المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلعة الله الغالية" - الجزء الأول+ الجزء الثاني



نواف النجيدي
01-23-2006, 03:22 PM
سلعة الله الغالية" - الجزء الأول+ الجزء الثاني

"سلعة الله الغالية" - الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم :
"و سيقَ الذينَ اتقوْا ربـَّهُم إلى الجنةِ زُمُراً حتى إذا جآءوها وفُتِحَتْ أبوابُها
و قالَ لهُمْ خـَزَنتُها سلامٌ عليكـُم طِبتُم فادخلوها خالدين" [الزمر71]
و الصلاة و السلام على النبي محمد المبعوث رحمة للعالمين الذي قال
"كلكم يدخل الجنة إلا من أبى ، قيل و من يأبى يا رسول الله؟ . قال من أطاعني دخل
الجنة ومن عصاني فقد أبى
أما بعد
أيها الأخوة المؤمنون أيها الأحباب نتحدث اليوم بإذن الله وفضله عن جائزة عظيمة
هي ثمرة التوحيد وصدق الإيمان إلا وهى الجنة
ونحن هنا لن نورد إلا بعض أوصافها كي نشتاق إلي ما فيها رغم أن ما نعلمه
عن الجنة قليل القليل, وإذاً مهما أسهبنا في وصف الجنة لن نستطيع التعرف إليها
ونحن ما زلنا أهل الدنيا
تلك الجنة التي قال النبي صلي الله عليه وسلم فيها :
"أعددت لعبادي الصالحينَ مالا عينٌ رأت و لا أذنٌ سمعت و لا خطر على قلب بشر
و اقرؤوا إن شئتم : (فلا تعلمُ نفسٌ ما أُخفِيَ لهم من قَرَّةِ أعيُنٍ جزاءاً بما كانوا يعملون)
[السجدة 17]".
وقال صلي الله عليه وسلم"غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ، ولقاب قوس
أحدكم أو موضع قدم من الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة اطلعت إلى الأرض
من نساء أهل الجنة لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها على رأسه
خير من الدنيا وما فيها"
أهل الجنة:
عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال صلي الله عليه وسلم :
"ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة ؟ ، النبيُّ في الجنة ، و الشهيد في الجنة
و الرجل يزور أخاه في ناحية المصرِ لا يزوره إلا لله في الجنة
و نساؤكم من أهل الجنةِ : الودودُ الولودُ التي إذا غضبَ أو غضبت جاءت حتى
تضع يدها في يده زوجها ثم تقول : لا أذوق غِمضاً حتى ترضى".
و عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
"إنّ في الجنةِ لغُرفاً يُرى ظهورها من بطونها ، و بطونَها من ظهورِها "
فقام أعرابي فقال : يا رسول الله لمن هي؟ قال : "لمن طيّب الكلام ، و أطعمَ الطعام
و أدام الصيام ، و صلى بالليل و الناس نيام".
أما طريق الجنة:
فقد قال ابن مسعود: خط لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم خطاً و قال :
"هذا سبيل الله" ، ثم خطّ خطوطاً عن يمينه و عن يساره ثم قال: "هذه سبل وعلى
كل سبيل منها شيطان يدعو إليه" ثم قرأ الآية : "هذا صِراطِي مُستقيماً فاتـَّبـِعوهُ
ولا تـَتـَّبِعُوا السُـبُلَ فتـفرَّقَ بِكُمْ عن سبـيلِه ذلِكُم وَصَّاكُم بهِ لعلَّكُم تـَتـَّقون"
[الأنعام 153].
أما أبواب الجنة :
فقد جاء لقيط بن عامر وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسأله : ما الجنة و النار؟
فقال صلي الله عليه وسلم"لعمر إلهك إن للنار سبعة أبواب ما منهن بابان إلا يسير
الراكب بينهما سبعين عاما، و إن للجنة ثمانية أبواب ما منهن بابان إلا يسير
الراكب بينهما سبعين عاما"
قال صلي الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل : "ألا أدلُّكَ على باب الجنة؟ قال: بلى
فقال صلي الله عليه وسلم"لا حول ولا قوة لا بالله"
و حيث ان للجنة أبواب ورد منها ثمانية نعرف منها باب الريّان للصائمين ...
والناس يفدوا الى هذه الابواب كل حسب عمله فمنهم من يدخل من باب واحد
ومنهم من يدخل من اكثر من باب ومنهم من يدخل من أي الأبواب شاء!!
فقد قال عليه الصلاة و السلام : "من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله و رسوله و كلمته ألقاها إلى مريم
وروح منه ، وأن الجنة حق و أن النار حق ، أدخله الله من أي أبواب الجنة شاء".
وعن عمر بن الخطاب قال : قال صلي الله عليه وسلم:
" ما منكم من أحدٍ يتوضّأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده و رسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية
يدخل من أيها يشاء".
و كما بيّنا في المقال السابق المقصود بأن تقول كذا و كذا ولك كذا و كذا
المقصود القول و العمل -..
و عن معاذ بن جبل (رضي الله عنه) قال : قال صلي الله عليه وسلم
"مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله".
و نلفت الانتباه إلى أننا تكلمنا عن هذا المفتاح في المقال السابق بشكل مفصّل
أما عن تأشيرة الدخول إلى الجنة
فعن سلمان الفارسي قال : قال رسولالله صلي الله عليه وسلم"يُعطى المؤمن جوازا !!!
مكتوب فيه- بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لفلان
ابن فلان أدخلوه جنةً عالية ، قطوفها دانية".
لكن أيها الأحباب من يريد أن يشتري هذا شيئا من الجنة لابد
من عقد بيع و شراء و ثمن!!
فما هو يا ترى هذا العقد و ما هو الثمن
قال الله تعالى :"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسَهم و أموالَهم بأنَّ لهمُ الجنة
يُقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون ، وعداً عليه حقّا في التوراةِ والإنجيلِ
والقرآنِ ومن أوفى بعهدهِ من اللهِ،فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به
وذلك هوَ الفوزُ العظيم" التوبة(111).
و يقول صلي الله عليه وسلم : "ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة".
و لكن يلوح من بعيد سؤال وجيه! كثيرون قد اشتروا العَقار
و لكن هل سيعرف أهل الجنة منازلهم و عقارتهم التي اشتروها من الله
أم سيتيهون في فسحة الجنة و طولها و عرضها؟
الله تعالى أجاب على سؤالنا الوجيه بإجابة شافية فقال جل شأنه :
"و الذين قُتلوا في سبيل الله فلن يُضلَّ أعمالَهم ، سَيهديهِم و يُصلحُ بالهم،"
[محمد5،6] .
قال مجاهد في تفسيرها : يهتدي أهل الجنة إلى بيوتهم ومساكنهم لا يُخطئونها
كأنهم ساكنوها منذ خلقوا لا يستدلّون عليها أحداً
وقال ابن عبّاس رضي الله عنه: أهل الجنّة أعرف بمنازلهم من أهل الجمعة
إذا انصرفوا إلى منازلهم!! .
وفي نفس المعنى يروي أبو هريرةرضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال:
" و الذي بعثني بالحق ما أنتم في الدنيا بأعرف بأحوالكم و مساكنكم من أهل الجنة
بأزواجهم و مساكنهم إذا دخلوا الجنة"
بناء الجنة
عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنه سأل النبي صلي الله عليه وسلم :
يا رسول الله إذا رأيناك رقـّت قلوبنا وكنـّا من أهل الآخرة ، و إذا فارقناك أعجبتنا الدنيا
و شممنا النساء و الأولاد ، قال صلي الله عليه وسلم :
"لو تكونون على كل حالٍ كالحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكُفـِّهم
ولزارتكم في بيوتكم ، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقومٍِ يُذنبون كي يغفر الله لهم".
فقال أبو هريرةرضي الله عنه : يا رسول الله حدّثنا عن الجنةِ ما بناؤها؟
قال صلي الله عليه وسلم"لبنةٌ ذهب ، ولبنةٌ فضّة ، وملاطها المسك ، وحصباؤها
اللؤلؤ و الياقوت ، وترابها الزعفران ، من يدخلها ينعم لا يبأس ، ويخلُد لا يموت
لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه ، ثلاثةٌ لا تردُّ دعوتهم: 1. الإمام العادل
2. والصائم حتى يفطر 3. ودعوة المظلوم ، تُحمل على الغمام وتفتّح لها أبواب
السماوات ، ويقول الرب: (وعزّتي وجلالي لأنصرنكِ ولو بعد حين)"
ثمار الجنة
قال صلي الله عليه وسلم : "إنّ الرجل إذا نزعَ ثمرةً من الجنة عادت مكانها أخرى".
وعن جابر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "يأكل أهل الجنة ويشربون
ولا يمتخطون ولا يتغوّطون ولا يبولون ، طعامهم ذلك جُشاءٌ كريحِ المسك ، يـُلهمون
التسبيح والتكبير كما تـُلهمون النَفَس".
الحور العين زوجات أهل الجنة
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم في قوله الله تعالى : "كأنـَّهنَّ الياقوتُ و المَرجان"{الرحمن58}، قال: "ينظرُ إلى وجهه في خدّها أصفى
من المرآة ، وإنَّ أدنى لؤلؤةً عليها لتُضيءُ ما بين المشرِقِ و المغربِ
و إنَّهُ ليكون عليها سبعون ثوباً ينفذُها بصرُه حتى يرى مخَّ ساقها من وراء ذلك !!".
وعن أنسٍ يرفعه إلى رسول الله قال "لو أن حوراء بصقت في سبعةِ أبحر لعذِبت
البحارُ من عذوبة فمها !! ، و خلْقًُ الحور العين من الزعفران".
عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
"يسطع نورٌ في الجنةِ فرفعوا رؤوسهم فإذا هو من ثغرِ حوراء ضحكت في وجهِ زوجها !!".
وعن أنس أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " إن الحور العين يُغنّين في الجنة
يقلن : نحنُ الحورُ الحسان خُلقن لأزواج كرام "
غناءٌ و طربٌ في الجنة
روا مالك ابن أنس عن محمد بن المنكدر قال: "إذا كان يومُ القيامةِ ناد منادٍ :
أين الذين كانوا يُنزّهون أسماعهم و أنفسهم عن مجالس اللهو و مزامير الشياطين ؟
أسكنوهم رياضَ المسكِ ، ثم يقول للملائكة : أسمعوهم تمجيدي وتحميدي".
وعن شهر بن حَوْشب قال: "إن الله جل ثناؤه يقول للملائكة : إن عبادي كانوا يُحبون
الصوتَ الحسنَ في الدنيا فيدعونه من أجلي ، فأسمعوا عبادي ، فيأخذوا بأصواتٍ
من تهليل و تسبيحٍ و تكبيرٍ لم يسمعوا بمثله قط".
وعن صالح ابن حبّان عن عبد الله بن بريدة قال: "إن أهل الجنة يدخلون كل يومٍ
مرّتين على الجبار جل جلاله ، فيقرأ عليهم القرآن ، وقد جلس كلُّ امرئٍ منهم مجلسه
الذي هو مجلسه على منابر الدرِّ و الياقوت والزبرجُد والذهب والمرُّد
فلم تقر أعينهم بشيء ولم يسمعوا شيئا قط أعظم ولا أحسن منه
ثم ينصرفون إلى رحلهم ناعمين قريرةٌ أعينهم إلى مثلها من الغد".
ريح الجنة و سوقها
عن أبي هريرةرضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال:
" من يقتل نفسا معاهدةً بغير حقها لم يرُح رائحة الجنة و إنّ ريحا يوجد
من مسيرة مائة عام".
وقال صلي الله عليه وسلم : "ريحُ الجنة يوجد من مسيرة ألف عام ، والله لا يجدها
عاقٌ ولا قاطع رحم".
عن انس ابن مالك أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :
"إن في الجنة لسوقاً يأتونها كل جمعة ، فتهبُّ ريح الشمال فتحثو في وجوههم
وثيابهم فيزدادون حُسنا وجمالاً فيرجعون إلى أهليهم وقد ازداوا حسنا وجمالاً
فيقول لهم أهلوهم : والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالاً ، فيقولون : والله وأنتم
لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالاً".سلعة الله الغالية – الجزء الثاني
:
رحلة من القبر إلى الجنة !! :
تكلمنا في الجزء الأول عن بعض أوصاف الجنة
واليوم بإذن نحاول أن نجمل تلك الرحلة من قبر إما روضة من رياض الجنة جعلها الله
مأوانا ومأواكم ، أوحفرة من حفر النار نعوذ بالله منها لنا ولكم
ولعلَّ النبي صلي الله عليه وسلم أوجز هذه الرحلة في سطور نترككم مع حديثه
المشوِّق عن تلكم الرحلة الطويلة فإلى هناك :
سأل عليٌ رضي الله عنه النبي صلي الله عليه وسلم عن تفسير قوله جل و على :
"يومَ نحشرُ المتقينَ إلى الرحمنِ وفداً" {مريم85}.
فقال صلي الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا
من قبورهم استـُقبِلوابنوقٍ:
1. بيضِ
2. لها أجنحه
3. عليها رحال الذهب
4. شَرَكُ نعالهم نورٌ يتلألأ
5. كلُّ خطوةٍ منها مدَّ البصر
وينتهون إلى باب الجنة ، فإذا حلّقة من ياقوتةٍ حمراء على صفائح الذهب
وإذا شجرةٌ على باب الجنة ينبع من أصلها عينان ، فإذا شربوا من إحداهما
جرت في وجوههم نضرةُ النعيم ، وإذا توضّؤوا من الأخرى لم تشعث أشعارهم أبداً
فيضربون الحلقَة بالصفيحة ، فلو سمعت طنبن الحلقة!!
فيبلغَ كل حوراء أنّ زوجها قد أقبل ، فتستخفـُّها العجلة فتبعث قيّمها فيفتح له الباب
فلولا أنّ الله عزّ و جل عرّفه نفسه لخرَّ له ساجداً مما يرى من النور والبهاء!!
فيقول أنا قيمك الذي وكلت بأمرك ، فيتبعه فيقفوا أثره فيأتي زوجتـَه فتستخفها
العجلة فتخرج من الخيمة فتعانقهُ و تقول : أنت حبي وأنا حبك ، وأنا الراضية
فلا أسخط أبداً ، وأنا الناعمة فلا أبأس أبداً ، والخالدة فلا أظعَنُ أبداً
فيدخلُ بيتا
1. من أساسه إلى سقفه مائة ذراع
2. مبنيٌ على جندل اللؤلؤ والياقوت : طرائق حمر ، وطرائق خضر ، وطرائق صفر
ما منها طريقة تُشاكلُ صاحبتها.
فيأتي الأريكة:
1. فإذا عليها سريرٌ على السرير سبعون فراشاً
2. عليها سَبعون زوجة
3. على كل زوجة سبعون حُـلّة
4. يُرى مخُّ ساقها من باطنِ الجلدِ
5. يقضي جماعهُنَّ في مقدار ليلة
تجري من تحتهم أنهارٌ مطّردة -فائضة-
1. أنهارٌ من ماءٍ غير آسن ، صافٍ ليس فيه كدَر
2. وأنهارٌ من عسل مُصفّى ، لم يخرج من بطون النحل
3. وأنهار من خمرٍ لذّةٍ للشاربين ، لم تعصره الرجال بأقدامها
4. وأنهار من لبن لم يتغيّر طعمه ، لم يخرج من بطون الماشية
فإذا اشتهوا الطعام:
1. جاءتهم طيورٌ بيضُ فترفعُ أجنحتها فيأكلون من جنوبها من أي
الألوان شاءوا ، ثم تطير فتذهب ،
2. فيها ثمارٌ متدلية ، إذا اشتهوها انشغب الغصن إليهم فيأكلون من أي
الثمار شاءوا ، إن شاء قائما وإن شاء متّكئاً ، وذلك قوله عز و جل :
"و جنى الجنتين دانٍ" {الرحمن54}
وبين أيديهم خدمٌ كاللؤلؤ".
ألذ ُُّ نِعمِ الجنة :
لعلَّ من قرأ أوصاف الجنة و ما في الجنة في الجزء الأول من المقال شعر بأن هذه النعم
وهذه الهدايا و الهبات من الله هي قمة اللذة وهي ذروة الشهوة وهي نيلُ المُنى
ولكنَّ المتأمر في حديث رسول الله ، والباحث عن الحقيقة المفرحة يجد أنه بالرغم
من جمال تلك النعم و رقيها و بلوغها من إمتاع المؤمنين في الجنة كلَّ مبلغ
أن هناك نعمة وهدية أجمل وأحلى من كل هذه النعم ، بل لا نستغرب أنه حين يتلقّى
هذه الهدية وهذه النعمة من الله ينسى كل النعم سابقة الوصف
ونترككم مع البشير محمد صلي الله عليه وسلم يحدثنا عن تلك النعمة
حيث يقول صلي الله عليه وسلم
"إذا دخل أهل الجنةِ الجنة َ ، وأهل النارِ النارَ ، نادَ منادٍ يا أهل الجنة إن لكم
عند الله موعدا فيقولون: ما هو؟ ألم يثـقـِّل موازيننا ويبيّض وجوهنا ويدخلنا
الجنة وينجّنا من النار؟ ، فيكشف الحجابَ فينظرون إلى الله ، فو اللهِ ، ما أُعطاهم
الله شيئاً هو أحبُّ إليهم من النظرِ إليه".
وعن ابن عمر عن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
"إنَّ أهل الجنة إذا بلغ النعيمُ منهم كلَّ مبلغ وظنّوا أن لا نعيم أفضلَ منه ، تجلّى لهم
الربُّ تبارك وتعالى فنظروا إلى وجه الرحمن ، فنسوا كل نعيمِ عاينوه
حين نظروا إلى وجه الرحمن"
نعم هذه أوصاف الجنة و لكن هناك المزيد !! :
أيها الأحباب مهما أسهبنا في وصف الجنة و تفصيل ما فيها لن نستطيع التعرُّفَ
عليها إلا إذا صرنا فيها و كنـّا من أهلها نسال الله ذلك إنه القادر عليه
وهذا مما يدل عليه الحديث الذي يرويه أبو هريرة (رضي الله عنه)
عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال فيما يرويه عن رب العزَّة : "أعددت لعباديَ الصالحينَ مالا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت و لا خطر على قلب بشر
واقرؤوا إن شئتم : (فلا تعلمُ نفسٌ ما أُخفِيَ لهم من قَرَّةِ أعيُنٍ جزاءاً بما كانوا يعملون)
[السجدة 17]".
أخي الكريم أختي الكريمة ، فلنلاحظ هذا التدرج الواقعي الجميل في حديث
رسول الله (صلي الله عليه وسلم):
إن الإنسان يرى في حياته أشياء كثيرة ولكن ما في الجنة أكثر مما رأى – مالا عينٌ
رأت- ، ويسمع عن أشياء أكثر وأعجب مما رأى وأيضا ما في الجنة أكثر مما
سمع – ولا أذنٌ سمعت- ، وهو أيضاً يستطيع أن يتخيل أكثر مما رأى وسمع
ونعيم الجنة أكثر حتى مما يتخيل الإنسان - ولا خطر على قلب بشر-، هذا التدرج
الذي راعاه الحديث يـبـيـّن لنا بوضوح عظيم أن ما في الجنة من نِعَم لم ولن نستطيع
معرفته و لا تصوره إلا عند الإقامة فيها و التنعُّمِ بنعيمها .
ذبحُ الموتِ و الخلود :
أيها الحبيب إن المنعّم صاحب العيش المريح لا يتمنى بحال من الأحوال أن يزول
عنه النعيم ، وفي الجانب الآخر فإن صاحب الحزن و البلاء و ضيق العيش يتمنى
أن ينفرج كربه و ينزاح همه و تتسع معيشته ، فلو تخيّلنا أهل الجنة في جنتهم
وأهل النار في نارهم ، أهل الجنة لا يتمنون تركها ، وأهل النار يرجون الخلاص
من عذابها ، وفي ظل هذه الحال
كما يروي أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
"يُجاءُ بالموتِ على صورة كبشٍ أملح ، قيوقـَفُ بين الجنة و النار ، ثم يُقال:
يا أهل الجنة ، فيطّلعون مشفقين ، ويُقالُ يا أهل النار ، فيطلعون فرحين
فيُقال: هل تعرفون هذا؟ ، فيقولون نعم هذا الموت ، فيُذبحُ بين الجنة والنار
ثم يُقال : يا أهل الجنة خلودُ فلا موت ، ويا أهل النارِ خلودٌ فلا موت " فيزداد أهل الجنة
فرحا إلى فرحهم وأهل النار تعسا إلى تعاستهم وحزنا إلى حزنهم
إخواني بـُشراكم!!:
إنَّ من الناس من يظنُّ أن أهل الجنة قليلون ، وأن معظمهم من الصحابة العظماء
الأتـقياء الأنـقياء ، وذلك الظن الذي ظنه أحد الصحابة الكرام ولكن ردّ رسولنا
الحبيب صلي الله عليه وسلم كان حساماً فاصلاً
و يروي لنا أبو سعيد الخدري(رضي الله عنه) قصة كان شاهدا عليها فيقول:
أن رجلاً قال : يا رسول الله : طوبى لمن رآك وآمن بك
فقال صلي الله عليه وسلم :
" طوبى لمن رآني وآمن بي ، ثم طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي و لم يرني"
فقال رجل : يا رسول الله وما طوبى؟ فقال صلي الله عليه وسلم :
"شجرة في الجنة ، مسيرة مائة عام ، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها".
ختاما نقول بقول رسول الله (صلي الله عليه وسلم):
"..لو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة ، ولو يعلم المسلم
بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار".
ورحم اللهُ الإمام الشافعي حيث نظم بيتين من الشعر قال فيهما :
خفِ اللهَ وارجــوهُ لــكــلِّ عـظيـمـةٍ، ولا تطعِ النفسَ اللَّجـوجَ فتـندما.
وكن بين هاتينِ من الخوفِ والرجا وأبشِر بعفوِ اللهِ إن كنتَ مُ

لقاء الإخوان في الجنة
* عن أنسٍ قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إذا دخل أهل الجنةِ الجنة
َ فيشتاق الإخوان بعضُهم إلى بعض ، فيسيرُ سريرُ هذا إلى سريرِ هذا ،و سريرُ هذا
إلى سريرِ هذا حتى يجتمعان جميعاً فيقول أحدهما لصاحبه : تعلم متى غفرَ الله لنا؟
فيقول صاحبُه: يوم كنا في موضع كذا و كذا فدعونا الله فغفر لنا".





أخوكم الزاد

احمد مصيليح العرادي
01-24-2006, 03:26 PM
جزاك الله خيرا اخي

ابو باسل العرادي
01-25-2006, 12:14 AM
اخي الزاد

بارك الله فيك

واسأل الله ان يجعلنا من أصحاب الجنه وينجينا من عذاب الجحيم

نواف النجيدي
01-25-2006, 03:48 PM
بارك الله فيك اخي احمد وانت ابوباسل على المرور العطر