المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحق في التعبير ليس مطلقاً



ناصر
02-11-2006, 10:36 PM
أسعد الله أوقاتكم بكل خير

تذرع رئيس وزراء الدنمارك بعدم مقدرته على التدخل لدى صحيفة بلاده التي نشرت الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، بأن بلاده تحترم حرية التعبير ولا تستطيع التدخل فيما تنشره الصحف المستقلة، وأود هنا ان أوضح معنى حرية التعبير وأهميتها والحدود التي تقف عندها، لفضح هذا الإدعاء الكاذب ...

تعني حرية التعبير حق كل إنسان في أن يصوغ أراءه وأفكاره ومعتقداته بحرية علناً، وبالطريقة التي يراها مناسبة، إن كان ذلك بالكلام أو بالكتابة، أو بإجراء المظاهرات والمسيرات أو عقد الإجتماعات الشعبية، وكل أشكال الإحتجاج ، إضافة إلى التعبير الحر عن الذات بواسطة الفنون والموسيقى وغيرها من الطرق، كما تعني هذه الحرية ان الأنسان حر في سماع الاخرين والإنصات لأقوالهم والتعرف على أرائهم، كما تتضمن حق الإنسان في السكوت وعدم الإفصاح عن أرائه إلا بإرادته الحرة..

والحق في حرية التعبير مشمول في المواثيق الدولية، إذ نصت المادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية علي:-
1- لكل إنسان حق إعتناق الأراء دون مضايقة.
2- لكل إنسان الحق في حرية التعبير، ويشمل هذا الحق حريته في إلتماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الأخرين دونما إعتبار للحدود ....إلخ

الأمر نفسه اكدت عليه المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حيث أكدت على أن" لكل شخص حق التمتع بحرية التعبير والرأي، ويشمل هذا الحق حريته في إعتناق الاراء دون مضايقة، وفي إلتماس الأراء والانباء والافكار وتلقيها ونقلها إلى الاخرين بأي وسيلة دونما إعتبار للحدود ..

مما سبق يمكننا أن نميز بين أمرين في قضية حرية التعبير، الاول يتعلق بحق إعتناق الرأي والثاني يتعلق بحق التعبير عن هذا الرأي، بالنسبة لحق إعتناق الراي فهو مطلق، أما فيما يتعلق بحرية التعبير عن هذا الرأي فإنه قد يُساء أحياناً إستعمالها، ولذا فإن هذا الحق يخضع " لبعض" القيود ، الامر الذي اكدت عليه المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، بحيث هدفت إلى الموازنة بين الحق في التعبير عن الرأي ، واجبات ومسؤوليات خاصة بممارسة هذا هذا الحق، حيث نصت الفقرة 3 من المادة المذكورة على انه" تستتبع ممارسة الحقوق المنصوص عليها في الفقرة 1 والفقرة2 من هذه المادة واجبات ومسؤوليات خاصة، وعلى ذلك يجوز إخضاعها لبعض القيود ، ولكن شريطة ان تكون محددة بنص القانون، وأن تكون ضرورية ل:-
1- إحترام حقوق الأخرين وسمعتهم.
2- لحماية الأمن القومي، او النظام العام ، أو الصحة العامة، أو الأداب العامة

كما نصت المادة 20 من العهد الدولي للحقوق السياسية والمدنية على انه :-
1- يحظر بالقانون أي دعاية للحرب.
2- يحظر بالقانون أي دعوة للكراهية القومية او العنصرية أو الدينية ، وتشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف ..
نرى هنا ان الحق في التعبير عن الرأي ليس مطلقًا وهناك قيود وحدود لهذا الحق خاصة إذا ما تعلق الأمر بالاسرار العسكرية التي تضر الامن القومي.. أو ما يضر بالاداب العامة أو النظام العام ... أو يشكل تحريضا ودعوة للكراهية القومية او الدينية او العنصرية ..

إذًا فما قامت به الصحيفة الدنماركية لا يعتبر من باب حرية التعبير، وموقف رئيس الوزراء الدنماركي لا يبرره إحترامه لحرية التعبير.... إن ما قامت به الصحيفة هو فعل مسيء للعرب والمسلمين ودعوة للكراهية وليس حرية تعبير ، هي قلة أدب بل أشد من ذلك للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الذي يجله ويحترمه كل مسلم في هذا الكون ...

وأقول لرئيس الوزراء الدنماركي ، لو نشرت هذه الصحيفة شيئا يتعلق بالامن القومي الدنماركي، هل كنت ستقول انها صحيفة مستقلة ونحن نحترم حرية التعبير، لو نشرت شيء يغضب اليهود والصهاينة ، هل سيكون موقفك كما كان مع قضية الرسوم ....

ما قامت به الصحيفة ومثيلاتها مخالف للقانون الدولي الذي أوردناه هنا بالنص والذي صاغه الغربيون أنفسهم ووقعت عليه الدنمارك وغيرها من لدول المنطوية تحت راية هيئة الأمم المتحدة ...

وسأستكمل معكم الحديث عن زيف هذا الإدعاء المسمى حرية التعبير الذي يتذرعون به ..

ناصر
02-11-2006, 11:01 PM
أهمية حرية التعبير

تمكن حرية التعبير الأفراد من التعبير عن ذاتهم وتحقيق أنفسهم، بحيث أنها تمكن الإنسان من أن يملك نفسه، ويعبر عن إرادته، الأمر الذي يجعله قادراً على الاخذ بزمام المبادرة، والتعاون والتفاعل مع الأخرين ، ومع القضايا العامة في المجتمع ..وقمع اراءه يتعارض مع طبيعته كإنسان وينتقص من كرامته وإحترامه، مما يجعله لا يملك نفسه بل يعبر عن إرادة غيره ..

كما ان حرية التعبير مهمة في السعي للوصول إلى الحقيقة، من خلال إستعراض الأراء المختلفة ومناقشتها ، فهي أداة تساعد في الكشف عن التوجهات والأراء الخطرة في المجتمع، الامر الذي يسهم في التنبيه لها وبالتالي العمل على مجابهتها...

كما أنه ومع مرور الوقت فإن التوجه أو الرأي الفاسد " الذي يطرحه صاحبه مستغلاً حقه في التعبير عن الرأي يسقط لصالح الرأي القوي والسديد، المبني على الحجة والبرهان، قيبقى هذا الرأي لأنه يملك مقومات البقاء ويسقط الرأي الفاسد أو الضعيف لانه لا يملك نفس المقومات ..
فحرية لتعبير مهمة للفرد والجماعة على حد السواء لأنها تسهم في الوصول الي الحقيقة التي يحتاجها الجميع ..كما أنها تسهم في تعزيز قيم التسامح والمساواة والعدالة في المجتمع ، فهي إنعكاس لحالة التعددية التسامح والرحب الفكري الواسع في المجتمع ...
وهي كذلك تسهم في تجذير النهج الديمقراطي في المجتمع بما تتضمنه من حرية النقد وبالتالي التقويم والتصويب للسياسات العامة ..

هذه الأهمية التي أذكرها لكم هنا هي من صميم الفلسفة الغربية ....

ولو أخضعنا ما قامت به الصحيفة الدنماركية وغيرها للفلسفة الغربية ورؤيتها لأهمية حرية التعبير، سنجدها بعيدة كل البعد عن هذه الفلسفة ... فهي أولا مخالفة للقانون بشكل صريح ومباشر ، وثانياً لم تضيف أية قيمة تذكر للإنسانية ولم تسهم في الوصول لاي حقيقة ولم تسهم في تعزيز قيم التسامح ، بل على العكس تماما سببت الإساءة لمشاعر المسلمين ، وسببت حالة من التوتر وجو من الكراهية وأذكت نار الفتنة لا أكثر ...

وسأستكمل معكم في الجزء الأخير عن زيف إدعاء حرية التعبير وبطلانه

ناصر
02-11-2006, 11:26 PM
حرية التعبير وحرية تكوين الرأي

عرفنا فيما سبق حرية التعبير ، ونود هنا التطرق لحرية تكوين الرأي، والتي تعتبر شكلاً أكثر رقياً من حرية التعبير، وهي تعني ان يستطيع الإنسان الحصول على مختلف المعلومات والوصول إلى مصادرها وأن يتحقق مما يصله من معلومات صحيحة وموثوقة وغير مزيفة او موجهة ..

هذا الحق" حق تكوين الرأي " يعاني من مشاكل عدة في الغرب، فالغرب يعاني من إستبداد وسائل الأعلام ، حيث أن راس المال يسيطر على جزء كبير من التثقيف والمعرفة، بحيث أن من يملك راس المال يتمكن من السيطرة على وسائل الإعلام وبالتالي يتحكم في عملية حرية التعبير ، فيتم ضخ المعلومات للمواطنين وبناء على سيل هذه المعلومات يبنى كثيرون أرائهم من قضايا كثيرة ...
وهذا التحكم بالتالي يؤدي إلى تشكيل رأي عام مؤيد لما يرغبه راس المال ، ولذا فحرية التعبير في الغرب تعتبر ناقصة لانه يتم حجب جزء من المعلومات والحقائق عن الناس، او يتم إستبدالها بمعلومات أخرى وبالتالي يدخل الإنسان ضمن دائرة التضليل التي تسهم في إضعاف قدرته على تكوين الرأي المناسب تجاه القضايا المختلفة ...
يمكن أن يتم ضخ كمية من المعلومات الناقصة أو المضللة أو الموجهة نحو رأي معين ، بحيث يستهدفون توجيه المواطنين نحو هذا الرأي دون غيره ، الأمر الذي يؤثر سلباً على حرية تكوين الرأي وبالتالي يسهم في تكوين رأي مبني على معلومات غير دقيقة، مما يفرغ حرية التعبير من مضمونها ويعطل دورها في المجتمع والحياة العامة
فكيف لك أن تكون رأيا دون أن تكون ملماً بما هو كافي ولازم من معلومات حول القضية المعنية ، وإلا فإنك ستكون رأياً مشوهاً مبنى على معلومات غير دقيقة ومضللة، بل معلومات موجهة تدفعك نحو تبني موقف معين دون غيره ، ثم يقولون لك تفضل وعبر عن رأيك ، وهم من دفعك من حيث لا تدري ولا تحتسب إلى تبني هذا الرأي
الا يعتبر ذلك أكبر تعدي على حرية التعبير ..

وبالتالي لا فائدة من حرية التعبير دون حرية تكوين الرأي ، وبدون وضع الحقائق والمعلومات كاملة
امام الناس كما هي دون نقصان .

فإذا كان رئيس وزراء الدنمارك حريص كل هذا الحرص على إحترام حرية التعبير، فليعمل ما في وسعه لتحقيق حرية تعبير حقيقية بعيدة عن إستبداد رأس المال وبعيدة عن التضليل والكذب والخداع، يكنه القيام بالكثير في سبيل تحقيق ذلك،

لكن للأسف إذا ما تعلق الامر بالمسلمين فإن الغرب عموماً يكيل بعشرين مكيال ، ويتبنى معايير مزدوجة، تنم عن عدم تقديره وإحترامه للعرب والمسلمين ويضرب بمصالحهم ومشاعرهم عرض الحائط ...

وختاماً اقول

قدمنا هنا تحليلاً عن حرية التعبير، تعريفها والقوانين الدولية التي تنظمها، واهميتها ودورها في المجتمع ، وتطرقنا إلى حرية تكوين الراي وصلتها الوثيقة بحرية التعبير، وللمشاكل التي تعانيها المجتمعات الغربية في هذا الحق خاصة إستبداد وسائل الإعلام

وبالتالي نقول
ان ما قامت به الصحيفة الدنماركية وغيرها من الصحف فيما يتعلق بنشر الرسوم لا يعتبر حرية تعبير وهو مخالف للقانون وانه لا ينسجم مع الفلسفة الغربية لحرية التعبير ، ثم أن حرية التعبير التي يتشدقون ويتذرعون بها تعاني من مشاكل عدة بفعل سلوكهم هم

ولم نتطرق هنا لموقف الاسلام من القضية وإنما رغبنا فقط في معالجة الموضوع من خلال القوانين التي صاغوها والفلسفة التي بنوها ... أي بمعني أننا من فمك ندينك

فما قامت به الصحافة مدان ومستنكر ومخالف للاعراف والقوانين الغربية نفسها

ربما نضيف جزء عن البعد السياسي للموضوع

لكم أطيب المنى

الكاتب الكبير موسى عبدالله البلوي( رحمه الله )الملقب براعي الذلول ونفطويه
02-12-2006, 07:55 AM
أخي الكريم ناصر
ما تبجح به رئيس وزراء الدانمارك حول هذه المشكله .. هو تفاهه ما بعدها تفاهه ..
فحرية التعبير لا تعني التطاول على الغير أو المساس بمعقداتهم ..
هم يعرفون ذلك .. ولكنهم يحرفون الحريات حسب ما يرغبون ..

هم يمارسون بما يسمى الديموقراطيه في داخل بلدانهم .. ولكنهم لا يرضوها لغيرهم بل يحاربونها ..
فوز حماس نموذجا ...
وقتلهم الأبرياء أيضا ..

الحريات والديموقراطيه التي يدعونها .. هل أنصفت شعوب العالم ؟؟
نراهم يمارسون أبشع أنواع التنكيل والقتل .. لغيرهم ..

ورب ضاره نافعه .. للمسلمين ..
فقد تبين لهم يوما بعد يوم .. بأنها حربا صليبيه لم تنتهي ..
وتبين لهم .. سقوط أقنعة الليبراليون من العرب .. الذين هم أبواقا وطبول جوفاء للغرب ..

نحن المسلمين .. أهل الحريات المنضبطه وحقوق الإنسان .. قبل أن تصدر من الأمم المتحده ..
وجميع مواد حقوق الإنسان كان مصدرهاالإسلام ..

وأللهم رد المسلمين إلى دينهم ردا جميلا ..

وتقبل تحياتي ..!!

ناصر
02-12-2006, 05:48 PM
الغرب تعامل ويتعامل بمكيال المصلحة لا أكثر

والديمقراطية عندهم تعاني من مشاكل كثيرة
اهمها إستبداد رأس المال واستبدال وسائل الاعلام


رئيس الوزراء الدنماركي في اول تعليقاته
في البداية يسوق علينا الهبل ويتذرع بحرية التعبير

بعدين بيسوق علينا الهبل على العبط ويقول انه لا يستطيع التدخل لدى الصحيفة لانها مستقلة
ولا سيطرة للحكومة عليها

حرية التعبير تخضع للقيود التي تفرض عليها في حالات معينة كي لا تتحول أداة للتعسف وايذاء الاخرين وعدم احترام مشاعرهم وحقوقهم وإلحاق الضرر بالمجتمع بشكل عام
هنا تفقد حرية التعبير مكانتها الخاصة لصالح الحقوق الاخرى والقيم الاكثر اهمية منها .. فهناك قيم انسانية اكثر اهمية للانسان من قيمة حرية التعبير خاصة اذا ما تعارضت حرية التعبير مع هذه القيم



كما تفضلت استاذي الكريم فرب ضارة نافعة

اقول هنا ان نظرية البقاء للاصلح ليست قاصرة على العالم المادي فقط ، ولكنها تشمل العالم الفكري والروحي ... فكمال ان الجسم لا ينشط للدفاع عن نفسه الا اذا دخلته جراثيم المرض، فيبدأ هو بإخراج المواد الضارة له، كذلك الفكرة أو" العقيدة" لا يلتفت أصحابها للدفاع عنها إلا إذا تعرضت للهجوم ، وكلما إشتد الهجوم كان الدفاع والتحصين أقوى، وبهذا لا تعيش فكرة لا تجد معارضة، وإذا عاشت فإنها تكون في الغالب مبهمة لم توضح ، وناقصة لم تكتمل ، لان اصحابها لم يجدوا من المعارضة ما يحملهم على الكمال والتوضيح ، ولانها تقتنع إذ ذاك إقتناع أصحابها وتفقد عامل الغيرة والمدافعة

ما حصل مستنكر ومدان ولا شك ، لكنه يشكل فرصة أمام المسلمين وعلمائهم وهيئاتهم للتوضيح والشرح والتفسير ، خاصة وانه سنجد الان الكثيرين من الغربيين يرغبون في الاطلاع والاستماع عن ديننا ونبينا عليه الصلاة والسلام ، بل منهم من لجأ لذلك وإنكب على المطالعة رغبة في المعرفة عن هذا النبي وهذا الدين ...

ثم أن أبناء الامة توحدوا وهبوا للدفاع عن نبيهم ومعتقداتهم .. وهذا بحد ذاته أمراً إيجابيا لانه اخرجهم من حالة الخمول والعزوف عن سيرة النبي والاستزادة عن هذا الدين

ما حصل له جانب ايجابي

أشكرك أستاذي الغالي راعي الذلول