المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوق الوجه قديماً حركة اجتماعية واقتصادية وتاريخية



علي فالح العقيص
01-29-2024, 08:01 PM
[*=center] https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjJbxI7a6pRxAnQJWWeA4wAbGCiYh43LQ2iI4snx27IAg bC3w8trzAyvR5LJns7ZKXLi1kklQW33k4Jbdo4cIIGLNC3s2TC fbY4xXa1OhicOr05ku6-sh-REIEInWdKyysjz6aI9BpnHvRSHOsH3olAfWJ1s08MUbr-iurHaLKUGDyjdwOL06hi7DUxd8Hv/s320/aaa23.jpeg





[*=center] يعتبر سوق الوجه الدينمو الذي حرك الحياة الاجتماعية والاقتصادية
[*=center] في المنطقة منذ بزوغ التاريخ،
[*=center] أثر على ثقافة المجتمع. واكب سوق ميناء الوجه الأثري كل جديد، ومستجد،
[*=center] ومطور، مما تجلبه البواخر وتعرضه فيه، عبر الطرق التجارية البحرية والبرية،
[*=center] كالأسلحة التي تطورت من السيوف المستوردة من الهند ومصوع، إلى استيراد
[*=center] البنادق التي بدأت بدخول أم فتيل، عقبتها أم أصبع، التي حملت تاريخ 1343هـ،
[*=center] وتوالت بتطوراتها وكثرت مسمياتها حسب مكان إنتاجها أو شكلها العام، وكذلك


https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgleEHBRxow3PZkU59Y7uH624U4U9w5YUQHDApgLb0rfj foBx6gC5gL2Ov9Vb-qXwEXfc4C5T1REiu3lGzXMJv5DpP79mMJONpuZIoxvF69lyh48 y55YLZOyZW-o2adlMq8YTjv5sDOYi4lHgBEcSVeNfjpNZApz5olbqnsEPCTP2 wpTcc7f7A6-egvrKrX/s320/0010AA%20(1).jpeg (https://draft.blogger.com/blog/post/edit/2354748494130253705/4819832310939689527#)
(https://draft.blogger.com/blog/post/edit/2354748494130253705/4819832310939689527#)
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgL8wb5dov0XJRwxSuEiSt-iCJ2_3OMpYqfDJ1UQsEQ2yDI_eVnHNAG9TUUqTA44epcibyBSI 5_udTQq2lnrTq_04zWGa8Y6bRYml8a-nwuRYTPzN5gVnOCYEorh3Vja7ZrkXRiKxHQja8yyU3crFIdWtG sQI37Yq1pE6hIpC81Aax9psttM7q1X1X1VWHg/s320/aswq%20(1).png (https://draft.blogger.com/blog/post/edit/2354748494130253705/4819832310939689527#)


منتجات الأقمشة التي كانت تستورد من قماش العشاري، والدوبلين، واليشمك، من اللون الأسود فقط، تجلبها سفن طريق الحرير وطريق البان والبخور التي كانت ترسو محملة ببضائع ومنتجات العالم في ميناء الإسماعيلية بمصر، وتنطلق منها السنابيك والقطائر عبر طريق سيناء إلى موانئ ضبا والوجه وينبع وجدة حتى وصلت للأقمشة الملونة وذات اللمعة وبمسميات مختلفة، والأواني التي تطورت من الحجارة والأخشاب حتى وصلت للزجاج والصيني.


https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEixMIYxAcS7tedji0y0IJsP1OnCCVn0HaclJ8IgojfCz_ YqVmBvPLVqXKrjxOPGbSZkUKa-tRG3C7ipPFg822mDLJyaQ0foxGVhGFeHzZm_TeiF8VFOaZQO6P yb4a5-GEoAgEAE6usuWCguzVEe96MB1d5Q4Ksrl-yEd8RCz-zD2p94Ti3PvWXSY-j3Btuk/s320/0010AA%20(1).png (https://draft.blogger.com/blog/post/edit/2354748494130253705/4819832310939689527#)




عرف السوق تجاراً موردين ومعروفين لوكالات عالمية، بالاتفاق مع تجار المنطقة، حيث يقوم المورد بالسفر للدولة المنتجة لتوفير الطلب من الوكالة، عبر صفقات يتم تأمينها للتاجر، كإبراهيم سلسلة، الذي كان مورداً من وكالة فليبس لتجار سوق الوجه، إبان الحرب العالمية الثانية وكانت تعقد صفقات المواشي والأرزاق عبر السيدين محمد غبان وحسين بديوي كمصدرين للمواشي وموردين للأرزاق في السوق.
للدول المجاورة دور كبير في حركة التبادل التجاري في سوق الوجه كمصر، والسودان، ومصوع، واليمن، وفلسطين، امتدت من عصور قديمة. فكانت تنطلق البواخر الصغيرة والسنابيك والقطائر من ميناء الوجه عبر المياه الإقليمية متجهة للسودان وميناء القصير، تحمل بضائع المنطقة، من زيت البان والسمن والجلود واللحوم والتمور، وتعود بمنتجات هذه البلاد من دخن وقمح وزيت وقهوة وشاي وسكر.
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEj86MkfqKPUonq-6kSFxdp7aGCPPyp9_MaybcYhmEWSyKof4A_6lvVGX51HOYoGZS TTbiEFqzek83SHLpXK7PujgRcuZHF2i3wD_H8AqKSOlaqTRUMS z4CsjuywFmAOJi2zrgpIsp1B-ZhT1UELkmhZzs44tI1tveDKypNyJR3x0pWc_jICOLndT87b7Ti e/s320/0010AA%20(84).jpeg (https://draft.blogger.com/blog/post/edit/2354748494130253705/4819832310939689527#)

انتعشت صناعة الفحم، وأثرت إيجابيا على اقتصاد المنطقة، وظهرت مهنة جديدة امتهنها السكان بعد انطلاق قطار السويس بمصر عام 1266هـ، والذي يسير على الفحم، وزاد الطلب على هذه السلعة، التي قامت على إثرها صفقات بين التجار القادمين من مصر، وسكان منطقة الوجه، وازدهرت على إثره صناعة

التفحيم،

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEi7gSBj7ANX5k036PZl2blZbimTECQ6hy1lAp3ujrWkyr ZKx9V9Vlj88VMRFBj3ybhM-0p3Dgd3Z4wJwFYKEeynlfE8AmsUNDg5KwmpF16cOTy697mqchl tpPmVzH-psojf8Ey6Ct644vp8lwlw1YbYX_GOZ4hw8Vy3oQtdSuFZrQKRm v08yvSFDs3C8GkO/s320/aaaaaaa1.jpeg (https://draft.blogger.com/blog/post/edit/2354748494130253705/4819832310939689527#)
التي فتحت آفاقا جديدة لطلب الرزق، خصوصا عند سكان البادية، كمصنعين للفحم، زاد به دخل الأسرة البدوية، في استغلال أشجار الطلح، والسيال، والسمر، التي كانت منتشرة كغابات كثيفة بعد قطعها وتفحيمها وبيعها على تجار السوق، والذي أثر على الطبيعة الخلابة وانقراض بعض الأشجار بمساعدة العوامل الطبيعة كالسيول.

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhTioU8rWzejdWhf-aSo9iaUd1nvjdycKehgkrsK6pDw7xuRddlF3K-NIjAmrnFQ3pUUc2Mnq6S_v4DhY7TGG6OvZckfIm6yD6myEnEsf LMlkr2T8MxeAq3FlqsiMI62EhjUcahwR58UcJlrZ-D_7NMMK676o_-yP0n2IzNSeugOQLnkv0GKlvArSYGEt5r/s320/0010AA%20(28).jpeg (https://draft.blogger.com/blog/post/edit/2354748494130253705/4819832310939689527#)
يتأثر السوق بما يحدث من تطورات في العالم، وما يحصل من أحداث اجتماعية وسياسية وحتى طبيعية وكونية، فسمي عام 1945م من تاريخ المنطقة بسنة -حشرة العيش- حيث توقفت عن السوق الواردات الأساسية، التي يعتمد عليها سكان المنطقة عن السوق، مثل الرز والطحين والجريش والقهوة والسكر والهيل، بسبب الحرب العالمية الثانية، سببت مجاعة كبيرة في المجتمع حيث لا يجدوا ما يأكلونه، بسبب توقف التجارة وتوقف السنابيك والقاطرات عن الحركة.
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjgPahmlINYM0N_YRMcMpPeFQIIhtBSvRzk0Sw7AjL506 Jxq1FL916JlYKPAlPO2YxnYwlzK2GN49KslxPZsEKQ2xVlPH51 RfjEnY6JNsHlWTpFdPx8ukIgtg_uwADOfMGZRx9FqJDwtstRUi IFjl57txJ2VnM6g_py6aYJ-RNNWP6-hNlBHJW1J_lrzaTJ/s320/0010AA%20(39).jpeg (https://draft.blogger.com/blog/post/edit/2354748494130253705/4819832310939689527#)

ولشدة سيطرت السوق على حياة المجتمع، أصبحت تُنعت مدينة الوجه بالسوق، فيقال عند الذهاب للمدينة نفسها، أنا ذاهب للسوق، أي مدينة الوجه؛ كذلك يطلق على القلعة القديمة التي تطل عليه، بقلعة السوق، والتي بنيت لحفظ مؤن الحجاج، وتزويدهم بالمياه عبر صهاريج داخلها، دليل ما للسوق من تأثير واضح على المجتمع.للسوق حركة تجارية ودينية هامة قديمة، أدت للحاجة لبناء فنار بحري عام 1292هـ، على شرم يدخل في المياه من الجهة المقابلة للسوق، لتهتدي به السفن ليلا، وكنداساتين إحدهما ركبت في عام 1272هـ، والأخرى في عام 1275هـ، لتقطير مياه البحر وتحليته، وأيضا مبنى القاووش المستطيل الشكل مواجه للقلعة من الجنوب الغربي، ومطل من أعلى الهضبة على السوق بالأسفل فيستطيع من يراقب الميناءأن يشاهد منه، الحركة عامة دون عائق
.https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiJqTqMH3QFN2TJ1eTay_RjKcQIBFphK2cHHxZPGM1Yc0 l0DDyC30m77dSMu9ULT6E-RguSABh3mr6744n_BlA_ZtDSUPn2406yabzcbcLmsmwdN6quzp Ziw6BgxgR-A5tH_uz8mTyVcE54y2gln3Tky7U7h84mWkP2QNaZzGZHS4DAos KqmlgYgQVlTB1i/s320/0010AA%20(41).jpeg (https://draft.blogger.com/blog/post/edit/2354748494130253705/4819832310939689527#)

ووجدنا في بعض ما تركه الأجداد من تراث مادي، كالأسلحة والأواني، وبعض والأزياء الشعبية، أثرا واضحا في مواكبة السوق بما يحصل من تطور في الصناعات العالمية، تجلبه قوافل التجارة، وهناك عدة عملات متفاوتة التاريخ، والمسكوكة في بلدان مختلفة، وعصور متعاقبة، منها الرومانية، والأوروبية، وعملات من بداية سك العملة السعودية، وفي ما أضافته المرأة من زينة لزيها الشعبي، كزي الخرقة والهدّاب، وفي بعض الحلي التي قامت بتصميمها وتنفيذها لنفسها، وعرفنا منها مصادر السلع وطريقة
التسويق
.https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgQkZJHON94OF5n_lYXrasJnYeOieOz2uHSCHHhNxPG2D BZnyrGOZYgne10ulQ2yaXj_H-PzbtHNz7IIboBYP9AQvVH9sxh3BryiEQJ_q5cl-NAvm2UCFDi3_yboud25O0_yIzN2fTOI-RI6BqZZls471bP9_Jiupwlkcbn6Y_7K4iOal2KX5xQwpjtdITN/s320/0010AA%20(36).jpeg (https://draft.blogger.com/blog/post/edit/2354748494130253705/4819832310939689527#)

عاب المجتمع دخول المرأة للسوق، فكانت توصي القاصدين السوق من الرجال في طلب احتياجاتها الخاصة، كالخامات والزينة، والأقمشة والحلي، ولم يجز لها المجتمع آنذاك دخول السوق أبدا.
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiS1hDywQUkA2UzShBBhyphenhyphenh67f0jhuInnXcW 3CBHizl59gYDW5WfmItbHt1s_AqA_ImDCRfu7lImN82x8nKJWZ TW6___hYCXRTH-_zngOG5nbOXPahtF3o2Cngec09JBEay_lAgb_VrvFefAvB99eq rRIdK3Tz7i9gATsviPyNq-8ldoJfVhfTRIvfoSguSw/s320/falbalwi1.jpeg (https://draft.blogger.com/blog/post/edit/2354748494130253705/4819832310939689527#)

انبثق من سوق الوجه الرئيسي عدة أسواق شعبية، منها الثابتة والموسمية والشهرية، والباعة الجوالة على ظهور الحمير والبغال والإبل، وأهمها -سوق المناخة- الذي أخذ من نهاية الدكاكين من جهة اليمين، ساحة كبيرة له، ينوخ التجار القادمين من الشام، واليمن، وفلسطين، والسودان، ومصر عبر سيناء، وتجار البادية المحليين، إبلهم المحملة بالبضائع المختلفة، في هذه الساحة، فكانت مسرحا للصفقات التجارية، والبيع والشراء، خصوصا المواشي بأنواعها، والتبادلات التجارية البسيطة،
التي كانت تنعش الاقتصاد الاجتماعي قديما

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjOoUYKHDq2BZsF1ezVeORMMTnUYAsMCRfqesKL4lKIw4 KDc9IWWA3gr3vtL0GHHPRn8Gjem86B7ja6FfTuiL81GLAlcl0I GlMZrwfppY0rxhkQ1kTWJU5r2Yp9vxKShpXRQ_lhwb95c2jDwx tTaqXGkS9ExBizr0uME6X04ETrTHu4b5V5ddFLn8kUIlPT/s320/0010AA%20(83).jpeg (https://draft.blogger.com/blog/post/edit/2354748494130253705/4819832310939689527#)

وسوق أسبوعي آخر بمكان ثابت، يبتعد بحوالي 3 كيلو مترات شرقا عن السوق الرئيسي، ويعتمد فيه البيع على المقايضة بين صغار التجار وسكان البادية بشكل كلي وقاطع، يجلب فيه سكان البادية منتجاتهم المحلية، وهو المكان الوحيد الذي يذكر التاريخ الشفهي انه سُمح للمرأة بريادته والبيع والشراء فيه، طلبا لاحتياجاتها المعيشية. إلا أن ما يعرض فيه من بضاعة محدودة جدا، ولاحتياجاتٍ ضرورية، يتبادلونها مع تجار بسطاء، يجيئون من السوق لشراء منتجات البدو، من الغزل والسمن وزيت البان والحليب واللبن والجلود والصوف والجميد وكلها مصنوعات تقوم بإنتاجها المرأة، مقابل الرز والقهوة والشاي والسكر
والقمح وبعض البهارات كالقرنفل والدارسين والعصفر وغيرها.

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhwdmMbywSY4rr5lVJXwCtGZaY9FK2-NjJsctlZypg5pUMToAl30ngjstsTof7s6j2Lw9z4LBmhvptuIO 4WVz3JR8bqEN3C7_rSNIzdEe6XyCgbfLSzBlFbgCjXyiWn6HiN ptf70-7DoY0aba9r8D0P89RYcolONkk-Lo-JVWFqPv9lAJwt_7W9406H2Omm/s320/aswq.png (https://draft.blogger.com/blog/post/edit/2354748494130253705/4819832310939689527#)





https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgzh1ai9nM_FhH1opVy_9awR78Eg3Aw0K1QTS7St1eabg-pWTEx6DNGRgYUzdgQiSlOpbmtcgwJyYYyDBfFeH1ombGamYpP1 9w3oLBYB1ay5BiBvkKL48s9edptkyeVFXR8nUMBi9USlaiExk7 Z9ZHj_9FJh3ganh0CTyEwxPlwyDA_evRVs2sV-r2h0MNN/s320/0010AA%20(25).jpeg (https://draft.blogger.com/blog/post/edit/2354748494130253705/4819832310939689527#)

وسوق شعبي عابر يبدأ مع قدوم حجاج المحمل المصري، والشامي، والمغربي، وبعض الجنسيات الأخرى التي ترافقهم للحج، يحملون بضائع من بلادهم للتجارة بالحج، تُعرض المنتجات مدة استراحة الحجاج حول الآبار، والتي تأخذ من وقتهم أياما، ومنه سوق شعبي يقع في وادي المنجور الذي كان ممرا لدرب الحجاج، وسوق عند بئر القبة في وادي أبا القزاز حيث كان محطة لاستراحة الحجاج، يقبل عليه بعض صغار التجار وسكان البادية، للشراء بعض المنتجات مثل الزينة والأحذية وبعض الأطعمة المجففة.