المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم التوبة من الذنب ثم العودة إليه



مشرف الإسلامية (1)
05-05-2006, 05:43 PM
حكم التوبة من الذنب ثم العودة إليه
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: الأسئلة

السؤال: ما حكم من يفعل الذنب ثم يتوب، ثم يعود إلى الذنب ثم يتوب وهكذا يستمر حاله؟

الجواب: فرق بين من يذنب ويتوب ثم يعود، ثم يذنب ويتوب ويعود وهكذا باستمرار، وهو يفعل ذلك استمراءً واستهزاءً ولا مبالاة، ثم يقول: استغفر الله وتبت إليه، ثم يرجع إلى الذنب.

وبين إنسان تاب توبة نصوحة صادقة ثم غلبه شيطانه وهواه فوقع في الذنب، فهذا كلما جُدد له الذنب، يجب عليه أن يجدد التوبة، فهذا مسكين لأنه في معركة، لا هو انتصر فيها وقام، ولا هو غُلب فيها. فهو يَغلب مرة، ويُغلب مرة، لكن الواجب في هذه الحالة أن يتقوى؛ لأن العدو -الشيطان، والنفس، والشهوة- مجتمعون عليه، فعليه أن يستعين بالله، ويقوي إيمانه، إذ ما يدريه أن يدركه الأجل، وهو في حالة الهزيمة أو الضعف وهو مغلوب مرتكب لهذه الفاحشة -نسأل الله العافية-.

ولذلك سوء الخاتمة مما ينبغي أن نتنبه له، وكان السلف الصالح يتنبهون له، فقد قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها } وليس معنى ذلك كما قد يفهم، أنه كان يعمل بعمل أهل الجنة في الظاهر فقط وهو في الحقيقة مشرك ومستهتر وتارك لما أمر الله ولا يبالي به، فإذا جاء الموت عمل بعمل أهل النار، أي: أظهر عمل أهل النار فيدخلها، فليس هذا هو المعنى الصحيح للحديث.

ولكن المعنى الصحيح للحديث: إن الإيمان يزيد وينقص، والإنسان مجتهد يعمل بعمل أهل الجنة، ولكن يضعف دائماً، والنفس البشرية تضعف، فمن كُتبت له سوء الخاتمة -وهذا الذي يجب أن نخاف منه جميعاً- هو من يأتيه الأجل وهو في حالة السقوط، وفي حالة الضعف.

والواحد منا يصلي الفجر في خشوع وإيمان وطمأنينة، فيأتي الظهر وكأنه مجبور على دخول المسجد، وهذا ملاحظ ونشعر به، فانتبه أن تلقى الله وأنت في حالة الضعف، وحاول دائماً أن تجتهد وأن تكون في حالة قوة الإيمان وزيادة الإيمان والنشاط للطاعة، وكل النفوس تضعف؛ لكن المهم أن تظل نفسك دائماً متحفزة لأن تكون من أهل السبق والمسابقة والمسارعة في الخيرات والطاعات.

فإذا جاء الأجل ولم تكن على الطاعة الكاملة، فلتكن على سبيل الإدراك لها والسعي لها لحصولها ولا تكن في حالة السقوط -نسأل الله العفو والعافية- كالإنسان الذي ختم له ومات، ولم يصل الفريضة، مع أنه يصلي، لكن تلك الفريضة تركها تكاسلاً عنها؛ فمات ولم يصل، فهذا هو سوء الخاتمة -نسأل الله العفو والعافية-.

وأيضاً رجل -مثلاً- لم يكن مستمراًَ في الفاحشة ولم يكن يزني، فزنى مرة ثم مات -نسأل الله العفو والعافية- أو شرب الخمر ثم مات وهو سكران وهو لم يكن فيما قبل -فعلاً- يشرب الخمر أو يزني.

فهذا مما ينبغي أن ننبه إليه في مسألة التوبة وسوء الخاتمة، فكلما أذنبنا نجدد التوبة والاستغفار، ولنعلم أن هذا العدو لن يدعنا، ولنستعين عليه بالله، ولنقل إياك نعبد وإياك نستعين، فلا بد من الاستعانة وهي أعظم أعمال القلوب.

العطا
05-05-2006, 08:42 PM
جزاك الله خير@

سليمان ظاهر البلوي
05-05-2006, 09:58 PM
جــــــــــــــزاك الله خيرا،،،

ونسأل الله ان ينفعنا بما قرأنا..

فايز ابن رويحل
05-06-2006, 02:35 AM
الله يعطيك العافيه مشرف الاسلامية

نواف النجيدي
05-06-2006, 11:49 PM
بارك الله فيك وأسال الله لك التوفيق

مشرف الإسلامية (1)
05-07-2006, 07:21 AM
أشكر الاخوان على زيارتهم وبارك الله فيكم أجمعين

مشرف الإسلامية (2)
05-07-2006, 01:52 PM
جزاك الله خير

توضيح شامل ومفصل

بارك الله فيك وبشيخنا الفاضل

ابراهيم سليمان اللوط
05-09-2006, 06:50 PM
شكرا لك اخوي على الموضوع


وجزاك الله الف خير

مشرف الإسلامية (1)
05-11-2006, 09:56 AM
اخواني الافاضل
بارك الله فيكم
اسال الله ان يهدينا اجمعين الى صراطه المستقيم

ياسر حمدان المقبلي
05-11-2006, 10:31 AM
جزاك الله خير
اللهم اغفر لنا واعفو عنا

مشرف الإسلامية (1)
05-12-2006, 08:17 PM
بارك الله فيك اخي ياسر