المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة المرأة



أبو يزن البلوي
07-08-2003, 04:30 PM
ان لكل امرأة لون فريدا..وطعما مختلفا..ومذاقا عجيبا..ومزاجا غريبا..ومعان اخرى ..خفيت عن أن تصفها الألسن ..وتقوم بحصرها العقول.
فلقد كانت المرأة..ولا زالت..وستظل وراء معظم احداث الحياة ..وحوادثها.
ولقد كانت المرأة أيضا منذ قدم الوجود البشري سببا في طرد آدم من جنان الخلد ..وقتل قابيل أخاه هابيل..وفتنة ملكين من ملائكة السماء هما هاروت وماروت ..وسجن نبي الله يوسف عليه السلام..ودهشة فرعون ..واذلال شمسون عابد بني اسرائيل..وتحطيم انطونيو ..ونجاح وفشل نابليون ..وتنازل الملك ادوارد عن عرش انجلترا.
نعم ..لقد كانت المرأة سببا في شقاء البشر ..وفي سعادتهم..وفي خراب العمران..وعمران الخراب
فهي الضعف الممزوج بالقوة..والحنان الكامن في صورة القسوة.. والحب القريب من الكراهية.. والجمال الزائف بمر الزمن.. واللذة المشتهاة بكل المرارة.. والبسمة الزائلة..والفرحة المحزنة.
هي النور الذي يؤنس.. والنار التي تحرق.. هي الماء الذي يروي.ز والطوفان الذي يغرق.. هي الهواء الذي يحيى.. والعاصفة التي تخنق.. هي السعادة بكل مسراتها.. والتعاسة بكل مرضاتها.. هي الحياة بكل نبضاتها.. ومتناقضاتها.
ولقد كانت المرأة دوما سببا في الكثير من الاحداث والحوادث.. وستظل سببا في الآتي منها ..مابقي على الارض من متنفس.

http://bssbss7007.jeeran.com/اختلاف%20في%20وجهات%20النظر.jpg

موسى بن ربيع البلوي
07-10-2003, 12:41 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مشكور اخي واق واق على موضوعك
بينما كنت اتصفح موقع طريق الاسلام وجدت هذا المقال لعل تكون فيه فائده :

.............................................
النساء في الإسلام
سليمان الصقر

المقدمة:
لقد كثر الكلام في هذا العصر عن المرأة وما هو وضعها في الإسلام وأصبح الكثير يتكلم في الأمر من عند نفسه، مستهينا بأمر الله دون أن يكلف نفسه عناء الرجوع إلى الحق وهو الكتاب والسنة، والمحزن أن من هؤلاء من ينسب نفسه أو ينسبه الناس زورا وبهتانا إلى الإسلام وعلومه الشرعية مع أنه يتكلم من عند نفسه ولا يمت إلى العلوم الشرعية بصلة إلا انه احب أن يأكل بدينه ثمنا قليلا، فهو بدلا من أن يبحث عن رضى الله تعالى في فتاواه، أصبح يبحث عن هوى نفسه، وشهوته أو مقتضيات وظيفته، نسأل الله العافية،.. فهو لا يرجع لا إلى كتاب الله ولا إلى سنة نبيه صلى الله عليه .

المهم أني أردت أن أحذر أن هؤلاء لا ينقلون صورة ولا آية صورة عن وضع مختلف الأمور في الإسلام، ومن هذه الأمور "مكانة المرأة في الإسلام " فعلى العموم فإن صفات ومؤهلات العالم الذي ينبغي أن يرجع إليه مشرحة ومفصلة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الصفات تقوى الله, فقد قال تعالى: { واتقوا الله ويعلمكم ا لله } [البقرة: 272]، وقال تعالى: { إنما يخشى الله من عباده العلماء } [فاطر:27].

فلهذا ارتأيت بكرم من الله وله الحمد والمنة، أن أكتب هذا الموضوع عن وضع النساء في الإسلام، وهو موضوع كسائر الأحكام الشرعية الإسلامية، تمثل جانبا من إعجاز القرآن من حيث كمال موافقة التكليف الشرعي للفطرة البشرية، وأنه في كل شيء، وفيما يتعلق بالمرأة هو الحق المبين، قال تعالى: { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } [فصلت:42]، ذلك أن الشارع تبارك وتعالى هو الفاطر الخالق العليم الحكيم بخلقه سبحانه وتعالى. وحيث إنه من أصول الإيمان أن الله تعالى لم يكلف العباد إلا بما يستطيعون، وهذا ثابت في الكتاب والسنة، قال تعالى: { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } البقرة، وقال تبارك وتعالى: { لا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها } ..

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم » . وكذلك، فالله تبارك وتعالى ما كلف العباد إلا بما فيه الخير والصلاح ومن ذلك ما يخص النساء فهم إن فعلوا ذلك أعزهم الله، وأن أبوا وأعرضوا أذلهم الله وعذبهم في الدنيا والآخرة، قال تعالى: { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى }, فالله أمرنا بأمور، منها الصلاة والصوم وغض البصر والتستر والطهارة ولبس الملابس الشرعية وتجنب الربا؛ سواء أكان عيانا أو مقنعا كما هو منتشر هذه الأيام، والبعد عن البدع في الدين، ومنها ما هو على العموم مثل ترك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، كل هذه الأمور متيسرة لمن أراد رضا الله؛ فإن فعل الناس ما يقدرون عليه نصرهم الله ومكنهم من الذي لا يقدرون عليه منفردين؛ مثل عزة الأمة وتحسين المعيشة .. وهذا أصل ثابت في الشريعة .

وضع النساء في الجاهلية وفي المجتمعات غير المسلمة
فقد بين الحق تبارك وتعالى وضع النساء في الجاهلية في بلاد العرب وهذا يقاس عليه وضع النساء في كل مكان وزمان غير المنهج الحق الموحى من الله تعالى : الإسلام، فذلك اختصارا، يتراوح من اعتبارها مجرد متاع يورث مع باقي الأشياء كما في الجاهلية، وفي الإسلام أصبحت هي ترث .

فالمشركون من العرب كانوا يحتقرون النساء إلى الحد الذي كانوا يعمدون فيه إلى وأد بعض بناتهم خوفا من العار، قال تبارك وتعالى: { وإذا النفوس زوجت وإذا الموؤودة سئلت، بأي ذنب قتلت } التكوير .
وكانوا يعتبرون البنات عيبا ومنقصة، قال الحق تعالى: { وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون } [النحل: 58،59]، هذا في بلاد العرب اختصارا …
أما عند الأمم الأخرى فالأمر يتراوح بين طقوس تحتم عليها أن تحرق إذا مات زوجها، كما عند الهندوس، إلى اعتبارها مكان الرجل كما في بلاد آسيا قديما؛ فهي التي تتولى الحروب هناك، وهذا كله مرافق إلى استخدامها للمتعة الشيطانية العابرة كالمتاع . … وإلى بلاد أخرى… لا تعتبر ذات روح …. إلى هذا الزمان في ظل الحضارة الغربية المادية حيث تعتبر رسميا مساوية للرجل، وعمليا احتقارها جدا إلى درجة استخدامها في الدعايات وقضاء الشهوات العابرة ومساواتها مع الرجل جسما وهو مخالف لتكوينها الجسمي؛ فالادعاء بأنها قادرة على تحمّل المشاق .. .. و.. كان على حساب مهمتها الأصلية الموافقة لفطرتها؛ من تربية الأطفال والمحافظة على البيت .. فالنتيجة هدم البيت وضاعت المرأة والرجل، وهدمت الأسرة, نسأل الله العافية.. وأصبح الإنسان الذي عبد المادة الناتجة من الآلة الصناعية كالآلة تماما: لا مشاعر إنسانية ولا صفات بشرية.

وحيث نريد الاقتصار هنا على وضع النساء في الإسلام، أي في هذا الوحي المنزل من الله معجزة ربانية لا تتأثر بما يحدث، ولا يمكن بحال الإتيان بسورة من مثله ولو اجتمعت الإنس والجن ومستحيلة على الافتراء ومحفوظة متاحة لمن أراد أن يتذكر أو أراد شكورا. ذلك برهان قاطع أنها من الخالق الفاطر الحق، الله تبارك وتعالى، رب العالمين.

الله تبارك وتعالى أكرم الإنسان { رجالا ونساء } وفضله على كثير من خلقه..
فالمرأة من حيث الأصل تشترك مع الرجل والحمد لله رب العالمين في أن الله تعالى أكرمها، فهي ابنة آدم عليه الصلاة والسلام، بل كانت أول امرأة خلقها الحق تبارك وتعالى جزأ من آدم عليه السلام, قال تعالى: { هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها … } [الأعراف: 189], وهو الذي أكرمه الله تبارك وتعالى إكراما عظيما، فقد خلقه بيده وعلمه الأسماء كلها وأسجد له الملائكة، وأعطاه القدرة على التمييز والعقل وأستخلفه في الأرض وأمره وكلفه بأعظم وأشرف الأمور وهو الحق المتمثل بعبادة الله جل وعلا عبادة تكليفية اختيارية إضافة للعبادة الكونية. فلا يعبد مخلوقا مثله وإنما يعبد الخالق المستحق حقا للعبادة. وكذلك جعل تبارك وتعالى الرسل من بني آدم فهم للإنس والجن والحمد لله فقال تبارك وتعالى: { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء } [النساء:1].
وقال تبارك وتعالى: { وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة... } [البقرة: 30].
وقال تبارك وتعالى: { إذ قال ربك للملائكة أني خالق بشرا من طين ، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين }[ص: 71، 72].
وقال تبارك وتعالى: { ولقد كرما بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا } [الإسراء: 70].
وأسكن آدم وزوجه الجنة, قال تبارك وتعالى: { وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين } [البقرة:35]؛ فهذه من الأدلة على إكرام بني آدم رجالا ونساء .

ومشيئة الله تعالى في إكرام الإنسان، أمر قدري من الله تبارك وتعالى، وهذا أمر يجري على جميع الناس عند ولادتهم ….أي على الفطرة الأصلية ، والفطرة مطابقة للدين.

الحق: الإسلام …
قال تعالى: { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون } [الروم:30]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « يولد المولود على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه » متفق عليه واللفظ لمسلم (لفظ البخاري بدون "يمجسانه")؛ فالإنسان دون استثناء مكرم بخلقته سواء أكان رجلا أو امرأة، طويلا أو قصيرا، أسود أو أبيض، أصفر أو أحمر، عربي أو أعجمي …الخ .

الخلقـــة
إن الخلقة التي أعطاها الله تعالى لكل مخلوق هي أمر كوني قدري منه تبارك وتعالى سواء من حيث نوع المخلوق أو جنسه أو لونه أو طوله أو طريقة معيشته أو أية صفة أخرى, وهو أحكم الحاكمين وهو أعلم بخلقه وهو على كل شيء قدير, قال تبارك وتعالى: { والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير } [النور:45]، وقال تبارك وتعالى: { ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذ يشاء قدير } [النور:29]، والله تبارك وتعالى هو الذي أعطى كل كائن من هذه الكائنات فطرتها الأصلية التي بها يعيش. وقد أجاب موسى عليه السلام فرعون عندما سأله كما يقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل: { قال فمن ربكما يا موسى، قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى } [طه: 49،40]؛ فالله سبحانه خلق كل شيء وأعطاه فطرته التي أرادها له؛ فلا يمكن لهذا المخلوق الخروج عنها أبدا ومهما فعل في هذا الاتجاه فلا يزيد نفسه إلا عذابا وشقاء وخسارة، وبخصوص هذا الإنسان فإن الله فطره على عبادته تبارك وتعالى وهذا هو عين الحق. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد خلق الخلق حنفاء فاجتالتهم الشياطين" فمن لم يرض بخلقته يشقى ويتعب ويضل ـ والعياذ بالله ـ وإضافة لذلك ينال سخط الله ويكون مأواه الجحيم كما وعد الله تبارك وتعالى، والله اعلم بخلقه وهو يعلم أن الله خلق السماوات والأرض ومن فيهن..
{أفمن يخلق كمن لا يخلق مالكم كيف تحكمون} سورة النحل . وهذا احتجاج على خلق الله تبارك وتعالى وهو احتجاج المخلوق على خلقته يعني احتجاجه على حكم الله وإرادته, وهو بذلك والعياذ بالله يخاصم الحق تبارك وتعالى وهو أحكم الحاكمين, قال تعالى: { أولم يرى الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين، وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم، قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم } [يس: 77-79].

ونذكر هنا أن الإنسان ـ رجلا كان أو امرأة ـ بصفاته الأصلية المفطور عليها وأولها طاعة خالقه الله تعالى، وهو الدين .. وهو الإسلام الحق .. قال تعالى: { إن الدين عند الله الإسلام …} الآية [آل عمران: 19]، ومخلوق على احسن تقويم أي في أحسن هيئة قال تبارك وتعالى: { والتين والزيتون ،وطور سنين، وهذا البلد الأمين، لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، ثم رددناه اسفل سافلين، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون، فما يكذبك بعد بالدين اليس الله بأحكم الحاكمين } سور التين .
والله تبارك وتعالى قد بين لنا كما في الآيات أعلاه، أن السكن والطمأنينة يتأتى بين الرجل بصفاته والمرأة بصفاتها الأصلية ….
ونشير هنا كذلك، إلى أن الله قد خلق المرأة ضعيفة الجسم ومن حيث السيطرة على عواطفها عند الشدائد قال تعالى: { أومن ينشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين {18} وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا خلقهم، ستكتب شهادتهم ويسئلون } [الزخرف: 19].
فمن أقبح الأمور، عدم رضى الإنسان على خلقته التي أرادها الله له، ومن ذلك تشبه المرأة بالرجل والرجل بالمرأة مستحق للعنة الله تعالى؛ فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله ابن عباس قال: « لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال » البخاري حديث رقم 5885 . وفي المسند للإمام أحمد يرفعه.
وبالمناسبة، وطالما أننا نتحدث عن خلق الله .. نذكر أن الله تبارك وتعالى لم يتخذ ولدا أبدا كما تزعم اليهود والنصارى, قال تعالى: { وقالوا أتخذ الرحمن ولدا، لقد جئتم شيئا إدّا، تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخرّ الجبال هدّا، أن دعوا للرحمن ولدا، وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا، إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا } الآيات [مريم: 88-93].

أسباب الخلق :عبادة الله تبارك وتعالى
ثم إن الإنسان، رجالا ونساء، قد خلق من أجل أسمى وأشرف الأهداف في هذا الوجود، وهو عبادة الخالق فاطر هذا الكون وما فيه، وهو القيوم عليه،عبادته وحده لا شريك له،قال تبارك وتعالى { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } [الذاريات:56-57]، وهذا يدل أن هذا المخلوق مكرم عند الله وعلى قدر هذه المهمة التي من أجلها خلق ولاه عبادة طواعية تكليفية كما ذكرنا بالإضافة للعبادة الكونية حيث يشترك مع باقي المخلوقات في العبودية لله تبارك وتعالى ولكن تلك عبادة كونية قدريه أي لا يستطيع المخلوق الخروج عنها, قال تبارك وتعالى: { ولله يسجد من في السماوات ومن في الأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال } [الرعد: 15].

والمرأة مثلها مثل الرجل إن ارتضت بذلك وأطاعت ربها وقامت بما كلفت به من إخلاص العبادة لله كما أنها موعودة بالخلود بالجنة ورضوان الله وكل ما وعد به تبارك وتعالى, فقد قال جل وعلا: { وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم } [التوبة: 72]، وهو تبارك وتعالى لا يخلف الميعاد، قال تعالى: { ربنا أنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه أن الله لا يخلف الميعاد } [آل عمران:9]، وهذه هي أعظم جائزة يمكن أن يحصل عليها هذا الإنسان، وهذا النعيم يبدأ من ساعة وفاتها كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإنسان إذا مات فهو « مستريح ومستراح منه ، قالوا يا رسول الله ما مستريح ومستراح منه؟ قال المؤمن يستريح من عناء الدنيا والفاجر يستريح منه كل شيء » رواه مسلم؛ فالمرأة إذن مخلوق مشرف مكرم تماما في ذلك مثل الرجل لا فرق بينهما في ذلك، وهي موعودة بما هو موعود به. وبالمناسبة نذكر.. بفلسفات النظم الاجتماعية الدنيوية جميعا .. من حضارة غربية وغيرها .. هل تعد الإنسان بشيء فيما بعد القبر ..؟؟ وإن وعدت .. فهو كلام زائف غير صحيح لأنه مجرد ظنون وأوهام وتحريف ليس إلا, أما الوعود في الإسلام فهي قائمة بالدليل القاطع : المعجزة الخالدة القرآن … قال تعالى: { إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى } [النجم:23].

التكليف الشرعي الإسلامي
المرأة تماما مثل الرجل مكلفة شرعا بنفس الأحكام الشرعية من أركان الإسلام الخمسة (مع وجود رخص خاصة بها بسبب خلقتها) مكلفة بجميع الأمور الأخرى وتجري عليها نفس العقوبات الدنيوية وهي مكلفة تماما بعدم الاختلاط حيث يجعلها هذا الاختلاط رخيصة ويفقدها العفة والمنعة الأخلاقية ومع فقدان هذه الأمور تصبح حياتها وحياة الرجل كذلك قطعة من العذاب .
وحيث إنها مكلفة فطرة وشرعا بتربية الأطفال الذين تنجبهم وبالمحافظة على البيت من الداخل فالأصل العمل بقول الله تبارك وتعالى: { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } [الأحزاب: 33] .فالآية تتحدث عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ..فما بالك بأزواجنا نحن ..؟؟ فعلم من الآية أن الأفضل لها التزام بيتها . وأمرت المرأة بتجنب الابتذال والإثارة، فقال تعالى: { ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } [النور: 31] .

ومن صميم عمل المرأة، المحافظة على البيت ورعاية الأطفال ،وبحيث يصبح هؤلاء الأطفال عامل ربط بين الزوج وزوجته فإن خرجت فقد ضاع الأطفال واصبحوا هم الآخرون عامل تدمير إضافي للمجتمع؛ فأين دعاة الانحلال من الجنسين من هذا ؟؟ وأين السعادة المزعومة ؟؟ وهل الحرية التي يقولون عنها إلا دمارا للمرأة والرجل معا ومن ثم للأسرة ومن بعد للأمة قاطبة وللبشرية جمعاء وهل نتيجة ذلك إلا الشقاء والخوف والعذاب في الدنيا والآخرة ؟؟ إن الإسلام هو الحل الإلهي لهموم الإنسان فان أطاع الله فاز بخيري الدنيا والآخرة والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .

وأريد أن أذكر بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: « صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها, وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا » مسلم في الفتن. وحول المجاهرة بالعري وغيره من المعاصي فقد قال عليه الصلاة والسلام « كل أمتي يدخل الجنة إلا المجاهرون.. » نسأل الله العافية. ونذكر كذلك أن الوعيد بالعذاب واقع على المرأة ووليها ـ إن علم بالمنكر ـ وللمرأة إلا تطيع مثل هذا الولي إن أمرها بالمعاصي ومنها الملابس الفاضحة؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق » ؛ وحيث إن الأمر خطير للغاية فالعاقبة هي الخلود في الجنة أو في النار، ففي الامتثال لأوامر الله تعالى السعادة للإنسان وليس العكس.

ثم هل الدعوات للانحلال إلا مستوردة من الأمم المشركة؟ فترك المسلم لدينه وعقيدته القائمة على الحق المطلق وهو المعجزة الربانية القرآن واتباع أهل الشرك إلا الارتداد عن الإسلام …؟؟ وبالتالي الخسارة كل الخسارة في الدارين ..؟؟؟ نسأل الله العافية وهذا ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة. قالوا النصارى واليهود قال فمن ؟؟" حديث ثابت في الصحيح والسنن .

ودعونا نعتبر لما حدث في بلاد الشرك كنتيجة لهذه الممارسات المسماة حرية ومساواة وغير ذلك : إن هذا الانحلال قد أدى إلى تدمير الأسرة ومن ثم المجتمع نهائيا حتى إن بعض الأمم المشركة أصبحت تخشى على نفسها من الانقراض؛ فليس سرا أن الإسلام يبكى عليه دموعا حاليا في الغرب وحيث تسود الدعوات الشيطانية المدمرة من كل نوع و"العقلاء" محكومين بشهوات الرياسة . ولكن كما قال الله تبارك وتعالى: { أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء، يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون } [هود:20]؛ فالسمع هنا معناه الاستجابة فما كانوا يستطيعون الاستجابة من شدة اتباع الهوى والشهوات أو الحسد أو الكبر .. فكيف يتبعون أمرا جاء به المسلمون المتخلفون ؟؟ ولو كان هذا هو الحق تماما كما قال قوم فرعون لعنة الله عليهم عندما جاءهم موسى وهارون بالحق: { فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون } [المؤمنون: 47] .

إنّ هذه الدعوات الشيطانية بالرغم من أن لها آثارا تدميرية على المجتمع والبشرية عموما وخصوصا في هذا الزمان حيث وسائل الاتصال والبث المسموع والمرئي لم يسبق لها مثيل، إلا أننا نجد الساسة ومراكز النفوذ في الدوائر الحاكمة المسيطرة على مقدرات الأمم اقتصاديا وسياسيا يؤيدون هذه الدعوات التخريبية تحت شعارات براقة هم أول من ينقضها؛ مثل المساواة بين الرجل والمرأة والحريات بجميع أنواعها الجنسية والشاذة والممارسات التي يتأفف الحيوان عنها … ليس لشيء إلا لإشباع أنانيتهم وشهوتهم للرئاسة والمال, وهم يعلمون تمام العلم أنها دعوات هدامة تخريبية مريبة. وهذا ما تقوله مراكز الدراسات لديهم؛ لقد أصبح مثل هؤلاء الساسة أسرى الحصول على الصوت الانتخابي فقط، فهم يؤيدون الدعوات المذكورة للحصول على أصوات حتى الشواذ والعياذ بالله وأصبح لأصحاب الممارسات الشاذة أحزاب وتجمعات ضغط لتحصيل مصالحهم والاعتراف بهم ونشر شذوذهم -والضغط مقابل أصواتهم- مع أنهم حقا يحملون بذور تدمير المجتمع نهائيا الذي من شأنه قلب الميزان البشري الذي هو على فطرة الخالق تبارك وتعالى, فهم حقا اخطر على البشرية من كل الأسلحة، لأن تلك الأسلحة ربما لا تستخدم مطلقا أما هؤلاء فهم قنابل قد تم تفجيرها فعلا واصبحوا بالرغم من آثارها التدميرية السريعة . أنها ممارسات تنزل الإنسان عن فطرته الأصلية القائمة على البراءة ليصبح شر من البهائم والعياذ بالله … وقد اصبح لتلك الممارسات المقيتة آثارا صحية قاتله عقابا على أفعالهم الرديئة التي هي وصمة عار في جبين الإنسان ومع ذلك فالبعض يسميها " تقدما وحضارة " ..

فالجميع عليه أن يحذر .. والحمد لله القائل { و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة، واعلموا أن الله شديد العقاب } [الأنفال:25]، وكنتيجة للإعراض عن ذكر الله تبارك وتعالى وللإفراط في الأنانية والاستكبار كما ذكرنا آنفا فقد اصبح للشواذ نساء ورجال هيئات وجماعات (محترمة) ممثلة في البرلمانات ومجالس الحكم الأخرى . بسبب التهافت في الحضارة العصرية على المادة من قبل الفئات الحاكمة وأنانيتها وخطب ود أي (شيء) له صوت انتخابي لتحقيق أنانيتهم وحبهم للظهور في هذه الدنيا وزخرفها الفاني والصبح تحقيقا أن الفئات العامة التي لا تعقل وراء الشهوة شيئا هي التي تتحكم بأولياء أمور الناس في الحياة العصرية الديمقراطية فحقيقة هذا النظام انه يجعل الحاكم الذي يفترض أن يكون دارسا فاهما لأمور الحياة الدنيا (نذكر أن الفلسفة الديمقراطية الغربية لا تقيم وزنا للآخرة أو الجانب الروحي للإنسان!!) عالما بتحقيق مصالح شعبه رهينة لذلك العامي الجاهل الغارق في الشهوات، واصبح ذلك الحاكم العالم ببواطن أمور شعبة وحقيقة أموره لا ينصح لشعبه بل يغشهم ويقرهم على كثير من ممارساتهم بل وأحيانا كثيرة يكون أولئك مشاركين في تلك التصرفات التي سوف تؤدي بشعبه إلى الهاوية والمحق الكامل، وحتى أصبحنا نقرأ عن انغماس بعضهم في تصرفات مشينة شاذة نتحرج من ذكرها ويندى لها الجبين نسأل الله العافية .. وهذا يشبه إلى حد بعيد ما ذكر الله تبارك وتعالى عن قوم لوط وما كانوا يفعلون حتى إن الله عاقبهم عقابا شديدا وحيث إنهم مثل هؤلاء المعاصرين يقولون عن أهل الالتزام بالإسلام الذين يدعونهم إلى الفضيلة أنهم قوم متخلفون متشددون بل انهم يعيرون المسلمين الملتزمين بالإسلام بأنهم "يتطهرون" وهم بذلك أشبه ما يكونوا بقوم لوط عليه السلام قال تبارك وتعالى: { ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين، إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون، وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين، وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كانت عاقبة المجرمين } [الأعراف: 80-84].

فهذه دعوة للنجاة لكل واحد من بني آدم .. ليعلم الخير الذي أنزله الله تبارك وتعالى بالإسلام .. النجاة .. النجاة … في الدنيا والآخرة الخير الذي أنزله الله للبشرية والأحكام الشرعية الرادعة للبغاة الفجرة من رجم الزناة وقتل القتلة …الخ فأن في هذا صلاح للإنسانية وردع للشواذ والعياذ بالله وكما أخبر الحق تبارك وتعالى: {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون} [البقرة: 179]، وقال تبارك وتعالى: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } [المائدة: 3]، وقال تعالى: { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } [الأنبياء: 107]، وهذا كما ذكرنا مرارا وتكرارا شيء بسيط جدا مع ما أعد الله للمؤمنين من النعيم في الآخرة .(راجع خاتمة هذا الموضوع والخاتمة العامة للكتاب).

إنّ سفينة النجاة هي الإسلام والحمد لله, فاتباع أوامر الله والاقتداء بالصحابة، المهاجرين والأنصار في اتباعهم للحق، الكتاب والسنة، هو الصلاح والمصلحة وهو الخير الذي لا ينضب لا في دنيا ولا في الآخرة: { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم } [التوبة: 100].

الرجال قوامون على النساء
قال تبارك وتعالى: { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم, فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا } [النساء: 34].
فالخالق تبارك وتعالى قد جعل الرجال قوامون على النساء بصفات قدرية ثابتة بما فضلهم عليهن مثل والتكوين الجسمي الفطري وبما يكسب بجسمه من الرزق … الخ وهذا أمر رباني كوني لا مجال أمام الإنسان حياله إلا أن يقول: { سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير }؛ فالصالحات يطعن ربهن تبارك وتعالى ويقنتن له سبحانه وتعالى ويبتغين ما وعد الله تعالى في الغيب من الجنة للمؤمنين ويخفن من النار الموعود بها الفجرة الكفرة ويرضين بأن هذا هو أحسن ما يكون لهن وللإنسان عامة, وهؤلاء لا يجوز إلا احترامهن والمحافظة عليهن وإعطائهن حقوقهن المنصوص عليها شرعا.

وقد شاء الحق أن يكون هذا الإنسان مكون من جزأين وأن يكون أحد هذين الجزأين خاضعا للآخر ومستكينا له وتابعا له وذلك مضبوط بضوابط مثبتة منه تبارك وتعالى بمعجزة ربانية ثابتة وهي القرآن الكريم؛ فالجميع ملزم ومطالب ومحاسب بما أمره الله فيه وما هو مشروح في السنة النبوية وهو مثاب عليه يوم القيامة؛ فمن قبل بالمعجزة قلبا وقالبا بقي على الإيمان وهو الفطرة الأصلية, ومن أراد خلاف هذا خاب وخسر نسأل الله العافية ..

ومما أنزل الله في هذا الوحي أن للرجل الصالح أن يعظها ويهجرها وذلك أولا للنص الشرعي من الله تبارك وتعالى كما في الآية أعلاه؛ فالنشوز معناه الضياع لها والهوان وسوف تفسد نفسها وغيرها لأنها ستكون صيدا لكثير من الفجرة وقد تستمرأ ذلك وتصبح فاجرة مثلهم وطبعا ستفقد الطمأنينة والسكن التي تتوفر لها بالأسرة وفي نفس الوقت يؤدي ذلك إلى الإضرار بالمجتمع وبالتالي تخسر الدنيا والآخرة إضافة إلى انفلات كثير من اللواتي سيقلدنها؛ فما هو الأفضل إذن ؟؟ أن تهجر الناشز وتضرب ضربا غير مبرح .. وتصلح هي وغيرها أم كل هذه المفاسد للمجتمع كاملا ..؟ هذا طبعا بعد الأصل العام الثابت وهو أن هذا الضرب هو بأمر خالقها الأرحم بها من كل المخلوقات الأخرى, قال تبارك وتعالى: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} الآية، [المائدة:3] والآيات والأحاديث التي تدل على أن الله ما شرع لنا إلا ما فيه الخير لنا كثيرة جدا والحمد لله.

وكما ذكرنا أعلاه فهذا التفضيل أمر كوني من الله تبارك وتعالى وهو واضح جلي من طبيعة كل منهما؛ فالرجل أقوى جسما وعقلا وكذلك أشد صبرا وجلدا وهو مفطور على العمل والأمور الجدية ومثل الضرب في الأرض طلبا لما رزقه الله تعالى، وأمور الحرب والحكم وما أشبه ذلك بينما المرأة بين من خلقتها أنها مختلفة حيث تلد وتحيض وتربي الأولاد وذات عاطفة قوية، وناعمة وذات فتنة وجاذبية للرجل، وتحب الأمور الجمالية، فهي لا تملك نفسها في الأمور الجدية مثل الخصومات، قال تبارك وتعالى: { أومن ينشّؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين } [الزخرف:18]، ونقصان العقل ثابت من الخالق العليم تبارك وتعالى، (والعقل كما قال أهل العلم هو القوة التي يعقل بها, وهذا التعريف منقول عن شيخ الإسلام), فاخبر تبارك وتعالى أن شهادة امرأتين تعدل شهادة رجل كما ذكر الحق في آية الدين من سورة البقرة قال تعالى: { واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان مما ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى } الآية [البقرة: 282]، وليس كما يظن البعض أن نقصان العقل هو في المقدرة على الحفظ خاصة، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: « لن يفلح قومٌ ولّوا أمرهم امرأة » ، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أحتج بالنص القرآني على نقصان الدين أي التكليف الشرعي حيث تتوقف بسبب الحيض عن الصلاة ولا تقضيها وعن الصوم وتقضيه، وقد سألت السيدة عائشة رضوان الله عليها من امرأة، قالت: "ما بال المرأة تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت: أحرورية أنت؟! قد كان يصيبنا ذلك على عهد رسول الله فكنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نقضي الصلاة".
فهل يستطيع دعاة المساواة تبديل الصفات الخلقية وتوزيعها بين الرجل والمرأة بالتساوي ... تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ...

تعدد الزوجات
قال تعالى: { وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم إلا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى إلا تعولوا } [النساء:3].

وقد تضمن الإسلام إباحة تعدد الزوجات للرجل الواحد إلى أربعة زوجات، وطبعا هذا ممكن من حيث خلقة كل منهما طالما أنه حكم الله الخالق تبارك وتعالى وهو أعلم بما خلق، ومن قال خلاف هذا فإنه نصب نفسه أعلم من خالقه والعياذ بالله، وهو بذلك قد جنح إلى دركات سفلى من الباطل ويكفر بالله العظيم ومن الموعودين بالعذاب بنار جهنم والعياذ بالله ولو بدا لنا أنهم سعداء, وهذا بعيد عنهم لأن سعادتهم سعادة شهوانية سريعة حيوانية, كما قال تبارك وتعالى: { إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار، والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم } [محمد:12]، فالكفر كل الكفر أن يستدرك المخلوق على الخالق فيقول، والعياذ بالله، إن هذا لا يصلح، وهذا يصلح.

ثم إن هذا الأمر طالما أنه حكم الله فلا بد أن يكون فيه من الخير ما لا يوصف أبدا لكل زمان ومكان حيث إن الحق سبحانه لم يشرع لنا إلا ما فيه الخير الراجح والمصلحة الأكيدة، كما بينا في هذا البحث. ومن حيث الرأي العقلي فإن العمل بتعدد الزوجات وانتشاره يوجد الاحترام الشديد للمرأة وذلك بالطلب الشديد عليها فأي امرأة تستطيع أن تتوقع مجيء من يخطبها بسرعة ولو كان متزوجا، وهي بذلك تصبح محترمة وصاحبة أولاد وأسرة ولها عائلة ويتحقق لها السكن والطمأنينة التي جعلها الله تعالى للزوج والزوجة معا، ولو كان متزوجا، وتصبح محترمة وصاحبة أولاد وأسرة، فمن أفضل ـ بالله عليكم ـ: هذا أم تبقى هائمة على وجهها رخيصة مبتذلة؟ وبذلك تكون قد أضاعت دنياها وآخرتها. وتبرز فوائد التعدد بشدة في أحوال ارتفاع أعداد النساء مقابل الرجال كما هو في المستقبل من الأيام حيث اخبر النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويفشو الجهل ويكثر الزنا ويشرب الخمر ويقل الرجال وتكثر النساء حتى يعود للقيم الواحد خمسين امرأة يذدن به" البخاري – كتاب الفتن .. نسأل الله العافية .
وقد سمعت من بعض الأصحاب، أن استفتاء قد جرى في مجتمع غير مسلم … يشتهر بارتفاع عدد النساء جدا مقابل الرجال، حول تعدد الزوجات فكانت الإجابات أنهن يفضلن أن يكن الزوجة رقم 10 على العنوسة !!. والله أعلم .

الحكم العام والخاص بيد الرجل
فرض الشارع تبارك وتعالى أن قيادة الأمة والإمارات الفرعية هي حصرٌ على الرجل لا غير وهذا مفهوم من قوله تبارك وتعالى: {الرجال قوامون على النساء} ومن عموم نصوص الكتاب والسنة, وقد قال صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى: « لن يفلح قومٌ ولّوا أمرهم امرأة » رواه البخاري، فنحن نؤمن بهذا والحمد لله أولا لأنه خبر الرسول الذي لا ينطق عن الهوى .–ولو قال أصحاب الشهوات - انظر إلى الأمة المتحضرة الفلانية, أليس ملكتها امرأة أو رئيسة وزرائها ..أو ولى الأمر فيها .. فالرد عليه أن الفلاح ليس ما تنظر إليه من أمر هذه الدنيا فحسب, وإنه حتى على مستوى هذه الدنيا فليس ضروريا أن يظهر فورا عدم الفلاح هذا، والحقيقة أنهم لم يفلحوا إلا إذا اعتبرنا مجرد الأكل والشرب والتمتع بالملذات العابرة هو الفلاح أي تماما على قاعدة أن الإنسان يعيش ليأكل وليس يأكل ليعيش, وهذه هي الخسارة بحد ذاتها حيث إن ذلك هو رد الإنسان عن إنسانيته وجعله تماما مثل الحيوان والعياذ بالله هذا إضافة إلى الحقيقة الدامغة وهو أن هذه المتعة زائلة سريعة؛ فكل إنسان لابد أن يواجه حقيقة الموت.. الرحيل من هذه الدنيا.. وهناك يوم حساب .. فمن فاز به فقد فاز وأفلح حقا، ومن خسر، والعياذ بالله فقد خسر, قال تعالى: { قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة إلا ذلك هو الخسران المبين } [الزمر:15].

فأخي المسلم … أختي المسلمة … لا يتزعزع أيمانكما ويقينكما بالأقاويل الفارغة .. فنحن إن شاء الله أهل الفلاح والفوز وليس غيرنا ….
فالفلاح الحقيقي هو معرفة الإنسان خالقه وخالق الكون سبحانه وتعالى وما فيه والاستجابة لأمره وهو عبادته وتوحيده وبالتالي الفوز برضاه تبارك وتعالى والخلود في الجنة.
وهذا ليس مجرد ظنا بل هو الحق المبين المثبت بالمعجزة الربانية فإن ما قال النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق لأنه { لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى } النجم.

وكذلك فإن الرجل هو المسؤول من حيث الخلقة والتكليف الشرعي معا عن الأعمال الشاقة؛ مثل الحروب والبناء والمناجم والنقل والسفر … الخ وهذه أعمال يتعرضون فيها للموت خاصة الحروب وبالتالي يقل عدد الرجال عن النساء فلا بد من حل مشكلتهن، وهذا الحل ضرورة ملحة للإبقاء على النوع الإنساني فما الحل؟ ... إن الله تبارك وتعالى قد أوجد لنا الحل وهو تعدد الزوجات كما ذكرنا آنفا ...

وكما ذكرنا في المقدمة أن لعلماء السوء المرتع الخصب في هذا الباب خصوصا في هذا الزمان فضلوا وأضلوا.
فالذي يريد الحق فالحق باق إلى يوم القيامة، والمؤمن ليس وحيدا في كل زمان فهناك قوم على الحق ثابتون فلنكن منهم إن شاء الله، فعن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أخشى ما أخشى على أمتي الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في أمتي فلا يرفع عنهم إلى يوم القيامة ولاتزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" ذكره الذهبي بسند صحيح في سير أعلام النبلاء، وهو حديث ثابت؛ فقد أصبح حتى هؤلاء يحرفون معاني نصوص الدين ليوافق أهل الفجور أينما ذهبوا في التفنن بالفسوق والفواحش, فعندهم الفتاوى جاهزة على كل المقاسات، ولكن لا يتبع هؤلاء إلا من استهان بدينه ولا يتبع إلا هواه والعياذ بالله فاصبح هؤلاء يحلون ويجوزون كل شي مثل العري والانفلات وأن تعمل المرأة كما تشاء. أما أهل العلم الحقيقيون فهم الذين يردون الناس إلى الدين الموجود في الدليل الشرعي من الكتاب والسنة الذي به ينال الإنسان رضى الله ويدخل الجنة, وكما قال الله تبارك وتعالى في قصة قارون حيث قال أهل العلم ناصحين للذين فتنوا بقارون وماله: { وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون } [القصص:80].
فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قلت : فهل بعد ذلك الخير من شرّ ؟ قال :« نعم ، دعاةٌ على أبواب جهنّم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها » . قلت : يا رسول اللّه صفهم لنا . قال :« هم من جلدتنا، ويتكلّمون بألسنتنا » قطعة من حديث حذيفة المتفق عليه؛ فهذا يدل على أن من استفتى أحدا يرى أنه ليس أهلا للفتوى وأنه غير عامل بطاعة الله فإنه لا يكون بريئا, وإنما يقذف في جهنم والعياذ بالله.

ومثل هؤلاء فإنما يغشون الناس لأنه أما أن يكون قد أفتى بغير علم (هذا أن لم يكن أهلا للإفتاء فمعناه بما عرف الله في شريعته العلماء من العلم والحفظ والتقوى والعمل بما يعلم), أو الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: « من كذب علي عامدا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار » . متفق عليه . وقال صلى الله عليه وسلم: « يؤتي بالرجل فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى, فيجتمع عليه أهل النار فيقولون: يا فلان مالك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟! فيقول بلى! قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه » متفق عليه.
وكما قلت أعلاه فمن صدق هؤلاء واتبعهم فإنما يتبعهم إلى الجحيم لأنه أصلا ما انخدع بهم إلا لأنه عديم التقوى مثلهم، هذا إن لم يكن جاهلا يعذر به، والله أعلم بما في الصدور، قال الله تعالى عن سبب اتباع قوم فرعون لفرعون: { فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين } [الزخرف:54]، وبالمناسبة فكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه أن هذا هو تحريف الكلم عن مواضعه كما فعلت اليهود إلا أن القرآن محفوظ من الله؛ فيعمد هؤلاء إلى تحريف معناه, نسأل الله العافية.

فالأركان أصلا ليست بحاجة إلى علم، والتعري معروف معلوم لكل من كان عنده إيمان بالله واليوم الآخر انه من أفحش وأقبح الأمور, وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الكاسيات العاريات مثلا معروفة مشهورة, فمثلا فقط لا حصرا هناك من يقول بجواز اختلاط الرجال بالنساء ومن الأمور الراسخة في الشرع عدم الاختلاط قال تعالى عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: { وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب } الأحزاب؛ فكيف بباقي النساء؟؟
وثابت أن من أهل النار والعياذ بالله الكاسيات العاريات وهناك من يغش الناس فيقول غير ذلك.
وهناك من يقول بجواز السلام على الأجنبية وبدعوى للأسف حديث النبي صلى الله عليه وسلم: « إنما الأعمال بالنيات » ؛ بينما الحق أن المعصية لا تحتاج لنية أبدا, فطالما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن مصافحة الأجنبية حرام فهو آثم؛ بغض النظر عن النية .. تماما مثل الزنا أو شرب الخمر .. فهل هذه المعاصي ..حسب النية أيضا ..؟؟.

ثم هناك سؤال: لماذا لا تنطلي أكاذيب هؤلاء على أهل الصلاة في المسجد والأسر الملتزمة بكتاب الله وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم . ؟؟ لأن هؤلاء يريدون الحق والحمد لله .
فالمسألة مسألة قلب وطاعة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كل أمتي يدخل الجنة إلا من أبى » قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: « من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى » أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
ومن هؤلاء (الدعاة) من نسمع أن له مجالس ضخمة, فيها اختلاط بين الرجال والنساء لابسات من شتى أنواع الملابس الغير الفاضحة, فنسأل نحن السؤال التالي إلى ماذا يدعو هذا (الداعية)؟؟ أليس إلى غض البصر والفضائل الأخرى التي أمر الله بها؟؟ فلماذا ينظر هو...؟؟ هل هو مستثنى من الحكم الشرعي ..؟؟
ثم ألم يدعو النبي صلى الله عليه وسلم من هم أشد قسوة وعنادا من هؤلاء، فهل تنازل عن شيء من دينه؟؟ لا والله وحاشا لله, ثم طالما هو ثابت أن الاختلاط بين الرجال والنساء هو محل الفتن، فهل تصبح مجالس الدعوة مصدرا الفتن …؟؟
ثم لماذا لا يأمر هؤلاء "الدعاة" بوضع مجرد ستارة بين الرجال والنساء؟؟
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا من هو أشد من هؤلاء فهل تنازل عن شيء من دينه ..؟ تقول السيدة عائشة مثلا: « ما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في يد امرأة لا تحل له » ؛ ثم أليس هؤلاء من بلد إسلامي ويعشن في مجتمع إسلامي ... فالدين وطرق الدعوة الشرعية إليه إذن معروفة لهن.

ويدعي البعض أن هناك مصالح مثل اهتداء بعض النساء ... فلو كان هذا الكلام صحيحا، فليس على هذا يقاس الدين، هذا أولا، وثانيا: هل تأمل هؤلاء بالمفاسد العظيمة المتأتية من هذه البدعة المنكرة المتمثلة مجالس دعوة مختلطة بين رجال ونساء كاسيات عاريات .. وبجميع أنواع الفتنة..؟؟ والله أعلم وله الحمد والمنة.
وفي الخاتمة من هذا الموضوع فإن الحق تبارك وتعالى قد بين في كتابه العزيز المشروح بسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام كل شيء عن المرأة والرجل، قال تعالى: { ما فرطنا في الكتاب من شيء } وقال تبارك وتعالى: { وأنزلنا إليك الكتاب فيه تفصيل كل شيء }, وقد عمل النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله ونحن مأمورون باتباع سنته, كل حسب درجات الشريعة من واجب وسنة راتبة وفضائل أعمال مستحبة .

وقد عمل السلف الكرام، الصحابة رجالا ونساء بهذا الدين، وكان عملهم على حياة النبي صلى الله عليه وسلم، والوحي لا زال ينزل، وقد أثنى الله تبارك وتعالى عليهم كثيرا في هذا الوحي من كتاب وسنة، ووعدهم بالجنة والتمكين في الدنيا كذلك …ليس هم فقط ..ولكن من اتبعهم بإحسان .. فقال تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم" [التوبة:100]، ولهم كذلك التمكين في الدنيا إن شاء الله، قال تعالى: { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا، يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون } [النور: 55].
فهذا ثابت معروف من النصر الذي تحقق لهم على جميع القوى والممالك .. والحمد لله واستمر النصر إلى قرون حتى فتر تمسك الناس بالدين. وقد تحقق النصر للأمة في كل زمان رجعت إلى دين الله تعالى، ..زمن صلاح الدين, والمماليك, وفي القرون الأولى من عهد الخلافة العثمانية … فالله تعالى لا يخلف الميعاد والحمد لله.

إن السبب في إيراد هذه النبذة البديهية هي لتبيان أن الحق ثابت بيّن في جميع الأمور على الإطلاق, علم ذلك من علمه وجهله من جهله, ومن هذه الأمور ما يتعلق بنصف المجتمع أو الإنسان وهو ( النساء )؛ إن فهم هذا القرآن أصبح كاملا تاما منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم لمن أراد العمل به والنجاة بنفسه في الدنيا والآخرة ولا يوجد لبس في ذلك ولا غموض والحمد لله رب العالمين.
والمراد من كلامي هذا وجود بعض من ينسب نفسه زورا وبهتانا للعلوم الشرعية ومنهم من يحمل درجات في العلوم الشرعية من جامعات هي أول من يحارب الشريعة الإسلامية، فهذه الشهادات إن لم يتق أصحابها الله ويعملوا بخشيته وطاعته، تصبح في الواقع شهادات في "الصد عن الشريعة" وليس شهادات في الشريعة, فمن خريجي هذه الجامعات من أصبح وأمسى ليس له شغل إلا تحليل ما حرم الله من الاختلاط بين الرجال والنساء، والعري وتخريج شباب لا يعرفون الإسلام ولا يصلون وإجازتهم بدرجات في الشريعة من هذه الجامعات ليتكلموا باسم الدين؛ فالعجب العجب من هؤلاء ولا عجب إذا علمنا أننا في زمان العجب .. زمان الفتن .. نسأل الله العافية.
ومن هؤلاء "شيخات" كاسيات عاريات مائعات كذلك يحملن هذه الشهادات .. ويتكلمن باسم الدين، فأصبح عندهم الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف هو الدين؛ فهؤلاء هم أخطر من الزنادقة والجهمية, إلا أن من أراد النجاة فمؤهلات أهل العلم، كما ذكرنا، فأولها تقوى الله وخشيته، قال تبارك وتعالى: { إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور } [فاطر:28]، فهذا الذي يسمى زورا (شيخا) يحاور امرأة صحفية كاسية عارية هل آمن على نفسه الفتنة؟ وإذا كان هو غير مهتم بآخرته فيا ترى أكان يهتم بآخرتك أنت أيها السائل ؟؟ طبعا لا يقع في حبائل مثل هؤلاء إلا من هو بعيد عن الدين لأن هؤلاء الزنادقة والحمد لله مكشوفين لأهل المساجد المحافظين على السنن, أقول لهؤلاء البعيدين ـ من باب الدعوة إلى الله ـ أن ينتبهوا لأنفسهم ويتبعوا أوامر الله.

الخاتمة
ومن هنا نعلم أن الأمر لا يوصف من حيث الجدية والخطورة, وأنه الحق من الخالق تبارك وتعالى، ونلخص هذه المقالة بما يلي:

أن أحكام الشرع الإسلامي ومنها ما يتعلق بالنساء من تصرفات ولباس وتعدد زوجات إنما هو حكم الرب تبارك وتعالى خالق هذا الإنسان وراحمه, وكون هذه الأحكام منه تبارك وتعالى ثابتة بمعجزة القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ... وليس كباقي الأنظمة أو المناهج الحياتية التي هي من صنع الإنسان ..


أنه تبارك وتعالى قد أخبر في هذه المعجزة الربانية أنه شرع لهم ما فيه الخير الراجح لهم رجالا ونساء, وأن الخير والفوز: أولا آت حقا لأنه وعد من الرب تعالى. ثانيا : أنه يمتد إلى ما بعد الموت بخلاف الدعوات الدنيوية الوضعية.


العمل بالإسلام الذي هو تقوى الله تعالى، يصبح الإنسان هو الأكرم عند الله وهو الحق، قال تبارك وتعالى: { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم أن الله عليم خبير } [الحجرات:13].


أن الله تبارك وتعالى لم يكلف الإنسان إلا في حدود استطاعته فقط قال تعالى: { لا يكلف الله نسا إلا وسعها .. } البقرة ...


أن العالم الذي بفتاواه تبرأ ذمة الإنسان معروف صفاته في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو العمل بما يعلم، أي تقوى الله، لأن هذا الشرع يدعوا إلى تقوى الله تعالى، وقد قال تعالى: { كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون } [الصف:3]، أو يصبح الإنسان مثل اليهود، والعياذ بالله، قال تعالى عنهم: { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون } [البقرة:44].


أن هذا الشرع شامل لجميع بني البشر مهما كان الجنس أو اللغة أو اللون فهو مخاطب به ومكلف به ومسؤول يوم القيامة .. قال تعالى: { وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا}، بل والجن كذلك مكلفون به, قال تبارك وتعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } [الأنبياء:107].

ولهذا فإنني أدعو إلى التوبة والرجوع وطلب المغفرة من الله تبارك وتعالى وإقامة الصلاة قلبا وقالبا لأن الصلاة إن قصد بها وجه الله تعالى فلابد أن تنهى عن الفحشاء والمنكر, كما قال تعالى: { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون } [العنكبوت: 45] .

ربنا تقبل منا وارحمنا وأغفر لنا إنك أنت السميع العليم، وصلى اللهم على نبيك محمدا، المبعوث رحمة للعالمين … وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين …


المصدر : خاص بإذاعة طريق الإسلام