذي نفهمه من هذه الأحاديث وإلا فالفقر نفسه في كثير من الأحيان يكون وبالا على صاحبه لأنه يحتاج إلى كثير من الصبر والرضا بالقضاء والقدر وهذا ما لا يستطيعه كثير من الناس ...
ولذلك كان مما كان يستعيذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقر كان يقول ( أعوذ بك من الفقر ) والسبب هو ما ذكرنا أن كثيرا من الناس لا يصبرون على شظف العيش أما أن يتقصد الإنسان أن يكون فقيرا فهذا ليس من الإسلام في شيء إطلاقا ذلك لأن الفقر إنما يأتي الإنسان إذا كان مشغولا بشيء يمدح عليه صاحبه شرعا كما تقدم معنا في وصف أبي هريرة في حالته من الجوع والفقر، أما أن يعيش هكذا في زعمه متوكلا على الله وهو في واقع أمره متواكل متواكل على الناس وعلى جيوبهم وصدقاتهم فهذا ليس مما يرغب فيه الإسلام بل لقد جاء في القرآن قول الله تبارك وتعالى (( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى )) يعني تزودوا الزاد المادي إذا ما خرجتم من بلادكم من آمّين البيت الحرام قاصدين الحج أو العمرة فتزودوا ولا تتكلوا على زاد الرفقة الذين أنتم تسافرون معهم .
ولذلك قال عليه الصلاة والسلام ( اليد العليا خير من اليد السفلى ) واليد العليا هي المعطية واليد السفلى هي الآخذة فالغني القائم بالواجب هو أحب إلى الله عز وجل إذا قوبل بفقير الصابر لكن لا يقال الغني الشاكر أفضل من الفقير الصابر لأنه فاضل بين إنسان وأخر لا يكون بالنسبة لناحية واحدة هو الغني للغني والفقر للفقير وإنما يكون بما اجتمع في كل من الشخصين من حسنات ومن طاعات وعبادات فمن كانت عبادته أكثر فهو عند الله أفضل لكن إذا قوبل الفقر مع الغنى وكل منهما واقف في حدود الشرع فالظاهر أن الغنى سعة دائرة الخير فيه أكثر من رضى الفقير وصبره على فقره، ومن هنا تروى قصة قد تكون صحيحة أو لا تكون وإنما فيها عبرة يقولون بأن رجلا من أولئك الزهاد المشهورين بالصوفية خرج سائحا في البرية كما هي عادتهم علما بأن مثل هذه السّياحة بأن مثل هذه السياحة ليست مشروعة والأمر كما قال عليه الصلاة والسلام ( سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله ) الخروج هكذا في البراري يعيش الإنسان مع الوحوش ويدع بني جنسه ولا يتعامل معهم فهذا أقل ما يقال أنه خالف حديث الرسول عليه السلام المعروف من حديث ابن عمر ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) فهذه السّياحة التي تذكر عن الصوفية هي سياحة غير شرعية فزعموا أن أحدهم خرج كعادتهم ثم مازال يمشي ويمشي حتى جاع وتعب فلجأ إلى خربة وإذا به يطل منها على خربة أخرى فرأى أسدا يأتي يحمل بين فكّيه فريسة له يقدمها إلى كلبة جاثية هناك باركة فقال هذا الرجل سبحان الله سبحان الرزاق كيف سخّر هذا الأسد لهذا الكلب قال فسمع هاتفا يقول له كن أسدا ولا تكن كلبا .
وهذا المغزى من هذه القصة هو واضح جدا من عشرات الأحاديث وقد أسمعتكم بعضها ( اليد العليا خير من اليد السفلى ) ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) .

https://alathar.net/home/esound/index.php?op=codevi&coid=157798

أحمد علي
08-01-2023, 07:18 PM
https://alathar.net/home/esound/index.php?op=codevi&coid=157798

أحمد علي
08-01-2023, 07:20 PM
في أوَّلِ الإسلامِ عاشَ أصحابُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في قِلَّةٍ مِن العيشِ، وتَحمَّلوا الجوعَ والفقرَ وقِلَّةَ الزَّادِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كثيرًا ما يُصبِّرُهم ويُواسيهم ويُعلِّمُهم أنَّ اللهَ ادَّخَر لهم نَعيمًا عظيمًا ليس مِثلَه نعيمٌ.
وفي هذا الحديثِ يَحْكي فَضالةُ بنُ عُبَيدٍ رَضِي اللهُ عَنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّمَ كان إذا صلَّى بالنَّاسِ "يَخِرُّ رِجالٌ مِن قامَتِهم في الصَّلاةِ"، أي: يقَعُ رجالٌ مَغشِيًّا عليهم "مِن الخَصَاصةِ"، أي: ممَّا بهم مِن أثَرِ الفقرِ مِن شدَّةِ الجوعِ والضَّعفِ والحاجةِ الَّتي بهم "وهم أصحابُ الصُّفَّةِ" وهم قومٌ فقراءُ مِن الصَّحابةِ، كانوا غُرباءَ لا بُيوتَ لهم ولا أهلَ ولا مأوَى، وكانَ لهم في آخِرِ المسجد مكانٌ مخصَّصٌ به صُفَّةٌ أو مِظلَّةٌ يَبيتون تحتَها، فسُمُّوا بأهلِ الصُّفَّةِ، "حتَّى تقولَ الأعرابُ"، وهم ساكِنو الصَّحراءِ والبَدْوُ: "هؤلاء مجانينُ أو مجانُونَ"، أي: يظُنُّ الأعرابُ أنَّ هؤلاء القومَ الَّذين يخِرُّون مَغشِيًّا عليهم في الصَّلاةِ مجانينُ، فإذا صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "انصرَف إليهم"، أي: أتاهم "فقال"، أي: قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لأهلِ الصُّفَّةِ: "لو تَعلَمون ما لكم عِندَ اللهِ، لأحبَبْتُم أن تزدادوا فاقةً وحاجةً"، أي: لو علِمْتم ما ادَّخَر اللهُ لكم مِن الثَّوابِ والجزاءِ على ما صبَرْتُم، لتمنَّيْتُم أن تَزْدَادوا فقرًا وضِيقًا وقلَّةً في العَيشِ؛ لِمَا سوف تَجدونَه مِن النَّعيمِ.

منقول