المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً



أحمد علي
09-05-2023, 11:31 AM
ثم قال تعالى (( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ )) إلى آخره الجملة هذه كما تعلمون مؤكدة بثلاث مؤكدات وهي الأخ ، لا أنت نعم .
الطالب : ....
الشيخ : هذه قد ، لا كان ما من أدوات التأكيد ، رشيد نعم مؤكدة بثلاث مؤكدات .
الطالب : .....
الشيخ : نعم ، نعم ، والقسم المقدر نعم صح ، لأن هذه على تقدير القسم أي والله لقد كان لسبأ وكان هنا تدل على مجرد الحدوث أي أنها مسلوبة الدلالة على الزمن فإن هذه الآية باقية حتى الآن كل من قرأ خبرها ، هذه الآية (( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ )) بالصرف وعدمه قبيلة سميت باسم جد لهم من العرب نعم سبأ اسم رجل يسمى سبأً وكان من قحطان واختلف المؤرخون النسابون في قحطان هل هو من العرب العاربة أو من العرب المستعربة ؟ والمشهور أنهم من العرب العاربة الذين قبل إبراهيم لكن روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبيلتين من الأنصار كانوا يترامون بالنبل فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ( ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً ) وهذا يدل على أنهم عرب مستعربة لأن الأنصار معروف أنهم الأوس والخزرج كلهم من قبائل اليمن من قحطان نزلوا تفرقوا في البلاد بعد الغرق ونزلوا المدينة وعلى هذا فيكون ظاهر حديث البخاري أن هؤلاء من أهل قحطان كلهم من بني إسماعيل والحاصل أن العلماء في النسب يقسمون العرب إلى قسمين ما كان قبل إبراهيم فهم عرب عاربة وما كان بعده من ذريته فهم عرب مستعربة طيب المهم أن سبأ اسم لرجل كان له أولاد كثيرون جاء في الحديث أنهم عشرة بقي منهم ستة في اليمن وأربعة في الشام وانتشروا في الأرض وكثروا ، وفيها قراءتان يقول المؤلف : " بالصرف وعدمه " (( لسبأٍ )) هذا الصرف وعدمه (( لسبأْ )) نعم يقول : (( في مساكنهم )) باليمن (( آية )) المؤلف يقول (( في مساكنهم )) أتى بالقراءة قراءة الجمع ولم أره ذكر قراءة الإفراد وفيها قراءتان سبعيتان قراءة الإفراد (( في مسكنهم )) وقراءة الجمع (( في مساكنهم )) ولا خلاف بينهما في المعنى لأن مسكن مفرد والمفرد المضاف يعم يشمل كل ما يدخل تحت هذا المعنى ألم تروا إلى قوله تعالى (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ))[إبراهيم:34]فهنا نعمة مفرد وقال فيها (( لا تحصوها )) إذاً هي كثيرة فمسكن من حيث المعنى بمعنى مساكن لأنه مفرد مضاف والمفرد المضاف يعم .
الطالب : .....
الشيخ : لا أنا عندي (( مساكنهم )) عندكم في المصحف .
الطالب : .....
الشيخ : لا اللي عندي هي اللي عليها خط المؤلف (( مسكنهم )) على كل حال (( مساكنهم )) قراءة سبعية و(( مسكنهم )) قراءة سبعية أيضاً والمسكن ما يسكنه الإنسان فيسكن فيه ويطمئن كالبيوت والحدائق والبساتين وما إلى ذلك ، (( آية )) آية بمعنى علامة قال الله تعالى : (( وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ))[يس:41] (( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ))[الشعراء:197]فالآية بمعنى العلامة الدالة على الشيء هذه الآية دالة على أي شيء ؟ دالة على قدرة الله عز وجل وعلى نعمته وعلى حكمته في النهاية و(( آية )) من ناحية الإعراب اسم كان مؤخر و(( لسبأ )) خبرها مقدم ، قال المؤلف : " آية دالة على قدرة الله " وقلت أنا زيادة في المعنى وعلى إحسانه وإنعامه وعلى حكمته في النهاية لأن هذه المساكن كما سيأتي دمرت بسبب إعراضهم قال (( جنتان )) بدل منين ؟ بدل من (( آية )) ويجوز أن تكون عطف بيان لأنها بينت الآية ووضحتها والجنة هي البستان الكثير الأشجار سميت بذلك لأنها تُجِن من فيها أي تستره وقد علمنا سابقاً أن هذه المادة وهي الجيم والنون تدور على معنى الاستتار والخفاء (( جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ )) يقول : " عن يمين واديهم وشمالهم " وكان هذا الوادي بين جبال وكان على أطراف هذا الوادي هذه الجنان العظيمة من الأشجار المتنوعة الكثيرة الثمار وكانوا في أحسن ما يكون من الرغد والهنا والأمن طيب يقول : (( عن يمين وشمال )) يعني إذا كانت على يمين الوادي وشماله صار لها أيضاً منظر بديع رهيب جذاب يقول الله عز وجل (( كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ )) على ما رزقكم من النعمة في أرض سبأ إلى آخره يعني أن الله سبحانه وتعالى جعل في هذه الجنتين جعل فيها خيراً كثيراً وجعل تناولها ميسراً ولهذا قال (( كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ )) مما يدل على أن الأمر صعب ولا ميسر ؟ ميسر كما لو قدمت لك طعاماً وقلت : كل إذاً فهذه الجنات تعطي ثمارها بدون مشقة بل باليسر والسهولة وقوله : (( من رزق ربكم )) الرزق بمعنى العطاء ومنه قوله تعالى : (( وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ ))[النساء:8]وقوله : (( من رزق ربكم )) الرب تقدم لنا أن معناه الخالق المالك المدبر ، والربوبية هنا ربوبية خاصة لعنايته سبحانه وتعالى بهم بما أعطاهم في هذه الجنات (( واشكروا له )) هذا هو الذي يطالبون به جزاءً أو إظهاراً لنعمة الله سبحانه وتعالى عليهم والشكر تقدم أنه يتعلق بالقلب واللسان والجوارح يعني فاعترفوا بأن هذه النعمة من أين ؟ من الله وأثنوا على الله تعالى بها وقوموا بجوارحكم بطاعته حتى تؤدوا الشكر على الوجه المطلوب منكم (( واشكروا له )) على ما رزقكم من النعمة في أرض سبأ طيب (( اشكروا له )) أحياناً تتعدى شكر بنفسها ويقال : شكرت الله ويقال : شكرت له فهي من الأفعال التي جاءت في اللغة العربية ومتعدية ، متى تكون لازمة ؟ (( له )) تكون لازمة إذا جاء حرف الجر (( له )) وتكون متعدية إذا لم يأت حرف الجر فإذا قلت : شكرت الله صارت متعدية وإذا قلت : شكرت لله صارت لازمة

https://www.alathar.net/home/esound/index.php?op=codevi&coid=210703

أحمد علي
09-05-2023, 11:32 AM
10- بَابُ الرَّمْيِ
ذِكْرُ الْأَمْرِ بِالرَّمْيِ وَتَعْلِيمِهِ إِذْ هُوَ مِنْ سُنَّةِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
4693 - أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ، حدثنا يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَسْلَمَ يَتَنَاضَلُونَ بِالسُّوقِ فَقَالَ: "ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلَانٍ لِأَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ "، فَأَمْسَكُوا أَيْدِيَهُمْ، فَقَالَ: "مَا لَكُمُ ارْمُوا"، قَالُوا: كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَ بَنِي فُلَانٍ، قَالَ: "ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كلكم" 1.
__________
1 إسناده صحيح على شرط البخاري، رجاله ثقات رجال الشيخين غير مسدَّد بن مسرهد، فمن رجال البخاري.
وأخرجه البخاري 2899 في الجهاد: باب التحريض على الرمي، و3373 في الأنبياء: باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ} ، و3507 في المناقب: باب نسبة اليمن إلى إسماعيل، وأحمد 4/50، والطبراني 6991 و6992، والبيهقي 10/17، والبغوي 2640 من طرق عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأكوع.
وأخرجه الحاكم 2/94، والبيهقي 10/17 من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن محمد بن إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده.



الكتاب: الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان
المؤلف: محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي
ترتيب: الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي
حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط

أحمد علي
09-05-2023, 11:35 AM
قال اللهُ تَعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال: 60]، فأمَرَ اللهُ تعالَى أنْ يَستَعِدَّ المُسلِمونَ لِمُواجَهةِ أعداءِ اللهِ وأعدائِهم بكُلِّ قُوَّةٍ مُتاحةٍ لَدَيْهم، ولَمَّا كان الرَّميُ مِن أهَمِّ أسبابِ القُوَّةِ، كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَحُثُّ عليه، ويُشجِّعُ المُسلِمينَ على تَعلُّمِه وإتقانِه.
وفي هذا الحَديثِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ على نَفَرٍ -والنَّفَرُ: مِنَ الثَّلاثةِ إلى العَشَرةِ مِنَ الرِّجالِ- مِن قَبيلةِ أسْلَمَ يَنتَضِلُونَ، أي: يَتسابَقونَ في الرَّمْيِ بالسِّهامِ والنَّبْلِ، قال لهمُ: «ارْمُوا بَنِي إسماعيلَ؛ فإنَّ أباكم كان رامِيًا»، يَعني: ارْمُوا يا أبناءَ إسماعيلَ عليه السَّلامُ؛ وذلك لِأنَّ إسماعيلَ هو أبو العَرَبِ، وكان رامِيًا مُتقِنًا لِلرَّميِ عليه السَّلامُ، «وأنا مع بَني فُلانٍ» أحَدِ الفَريقَيْنِ المُتسابِقَيْنِ، وفي رِوايةٍ عِندَ ابنِ حِبَّانَ مِن حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وارْمُوا وأنا مع ابْنِ الأدْرَعِ» واسمُه مِحجَنُ بنُ الأدرَعِ، وقيلَ: اسمُه ذَكْوانُ، و«ابنُ الأدرَعِ» لَقَبُه.
فلَمَّا رَأوْا ذلك أمسَكَ الفَريقُ الآخَرُ ولم يَرْمِ، فسَألَهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن سَبَبِ إمساكِهم وتَوقُّفِهم، قالوا: كيف نَرمِي وأنتَ معهم؟! وهذا مِن تأدُّبِهم رَضيَ اللهُ عنهم؛ لِأنَّهم خافوا أنْ يُكمِلُوا فيَسبِقوا، فيَكونَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الفَريقِ الخاسِرِ، أو أنَّهم قالوا: كيف نُسابِقُ فَريقًا أنتَ معه تُؤَيِّدُه؟! فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ارْمُوا؛ فأنا معكم كُلِّكم»، يَعني: أُؤَيِّدُكم جَميعًا، وهذا حَثٌّ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لهم لِأنْ يَستَمِرُّوا في تَعلُّمِ الرَّميِ والتَّباري فيه، وكَونُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معهم فيه تَوجيهٌ لهم إلى تَصحيحِ القَصدِ وإصلاح النِّيَّةِ.
وفي الحَديثِ: ما كان عليه المُسلِمونَ مِن تَوقيرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واحتِرامِه.


https://dorar.net/hadith/sharh/3851