المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعارنا هذا الأسبوع / معاً لتكن مجالسنا خالية من الغيبة



موسى بن ربيع البلوي
04-15-2006, 03:49 PM
معاً لتكن مجالسنا خالية من الغيبة
الغيبة




1 ـ الغيبة في اللغة والاصطلاح، وصورها:
الغيبة لغة: من الغَيْب "وهو كل ما غاب عنك" , وسميت الغيبة بذلك لغياب المذكور حين ذكره الآخرون.
قال ابن منظور: "الغيبة من الاغتياب... أن يتكلم خلف إنسان مستور بسوء" .
والغيبة في الاصطلاح: قد عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((أتدرون ما الغيبة؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((ذكرك أخاك بما يكره)) .
ولم يرد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم تقييده بغَيبة المذكور, لكنه مستفاد من المعني اللغوي للكلمة.
قال النووي: "الغيبة ذكر الإنسان في غيبته بما يكره" .
صور الغيبة وما يدخل فيها :
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الغيبة إنما تقع فيما يكرهه الإنسان ويؤذيه فقال: ((بما يكره)).
قال النووي في الأذكار مفصلاً ذلك: ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلْقه أو خُلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو حركته أو طلاقته أو عبوسته أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته باللفظ أو الإشارة أو الرمز.
ومن الصور التي تعد أيضاً في الغيبة قال النووي: ومنه قولهم عند ذكره : الله يعافينا ، الله يتوب علينا ، نسأل الله السلامة ونحو ذلك ، فكل ذلك من الغيبة .
ومن صور الغيبة ما قد يخرج من المرء على صورة التعجب أو الاغتمام أو إنكار المنكر قال ابن تيمية: ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يعمل كيت وكيت... ومنهم من يخرج [النية في قالب] الاغتمام فيقول: مسكين فلان غمني ما جرى له وما ثم له.. .
الفرق بين الغيبة والبهتان والإفك:
بّين النبي صلى الله عليه وسلم الفرق بين الغيبة والبهتان, ففي الحديث "قيل: أرأيت إن كان فيه ما أقول؟ قال: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته, وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته)) , وفي حديث عبد الله بن عمرو أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً فقالوا: لا يأكل حتى يُطعم, ولا يَرحل حتى يُرحل, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اغتبتموه)) فقالوا: يا رسول الله: إنما حدثنا بما فيه قال: ((حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه)) .
والبهتان إنما يكون في الباطل كما قال الله : {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً} [الأحزاب:58].
والبهت قد يكون غيبة، وقد يكون حضوراً ، قال النووي : "وأصل البهت أن يقال له الباطل في وجه" .
قال الحسن: الغيبة ثلاثة أوجه كلها في كتاب الله : الغيبة والإفك والبهتان.
فأما الغيبة فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه ، وأما الإفك فأن تقول فيه ما بلغك عنه ، وأما البهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه.

2- حكم الغيبة، وأدلة تحريمها في القرآن والسنة، وأقوال السلف في ذلك:
الغيبة حرام بإجماع أهل العلم كما نقل ذلك النووي .
واختلف العلماء في عدها من الكبائر أو الصغائر ، وقد نقل القرطبي الاتفاق على كونها من الكبائر لما جاء فيها من الوعيد الشديد في القرآن والسنة ولم يعتد رحمه الله بخلاف بعض أهل العلم ممن قال بأنها من الصغائر .
والقول بأنها من الكبائر هو قول جماهير أهل العلم صاحب كتاب العدة والخلاف في ذلك منقول عن الغزالي .
وقد فصل ابن حجر محاولاً الجمع بين الرأيين فقال: فمن اغتاب ولياً لله أو عالماً ليس كمن اغتاب مجهول الحالة مثلاً.
وقد قالوا: ضابطها ذكر الشخص بما يكره ، وهذا يختلف باختلاف ما يقال فيه ، وقد يشتد تأذيه بذلك .

أدلة تحريم الغيبة من القرآن الكريم:
أ‌- قال تعالى: { ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} [الحجرات:12].
قال ابن عباس: حرم الله أن يغتاب المؤمن بشيء كما حرم الميتة.
قال القاضي أبو يعلى عن تمثيل الغيبة بأكل الميت: وهذا تأكيد لتحريم الغيبة ، لأن أكل لحم المسلم محظور ، ولأن النفوس تعافه من طريق الطبع ، فينبغي أن تكون الغيبة بمنزلته في الكراهة.
قوله ((فكرهتموه)) قال الفراء: أي فقد بغِّض إليكم . وقال الزجاج: والمعنى كما تكرهون أكل لحم ميتاً ، فكذلك تجنبوا ذكره بالسوء غائباً .
ب‌- قال تعالى: {ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان} [الحجرات:11].
قال ابن عباس في تفسير اللمز: لا يطعن بعضكم على بعض ، ونقل مثله عن مجاهد وسعيد وقتادة ومقاتل بن حيان .
قال ابن كثير {لا تلمزوا أنفسكم}: أي لا تلمزوا الناس ، والهماز واللماز من الرجال مذموم ملعون كما قال الله {ويل لكل همزة لمزة} [الهمزة:1].
فالهمز بالفعل، واللمز بالقول .
قال الشنقيطي: الهمز يكون بالفعل كالغمز بالعين احتقاراً أو ازدراءً، واللمز باللسان ، وتدخل فيه الغيبة .
ج- {ويل لكل همزة لمزة} [الهمزة:1].
وقد تقدم معنى الهمز واللمز وأن كليهما من الغيبة.
وقال قتادة في تفسيرها : يأكل لحوم الناس ويطعن عليهم.
وقال الزجاج: الهمزة اللمزة الذي يغتاب الناس ويغضهم.
وأما قوله {ويل} فقد ذكر له المفسرون معنيان:
1- أنها كلمة زجر ووعيد بمعنى: الخزي والعذاب والهلكة.
2- أنها واد في جهنم.
والآية نزلت في المشركين لكنها كما قال المفسرون عامة، إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
قال السعدي: وهذه الآيات إن كانت نزلت في بعض المشركين فإنها عامة في كل من اتصف بهذا الوصف لأن القرآن نزل لهداية الخلق كلهم، ويدخل فيه أول الأمة وآخرهم .
د- {ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم} [القلم:10-11].
قال الشوكاني : الهماز: المغتاب للناس .
قال شيخ الإسلام في تفسيرها: {فلا تطع المكذبين} الآيات ، فتضمن أصلين:
أحدهما: أنه نهاه عن طاعة هذين الضربين فكان فيه فوائد.
منها: أن النهي عن طاعة المرء نهي عن التشبه به بالأولى ، فلا يطاع المكذب والحلاف ، ولا يعمل بمثل عملهما . . . فإن النهي عن قبول قول من يأمر بالخلق بالناقص أبلغ في الزجر من النهي عن التخلق به. . . إلى آخر كلامه رحمه الله .

أدلة تحريم الغيبة من السنة:
أ‌- قال صلى الله عليه وسلم : (( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)) .
قال ابن المنذر: قد حرم النبي الغيبة مودعاً بذلك أمته، وقرن تحريمها إلى تحريم الدماء والأموال ثم زاد تحريم ذلك تأكيداً بإعلامه بأن تحريم ذلك كحرمة البلد الحرام في الشهر الحرام .
قال النووي في شرحه على مسلم: المراد بذلك كله بيان توكيد غلظ تحريم الأموال والدماء والأعراض والتحذير من ذلك .
ب‌- وعن سعيد بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من أربى الربى الاستطالة في عرض المسلم بغير حق)) .
وفي رواية لأبي داود : (( إن من أكبر الكبائر استطالة المرء في عرض رجل مسلم بغير حق)) .
قال أبو الطيب العظيم أبادي في شرحه لأبي داود: ((الاستطالة)) أي إطالة اللسان.
((في عرض المسلم)) أي احتقاره والترفع عليه والوقيعة فيه.
((بغير حق)) فيه تنبيه على أن العرض ربما تجوز استباحته في بعض الأحوال .
ج- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : حسبك من صفية أنها قصيرة ، فقال : ((لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته)) .
((لو مزج)) أي لو خلط بها أي على فرض تجسيدها وكونها مائعاً.
((لمزجته)) أي غلبته وغيرته وأفسدته .
قال المباركفوري: المعنى أن الغيبة لو كانت مما يمزج بالبحر لغيرته عن حاله مع كثرته وغزارته فكيف بأعمال نزرة خلطت بها .
د- ولما رجم الصحابة ماعزاً رضي الله عنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين يقول أحدهما لصاحبه: ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رُجم رَجم الكلب.
فسار النبي صلى الله عليه وسلم ثم مر بجيفة حمار فقال: أين فلان وفلان؟ انزلا ، فكلا من جيفة هذا الحمار.
فقالا: يا نبي الله من يأكل هذا؟ قال: ما نلتماه من عرض أخيكما آنفاً أشد من أكل منه)) .
قال أبو الطيب في شرحه لأبي داود : (( فلما نلتما من عرض أخيكما)) قال في القاموس: نال من عرضه سبه.
(أشد من أكل منه) أي من الحمار .

من أقوال السلف في ذم الغيبة:
كان عمرو بن العاص يسير مع أصحابه فمر على بغل ميت قد انتفخ ، فقال: والله لأن يأكل أحدكم من هذا حتى يملأ بطنه خير من أن يأكل لحم مسلم .
وعن عدي بن حاتم : الغيبة مرعى اللئام .
وعن كعب الأحبار: الغيبة تحبط العمل .
ويقول الحسن البصري: والله للغيبة أسرع في دين المسلم من الأكلة في جسد ابن آدم .
قال سفيان بن عيينة : الغيبة أشد من الدّين ، الدّين يقضى ، والغيبة لا تقضى)) .
وقال سفيان الثوري : إياك والغيبة ، إياك والوقوع في الناس فيهلك دينك .
وسمع علي بن الحسين رجلاً يغتاب فقال: إياك والغيبة فإنها إدام كلاب الناس .
وقال أبو عاصم النبيل: لا يذكر الناس بما يكرهون إلا سفلة لا دين له.

3- بواعث الغيبة، وكيفية التخلص منها:
بواعث الغيبة
1- ضعف الورع والإيمان يجعل المرء يستطيل في أعراض الناس من غير روية ولا تفر جاء في حديث عائشة في قصة الإفك قولها عن زينب بنت جحش أنها قالت : يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، ما علمت إلا خيراً ، تقول عائشةً: (وهي التي كانت تساميني من أزواج رسول الله فعصمها الله بالورع) .
قال الفضل بن عياض: أشد الورع في اللسان . وروى مثله عن ابن المبارك .
قال الفقيه السمرقندي: الورع الخالص أن يكف بصره عن الحرام ويكف لسانه عن الكذب والغيبة ، ويكف جميع أعضائه وجوارحه عن الحرام .
2- موافقة الأقران والجلساء ومجاملتهم قال الله على لسان أهل النار {وكنا نخوض مع الخائضين} [المدثر:45].
قال قتادة في تفسير الآية: كلما غوى غاو غوينا معه .
وفي الحديث : (( ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس)) .
وقال تعالى: { فويل يومئذ للمكذبين الذين هم في خوض يلعبون} قال ابن كثير : أي هم في الدنيا يخوضون في الباطل .
3- الحنق على المسلمين وحسدهم والغيظ منهم:
قال ابن تيمية: ومنهم من يحمله الحسد على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين: الغيبة والحسد ، وإذا أثني على شخص أزال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب دين وصلاح أو في قالب حسد وفجور وقدح ليسقط ذلك عنه .
قال ابن عبد البر: والله لقد تجاوز الناس الحد في الغيبة والذم . . . وهذا كله بحمل الجهل والحسد .
4- حب الدنيا والحرص على السؤود فيها:
قال الفضيل بن عياض: ما من أحد أحب الرياسة إلا حسد وبغي وتتبع عيوب الناس وكره أن يذكر أحد بخير .
5- الهزل والمراح:
قال ابن عبد البر: "وقد كره جماعة من العلماء الخوض في المزاح لما فيه من ذميم العاقبة ومن التوصل إلى الأعراض . . ." .

كيفية التخلص من الغيبة:
1- تقوى الله عز وجل والاستحياء منه:
ويحصل هذا بسماع وقراءة آيات الوعيد والوعد وما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث تحذر من الغيبة ومن كل معصية وشر، ومن ذلك {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} [الزخرف:80].
وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((استحيوا من الله عز وجل حق الحياء ، قلنا : يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله ، قال: ليس ذاك ، ولكن من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما حوى ، وليحفظ البطن وما وعى . . )) .
2- تذكر مقدار الخسارة التي يخسرها المسلم من حسناته ويهديها لمن اغتابهم من أعدائه وسواهم.قال صلى الله عليه وسلم : (( أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، قال : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام ، وقد شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا ، فيأخذ هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناتهم أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)) .
روي أن الحسن قيل له: إن فلاناً اغتابك، فبعث إليه الحسن رطباً على طبق وقال : بلغني أنك أهديت إلي من حسناتك فأردت أن أكافئك عليها، فاعذرني، فإني لا أقدر أن أكافئك على التمام .
3- أن يتذكر عيوبه وينشغل بها عن عيوب نفسه ، وأن يحذر من أن يبتليه الله بما يعيب به إخوانه.
قال أنس بن مالك: "أدركت بهذه البلدة – المدينة – أقواماً لم يكن لهم عيوب ، فعابوا الناس ، فصارت لهم عيوب ، وأدركت بهذه البلدة أقواماً كانت لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس ، فنسيت عيوبهم" .
قال الحسن البصري : كنا نتحدث أن من عير أخاه بذنب قد تاب إلى الله منه ابتلاه الله عز وجل به .
قال أبو هريرة: يبصر أحدكم القذى في عين أخيه ولا يبصر الجذع في عين نفسه.
4- مجالسة الصالحين ومفارقة مجالس البطالين:
قال صلى الله عليه وسلم : ((مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد ، لا يعدمك من صاحب المسك ، إما أن تشتريه أو تجد ريحه ، وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك أو تجد منه ريحاً خبيثة)) .
قال النووي في فوائد الحديث : فيه فضيلة مجالسة الصالحين ، وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب ، والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ومن يغتاب الناس أو يكثر فجوره وبطالته ، ونحو ذلك من الأنواع المذمومة .
4- قراءة سير الصالحين والنظر في سلوكهم وكيفية مجاهدتهم لأنفسهم:
قال أبو عاصم النبيل: ما اغتبت مسلماً منذ علمت أن الله حرم الغيبة .
قال الفضيل بن عياض: كان بعض أصحابنا نحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة. أي لقِلّته .
وقال محمد بن المنكدر: كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت .
5- أن يعاقب نفسه ويشارطها حتى تقلع عن الغيبة.
قال حرملة : سمعت رسول ابن وهب يقول: نذرت أني كلما اغتبت إنساناً أن أصوم يوماً فأجهدني ، فكنت أغتاب وأصوم.
فنويت أني كلما اغتبت إنساناً أني أتصدق بدرهم ، فمن حب الدراهم تركت الغيبة.
قال الذهبي : هكذا والله كان العلماء ، وهذا هو ثمرة العلم النافع .
4- جزاء الغيبة:
1- الفضيحة في الدنيا:
عن ابن عر قال : صعد رسول الله المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه ، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله)) .
وفي رواية للحديث في مسند أحمد ((لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم)) .
قال المباركفوري في قوله: ((ومن تتبع الله عورته)) قال : يكشف مساويه . . . لو كان في وسط منزله مخفياً من الناس .
قال أبو الطيب: أي يكشف عيوبه، وهذا في الآخرة، وقيل : معناه يجازيه بسوء صنيعه . . . أي يكشف مساويه . . . ولو كان في بيته مخفياً من الناس .
2- العذاب في القبر:
عن أبي بكرة رضي الله عهما قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فيعذب البول ، وأما الآخر فيعذب بالغيبة)) .
قال قتادة : عذاب القبر ثلاثة أثلاث: ثلث من الغيبة ، وآخر من النميمة ، وآخر من البول .
وقوله : ((ما يعذبان في كبير)) قال الخطابي: معناه أنهما لم يعذبا في أمر كان يكبر عليهما أو يشق فعله لو أرادوا أن يفعلاه .
3- العذاب في النار:
عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)) .
قال الطيبي: لما كان خمش الوجه والصدر من صفات النساء النائحات جعلهما جزاء من يغتاب ويفري في أعراض المسلمين ، إشعاراً بأنهما ليستا من صفات الرجال، بل هما من صفات النساء في أقبح حلة وأشوه صورة .
وعن أبي هريرة قال : قال صلى الله عليه وسلم : (( من أكل لحم أخيه في الدنيا قرِّب إليه يوم القيامة فيقال له: كُله ميتاً كما أكلته حياً فيأكله ويكلح ويصيح)) .

5- كفارة الغيبة:
الغيبة كغيرها من الكبائر فرض الله التوبة منها:
قال تعالى: { وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور:31].
والتوبة النصوح هي التي تحقق شروط التوبة وهي:
أ‌- الندم: قال صلى الله عليه وسلم : ((الندم توبة)) . قال أبو الجوزاء : والذي نفس محمد بيده إن كفارة الذنب للندامة.
ب‌- أن يقلع عن الذنب قال ابن القيم : "لأن التوبة مستحيلة مع مباشرة الذنب" .
ج- العزم على أن لا يعود إليها: فعن النعمان بن بشير قال : سمعت عمر يقول : { توبوا إلى الله توبة نصوحاً} [التحريم: 8]. قال : هو الرجل يعمل الذنب ثم يتوب ولا يريد أن يعمل به ولا يعود .
وهذه الشروط مطلوبة في سائر المعاصي ومنها التوبة.
شرط الاستحلال من الغيبة
وأضاف جمهور الفقهاء شرطاً وهو أن يستحل من اغتابه.
واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو مال فليتحلله اليوم قبل أن تؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم ، فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له أخذ من سيئاته فجعلت عليه)) .
قال البغوي: قوله (( فليتحلله)) أي ليسأله أن يجعله في حل من قبله، يقال: تحلله واستحللته إذا سألته أن يجعلك في حل، ومعناه: أن يقطع دعواه ويترك مظلمته ، فإن ما حرمه الله من الغيبة لا يمكن تحليله .
قال سفيان بن عيينة: الغيبة أشد عند الله عز وجل من الزنا وشرب الخمر ، لأن الزنا وشرب الخمر ذنب فيما بينك وبين الله عز وجل ، فإن تبت عنه تاب الله عليك ، والغيبة لا يغفر لك حتى يغفر لك صاحبك .
ورأى بعض الفقهاء ومنهم ابن تيمية وابن القيم وابن الصلاح وابن مفلح إسقاط شرط الاستحلال إذا أدى إلى أذية صاحب الحق وزيادة الجفوة بينهما.
قال ابن مفلح: "وهذا أحسن من إعلامه (أي الدعاء له) فإن في إعلامه زيادة إيذاء له ، فإن تضرر الإنسان بما علمه من شتمه أبلغ بما لا يعلم، ثم قد يكون ذلك سبب العدوان على الظالم . . . وفيه مفسدة ثالثة . . . وهي زوال ما بينهما من كمال الألفة والمحبة . . . ، وهذا الرأي مروي عن السلف.
قال حذيفة : كفارة من اغتبته أن تستغفر له ..
قال مجاهد: كفارة أكلك لحم أخيك أن تثني عليه وتدعوا له .
قال ابن المبارك: التوبة في الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته .
وقال أيضاً: إذا اغتاب رجل رجلاً فلا يخبره ، ولكن يستغفر الله .

6- ذب الغيبة:
أوجب العلماء على المسلم عدم سماع الغيبة ، إذ سماعها كفعل قائله في الوزر ، قال تعالى : { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم} [النساء:140]. قال الطبري: في هذه الآية الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع .
قال القرطبي: فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر . . فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية .
ودفع الغيبة حين حضورها من أعظم الأعمال، قال صلى الله عليه وسلم : (( من ذب عن لحم أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار)) . وفي رواية : (( من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)) .
قال ابن مسعود: من اغتيب عنده مؤمن فنصره جزاه الله بها خيراً في الدنيا والآخرة ، وما التقم أحد لقمة شراً من اغتياب مؤمن .
قال المناوي: ذلك لأن عرض المؤمن كدمه ، فمن هتك عرضه فكأنه سفك دمه ، ومن عمل على صون عرضه فكأنه صان دمه ، فيجازى على ذلك بصونه عن النار يوم القيامة إن كان ممن استحق دخولها ، وإلا كان زيادة رفعة في درجاته في الجنة .
وقد ذب النبي صلى الله عليه وسلم عن عرض من اغتيب عنده، ففي حديث طويل من رواية عتبان بن مالك رضي الله عنه، وفيه قال قائل منهم: أين مالك بن الدُّخشن؟ فقال بعضهم: ذاك منافق لا يحب الله ورسوله ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا تقل له ذاك ، ألا تراه قد قال : لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم)) .
قال عمر: ما يمنعكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس لا تغيّروا عليه؟ قالوا: نتقي لسانه ، قال : ذاك أدنى أن تكونوا شهداء .

7- حالات تجوز فيها الغيبة:
ذكر العلماء بعض الحالات التي تجوز فيها الغيبة لما في ذلك من مصلحة راجحة.
ومن هذه الحالات:
1- التظلم إلى القاضي أو السلطان أو من يقدر على رد الظلم.
قال تعالى: { لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم} [النساء:148].
قال الشوكاني: استثناء أفاد جواز ذكر المظلوم بما يبين للناس وقوع الظلم عليه من ذلك الظالم .
وقال صلى الله عليه وسلم : ((ليّ الواجد يحل عرضه وعقوبته)) . واللي هو الظلم ، والواجد هو الغني القادر على السداد.
قال سفيان: يحل عرضه: أن يقول: ظلمني حقي .
قال وكيع: عرضه: شكايته ، وعقوبته : حسبه .
2- الاستفتاء:
فيجوز للمستفتي فيما لا طريق للخلاص منه أن يذكر أخاه بما هو له غيبة ، ومثل له النووي بأن يقول للمفتي: ظلمني أبي أو أخي أو فلان فهل له ذلك أم لا .
جاءت هند بنت عتبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح ، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ((خذي ما يفكيك وولدك بالمعروف)) .
قال البغوي: هذا حديث يشتمل على فوائد وأنواع من الفقه، منها جواز ذكر الرجل ببعض ما فيه من العيوب إذا دعت الحاجة إليه ، لأن النبي لم ينكر قولها: إن أبا سفيان رجل شحيح .
3- الاستعانة على تغيير المنكر:
فقد يرى المسلم المنكر فلا يقدر على تغييره إلا بمعونة غيره ، فيجوز حينذاك أن يطلع الآخر ليتوصلا على إنكار المنكر.
قال الشوكاني: "وجواز الغيبة في هذا المقام هو بأدلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الثابتة بالضرورة الدينية التي لا يقوم بجنبها دليل ، لا صحيح ولا عليل .
4- التحذير من الشر ونصيحة المسلمين:
جاءت فاطمة بنت قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستشيره في أمر خطبتها وقد خطبها معاوية وأبو الجهم وأسامة بن زيد فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ((أما معاوية فرجل ترب لا مال له ، وأما أبو الجهم فضراب للنساء ، ولكن أسامة بن زيد)) .
قال ابن تيمية: الشخص المعين يذكر ما فيه من الشر في مواضع. . أن يكون على وجه النصيحة للمسلمين في دينهم ودنياهم . . . .
ويدخل في هذا الباب ما صنعه علماؤنا في جرح الرواة نصحاً للأمة وحفظاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ومسلم.
قال النووي : اعلم أن جرح الرواة جائز ، بل هو واجب بالاتفاق للضرورة الداعية إليه لصيانة الشريعة المكرمة ، وليس هو من الغيبة المحرمة، بل من النصيحة لله تعالى ورسوله والمسلمين .
5- المجاهر بنفسه المستعلن ببدعته:
استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ائذنوا له، بئس أخو العشيرة ، أو ابن العشيرة)) .
قال القرطبي : في الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق أو الفحش ونحو ذلك من الجور في الحكم والدعاء إلى البدعة .
ومما يدل على اتصاف هذا الرجل بما أحل غيبته ما جاء في آخر الحديث، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أي عائشة، إن شر الناس من تركه الناس أو ودعه اتقاء فحشه)).
قال الحسن البصري : ليس لصاحب البدعة ولا الفاسق المعلن بفسقه غيبة .
وقال زيد بن أسلم : إنما الغيبة لمن لم يعلن بالمعاصي .
والذي يباح من غيبة الفاسق المجاهر ما جاهر به دون سواه من المعاصي التي يستتر بها.
قال النووي: كالمجاهر بشرب الخمر ومصادرة الناس وأخذ المكس . . . فيجوز ذكره بما يجاهر به ، ويحرم ذكره بغيره من العيوب .
وينبغي أن يُصنع ذلك حسبة لله وتعريفاً للمؤمنين لا تشهيراً وإشاعة للفاحشة أو تلذذاً بذكر الآخرين.
قال ابن تيمية: وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح وابتغاء وجه الله تعالى ، لا لهوى الشخص مع الإنسان مثل الإنسان مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية أو تحاسد أو تباغض. . . فهذا من عمل الشيطان و إنما الأعمال بالنيات .

8- البعد عن مواطن الريبة
وينبغي على المسلم أن يبعد نفسه عن مواطن الريبة والتهمة التي تجعله موضعاً لغيبة الآخرين ، وأن يكشف ما قد يلتبس على الناس، وقد سبق إلى ذلك أكمل الخلق وأعدلهم.
فقد أتته زوج صفية في معتكفه في المسجد ، ولما انتصف الليل قام صلى الله عليه وسلم معها يقلبها إلى بيتها فلقيه اثنان من أصحابه ، فلما رأياه يمشي معها أسرعا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : على رسلكما ، إنما هي صفية بنت حيي ، فقالا: سبحان الله يا رسول الله ، وكبر عليهما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن الشيطان يبلغ في الإنسان مبلغ الدم ، وخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً)) .
قال ابن حجر : فيه التحرز من التعرض لسوء الظن والاحتفاظ من كيد الشيطان والاعتذار.
قال ابن دقيق العيد: وهذا متأكد في حق العلماء ومن يقتدى به، فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلاً يوجب سوء الظن بهم، وإن كان لهم فيه مخلص . . . .


منقول مختصراً من بحث لـ
د. منقذ بن محمود السقار

النبع الخالد
04-15-2006, 04:32 PM
بارك الله فيك
اخوي ابو نادر..
وجزاك الله خير الجزاء ..
الغيبه تكثر في وقتنا الحاضر وابتلي بها كثير من الناس ونسوا أحاديث كثيره تذم الغيبة لما لها من مساوىء في المجتمع لايجهلها أحد ..
(ذكرك أخاك بما يكره)
أنصح نفسي اولا وأخوتي ثانيا:فليحذر الجميع وليتقوا الله ,
يروى في الصحيح من السنة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة، فكان مما قاله الرسول ما معناه: أمسك عليك لسانك، فتعجب معاذ رضي الله عنه وقال: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟، فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم: «ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم الا حصائد السنتهم»، ومما ورد عن الرسول بهذا الخصوص أيضا: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفا».

عايد السميري
04-15-2006, 05:19 PM
بسم الله
والصلاة والسلام على رسول الله
________

اخي
موسى ربيع البلوي

* (( بارك الله فيك وجزاك الله خير ))

شعارات اسبوعيه هادفه
تستحق القراءه والمتابعه ،

تحياتي وتقديري للجميع
___________________

ابن ظاهر
04-15-2006, 05:21 PM
اولا اخي ابو نادر
الف الحمد الله على السلامه
ثانيا
وضح لنا النبى صلى الله عليه وسلم معنى الغيبه لمل سأل اصحابه ،هل تدرون ما الغيبه؟ قالوا :الله و رسوله اعلم ،فقال . ذكرك اخاك بما يكره قيل :أرايت إن كان في أخى ما أقول؟ قال .:إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته و ان لم يكن فيه مل تقول فقد بهَّته .(رواه مسلم)
قال الامام النووى-رحمه الله-:الغيبه ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك فى بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خَلفه أو خُلقه أو ... ثوبه أو حركته ... سواء ذكرته باللفظ أو بالاشاره و الرمز
و قال –رحمه الله- :كل ما افهمت به غيرك نقصان مسلم فهو غيبه محرمه
و من ذلك المحاكاه(التقليد) بأن يمشى متعارجا ... يريد حكايه هيئه من ينتقصه بذلك فكل ذلك حرام بلا خلاف
تنبيه:كثيراً ما يقول بعض الاشخاص إذا قيل له هذه غيبه فيقول:انا استطيع ان اقول ذلك فى وجه ، و لا يدرى المسكين انه بذلك يزيد فى المصيبه لانه بذلك يؤذى اخاه فى وجه

ابو باسل العرادي
04-15-2006, 05:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير اخي ابا نادر

على هذا الموضوع المهم والذي انتشر للاسف بين اوساط المسلمين

وللاسف عند الكبار منهم في السن خاصة وهذا شىء محزن

الا من رحم الله من عباده

نسأل الهم لهم الهداية

عبدالله سليمان الوحيشي
04-15-2006, 06:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
س1
مشكور اخوي موسى وجعلها الله في موازين حسناتك بارك الله فيك وجعلنا الله واياكم من اللذين تخلو مجالسهم من الغيبه والنميمه

حماد سعد السحيمي
04-15-2006, 07:49 PM
اخي ابونادر الف شكر على الشعار الهادف

بالفعل ونتمنى التفاعل مع الموضوع

وخذ القصة لنصيحة فلا تسمع من طرف واحد

القصة


خطر الغيبة والنميمة






قال رسول الله: ( إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار! ) صحيح مسلم (2581)


فكم بهذه الألسنة عُبد غير الله تعالى وأشرك
وكم بهذه الألسنة حُكم بغير حكمه سبحانه وتعالى
كم بهذه الألسنة أُحدثت بدع.. وأُدميت أفئدة.. وقُرحت أكباد
كم بهذه الألسنة أرحام تقطعت.. وأوصال تحطمت.. وقلوب تفرقت
كم بهذه الألسنة نزفت دماء.. وقُتل أبرياء.. وعُذب مظلومون
كم بها طُلّقت أمهات.. وقذفت محصنات
كم بها من أموال أُكلت.. وأعراض أُنتهكت.. ونفوس زهقت

يموت الفتى مـن عثـرة بلسانـه *** وليس يموت المرء من عثرة الرجل

في يوم من الأيام ألقيتُ محاضرة في أحد السجون.. جُمع لي السجناء في المسجد الكبير قرابة 500 أو الألف سجين ..
انتهيت من المحاضرة.. أول ما انتهيت قال لي أحد الأخوة الذين كانوا مرافقين معي وهو مشرف على بعض المحاضرات في السجن، قال: يا شيخ هنا الجناح الخاص بأصحاب القضايا الكبيرة والجناح الانفرادي لم يحضروا معك المحاضرة فليتك أن تمر بهم وتلقي عليهم كلمة وتجيب على أسئلتهم إن كان عندهم أسئلة.. قلت: حسناً..
أقبلنا فإذا مجموعة كل واحد في زنزانة خاصة به.. مررنا بهم.. ألقيت عليهم كلمة يسيرة ثم أجبت على أسئلتهم .. مررت في أثناء ذلك بزنزانة فيها شاب عمره تقريبا 23 سنة أو في الخامسة والعشرين سنة تقريبا كان جالساً هادئاً في زنزانته، مررت به وسلمت عليه كان هادئاً لطيفاً ثم تجاوزته، سألت صاحبي قلت: ما قضيته؟! يعني هو عليه سرقات أم مضاربة مع أحد أو أدت إلى قتل ذلك الشخص مثلاً ما قضيته؟!
قال: هذا الشاب يا شيخ عليه جريمة قتل لزوجته..
قلت: قتل لزوجته! ما هو السبب؟!
قال: هل تصدق أنهما ما مضى على زواجهما إلا قرابة ثلاثة أشهر وقتلها
قلت كيف قتلها أعوذ بالله يعني كمثل وجدها على فعل معين أو محرم أو فاحشة أو وجدها مع رجل مع أنه لا يجوز أنه يعاملها بالقتل بمثل هذه المواقف لكن أحيانا أن بعض الناس يثور ويتهور ويضربها بشيء فتموت بسببه
قال: لا، ذبحها بالسكين
إنا إليه راجعون.. كيف؟!
قال: هذا تزوج وسكن مع زوجته على أحسن حال.. حقد عليه مجموعة من الناس ربما بينه وبينهم مشاكل في القديم أو أنهم كانوا يريدون أن يتزوجوا هذه الفتاة، المقصود أنهم حقدوا عليه فأقبل إليه أحدهم فقال له: يا فلان
قال الشاب: ما تريد؟
قال: أنت اشتريت سيارة خضراء بدل سيارتك؟ وذكر له أحد أنواع السيارات
الشاب: لا ، أنا والله ما اشتريت، أنا سيارتي السوداء التي معي تعرفونها
قال: والله ما أدري لكن أنا أمس الضحى وأنت في العمل خرجت في حاجة ومررت أمام بيتك ورأيت سيارة خضراء واقفة عند الباب فخرجت امرأة من بيتك وركبت معه وبعد ساعتين رجعت إلى البيت، أنت عندك يمكن في البيت أحد يمكن...
قال الشاب: لا والله ما فيه إلا زوجتي حتى ما عندي خادمة ولا عندي أحد
قال: ما أدري إن شاء الله ما تكون زوجتك.. ومضى..

بعدها بيومين الرجل بدأ يشك يسأل زوجته: فيه أحد جاء ، فيه أحد ذهب..

بعدها بيومين، ثلاثة، أقبل إليه رجل آخر قد اتفق مع الأول فقال له: يا فلان
قال نعم
قال: أنت غيرت سيارتك، اشتريت سيارة بيضاء؟
قال: لا والله هذه سيارتي تحت واقفة
قال: والله ما أدري بس أنا أيضا أمس العصر يبدو إنك ما كنت في البيت، فيه سيارة بيضاء وقفت عند الباب وأقبلت امرأة وركبت معها وذهبت.
جعلوا الرجل ينتفض ..

ثم جاءوا إليه في اليوم الثالث وزادوا عليه الكلام..

جاءوا إليه في اليوم الرابع ..

- أنظر كيف الألسنة تحدث من عقوق وقطيعة –

فلا زالوا به حتى تخاصم مع زوجته وأكثر عليها الكلام وهي صرفت عليه قالت: كيف تتهمني في عرضي، قال نعم أتهمك اعترفي، ما أعترف..... كثر الكلام فذهبت إلى بيت أهلها..

لبثت عند أهلها أياما فلم يرضهم ذلك!

أقبلوا إليه قالوا: يا أخي ترى السيارات نفسها الآن تقف عند بيت أهلها، بكرى البنت تحمل وبعدين تقول هذا ولدك. أنت لست رجلا أنت ما عندك مروءة أنت تلعب بعقلك الفتاة والله لو كنت رجل لو أنك.... الخ.............. فلم يزالوا يعينون الشيطان عليه بالوساوس حتى تغلب عليه الشيطان في ليلة من الليالي فخرج من بيته ومضى إلى بيت أهلها وقفز من فوق السور ودخل إلى البيت والكل النائم، مضى إلى المطبخ وأخذ سكيناً ثم مضى إلى غرفتها ودخلها بهدوء وإذا الفتاة نائمة في أمان الله قد نامت على بطنها في أمان الله على فراشها فأقبل من خلف رقبتها وأبعد شعرها قليلا وذبح حتى قطع أوداجها.. انتفضت قليلا وماتت.. مسح السكين بثيابه وتركها وذهب إلى الشرطة وقال أنا قتلت فلانة! أدري أني سأتعب لو هربت وسوف ألاحق في كل مكان من الآن أنا قتلتها لكن بردت ما في قلبي! ..
وحكم عليه بالقصاص.. النفس بالنفس..

شاب يا جماعة لو ترونه يعني من أحسن الشباب خلقة وأقواهم بدنا لكن بكثرة ما وقع من ألسنة أولئك الظلمة الفجرة
أنظر كيف تحولت الأمور، قد هُتكت بها أعراض وهدمت بيوت بسبب ما يخرج من هذا اللسان
( يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )

وهؤلاء الظلمة غير أنهم اكتسبوا اثما عظيما اثم الغيبة والنميمة فإنهم أيضا فرقوا بين زوجين وهناك حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقرر أن من فرق بين زوجين لا ينظر الله إليه يوم القيامة. وكذلك قذفوا المسلمة المحصنة بالزنا والعياذ بالله من ذلك
-- قذف المحصنات من كبائر الذنوب --
http://saaid.net/Doat/Najeeb/f89.htm

أبو أسامه
04-15-2006, 09:19 PM
شعار للتذكير

ولو ان اكثر المجالس لا يخلو منه نسأل الله العفو والعافيه.

ابو خالد الوزان
04-15-2006, 09:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي ابو نادر
بارك الله وجزاك عن خير الجزاء
قال ابن حجر الهيتمى رحمه الله_ :كل منهما (الغيبه و النميمه) حرام بالإجماع و إنما الخلاف فى الغيبه هل هى كبيره ام صغيره ؟ و نقُل الاجماع على انها كبيره.
وقال الإمام النووى (رحمه الله):اعلم أن الغيبه كما يحرم على المغتاب ذكرُها يحرم على السامع استماعُها و إقرارها، فيجب على من سمع إنساناً يبتدىء بغيبه محرمه أن ينهاه إن لم يخف ضرراً ظاهراً ، فإن خافه وجب عليه الإنكار بقلبه ، و مفارقه ذلك المجلس إن تمكَّن من مفارقته ، فإن قدر على الإنكار بلسانه ، أو على قطع الغيبه بكلام اخر، لزمه ذلك ،فإن لم يفعل عصى
فإن قال بلسانه "اسكت" و هو يشتهى بقلبه استمراره فقال أبو حامد الغزالى "ذلك نفاق لا يخرجه عن الإثم ولابد من كراهته بقلبه0

ابوخالد

العطا
04-15-2006, 10:10 PM
الأخ موسى ربيع البلوي

جزاك الله خير وكتب الله لنا ولك الفائده وكفانا الغيبه ورزقنا

رفقة الصالحين وقول الخير وفعله @

نواف النجيدي
04-15-2006, 10:31 PM
شيخنا موسى ربيع أسال الله العلى العظيم أن يرفع قدرك ويعلي شأنك ويوفقك دنيا وأخرة ولا يحرمك الأجر موضوع ممتاز جداا وبارك الله فيك ولي زياده .

فالغيبة هي ذكرك أخاك بما فيه مما يكره، سواء كان ذلك في دينه، أوبدنه، أودنياه، أوما يمت إليه بصلة كالزوجة، والولد، ونحوهما، سواء كان ذلك بلفظ، أوكتابة، أورمز، أوإشارة.

والبهت: ذكرك أخاك بما ليس فيه مما يكره.

والنميمة: نقل الكلام من شخص إلى آخر بغرض الإفساد.

وكل ذلك من أحرم الحرام، ومن الكبائر العظام.

الأدلة على تحريم ذلك من الكتاب والسنة والآثار
قال تعالى: "ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه".1

وقال: "ويل لكل همزة لمزة".2

وقال: "هماز مشاء بنميم".3

وفي الصحيح عن أبي هريرة يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم؛ قال: ذكرك أخاك بما يكره؛ قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".4

وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم".5

وعن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أربى الربا الاستطالة في عِرْض المسلم بغير حق"6

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: "حسبك من صفية كذا وكذا"، قال بعض الرواة: تعني قصيرة،7 فقال: "لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته".8

وفي الصحيح: كان رجل يرفع إلى عثمان حديث حذيفة، فقال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يدخل الجنة فتان"، يعني نمام.9

وروي عنه صلى الله عليه وسلم: "يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عورات المسلمين يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه وهو في بيته".

وقال صلى الله عليه وسلم: "شراركم أيها الناس المشاءون بالنميمة، المفرِّقون بين الأحبة، الباغون لأهل البر العثرات".

وكان بين سعد وخالد كلام، فذهب رجل يقع في خالد عند سعد، فقال سعد: مه، إن ما بيننا لم يبلغ ديننا.

وقال رجل للحسن البصري: إنك تغتابني؟ فقال: ما بلغ قدرك عندي أن أحكمك في حسناتي.

وقال ابن المبارك: لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والدي لأنهما أحق بحسناتي.

والغيبة كما تكون باللسان، واليد، والإشارة، تكون بالقلب بسوء الظن، فإذا ظننت لا تتبع ظنك بعمل.

فضل من رد عن عرض شيخه أو أخيه
من حق المسلم على المسلم أن لا يغتابه ولا يبهته، فإذا سمع أحداً وقع فيه ردَّ عنه وأسكته، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم: "من ردَّ عن عرض أخيه ردَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة"10، وكذلك: "ما من امرئ يخذل مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصره".

المستمع شريك القائل
القائل والمستمع للغيبة سواء، قال عتبة بن أبي سفيان لابنه عمرو: "يا بني نزِّه نفسك عن الخنا، كما تنزه لسانك عن البذا، فإن المستمع شريك القائل".

كفارة الغيبة
الغيبة من الكبائر، وليس لها كفارة إلا التوبة النصوح، وهي من حقوق الآدميين، فلا تصح التوبة منها إلا بأربعة شروط، هي:

1. الإقلاع عنها في الحال.

2. الندم على ما مضى منك.

3. والعزم على أن لا تعود.

4. واستسماح من اغتبته إجمالاً أو تفصيلاً، وإن لم تستطع، أو كان قد مات أوغاب تكثر له من الدعاء والاستغفار.

لا تمكِّن أحداً أن يغتاب عندك أحداً
أخي الكريم نزِّه سمعك ومجلسك عن سماع الغيبة والنميمة، لتكون سليم القلب مع إخوانك المسلمين، فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يبلِّغني أحد عن أصحابي شيئاً فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم القلب".11

قال ابن عباس: قال لي أبي: "إني أرى أمير المؤمنين ـ يعني عمر ـ يدنيك ويقربك، فاحفظ عني ثلاثاً: إياك أن يجرِّب عليك كذبة، وإياك أن تفشي له سراً، وإياك أن تغتاب عنده أحداً".

روى الأوزاعي أن عمر بن عبد العزيز قال لجلسائه: "من صحبني منكم فليصحبني بخمس خصال: يدلني من العدل إلى ما لا أهتدي إليه، ويكون لي على الخير عوناً، ويبلغني حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ولا يغتاب عندي أحداً، ويؤدي الأمانة التي حملها بيني وبين الناس، فإذا كان ذلك فحيهلا، وإلا فقد خرج عن صحبتي والدخول عليّ".

فاشتغل أخي بالتجارة الرابحة، واحذر التجارة الخاسرة الكاسدة.

والله أسأل أن يوفقنا وإياكم لحفظ الجوارح، سيما الفرج واللسان، ومن الوقوع في الحرام، وصلى الله وسلم وبارك على خير ولد عدنان.


لاتنساني من الدعاء الزاد

عاصفة الشمال
04-15-2006, 11:42 PM
الأخ / موسى بن ربيع البلـــــــــــــوي

جــــــــــــــزاكم الله خيراً

ونفــــــــــــــع بكم .. ونسأل الله أن يعيننا على أنفسنا

ويكفينــــــــــا شر الغيبة والنميمـــــــــــــــة ... اللهم آمييييييين


مع خالص تقديري.

صــــــــاين العصباني
04-16-2006, 12:57 AM
images/frames/9_cur.gifimages/frames/9_cul.gifبسم الله الرحمن الرحيم images/frames/9_cdr.gifimages/frames/9_cdl.gif


مشكوراخي العزيز موسى على هذا الموضوع الرائع وجزاك الله كل خير وجعله في موازين حسناتك.


drawGradient()بالنسبه لموضوع الغيبه والنميمه فهي منتشره للاسف والسبب ان الناس ينظرون الى هذا الموضوع على انه شي عادي ولايعرفون الحكم الديني لذلك بل البعض للاسف يعتبرها نوع من النفاق الاجتماعي وذللك لتحقيق مصلحه ما وهذا اشد خطوره لذللك يجب ان تكون مخافة الله في كل امر من امور حياتنا والبعد كل البعد عن الوقوع في المحرمات
عن انس رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم((لما عرج بي الى السماء مررت بقوم لهم اظفارمن نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلا يا جبريل؟ قال: هؤلا الذين ياكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم)) نسال الله العلي القدير ان يحفظنا واياكم

بلويه انا
04-16-2006, 11:43 AM
شيخنا الفاضل

موسى ربيع البلوي

جزاك الله خير وكتب الله لنا ولكم الفائده وكفانا الغيبه

http://www.bluwe.com/bluwe/uploaded/1856_1145176994.gif

موسى بن ربيع البلوي
04-16-2006, 01:26 PM
بارك الله فيك
اخوي ابو نادر..
وجزاك الله خير الجزاء ..
الغيبه تكثر في وقتنا الحاضر وابتلي بها كثير من الناس ونسوا أحاديث كثيره تذم الغيبة لما لها من مساوىء في المجتمع لايجهلها أحد ..
(ذكرك أخاك بما يكره)
أنصح نفسي اولا وأخوتي ثانيا:فليحذر الجميع وليتقوا الله ,
يروى في الصحيح من السنة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة، فكان مما قاله الرسول ما معناه: أمسك عليك لسانك، فتعجب معاذ رضي الله عنه وقال: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟، فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم: «ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم الا حصائد السنتهم»، ومما ورد عن الرسول بهذا الخصوص أيضا: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفا».


أجدت و أفدت أخي الغالي النبع الخالد
، و كما قلت في ردك أن الغيبة منتشرة جداً في مجالسنا بل إن البعض يسميها فاكهة المجالس !!!!

و الحل هو التوعية و محاولة إشغال مجالسنا بما يفيد و تكون نقاشتنا مركزة على أمر مفيد .

ابو باسل العرادي
04-16-2006, 10:50 PM
كلام للشيخ بن باز رحمه الله عن الغيبه أذكره هنا :

" فإذا رأيت من نفسك إيذاء لأخيك أو أختك في الله بالغيبة أو بالسب أو بالنصيحة أو بالكذب أو غير هذا ، فاعرف أن إيمانك ناقص وأنك ضعيف الإيمان ، لو كان إيمانك مستقيما كاملا لما فعلت ما فعلت من ظلم أخيك ، والتعدي عليه بالغيبة"

وواجبنا نحن المسلمين تجاه أخواننا أن نذكرهم إذا نسوا وتسرعوا واغتابوا وأن نكون عونا لهم في ذلك ، فلا نوافق من يغتاب ولا نشجعه بل نكون عونا للحق أينما كان ومن لا ينكر منكرا فهو آثم.

ولنتذكر دائما قوله عليه السلام : " من التمس رضا الناس بسخط الله، وكله الله الى الناس"

أحبتي هذا داء استفحل بيننا وشر لزمنا فما علينا إلا اللجوء إلى الله عز وجل حتى يطهرنا من هذا السلوك الذميم ونخلص النية له إن أردنا النجاة والفوز.

موسى بن ربيع البلوي
04-17-2006, 03:30 PM
بسم الله

والصلاة والسلام على رسول الله
________

اخي
موسى ربيع البلوي

* (( بارك الله فيك وجزاك الله خير ))

شعارات اسبوعيه هادفه
تستحق القراءه والمتابعه ،

تحياتي وتقديري للجميع
___________________




بارك الله فيك أخي عايد

موسى بن ربيع البلوي
04-17-2006, 03:42 PM
اولا اخي ابو نادر
الف الحمد الله على السلامه
ثانيا
وضح لنا النبى صلى الله عليه وسلم معنى الغيبه لمل سأل اصحابه ،هل تدرون ما الغيبه؟ قالوا :الله و رسوله اعلم ،فقال . ذكرك اخاك بما يكره قيل :أرايت إن كان في أخى ما أقول؟ قال .:إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته و ان لم يكن فيه مل تقول فقد بهَّته .(رواه مسلم)
قال الامام النووى-رحمه الله-:الغيبه ذكر المرء بما يكرهه سواء كان ذلك فى بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خَلفه أو خُلقه أو ... ثوبه أو حركته ... سواء ذكرته باللفظ أو بالاشاره و الرمز
و قال –رحمه الله- :كل ما افهمت به غيرك نقصان مسلم فهو غيبه محرمه
و من ذلك المحاكاه(التقليد) بأن يمشى متعارجا ... يريد حكايه هيئه من ينتقصه بذلك فكل ذلك حرام بلا خلاف
تنبيه:كثيراً ما يقول بعض الاشخاص إذا قيل له هذه غيبه فيقول:انا استطيع ان اقول ذلك فى وجه ، و لا يدرى المسكين انه بذلك يزيد فى المصيبه لانه بذلك يؤذى اخاه فى وجه

الله يسلمك أخي الغالي /

و بارك الله فيك

أجدت أخي في التعقيب و أفدت .

موسى بن ربيع البلوي
04-17-2006, 03:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير اخي ابا نادر

على هذا الموضوع المهم والذي انتشر للاسف بين اوساط المسلمين

وللاسف عند الكبار منهم في السن خاصة وهذا شىء محزن

الا من رحم الله من عباده

نسأل الهم لهم الهداية


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

تشرف الموضوع بتواجدك أخي الغالي ..

وفقك الله

موسى بن ربيع البلوي
04-17-2006, 03:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
س1
مشكور اخوي موسى وجعلها الله في موازين حسناتك بارك الله فيك وجعلنا الله واياكم من اللذين تخلو مجالسهم من الغيبه والنميمه

س2

شكرا لك أخي أبو سليمان

وفقك الله

و نسأل الله أن تكون مجالسنا خالية من الغيبة و النميمة .

موسى بن ربيع البلوي
04-17-2006, 03:53 PM
حماد السحيمي /

إضافة مثرية و مفيدة للموضوع ، شكرا لك و نفعنا الله و إياك بالموضوع .

موسى بن ربيع البلوي
04-17-2006, 03:54 PM
أخي أبو أسامه

بإذن الله مع التوعية و جهود المصلحين تكون مجالسنا خالية من هذه الآفة .

مقبول الميهوبي
04-17-2006, 04:30 PM
مشـكور اخي//موسى ربيع البلوي على هذا الموضوع المهم والمفيد وبارك الله في جهودك المميزه جعل الله ذلك في ميزان حسناتك

مقبول الميهوبي

عبدالكريم الصويدر
04-17-2006, 05:45 PM
اخوي ابونادر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
اولا- جزاك الله عنا وعن هذا الدين الجزاء الوافر ووفقك الله لكل عمل طيب ومنك نستفيد
وكلك فائده ونحن معك بكل الشعارات الهادفه والتي تدعوا الي الخير وتحذر من الشر0
ياخي صحيح ماتقول ولكن مجالسنا وخاصه الباديه والتي تحبو بكبار السن كثر مايصير بها من نميمه وغيبه0 وهوءلاء ابواتنا واعمامنا واخواننا وكذا وكذا وكذا وصدقني سولفنا مع الكثير ورغم جهلنا وانجرافاتنا العقائديه والقبائليه لم نوءثر عليهم اذا حصلت مناصحه ووجدنا انهم يستمعون اكثر لاي شخص مطوع وخاصه من خارجهم اذا كانت مناصحته صادقه ومحببه بدون عنف او هجوميه0
وياليت انت وغيرك من ابناء قبيلتنا الكرام الملتزمين بهذا الهدي الصحيح تاخذونها على اعتاقكم وتمرون هوءلاء اثناء مناسبات الاعياد والزواجات والجمع لعل الله ينفعكم وينفع بكم انه سميع مجيب0
وخيرا لك دعواتنا الصادقه ورافقتك السلامه0

ابوفالح
04-17-2006, 06:13 PM
موضوع هادف ومهم لان النميمة هي اكبر مرض اجتماعي موجود ... فهي ليست محدودة في مكان ما فنجدها اينما وجد شخصان في البيت وفي العمل وفي الشارع وفي السيارة وحتى والعياذ بالله ربما تصل بالبعض ان يغتاب اخيه المسلم وهو ذاهب الى المسجد ... والاعظم من ذلك ان الكثير يقع بها من باب المزاح والدعابة حتى يتعود عليها وتصبح ملازمة له ... اصبح اكلي لحوم البشر كثر نسال الله ان يهدي الجميع وان يبارك في جهود الدعاة امثال الاخ الفاضل موسى ربيع وادعو الجميع ان يضعوا لافتات ارشادية ومواعظ دينية في مجالسهم واماكن اجتماعهم تذكر بذم النميمة وبيان قول نبينا عليه السلام في ذلك .

موسى بن ربيع البلوي
04-19-2006, 03:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي ابو نادر
بارك الله وجزاك عن خير الجزاء
قال ابن حجر الهيتمى رحمه الله_ :كل منهما (الغيبه و النميمه) حرام بالإجماع و إنما الخلاف فى الغيبه هل هى كبيره ام صغيره ؟ و نقُل الاجماع على انها كبيره.
وقال الإمام النووى (رحمه الله):اعلم أن الغيبه كما يحرم على المغتاب ذكرُها يحرم على السامع استماعُها و إقرارها، فيجب على من سمع إنساناً يبتدىء بغيبه محرمه أن ينهاه إن لم يخف ضرراً ظاهراً ، فإن خافه وجب عليه الإنكار بقلبه ، و مفارقه ذلك المجلس إن تمكَّن من مفارقته ، فإن قدر على الإنكار بلسانه ، أو على قطع الغيبه بكلام اخر، لزمه ذلك ،فإن لم يفعل عصى
فإن قال بلسانه "اسكت" و هو يشتهى بقلبه استمراره فقال أبو حامد الغزالى "ذلك نفاق لا يخرجه عن الإثم ولابد من كراهته بقلبه0

ابوخالد


س2

أشكرك أخي الغالي أبو خالد

إضافة مفيدة منك شكراً .

موسى بن ربيع البلوي
04-19-2006, 03:37 PM
الأخ موسى ربيع البلوي

جزاك الله خير وكتب الله لنا ولك الفائده وكفانا الغيبه ورزقنا

رفقة الصالحين وقول الخير وفعله @


بارك الله فيك و شكرا لك لا عدمناك ..

موسى بن ربيع البلوي
04-19-2006, 03:39 PM
بارك الله فيك أخي / الزاد

موسى بن ربيع البلوي
04-19-2006, 03:40 PM
الأخ / موسى بن ربيع البلـــــــــــــوي

جــــــــــــــزاكم الله خيراً

ونفــــــــــــــع بكم .. ونسأل الله أن يعيننا على أنفسنا

ويكفينــــــــــا شر الغيبة والنميمـــــــــــــــة ... اللهم آمييييييين


مع خالص تقديري.




آمين اللهم إكفنا شر الغيبة و النميمة


شكرا لك أختنا الفاضلة / عاصفة الشمال

وفقك الله

موسى بن ربيع البلوي
04-19-2006, 03:45 PM
شيخنا الفاضل

موسى ربيع البلوي

جزاك الله خير وكتب الله لنا ولكم الفائده وكفانا الغيبه

http://www.bluwe.com/bluwe/uploaded/1856_1145176994.gif


بارك الله فيك

شكرا لك

موسى بن ربيع البلوي
04-19-2006, 03:57 PM
كلام للشيخ بن باز رحمه الله عن الغيبه أذكره هنا :

" فإذا رأيت من نفسك إيذاء لأخيك أو أختك في الله بالغيبة أو بالسب أو بالنصيحة أو بالكذب أو غير هذا ، فاعرف أن إيمانك ناقص وأنك ضعيف الإيمان ، لو كان إيمانك مستقيما كاملا لما فعلت ما فعلت من ظلم أخيك ، والتعدي عليه بالغيبة"

وواجبنا نحن المسلمين تجاه أخواننا أن نذكرهم إذا نسوا وتسرعوا واغتابوا وأن نكون عونا لهم في ذلك ، فلا نوافق من يغتاب ولا نشجعه بل نكون عونا للحق أينما كان ومن لا ينكر منكرا فهو آثم.

ولنتذكر دائما قوله عليه السلام : " من التمس رضا الناس بسخط الله، وكله الله الى الناس"

أحبتي هذا داء استفحل بيننا وشر لزمنا فما علينا إلا اللجوء إلى الله عز وجل حتى يطهرنا من هذا السلوك الذميم ونخلص النية له إن أردنا النجاة والفوز.

جزاك الله خير على هذه العودة المفيدة و النافعة

لا حرمنا الله وجودك مثلك .

موسى بن ربيع البلوي
04-19-2006, 04:04 PM
مشـكور اخي//موسى ربيع البلوي على هذا الموضوع المهم والمفيد وبارك الله في جهودك المميزه جعل الله ذلك في ميزان حسناتك

مقبول الميهوبي



أخي الشاعر مقبول الميهوبي

لا عدمتك

و شكرا لك

نفعنا الله و إياك

محمود الجذلي
04-20-2006, 01:43 PM
ابو نادر,,

جزاك لله خيراً .. وسلمت يمينك ..

والله يكفينا شر الغيبة ..

.
محمود الجذلي

موسى بن ربيع البلوي
04-21-2006, 02:48 PM
اخوي ابونادر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
اولا- جزاك الله عنا وعن هذا الدين الجزاء الوافر ووفقك الله لكل عمل طيب ومنك نستفيد
وكلك فائده ونحن معك بكل الشعارات الهادفه والتي تدعوا الي الخير وتحذر من الشر0
ياخي صحيح ماتقول ولكن مجالسنا وخاصه الباديه والتي تحبو بكبار السن كثر مايصير بها من نميمه وغيبه0 وهوءلاء ابواتنا واعمامنا واخواننا وكذا وكذا وكذا وصدقني سولفنا مع الكثير ورغم جهلنا وانجرافاتنا العقائديه والقبائليه لم نوءثر عليهم اذا حصلت مناصحه ووجدنا انهم يستمعون اكثر لاي شخص مطوع وخاصه من خارجهم اذا كانت مناصحته صادقه ومحببه بدون عنف او هجوميه0
وياليت انت وغيرك من ابناء قبيلتنا الكرام الملتزمين بهذا الهدي الصحيح تاخذونها على اعتاقكم وتمرون هوءلاء اثناء مناسبات الاعياد والزواجات والجمع لعل الله ينفعكم وينفع بكم انه سميع مجيب0
وخيرا لك دعواتنا الصادقه ورافقتك السلامه0

أخي الغالي و الشعر الفاضل / عبدالكريم بن صويدر

يا هلا بك و بتواجدك و إضافتك .

أخي الغالي لا ننسى بالطبع دور الدعاة في توعية الناس و إنما نضيف أيضاً لنا كأشخاص بصمات خاصة لأن بعض الأماكن يصعب تواجد الدعاة فيها مثل مجالسنا مع أولادنا و نسائنا و بناتنا .

و ما يهم هو طريق أيصال المعلومة و الصبر ثم الصبر على ذلك ، فيما يخص كبار السن فنأتي لهم من حيث يريدون فنقرأ لهم القصص و السير و الشعر الذي يحوي مواعظ .

فعلى سبيل المثا قد لا تجدي معهم كلمة أو موعظة عن الغيبة ، لكن عندما نعرض لهم قصيدة أو قصة عن حرمة الغيبة فأتوقع لها صدى كبير .


بارك الله فيك أخي و كلي لك و لا عدمتك .

موسى بن ربيع البلوي
04-21-2006, 02:52 PM
موضوع هادف ومهم لان النميمة هي اكبر مرض اجتماعي موجود ... فهي ليست محدودة في مكان ما فنجدها اينما وجد شخصان في البيت وفي العمل وفي الشارع وفي السيارة وحتى والعياذ بالله ربما تصل بالبعض ان يغتاب اخيه المسلم وهو ذاهب الى المسجد ... والاعظم من ذلك ان الكثير يقع بها من باب المزاح والدعابة حتى يتعود عليها وتصبح ملازمة له ... اصبح اكلي لحوم البشر كثر نسال الله ان يهدي الجميع وان يبارك في جهود الدعاة امثال الاخ الفاضل موسى ربيع وادعو الجميع ان يضعوا لافتات ارشادية ومواعظ دينية في مجالسهم واماكن اجتماعهم تذكر بذم النميمة وبيان قول نبينا عليه السلام في ذلك .

جزاك الله خير أخي الغالي أبا فالح .


أحسنت في أسلوب من أساليب التوعية وضع لافتات تحذر من الغيبة و النميمة في المجالس العامة و الخاصة و مع الوقت سيصبح هناك نوع من التوعية .


بارك الله فيك

موسى بن ربيع البلوي
04-21-2006, 02:56 PM
ابو نادر,,

جزاك لله خيراً .. وسلمت يمينك ..

والله يكفينا شر الغيبة ..

.
محمود الجذلي



سلمت أخي محمود

و نور المنتدى بعودة عماد من أعمدته


شكرا لك

موسى بن ربيع البلوي
10-23-2007, 02:37 AM
للرفع و التذكير بمثل هذه الشعارات الإسبوعية .. و أتمنى من أحد الأخوة إعادة تبنيها .

سلمان العرادي
10-23-2007, 04:07 PM
اللهم إنا نعوذ بك من الغيبة والنميمة ..