المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عش طويلا.. عش سعيدا



تاج النساء
11-21-2002, 03:33 AM
بسم الله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
سيدنا محمد عليه اشرف الصلاة واتم التسليم

إذاعة إردنية قامت بعمل استفتاء عن أفضل تعريف "للسعادة" وتهافت الناس بتعريفاتهم لكسب الجائزة المصنفة لذاك الاستفتاء، إلى أن حاز تعريف فتاة على إعجاب لجنة التحكيم. أتدرون ما قالت؟ قالت (هي استراحة قصيرة في طريق الشقاء الطويل)

لنبتعد قليلا عن المسميات والتعريفات فلازالت "السعادة" موضوع إنشاء تعبيري في المدارس بعيدا عن التطبيق. فهل فكرنا من قبل إذا كنا نحن من الذين يطبقون الاساليب والاستراتيجيات لتحصيل ما يسمى بالسعادة؟؟

يتفق الناس عموما وعلماء النفس خصوصا على أن السعادة هي العنصر الأهم بل والأكثر أهمية، ليس في حياة الانسان وحسب ولكن في حياة الشعوب وتطورها ويقدمها. إلا أنهم ومع اتفاقهم على أهمية السعادة وأولويتها يختلفون في تعريفها وتحليلها.

السعادة هي شعور تخلقه أنت في كل الأحوال والمتغيرات.. مصدر السعادة هو هنا في داخلك في قلبك وروحك.. لا تستطيع ان تستشفه أو يقدموه لك الآخرين أو تشعر به فقط نتيجة حدث مفرح أو مناسبة سعيدة..

ولا نختلف على أهمية السعادة.. فهي بالنسبة للصحة العنصر الأساسي والداعم للصحة النفسية والبدنية.

الدكتور روجر اندرسون الخبير البريطاني البارز في الصحة العامة جمع أحداث البحوث والدراسات الطبية في كتاب أطلق عليه اسم "مائة طريقة للحياة حتى المائة كيف تستمع بحياة أطول أكثر صحة" ويشمل وصفات تلبي كافة الإحتياجات البشرية في الصحة البدنية والنفسية والعقلية وفي أساليب الحياة والغذاء وفيما يلي اهم ماورد في الكتاب: يرتكب الناس خطأ جسيماً للغاية عندما يعتبرون أن الضحك هو مجرد حدث عابر لابد له من مناسبة إلا أن الدراسات الحديثة أكدت أهمية أن يكون الضحك حالة دائمة يمارسها الإنسان قدر استطاعته حتى أن إحدى الدراسات أشارت إلى أن الضحك لها مفعول السحر في تحسين حالة الإنسان المزاجية والنفسية. وربما لايقل أهمية عن ذلك فعالية السعادة من القلب في تقوية جهاز المناعة البشري.
وثبت أن الفوائد تشمل أيضاً تنقية الرئتين وزيادة قوة الدورة الدموية، وزيادة افراز مادة الاندورفينات هي مسكن الالام الطبيعي في الجسم.

إذا تحدثنا عن تعريفه وأهميته.. لنرى الآن كيف نطبق الوصفات السحرية للشعور بالسعادة وسالخصها في نقاط:
1- اتمام الواجبات الدينية وأيضا السنن وقراءة القرءان.. فكلنا يعلم مدى تاثير هذه النقطة على الراحة النفسية.. وكذلك أشدد على الأذكار لانها تعطي راحة نفسية وسعادة يفوق تاثير أي منغضات اخرى في حياتك.

2- الإيمان الكامل بأن السعادة هي شعور انت تخلقه ولا تخلقه لك الاحداث أو الآخرين. أما ذا كنت تؤمن ان سعادتك مرتبطة بالآخرين فيالتعاستك لانك رهينة التغيير الذي يحصل في حياتك سواء في الاحداث او من الناس.. ليست لديك السيطرة للتحكم وحماية سعادتك ومشاعرك.

3- ان العقل هو المنتج للافكار والمشاعر فالبشر لديهم القدرة على التفكير ، فحينما نستخدم المعرفة والخبرة نتعامل مع الحياة بصورة ايجابية ونخلق السعادة.

4- ان التفاؤل الفطري والثقة يشكلان جزا" جوهريا" من الموهبة الطبيعية لتزويد الانسان بالامل ، وان كل شئ ممكن تحقيقه ، والتفاؤل ، والثقة تعتبر روح المودة والالفة.. لذا التفاؤل والثقة هي ايضا من مسببات السعادة. ولتكن نظرتك دائما ايجابية للحياة.

5- الابتسامة.. يقول علماء ال (NLP) أنه ليس من الضرورة أن تكون ابتسامتك صادقة.. تصنع الابتسامة فالعقل الباطن لا يميز بين الابتسامة الصادقة او المصطنعه.. وحين تبتسم تفتح آفاق من السعادة والراحة النفسية في نفسك وفي من هم من حولك. قال الرسول (ص) (ابتسامتك في وجه أخيك صدقة).

6- بما ان السعادة هو شعور تخلقه بيدك.. اذا لا تنتظر العطاء من الآخرين.. لا تنتظر أن يقوم الآخرين باسعادك.. اذا كنت تنتظرهم فستكون ضعيفا وستتحطم آمالك طوالا ولن تحصل على أي شي من السعادة.

7- ابحث عن السعادة في كل أمورك.. تربيتك لاولادك. طاعتك لزوجك. تعبك في الدراسة او الوظيفة.. أي امر روتيني تفعله اوحي لنفسك بالسعادة وانت تقوم به واذكر بان العقل الباطن لا يميز بين الامور المختلقة او الحقيقية..

8- واخيرا وليس آخرا.. العطاء واشدد على العطاء.. العطاء دون انتظار المقابل.. بثي السعادة في كل من هم حولك.. اصدقائك، عائلتك أقاربك.. المجتمع، اميط الاذى عن الطريق.. تصدق فان في الصدقة بركة.. ولا تنتظر شيئا من أحد..

عرفت السعادة وعرفنا أهميتها وذكرت بعض الطرق (باجتهاداتي الشخصية) لتحصيل السعادة.. وانت ايضا اخلق و قوم بتدوين طرق اخرى لك في خلق السعادة وعلقها في ورقة على جدار غرفتك.. وسترى النتائج الايجابية.

اذكر بمكان السعادة.. هنا في داخلك.. وتذكر دائما العطاء.. ولا تنتظر شيئا من أحد.

في النهاية اود ان اذكر لكم شيئ من طرائف الابحاث والاختراعات لابث لكم الابتسامة:
1- دراسة جامعية اكتشفت أن السمك الذهبي يتذكر في الماء البارد بصورة أفضل من تذكره في الماء الدافئ

2- إحدى الباحثات في متحف التاريخ الطبيعي في نيويورك أعلنت أنها اكتشفت أن ذكر الصرصار يسهر ليلاً حيث تسبقه أنثاه إلى النوم العميق والأحلام السعيدة!

3- دراسة جامعية اكتشفت أن الغباء يترافق مع الفرح، فالناس الأغبياء يضحكون أكثر من البشر الأذكياء، فطوبى للأغبياء ! !

بارك الله لكم ووفقكم لما تصبون إليه.. اتمنى لكم السعادة من كل قلبي.. وشكرا لحسن قرائتكم.

أبو أسامه
11-21-2002, 03:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شكرا اختي تاج النساء.

الله يسعدناء في الدنياء والاخره.

اوكي باااااااي

ناصر
11-21-2002, 07:41 PM
اختي الكريمة تاج النساء
السلام عليكم

الله يسعدنا ويسعدكم دنيا واخرة يا رب
وسعداء بعودتك الي المنتدي ونتمني التواجد الدائم منك ومن باقي الاخوة والاخوات الاعضاء
كلامك صحيح فكثير من الدراسات اكدت الفوائد الصحية الكثيرة للضحك

وهذا امر يتفق عليه كثيرون
لكن المشكلة تكمن في التطبيق والترجمة الي الواقع
لقد تفضلتي بذكر بعض الارشادات والنصائح المهمة جدا علي طريق تحقيق السعادة في الدنيا وفي الاخرة
لكن كثيرا من الناس لا يطبقون ذلك ، والسبب ان المعاملات المادية طغت علي التعامل بين البشر واصبحت المحدد شبه الوحيد لطبيعة علاقاتهم ببعض
يسعد الانسان ان حقق فوزا ماديا وخاصة ان كان كبيرا ويحزن ويتالم ان خسر صفقة او مبلغا ، وربما يحزن اكثر مما يفقد عزيزا

المهم في الامر كما قلتي ان السعادة تمكن في اتباع الله وتعاليم الاسلام
ففيها تحقيق سعادة دائمة للانسان في الدنيا وفي الاخرة
مع العلم ان هناك العديد من الدراسات العلمية التي اكدت اثر الالتزام الديني علي الصحة البدنية والنفسية للانسان ، حيث خلصت معظم هذه الدراسات الي نتيجة مفادها ان هؤلاء الملتزمون بدينهم اقل عرضة بنسبة كبيرة من غيرهم للتعرض للامراض المختلفة وخاصة الازمات القلبية والجلطات الدماغية والضغط وغيرها من الامراض
اشكرك اختي تاج النساء علي طرح هذا الموضوع
وارجو ان تسمحي لي بنقله الي احدي المنتديات
لك تحيات اخوكي ناصر

سحاب
11-23-2002, 11:38 AM
اختنا العزيزه/ تاج النساء

سعداء بإطلالتك من خلال المنتدى
لأنك كنتي من ابرز الاخوات المشاركات
فى المنتدى قبل توقفه فى الفتره الماضيه

اشكر لك طرح موضوع السعاده لأهميته القصوى فى حياتنا اليوميه
ولعلنا نتذكر جميعاً انه سبق طرح نفس الموضوع فى المنتدى
قبل توقفه وكان لبعض الاعضاء مساهمه جيده فى تعريف السعاده
ولكن ما تفضلتي به اليوم يشكل اضافة جديده جديره بالإهتمام

شكراً لك مره اخرى ونأمل ان يتواصل عطاءك من خلال المنتدى
كما تعودنا منك

تحياتي

سحاب

تاج النساء
11-24-2002, 03:53 AM
أخ ابو ايمن: العفو.. الله يسعدنا جميعا دنيا واخرة آميين

*********************************************

أخ ناصر:
أشكر مرورك التحليلي لموضوعي عن السعادة كذلك اشكر اهتمامك وترحيبك..
=======================
(وهذا امر يتفق عليه كثيرون
لكن المشكلة تكمن في التطبيق والترجمة الي الواقع
لقد تفضلتي بذكر بعض الارشادات والنصائح المهمة جدا علي طريق تحقيق السعادة في الدنيا وفي الاخرة
لكن كثيرا من الناس لا يطبقون ذلك ، والسبب ان المعاملات المادية طغت علي التعامل بين البشر واصبحت المحدد شبه الوحيد لطبيعة علاقاتهم ببعض)

صحيح لكن أعتقد أنه مؤخرا بعد انتشار الأمراض النفسية وحالات الإكتئاب خصوصا عند الاطفال.. لنا أن نعيد النظر في أولولياتنا وطبيعة علاقاتنا..
=======================
(مع العلم ان هناك العديد من الدراسات العلمية التي اكدت اثر الالتزام الديني علي الصحة البدنية والنفسية للانسان ، حيث خلصت معظم هذه الدراسات الي نتيجة مفادها ان هؤلاء الملتزمون بدينهم اقل عرضة بنسبة كبيرة من غيرهم للتعرض للامراض المختلفة وخاصة الازمات القلبية والجلطات الدماغية والضغط وغيرها من الامراض )

فعلا دراسة علمية صحيحة قد يكتشفها الواحد منا بمجرد التزامه بتعاليم الدين..
=======================
(وارجو ان تسمحي لي بنقله الي احدي المنتديات )

من دواعي سروري.. فالموضوع قد أعددته والقيته من قبل.. ويسرني أن تنقله فهدفنا بالنهاية الفائدة العامة..

شكرا لك
*********************************************

أخ سحاب..
نحن أسعد باطلالتك علينا واهتمامك بالمنتدى بعد طول غياب..
فعلا قد سبق ان طرح نفس الموضوع.. واتمنى فعلا ان يكون ما كتبته اضافة جديدة.. ولامانع من اضافات الآخرين

الشكر لك اخ سحاب

رايق
11-24-2002, 04:51 AM
الاخت تاج النساء نشكرك على هذه الاطلاله القويه والتي ليست مستغربه منك الا انك اوقعتيني في حيره من أمري فقد ذكرتي ان الابتسامه تفتح افاق السعاده والراحه النفسيه وبدأت ابتسم لمن حولي كثيرا قبل ان اكمل الموضوع طلبا للسعاده ولكن عندما وصلت الي نهاية موضوعك خاصة الفقرة الثالثه (ان الناس الاغبياء يضحكون أكثر من الاذكياء)توقفت عن الابتسامه وعبست شديدا لكي اثبت اني من الاذكياء وفي باطني يجول سؤال هل ابتسم كثيرا ام اعبس؟؟؟؟

:lol: :) :D :lol:
مع التحية والتقدير

سلطان الجابر
11-24-2002, 11:51 PM
الأخت تاج النساء


اتيت الى هنا



لأحيي الوعي الذي كتب هذا الموضوع


والله نفرح بكتابات كهذه


فقط احببت ان احييك أختي


ونتمنى ان نقرأ المزيد من هذه الكتابات الجميله



ربما أعود <<------- بدون وعد



فليبارك الله لكل الاحرار

الى لقاء

ا
ل
ج
ا
ب
ر
سلطان

تاج النساء
11-26-2002, 04:26 AM
أخ رايق:
لك جزيل الشكر على مرورك وتعليقك الكريم وننتظر منك مواضيعك الشيقة والقوية..
أبتسم.. بل وابتسم كثيرا.. فانت ممن لم يشملهم الدراسة مؤكد.. :)


أخ سلطان الجابر:
أحيي التحية.. بتحية احلى..
انا التي افرح بان ارى لمشاركاتي اناس تهتم لهذه المواضيع..

بانتظار عودتك

تحياتي لك

موسى بن ربيع البلوي
12-11-2002, 08:58 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اختي الفاضلة ما كتبتي يدل اطلاع و اسع و ادراك جيد ... فعلا السعاده تعريفها يطول ... و كل شخص يفسر السعادة على حسب شخصيته و طموحه في هذه الحياة ... و عندما نقراء في المؤلفات الغربية نجد كلاما عجيبا و توصيات كبيرة عن السعاده و كيفية الوصول اليها ... و لكن ؟؟؟
لم يحقق احدا منهم السعاده بمعناها الحقيقي فتجد كثيرا منهم مات منتحرا رغم انه حقق نشاطا و شهرة عاليه و لكنها سعاده و همية و كلام يعتبر فارغ من اللب الحقيقي للسعاده .

و لكن نحن المسلمون المتمسكون بدييننا نجد السعاده الحقيقية رغم ان بعضنا يعيش حياة بسيطة .
و لنتذكر حياة رسولنا صلى الله عليه و سلم و الصحبة الكرام اننا لنجد عجبا و رغم ذلك هم في قمم السعاده .
و لعلي اضيف هنا مقالا اعجبني لعله يثري الموضوع :
أسباب السعادة

وأعظم الأسباب لذلك وأصلها وأسها هو الإيمان والعمل الصالح، قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) .

فأخبر تعالى ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح، بالحياة الطيبة في هذه الدار، وبالجزاء الحسن في هذه الدار وفي دار القرار.

وسبب ذلك واضح، فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح، المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة، معهم أصول وأسس يتلقون فيها جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج، وأسباب القلق والهم والأحزان.

يتلقون المحاب والمسار بقبول لها، وشكر عليها، واستعمال لها فيما ينفع، فإذا استعملوها على هذا الوجه. أحدث لهم من الابتهاج بها، والطمع في بقائها وبركتها، ورجاء ثواب الشاكرين، أموراً عظيمة تفوق بخيراتها وبركاتها هذه المسرات التي هذه ثمراتها.

ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لما يمكنهم مقاومته، وتخفيف ما يمكنهم تخفيفه، والصبر الجميل لما ليس لهم منه بد، وبذلك يحصل لهم من آثار المكاره من المقاومات النافعة، والتجارب والقوة، ومن الصبر واحتساب الأجر والثواب أمور عظيمة تضمحل معها المكاره، وتحل محلها المسار والآمال الطيبة، والطمع في فضل الله وثوابه، كما عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا في الحديث الصحيح أنه قال: (عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن).

فأخبر صلى الله عليه وسلم أن المؤمن يتضاعف غنمه وخيره وثمرات أعماله في كل ما يطرقه من السرور والمكاره. لهذا تجد اثنين تطرقهما نائبة من نوائب الخير أو الشر فيتفاوتان تفاوتاً عظيماً في تلقيها، وذلك بحسب تفاوتهما في الإيمان والعمل الصالح. هذا الموصوف بهذين الوصفين يتلقى الخير والشر بما ذكرناه من الشكر والصبر وما يتبعهما، فيحدث له السرور والابتهاج، وزوال الهم والغم، والقلق، وضيق الصدر، وشقاء الحياة وتتم له الحياة الطيبة في هذه الدار. والآخر يتلقى المحاب بأشرٍ وبطرٍ وطغيان. فتنحرف أخلاقه ويتلقاها كما تتلقاها البهائم بجشع وهلع، ومع ذلك فإنه غير مستريح القلب، بل مشتته من جهات عديدة، مشتت من جهة خوفه من زوال محبوباته، ومن كثرة المعارضات الناشئة عنها غالباً، ومن جهة أن النفوس لا تقف عند حد بل لا تزال متشوقة لأمور أخرى، قد تحصل وقد لا تحصل، وإن حصلت على الفرض والتقدير فهو أيضاً قلق من الجهات المذكورة ويتلقى المكاره بقلق وجزع وخوف وضجر، فلا تسأل عن ما يحدث له من شقاء الحياة، ومن الأمراض الفكرية والعصبية، ومن الخوف الذي قد يصل به إلى أسوأ الحالات وأفظع المزعجات، لأنه لا يرجو ثواباً. ولا صبر عنده يسليه ويهون عليه.

وكل هذا مشاهد بالتجربة، ومثل واحد من هذا النوع، إذا تدبرته ونزلته على أحوال الناس، رأيت الفرق العظيم بين المؤمن العامل بمقتضى إيمانه، وبين من لم يكن كذلك، وهو أن الدين يحث غاية الحث على القناعة برزق الله، وبما آتى العباد من فضله وكرمه المتنوع.

فالمؤمن إذا ابتلي بمرض أو فقر، أو نحوه من الأعراض التي كل أحد عرضة لها، فإنه - بإيمانه وبما عنده من القناعة والرضى بما قسم الله له - يكون قرير العين، لا يتطلب بقلبه أمراً لم يقدر له، ينظر إلى من هو دونه، ولا ينظر إلى من هو فوقه، وربما زادت بهجته وسروره وراحته على من هو متحصل على جميع المطالب الدنيوية، إذا لم يؤت القناعة.

كما تجد هذا الذي ليس عنده عمل بمقتضى الإيمان، إذا ابتلي بشيء من الفقر، أو فقد بعض المطالب الدنيوية، تجده في غاية التعاسة والشقاء.

ومثل آخر: إذا حدثت أسباب الخوف، وألمت بالإنسان المزعجات، تجد صحيح الإيمان ثابت القلب، مطمئن النفس، متمكناً من تدبيره وتسييره لهذا الأمر الذي دهمه بما في وسعه من فكر وقول وعمل، قد وطن نفسه لهذا المزعج الملم، وهذه أحوال تريح الإنسان وتثبت فؤاده.

كما تجد فاقد الإيمان بعكس هذه الحال إذا وقعت المخاوف انزعج لها ضميره، وتوترت أعصابه، وتشتت أفكاره وداخله الخوف والرعب، واجتمع عليه الخوف الخارجي، والقلق الباطني الذي لا يمكن التعبير عن كنهه، وهذا النوع من الناس إن لم يحصل لهم بعض الأسباب الطبيعية التي تحتاج إلى تمرين كثير انهارت قواهم وتوترت أعصابهم، وذلك لفقد الإيمان الذي يحمل على الصبر، خصوصاً في المحال الحرجة، والأحوال المحزنة المزعجة.

فالبر والفاجر، والمؤمن والكافر يشتركان في جلب الشجاعة الاكتسابية، وفي الغريزة التي تلطف المخاوف وتهونها، ولكن يتميز المؤمن بقوة إيمانه وصبره وتوكله على الله واعتماده عليه، واحتسابه لثوابه أموراً تزداد بها شجاعته، وتخفف عنه وطأة الخوف، وتهون عليه المصاعب، كما قال تعالى: (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون) . ويحصل لهم من معونة الله ومعينه الخاص ومدده ما يبعثر المخاوف. وقال تعالى" (واصبروا إن الله مع الصابرين) .

2- ومن الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق، الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل، وأنواع المعروف، وكلها خير وإحسان، وبها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها، ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب، ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص واحتساب لثوابه

فيهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير، ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه، قال تعالى: (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً) .

فأخبر تعالى أن هذه الأمور كلها خير ممن صدرت منه. والخير يجلب الخير، ويدفع الشر. وأن المؤمن المحتسب يؤتيه الله أجراً عظيماً ومن جملة الأجر العظيم: زوال الهم والغم والأكدار ونحوها.

( المقال : من كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السِعدي )

تاج النساء
12-12-2002, 01:18 AM
شكرا لك أخ نادر على تعليقك وعلى المقال الشيق..

(عندما نقراء في المؤلفات الغربية نجد كلاما عجيبا و توصيات كبيرة عن السعاده و كيفية الوصول اليها ... و لكن ؟؟؟ )

عند قرائتنا للمؤلفات الغربية للسعادة نجد انها تتحدث عن مفاهيم الاسلام في العلاقات والمعاملات.. ولكن يبقى المحك هو التطبيق الصحيح لهذه المفاهيم. فلا يقتصر الاسلام على صلاة وصيام..

تحياتي لك

موسى بن ربيع البلوي
12-12-2002, 08:59 PM
اشكرك اختي الفاضلة تاج النساء على الايضاح
وقولك :
( فلا يقتصر الاسلام على صلاة وصيام.. )
صحيح ذلك و لكن ليس على اطلاقه لان المسلمين للاسف اخذوا فروض و تعاليم الدين بانها عادات و ليس عبادات فلم يستشعروا الاثر لحقيقي لها و لذلك لم تؤثر عليهم ...
والا فان نبينا عليه الصلاة والسلام كان اذا حزبه امر اتجه الى الصلاة و قال لبلال : ( ارحنا بها يا بلال )

و لك شكري

شموخ أنسان
10-07-2010, 05:55 PM
شكرا ً أختي تاج النساء على الموضوع