المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هَلَّا تَرَكْتُمُوهُ لَعَلَّهُ يَتُوبُ، فَيَتُوبَ اللهُ عَلَيْهِ



أحمد علي
10-01-2023, 10:32 AM
حَدِيثُ هَزَّالٍ (1)
21890 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ نُعَيْمِ بنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ فِي حِجْرِ أَبِي، فَأَصَابَ جَارِيَةً مِنَ الْحَيِّ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: ائْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبِرْهُ بِمَا صَنَعْتَ، لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ لَكَ. وَإِنَّمَا يُرِيدُ بِذَلِكَ رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَخْرَجٌ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَعَادَ، (2) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ (3) ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. ثُمَّ أَتَاهُ الرَّابِعَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " " إِنَّكَ قَدْ قُلْتَهَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَبِمَنْ؟ " (4) " قَالَ: بِفُلَانَةَ. قَالَ: " " هَلْ ضَاجَعْتَهَا؟ " " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " " هَلْ بَاشَرْتَهَا؟ " " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: " " هَلْ جَامَعْتَهَا؟ " " قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُرْجَمَ، قَالَ: فَأُخْرِجَ بِهِ إِلَى الْحَرَّةِ، فَلَمَّا رُجِمَ، فَوَجَدَ مَسَّ الْحِجَارَةِ، جَزَعَ، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ، فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ، وَقَدْ أَعْجَزَ أَصْحَابَهُ، فَنَزَعَ لَهُ بِوَظِيفِ بَعِيرٍ، فَرَمَاهُ بِهِ، فَقَتَلَهُ، قَالَ: ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: " " هَلَّا تَرَكْتُمُوهُ لَعَلَّهُ يَتُوبُ، فَيَتُوبَ اللهُ عَلَيْهِ " " قَالَ هِشَامٌ: فَحَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي حِينَ رَآهُ: " " وَاللهِ يَا هَزَّالُ، لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ، كَانَ خَيْرًا مِمَّا صَنَعْتَ بِهِ " (5)
__________
= في تسمية صحابيه، فقيل: "أبو بشير"، وقيل: "أبو اليسر"، وقيل: "أبو هبيرة"، والصحيح: أنه أبو بشير الأنصاري. عبد الله: هو ابن وهب القرشي المصري، ومخرمة: هو ابن بُكير بن عبد الله بن الأشجِّ.
وأخرجه البزار في "مسنده" (2304) عن محمد بن عبد الرحيم، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة" (1276) ، وفي "الصغير" (1572) ، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 6/317-318، كلاهما (محمد بن عبد الرحيم وأبو يعلى) عن هارون بن معروف، بهذا الإسناد. وسمى محمد بن عبد الرحيم صحابيه: "أبا اليسر"، وسماه أبو يعلى: "أبا هُبيرة الأنصاري".
وأخرجه البخاري تعليقاً في "الكنى" ص 15 عن أحمد بن عيسى، والطبراني في "الأوسط" (6520) من طريق أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، كلاهما عن عبد الله بن وهب، به.
وفي الباب عن ابن عمر سلف في مسنده برقم (4612) ، وقد استوفينا ذكر شواهده هناك.
(1) هَزَّال، بتشديد الزاي: هو ابن يزيد الأَسْلمي، له صحبة، ذكره ابن سعد في طبقة الخَنْدقِيينَ.
(2) جاء مكان قوله: "فعاد" في (م) : "ثم أتاه الثانية"، وما أثبتناه من الأصول الخطية.
(3) قوله: "فأعرض عنه" ليس في (م) ، واستدركناه من الأصول الخطية.
(4) كذا في (ظ 5) ونسخة بهامش (ر) ، وفي (م) و (ر) : "فيمن".
(5) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، نعيم بن هزال بن يزيد الأَسْلمي مختلف في صحبته، وقد روى عنه ابنه يزيد ومحمد بن المنكدر، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وابنه يزيد بن نعيم وهشام بن سعد المدني صدوقان حسنا الحديث. وكيع: هو ابن الجراح الرُّؤَاسي الكوفي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 10/71-72، وأبو داود (4419) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/126 من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد. وليس في رواية ابن أبي شيبة وأبي دواد قول هشام بن سعد: "فحدثني ... إلخ". ورواية ابن عبد البر مختصرة.
وأخرجه مختصراً النسائي في "الكبرى" (7279) من طريق عكرمة بن عمار، عن يزيد بن نعيم بن هزال، عن أبيه: أن هزالاً حدثه: أن ماعزاً -وهو نسيب لهزال- وقع على نسيبة هزال، وأن هزالاً لم يزل بماعز يأمره أن يعترف ويتوب، حتى أتى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فامر رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجمه.
وأخرجه عبد الرزاق إثر الحديث (13342) من طريق يحيى بن سعيد، عن نعيم بن عبد الله بن هزال: أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لهزال: "لو سترته بثوبك لكان خيراً لك" قال: وهزال الذي كان أمره أن يأتي النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيخبره.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7278) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/125 من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/105، والطبراني في "الكبير" 22/ (531) من طريق عكرمة بن عمار، كلاهما عن يزيد بن نعيم بن هزال، عن جده هزال بن يزيد الأسلمي. ولفظ حديث يحيى بن سعيد الأنصاري: أنه كان أمر ماعزاً أن يأتي النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيخبره بحديثه، فأتى ماعز، فأخبره، فأعرض عنه وهو يردد ذلك على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبعث إلى قومه، فسألهم: "أبه جنون؟ " قالوا: لا. فسأل عنه: "أثيب، أم بكر؟ " قالوا: ثيب. فأمر به فرجم، ثم قال: "يا هزال، لو سترته كان خيراً لك". وحديث عكرمة بن عمار عند الدولابي مختصر بلفظ: "أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له: يا هزال، أما إنك لو سترته بردائك لكان خيراً لك" قالها مرتين أو ثلاثاً، يعني ماعزاً. وسيأتي الحديث مطولاً ومختصراً بالأرقام (21891) و (21892) و (21893) و (21894) و (21895) .
وأخرجه مرسلاً مالك في "موطئه" 2/821، ومن طريقه النسائي في "الكبرى" (7277) عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: بلغني أن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لرجل من أسلم -يقال له: هزال-: "يا هزال، لو سترته بردائك لكان خيراً لك". قال يحيى بن سعيد: فحدثت بهذا الحديث في مجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي، فقال يزيد: هزال جدي، وهذا الحديث حق.
وقصة رجم ماعز بن مالك قد رواها جمع من الصحابة رضوان الله عليهم، منهم: أبو هريرة، وقد سلف حديثه في مسنده برقم (7849) ، وذكرنا أحاديث الباب هناك.
وفي باب ستر المسلم عن ابن عمر سلف في مسنده برقم (5646) ، وعن أبي هريرة سلف برقم (7427) ، وعن رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلف (16596) ، وعن مسلمة بن مخلد سلف (16960) ، وعن عقبة بن عامر سلف (17331) ، وعن عائشة سيأتي (25121) .
وقوله: "بوَظِيف بَعير": الوظيف لكل ذي أربع: ما فوق الرُّسْغ إلى مِفْصل الساق، والوَظِيف في يدي البعير: من رُسْغيه إلى ركبتيه، وأما في رجليه: فمن رُسْغيه إلى عُرْقوبيه. والجمع: أَوْظِفَةٌ ووُظُف.




الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

أحمد علي
10-01-2023, 10:35 AM
21891 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا أَبَانُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ (1) الْعَطَّارَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ: أَنَّ هَزَّالًا كَانَ اسْتَأْجَرَ (2) مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ، وَكَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ يُقَالُ لَهَا: فَاطِمَةُ، قَدْ أُمْلِكَتْ، وَكَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا لَهُمْ، وَإِنَّ مَاعِزًا وَقَعَ عَلَيْهَا، فَأَخْبَرَ هَزَّالًا (3) فَخَدَعَهُ، فَقَالَ: انْطَلِقْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبِرْهُ، عَسَى أَنْ يَنْزِلَ فِيكَ قُرْآنٌ، فَأَمَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَ، فَلَمَّا عَضَّتْهُ مَسُّ الْحِجَارَةِ، انْطَلَقَ يَسْعَى، فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ بِلَحْيِ جَزُورٍ، أَوْ سَاقِ بَعِيرٍ، فَضَرَبَهُ بِهِ، فَصَرَعَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَيْلَكَ يَا هَزَّالُ، لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ، كَانَ خَيْرًا لَكَ " (4)

(1) تحرفت في (م) إلى: "زيد".
(2) كذا في (م) وسائر الأصول الخطية، ووقع في روايتي النسائي والطحاوي الآتيتين في تخريج الحديث: "استرجم" وهو الأشبه بالصواب.
(3) وقع في (ظ 5) و (ر) : "فأخذ هزال"، والمثبت من (م) .
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه، إلا أن حَبَّان بن هلال عند النسائي وأبا الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عند الطحاوي كما سيأتي في تخريح الحديث، خالفا عفان بن مسلم الصَّفَّار في روايته، فقالا: "عن يزيد بن نعيم بن هزال" بدل "عن نعيم بن هزال" وهو الأولى بالصواب، وعلى هذا فالحديث مرسل؛ لأن يزيد ابن نعيم بن هزال روايته عن جده مرسلة.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7280) من طريق حَبَّان بن هلال، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4944) من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، كلاهما عن أبان بن يزيد العطار، بهذا الإسناد. إلا أنهما قالا: "عن يزيد بن نعيم بن هزال" مكان: "عن نعيم بن هزال".
وانظر ما قبله.
وقوله: "بلَحْي جَزُور" بفتح فسكون: هو العظم الذي تنبت عليه الأسنان.





الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

أحمد علي
10-01-2023, 10:37 AM
21892 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نُعَيْمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَقِمْ عَلَيَّ كِتَابَ اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنْهُ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَمَرَ بِرَجْمِهِ، فَلَمَّا مَسَّتْهُالْحِجَارَةُ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَقَالَ مَرَّةً: فَلَمَّا عَضَّتْهُ (1) جَزَعَ، (2) فَخَرَجَ يَشْتَدُّ، وَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ، أَوْ أَنَسُ مِنِ نَادِيهِ (3) ، فَرَمَاهُ بِوَظِيفِ حِمَارٍ، فَصَرَعَهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَدَّثَهُ بِأَمْرِهِ، فَقَالَ: " " هَلَّا تَرَكْتُمُوهُ، لَعَلَّهُ أَنْ يَتُوبَ فَيَتُوبَ اللهُ عَلَيْهِ " " ثُمَّ قَالَ: " " يَا هَزَّالُ، لَوْ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ، كَانَ خَيْرًا لَكَ " " (4)
__________
(1) زاد في (م) : "الحجارة".
(2) تحرفت في (م) إلى: "أجزع".
(3) وقع في (م) : "بن نادية"، وهو تحريف.
(4) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن كسابقه. سفيان: هو ابن سعيد الثوري الكوفي.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7274) من طريق محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، بهذا الإسناد.
وأخرجه مطولاً ومختصراً ابن أبي شيبة 10/78-79، وأبو داود (4377) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2393) ، والنسائي في "الكبرى" (7205) ، وابن قانع "معجم الصحابة" 3/150، والحاكم 4/363، والبيهقي 3/330 و8/219 و228 من طرق عن سفيان بن سعيد الثوري، به.
وانظر (21890) .

الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

أحمد علي
10-01-2023, 10:47 AM
21893 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ (1) ، أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ نُعَيْمِ بْنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ كَانَ فِي حِجْرِهِ، فَلَمَّا فَجَرَ، قَالَ لَهُ: ائْتِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبِرْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ وَلَقِيَهُ:يَا هَزَّالُ، أَمَا لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ، لَكَانَ خَيْرًا مِمَّا صَنَعْتَ بِهِ " " (2)

(1) تحرف في (م) إلى: "هشام بن سعيد".
(2)صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، والضمير في قوله في الحديث: "في حجره" لا يعود على نعيم بن هزال كما هو ظاهر الرواية، وإنما على أبيه هزال، فقد سلف على الصواب بهذا الإسناد نفسه برقم (21890) .


الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

أحمد علي
10-01-2023, 10:51 AM
21894 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ هَزَّالٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ ذَكَرَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ مَاعِزٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ له (1) رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ، كَانَ خَيْرًا لَكَ " (2)



(1) لفظة: "له" ليست في (م) .
(2) صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن، ابن هزال -وهو نعيم بن هزال بن يزيد الأسلمي- مختلف في صحبته، وقد روى عنه محمد بن المنكدر وابنه يزيد، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فقد روى له النسائي. عبد الصمد: هو ابن عبد الوارث بن سعيد العنبري البصري، وشعبة: هو ابن الحجاج العتكي البصري، ويحيى بن سعيد: هو ابن قيس الأنصاري المدني.
وأخرجه البيهقي 8/330-331، وابن عبد البر 23/126 من طريقين عن شعبة بن الحجاج، بهذا الإسناد.
وأخرجه بأتم مما هنا ابن عبد البر 23/125 من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن هزال: أنه أمر ماعزاً الأسلمي أن يأتي رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيخبره بحديثه، فذكره.
وأخرجه أيضاً بأتم مما هنا الطبراني 22/ (530) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن يزيد بن نعيم بن هزال، عن جده وأخرجه ابو داود (4378) ، ومن طريقه البيهقي 8/331 من طريق حماد ابن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المنكدر: إن هزالاً أمر ماعزاً أن يأتي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيخبره.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (7276) من طريق عبد الله بن المبارك، والبيهقي 8/331 من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن المنكدر: أن رجلاً اسمه هزال هو الذي أشار عليه أن يأتي النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال له النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا هزال لو سترته بردائك، كان خيراً لك". قال يحيى: فذكرت هذا الحديث لابن ابنه يزيد بن نعيم بن هزال، فقال: هو جدي، قد كان هذا.
وانظر (21890) .

الكتاب: مسند الإمام أحمد بن حنبل
المؤلف: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني
المحقق: شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد، وآخرون
إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي

أحمد علي
10-01-2023, 11:12 AM
كانَ ماعزُ بنُ مالِكٍ يتيمًا في حِجرِ أبي فأصابَ جاريةً منَ الحيِّ فقالَ لَهُ أبي ائتِ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأخبِرهُ بما صنعتَ لعلَّهُ يستغفِرُ لَكَ وإنَّما يريدُ بذلِكَ رجاءَ أن يَكونَ لَهُ مخرجًا فأتاهُ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي زَنَيْتُ فأقِم عليَّ كتابَ اللَّهِ فأعرضَ عنهُ فعادَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي زَنَيْتُ فأقِم عليَّ كتابَ اللَّهِ حتَّى قالَها أربعَ مرارٍ قالَ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّكَ قد قلتَها أربعَ مرَّاتٍ فبِمَن قالَ بفُلانةٍ قالَ هل ضاجعتَها قالَ نعَم قالَ هل باشرتَها قالَ نعَم قالَ هل جامعتَها قالَ نعَم قالَ فأمرَ بِهِ أن يُرجَمَ فأُخْرِجَ بِهِ إلى الحرَّةِ فلمَّا رُجمَ فوجدَ مسَّ الحجارةِ جزعَ فخرجَ يشتدُّ فلقيَهُ عبدُ اللَّهِ بنُ أُنَيْسٍ وقد عجزَ أصحابُهُ فنزعَ لَهُ بوظيفِ بعيرٍ فرماهُ بِهِ فقتلَهُ ثمَّ أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فذَكَرَ ذلِكَ لَهُ فقالَ هلَّا ترَكْتُموهُ لعلَّهُ أن يتوبَ فيتوبَ اللَّهُ عليهِ
الراوي : نعيم بن مسعود الأشجعي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4419 | خلاصة حكم المحدث : صحيح دون قوله: "لعله أن..."

الزِّنا مِن أعظَمِ الآثامِ الَّتي يرْتكِبُها الإنْسانُ، وهو مِن كبائرِ الذُّنوبِ في الإسْلامِ؛ حيثُ شدَّدَ اللهُ عُقوبَتَها في الدُّنيا والآخِرَةِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ الصَّحابيُّ الجَليلُ نُعَيْمُ بنُ هَزَّالٍ: "كان ماعِزُ بنُ مالِكٍ يَتيمًا في حِجْرِ أبي"، أي: في كَنَفِه ورِعايَتِه، "فأَصابَ جاريةً من الحَيِّ"، أي: زَنَى بأَمَةٍ منَ القَبيلَةِ، "فقال له أبي"، أي: قال هَزَّالٌ لِماعِزَ: "ائتِ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ"، أي: اذهَبْ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، "فأخبِرْه بما صنَعْتَ"، أي: اعتَرِفْ عنده بجريمَتِكَ، "لعَلَّه يَستغْفِرُ لكَ"، أي: لعلَّكَ تجِدُ عنده مَخْرجًا فيَسْتغفِرُ لكَ، "وإنَّما يُريدُ بذلك رَجاءَ أن يكونَ له مَخْرجًا"، أي: كان هزَّالٌ يَرجو أن يجِدَ ماعِزٌ عند رَسولِ اللهِ مَخرَجًا مِن إثْمِه وجريمَتِه، "فأَتاه"، أي: فأَتى ماعِزٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: يا رَسولَ اللهِ "إنِّي زنَيْتُ"، أي: وقعْتُ في جريمَةِ الزِّنا، "فأقِمْ عليَّ كِتابَ اللهِ"، أي: أقِمْ عليَّ حَدَّ الزَّاني، "فأعْرَضَ عنه"، أي: فأعْرَض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عن ماعِزٍ وصرَفَ نظَرَه عنه، "فعادَ"، أي: كرَّرَ ماعِزٌ مَقولَتَه، "فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي زنَيْتُ فأقِمْ عليَّ كِتابَ اللهِ"، أي: إنِّي وقعْتُ في جريمَةِ الزِّنا فأقِمْ عليِّ حَدَّ الزَّاني، "حتَّى قالَها أربَعَ مِرارٍ"، أي: حتَّى اعتَرَفَ ماعِزٌ بالزِّنا أربَعَ مرَّاتٍ أمامَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "إنَّك قد قُلتَها أربَعَ مرَّاتٍ"، أي: إنَّك يا ماعِزُ اعترفْتَ وأقررْتَ بالزِّنا أربَعَ مرَّاتٍ، "فبِمَن"، أي: بمَن زنيْتَ يا ماعِزُ؟ "قال: بفُلانَةَ"، أي: ذكَرَ له الَّتي زَنى بها.
ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لماعِزٍ: "هل ضاجعْتَها"، أي: هل عاشَرْتَها معاشرَةَ الرَّجلِ لزَوجَتِه؟ "قال"، أي: ماعِزٌ: "نعم"، أي: عاشرْتُها مُعاشرَةَ الرَّجلِ لزَوجَتِه، "قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "هل باشَرْتَها"، أي: هل لمسَتْ بشْرتُكَ بشْرَتَها؟ "قال"، أي: ماعِزٌ: "نعم"، أي: لمسَتْ بَشْرتي بشْرَتَها، قال: "هل جامَعْتَها"، أي: هل حدَث بينكم الجِماعُ الَّذي يَحْدُث بين الرَّجلِ وزوْجَتِه؟ "قال"، أي: ماعِزٌ: "نعم"، أي: حدَثَ بيني وبينها جِماعٌ كما يَحدُثُ بين الرَّجلِ وزَوجَتِه، "قال"، أي: نُعَيمُ بنُ هزَّالٍ: "فأمَرَ بهِ أنْ يُرجَمَ"، أي: فأمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أصْحابَه أن يَذهبوا بماعِزٍ فيرْجُموه.
قال: "فأُخرِجَ بهِ إلى الحَرَّةِ"، أي: فأخَذوه وخرَجوا بهِ إلى الحَرَّةِ؛ وهي مَكانٌ في أوَّلِ المدينَةِ، "فلمَّا رُجِمَ"، أي: فلمَّا بدَأَ رجْمُ ماعِزٍ، "فوَجَد مَسَّ الحِجارةِ"، أي: فلمَّا بدَأَ ماعِزٌ يُحِسُّ بألَمِ ضرْبِ الحِجارَةِ، "جَزِعَ"، أي: ضعُفَ وخافَ ولَانَ، "فخرَجَ يشتَدُّ"، أي: خرَجَ يَجْري ويهْرُبُ، فلَقِيَه عبدُ اللهِ بنُ أُنَيسٍ "وقد عجَزَ أصْحابُه"، أي: عَجَزوا عن اللَّحاقِ بماعِزٍ، "فنزَعَ له بوَظيفِ بَعيرٍ فرَماه بهِ فقَتَله"، أي: لَحِقَه عبدُ اللهِ بنُ أُنيسٍ ومعَه عظْمَةٌ مِن ساقِ البَعيرِ فرَماه بها فقَتَله، "ثمَّ أَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ"، أي: أَتى نُعَيمٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، "فذَكَر ذلك له"، أي: فذَكَر نُعيمٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أمْرَ هُروبِ ماعِزٍ عندما وجَدَ ألَمَ رمْيِ الحِجارةِ، ولَحاقَهم بهِ، وقتْلَه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "هلَّا ترَكْتُموه"، أي: لِمَ لَمْ تتْرُكوه ولمْ تقْتُلوه عندما هرَبَ؟! "لعَلَّه أن يَتوبَ فيَتوبَ اللهُ عليهِ"، أي: لعَلَّه صدَقَتْ نيَّتُه في التَّوبةِ فيتقَبَّلَ اللهُ منه توبَتَه فيَغْفِرَ له.


https://dorar.net/hadith/sharh/83190