المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بلي في غرناطة ( متجدد )



wateincom
04-20-2006, 11:50 AM
س1
من لديه مايضيفه في هذا الباب يكتب رد يتضمن مابحث عنه مضمنا اسم الكتاب والمؤلف ورقم الصفحة
خالد بن أبي خالد البلوي


خالد بن عيسى بن إبراهيم بن أبي خالد البلوي من أهل قنتورية، من حصون وادي المنصورة.

حاله


هذا الرجل من أهل الفضل والسذاجة، كثير التواضع، منحط في ذمة التخلق، نابه الهيئة، حسن الأخلاق، جميل العشرة، محبٌ في الأدب، قضى ببلده وبغيره، وحج وقيد رحلته في سفر، وصف فيه البلاد ومن لقي، بفصول جلب أكثرها من كلام العماد الأصبهاني، وصفوان وغيرهما، من ملح. وقفل إلى الأندلس، وارتسم في تونس في الكتابة عن أميرها زماناً يسيراً، وهو الآن قاض ببعض الجهات الشرقية.
وجرى ذكره في الرحلة التي صدرت عني في صحبة الركاب السلطاني عند تفقد البلاد الشرقية، في فصل حفظه الناس، وأجروه في فكاهاتهم وهو:
حتى إذا الفجر تبلج. والصبح من باب المشرق تولج، عدنا وتوفيق الله قائدٌ، وكنفنا من عنايته صلةٌ وعائدٌ، تتلقى ركابنا الأفواج، وتحيينا الهضاب والفجاج إلى قنتورية، فناهيك من مرحلة قصيرة كأيام الوصال، قريبة البكر من الآصال، كان المبيت بإزاء قلعتها السامية الارتفاع، الشهيرة الامتناع، وقد برز أهلها في العديد والعدة، والاحتفال الذي قدم به العهد على طول المدة، صفوفاً بتلك البقعة خيلاً ورجلا كشطرنج الرقعة، لم يتخلف ولدٌ عن والدٍ، وركب قاضيها ابن أبي خالد، وقد شهرته النزعة، الحجازية، وقد لبس من الحجازي، وأرخى من البياض طيلسانا، وتشبه بالمشارقة شكلاً ولسانا، وصبغ لحيته بالحناء والكتم، ولاث عمامته واختتم، والبداوة تسمه على الخرطوم، وطبع الماء والهواء يقوده قود الجمل المخطوم، فداعبته مداعبة الأديب للأديب، والأريب للأريب، وخيرته بين خصلتين، وقلت نظمت مقطوعتين، إحداهما مدحٌ، والأخرى قدحٌ، فإن همت ديمتك، وكرمت شيمتك، فللذين أحسنوا الحسنى. وإلا فالمثل الأدنى. فقال: انشدني لأرى على أي أمري أتيت، وأفرق بين ما جنيتني وما جنيت، فقلت:

قالوا وقد عظمت مبرة خالـد = قاري الضيوف بطارفٍ وبتالد
ماذا تممت به فجئت بـحـجة = قطعت بكل مجادل ومجالـد
أن يفترق نسبٌ يؤلف بينـنـا =أدبٌ أقمناه مـقـام الـوالـد


وأما الثانية فيكفي من البرق شعاعه، وحسبك من شر سماعه. ويسير التنبيه كافٍ للنبيه، فقال، لست إلى قراي بذي حجة، وإذا عزمت فأصالحك على دجاجة، فقلت ضريبةٌ غريبةٌ، ومؤنةٌ قريبةٌ، عجل ولا تؤجل، وإن انصرم أمد النهر فأسجل، فلم يكن إلا كلا ولا، وأعوانه من القلعة تنحدر، والبشر منهم بقدومها يبتدر، يزفونها كالعروس فوق الرؤوس، فمن قائل يقول أمها يمانية، وآخر يقول أخوها الخصي الموجه إلى الحضرة العلية، وأدنوا مرابطها من المضرب بعد صلاة المغرب، وألحقوا في السؤال، وتشططوا في طلب النوال، فقلت يا بني اللكيعة جئتم ببازي، بماذا كنت أجازي، فانصرفوا وما كادوا يفعلون، وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون، حتى إذا سلت لذبحها المدى، وبلغت من طول أعمارها المدى، قلت يا قوم ظفرتم بقرة العين، وابشروا باقتراب اللقاء، فقد ذبحت لكم غراب البين.
ولقد بلغني أنه لهذا العهد بعد أن طال المدى، يتظلم من ذلك، وينطوي من أجله على الوجدة، فكتبت إليه: وصل الله عزة الفقيه النبيه، العديم النظير والتشبيه، وارث العدالة عن عمه وابن أبيه، في عزة تظلله، وولاية تتوج جاهه وتكاله.
الإحاطة في أخبار غرناطة
لسان الدين ابن الخطيب
الصفحة : 123 ، 124

wateincom
04-20-2006, 12:09 PM
ابن محمد البلوي

محمد بن محمد بن عبد الواحد بن محمد البلوي من أهل ألمرية، يكنى أبا عبد الله، ويعرف بنسبه، وقد مر ذكر أبيه ي العمال.
حاله

هذا الرجل من أبناء النعم، وذوي البيوتات، كثير السكون والحياء، آل به ذلك أخيراً للولوثة، لم يستفق منها لطف الله به. حسن الخط، مطبوع الأدب، سيال الطبع، معينه. وناب عن بعض القضاة، وهو الآن رهين ما ذكر، يتمنى أهله وفاته، والله ولي المعافاة، بفضله.
وجرى ذكره في الإكليل بما نصه: من أولى الخلال البارعة والخصال، خطا رايقا، ونظما بمثله لايقاً، ودعابة يسترها بحبهم، وسكوتاً فيطيه إدراك وتفهم. عني بالرواية والنقيد، ومال في النظم إلى بعض التوليد، وله أصالة ثبتت في السرو عروقها، وتألقت في سما المجادة بروقها، وتصرف بين النيابة في الأحكام الشرعية، وبين الشهادات العملية المرعية.
شعره

ومن شعره فيما خاطبني به، مهنئاً في إعذار أولادي أسعدهم الله، افتتح ذلك بأن قال.
قال، يعتذر عن خدمة الأعذار، ويصل المدح والثنا على بعد الدار، وذلك بتارخ الوسط من شعبان في عام تسعة وأربعين وسبعمائة:


لا عذر لي عن خدمة الإعـذار=
وإن نأى وطني وشط مـزاري
أو عاقني عنه الزمان وصرفـه=
نقض الأمان عادة الأعـصـار
قد كنت أرغب أن أفوت بخدمتي=
وأخطر حلى عند بـاب الـدار
باب المسرة بالضبـع وأهـلـه=
متشمراً فيه بـفـضـل إزار
من شاء أن يلقى الزمان وأهلـه=
ويرى جلا الإشعاع في الأفكار
فليأت حي ابن الخطيب ملـبـيا=
فيفوز بالإعظـام والإكـبـار
كم ضم من جيد كرام فضلـهـم=
يسمو ويعلو في ذوي الأقـدار
إذ حيث ناديه فـقـف عـنـي=
وقل نلت المنى بتلطف ووقـار
يا من له الشرف القـديم ومـن=
له الحب الصميم العد يوم فحار
يهنيك ما قد نلت من أمـل بـه=
في الفرقدين الـنـيرين يسـار
نجلاك قطبا كل تـجـر بـاذخ=
أملان مرجوان في الاعتـبـار
عبد الإله وصنوه قمر الـعـلا=
فرعان من أصل زكا وبحـار
ناهيك من قمرين في أفق العلا=
ينميهمـا نـور مـن الأنـوار
زاكي الأرومة مغرق في مجده=
جم الفضايل طـيب الأخـبـار
رقت طبايعه وراق جـمـالـه=
فكأنما خلـقـا مـن الأزهـار
وجلت شمايل حسنه فكـأنـمـا=
خلعت علـيه رقة الأسـحـار
فإذا تكلم قلـت ظـل سـاقـط=
أو وقع در من نحـور جـوار
أو فت مسك الحبر في قرطاسه=
بالروض غب الواكف المدرار
تتسـم الأقـلام بـين بـنـانـه=
فيريك نظم الدر في الأسطـار
فتخال من تلك البنان كـأنـمـا=
نهلت تفتح نـاضـر الـنـور
تلقاه فياض الندى مـتـهـلـلا=
يلقاك بالبشر والاسـتـبـشـار
بحر البلاغة قسـهـا وأيادهـا=
سحبانها خبر مـن الأخـبـار
إن ناظر العلماء فهو أمامـهـم=
شرف المعارف واحد النظـار
أربى على العلماء بالصيت الذي=
قد كان في الآفاق كل مطـار
ما ضره إن لم يجئ متقـدمـاً=
السبق يعرف آخر المضمـار
إن كان أخره الزمان لحـكـمة=
ظهرت وما خفيت كضوء نهار
الشمس تحجب وهي أعظم تبر=
وترى من الآفـاق إثـر درار
يا ابن الخطيب خطبتها لعلاكـم=
بكراص تزف لكم من الأفكار
جاءتك من خجل على قدم الحيا=
قد طيبت بثنايك المـعـطـار
وأنت تؤدي بعض حق واجـب=
عن نازح الإمكان والأفـكـار
مدت يد التطفيل نحو عـلاكـم=
فتوحشت من جودكم بنـضـار
فابذل لها في النقد صفحك إنهـا=
شكوى التقصير في الأشعـار
لا زلـت فـي دعة وعـز دايم=
ومسرة تترى مع الأعـصـار


ومن السلطانيات قوله من قصيدة نسيبها:


تبسم ثغر الدهر في القضب الملد
=فأذكى الحيا خجلة وجنة الـورد
ونبه وقع الطل ألحاظ نـرجـس
=فمال الوسنان وعاد إلى الشهـد
ونم سبر الروض في مسكة الدجا
=نسيم شذا الخير كالمسك والـنـد
وغطى ظلام الليل حمرة أفقـه
=كما دار مسود العذار على الخد
وياتت قلوب الشهب تخفـق رقة
=لما حل بالمشتاق من لوعة الوجد
وأهمى عليه الغيم أجفان مشفـق
=بذكره فاستمطر الدمع للـخـد

ومنها:


أني لم أقف في الحي وفقة عـاشـق=
غداة افترقنا والنـوى رنـدهـا يعـد
ونـاديت حـادي الـعـسـيس عـرج=
لعلي أبثك وجدي إن تمر على نـجـد
فقال اتيد يا صـاح مـالـك مـلـجـأ=
سوى الملك المنصور في الرفق والرفد



ومما خاطبني به قوله:


عللوني ولـو بـوعـد مـحـال=
وحلوني ولـو بـطـيف خـيال
واعلموا أننـي أسـير هـواكـم=
لست أنفـك إلا عـن عـقـال
فدموعي من بينكم في انسـكـاب=
وفؤادي من سحركم في اشتغـال
يا أهيل الحمى كفاني غـرامـي=
حسبي بمـا قـد جـر....... ال
من مجيري من لحظ ريم ظلـوم=
حلل الهجر بعد طيب الوصـال
ناعس الطرف أسمر الجفن منـي=
طال منه الجوى بطول الـلـيال
بابلي اللحـاظ أصـمـى فـؤاده=
ورماه من غنـجـه بـنـبـال
وكما الجسم من هـواه نـحـولا=
قصده في النوى بذاك النـحـال
ما ابتدا في الوصال يوماً بعطـف=
مذ روى في الغرام باب اشتغال
ليس لي منه في الهوى من محبر=
غير تاج العلا وقطب الكـمـال
علم الدين عـزه وسـنـاه ذرؤه=
المجـد بـدر أفـق الـجـلال
هو غيث الندا وبحر الـعـطـايا=
هو شمس الهدى فريد المـعـال
إن وشى في الرقاع بالنقش قلنـا=
صفحة الطرس حليت بـالـلآل
أو دجا الخطب فيهو فيه شهـاب=
راية الصبح في ظلل الضـلال
أوينا العضب فهو في الأمن ماض=
صادق العزم ضيق الـمـجـال
لست تلقى مثـالـه فـي زمـان=
جل في الدهر يا أخى عن مثـال
قد نأى حـبـي لـه عـن دياري=
لا لـجـدوى ولا لـنـيل نـوال
لكن اشتقت أن أرى منه وجـهـاً=
نوره فاضح لـنـور الـهـلال
وكما همت فيه ألثـم كـفـا قـد=
أتت بالنـوال قـبـل الـسـؤال
سألها ابن الخطيب هذراً أجابـت=
تلثم النعل قبل شسع الـنـعـال
وتوفي حق الوزارة عمـن هـو=
ملك لهـا عـلـى كـل حـال



الإحاطة في أخبار غرناطة
لسان الدين ابن الخطيب
الصفحة : 273، 274

wateincom
04-20-2006, 12:33 PM
ابن عبد الواحد البلوي

محمد بن محمد بن محمد بن عبد الواحد البلوي من أهل ألمرية، يكنى أبا بكر.
أوليته

من كتاب المؤتمن قال، يشهر بنسبه وأصل سلفه من جهة بيرة إما من بجانة، وإما من البريج، واستوعب سبب انتقالهم.
حاله

من عايد الصلة، كان أحد الشيوخ من طبقته، وصدر الوزراء من نمطه ببلده، سراوة وسماحة، ومبرة وأدباً ولوذعية ودعابة، رافع راية الانطباع، وحايز قصب السبق في ميدان التخلق، مبذول البر، شايع المشاركة.
وقال في المؤتمن، كان رجلاً عاقلاً، عارفاً بأقوال الناس، حافظاً لمراتبهم، منزلاً لهم منازلهم، ساعياً في حوايجهم، لا يصدرون عنه إلا عن رضى بجميل مداراته. التفت إلى نفسه، فلم ينس نصيبه من الذل، ولا أغفل من كان يالفه في المنزل الخشن، واصلاً لرحمه، حاملاً لوطأة من يجفوه منهم، في ماله حظ للمساكين، وفي جاهه رفد للمضطرين، شيخاً ذكي المجالسة، تستطيب معاملته، على يقين أنه يخفى خلاف ما يظهر، من الرجال الذين يصلحون الدنيا، ولا يعلق بهم أهل الآخرة، لعروه عن النخوة والبطر، رحمه الله. تكررت له الولاية بالديوان غير ما مرة، وورد على غرناطة، وافداً ومادحاً ومعزياً.
مشيخته وما صدر منه

قرأ على ابن عبد النور، وتأدب به، وتلا على القاضي أبي علي بن أبي الأحوص أيام قضايه ببسطة، ونظم رجزاً في الفرايض.
شعره

قال الشيخ في المؤتمن، كانت له مشاركة في نظم الشعر الوسط، وكان شعر تلك الحلبة الآخذة عن ابن عبد النور، كأنه مصوغ من شعره شيخهم المذكور، ومحذو عليه، في ضعف المعاني، ومهنة الألفاظ. تنظر إلى شعره، وشعر عبد الله بن الصايغ، وشعر ابن شعبة، وابن رشيد، وابن عبيد، فتقول ذرية بعضها من بعض.
فمن ذلك ما نظمه في ليلة سماع واجتماع بسبب قدوم أخيه أبي الحسن من الحجاز:


إلـهــي أجـــرنـــي إنـــنـــي لـــك تـــايب=
وإنــي مـــن ذنـــبـــي إلـــيك لـــهـــارب
عصـيتـك جـهــلاً ثـــم جـــئتـــك نـــادمـــاً=
مقـراً وقـد سـدت عـــلـــي الـــمـــذاهـــب
مضـى زمـن بـي فــي الـــبـــطـــالة لاهـــياً=
شبـابـــي قـــد ولـــى وعـــمـــري ذاهـــب
فخـذ بـيدي واقـبـل بـفـضـلـــك تـــوبـــتـــي=
وحـقـق رجـــائي فـــي الـــذي أنـــا راغـــب
أخـاف عـلـى نـفـسـي ذنـوبـاً جــنـــيتـــهـــا=
وحـاشـاك أن أشـقـى وأنـت الــمـــحـــاســـب
وإنـي لأخـشـى فـي الـــقـــيامة مـــوقـــفـــاً=
ويومـاً عـظـيمـاً أنـت فـيه الـــمـــطـــالـــب
وقـد وضـع الـمـيزان بـالـقـسـط حـــاكـــمـــا=
وجــاء شـــهـــيد عـــنـــد ذاك وكـــاتـــب
طاشت عقول الخلق واشتد خوفهم=
و وفر عن الإنسان خل وصاحب
فما ثم من يرجى سواك تفضلاً=
وإن الـــذي يرجـــو ســـواك لـــخـــــــايب
ومـن ذا الـذي يعـطــي إذا أنـــت لـــم تـــجـــد=
ومـــن هـــو ذو مـــنـــع إذا أنـــت واهـــب
عبـــيدك يا مـــولاي يدعــــــوك رغـــــــبة=
ومـا زلـت غـفـــاراً لـــمـــن هـــو تـــايب
دعوتك مضطراً وعفـوك واسـع=
فأنت المجازي لي وأنت المعاقب
فهب لي من رحماك ما قد رجوته=
وبالجود يا مولاي ترجي المواهب
توسلت بالمختار من آل هـاشـم=
ومن نحوه قصداً تحث الركـايب
شفيع الورى يوم القيامة جـاهـه=
ومنقذ من في النار والحق واجب


ومما بلغ فيه أقصى مبالغ الإجادة، قوله من قصيدة هنا فيها سلطاننا أبا الحجاج بن نصر، لما وفد وهو وجملة أعيان البلاد أولها:


يهني الخلافة فتحت لك بابهـا=
فادخل على اسم الله يمنا غابها


منها وهو بديع، استظرف يومئذ:

يا يوسفياً باسمه وبوجهه=
اصعد لمنبرها وصن محرابها
في الأرض مكنك الإله كيوسف=
ولـتـمـلـكـن بـربـهـا أربـــابـــهـــا
بلـغـت بـكـم آرابـهـا مـن بـعـــد مـــا=
قالـت لـذلـك نـســوة مـــا رابـــهـــا
كانـت تـراود كـفــوهـــا حـــتـــى إذا=
ظفـرت بـيوسـف غـلـقـت أبـوابـــهـــا


قلت، ما ذكره المؤلف ابن الخطيب رحمه الله، في هذا المترجم به، من أنه ينظم الشعر الوسط، ظهر خلافه، إذا أثبت له هذه المقطوعة الأخيرة. ولقد أبدع فيها وأتى بأقصى مبالغ الإجادة كما قال، وحاز بها نمطاً أعلى مما وصفه به. وأما القصيدة الأولى فلا خفاء أنها سهلة المأخذ، قريبة المنزع، بعيدة من الجزالة، ولعل ذلك كان مقصوداً من ناظمها رحمه الله.
توفي ببلده عن سن عالية في شهر ربيع الآخر عام ثمانية وثلاثين وسبعماية.
ورثاه شيخنا أبو بكر بن شبرين رحمه الله بقوله:


يا عـين ســحـــي بـــدمـــع واكـــف ســـرب=
لحـــامـــل الـــفـــضـــل والأخـــلاق والأدب
بكـيت إذ ذكـرت الـمــوتـــى عـــلـــى رجـــل=
إلـى بـلـى مــن الأحـــياء مـــنـــتـــســـب
على الفقيه أبي بكر تضمنه=
رمس وأعمـل سـيرا ثـم لـم يؤب
قد كان بي منه ود طاب مشرعه=
ما كـــان عـــن رغـــب كـــلاً ولا رهــــــب
لكـن ولا عـلـى الـرحـمـن مــحـــتـــســـبـــاً=
في طـاعة الــلـــه لـــم يمـــذق ولـــم يشـــب
فالـيوم أصـبـح فـي الأجــداث مـــرتـــهـــنـــا=
ما ضـرت الـري أمـلـودا مـــن الـــغـــضـــب
إنـا إلـى الـلــه مـــن فـــقـــد الأحـــبة مـــا=
أشـد لـذعـاً لـقـلـب الـثـــاكـــل الـــوصـــب
قل فـيه أمـا تـصـف ركـنـاً لــمـــنـــتـــبـــذ=
روض لـمـنـتـجـع أنـــس لـــمـــغـــتـــرب
باق عـلـى الـعـهــد لا تـــثـــنـــيه ثـــانـــية=
عن الـــمـــكـــارم فـــي ورد ولا قـــــــرب
سهـل الـخـلـيقة بـادي الـبـشـر مــنـــبـــســـط=
يلـقـى الـغـريب بـوجـه الـــوالـــد الـــحـــدب
كم غـير الـدهـر مـن حـال فـــقـــلـــبـــهـــا=
وحـال إخـلاصـه مــمـــتـــدة الـــطـــنـــب
سامـي الـمـكــانة مـــعـــروف تـــقـــدمـــه=
وقـــدره فـــي ذوي الأقـــدار والـــرتــــــب
أكـرم بـه مـن سـجـايا كــان يحـــمـــلـــهـــا=
وكـلـهـا حـسـن تـنــبـــيك عـــن حـــســـب
ما كان إلا من الناس الإلى درجوا =
عقلاً وحلماً وجوداً هامى السحب
أمسى ضجيع الثرى في جنب=
بلـقـعة لـكـن مـحـامـده تـبـقـى عـلـى الـحـقــب
ليسـت صـبـابة نـفـسـي بــعـــده عـــجـــبـــاً
وإنـمـا صـبـرهـا مـن أعـجــب الـــعـــجـــب
أجـاب دمـعـــي إذ نـــادى الـــنـــعـــي بـــه=
لو غـير مـنـعـاه نـادى الـــدمـــع لـــم يجـــب
ما أغـفـل الــمـــرء عـــمـــا قـــد أريد بـــه=
في كـــل يوم تـــنـــاديه الـــردى اقـــتـــرب
يا ويح نفسي الأنفاس مضت=
هدراً بين البطالة والتسويف واللعـب
ظننت أني بالأيام ذو هزء=
غلـطـت بــل كـــانـــت الأيام تـــهـــزأ بـــي
أشـكـو إلـى الـلـه فـقـرى مـــن مـــعـــامـــلة=
للـه أنـجـو بـهـا فـي مـوقـــف الـــعـــطـــب
ما الـمـال إلا مـن الـلـــه قـــوى فـــأفـــلـــح=
من جـــاء الـــقـــيامة ذا مـــال وذا نـــشـــب
أبـــا بـــكـــر الأرضـــي نـــداء أخ بـــــاك
علـــيك مـــدى الأيام مـــكــــــتـــــــئب
أهـلاً بـقـدمـتـك الـمـيمـــون ظـــاهـــرهـــا=
علـى مـحـل الـرضـى والـسـهـــل والـــرحـــب
نم فـي الـــكـــرامة فـــالأســـبـــاب وافـــرة=
وربـمـا نـيلـت الـحـســنـــى بـــلا ســـبـــب
للـــه لـــلـــه والآجـــال قـــاطـــعة مــــا=
بينـنـا مـن خــطـــابـــات ومـــن خـــطـــب
ومـــن فـــرايد آداب يحـــبــــــرهـــــــا=
فيودع الـشـهـب أفـلاكـــاً مـــن الـــكـــتـــب
أمـا الـحـياة فـقـــد مـــلـــيت مـــدتـــهـــا=
فعـوض الـلـه مـنـهـا خــير مـــنـــقـــلـــب
لولا قواطع لي أشراكها نصـبـت=
لزرت قبرك لا أشكو من النصب
وقل ما شفـيت نـفـس بـزورة=
من حل البقيع ولكن جهد ذي أرب
يا نخبة ضمها ترب ولا عـجـب=
إن التراب قديماً مدفن النـخـب
كيف السبيل إلى اللقيا وقد ضربوا=
بيني وبينك ما بقي من الحـجـب
عليك مني سلام الـلـه يتـبـعـه=
حسن الثنا وما حييت من كـثـب



الإحاطة في أخبار غرناطة
لسان الدين ابن الخطيب
الصفحة : 420، 421 ، 422

ابوفالح
04-20-2006, 01:22 PM
محمد بن محمد بن محمد بن ميمون البلوي الأندلسي أبو الحسن رحل إلى القاهرة فحج وسمع بالحجاز ومصر والشام وحلب فأكثر جداً عن ابن أميلة والموجودين وأخذ عن ابن رافع ورافقه الحافظ أبو زرعة لما رحل إلى دمشق بنفسه فسمع معه أكثر مسموعاته وحدث عنه شيخنا مجد الدين الشيرازي والبرهان المحدث بحلب وغير واحد ومات قبل أن يتصدى للرواية في سنة 787.

المرجع:الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة لابن حجر العسقلاني ص 597

ابوفالح
04-20-2006, 01:27 PM
عبد الرحمن بن أبي رجاء أبو القاسم البلوي الاندلسي البلنسي إمام مقري صالح، قرأ القراآت بغرناطة على أبي الحسن بن كرز وبالجزيرة الخضراء على أبي بكر محمد بن المفرج البطليسوسي وأبي داود فيما ذكره اليسع ابن حزم الصفراوي وبالمهدية على عليّ بن محمد بن ثابت الخلاوني وبجيان على يحيى بن سعيد وعلى يوسف بن القيسي وحج سنة سبع وسبعين وأربعمائة. فقرأ على أبي محمد بن العرجاء صاحب ابن نفيس، روى عنه القراآت عرصاً وسماعاً ابنه عبد الصمد مع أنه لما توفي كان عمر ابنه عشر سنين وأبو يحيى اليسع وعبد الرحمن بن محمد بن حبيش، قال ابن مسدي كان رأس المقرئين بالأندلس في زمانه، قال الحافظ أبو عبد الله وقد نقل الصفراوي أنه قرا على أبي داود وهذا أراه غلطاً وقد نفى أبو حيان قراءته على أبي داود وهو الحق، قلت وقد روى التيسير من طريقه عن أبي بكر بن المفرج سماعاً وتلاوة عن المؤلف كذلك وفي قراءة ابن المفرج على الداني كلام سيأتي، مات سنة خمس وأربعين وخمسمائة عن ثمان وسبعين سنة .

المرجع:غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري صفحة 163