المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معان في شعر الشافعي ( سلسلة كلمات لها معنى )



موسى بن ربيع البلوي
04-19-2006, 04:58 PM
ب1



من حسن حظي وقع تحت يدي كتاب بعنوان : " كلمات لها معنى "

كتاب جميل و رائع للدكتور . محمد بن عبد الرحمن البشر
سفير المملكة العربية السعودية
لدى الصين الشعبية


الكتاب يتضمن مجموعة من المقالات التي كتبها المؤلف على مدى عدة سنوات عبر مجلة ( تجارة الرياض )
الكتاب جميل و رائع و يستحق الاقتناء .
سأحاول جاهداً أن أنتقى منه بعض المقالات و أضعها هنا
و أبدأ بـ

معان في شعر الشافعي ( سلسلة كلمات لها معنى )


تخالج النفس لدى البشر الكثير من المعاني التي تتبلور لديهم حتى تكون قناعات ربما تظهر جلية في سلوكهم و قراراتهم ، و الموظف في وظيفته و رب البيت في منزله و رجل الأعمال في تجارته ليس ببعيد عن ذلك المعنى .

و الإمام الشافعي الفقيه المجر تجلت له مثل تلك المعاني فنسجها شعراً سلساً ، يتناقله الناس حتى عصرنا هذا .
و قد يكون من الملائم الحديث في هذه العجالة عن بعض تلك المعاني ففي بيت من الشعر نراه قد قال :


كل العداوة قد ترجى مودتها = إلا عداوة من عاداك عن حسد


أليست تلك مقولة حق ؟! فوربي لقد أنصف فيما قال ، فإن العدو الحاسد لا يثوب عن معاداته إلا بزوال نعمة المحسود ، فمبعث العداوة يكمن في بقاء النعمة و تمتع المحسود بها ، فلا تلطف المحسود للحاسد يمنعه عن مواصلة حسده ، و لا انصرافه عنه راداً إياه عن أربه . فديدن الحاسد في الحياة كذلك حتى و إن أسديت له من المعروف ما تعتقد أنه سيلجم فاه ، فهو غير بالغ رضاه .
و سيان إن فعل المحسود أو لم يفعل ، فسيظل هدفاً يستلذ الحاسد برميه ، و تظل غايته سقماً لا يرجى برؤه .
و إنه لحري بالإنسان أن يتبصر ليرى بأم عينه أن أولئك النفر قليل ، و إن كان أثرهم غير يسير .
و ليس للمرء مخرج من غائلتهم فما لغريمهم من صفات تميزه و لا لصديقهم خلال تغريه .
فكان الله في عون كل من ساقته الأقدار للتعامل معهم ، يقول الإمام الشافعي :



داريت كل الناس لكن حاسدي = مداراته عزت و عز فعالها
و كيف يداري المرء حاسد نعمة = إذا كان لا يرضيه إلا زوالها


و قد خالج نفس الإمام الشافعي معنى آخر جعله في بيتين من الشعر ، غير أن الكثير من الناس قد لا يتفق معه في ذلك المعنى ، و إن كان البعض قد جسد هذا المعنى قولاً و عملاً :



لا يكن ظنك إلا سيئاً = إن سوء الظن من أقوى الفطن
ما رمى الإنسان في مخمصة = غير حسن الظن و القول الحسن



من غير العدل أن يجعل المرء سوء الظن أمام ناظريه ، و أن يروض نفسه على ذلك ، فالشفاء بهذا سيبلغ المدى ، و الأحقاد ستتجاوز المألوف ، ناهيك عن الفرقة و استفحال العداوة و البغضاء . و ما أحسب ذا لب إلا و هو باحث عن السعادة و في حب السعادة لا في البغضاء .
من العجب أن يطرح الإمام معنى يجسد فيه سوء الظن و كأنه من الفطن فهل سوء الظن فطنه ؟ لعل حسن الظن الذي يقود إلى الاستغفال يرمي بالإنسان إلى المهالك ، و لكن لا يعني بالضرورة أن نسيء الظن بالإنسان ، بل ما أمتع و أسعد من أن يحسن المرء الظن بالناس مع أخذ الحيطة و الحذر حتى لا يؤخذ بغرة و يؤتى من مأمنه .
و في معنى آخر يقول الإمام الشافعي :



زن من وزنت بما يزنك = و ما يزنك به فزنه
من جا إليك فرح إليه = و من جفاك فصد عنه
من ظن أنك دونه = فاترك هواه إذن و هنه
و ارجع إلى رب العباد = فكل ما يأتيك منه



هذه المعاني الجميلة هي شيم ذوي الألباب و خلائق ذوي النهى و الأحلام .
فوربي لا يجد النبيل متعة ألذ من الكرامة كما لا يجد الذليل متعة ألذ من المهانة ، فكلاهما قد نال مراده بإشباع مبتغاه ، غير أن البون بين الواقعتين كبير و الفرق في السلوك واضح جلي و للمرء أن يختار ما يتوافق مع ما حباه الله من قيم و ارتضاه لنفسه من واقع .
و في معنى آخر يقول :



سهرت أعين و نامت عيون = في أمور تكون أو لا تكون
فادرأ الهم ما استطعت عن النفس = فحملانك الهموم جنون
إن رباً كفاك بالأمس ما كان = سيكفيك في غدٍ ما يكون



حقاً لقد شغل بعض الناس بأمور أحسبها غير كائنة و إن كانت فهي كائنة فلا سهر الأعين مغيراً الحال و نومها جالباً المحال .
و لكن النفس البشرية تأبى عيشة تشوبها الهموم و حياة مليئة بالظنون فهل يروض الفطن نفسه على ترك المراء لأمور قد تكون أو لا تكون ؟ لقد أجاب الإمام الشافعي عن ذلك بتركها إلى الله عز وجل فقد كفانا بالأمس ما كان و هو القادر على أن يكفينا أيضاً ما سيكون . فهل نحن متعظون ؟!



انتهى كلام المؤلف
و أترك التعليق لكم

عاصفة الشمال
04-20-2006, 12:50 AM
ب1



من حسن حظي وقع تحت يدي كتاب بعنوان : " كلمات لها معنى "

كتاب جميل و رائع للدكتور . محمد بن عبد الرحمن البشر
سفير المملكة العربية السعودية
لدى الصين الشعبية







زن من وزنت بما يزنك = و ما يزنك به فزنه
من جا إليك فرح إليه = و من جفاك فصد عنه
من ظن أنك دونه = فاترك هواه إذن و هنه
و ارجع إلى رب العباد = فكل ما يأتيك منه


doPoem(0)


هذه المعاني الجميلة هي شيم ذوي الألباب و خلائق ذوي النهى و الأحلام .
فوربي لا يجد النبيل متعة ألذ من الكرامة كما لا يجد الذليل متعة ألذ من المهانة ، فكلاهما قد نال مراده بإشباع مبتغاه ، غير أن البون بين الواقعتين كبير و الفرق في السلوك واضح جلي و للمرء أن يختار ما يتوافق مع ما حباه الله من قيم و ارتضاه لنفسه من واقع .
و في معنى آخر يقول :





سهرت أعين و نامت عيون = في أمور تكون أو لا تكون
فادرأ الهم ما استطعت عن النفس = فحملانك الهموم جنون
إن رباً كفاك بالأمس ما كان = سيكفيك في غدٍ ما يكون


doPoem(0)


حقاً لقد شغل بعض الناس بأمور أحسبها غير كائنة و إن كانت فهي كائنة فلا سهر الأعين مغيراً الحال و نومها جالباً المحال .
و لكن النفس البشرية تأبى عيشة تشوبها الهموم و حياة مليئة بالظنون فهل يروض الفطن نفسه على ترك المراء لأمور قد تكون أو لا تكون ؟ لقد أجاب الإمام الشافعي عن ذلك بتركها إلى الله عز وجل فقد كفانا بالأمس ما كان و هو القادر على أن يكفينا أيضاً ما سيكون . فهل نحن متعظون ؟!



انتهى كلام المؤلف
و أترك التعليق لكم








أخي / موسى بن ربيع البلوي


بارك الله فيك على هذا الطرح القيّـــــــــــم


تعليق رائــــــــــــع من الكاتب على كــــــــــلام ولا أروع


شعـــــــــــراً يـُــــــــقطر حكمةٌ وأدبــــــــــــاً للإمــــــــــام الشافعي وقد وفق


الكاتب في التعليق عليه

لقد أجاب الإمام الشافعي عن ذلك بتركها إلى الله عز وجل فقد كفانا بالأمس ما كان و هو القادر على أن يكفينا أيضاً ما سيكون . فهل نحن متعظون ؟!

نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما ذكرتم



لاتبخلوا علينا بالمزيد من هذه الكلمات وفقكم الله


مع خالص تقديري لمجهودكم الرائع ..

العطا
04-20-2006, 06:11 AM
الأخ موسى ربيع

تحيه طيبه ... وبعد

طرح جميل ورائع،،،،،،

قرأت البيت الأول وكانت كلمة ( مودتها ) غير موجوده في أحد المراجع وكان البيت كالتالي :

كل العداوة قد ترجى إماتتها،،،،،، إلا عداوة من عاداك من حسد


وطالما أن الحديث عن الحسد تذكرت بعض الأبيات عن الحسد ولا أعلم لمن من الشعراء وهي :



ألا قل لمن بات لي حاسداً،،،، أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله سبحانــــه،،،، لأنك لم ترض لي ما وهــــب


وأيضاً :


إصبر على كيد الحسود ..... فإن صبرك قاتــــــــــــــــــله
فالنار تأكل بعضهـــــــا......إن لم تجد ما تأكــــــــــــــــله

وقد قيل :

ما خلا جسد من حسد ولكن الكريم يخفيه واللئيم يبديه.

وقال أحدهم :

لله در الحسد ما أعدله ..... بدأ بصاحبه فقتله


أما عن الكثير من الناس الذين لا يتفقون مع الإمام الشافعي فأنا عن نفسي أتفق معه وأحب أن أستشهد ببعض الأبيات التي تحضرني


قال أحد الشعراء بعد أن تأكدى من ظنه الذي كان يظن ولكن بعد فوات الأوان فقال :



قد كان ذلك ظني ........ فصار ظني يقينا

وقال أحدهم ذما للحلم على الناس إذا كان طريقا لأعداءه منهم والجهله:


إذا كان حلم المرء عون عدوه .......... عليه فإن الجهل أبقى وأروع


أتمنى أن اكون قد قدمت ما يفيد والغرض المشاركه.


يعطيك العافيه على الموضوع الشيق @

عبدالله مناحي منقرة البلوي
04-20-2006, 07:36 PM
الأخ العزيز موسى هل تعلم أن أدب الأمام الشافعي يدفع الكثير عن الملتزمين أصحاب الشعر والأدب لأنه قدوة ولأن بعض الجهله يرون أن المطوع لا يجوز أن يقول الشعر ولا يكتب
اشكرك علىذوقك الرفيع

موسى بن ربيع البلوي
04-21-2006, 02:39 PM
أخي / موسى بن ربيع البلوي


بارك الله فيك على هذا الطرح القيّـــــــــــم


تعليق رائــــــــــــع من الكاتب على كــــــــــلام ولا أروع


شعـــــــــــراً يـُــــــــقطر حكمةٌ وأدبــــــــــــاً للإمــــــــــام الشافعي وقد وفق


الكاتب في التعليق عليه

لقد أجاب الإمام الشافعي عن ذلك بتركها إلى الله عز وجل فقد كفانا بالأمس ما كان و هو القادر على أن يكفينا أيضاً ما سيكون . فهل نحن متعظون ؟!

نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما ذكرتم



لاتبخلوا علينا بالمزيد من هذه الكلمات وفقكم الله


مع خالص تقديري لمجهودكم الرائع ..

أشكرك إختي الفاضلة هذه الرد الموفق ،،

وجود قلم كقلمك هنا مما يساعد على الإستمرار بإذن الله تعالى .

موسى بن ربيع البلوي
04-21-2006, 02:41 PM
الأخ موسى ربيع

تحيه طيبه ... وبعد

طرح جميل ورائع،،،،،،

قرأت البيت الأول وكانت كلمة ( مودتها ) غير موجوده في أحد المراجع وكان البيت كالتالي :

كل العداوة قد ترجى إماتتها،،،،،، إلا عداوة من عاداك من حسد


وطالما أن الحديث عن الحسد تذكرت بعض الأبيات عن الحسد ولا أعلم لمن من الشعراء وهي :



ألا قل لمن بات لي حاسداً،،،، أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله سبحانــــه،،،، لأنك لم ترض لي ما وهــــب


وأيضاً :


إصبر على كيد الحسود ..... فإن صبرك قاتــــــــــــــــــله
فالنار تأكل بعضهـــــــا......إن لم تجد ما تأكــــــــــــــــله

وقد قيل :

ما خلا جسد من حسد ولكن الكريم يخفيه واللئيم يبديه.

وقال أحدهم :

لله در الحسد ما أعدله ..... بدأ بصاحبه فقتله


أما عن الكثير من الناس الذين لا يتفقون مع الإمام الشافعي فأنا عن نفسي أتفق معه وأحب أن أستشهد ببعض الأبيات التي تحضرني


قال أحد الشعراء بعد أن تأكدى من ظنه الذي كان يظن ولكن بعد فوات الأوان فقال :



قد كان ذلك ظني ........ فصار ظني يقينا

وقال أحدهم ذما للحلم على الناس إذا كان طريقا لأعداءه منهم والجهله:


إذا كان حلم المرء عون عدوه .......... عليه فإن الجهل أبقى وأروع


أتمنى أن اكون قد قدمت ما يفيد والغرض المشاركه.


يعطيك العافيه على الموضوع الشيق @

بارك الله فيك أخي العطا و زادك الله علماً

أخي الغالي لقد نقلت كلام المؤلف كما هو .


و لا أنسى شكرك أخي على الإضافة المفيد بالتأكيد .

موسى بن ربيع البلوي
04-21-2006, 02:43 PM
الأخ العزيز موسى هل تعلم أن أدب الأمام الشافعي يدفع الكثير عن الملتزمين أصحاب الشعر والأدب لأنه قدوة ولأن بعض الجهله يرون أن المطوع لا يجوز أن يقول الشعر ولا يكتب
اشكرك علىذوقك الرفيع

أخي و صديقي عبدالله

صدقت فيما أضفت و أفدت

و لا ننسى الشاعر حسان بن ثابت ، شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم .