المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة في البادية ذي الأصاله العريقه



جميل السحيمي
03-22-2006, 05:04 AM
منذو مبطي .... آآآه كم احس بهذه الكلمه تترنح في جوانب قلبي نابضة بلواهب الأصاله العريقة وتمتد في عروقي حاملة معها الحب والوفاء والأيادي الصادقة .
تنهد الشايب بهذه الكلمات وهو يتوسد كتف الزمن المتهالك وعيناه
مشدودتان لقرص الشمس وهو يتوارى خجلا تغلبه حمرة الأوجان
المنبعثه بين أطراف الغروب ، أمسك عصاه وهم بالنهوض بصعوبه
قائلا : لم اعد احتمل هذه الأجواء الحديثه ولم أستطع التأقلم مع
كل دقيقة تمر من عمري المتبقي ومن أوراقي المتساقطة ، آآآه
لو كنت قادرا على العوده لأيام الصبا وأيام الماضي الجميل قالها
ودمعة صافيه تخرج بحياء وتلقي نظره عابره على اوجانه لتنسدل على وجنتيه البارزتين ثم اخذ يروي بعضا من تلك اللحظات قائلا:
كنت صغيرا يملؤني النشاط وتغمرني البراءه رغم رداءة الحال وصعوبة المعيشه وكنت اقفز فرحا عندما تصنع لي جدتي
( الدنانه واقودها كما تقودون الفياجرا حاليا ( آه لقد نسيت حبة الفياجرا ) كنت اجري خلف الدنانه واحركها يمينا ويسارا وأمتلك
مهارة عاليه في التحكم بها ولكن احيانا تجري الرياح بما لا تشتهي
الدنانات فعندما تصادفني دحديره افقد تلك السيطره وأكتفي بالتفرج عليها وهي تتجه بكل سرعه نحو احد الضحايا ( العجز )
والتي تحمل فوق رأسها ( قدر غسال ) لترتطم باقدامها وتفقدها
هي الأخرى السيطره على توازنها وتسقط ارضا ملطخة بقشور
البردقان والجح المبلله بالماء ليتم بعد ذلك الحدث اقصاء ومصادرة الدنانه لوقت طويل الأجل لعل وعسى ان اكون اكثر سيطره
وتحكم من ذي قبل المهم انني اعيش على روتين واحد لا يتغير وطريقه واحده حيث أصحو باكرا لكي أوقظ الطيور النائمه
والناعسه لأفاجأها ( بالنباطه ) في دمجتها او في صدرها حسب
العلمان وعندما ينتصف الضحى اذهب للفطور مع الجده الأليفه التي تطلق الدعوات المخيفه عندما تعلم بمجيئي وذلك حينما
تشطف مهفتها تلك الحصاة المنطلقه من امتساس النباطه الأصيله واتذكر من تلك الدعوات ( ضربة نجاز) (وهنمية تقطعك
(وشيعوف يطيرك) ورغم أنني لا أعلم بمقصدها ولا اعرف الشيعوف ولا الهنميه فقد كنت اضحك ببراءه ثم تاخذني وتقبلني وتضمني الى صدرها وتمسح انفي بثوبها البالي بعدها انطلق
الى البيت فوق ذلك العسيب الطائر مخلفا ورائي كومة من الغبار وعندما امر في طريقي الى البيت على مجلس الشياب بالمجباب
اجد لذة كبيرة في الإستعراض امامهم وعمل الخمسات والاستفهامات بذلك العسيب السحري لكي أبرز لهم مهارتي لأتفاجأ باحدهم يقذف بالزبيريه اليابسه نحوي ورغم انني لست
أرى شيئا بسبب الغبار المتراكم الا انني احسست بصوت الزبيريه يمر بجانبي حاملا معه الوشيش والأصالة العريقه ! وتتوقف شقاوتي عندما يقوم احدهم تجاهي ويمسك باذني
وتسمى بحركة المصع صارخا : ( رح الله لا يبارك فيك ولا في ابوك ) ويختم دعوته بلسبة عسيب في مؤخرتي اجد حرارتها وحمرتها حتى الآن . وعند حلول الظلام يتملكني الشعور بالرهبه
والهيبه وأذهب لممارسة هوايتي المفضله ولكن بخفيه حاملا معي نباطتي الوفيه ومتجها نحو أقرب نجفه في المجباب باحثا
عن أقرب صوت ناعم اقصد أقرب برصي لأجده يطل بتعجب باحثا
هو الآخر عن احد القوابس التائهه وبينما هو كذلك التفت يمينا ويسارا للتاكد من خلو الطريق لأقذف بكل قوه ذلك البرصي
المسكين وعندما اخطئ العلمان ( وهذا يحدث دائما نظرا لخوفي وارتباكي ) فإن النجفه ( تطلبكم الحل ) وتنفجر ازمة جديده لي
بانفجار اللمبه ليخرج على صوتها صاحب البيت ( لاعنا ابوسقافي ) يستره سروال السنه القصير وفنيلة العلاق المنسدله من خيوط
الظلام لأطلق لعصاقيلي الريح مهرولا وأنا أضحك وصاحب البيت يحوقل ويتوعد .
وعندما ترتخي جفوني الناعمه وتخترقها بروكسيات النعاس أرتمي بجسمي الصغير على مطرحة جدتي المليئه بالوان
الطيف ورائحة العنبر لتبدأ رحلة النهايه حالما بيوم اخر ملئ بالمتعه والشقاوه البريئه ........ قاطع حديثه صوت المؤذن وختم
حديثه قائلا لقد كنت احدثك وقلبي يتفطر على تلك المواقف والذكريات ولكن الزمن يمر سريعا والايام تتبدل ولتعلم يا ولدي ان
ما يزيد من آلامي وأوجاعي ويحرك شجوني هو تلك النباطه المحترقه التي احتفظ بها والدنانه المعلقه في جنبات المنزل
..
اخذ يهلل ويسبح ويتجه نحو المسجد ليتفأجا باحدالأطفال الأشقياء وهو ( يهفه بقوطي بيبسي ) ليقطع الشايب تسبيحه مردد هنمية تقطعك لا بارك الله فيك ولا في ابوووووك

اقول قولي هذا واستودعكم الله الى حلقه قادمه من برنامج مضارب الباديه



منقووول


مع أطيب تحياتي......

سليمان ظاهر البلوي
03-23-2006, 06:01 PM
يعطيك العااااااافيه على النقل الرائع..
الذي حملني معه الى ذكـــــــــــريات ايام الطفوله والشقاوة
آآآآآآآآآآهــــــــــــ ما أجملها من أيام في البراءه والضحكة الصادقة..


جمااااااااال تسلم على هالاختيار الرائع

عادل مساعد العبيلي
03-23-2006, 06:29 PM
جميل السحيمي

الله يعطيك العافيه