المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالات لبعض الكتاب من قبيلة بلي في الصحف .



موسى بن ربيع البلوي
06-02-2006, 03:31 PM
ب1


إخواني الكرام


س1


لا شك في أن قبيلة بلي تملك الكثير من المثقفين و الموهوبين من أبناءها

لذا أحببت أن نجمع ما نقع عليه من مقالات لأبناء القبيلة و الذين يساهمون في الكتابة في العديد من الصحف المحلية و العربية و المجلات لذا آمل من الأحبة التفاعل و أن تكون الردود هنا فقط في جمع المقالات و نحن لسنا بصدد التعليق عليها أو نقدها بقدر ما هو مشروع لجمع ما نستطيعه .



- 1 -


الثلاثاء 3 جمادى الأولى 1427هـ الموافق 30 مايو 2006م العدد (2069) السنة السادسة
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-05-30/writers/writers03.htm



هل من وسيلة لترميم المواطنين؟
محمد علي الهرفي* (alharfi@alwatan.com.sa)
رغم ابتعاد مجلس الشورى عن معالجة قضايا المواطنين التي تمس حياتهم بصورة مباشرة فإنه يظل المتنفس الأقرب لهؤلاء المواطنين، وتبقى آمالهم معلقة عليه للتدخل القوي لحل مشاكلهم أو التخفيف منها على أقل تقدير.
ولأن الصعوبات التي تلامس حياة المواطنين بدأت تتزايد بصورة واضحة خاصة بعد الانهيار الكبير الذي وقع في سوق الأسهم والذي لا تكاد أسرة سعودية إلا وتضررت بسببه فإن قيام مجلس الشورى بعمل شيء قوي وسريع أصبح مطلباً مهماً لكل أفراد المجتمع.
قد يكون أمام المجلس عقبات تحول دون تحركه الإيجابي والسريع ولكن حرص القيادة في بلادنا على تقديم كل أنواع الدعم للمواطنين يعد واحداً من أقوى الإيجابيات ليتحرك المجلس وهو يشعر بالاطمئنان الكبير لنجاح آرائه وتحويلها إلى واقع يراه المواطن في واقع حياته..
مأساة الأسهم ليست الوحيدة التي أثرت على حياة المواطنين لكنها - بالإجماع - كانت الأسوأ والأكثر تأثيراً وربما لسنوات قادمة.
أمام هذه المأساة كان لابد للمجلس أن يتحرك وأن يكون معبراً عن آمال المواطنين، لكنه لم يفعل ما كان مأمولاً منه وبقي يتحرك في دائرة ضيقة ربما لعدم وجود صلاحيات لديه تخوله التحرك بصورة أوسع وأشمل ولكن - ومرة أخرى - المواطن يراه من منظور آخر؛ إنه المعبر عنه - أو هكذا يجب أن يكون -.
أدرك أن معظمنا قرأ الخبر الذي نشرته بعض صحفنا من أن مركزاً طبياً تبرع بعلاج المصابين بالأمراض النفسية بسبب الأسهم، هذا الخبر يعطي دلالة واضحة على حجم هذا النوع من الأمراض التي أصابت مجموعة من أفراد المجتمع، ومن المؤكد أن هناك أنواعاً أخرى من الإصابات تحدثت عنها صحفنا ورددها - ولا يزال - أناس كثر في مجتمعنا.
يشكر هذا المركز على فعله، ولعل هناك مراكز أخرى تتحرك في الاتجاه نفسه، ففعل الخير مطلوب وفي جميع الاتجاهات..
رئيس هيئة سوق المال مطالب بأعمال كثيرة وهو يحاول أن يتحرك هنا وهناك، زار مجلس الشورى وتحدث فيه ولكن الناس ما زالوا يتطلعون إلى شيء آخر وهذا الشيء اختصرته صحيفة "عكاظ" على لسان "مواطن" عندما قال: "المؤشر في انحدار، وحالنا والله دمار، ما نفع تغيير أو تعديل أو طول انتظار. شكلوا لجنة جديدة تكشف المستور وتقول الحقايق باختصار" نعم الناس يريدون كشف الحقيقة وإذا كانت الهيئة عاجزة حتى الآن عن كشف الحقيقة فإن مجلس الشورى يجب أن يكشفها.. كشف الحقيقة أول الطريق لحل المشكلة التي ما زالت تؤرق المواطنين.. رئيس الهيئة يقول: إنه لا يملك عصاً سحرية لحل أزمة السوق، والناس - كما أظن - لا يريدون عصاً سحرية لأن السحر حرام!! لكنهم يريدون حلاً عمليا وليس حديثاً لا يوصل إلى شيء.. الحل يجب أن ينطلق من مجلس الشورى.. هكذا أعتقد.. هيئة سوق المال كانت تعلن أنها أوقفت عدداً من المستثمرين لتلاعبهم في سوق الأسهم، وأعلنت أنها أخذت منهم غرامات تتفق وحجم التلاعب الذي مارسوه.. والسؤال: أين هذه الأموال؟ ولماذا لا تعطى لأصحابها؟
البنوك، أخذت عمولات كبيرة على المتعاملين في السوق، والهيئة أعطت الحق للبنوك بعدم إعادة شيء للمضاربين - رحمة بالبنوك!! - فلماذا لا تعاد هذه الأموال للمتضررين؟ أليسوا هم الأولى بها من بنوك تكسب مئات الملايين؟؟ هناك أشياء ينبغي عملها والمجلس هو الذي يجب أن يبادر إلى ذلك إذا كان غيره عاجزاً عن الحركة..
هذه الحلول - حتى وإن عملت- فإنها لا تكفي ولذلك يجب التحرك في اتجاهات أخرى وكثيرة..
من هذه الأشياء قيام بعض أجهزة الدولة بالتخفيف عن المواطنين في رسوم بعض الخدمات، هذه الرسوم إن كانت مقبولة في الماضي فإنها شاقة جداً هذه الأيام.. هناك فرق بين الرسوم المفروضة على الشركات والمفروضة على المواطنين.
كل أنواع الرسوم يجب إعادة النظر فيها، كما يجب إعادة النظر فيما ينبغي فعله للمواطنين.. المساعدة في إيجاد المساكن اللائقة، والمساعدة في إيجاد العلاج المناسب والتعليم الجيد، كل هذه أمور من حق مجلس الشورى أن يتحرك وبقوة لتحقيقها..
أعداد كبيرة من المواطنين بحاجة إلى "ترميم" وهذا "الترميم" سيحد من مشاكل كثيرة قد تصيب المجتمع في مقتل إن لم يتحرك الجميع ممن يملك القدرة على التحرك..
مجلس الشورى مؤهل للتحرك في هذا الاتجاه وعليه أن يتجاوز صلاحياته ليقدم الأفضل وأعتقد أنه سيجد أذناً صاغية من كل المسؤولين..

* أكاديمي وكاتب سعودي

موسى بن ربيع البلوي
06-02-2006, 03:34 PM
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-11-13/readers.htm





لماذا يربط البعض بين الصحوة والتيارات الحزبية؟

جاء الحديث الثقافي المحلي عن الصحوة في صورة منه متوشحا شعارات النقد والإقصاء والإنصاف أحيانا قليلة وكل ذلك متوقع وسط زحام الأفكار المترادفة الباحثة عن مخرج، غير أني لم أتوقع توشح ذات الحديث (الجنائزية الفكرية) بالكتابة عن موت الصحوة واحتضار الخطاب والمرحلة البائدة وهكذا..
إن ثمة نظرة هاربة تقفز على المرحلة هروبا من شيء ما.. ذلك الهروب الذي يتقنه ناقم على الصحوة حين كان ذات يوم أحد مخرجاتها السالبة أو بعيداً عن الصحوة يرتحل اللاحق دون النظر إلى سابقه.. في هذه المقالة لا أروم الدفاع عن الصحوة بقدر دفاعي عن المرحلة.. التي يحاول البعض تقبل العزاء فيها مفوتاً الفرصة عن الإفادة منها بذرائع بيدي الواقع خلافها وأبرز ما أريد قوله ما يلي:
1- لقد كادت الصحوة تكون المتحرك الوحيد في بيئة خاملة، في بيئة تتقن فن المراقبة والتوجس وتغليب المصلحة الخاصة على العامة، إن من يرى ذنب الصحوة تضخم خطابها واحتلاله الصدارة فهذا ليس ذنب الصحوة بقدر ما هو ذنب غيرها، لقد كنا بحاجة إلى (الخطاب الموازي) كنا بحاجة كمثال إلى الخطاب النقدي والتربوي والاجتماعي والصناعي والطبي، إننا في زمن الإعلام والحراك - أيا كان - بلا تنظير يكشفه ويسانده وينتقده يجعل ذلك الحراك في خبر كان وهذا ما تجاوزته الصحوة واعتبره البعض ذنباً عاماً وخطيئة كلية.
2- يحتاج المتعرضون للصحوة إلى فهم ومن ثم معالجة مفهوم (التدين) سواءً كان ذلك تدينا شخصيا أو تدين المرحلة برمتها.. إن الزخم الديني المصاحب لمناشط الصحوة ليس بدعاً من الأمر، بل هو في إطار قضايا التدين ونتائجه المتوقعة سلباً وإيجابا.. إن ترشيد التدين بإرشاده وليس بتقليصه أمر أكبر وأهم من التدين ذاته، وإن عصرا صفا فيه الدين قال قائلهم (إعدل يا محمد) فخرج منه قائله المتدينون ابتداعاً فكيف الحال الآن؟ وإن ترشيد التدين مسؤولية مجتمع بأكمله وليس فئة خاصة وهذا موضوع طويل ليس محله هذه المقالة.
3- إن اختزال الصحوة في خطاب سياسي مرحلي أمر مثير للعجب خاصة عندما يأتي ذلك ممن يدعون الليبرالية والسؤال هنا: هل من يملك رأياً سياسيا يعني ذلك أن له طموحاً سياسياً.. هذا باختصار هو جريرة الصحوة العظمى - عند بعضهم - هو بذلك يناقض إحدى أبجديات الحراك الليبرالي المزعوم. وبالمناسبة فإني أشير هنا إلى أن ما يقال عنها الليبرالية السعودية إنما هي نتاج للصحوة الإسلامية وإن شجاعة بعض رموز الصحوة الإسلامية سبب صحوة الرموز الليبرالية، ولو سأل سائل هل تعني أن الليبرالية السعودية قطفت ثمار الصحوة الإسلامية تحت شعار الإصلاح لقلت (في الأمر شيء من هذا) لكنه حتماً ليس كل شيء فالأيام حبلى بنتائج تنسجم مع القدرة على التعامل الواقعي مع المرحلة الحالية.
4- من إشكاليات المعترضين للصحوة الإحالة إلى بالرمز عند تقييم المرحلة: دعونا نعترف أننا نعاني من حالة إخفاق حين التعامل مع الرمز الديني وذلك في ظني مرتبط بعدة أسباب أولها التعود على التعامل مع الرمز الرسمي وفق مراسيم معينة يسودها الاحترام والتسليم غالبا والسكوت عند المخالفة وعندما أتت لنا الصحوة بالرمز غير الرسمي ورفعت الحصانة فإن التعامل كان مشوبا بالكثير من السلبيات تحت رداء البداية وعدم التعود وردود الأفعال والشعور بالاستقواء. كذلك فإن إقفال سنة فكرية في التعامل مع المراحل مفادها أن السيادة للمرحلة وليست للرمز خاصة فيما له علاقة بالحراك الثقافي الديني يجعل المعركة - إن صح التعبير - نخبوية بحتة ترتفع - بدون تفوق - على الواقع بكل تفصيلاته. إن من خصائص الرمز الديني حقه في اتخاذ الموقف الملائم لعلمه واجتهاده وبنيته النفسية والفكرية وليس شرطاً انسجامه مع ما يراه الآخرون مصلحة محتملة، وفي أدبيات الحراك الإسلامي فإن رمزا دينيا نطق الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان ورمز آخر طار رأسه في كلمة عند سلطان جائر..
5- الأفق الحزبي في الحكم على الصحوة التعامل معها: لست أدري لماذا يصر البعض على ربط الصحوة الإسلامية أو أية علامات للإحياء الإسلامي بالحركات الحزبية السابقة، قد تكون حيلة لإسقاط الحراك الإسلامي، أو ضيق أفق وسوء تصور أن التوجه الإسلامي امتداد فقط للتحزب وبالتالي يعامل بهذه الصورة. فهل ضاقت عقول العلماء والمفكرين عن ممارسة الحراك الديني في أفق أوسع من اجتهادات سابقة أم إنه افتئات ورجم بسقيم العلل؟
6- ألمح عند بعض الأطراف إشكاليات نفسية عاطفية أكثر منها علمية أو عقلية طفت على سطح الحوار مبكراً مثل الشكوى من الإقصاء والدعوة إلى التسامح وكأنه استجداء (للتراحم الثقافي) المطلوب على الحقيقة. والذي يبديه البعض من رموز الصحوة كأولوية في هذه المرحلة ويلقى احتفاءً من كثير من الأطراف فلعله شيء من الصلح الذي هو علامة الحياة خلافاً لدعوى الموت والاحتضار، إن النجاة من (الارتهان الفكري) أمر تتقنه الصحوة الإسلامية وهذا سر بقائها وحيويتها.


الدكتور طارق علي العرادي - تبوك

موسى بن ربيع البلوي
06-02-2006, 03:37 PM
عقبات في طريق المثقف

سعود البلوي

يختلف مفهوم (المثقف) عند عامة الناس باختلاف النظرة إليه، فالبعض ينظر إلى المثقف نظرة سطحية على اعتبار أنه المتعلم الحاصل على شهادة عليا ويعرفه البعض بأنه المبدع في مجال الأدب أو الفن.
بينما هناك من يرى أن المثقف هو من صفوة متعلمة ذات فعالية على المستوى الاجتماعي تمتلك الرؤية النقدية للمجتمع.
وعلى الرغم من أهمية العلم والمعرفة في تكوين المثقف إلا أنهما غير كافيين ليكون الفرد مثقفاً وذلك أن مصطلح (المثقفين) يشار به إلى فئة معينة من المجتمع تمثل النخبة (الصفوة) التي تعمل على رفعة المجتمع والرقي بثقافته.
والمثقف هو المحرك الرئيسي (للثقافة) إذ ينقلها من طور الجمود والسكون إلى طور الحركة والتحول والتفاعل.
يقول المفكر الإيطالي الشهير (أنطونيو غرامشي): إن المثقف العضوي الحقيقي هو الذي يشارك بنشاط في المجتمع من أجل التغيير نحو الأفضل اعتماداً على القراءة الموضوعية للواقع، وتحكيم الضمير في المواقف التي يجب عليه اتخاذها شجاعاً في إعلان هذه المواقف والدفاع عنها وتحمل تبعاتها.
وعن الفرق بين المثقف وغيره يقول (غرامشي): يخيل إلي أن الخطأ الأكثر شيوعاً هو أن معيار التمييز ذاك قد جرى البحث عنه في باطن النشاطات الفكرية، لا في منظومة العلاقات التي تبحث فيها هذه النشاطات، وبالتالي الفئة التي يجسدها (المثقفون) وقد صارت في المجمع العام للعلاقات الاجتماعية).
ويرجع (غرامشي) العناصر المكونة لمفهوم المثقف إلى نقطتين رئيستين.
1 إن المثقف لا يعرف من باب التفريق بين عمل ذهني وآخر عضلي بل من منطلق المكانة الوظيفية التي يقوم داخل البنية الاجتماعية.
2 إن كل طبقة اجتماعية قد تفرز شرائح من المثقفين يمثلونها ويرتبطون بها عضوياً، أي بعبارة أخرى أن لكل طبقة اجتماعية مثقفيها الذين يرتبطون بها عضوياً وينشرون وعيها وتصورها عن العالم.
ويشير المفكر الفلسطيني الراحل (إدوارد سعيد) إلى أن المثقف هو (من وهب ملكة عقلية لتوضيح رسالة أو وجهة نظر أو موقف أو فلسفة أو رأي..) ويمكننا القول: إن (المثقف) هو من اختار السعي للتنوير واجتهد في سبيل نشر الوعي والرقي الفكري للمجتمع إلى مستوى يكفل له حياة أفضل.
وقد كان الفلاسفة في الماضي يقومون بالدور نفسه الذي يفترض أن يقوم به المثقف حديثاً، لوجود صفة ملازمة لكليهما وهي (روح الدهشة والتأمل والتفكير) إذ استخدمت لفظة المثقف فيما بعد للدلالة فقط على من يقوم بهذا الدور المهم.
وفي أوروبا ترسخ دور المثقف
بدءًا من عصر (التنوير) ثم تعزز بالثورة الفرنسية (وهنا نلاحظ علاقة المثقف بالتمرد) إلا أن هذا الدور انحسر كثيراً في العصر الحديث، حيث تقوم مؤسسات (المجتمع المدني) بالدور نفسه الذي كان يقوم به المثقف، وذلك نتيجة الديموقراطية والتطور الفكري الاجتماعي.
وفي عالمنا العربي بقي دور المثقف مقيداً ومحدوداً، فأصبح العبء كبيراً على كاهله للنهوض والخروج من دائرة التخلف والتمزق الثقافي.
ورغم المسؤولية وجسامة هذا الدور الذي يحاول مثقفونا العرب القيام به على قدر الاستطاعة والاستعدادات المتاحة إلا أن هناك (عقبات) كبيرة تقف في طريق المثقف من شأنها وأد محاولات النهضة الثقافية أو تأخيرها على أقل تقدير.
إذ رغم الحاجة الماسة للمثقفين العضويين (القلائل في عالمنا العربي) ليمارسوا هذا الدور فيسهمون به في نهضة الثقافة العربية التي ما زالت تعيش أزمتها الثقافية إلا النتاج الفكري للمثقف العربي يصطدم بأولى العقبات وأعتاها، وهي المجتمع نفسه (عامة الناس) الغارق في الجهل والتخلف، الذي لا يقدر الدور الذي يقوم به المثقف، إذ يرى كثيرون من أفراد المجتمع أن ما يقوم به المثقف إنما هو من قبيل الأعمال الترفيهية والكماليات غير الضرورية التي لا فائدة منها، وهنا تنعدم ثقة المجتمع بالمثقف، فتتحطم السفينة قبل أن تبحر!
وبانعدام الثقة هذه تتدخل بعض (الفئات) من المجتمع لتكريس هذا المفهوم! فتعمد إلى تشويه صورة المثقف، بتصويره بأنه (خطر داخلي) أخطر بكثير مما يحيط بالمجتمع من أخطار خارجية!
وبذلك تعمل هذه الفئات على تأليب الرأي العام أو السلطة السياسية ضد المثقف، إما لأسباب نفعية بحتة تتعلق بمصالح تلك الفئات التي قد تخسر (دوراً ما) في المجتمع حين تصل أفكار المثقف الحقيقي إلى أكبر شريحة من الناس. وإما أن يكون ذلك بسبب تصورات خاطئة غير منطقية تتصورها تلك الفئات بدافع (الخوف) غير المبرر على التراث والتقاليد والإرث الثقافي، فتعمل على قمع المثقف بأشكال عدة، باسم الوطنية تارة، وباسم الدين أو العروبة تارة أخرى، للوقوف بين المثقف والمجتمع، ومنع النتاج الفكري للمثقف ومحاولة إلغائه ومصادرته بشتى الطرق!
ورغم هذه الأزمات التي تعيشها الأمة إلا أن المثقف الحقيقي يعمل بجد مؤمناً بقيمه ورؤاه دون أن يدب في نفسه الضعف، لوجود قناعة بعيدة المدى لديه تتمثل بحتمية الانتصار في الصراع مع (الجهل) الذي يطوق الشعوب العربية التي لا تثمن كثيرًا دور المثقف في محاولة فك تلك الأغلال الضاربة في عمقنا الثقافي العربي.
ومن العقبات التي تقف في طريق المثقف أيضاً فقدان المثقف حرية التعبير وبذلك تنعدم البيئة الحافزة على التفكير والإبداع والتفاعل، فيضطر بعض المثقفين للجوء إلى (الهجرة الزمانية أو المكانية) إما طلباً للحرية والبيئة المناسبة للعمل الفكري الإبداعي أو ممارسة العزلة عن المجتمع بسبب رفض المجتمع لهم وإقصائهم وإلغائهم بشكل مستمر، وهذا بمثابة الموت البطيء للمثقف، لأنه تكريس لحالة الاغتراب والإقصاء والتهميش التي يعيشها المثقف العربي اليوم.
ويجد المثقف العربي اليوم نفسه أمام معضلات كبيرة تشعره بالقزامة أمام جسامة الدور الذي عليه القيام به كفرد في المجتمع، ليجد البعض أنفسهم مجبرين على الانتحاء بشكل أو بآخر، وبالتالي تكون الفرصة سانحة والبيئة خصبة لظهور (أشباه المثقفين) على الساحة الثقافية التي احتل الإعلام جزءًا كبيراً منها، فطغى أشباه المثقفين ليضاعفوا دورهم في تظليل وخداع المجتمع، لتتشكل في أذهان الناس صورة نمطية مشوهة عن المثقف وبالتالي أصبح الخلط كبيراً بين المثقفين العضويين الحقيقيين، و(أشباه المثقفين) الذين هم في الحقيقة ليسوا سوى عملة مزيفة تأخذ شكل العملة الحقيقية لكنها تختلف عنها في القيمة ونوعية التأثير!
وعلى الرغم مما تسببه شريحة (أشباه المثقفين) من تأثير سلبي في الثقافة العربية لا سيما بالظهور الإعلامي المكثف لمناقشة موضوعات حساسة بطريقة التبسيط والتسطيح والنظرة القاصرة، إلا أن المثقف الحقيقي يكون دائماً على قدر حضوره (إن قدر له الحضور) إذ يتمتع بالموضوعية والحوار والنقد بعيداً عن شتى الحسابات الضيقة والمصالح الذاتية.
وفي ثقافتنا العربية المعاصرة نماذج مشرقة تعمل على رأب الصدع وردم الهوة في ثقافة الأمة، وأعني بهم المثقفون الحقيقيون أمثال: محمد عابد الجابري، محمد آركون، برهان غليون، عبدالله الغذامي.. وغيرهم.


http://www.al-jazirah.com.sa/culture/03012005/fadaat10.htm

موسى بن ربيع البلوي
06-02-2006, 03:40 PM
الأمير سلمان والعدالة التي نتمناها

محمد علي الهرفي* (alharfi@alwatan.com.sa)
الأمير سلمان كما هو معروفٌ عنه، قريب من الصحافة والصحفيين، وهو - كما يقول عن نفسه - قريب من كل المواطنين، والمواهب يوزعها الله على عباده كيفما يشاء.
قرب سموه من الصحفيين جعله يرعى حفل صحيفة "الرياض" الذي أقيم يوم الاثنين 17 ربيع الآخر 1427هـ، وهذا الحفل من العادات الحميدة التي دأبت صحيفة الرياض على القيام بها كل عام لتكريم المتميزين في المجالات الصحفية والأدبية والرياضية. وصحيفة "الرياض" بالمناسبة تميزت ببعض الأعمال الحسنة التي تخرج في طابعها العام عن تخصصها الصحفي المباشر إلى المشاركات العامة في قضايا المجتمع وتحقيق أهدافه الطيبة.
سمو الأمير سلمان في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة تطرق إلى قضايا متعددة وكلها قضايا مهمة تستحق الوقوف عندها وتناولها بالتفصيل، ولكنّ ظرف المقال يجعلني أتناولها بحسب ما تسمح به المساحة المعطاة لي.
قال سموه: "إنه يحرص على تشجيع المحسن، كما أنه في الوقت نفسه يحرص على توجيه اللوم للمسيء.. والإساءة هنا - بحسب وصف الأمير - لا تكون بسوء نية، إذ إن الكاتب - أي كاتب - لا يتعمد الإساءة حتى وإن وقع فيها أحياناً، فقد تكون اجتهاداً في غير محله".
المهم هنا الحديث عن مبدأ العدالة في حالتي الاحسان والإساءة، وكيف يجب أن يكون التوازن بينهما دقيقاً؟ فالمحسن يحب أن يسمع كلمة تشجيع ليس من المسؤول فقط، بل من مجتمعه الذي يعيش فيه ويكتب له، ويحرص على النهوض به، لكن كلمة المسؤول لها وزن خاص، بالنسبة له، لاسيما إذا كان هذا المسؤول مثل الأمير سلمان.
والمسيء هو الآخر - خاصة إذا كانت الإساءة بحسن نية - من مصلحته أن يسمع كلمة توجيه تبعده عن الاستمرار في هذه الإساءة أو سواها.. والمجتمع كله من مسؤوليته ممارسة هذا الدور وباستمرار.
وتحضرني بهذه المناسبة قصة سمعتها قبل أيام من أحد شيوخ آل خليفة في البحرين وملخصها أن أحد خطباء الجمعة احتاج إلى مساعدة من أحد كبار المسؤولين في الدولة، فلم يستطع الوصول إليه، فأرسل له رسالة، فلم يوصلها الحجاب إليه، فما كان منه إلا أن انتقد هذا المسؤول وبشدة في خطبته يوم الجمعة.. قال لي الشيخ: أُحضر هذا الخطيب في اليوم نفسه عند ذاك المسؤول، فسأله: لماذا كل هذا النقد وبهذه الحدة؟ قال الخطيب: لقد كنت أدعو لك طيلة 10 سنوات فهل وصلك شيء من هذا؟ قال: لا.. قال: كتبت لك رسالة فهل وصلتك. قال: لا. قال: لقد انتقدتك لأصل إليك، لأنني أدركت أن هذه هي الطريقة المثلى، لقد عرفت أن الذين حولك لا يوصلون لك إلا الأخبار السيئة. أما الحسنة فيخفونها عليك.. وقد قضى الشيخ حاجة الرجل، لأنه عرف فيه حُسن النية.
وبكلمات قليلة - لكنها كثيرة المعنى - تحدث الأمير عن مسألة أخرى في غاية الأهمية وهي الدعوة لتقبل النقد وعدم التبرم بهذا النقد.. وقال سموه - وهو يتحدث عن هذه النقطة - إن المسؤول يستفيد من هذا النقد في حالة صحته، أو حتى في حالة عدم صحته. ففي الحالة الأولى يعمل على تصحيح الأخطاء التي وقع فيها، وفي الحالة الثانية يعمل على توضيح الأمور للناس، لأن الناقد في هذه الحالة ربما التبس عليه أمر أو سمع شيئاً من غير ثقة، فاعتمد على هذا السماع فأخطأ فيه.
لعلّ سموه يتحدث هنا عن حرية التعبير، وعن هامش هذه الحرية، وعن فوائدها بالنسبة للمجتمع عامة.
النقد - كما يقول أصحابه من أهل اللغة - هو إظهار المحاسن والمساوئ، والناس - بكل أسف - لا يعرفون إلا الجانب السلبي من النقد، لكن النقد على أية حال إذا كان من المخلصين كانت له إيجابيات كثيرة، فهو طريق جيد للقضاء على الفساد بكل أشكاله أو التقليل منه على أقل تقدير وهو كذلك - وهذا ما ذكره الأمير - مفيد للمسؤول المنقود، فإذا رأى أن ما ذكرته الصحافة عن دائرته صحيح عمل على إزالته وحصل بهذه الازالة منفعة لكل المستفيدين من هذه الدائرة، وإن كان ما ذكر غير صحيح، فإن تصحيح الرؤية، أمر مهم أيضاً.
عدم التبرم بالنقد، أمر مهم أيضاً - من كل الأطراف - فالناقد عليه أن يتقبل النقد أيضاً.. وباختصار، فإن النقد الحسن يصب في مصلحة المجتمع كله.
أقول: ليت كل المسؤولين يتمتعون بمثل هذه الرؤية، وليتهم يتجاوبون مع ما يكتب عنهم.. وأقول أيضاً: ليت كل الكتاب يتمتعون بالحيادية والنزاهة والدقة فيما يكتبون.
كلمة جميلة أخرى أشار إليها الأمير سلمان، وهي دعوته كل المؤسسات الصحفية لكي تكرم المتميزين.. هذه الدعوة - إن تحققت - فسوف تساعد على تنمية روح المنافسة الشريفة بين كل العاملين في المجال الصحفي، وسوف تشعر - أيضاً - المتميزين بأنهم محل تقدير من مؤسستهم ومن مجتمعهم.. ولو أن كل دوائر الدولة تقوم بهذه المهمة لتحسن أداؤها خاصة إذا تم اختيار المتميزين بدقة ونزاهة.
العدالة التي يقوم عليها أي مجتمع سليم هي العدالة التي تتحقق لكل الأفراد وبنفس القدر، وعندما يتحدث سمو الأمير سلمان عن معاني العدالة ومجالاتها المتعددة وأثرها في المجتمع، فإنه بدون شك يدرك عمق هذا المعنى، وأهميته لمجتمعه بكل فئاته.
ليت كل فرد فينا يحقق العدالة في سلوكه مع كل الناس، وليت كل مسؤول في بلادنا يحقق العدالة في موقعه، إذاً عندها نوجد مجتمعا قوياً متماسكاً مثلما تمناه الأمير سلمان وفقه الله.







*أكاديمي وكاتب سعودي

http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-05-23/writers/writers02.htm

عاصفة الشمال
06-02-2006, 03:50 PM
رائـــــــــــــــــــــع أخي / موسى البلوي .. طرحٌ يبعث على الفرح والإنبساط


كم نفتخـــــــــــــر كثيراً عندما نجد كتّاب من ابناء قبيلتنا


يشـــــــــــــاركون الصحف بهذه المقالات الأكثر من رائعة


ويدلون بدلوهم في همـــــــــوم الوطن والمواطـــــــــــــن ..



نسأل الله أن يزيدهم... ويثبتهم على طريق الحق والصواب ومافيه خيرٌ للجميع




وولن اتأخر بعرض مقالات لهم لو توفر لدي ذلك


وحتى ذلك الحين أحببت فقط أن أشكــــــــــركم على هذا المجهود



مع خالص تقديري .

موسى بن ربيع البلوي
06-02-2006, 03:52 PM
الخطاب الديني والخطاب الثقافي... القيادة لمن؟

تعاني الساحة المعاصرة من فوضى في الخطاب لا تكاد تخطئها عين ذي بصيرة وتبرز هذه الفوضى في الأزمات التي تمر بها المجتمعات الإسلامية ولنبدأ في تحرير القضية بإلغاء نظرة على عهده صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت كان هناك خمسة أنواع من الخطاب داخل الدائرة الإسلامية.
الأول: الخطاب الديني متمثلا في الوحي (القرآن الكريم وكلامه عليه الصلاة والسلام) وكان أبرز سمات ذلك الخطاب القدسية والمطلق أي أنه صواب مطلق وحكمة مطلقة وحكم مطلق.
الثاني: هو الخطاب الصائب وهو ذلك الذي يأتي متوافقا مع الخطاب الديني وكان رائده عمر بن الخطاب رضي الله عنه في موافقاته المشهورة في السيرة.
الثالث: هو الخطاب الخاطئ اجتهادا ويمثله آحاد الصحابة رضي الله عنهم في أطروحاتهم وآرائهم التي كان يصححها الوحي.
الرابع: الخطاب المنافق بريادة عبدالله بن أبي سلول ولهذا الخطاب سمات عامة تحتاج إلى مزيد من الإيضاح ولعله يكون في مقال لا حق.
الخامس: هو الخطاب المبتدع ويمثله نواة الخوارج في القصة المعروفة (اعدل يا محمد).
بعد هذا العرض يأتي السؤال عن طبيعة العلاقة بين الخطاب الديني وما عداه بسائر أطيافه؟ لقد كان الخطاب الديني هو المحكم وسواه وهو المتشابه الذي يعود إليه فيمارس الديني معه الموافقة أو التصحيح أو الرفض.
لننقل هذه الصورة بملامحها العامة إلى واقعنا المعاصر ونطرح هذه التساؤلات.
من الذي يجب عليه تمثيل الخطاب الديني؟
هل للخطاب الديني المعاصر الحق في ممارسة حقه المشروع - الإقصاء - مثلا للخطاب المنافق؟؟ هل يحق للخطاب الثقافي ندية الخطاب الديني على اختلاف المرجعية الفكرية؟
هل تقنين العلاقة وأد للإبداع أم ضبط للفكر؟
ماذا لو قال قائل: إن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو قائد للدولة الإسلامية كان يجمع بين الخطاب الديني والخطاب السياسي؟
ماذا لو لم يحدث التآخي بين الديني والسياسي كما في كثير من الدول الإسلامية؟
هل نحن في اتجاه الضبط للواقع الديني - الثقافي بغية ترشيد الفكر أم نحن في منحدر الفوضى؟
هل سيأتي يوم يقال لنا فيه إذ كان الحلال رأياً فإن الحرام رأي آخر؟




الدكتور طارق علي العرادي - تبوك



http://www.alwatan.com.sa/daily/2004-02-20/readers.htm

موسى بن ربيع البلوي
06-02-2006, 03:55 PM
عندما يبكي شارون ويضحك الفلسطينيون

محمد علي الهرفي (alharfi@alwatan.com.sa)

بعد أن اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون مع رئيسه "موشي كتساف" عقد مؤتمراً صحفياً قال فيه والألم يمزق قلبه: "إنه بكى حين رأى صوراً للمستوطنين وهم يبكون أثناء إجبارهم على الخروج من منازلهم". وقال: "إن هذه المشاهد تقطع القلب" أعرف - كما يعرف غيري - أن شارون يحمل عواطف رقيقة ومشاعر جياشة وأنه يتأثر سريعاً من المواقف والمشاهد المحزنة التي يراها.
هذه المعرفة تدفعني للاعتقاد أنه بكى بحرقة عندما كان يرى منازل الفلسطينيين تهدم فوق رؤوسهم بآلياته أحيانا وبطائراته أحياناً أخرى، وبطبيعة الحال كان يبكي أكثر وأكثر حينما يرى الأشلاء الفلسطينية - رجالاً وأطفالاً ونساءً - وهم يموتون ويتمزقون عندما تصيبهم قنابله المحرقة بين وقت وآخر، أما المجازر الجماعية التي كان يشرف عليها بنفسه سواء في فلسطين أو لبنان ويموت فيها آلاف الضحايا فهي - بدون شك - كانت تبعث في نفسه الألم والحسرة وكانت دموعه لا تتوقف حزنا على ما يراه من المصائب التي تحل بالفلسطينيين في كل مكان.. مسكين هذا الـ"شارون" فكم أتعبته عواطفه الرقيقه وأرهقته كثيراً فهو معروف بأنه "أبوالاستيطان" ومن أكثر الداعين إليه والمحرضين عليه، فكيف طاوعه قلبه على إخراج بضعة آلاف من قطعانه من بيوتهم التي أخذها قهراً من أصحابها وأتى بأناس من هنا وهناك ليجعلهم يحتلون أرض غيرهم ويطردون سكانها الأصليين؟ هؤلاء اليهود - الغزاة - خرجوا من بيوتهم التي سرقوها إلى بيوت أفضل منها وتحت إغراءات كثيرة ولأهداف سياسية مشبوهة وفي أرض - أخرى - مسروقة ومع هذا كله لم يتمالك "شارون" من البكاء وهو يراهم يخرجون بهذه الطريقة التي لا تليق بهم!!
شارون قرر منفرداً الخروج من غزة، لم يستشر الفلسطينيين في هذا القرار - شركاءه في صنع السلام - هكذا يقولون، ولكن يبدو أن شارون يعرف متى يكون شريكاً ومتى يفسخ هذه الشراكة فلكل حالة لبوسها. المطالب "الشارونية" لقاء هذا الانسحاب - الهزيل - بدأت قبل الانسحاب وبدأ الإلحاح عليها بشدة هذه الأيام- أثناء الانسحاب -. ويبدو أن أصحابه - الأمريكان - كعادتهم يقفون وراءه في طلباته وآماله التي انسحب من أجل تحقيقها.. شارون يريد من القيادة الفلسطينية أن تقوم بنزع أسلحة "الإرهابيين" - على حد قوله - وتفكيك أي قوة يعتمدون عليها وهذا شرطه لمواصلة الحوار مع القيادة الفلسطينية - ذلك الحوار الذي قال إنه لن يجدي شيئاً، فهو - على حد قوله - سيوسع الاستيطان في الضفة وحول القدس وسيستقدم - قطعانا - من هنا وهناك ولن يتزحزح من القدس ومع هذا كله فهو يشترط نزع أسلحة "المقاومة" المشروعة - كما نعتقد -). شارون يفترض أنه سيحقق مكاسب هائلة من فعلته وهو محق في هذا الافتراض إن استجابت له السلطة الفلسطينية، فإن تم نزع أسلحة المقاومة فإن القضاء على الفلسطينيين سيصبح سهلاً ميسوراً، كما أن استعادة تلك المستعمرات سيكون سهلاً كذلك. وإن رفضت الفصائل الفلسطينية نزع أسلحتها وأصرت السلطة على ذلك - وأرجو ألا تفعل - فإن الافتراض الآخر عند "شارون" أن يحصل اقتتال داخلي بين الفلسطينيين يحقق له ما يريد دون أن يخسر أي شيء.. أمر آخر جعل "شارون" يتخذ قراره منفرداً وهو معرفته أن مستعمراته في وسط غزة تكلفه كثيراً وسيعجز عن حمايتها. سكان "المستعمرات" وليست "مستوطنات" عددهم 8500 تقريباً يعيشون وسط مليون فلسطيني فكيف يستطيع هؤلاء حماية أنفسهم من هذا العدد الهائل الذي يحمل لهم الكره الذي لا حدود له؟ كانت مصالح "شارون" أن يخرج فهو لن يخسر شيئاً له قيمة وقد يحقق أشياء كثيرة يتمناها والبركة في - أمريكا - التي تدفع له مليارات الدولارات يبني ويهدم كما يشاء..
هدايا "شارون" لأحبته الفلسطينيين لم تتوقف ولن تتوقف فكيف يخرج من هذه المستوطنات دون أن يقدم لهم شيئاً؟ أربعة قتلى فقط وعدد من الجرحى كانت هدية واحد من "القطعان" قبل خروجه من مستعمرته. وقبله هناك أربعة من القتلى بين "عرب إسرائيل" هذا كله وقبله أكثر منه بكثير قبل نزع أسلحة المقاومة فكيف سيكون الحال بعد افتراض نزعها
القيادة الفلسطينية وعموم الشعب الفلسطيني كانوا سعداء بهذا الانسحاب، وعبروا عن فرحهم بطرق متعددة، وسمعنا تصريحات كثيرة من قادة المقاومة وقادة فتح وكلها تبشر بهذا الانتصار وتراه بداية لانتصارات أخرى قادمة. أستطيع تفهم هذا الفرح فلأول مرة تنسحب إسرائيل من أرض فلسطينية، وقد يكون هذا الانسحاب مؤشراً على أن المشروع الصهيوني يمكن إيقافه؛ هذا المشروع الذي يرى أن فلسطين كلها لليهود بالإضافة إلى مساحات أخرى من دول عربية مجاورة.. أستطيع تفهم فرح بعض الفلسطينيين الذين سيعودون إلى أرضهم بعد طول غياب ولكنني مع هذا كله شديد الخوف من أن يتحول هذا كله إلى أوهام إن لم يتفهم الفلسطينيون كلهم أهمية المرحلة وخطورتها.. الإسرائيليون ما زالوا يتحكمون في غزة وحتى بعد الانسحاب الهزيل الذي حصل؛ هم سادة السماء، والمعابر والبحر فهل يستطيع الفلسطينيون التخلص من هذا كله؟ هل يستطيعون الانتصار على بعض خلافاتهم حتى لا تتفاقم وتتحقق بالتالي الأهداف الشارونية من الانسحاب؟ هل تستطيع القيادة الفلسطينية التخلص من ضغوط الأمريكان والصهاينة فلا تنظر إلى المقاومة على أنها "إرهاب"؟ هل تدرك القيادة أن نزع أسلحة المقاومة خطر يتهدد وجود كل فلسطيني؟ هل بإمكان السلطة حماية الفلسطينية من القتل الإسرائيلي المستمر؟ هذه الأسئلة وسواها يجب أن تفكر فيها القيادة الفلسطينية قبل الحديث عن نزع أسلحة المقاومة بكل فصائلها. وإذا كانت إسرائيل "المحتلة" بكل قوتها تسمح لقطعانها بحمل الأسلحة وقتل الفلسطينيين - كما حصل مؤخراً وكما يحصل دائما - فلماذا لا تسمح السلطة لكل مقاوم شريف بحمل سلاحه الذي يدافع به عن نفسه؟
هل تتوقع السلطة أن شارون سيوقف مجازره؟ بل هو تتوقع منه معاقبة القتلة اليهود؟ إنه يصنع لهم التماثيل ويسميهم "قديسين" وفي أسوأ الحالات يصفهم بأنهم مصابون بخلل عقلي ومن ثم لا تجوز محاكمتهم أما الفلسطيني فعندما يدافع عن أرضه ويقتل يهوداً فإن عقابه السجن لعشرات السنين، هذا إذا لم يمت تحت التعذيب.. شارون كما يبدو وكما صرح بعض أفراد عصابته قالوا إنهم يأملون أن يسارع العرب في تطبيع علاقاتهم باليهود بعد هذا الانسحاب. شخصيا سمعنا أن بعض قادة العرب وتجار العرب تحدثوا عن مسألة التطبيع - طبقاً هناك مطبعون سابقون - هؤلاء - أحسبهم - يبحثون عن أمجاد وهمية ومصالح لن تتحقق فالحكاية المعروفة - منذ القدم - أن الذي يخون وطنه لا يثق به أحد حتى ذلك الذي خان وطنه ومن أجله.. وأرجو أن يتفهم كل قائد عربي أو مسلم وكل فرد عربي أو مسلم هذه الحقيقة. اليهود لم يصنعوا شيئاً وقالوا: إنهم لن يصنعوا شيئاً وأكدوا أن القدس لهم وهاهم يهددون بهدم الأقصى ومناهجهم التعليمية ما زالت تقول: إن هناك أراضي عربية يجب أن تعود لهم فكيف - بعد كل هذا - نمد لهم أيدينا ونفتح لهم بلادنا بدون أي مقابل؟
أخيراً سألني صديق: لماذا تهدم الحكومة منازل المستعمرين؟ لماذا يحرق بعضهم منزله قبل تركه؟ لماذا لا يتركونها كما هي؟. قلت له: هؤلاء هم اليهود يضرون ولا ينفعون ولو اطلعت على أصولهم العقائدية لعرفت سر أفعالهم وأسأل الله أن ييسر لكل قائد مسلم أن يعرفها؟




* أكاديمي وكاتب سعودي
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-08-23/writers/writers05.htm

موسى بن ربيع البلوي
06-02-2006, 03:57 PM
الخطاب الثقافي الحالي يتكئ على المصطلح ويعتمد على مبادرات الغير
عند تأمل ملامح الخطاب الذي يقوده المثقفون والكتاب تجده يتمتع بنفس طريقة التفكير مما يدعو البعض للحكم عليه بالتآمر، ودون الخوض في تصنيفه وخلفياته الفكرية نجد أن أبرز سماته:
1- عند اقتراب هذا الخطاب من الدين فإنه يشير إلى "إجلال" الدين وعلى جاذبية هذه الكلمة فإنك حين استدعاء كلمة "اتباع" الدين فقد يبدو للعملة وجه آخر وتكمن الإشكالية في أن تكون "إجلال" مرادفة لـ"تحييد" مما يفضي إلى إشكالية أكبر وهي غياب مرجعية التحاكم عند الاختلاف، وإذ يرى بعض أصحاب هذا الخطاب أن مصطلح "الخطاب الديني" ما هو إلا مشارك نشط في فعالية ثقافية فأين نذهب بعلماء الشريعة الذين أناط الله بوجودهم حفظ الدين والعلم؟
2- الاتكاء على المصطلحات والانطلاق منها للمعالجة: فكلمة "التنوير" مثلا أصبحت منافسا قويا لكلمة "إقصاء" بل قبلة ولى المثقفون وجوههم شطرها... إلا أن هذا التعلق بمصطلح كهذا يأتي مغلوطا ومتناقضا. فبعض الأكاديميين استخدمها مرادفة " للترفيه" خاصة في الويك إند!، والبعض الآخر قام بتلميع "الرموز الأولى" لمنهجه وفكره في مصادرة لهذا المصطلح واختزال التاريخ كله في تاريخ شخص لا يتجاوز عمر شاب لم يتوظف بعد! ومما يصب في ردة فعل غير واقعية استخدام هذا المصطلح مقابلا لسلوك الفئة الباغية علما أن ثقافة البغي لا يقابلها ثقافة التنوير إلا في أجندة هذا الخطاب.
3- يرتكز شكل المجتمع عند هذا الخطاب على أمرين "العمل" و"الترفيه" مع إغفال الإطار القيمي والأخلاقي للمجتمع وعدم الانطلاق من الإنسان - كينونة - فهذه كاتبة تقول "المهم أن تعمل المرأة بعد ذلك أنطلق كيف شئت في حل مشاكلها".
4- أصحاب هذا الطرح يكرهون "لا" ويحبون "نعم" يبغضون "ممنوع" ويعشقون "مسموح"... إن قلت هذا حرام فتبا لك من صانع لبيئة الإرهاب أو قلت هذا حلال فيالك من متسامح معترف بالآخر... احتفالية الأطراف هذه حضرها الجميع وغاب عنها التوازن والوسط.
5- منهجة المستقبل انطلاقا من الأحداث:
لهذه السمة ارتباط وثيق بالسمة الأولى فإن غياب المرجعية المنهجية يوقع هؤلاء في هذا المأزق. علما أن الأحداث الاستثنائية ترتب الأولويات ولا تضع منهجا جديدا فهل نحن أمة بلا منهج؟.
بتحليل العناصر أعلاه نجد أن هذا الخطاب في بعض صوره ينطلق من (ردة فعل) لأقوام كانوا في بيات ثقافي وفي صورة أخرى فإنها "انتهازية ثقافية" لخطاب مسترخ غير مبادر يقتات على مبادرات الآخرين وإنجازاتهم كما أن صورة الإسقاط لا تغيب عن مفردات هذا الخطاب فالمهم وضع نموذج وتغييب آخر، بعد ذلك على مالطا السلام... إن مثل هذا الخطاب إن أصبح تيارا فإنه سيفوت على بلادنا فرصة ذهبية لتكوين نموذج إسلامي فريد من حيث الأصالة والمعاصرة وستصبح الحالة الثقافية "أنداد أضداد" ليفاجأ الجميع بشروق الشمس من مكان آخر.



الدكتور طارق علي العرادي - تبوك


http://www.alwatan.com.sa/daily/2004-07-26/readers.htm

موسى بن ربيع البلوي
06-02-2006, 04:00 PM
د. محمد علي الهرفي
أدب الطفل في التأريخ العربي والإسلامي

في الجاهلية: لم تمنع حياة البداوة والتقشف التي عاشها العرب قبل الإسلام أن يسهموا بقسط وافر في أدب الأطفال، وذلك أن الاهتمام بهذا الأدب يمتزج مع غريزة البنوة التي فطر عليها الإنسان، وهذا الاهتمام يتم في سياق التوجهات والغايات التي يراد تنشئة الطفل عليها.
ففي حياة العرب قبل الإسلام مقاصد اختلفت عن تلك التي جاء بها الإسلام في تربية النشء على العصبية، وتدعيم أركان القبيلة، والمفاخرة بالأحساب والأنساب، ومن هنا كان الحرص على تقويم اللسان وتنمية الفروسية، وغرس قيم البطولة، ونصرة الجار وابن العم .. ويشهد التاريخ لهذا الأدب بكذب ادعاء كثير من المستشرقين من أمثال ((رينان)) الفرنسي حين يقول: ((لا مكان لبلاد العرب في تاريخ العالم السياسي والثقافي والديني قبل ذلك الانقلاب المفاجئ الخارق للعادة الذي صار به العرب أمة فاتحة مبدعة، ولم يكن لجزيرة العرب شأن في القرون الأولى من الميلاد حين كانت غارقة في دياجير ما قبل التاريخ، ولم يظهر بأسها وبسالتها إلا بعد القرن السادس من الميلاد)) .. ومما يجدر ذكره في الرد على مثل هذه الآراء ذلك الانتقاد الذي وجهه كبار المستشرقين وعلى رأسهم ((جوستاف لوبون)) الذي رأى أن حضارة العرب بعد الإسلام، هي وليدة التطور البطيء، وثمرة حضارية لماض طويل لا ننكره لجهلنا به لعدة أسباب منها: طول العهد به، ونظرة المسلمين لهذا التاريخ بعد الإسلام وتبديل الإسلام لكثير من قيم الجاهلية حتى تواكب حضارة الإنسان المسلم الجديدة .. بالإضافة إلى هذه الأسباب ما ذكره (سعيد إسماعيل) في قوله: ((إننا لسنا هنا أمام حدث بشري يصح عليه قانون النمو البطيء للحضارات، وإنما أمام حدث إلهي يختلف كلية عما كان قائماً .. والصحيح أن نقول: إن تلك الحضارة التي أبدعها العرب إذا كانت قد اعتمدت على الإسلام في روحها واتجاهاتها فهي تعني قدرة العرب على الإبداع والابتكار، وقابليتهم لحمل لواء التمدن والتطور)) .. وينبغي أن نشير إلى الخطأ الذي وقع فيه العرب بعد الإسلام ويتمثل ذلك في عدم تدوينهم للآداب والأشعار، وإهمالهم لتسجيل الحوادث، وهذا الخطأ نابع من فهمهم لعدم التدوين إلى ما سمعوه من الأحاديث التي نهت عن عدم الكتابة لغير القرآن الكريم، كما روى مسلم في صحيحه: ((لا تكتبوا عني غير القرآن، ومَن كتب عني غير القرآن فليمحه)) ولعل هذا الفهم الخاطئ للأحاديث الناهية عن تدوين القصص إلى جانب الآيات القرآنية في عهدهم الأول كان مصدره خشية رسول الله (ص) من اختلاط الأمر على المسلمين فيجعلون ما ليس من القرآن قرآناً.
ـ أدب الأطفال في الشعر الجاهلي والإسلامي:
إن الذاكرة العربية احتفظت بشيء غير قليل مما ساد من الأشعار والحكم في آداب الطفولة، وترقيص الأطفال ومداعبتهم بالأغاني والأهازيج، وقد أدرك هؤلاء العرب في جاهليتهم وإسلامهم أن الأهازيج التي يداعبون بها أبناءهم تدخل الفرحة والسرور على هؤلاء الصغار، وتجعل نفوسهم أكثر صفاءً وأشد بهجة .. فنرى الواحد منهم يخاطب صغيره ويُسمعه ما يتمناه له في مستقبله، ويرسم له خطة في الحياة، على ضوء الإمكانات التي يوفرها له، وعلى ضوء المعطيات الاجتماعية التي تسمح بها أعراف المجتمع آنذاك .. من ذلك ما روته ((نُتَيلةُ النمرية)) زوجة عبدالمطلب ابن هاشم حين دفعت بابنها العباس إلى أبيه عبدالمطلب ليقول فيه شيئاً من الشعر، فأخذه وجعل يرقصه ويلاعبه ويقول:
ظني بعباس حبيبي إن كبر
أن يمنع القوم إذا ضاع الدبر
وينزع السجل إذا اليوم اقمطر
ويسبأ الزق السجيل المنفجر
ويفصل الخطة في اليوم المبر
ويكشف الكرب إذا ما الخطب هر
أكمل من عبد كلال وحجر
لو جمعا لم يبلغا منه العشر
أما العاص بن وائل السهمي فقد كان يتمنى لابنه عَمراً أن يسود قبيلتي جمح وسهم، وأن يكون قائداً مغواراً فاتكاً بالأعداء لا يبقى لهم باقية.
هذه المعاني الاجتماعية التي كانت سائدة في عصره وكانت تمثل السيادة والجبروت والرفعة عند أبناء القبيلة حاول أن يلقنها صغيره وأن يرضعه إياها وهو لا يزال في سني عمره الأولى، والأب بطبيعة الحال لا يتمنى لأولاده إلا أن يكونوا سادة في أقوامهم .. لهذا نراه يرقص ولده عمراً ويخاطبه بأمنياته قائلاً:
ظني بعمرو أن يفوق حلماً
وأن يسود جمحاً وسهما
وينشق الخصم الألدَّ رغما
وأن يقود الجيش مجراً دهما
يلهم أحشاء الأعادي لهما
أما السيدة أسماء بنت أبي بكر (رضي الله تعالى عنها) فقد كانت معجبة بابنها عبدالله بن الزبير، فكانت تصفه بأحسن الصفات وأجملها، وكانت تتمنى له مستقبلاً طيباً يتوافق مع المعطيات الرائعة التي كانت تراها فيه وهو لا يزال طفلاً صغيراً بين يديها، فهو أبيض كالحسام، يعيش في أسرة طيبة، وهي تتمنى له أن يكون في المستقبل خطيباً لا يجاريه أحد في روعة بيانه وفصاحته، كما تود أن يكون مفرجاً للكربات في ساعة الضيق .. تقول:
أبيض كالسيف الحسام الإبريق
بين الحواري وبين الصدّيق
ظني به ورب ظن تحقيق
والله أهل الفضل أهل التوفيق
أن يحكم الخطبة يعيي المسليق
ويفرج الكربة في ساعة الضيق
إذا نبت بالمقل الحماليق
والخيل تعدو زيماً برازيق
إن هذه الأشعار الطريفة المفرحة للأطفال أدخلت السرور على نبينا محمد (ص) عندما كان صغيراً، فقد دخل على عمله الزبير بن عبدالمطلب وهو صبي فأقعده في حجره، وبدأ يداعبه بأبيات تنم عما كان يتمناه له في مستقبل أيامه، فقد تمنى له العيش الهنيّ، كما تمنى له أن يكون معززاً مكرماً في قومه .. ولم يكن يعلم أن الله سبحانه وتعالى قد هيأ ابن أخيه محمداً ليكون نبي هذه الأمة وأعظم شخصية في تاريخ البشرية .. يقول الزبير ابن عبدالمطلب:
محمد بن عبدم
عشت بعيش أنعم
ودولة ومغنم
في فرع عز أسنم
دام سجيس الأزلم
كما أن الزبير بن عبدالمطلب فعل الشيء نفسه مع العباس بن عبدالمطلب فقد أجلسه في حجره وأخذ يداعبه ويرقصه ويقول:
إن أخي عباس عف دو كرم
فيه عن العوراء إن قيلت صمم
يرتاح للمجد ويوفي بالذمم
وينحر الكوماء في اليوم البشم
أكرم بأعراقك من خال وعم
والزبير بن عبدالمطلب لم يكن يداعب الصغار وحدهم بل كان يداعب الصغيرات، وكان يتمنى لهم مستقبلاً طيباً، فقد روى القالي في أماليه أن الزبير بن عبدالمطلب رقص ابنته أم الحكم وأسمعها أبياتاً شعرية تنم عن عاطفة الأبوة الحانية المشفقة على أبنائها، فهو معجب بابنته وجمالها، وهو يرى أن هذا الجمال سيكون مطمحاً للرجال الأكفاء، فماذا يريد بعلها أكثر مما فيها؟ يقول:
يا حبذا أم الحكم
كأنها ريم أحم
يا بعلها ماذا يشم
ساهم فيها فسهم
ومن الأشياء التي كان يمتدح فيها الأطفال مشابهتهم لأهلهم في الخلقة، وكلما زاد شبه الابن بأبيه كان أقرب إلى نفسه ونفس والدته .. من ذلك ما روى عن فاطمة بنت النبي (ص) إنها كانت تداعب ابنها الحسين بن علي (رضي الله تعالى عنهما) وتقول له:
إن بني شبه النبي
ليس شبيهاً بعلي
وكان قيس بن عاصم يود أن يكون ابنه شبيهاً لجده زيد الفوارس أو لخاله ((عمل)) وكان يتمنى أن يكون ابنه شجاعاً، فكان يداعبه ويرقصه بهذه الأبيات:
أشبه أبا أمك أو أشبه عمل
ولا تكونن كهلوف وكل
يصبح في مضجعه قد انجدل
وارق إلى الخيرات زنأً في الجبل
كما كان سعيد بن صعصعة يتغنى بحبه لابنه ((ميمون)) ويذكر شدة شبهه به .. فيقول:
أحب ميمون أشد حب
أعرف منه شيهي ولبي
ولبه أعرف منه ربي
وقد مثل هذا النمط من الأشعار عواطف الآباء تجاه أبنائهم، فالأبناء هم محط آمال آبائهم، وقد أودع الله تعالى عاطفة محبة الولد في قلب والده، وأشد ما تكون هذه العاطفة ظهوراً عندما يكون الولد صغيراً .. من ذلك ما قاله الزبير عن ابنه عروة .. قال:
أبيض من آل أبي عتيق
مبارك من ولد الصديق
ألذّه كما ألذ ريقي
ولم يقتصر أمر ترقيص الأطفال على صفوة القوم، فهذا أعرابي يرقص ولده معبراً عن حبه له، وتعلقه به .. فيقول:
أحبه حب الشحيح ماله
قد ذاق طعم الفقر ثم ناله
إذا أراد بذله بدا له
وهذا أعرابي يصف ابنه بطيب الروح والملمس، ويدعو الله تعالى أن يرعاه ويحرسه .. يقول:
يا حبذا روحه وملمسه
أملح شيء ظله وأكيسه
الله يرعاه لي ويحرسه
ومن الموضوعات التي أسهم فيها شعر الأطفال المفاخرة بالأبناء ومحاولة تفضيلهم على البنات، فقد روى الإبشيهي في المستطرف أنه كان الأعرابي امرأتان فولدت إحداهما جارية والأخرى غلاماً، فأرادت أم الغلام أن تفاخر ضرتها وتعيرها بأنها أنجبت بنتاً وليس غلاماً مثلها فقالت وهي تنشد لابنها:
الحمد لله الحميد العالي
أنقذني العام من الجواري
من كل شوهاء كشن بالي
لا تدفع الضيم عن العيال
فسمعتها ضرتها فأقبلت ترقص ابنتها قائلة:
وما عليّ أن تكون جاريه
تكنس بيتي وترد العاريه
تمشط رأسي وتكون الفاليه
وترفع الساقط من خماريه
حتى إذا ما بلغت ثمانيه
أو تسعةً من السنين وافيه
أزّرتها ببردة يمانيه
أصهار صدق ومهور غاليه
إن هذه المحاورة الشعرية بين الزوجين تمثل محاولة ذكية للدفاع عن الأنثى وبيان أهميتها في المجتمع المسلم، فهي تخدم والدتها من ناحية وتعلي شأن أسرتها من ناحية أخرى لا سيما إذا تزوجت من علية القوم كمروان أو معاوية، وهذا الدفاع يتفق مع القرآن والسنة حيث حث الرسول الكريم (ص) على العناية بالبنات وجعل الجنة مكافأة لمن يحسن تربيتهن.
ولكن بعض الأعراب ـ ومع كل هذا الحث على تربية البنات ـ كانوا يكرهون البنات، ويفضلون عليهن الأولاد، فهذا أبو حمزة الضبي يهجر زوجته لأنها ولدت بنتاً، فكان يبيت عند جيران له، ومر عليها يوماً فسمعها ترقص ابنتها وتقول:
ما لأبى حمزة لا يأتينا
يظل في البيت الذي يلينا
غضبان أن لا نلد البنينا
تالله ما ذلك في أيدينا
وإنما نأخذ ما أعطينا
ونحن كالأرض لزارعينا
تنبت ما قد زرعوه فينا
فتأثر أبو حمزة بهذه الأبيات ودخل على زوجته واسترضاها.
ولا شك أن هذه المقطوعات لا تمثل أدباً خالصاً للأطفال، لكنها لا تخلو من معاني تتصل بعالم الطفولة، وأكثرها قيل تعبيراً عن عاطفة أب أو أم أو قريب تربطه علاقة أو قرابة.
* المصدر :كتاب أدب الاطفال




الموسوعة الاسلامية (http://www.balagh.com/mosoa/fonon/al0vekdk.htm)

موسى بن ربيع البلوي
06-02-2006, 06:58 PM
مزيداً من التشديد لمحاصرة الألعاب النارية الخطرة



أتى العيد بثغره الباسم وباطلالته البهية باعثاً السرور والبهجة في النفوس صغيرها وكبيرها، أطل العيد فملأ الوجود فرحاً وشوقاً وتحاباً وإلفة ولقاء ومودة, ولكن هناك من يفسد طعم العيد ويذيب لنا متعته بأفعالهم المشينة، لعل منه ما يفعله بعض الصبية من اطلاق الألعاب النارية في الحارات كأسلوب للتعبير عن مشاعرهم بالفرحة بالعيد, ليس هذا تعبيرا بالفرح، أما علموا انهم يجنون على أنفسهم والآخرين باستعمالهم لتلك الألعاب الخطيرة وكذلك بطريقتهم الخاطئة في اطلاقها حيث يطلقونها بطريقة عشوائية لربما تصيب عين رجل أو عين طفل أو ربما ترجع عليهم؟
وكم قرأنا بالصحف عن الحوادث التي سببتها تلك الألعاب وآخرها مانشر قبل أيام عن فقد أحد الشباب عينه وآخر أصيب بحروق وجروح خطيرة جراء تلك الألعاب, من المسؤول عن انتشار مثل هذه الألعاب، ثم من يوفر لهؤلاء الأطفال تلك الألعاب بكميات وفيرة؟ أيكون هناك محلات تبيع هذا الخطر لأطفالنا سراً؟ ان كان هذا صحيحاً فأين الرقابة وأين المسؤولون؟ثم ان كانت هذه الألعاب ممنوعة فكيف يسمح لبعض المحلات ببيعها؟ ندائي إلى من يهمه الأمر بالمزيد من التشديد والمراقبة على المحلات والتأكد من خلوها من تلك الألعاب الخطيرة التي أضحت عادة متزامنة ومرتبطة مع العيد لانه يحز في نفسي ان اطفالنا يحملون الخطر بأيديهم ويلقونه على الناس ولا أحد يحرك ساكناً, لقد تجاوزت تلك الألعاب المتعة والتعبير عن الفرح والسرور بالعيد إلى عبث صبياني يقودهم إلى المهالك والخطر,لقد راجت وانتشرت تلك الألعاب بشكل ملفت للنظر وأضحى الداخل للحارات كأنه داخل على أصوات قصف مدافع من كثرة اطلاق تلك الألعاب, سؤال يطرح نفسه لماذا لاتظهر تلك الألعاب الخطرة إلا في العيد؟ ومن المسؤول عن رواجها؟
رجائي الخاص إلى المسؤولين بان توضع عقوبة صارمة لمن يروج تلك الألعاب ويبيعها أو حتى يطلقها.
ولاشك ان للآباء مسؤولية كبيرة تقع عليهم في تربية وتنشئة أبنائهم على الفضيلة, وتربيتهم على احترام الجيران وعدم إيذائهم، واطلاق تلك الألعاب ليل نهار يعتبر من ايذاء الجساد,أرجو ان تختفي تلك الظاهرة من حاراتنا ونتمنى ألا نراها ولا نسمعها في العيد القادم وكل عام وانتم.
بألف ألف خير وعافية.





أحمد صبر البلوي
الوجه
( الجدير بالذكر أن الأخ أحمد صبر البلوي هو عضو هنا في المنتدى )


http://www.suhuf.net.sa/2001jaz/jan/8/rv16.htm

موسى بن ربيع البلوي
06-02-2006, 07:00 PM
شكرا لك إختي الفاضلة / عاصفة الشمال هذا التعقيب .

موسى بن ربيع البلوي
06-02-2006, 07:22 PM
أزمة حادة في مياه الشرب في الوجه ومشروع التحلية ينتظر التحلية
تفاقمت أزمة نقص المياه في محافظة الوجه، ووصلت حدا صعبا للغاية فالماء لا غنى عنه ولا بديل له، فعيون وعقول أهالي محافظة الوجه أصبحت حائرة ما بين مشروع توسعة تحلية المياه المالحة بسعة 9000 متر مكعب المشروع الذي طال انتظاره ولم ينفذ حتى الآن، وبين الخزان الكبير الذي تم تنفيذه لحفظ المياه وتوزيعها عن طريق شبكة المياه للمنازل، وللأسف الشديد حتى الآن لم تصل له قطرة ماء واحدة، وبين البحر الذي لم يبخل علينا بخيراته وينتظر فقط تنفيذ مشروع التحلية، وأزمة المياه ليست وليدة هذه اللحظة بل هي أزمة دائمة وتتجدد كل عام بسبب قلة إنتاج محطة التحلية رغم أنها أول محطة تحلية في المملكة، ولكن للأسف لم تنل نصيبها من الاهتمام خلال الفترة الماضية، فالسكان في زيادة مطردة وإنتاج التحلية محلك سر ويكاد يكون ثابتاً، إضافة إلى ما يصيبها أحيانا من أعطال يتوقف فيها الإنتاج من المياه المحلاة، ويعتبر العام الحالي من أصعب الأعوام التي مرت على أهالي المحافظة في أزمة المياه، فكثير من المواطنين أنهكتهم المبالغ التي يدفعونها لأصحاب الوايتات الخاصة، فقد اشتعلت بورصة بيع المياه فمصائب قوم عند قوم فوائد، ومن لم يستطع شراء وايت فعليه أن ينتظر قطرة ماء لا تكفيه لمدة يوم واحد، وقد تأتيه هذه القطرة بعد يومين أو ثلاثة أو أسبوع وقد لا تأتيه أبدا نظرا لكثرة المسجلين في قوائم الانتظار لدى خزان المياه وعدم كفاية إنتاج محطة التحلية من المياه، ومنهم من يضطر لتعبئة جوالين المياه بطريقة أو بأخرى، وازدادت الأزمة مع بداية شهر رمضان المبارك نظرا لزيادة الاستهلاك للمياه، ولم يجد الأهالي حلا لمعاناتهم حتى الآن، على الرغم من وجود مشروع لتحلية مياه البحر ينتظر الترسية.







إبراهيم سليمان البلوي - عن أهالي محافظة الوجه


http://www.alwatan.com.sa/daily/2004-11-25/consultation.htm

معيض ابراهيم الرموثي
06-02-2006, 07:33 PM
اخي ابو نادر

مجهود رائع تشكر عليه

وكنا نتمنى من هؤلاء المثقفين والكتاب مشاركتنا في هذا المنتدى كواجب عليهم تجاه ابناء
قبيلتهم لاستفاده من خبراتهم وتنمية المواهب الشابه بالمنتدى ...

باستثناء الاعلامي الاخ احمد صبر المشارك بالمنتدى اتحفظ على ما ينشر (هنا ) للبقيه لانه
من باب اولى مشاركتهم معنا ..

عبدالله بن مساوي
06-02-2006, 09:09 PM
مشكور اخوي ابو نادر على هذا النقل لابداعات ابناء القبيله في الصحف السعوديه والله يوفقهم ان شالله لرسم صورة حسنه ومميزه لابناء القبيله ان شالله

موسى بن ربيع البلوي
06-29-2007, 05:59 PM
للرفع و التذكير بالموضوع و مزيد من التواصل و التفاعل ...

محمد الرموثي
06-30-2007, 02:53 AM
ابو نادر


الله يعطيك الف عافيه على هذه، المقالات الرااائعه


وننتظر المزيد

عاصفة الشمال
09-22-2007, 05:53 PM
الكاتب / عبد المجيد سعود البلوي في مقالة ( إحتقار الآخر مرض غربي مزمن )

على صفحات ( اليوم ) السعودية .


عبدالمجيد بن سعود البلوي//


العقل الغربي الحاكم اليوم على المعادلة الدولية , لا يرى المنطقة العربية إلا مستودعا للنفط وممرات وأنابيب لهذا الوقود الحيوي الذي يغذي الحضارة المعاصرة ويمدها بسبب النمو والازدهار . والبشر في هذه المنطقة اقرب إلى البرابرة منهم إلى عالم العصر المتمدن , فهم جهلة وقتلة بحاجة إلى من يرتقي بهم مدارج الحضارة خطوة بخطوة . كما تطفح بهذا القيح الفكري كتابات برنارد لويس وفؤاد عجمي وغيرهما من منظري الهيمنة الغربية على المنطقة, فعندما قرر الأمريكيون كتابة دستور العراق المؤقت في عهد بريمر أوكل الأمر إلى استاذ مساعد في جامعة نيويورك يدعى نوح فيلدمان وله من العمر 32 سنة , وقد جاء في التقارير الصحفية الأمريكية انه إنما كلف بهذه المهمة لاطلاعه على القانون الإسلامي!! وانه قد درس العربية قبل 15 سنة , وكأن شعبا كشعب العراق العظيم لا يجد من أبنائه من يتصدى لهذه المهمة حتى يؤتى له بشاب لا خبرة لديه ولا تجربة , في تعبير عن الاحتقار والنظرة الدونية لشعوب هي أول من وضع الشرائع البشرية وأول من تنزلت عليها شرائع السماء المقدسة.
ومن مظاهر الاستهانة والاحتقار لشعوب المنطقة وثقافتها وحضارتها , وهي استهانة ساهمنا نحن في صناعتها لأنفسنا , هذا التعامل الغربي المقلوب مع مبدأ الانتخابات وكون الشعب مصدرا للسلطة , نشهد هذا الاستخفاف بشكله الفج في التعامل مع حماس في فلسطين , وقد أعلنت رايس في لقائها الخميس الفائت مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية أنها , أي حماس, «كيان معادي» , في تأييد لقرار إسرائيلي يعتبر قطاع غزة كيانا معاديا , وما يعنيه ذلك من استباحة لكل الوسائل في التضييق والحصار زيادة على ما هو قائم اليوم , من قطع للغاز ومنع للكهرباء , إذ لم تعد غزة محتله تطالب قوات الاحتلال بتوفير مستلزمات الحياة الإنسانية لسكانها, بل كيانا معاديا لإسرائيل الحق في معاقبته ومحاصرته . هذا العقاب الجماعي الذي يمارس على قطاع غزة وعلى الشعب الفلسطيني سببه انه استجاب للعبة الديمقراطية واختار من يمثله وكان هذا الخيار بعكس اتجاه رياح التغيير الشرق أوسطية القادمة مع كل زيارة لكوندليزا رايس للمنطقة , هذا التعامل الذي يمثل سلوكا قائما على تحقير الآخر والاستهانة بخياراته وعواطفه , هو في الحقيقة مسعى لاحتلال العقول والقلوب بعد احتلال الأرض والبحر ونهب الخيرات . وكما رفع شعار أن فلسطين ارض بلا شعب يبدو أن عقول شعوب المنطقة العربية و الإسلامية وقلوبها لدى الآخر الغربي ووفقا لمنظوره , هي أيضا فارغة لا مضمون فيها ولا طموحات ولا خيارات فكان لابد أن تملأ بمضمون ومكون جديد , و إذا ما فوجئوا بأنها تمتلئ بالطموح والرغبة في اختيار من تريد فلا بأس هنا من مطاردة هذا الخيار ومحاصرته والقضاء عليه .
الآخر الغربي مازال يقدم الدليل بعد الآخر , على انه لا ينظر إلى هذه المنطقة إلا بئرا للنفط وطريقا يحمل اليه بواسطته براميل هذا النفط , , النفط الذي يرون وجوده في العالم العربي «غلطة », أما المكونات الأخرى فهي مكونات هامشية. وقد طالعنا غرينسبان , رئيس البنك المركزي الأميركي السابق , في مقابلة مع صحيفة ذي غارديان البريطانية إن غزو العراق كان يهدف إلى حماية احتياطي النفط في الشرق الأوسط وإن قضية أسلحة الدمار الشامل كانت ذريعة واهية. من اجل النفط لا بأس بان يهجر أربعة ملايين عراقي , ويقتل ما يزيد على المليون , وتدمر البنى التحتية , ويقتل العلماء , وتتحول الجامعات إلى مصائد للموت .
الاستهانة بالآخر واحتقاره, لا يمكن لها أن تولد سلاما دائما تروج له القوى الغربية , بل انه سيزرع المزيد من الكراهية والحقد والرغبة في الانتقام للكرامة , سواء كانت كرامة امة , أو كرامة دين , أو كرامة وطن .




http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12517&P=4

محمد العصباني
09-22-2007, 07:34 PM
الأخت / عاصفة الشمال

أشكركي على هذا النقل الموفق.

وأشكر الكاتب / عبدالمجيد بن سعود البلوي

على هذة المقالة الّتـي أتت في الصميم.

محمد العصباني
09-25-2007, 03:19 PM
الكاتب( محمد بن علي الهرفي)


في مقالة (أتضيع لغتنا أيها "القاضي" حمد؟ )


على صفحات جريدة الوطن العدد(2552) في يوم الثلاثاء الموافق13/09/1428هـ


الأخ العزيز "القاضي حمد" حسب لغة بني "إنجليز" أو "حمد القاضي" حسب لغة بني "يعرب" كتب قبل سنوات مقالاً جميلاً يتحدث فيه عن انتشار استعمال اللغة الإنجليزية في المحلات التجارية والفنادق ومزاحمتها للغة الأساسية لأبناء الوطن وكيف أن الواحد منا يضطر للحديث باللغة الإنجليزية ـ إن كان قادراً ـ مع موظف الفندق ـ مثلاً أو البائع وكيف يضطر لاستلام فاتورته بذات اللغة الأجنبية من كثير من أصحاب المحلات التجارية التي يملكها سعوديون، وأشار الصديق لخطورة هذا الوضع وطالب وزارة التجارة بالتدخل لإنهاء هذه "المهزلة" التي لا تتفق مع توجهات الوطن ولا أنظمته.
بطبيعة الحال لم تتحرك وزارة التجارة ولا أظنها ستفعل، ولكن المشكلة لم تقف عند هذه الوزارة بل تجاوزتها إلى ما هو أسوأ من ذلك بكثير!
لست أدري ماذا يصنع قاضينا "حمد" وهو يرى الزحف المرعب على اللغة من أصحاب الاختصاص القائمين على أهم مرافق الوطن وهو التعليم... لست أدري كيف سيحكم "القاضي" على الأوضاع المختلة التي لم تعد مفهومة وهو يرى المطالبات بتحويل لغة التعليم في القطاع الخاص إلى لغة أخرى لا تمت إلى لغتنا بصلة.
هل سيصمت "القاضي" مطبقاً قول الشاعر:
ولو كان سهماً واحداً لاتقيته: ولكنه سهم وثان وثالث. أم إنه سيتحرك وكل "القضاة" الآخرين ليقولوا كلمة الفصل في هذه المسألة التي غمزت ثقافتنا حتى وإن كان الحديث عنها ما يزال في بداياته؟
تذكرت مقالة العزيز حمد القاضي وأنا أقرأ في "الشرق الأوسط" تاريخ 29/6/2007م أن الكنيست الإسرائيلي مرر مشروع قانون بالقراءة الأولية يلزم أصحاب المحلات التجارية بكتابة اللافتات باللغة العبرية الواضحة وإلا كان جزاؤهم سحب تراخيص المحلات.
وقد أكدت صحيفة "معاريف" أن الكنيست يعارض كتابة اللافتات باللغة الإنجليزية حتى لا تزاحم أي لغة أخرى اللغة الأم لليهود. وقد نسبت "الشرق الأوسط" لعضو الكنيست "وافي لارنر" عن حزب "المفدال" قوله "لا يوجد عندي أدنى شك بأن المجتمع الإسرائيلي إذا أراد الحفاظ على طابعه اليهودي عليه أن يعزز منزلة اللغة العبرية".
وقال هذا العضو "كمجتمع ودولة فإن اللغة العبرية تشكل استمرارية لسلالة أجيال بدأت قبل الآلاف من السنين".
اللغة كما يقول هي التي تجعل الأجيال في استمرار متواصل، والاستمرار هنا يعني التواصل الثقافي والحضاري الذي يمد الوطن بأجيال متناغمة تحافظ عليه دائماً..
ليتنا نتوقف قليلاً لنفهم عمق هذه المسألة كما يفهمها الآخرون! وفي هذا السياق ما زلنا نتذكر المقالات الكثيرة التي كتبت عن جامعاتنا ومراكزها المتأخرة ضمن الجامعات العالمية الأخرى، وبغض النظر عن دقة هذا التصنيف من عدمها إلا أن التأخر العلمي في الجامعات أمر لا يمكن تجاهله قياساً على جامعات أخرى كان يجب ألا تكون أفضل حالاً من جامعاتنا..
الجامعات الإسرائيلية كان من بينها عدد من الجامعات الألف المصنفة رغم أنها الأفضل عالمياً بينما لم نجد جامعات عربية تدخل ضمن هذا التصنيف، ومعروف أن التعليم الإسرائيلي كله سواء أكان في الجامعات أم في المدارس الحكومية أو الأهلية باللغة العبرية، بل إن الجامعة الأولى في إسرائيل تسمى "الجامعة العبرية" نسبة إلى لغة القوم كل ذلك كان اهتماماً واضحاً بلغتهم وحرصاً على إعطائها القوة والحياة والاستمرار ذلك أن هذه اللغة كانت قد ماتت منذ قرون ولم يكن لها وجود إلا في بطون الكتب المقدسة فلما أدركوا أنها سر وجودهم واستمرارهم كان لابد لهم من إحيائها بكل الوسائل..
لم ينقص من مكانة "الجامعة العبرية" أنها تدرس طلابها بلغة بلادهم ولم ينقص مكانة إسرائيل العلمية والصناعية تدريسها بلغتها الأم وكلنا نعرف تقدمها العلمي وتصدرها لمعظم أنواع الأسلحة وسواها، وما كانت اللغة حائلاً بينها وبين المعرفة، بل إن السبب الأهم في هذا التقدم هو محافظتها على لغتها..
أذكر هذا كله لأقول لكل المنادين في بلادنا باستبدال لغتنا بلغة أخرى بحجة البحث عن التقدم العلمي إنكم واهمون وإن الضعف كل الضعف سيكون حليفاً لكل ما تفعلون..
لقد كتبت سابقا عن مسألة التعريب في الجامعات عندما كنت أقول إن جامعاتنا يجب أن تدرس بلغتنا، واستشهدت آنذاك بما تفعله الجامعات اليهودية التي تكلف أساتذتها بترجمة كل الكتب ومهما كانت لغاتها إلى اللغة العبرية وتجعل ذلك من قواعد ترقية الأساتذة، ثم تقرر الصالح من هذه الكتب على طلبتها ليستفيدوا من كل العلوم ولكن بلغتهم.
ولكنني اليوم أتمنى ألا ننزلق نحو هاوية أكثر خطورة ليس على التعليم وحده ولكن على الوطن كله..
نتحدث عن الاختلاف المذهبي والتعددية بكل أشكالها ونقول إن الاختلاف يجب ألا يقود إلى التشرذم ولكن يجب أن نضعه في إطار التعددية وحرية الرأي التي تقوي الوطن والمواطنة والمواطن، ولكن الحديث عن الاختلاف الثقافي بين طبقات المجتمع وإيجاد فوارق فكرية أمر يؤدي إلى الصراع بين هذه الطبقات التي ستتشكل بفعل الفوارق الفكرية وهذا الصراع - في خطورته - لا يختلف عن الصراع المذهبي والطائفية وكل أشكال الفرقة البغيضة، بل إنه يزيد عليها بكثير لأن أصحابه لن يستطيعوا التلاقي مع سواهم لأنهما يسيران في خطين متوازين لا يلتقيان أبدا..
من المؤسف أننا نعرف أن كل المستعمرين أول عمل يبدؤون به في الدول التي يستعمرونها تغيير المناهج واللغة، ومن المؤسف - أيضا - أننا نعرف أن كل دول العالم لا تقبل أن يتحدث أبناؤها في مدارسهم وبيوتهم بغير لغتهم الأصلية ويجدون ذلك عارا يجب ألا يقع..
ومن المؤسف - أيضا - أننا نعرف أن كل الدول المتقدمة تدرس بلغتها ولم يحل ذلك بينها وبين الصدارة العلمية المنتجة..
كل ذلك - من المؤسف - ولكن الأكثر أسفا أننا لا نحب أن نتعلم ونحب أن نصنع مآسينا بأيدينا..
وأخيرا ماذا سيصنع "القاضي" في هذه الأزمة التي قد تأكل الأخضر واليابس؟ هل يتحرك مع "قضاته" أم إن طعن الحراب سيوقفه عن الحراك؟.
"قاضينا" حمد أتعبته "العربية" فتركها فأحزننا ذلك كما أحزن معظم أحبابه، فهل تركه لـ "العربية" يعني نهاية المرحلة أم إنه بداية لمرحلة جديدة؟ لست أدري.





* أكاديمي سعودي

عاصفة الشمال
09-29-2007, 06:52 AM
الأستاذ / عبدالمجيد بن سعود البلوي.. و مقالة له في صحيفة اليوم الإلكترونية


الديمقراطية لدى كل الشعوب هي الحل للازمات والدواء للأمراض, إلا أن العالم العربي متفرد في ديمقراطيته , من حيث طريقتها التي تؤدى بها ومن حيث نتائجها , نماذج الديمقراطية العربية العتيدة تتمثل في ثلاث دول , لبنان والعراق وفلسطين , وليس المرء بحاجة إلى التدليل على حجم المصائب التي جلبتها هذه الديمقراطيات المزعومة لشعوبها , العراق يعيش حربا أهلية تكاد تنسي أهله أن ما يزيد على مائتي ألف جندي أجنبي يحتلون أرضه , وفلسطين منقسمة بين دولة حماس التي تدير سجن غزة , ودولة رام الله التي تحكم فوق المساحات من الأرض الفلسطينية التي نجت من التفاف الجدار العازل , وسلمت من سطوة الحواجز الأمنية الإسرائيلية التي جعلت الانتقال بين مدن الضفة الغربية وقراها بالغ الصعوبة.

في فلسطين دخلت حركة حماس انتخابات على أساس برنامج انتخابي ينقض كل الاتفاقيات التي سمحت بهذه الانتخابات , من مقررات منظمة التحرير , وقرارات مجلس الأمن الدولي , واتفاقات أوسلو . وبعد أن فازت في الانتخابات يفترض بها أن تتحول إلى ممثل للشعب الفلسطيني , وان تعيد الدول المعنية النظر بالقضية الفلسطينية على أساس جديد يراعي هذا التحول في الرأي الشعبي الفلسطيني . ولكن بدلا من ذلك أصرت هذه الدول على صحة المسار السياسي السابق في التعاطي مع القضية وأهملت كل نتائج الانتخابات , وسعت إلى تغيير ما أفرزته هذه النتائج بوسائط القهر والحصار والمنع . وساعدها في ذلك الفصيل الذي خسر الانتخابات . فالديمقراطية في الحالة الفلسطينية لم تعد وسيلة لإدارة الصراع السياسي بشكل سلمي حتى لا يتحول هذا الصراع إلى صراع مادي عنيف , بل تحولت إلى مولد للصراع العنفي ومغذ له , وهي مفارقة تدل على أن الظروف المنتجة لسلوك ديمقراطي صحيح لم تنضج بعد, سواء كانت ظروفا تتعلق بالواقع الدولي الذي يحدد معايير مسبقة للمنتج الديمقراطي , أو ظروفا داخلية تتعلق بقدرة الأطراف المسيطرة على أدوات السلطة في عالمنا العربي على القبول بنتائج الديمقراطية وحكمها النهائي.

الديمقراطية علاج ودواء من العنف والإقصاء والصراعات الفوضوية التي أرهقت كثيراً من الدول قبل أن تختار الطريق الديمقراطي لإدارة الخلاف السياسي فيها, كما هو الحال في كل الدول الديمقراطية في العالم اليوم ,فالديمقراطية وسيلة رادعة تمنع من تعميق الخلافات وتحويلها إلى مادة تفجر تماسك المجتمع , إذ هي تجعل من الخلاف السياسي مادة تزيد من قوة النظام السياسي وتدعمه بالحيوية والمزيد من القدرة على الإبداع والانجاز والتنافس لصالح الجماعة . هذه الاداة أصبحت في عالمنا العربي وسيلة تولد المزيد من الصراع المادي , بين قوى المجتمع إذ لم تستقر بعد قيم التعددية السياسية والقبول بتداول سلمي للسلطة.
الوضع في لبنان لا يختلف كثيراً عنه في فلسطين مع تبادل الأدوار بين السلطة والمعارضة , في فلسطين لم تقبل السلطة قواعد الديمقراطية , أما في لبنان فالحال اشد عجبا,فالمعارضة التي هي أقلية في الحسابات الانتخابية البرلمانية تريد أن تفرض رؤيتها على الأغلبية , بل تعتبر نفسها هي الممثل الشرعي للشعب اللبناني وبالتالي من حقها أن تستخدم كل وسيلة لمنع الأكثرية النيابية من أن تختار من يمثلها رئيسا للبنان .الديمقراطية في لبنان في طريقها أن تتسبب في حرب أهلية جديدة , وقد كانت الديمقراطية وسيلة للخروج من الحروب الأهلية لا مولدا لها ولكنها الخصوصية العربية التي تحول الشئ إلى نقيضه وتغير من قواعد الأشياء وتمنحها منطقها الخاص .

إن الديمقراطية حتى تنتج حلولاً لمشاكل العالم العربي, لا مولدة لمزيد منها ,لابد لها أن تكون بعيدة عن التدخل الخارجي المفرط في تدخله والذي يعمق التناقضات داخل المجتمع ويوظفها لصالح مشاريعه الخاصة, كما أنها حتى تكون ديمقراطية ذات اثر ايجابي لابد لها من رسوخ قيم التعددية السياسية والقبول بالآخر في بنية الأحزاب والهيئات والجماعات التي تشارك في العملية الديمقراطية , وإلا فان هذا الدواء سيتحول إلى بلاء ومصيبة .


http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12524&P=4

محمد العصباني
10-02-2007, 06:29 AM
(محمد علي الهرفي (alharfi@alwatan.com.sa))


في جريدة الوطن العدد(2559) الصادر في يوم الثلاثاء الموافق 20/09/1428هـ



نريدها حكومة إسلامية: لا دينية ولا مدنية


دار ويدور جدل عنيف - ليس في بلادنا وحدها بل في الدول العربية كلها - حول الدولة الدينية ومخاطرها، كما يدور جدل في الوقت نفسه حول "الإسلام السياسي" ومساوئ هذا النوع من الإسلام، ويطالب البعض بالوقوف في وجه دعاة "الإسلام السياسي" ويقولون فيه ما قاله مالك - رحمه الله - في الخمر.
الذين تحدثوا عن "الدولة الدينية" في بلادنا لم يقولوا بدقة أي نوع من الحكم يريدون، وما هي صفات الدولة "الدينية" التي يرفضونها وإنما جعلوا الأمر عائما يقبل العديد من الاحتمالات وربما لهم هدف من هذه التعمية.
أما الآخرون فقد كانوا أكثر وضوحا إذ قالوا إن الدين يجب أن يكون بعيدا عن إدارة شؤون البلاد، فلا "سياسة" في الدين، والسياسة هنا تعني أي نوع من أنواع المشاركة في إدارة شؤون البلاد، وإنما ينبغي أن يكون دور الدين محصورا في دور العبادة، ويمثل العلاقة بين العبد وربه ولا شيء آخر.
ولكي تكون الأمور واضحة لا بد من تحديد المصطلحات بدقة فالدولة الدينية تنسب إلى "الدين" والدين في معناه اللغوي والقرآني يعني الاعتقاد سواء أكان هذا الاعتقاد - من وجهة نظرنا - حقا أم باطلاً، فكل ما يعتقده الإنسان هو دين، يقول القرآن الكريم "لكم دينكم ولي دين"، وهذا يعني أن للمشركين دينا كما للمسلمين دين بغض النظر عن كون دين المشركين باطلاً.
وبهذا المفهوم فإن مصطلح "الدولة الدينية" مرفوض عند المسلمين كما أعتقد.
وهناك مفهوم آخر عند الغربيين للدولة الدينية فهم يرون أن الدين علاقة خاصة بين الإنسان ومن يقدسه أيا كان هذا المقدس، وهذا مفهوم مرفوض أيضا عند المسلمين لأن الدين عندهم يمثل كل أنواع العلاقات القائمة بين الناس - حكاما ومحكومين - إضافة لكونه علاقة بين الإنسان وخالقه بحسب مفاهيم محددة وبدقة.
وهناك مفهوم ثالث يتداوله - أحيانا - مسلمون وغير مسلمين فهؤلاء يرون أن مفهوم الدولة الدينية يعني حق الحاكم أن يفعل ما شاء دون حسيب أو رقيب باعتباره يستمد هذه السلطة المطلقة من الله. وهذا المفهوم - أيضا - مرفوض من المسلمين إذ إن الحاكم غير معصوم من الخطأ وإنه يجب أن يخضع لمشورة المسلمين قبل توليه الحكم أو قبولهم به بعد ذلك بمحض إرادتهم، وإنه يحاسب كغيره من الناس... وهكذا.
أما مصطلح الدولة "المدنية" فهو يعني الدولة التي تسكن "المدينة" و"المدني" بحسب قواميس اللغة ضد "البدوي" أي ساكن البادية.. وهناك معنى آخر شائع بين الناس وهو أن "المدني" ضد "العسكري" فيقال: هذا موظف مدني وذاك موظف عسكري، وقد تستعمل الدولة "المدنية" ضد معنى "الدولة الدينية" أي أن الدولة "المدنية" تديرها مؤسسات وأحزاب بعكس الدولة "الدينية" التي يديرها فرد يملك كل السلطات.
الدولة التي يريدها الإسلام - كما أفهمها - قد تجمع كل ما ذكرته عن الدولة "المدنية" وغير ذلك من المواصفات التي يجب أن تنطبق على الدولة بكل مقوماتها، وهي بذلك لن تكون دولة "دينية" فقط ولا "مدنية" فقط بل ستجمع كل المحاسن لتكون بعد ذلك دولة "إسلامية" بالمعنى الواسع للإسلام.
في الدولة الإسلامية لا يوجد "بابا" ولا "إمام أكبر" ولا "مفتي أعظم" يقول ما يشاء فيكون قوله تشريعا ملزما لسائر الناس، في الدولة "الإسلامية" لا يوجد "رجال دين" ولا "رجال دنيا" فالكل رجال دين ودنيا في الوقت نفسه فلا يمكن التفرقة بين عمل الدنيا والدين فكل الأعمال تؤدي إلى نتيجة واحدة، فالدولة الإسلامية التي قدمت أفضل حضارة للعالم كان فيها الفقيه الكيميائي والمؤخر والرياضي، وكان فيها الخليفة الذي يبدع في الكيمياء والفيزياء وكان فيها الخليفة الذي يبدع في صناعة المدافع وغير ذلك كثير يصعب حصره.
في الدولة "الإسلامية" لا يوجد حاكم معصوم يقول عن الله فيكون قوله الحق، يزيد في شرع الله ما ليس منه أو ينقص منه ما يريد خضوعا لشهواته ورغباته، بل فيها مثل أبي بكر الصديق الذي أعلنها صريحة أنه ليس أفضل القوم فقال مخاطبا المسلمين: "إني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فتابعوني وإن أسأت فقوموني"، وفيها مثل علي بن أبي طالب الذي جلس مع يهودي عند القاضي الذي عينه فيحكم القاضي لليهودي لأن حجته كانت أكثر وضوحا عنده فلا يغضب علي "الخليفة" وهو - من هو - مكانة بين المسلمين...
في الدولة "الإسلامية" تقف امرأة تعترض على الخليفة، ويقف رجل من عامة الناس يعترض عليه فلا يغضب بل يظهر فرحه لأن الناس في "دولته" أحرار ويعبرون عن آرائهم بكل حرية لا يخشون سطوة الحاكم أو بطشه.
في الدولة "الإسلامية" تقف مجموعة من الناس فتكفر الحاكم وتقاتله وعندما يقول بعضهم لهذا الحاكم: أهؤلاء كفار؟ يقول: هم من الكفر فروا، ويقول: هؤلاء إخواننا بغوا علينا، رضي الله عن علي بن أبي طالب الذي قال هذا الكلام.
الدولة "الإسلامية" تحترم حقوق الإنسان - صغيرها وكبيرها - فتحرم الظلم بكل أنواعه، وتحرم الاعتداء على النفس أو المال أو العرض، لا تفرق بين مسلم أو غير مسلم، فالإنسان هو الإنسان تحترم حريته وكرامته وحقوقه.
الدولة "الإسلامية" لا تميز بين مواطن وآخر ولا بين غني وفقير فكلهم في ميزان هذه الدولة سواء، فالعدل هو الميزان السليم الذي تتعامل به الدولة مع مواطنيها بكل فئاتهم.
الدولة "الإسلامية" هي التي تجعل للعمل قيمة عظمى، ومثله للحضارة الإنسانية، فتجعل من مواطنيها قدوة لسواهم في العطاء والقوة والاعتماد على النفس في كل شيء والابتعاد - ما أمكن - عن الاعتماد على الغير، فالعمل في ميزان "الدولة" جزء من العبادة.
الدولة "الإسلامية" هي التي تجعل الشورى من أهم أولوياتها، فالعقل "الجمعي" خير من العقل الواحد، وإذا كان العقل "الجمعي" لا يتحقق إلا من خلال الجمعيات أو المؤسسات أو ما أشبهها من المسميات فليكن لأن تحقيق هذا الغرض قوة لهذه الدولة التي يجب أن تكون قوية.
لا نريد دولة "دينية" بالمفهوم السيئ الذي يكرس العبودية للفرد، ولا نريد دولة "مدنية" تسلخ الإنسان من عقيدته بالمفهوم الغربي لكننا نريدها دولة "إسلامية" بالمفهوم الشامل المتسامح للإسلام الذي يحقق الخير - بكل أنواعه - لمواطني الدولة "الإسلامية" التي أتمناها.


*أكاديمي وكاتب سعودي

محمد العصباني
10-05-2007, 03:25 AM
مقال للكاتب( سعود البلوي) على صفحات جريدة الوطن السعودية


العدد (2563) في يوم الجمعة الموافق23/9/1428هـ

حق الإنسان في العمل

قيمة الإنسان الجوهرية في هذه الحياة تكمن في العمل والقدرة على الإنتاج الذي به يتحقق وجوده. وبما أن العالم يعاني من زيادة سكانية رهيبة خلقت ضيقاً ملحوظاً في مختلف مجالات العمل، الأمر الذي أثّر في ازدياد مستوى الفقر وندرة فرص العمل ذات البيئة الإنسانية المناسبة. ونظراً لارتباط العمل بأهمية الإنسان وكرامته حرصت المنظمات الدولية-الممثلة للأمم المتحدة- على أهمية حقوق العمل المبنية على "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" الذي تفرعت بنوده الـ 30 عن حقين طبيعيين (حق الحرية، وحق المساواة) يفترض أن تراعيهما جميع الدول الموقعة على هذه الوثيقة الدولية الهامة. ينصّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن "لكل شخص حق العمل، وفي حرية اختيار عمله، وفي شروط عمل عادلة ومُرضية، وفي الحماية من البطالة"، و"لجميع الأفراد، دون تمييز، الحق في أجر متساوٍ على العمل المتساوي"، و"لكل فرد يعمل حق في مكافأة عادلة ومرضية، تكفل له ولأسرته عيشة لائقة بالكرامة البشرية وتستكمل، عند الاقتضاء، بوسائل أخرى للحماية الاجتماعية" (الفقرة 1، 2، 3 من المادة 23).
وبلادنا هي إحدى الدول الموقعة على الإعلان العالمي والوثائق الملحقة به؛ مما يعني أننا جزء لا يتجزأ من هذا العالم، ملتزمين بعهوده الدولية، ويفترض أن نكون فاعلين في تطبيقها لئلا تكون حجة علينا في يوم ما فنبدأ من نقطة يفترض أننا تجاوزناها، ولذلك يجب أن نبيّن حرصنا فعلاً على نشر وصيانة الحقوق من خلال متابعة الخطط الاستراتيجية المرسومة وتفعيلها أو استبدالها إن لزم الأمر. وأعتقد أن هناك مشكلات حقوقية متشابكة تقع في نطاق وزارات حكومية عديدة ذات صلة ببعضها من أهمها: العمل، الخدمة المدنية، المالية، التخطيط.
فرغم حرص حكومة المملكة على تطبيق القوانين الدولية والإقليمية والمحلية، التي تخص العمل تحديداً، لكن هذا لا يعني أنّ مختلف مؤسساتنا الحكومية والأهلية تعير اهتماماً لهذه المواثيق بدليل أن وزارة العمل مثلاً لم تستطع حتى الآن فرض رؤاها واستراتيجيتها الوطنية المنطلقة من ضرورة تمكين الإنسان السعودي من العمل، وربما عجزت عن "سعودة" كثير من الوظائف في القطاع الخاص، فطالب العمل لا يشعر بالأمان مع هذا القطاع نتيجة هدر الحقوق الإنسانية المتعلقة بالعمل مما جعل فئة كبيرة من المواطنين الشباب تحلم بالعمل في المؤسسات الحكومية لوجود أمان نسبي فيها وخاصة أن المواطن اليوم بعيد عن حرية اختيار عمله في بيئة غير مناسبة تماماً لكنها مرضية أمام الاختيار الأصعب ما بين عمل كيفما اتفق أو البطالة التي تهدد اليوم جيلاً كاملاً ذهب ضحية الطرق التقليدية في التعليم العام؛ إذ إن المتخصصين في العلوم النظرية هم القاعدة الصلبة للبطالة اليوم. أما فيما يخص العمل في حقل التعليم فالأمر فعلاً يكاد أن يكون منافياً لحقوق الإنسان، فما يحدث في وزارة التربية يشبه (الاستغلال) إذ لا يوجد أسباب منطقية لإرجاء الاستحقاقات الوظيفية لآلاف من المعلمين والمعلمات سوى انتهاج سياسة الترشيد والتوفير القسري على حساب الحقوق، وهذا يتناقض مع البند الحقوقي المذكور آنفاً والمتعلق بأن لجميع الأفراد دون تمييز الحق في أجر متساوٍ على العمل المتساوي. ورغم صدور توصيات عن "مجلس الشورى السعودي" و"الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان" تتعلق بإعطاء المعلمين والمعلمات حقوقهم الوظيفية المفترضة تحدّث مؤخراً وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله بن صالح العبيد في برنامج إعلامي عن فكرة مستقبلية تتمثل بمنح المعلمين رخصة لمزاولة التعليم مدتها خمس سنوات، ورغم أهمية هذه الفكرة لكن يبدو أن الوزارة ضاقت ذرعاً بمعلميها وتريد تسريحهم بطريقة نظامية قبل أن يحصلوا على حقوقهم المادية التي كفلها لهم النظام!
أنظمة العمل في المملكة العربية السعودية بحاجة إلى مشروع إصلاحي متكامل لكي يشعر الإنسان السعودي بأنه يعمل وينتج بعيداً عن ثقافة "الدوام" التي نسير عليها منذ أكثر من نصف قرن والتي تتعلق أولاً وقبل كل شيء بأهمية (التواجد داخل الحظيرة لا كميّة اللبن) مما يولّد مساواة سلبية حيث لا تجب المساواة عند اختلاف الجودة النوعية في الإنتاج أو حتى في العقوبات الإدارية، وهذا ما يعزز الشعور باللاجدوى ويؤصل لمبدأ الحقوق المهدرة في العمل مما يجعل الموظف/العامل السعودي عرضة لإجراءات تصل في بعضها إلى مستوى التعسف الأرعن الذي يقوم به بعض الرؤساء والمديرين ليس لمصلحة العمل بقدر الحماية التقليدية للمنصب الإداري من خلال أوراق مليئة بالأحبار، وللأسف كثير من رؤساء العمل يعيدون إنتاج فكرة شيخ القبيلة بكل سلبياتها ولهذا غالباً ما تستمر المشكلات رغم الإجراءات العقابية (البيروقراطية) التي لا تسهم في حل المشكلات بقدر تكريسها.
إن ترسيخ "حقوق الإنسان في العمل" يبدأ من السؤال التقليدي: ما هي الحقوق والواجبات في العمل؟ فعلى ضوء إجابة واضحة على هذا السؤال تكون الأسس المستقبلية للتنمية البشرية في هذا الوطن، والحقوق تأتي أولاً ثم تليها الواجبات وكلما شعر الإنسان بحصوله على حقوقه كاملة كان ذلك دافعاً إلى حب العمل المؤدي بالضرورة إلى حب الوطن والإسهام في بنائه مهما كان هذا العمل بسيطاً، لكن الشعور بهدر الحقوق يترتب عليه عدم الالتزام بالواجبات. ومن المفارقات أن النظرة إلى العمل بالنسبة للمواطن السعودي تختلف كثيراً عن النظرة ذاتها بالنسبة للموظف/العامل المقيم الذي يعمل وفق شروط مهنة محددة يعلم تماماً أنه يستطيع إثبات ذاته من خلالها ويستطيع أن يحب مهنته ويتفانى من أجلها. هذا الأمر موجود لدى فئة محددة من السعوديين العاملين في القطاعات الحكومية الهامة وبعض الشركات الوطنية والأجنبية الرائدة في القطاع الخاص. إذ نجد أن حب المهنة والإخلاص في العمل مرتبط بالحقوق المادية والمعنوية التي يحصل عليها العاملون، فمن يحصل على دخل مناسب ويحظى بتأمينات شاملة ومنها التأمين الصحي، ويوفَّر له المسكن المناسب أو بدلات تعويضية عنه، ويدرك أنه يستطيع من خلال العمل أن يرتقي وفقاً للتدريب المستمر وتطوير القدرات وتراكم الخبرات؛ بالطبع سوف يشعر هذا الإنسان بتحقيقه لذاته ووجوده الإنساني وبالتالي يتولد لديه شعور طبيعي بالانتماء لمهنته وعمله؛ لأنه يعطى حقوقه كاملة قبل أن يجف عرقه، بينما في بعض الجهات هناك من يموت أثناء تأدية العمل وتركته الحقوقية ملف أخضر محشوّ بالأوراق.. لا أكثر!
* كاتب سعودي

محمد العصباني
10-09-2007, 06:17 AM
مقال للكاتب ( محمد بن علي الهرفي) على صفحات جريدة الوطن السعودية.

العدد(2566) ليوم الثلاثاء الموافق 27/09/1428هـ


تقسيم العراق... بداية المطاف أم نهايته؟
الحديث عن تقسيم العراق وسواه من دول عربية أخرى لم يكن مفاجأة لي فقد كان هذا الموضوع يتردد على ألسنة بعض الأمريكان والصهاينة منذ حوالي ثلاثة عقود وكانت خطة "برنارديوس" هي الأشهر في هذا الباب والتي قدمها لبعض الساسة الأمريكان بهدف إضعاف كل الدول العربية وتحويلها إلى "دويلات" لا حول ولا قوة لها بحيث تستطيع إسرائيل الهيمنة عليها كلها وتستطيع أمريكا ـ أيضا ـ الاستفادة من خيرات هذه الدول خاصة البترول. وعندما تم احتلال العراق وعين "برايمر" رئيساً للعراق يتحكم فيها كما يشاء استطاع مع فريق من "الخونة" العراقيين وضع دستور للبلاد يسمح بمثل ذلك التقسيم الذي كان حلماً قديماً لبعض الأمريكان والصهاينة بحجة أن هذا "التقسيم" سيحقق الأمن والاستقرار للعراقيين كما سيحقق لهم الرفاهية التي يحلمون بها.
مجلس الشيوخ الأمريكي أقر خطة "جوزف بيدن" المتعلقة بتقسيم العراق إلى ثلاث كيانات بحسب مذاهبها، وأكد هذا المجلس أن خطته غير ملزمة وأنها تهدف إلى تخليص العراق من العنف الطائفي الذي يتعرض له ومن ثم المساعدة في إخراج الجيش الأمريكي من العراق.
إن قرار مجلس الشيوخ حتى وإن قيل إنه غير ملزم فإنه يحمل في طياته الكثير من المصاعب والمآسي للعراقيين، ومن الغباء الشديد أن ننظر إليه ببراءة في ظل معرفتنا بأن الأمريكان هم حكام العراق وأن قادتهم الحاليين هم من أكثر الناس تطرفاً ومن أكثرهم تعصبا للصهاينة ورغبة في تحقيق أهدافهم في العراق وفي سواه.
وإذا أضفنا إلى ذلك أن الواقع في العراق يتجه إلى التقسيم وأن مجموعة من كبار المسؤولين العراقيين الذين جاؤوا مع الاحتلال يرغبون وبقوة في هذا التقسيم أدركنا أن الحديث عن التقسيم في هذا الوقت ليس عبثياً لا سيما وأنه لم يبق إلا حوالي ستة أشهر ـ بحسب الدستور ـ لكي يقرر العراقيون رغبتهم في التقسيم من عدمه، الأكراد في الشمال يمثلون دولة شبه مستقلة، ويخططون لكي تكون مستقلة تماماً رغم كل الصعوبات التي تحول دون قيام دولتهم التي يتطلعون إليها، ومعروف أنهم يتفقون مع شركات أجنبية تعمل في مجال البترول دون التنسيق مع الحكومة المركزية في بغداد، وبالتالي فهم مستقلون مالياً ولهم شبه استقلال سياسي أيضاً، وفي مثل هذه الأحوال فإن وجود دولة كردية في شمال العراق يحقق بعض أهداف الأكراد حتى يتحقق الهدف الأكبر في إيجاد دولة كردية تضم كل الأكراد المتواجدين في سوريا وإيران وتركيا بالإضافة إلى أكراد العراق.
الأكراد بدؤوا في تهجير العرب الموجودين في كركوك والموصل ومضايقتهم بكل الوسائل لكي يخلو شمال العراق من العرب ويخلص للأكراد وحدهم، بل إنهم يتعاملون مع المهاجرين العراقيين وكأنهم أجانب لا يمتون إلى العراق بصلة.
أما شيعة الجنوب فهم أيضا يرحبون بهذا التقسيم، وقد أكد ذلك السيد عمار الحكيم في تصريح له قبل بضعة أيام من خلال قناة "العربية" وكان ينتظر مرور الأشهر الستة بحسب الدستور حتى يتم الاستفتاء على التقسيم وكأنه يتطلع إلى ذلك اليوم بفارغ الصبر حتى يتحقق له ما يتطلع إليه.
وكما في الشمال بترول ففي الجنوب مثله كذلك وهذا مغر جداً لأهل الجنوب كما أنه مغر كذلك للأمريكان الذين يتطلعون إلى الاستفادة من هذا البترول الوفير الذي جاؤوا من أجله، ووجوده في "دويلة" لا قيمة لها يسهل عليهم فرض كل ما يريدونه في سبيل حصولهم على البترول.
وتبقى في الوسط "دويلة" للسنة هي الأفقر والأضعف، ولا بأس عند الأمريكان من ذلك عقابا لهم على مواقفهم السيئة من الأمريكان طيلة سنوات الاحتلال، وبطبيعة الحال لن تستطيع هذه "الدويلة" أن تفعل أي شيء في ظل انفصال الشمال والجنوب عن الدولة الأم!
هذا السيناريو الذي صنعه الأمريكان وقدموه مقترحاً غير ملزم أيده البعض ـ كما قلت ـ ورفضه الكثيرون من داخل العراق ومن خارجها ومن كل الطوائف العراقية باعتباره مشروعاً فاسداً وفاشلاً بكل المقاييس ولن يحقق إلا مزيدا من الاقتتال الطائفي والدولي وسيتحول العراق ـ إذا تم هذا المشروع ـ إلى حمام من الدم يشارك فيه أناس من داخل العراق ومن خارجه.
السيد نوري المالكي رفض هذا المشروع واعتبره كارثة على العراق وعلى المنطقة كلها.
وقال المالكي في حديث للتلفزيون العراقي وهو في طريق عودته من نيويورك بعد حضوره دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة: "إن على الأمريكان أن يقفوا إلى جوار العراق ويعززوا وحدته وسيادته بدلاً من أن يقترحوا تقسيمه".
لكن نائبه عادل عبد المهدي كان له رأي آخر فهو يرى أنه بالإمكان تقسيم العراق بحسب الأخذ بنظام فدرالي سواءً أكان ضمن هذا النظام ثلاث إمارات أو أكثر، وأشار إلى تجربة الإمارات وأنه يمكن الأخذ بمثل هذه التجربة في العراق!
أقول: ليت المالكي يستطيع إقناع نائبه وكذلك إقناع الحكيم وبعض الأكراد بالعدول عن مواقفهم المؤيدة للتقسيم حتى وإن قالوا إنه سيكون ضمن عراق واحد، فالكل يعرف بعد هذا الكلام عن الواقع.
المسؤولون العرب جميعاً وقفوا ضد فكرة التقسيم وتحدثوا عن خطورتها ونتائجها المدمرة، فالمسؤول عن العلاقات العامة وملف العراق في جامعة الدول العربية قال: إن القرار غير الملزم الذي أصدره مجلس الشيوخ الأمريكي هو الرؤية المستقبلية الأمريكية للمنطقة العربية.
أما عبدالرحمن العطية أمين عام مجلس التعاون الخليجي فقال: إن مجرد الحديث عن تقسيم العراق سيكون له نتائج وخيمة ليس على العراق وحسب وإنما على الأمن والاستقرار الإقليمي من جهة والسلم الدولي من جهة أخرى.
الأمريكان اقترحوا ثلاث "دويلات" ولكن الواقع العراقي يقول إن هذه "الدويلات" قد تزيد عن الثلاث لو حصل التقسيم فعلا، فهناك آخرون يرون أن لديهم الحق في "دويلة" إسوة بالقوميات الأخرى.
صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر يوم الأحد 30/9/2007 نقلت تصريحاً على لسان نائب رئيس حزب "تركمان إيلي" علي عبدالمهدي قوله: إن التركمان يعتزمون إعلان إقليم رابع في العراق إذا تم تقسيمها إلى ثلاث دويلات صغيرة.
وأكد السيد علي عبدالمهدي رفض التركمان لأي مشروع يتعلق بتقسيم العراق لكن ـ كما قال ـ في حالة التقسيم فإن التركمان سيطالبون بإقليم خاص لهم ولا أستبعد في حالة حصول تقسيم في العراق ألا يقف الأمر عند دويلات ثلاث أو أربع فقد تطالب قوميات أو مذاهب أخرى بالاستقلال، وقد يختلف أصحاب المذهب الواحد أو القومية الواحدة فيطالبون بالانفصال والاستقلال.
ليت هؤلاء الذين يتحدثون عن الانفصال وعن تقسيم العراق سواء أكانوا من العراقيين أو الأمريكان يعرفون أن العراقيين جميعاً شعب واحد له تاريخ واحد وانتماء واحد وقد تعايش هذا الشعب ومنذ مئات السنين رغم كل الاختلافات، وكانوا في أحسن حالاتهم حتى جاء الاحتلال فتغيرت كثير من الأمور بسببه وليس بسبب الاختلافات المزعومة بين مكونات الشعب العراقي.
ما يحدث في العراق فتنة مذهبية بل فتنة سياسية اتخذت من المذهبية غطاء لها وإذا كان الأمريكان والصهاينة يعتقدون أنهم بهذه المقترحات السيئة يحققون أطماعهم في العراق فهم واهمون أيضاً فالشعب العراقي لا يمكن أن يقبل بهذا الذل الذي يراد له وتاريخه يؤكد أن أحراره هم الأكثر والأقدر على تحريره وإعادته قوياً يحقق دوره العربي القوي.
يبقى أن أطرح السؤال مرة أخرى: هل فكرة تقسيم العراق هي نهاية المطاف أم بدايته؟
شخصياً أعتقد أنها بداية لطريق طويل تخطط له إسرائيل وأمريكا منذ عشرات السنين ولو قدر الأمريكان أن يحققوا انتصاراً سهلاً في العراق لرأينا أن التقسيم قد بدأ فعلاً في عدد من الدول العربية.
ننظر إلى السودان وكيف أن أمريكا لا ترى مانعاً في انفصال الجنوب، وأن الاستفتاء قد يقود إلى هذه النتيجة ، ورأينا أيضاً موقفها الشاذ من دارفور وقد يقود هذا الموقف إلى الدعوة إلى انفصال دارفور عن السودان وهكذا يبدأ المسلسل ولا نعرف كيف ينتهي.
الحديث عن تقسيم سوريا والسعودية ولبنان ومصر حديث قديم يتجدد حسب الأحوال وما لم يقف العوب جميعاً ضد الأهداف الأمريكية والصهيونية في العراق فقد تجد هذه الدول وشعوبها أنهم جميعاً أصبحوا شيعاً وأحزاباً ودويلات تافهة تتحكم فيهم جميعاً إسرائيل وتسومهم سوء العذاب. أعداؤنا يبحثون عن مصالحهم ويلحون في البحث عنها ألا يحق لنا جميعاً أن نبحث عن مصالحنا وبحسب رؤيتنا؟


*أكاديمي وكاتب سعودي

محمد العصباني
10-13-2007, 08:52 AM
مقال للكاتب( سعود البلوي) على صفحات جريدة الوطن السعودية



العدد (2569) في يوم الجمعة الموافق 01/10/1428هـ


نظرات في الإصلاح


الإصلاحات التي سنّها رجل الإصلاح الأول في هذا الوطن، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لا يمكن قراءتها على أنها توجهات آنية أو مرحلية بقدر كونها تؤسس لمستقبل هذا البلد الذي يمر أكثر من غيره بتحديات غير تقليدية تمسّ حياة الإنسان السعودي بشكل مباشر في شتى المجالات. وهذا ينم عن إدراك حساسية - إنْ لم تكن خطورة - هذه المرحلة المليئة بالتغيرات العاصفة؛ ولذلك فمجرد ظهور هذا المصطلح (الإصلاح) وتداوله من قبل أعلى المرجعيات السياسية في البلاد كمشروع وطني استراتيجي يجب تحقيقه؛ إنما هو إقرار باحتمالية وجود القصور الذي يستلزم تحديد مكامن الخلل وتشخيصها بدقة وهذه أولى الخطوات نحو الإصلاح. ونحن في المملكة مطمئنون تماماً لمسيرة الإصلاح التي هي أمر حتمي لا يمكن الحياد عنه، لكن للأولويات الداخلية والخارجية دور في تأثر تطور وشمولية الإصلاح الذي يحتاج تحقيقه إلى وقت وجهد وصدق لا سيما في بلد قيادي وهام مثل بلادنا، ومن غير المنطقي الالتفات إلى جانب إصلاحي على حساب الآخر، ورغم ذلك فإن مؤشرات ما تحقق توحي بفسحة كبيرة من التفاؤل والأمل.
إن السياسة العليا للبلاد تتمثل الإصلاح في أعلى مستوياته، ومن المهم أن تجاري الفروعُ الأصلَ الإصلاحي في الحركة ليكون خطاب الإصلاح شاملاً وعلى مختلف المؤسسات والمستويات. ونحن في كل خطوة إصلاحية نخطوها نشعر بالزهو والاعتزاز، غير أن شعوراً ظاهراً يجعلنا نأمل أن تطال يد الإصلاح شتى المجالات في الدولة. لأن بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية لدينا تحتاج إلى "بريسترويكا" وطنية يعاد بناؤها على أسس قوية تكفل لمواطني هذا البلد مستقبلاً قادراً على مقاومة أي ظروف تطرأ وتؤثر على هذا المجتمع، خصوصاً أننا في زمن تتسارع فيه المتغيرات وفق إيقاع حياة لا مجال فيه للفوضى. مؤخراً صدر مرسومان ملكيان في غاية الأهمية الأول يختص بإصلاح جذري لنظامي (القضاء والمظالم) والثاني إصدار لائحة نظام "هيئة البيعة" المتعلقة بتنظيم طريقة توارث الحكم بين أبناء وأحفاد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، وهو استكمال لنظام الهيئة التي صدر مرسوم ملكي بها في رمضان من العام الماضي، وفكرة هيئة البيعة انبثقت عن الملك عبدالله شخصياً حيث طرحها قبل أكثر من عشرين عاماً حينما كان ولياً للعهد آنذاك، وهذا دليل نظرته المستقبلية الثاقبة المتعلقة بالإصلاح.
اليوم نحن على مفترق طرق أحدها هو الطريق القويم المتعلق بالإصلاح الذي لا يجتزأ، فإما أن نأخذه كله أو نتركه وهذا أمر غير معقول في ظل هذه الظروف. ليس أمامنا خيارات كثيرة ولا متسع من الوقت لكي نؤخر أو نؤجل، وكما أن الأنظمة تحتاج إلى إصلاح فالمجتمع يحتاج إليه أيضاً، كما إلى صدور نظام لمؤسسات "المجتمع المدني" المستقلة والبعيدة عن أي نوع من الوصاية الحكومية، وبعيداً أيضاً عن مقترحات مجلس الشورى الذي لم يصب أبداً في هذا الاقتراح القاضي بأن تكون تلك المؤسسات تحت الوصاية، واقع الحال إذن يشير إلى أن مجلس الشورى ذاته بحاجة إلى تطوير وإصلاح يصب في صالح البناء المجتمعي والتنمية البشرية في بلادنا التي نأمل أن تكون في مصاف الدول المتحضرة نظماً ومجتمعاً ومؤسسات، ولهذا تعتبر صيانة الحقوق من الانتهاك أهم الأمور ذات التأثير المباشر على حياة الإنسان، إذ يتبلور الإصلاح الحقيقي في تحديث وتفعيل القوانين التي من شأنها حماية الحقوق والحريات ومنع أي احتمالات لانتهاك الحريات الخاصة والعامة وخصوصاً تلك المرتبطة بحق التعبير وحرية الرأي مزامنةً مع مزيد من الشفافية والدعم للإعلام والصحافة المستقلة بما يتفق والوحدة الوطنية. وهناك مؤسسات هامة تحتاج إلى إصلاح جذري شامل منها: التعليم-بوزارتيه- الذي بدا وكأنه يؤدي دوراً سلبياً في تكريس البطالة ونشر الجهالة المركبة عبر المدارس والمؤسسات الأكاديمية لما تعتمده من طرق تعتمد على التلقين والحشو. يأتي ذلك رغم المليارات التسعة المرصودة لإصلاح التعليم التي لن نقول أين ذهبت آنفاً ولكن نقول أين ستذهب؟ رغم عدم وجود الشفافية الكافية بين وزارة التربية والصحافة، على أي حال من آخر (تقليعات) الوزارة أنها قامت بتفريغ محتوى الكتب المدرسية ذاته على أقراص مدمجة بغية توزيعها على الطلبة وكأن الحل السحري لمكافحة الجهل المؤسس يكمن في تلك الأقراص! هذا يفيدنا بأهمية إعلان قيام جميع الوزارات في الحكومة بإعلان خططها وميزانياتها بشكل دوري بين كل فترة وأخرى وإطلاع الرأي العام على تلك الميزانيات مع مناقشة ما تطرحه الصحافة لا الاكتفاء بالصمت وكأن البعض لا يعلم أن الفترة الماضية قد ولت إلى غير رجعة! والأمر نفسه يجب أن تعيه وزارة الثقافة والإعلام التي من المفترض أن تدعم ضمان حقوق الصحافة ممثلة بحقوق الكتّاب والصحفيين والإعلاميين بعيداً عن الرقابة مغمضة العينين التي يفرضها بعض مسؤولي الصحافة والإعلام ليكونوا بذلك روماناً أكثر من الرومان أنفسهم. ولهذا أتمنى ألا تضيع جهود التوجه العام نحو الإصلاح فنكون كالمنبتّ "لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى" وخاصة إذا ما تعلق الأمر بمستقبل هذا الوطن ومكتسباته الثقافية، أقول هذا متذكراً "الكرنفال" الذي أقامته وزارة الثقافة لمناقشة الاستراتيجية العرجاء التي وضعتها الوزارة للثقافة الوطنية قبل عدة أعوام، وعقد لها قبل فترة قريبة مؤتمر في جدة حضره ممثلون (رسميون) ينتمون لوزارة الثقافة نفسها على الرغم من أن صفة المثقف لا تنتفي عن بعضهم ولكن كان هناك تغييب واضح لبقية المثقفين غير الرسميين الذين لديهم رؤية معينة لمستقبل ثقافتهم الوطنية.
من المهم أن تتضافر الجهود الإصلاحية لتكون متزامنة مع كل الآمال والتطلعات، ومن الخطورة عدم وجود استراتيجية للإصلاح في بعض الجهات الحكومية، ومن الأمثلة السابقة التي سقناها يتضح أن الإصلاح لن يؤتي ثماره إذا ما كانت بعض أجزائه تسير على نحو أبطأ من الأجزاء الأخرى؛ وأظن أن محاربة الفساد الإداري المستشري تأتي في المرتبة الأولى، وسبق أن تحدثت "الوطن" عن حجم الخسائر بسبب الفساد، ولذلك نتمنى أن تبدأ الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد عملها بأقرب وقت ممكن لتطلع الرأي العام على أجندتها المتعلقة بمكافحة الفساد التي تعتبر من أهم الخطوات نحو الإصلاح.
* كاتب سعودي

محمد العصباني
10-19-2007, 05:09 AM
مقال للكاتب( سعود البلوي) على صفحات جريدة الوطن السعودية


العدد (2576) في يوم الجمعة الموافق 08/10/1428هـ







تأثير "الشورى" في تغيير قناعات الرأي العام



"المبعوثان" هو مجلس النواب العثماني الذي تشكّل بعد الإصلاحات الدستورية في عهد عبدالحميد الثاني. ولفظة "المبعوثان" تعني النواب المبعوثين من ولاياتهم ودوائرهم الانتخابية إلى البرلمان العثماني في الآستانة، ويضم هذا المجلس عدداً من النواب الذين تم اختيارهم عن طريق الانتخابات، لكن العملية الانتخابية تختلف عمّا هو متعارف عليه اليوم، إذ انتُخب الأعضاء من بين موظفين سابقين في المجالس الإدارية في الولايات والألوية والأقضية العثمانية وكثير منهم ينتمون إلى أسر معروفة في المجتمع، وينوب كل عضو عن 50 ألف فرد من مواطني الدولة. ومدة العضوية فيه أربع سنوات يتمتع فيها العضو بالحصانة البرلمانية فلا يجوز القبض عليه أو محاكمته إلا إذا قرر المجلس رفع هذه الحصانة بموافقة الأغلبية. المهم أن المجلس ناقش أثناء عمله مشروعات مهمة، منها ما يتعلق بقانون الصحافة، والانتخابات، وعدم مركزية السلطة العثمانية، والموازنة العامة للدولة، لكن الحياة النيابية لم تزد عن أحد عشر شهراً بينما استمر حل المجلس وتعطيل الدستور من قبل السلطان قرابة ثلاثة عقود، ومن المفارقات أن السلطان عبدالحميد ذاته قد أمر بإعادة العمل بالدستور، لكن الحياة لم تعد كما كانت بعد موجة حروب خرجت منها الدولة العثمانية تلعق جراح الهزيمة محاولة جمع شتاتها، لكن وصف (الرجل المريض) قد انطبق عليها فعلاً حيث أسقطتها بعد حوالي خمسة عشر عاماً جمعية الاتحاد والترقي.
بعيداً عن الأحداث السياسية وقريباً من الحكايات البرلمانية: يروى أنّ نائباً حلبياً يدعى الشيخ أسعد كان يجاور مقعده في "المبعوثان" مقعد نائب بغدادي لا يجيد اللغة التركية غالباً ما يغط في نوم عميق أثناء الجلسات وحين يستيقظ يسأل الشيخَ أسعد عمّا قُرر فيخبره.. حتى ملّ الشيخ من نومه وأسئلته. وذات مرة استيقظ البغدادي من نومه على صوت تصفيق النواب، فسأل الشيخ أسعد كالعادة عمّا جرى اليوم، فأخبره مازحاً عن تخصيص (وابورين) لكل ولاية، فتساءل النائم بدهشة عن حصة بغداد، ليجيبه الشيخ بضياع فرصتها بسبب نومه، فانتصب البغدادي واقفاً وسط القاعة وأخذ يصرخ بالعربية بأعلى صوته: أربعة وابورات لدجلة والفرات! (انظر: نصرت مردان، جريدة الزمان،2501).
مع اختلاف الزمن ونمط العيش، فما حدث في "المبعوثان" العثماني ربما يحدث في "مجلس الشورى السعودي"، فالتلفزة المحلية تنقل لنا تسجيلاً لبعض الجلسات كل جمعة تقريباً ولكن لا يستطيع المواطن رسم صورة متكاملة لما يحدث في الجلسة، فالكلمات الطويلة لبعض الأعضاء قد لا تحتوي فعلياً على ما يلبي حاجات المواطن الضرورية؛ مما يؤدي إلى عدم تبني قضايا ومصالح وهموم الشارع المتعلقة بالمواطن البسيط، وهذا ما يذكرني بالفكرة التي طرحها الكاتب عبدالرحمن الوابلي، عبر مسلسل طاش ما طاش، والتي ألمحتْ إلى أنّ معظم أعضاء المجلس هم من التكنوقراطيين الذين خدموا طويلاً في كثير من الجهات الحكومية مما جعلهم يعيدون نمط الحياة الرسمية من خلال تصرفاتهم (النيابيّة) تحت قبة مجلس الشورى الذي سبق أن انضم إلى "اتحاد البرلمانات الدولي". الانتماء الذي أعنيه ليس لمبنى المجلس ولا لجهات العمل الأخرى إنما يفترض أن يكون للمجتمع، للناس، للأفراد الذين ينتظرون أن يعبِّر المجلس، بتعددية أعضائه، عن هموم المواطن.. آماله وآلامه، ونقلها لصاحب القرار في الجهة السياسية العليا المتمثلة بمجلس الوزراء.
وأنا هنا آمل من مجلس الشورى نقل جلساته على الهواء. وفضلاً عن ذلك فإن طبيعة القضايا التي يتم طرحها في الجلسات تبتعد عن القضايا الحساسة التي لا تحتمل التأخير بالنسبة للمواطن، فما أكثر "الميزانيات" التي ناقشها المجلس! لكن هل المواطن يهتم لمناقشة ميزانيات صرفت وانتهت في أعوام سابقة؟
ومن المفارقات الغريبة أن المجلس يحرص على أمور يمكن تأجيلها أمام أخرى يفترض أن تكون طارئة أو مهمة مثل تقديم دراسات موضوعية ووافية عن قضايا تضرر منها المواطن ومازال، كقضية انهيار سوق الأسهم السعودي التي لم نجد تفسيراً يوضح اختفاء 1.7 تريليون ريال حسب التقديرات. وكذلك قضية ارتفاع الأسعار دون وجود ملحوظ لضابط (الرقابة)، فقد صرّح وزير التجارة إن عدد المراقبين في المملكة لا يتجاوز 200 مراقب.
حتى الآن لم يؤثر مجلس الشورى بتغيير قناعات الرأي العام-علمياً- فيما يتعلق بحقيقة "التضخم" الشبيه بالكابوس الذي يعيشه المجتمع اليوم. فـ"هوامير" سوق الاستهلاك المحلي تفضلوا-عبر الصحافة المحلية- بإعادة صياغة التبريرات (الخارجية). ونحن نأمل أن تظهر مبررات جديدة ولكن تحت سقف مجلس الشورى هذه المرة؛ علَّ (ممثلينا) في المجلس لديهم وجهات نظر معينة يريدون إطلاعه عليها، وإن لم يكن لديهم فإننا كمواطنين لن نملّ الحديث خصوصاً إذا ما ارتبط الأمر بما نعانيه من تضخم يزداد حجمه في أذهاننا بسبب علامات استفهام تبحث عن إجابات، و"لن يعرف الشوق إلاّ من يكابدُهُ"!
بطبيعة الحال لا يجوز أن يبخس بعض أعضاء المجلس حقهم في بعض التوصيات الجيدة التي نتمنى أن ترى طريقها إلى النور. ولكن لو نظرنا فسنجد أن عدد أعضاء مجلس الشورى السعودي 150 يمثلون مختلف الطوائف والمناطق والقبائل والأسر، معظمهم من حملة المؤهلات العالية وممن خدموا في مختلف القطاعات الحكومية، وكلنا ثقة بهم غير أن من يمثلني حقاً ليس ابن طائفتي أو منطقتي أو قبيلتي، لكنه من يدافع عن مصالحي ويتبنى مشاكلي كمواطن. إلا أن بعض أعضاء مجلس الشورى لم نسمع له صوتا منذ لحظة تعيينه، وأتمنى ألا يعيد أحدهم إنتاج موقف صاحبنا النائم في "المبعوثان" بل يتذكر من يكابدون ويكدحون ويأملون فيه أن يكون كما قال المسيح عليه السلام: "إنما أنا صوت".



* كاتب سعودي

محمد العصباني
12-06-2007, 02:22 AM
مقال للكاتب : سعود بن عبد الله المعيقلي. بمجلة العصر


اغتيال غامض تلاه صمت عن النووي السني وتشديد على النووي الشيعي



إلى الآن، لم تكشف خيوط تلك الجريمة البشعة، التي تناثرت على إثرها أشلاؤه، ولم تعلن أي جهة المسؤولية عنها، فكان أن تفرق دمه بين الولايات المتحدة، والاتحاد السوفييتي السابق، والهند، وإيران، وإسرائيل، وحتى بعض قواد جيشه، فالكل جمعتهم مصلحة واحدة، وهي ضرورة التخلص منه، ولكل أسبابه.


منذ نهاية الحرب الأفغانية الأولى وانتهاء حاجة الولايات المتحدة إليه، بدأ التنافر واضحا بينه وبينها. حذرته مخابراته من خطر يحيق به، فأخذ يصطحب معه السفير الأمريكي لدى بلاده في حله وترحاله، ويتحرك بسرية تامة تحت حراسة أمنية مشددة.


عرضت عليه الولايات المتحدة شراء بعض الدبابات الأمريكية، وأرسلت إليه بعضها، حتى يشاهد إمكانياتها القتالية على الطبيعة، خرج في 17 أغسطس 1988م، ومعه السفير الأمريكي لمعاينة الدبابات، ثم انتقلوا جميعا إلى مطار "بهاوالبور"، ومنه إلى مطار راولبندي، ليستقلوا طائرة الموت، التي انفجرت بها قنبلة حال إقلاعها، فاختلطت أشلاؤه بأشلاء كبار مسؤوليه بأشلاء السفير الأمريكي.


تلك كانت هي النهاية المأساوية الغامضة للرئيس الباكستاني الجنرال محمد ضياء الحق رحمه الله، الذي وصل إلى السلطة عام 1977، إثر انقلابه على رئيس الوزراء الشيعي العلماني آنذاك ذو الفقار علي بوتو، الذي دخلت البلاد في عهده في حالة من التوتر والاضطراب السياسي، إثر تنكيله بخصومه ومعارضيه الإسلاميين الذين انتقدوا توجهاته الغربية والعلمانية. وقد سقط حوالي 350 قتيلا، وآلاف الجرحى في حالة من الفوضى العارمة سادت البلاد. دعا بوتو الجيش كي يقمع المظاهرات ويحفظ النظام. لكن رئيس أركان الجيش الجنرال محمد ضياء الحق، رفض الاصطدام بالشعب، وعلى العكس من ذلك، قام بانقلاب عسكري أطاح فيه بحكومة بوتو، معلنا أن الجيش قام بهذه الخطوة لوضع حد لحالة التدهور التي عجز بوتو عن إيقافها.


قُدم ذو الفقار علي بوتو إلى المحاكمة، فحُكم عليه بالإعدام. رفض ضياء الحق كل الوساطات والشفاعات الأمريكية، والغربية، والدولية، والإيرانية ـ كون بوتو شيعيا ـ بتخفيف الحكم، فكان أن أعدم في 4 إبريل 1979.


عارضته أمريكا في بداية حكمه وسعت للإطاحة به بشتى الطرق. لكن سرعان ما تحولت هذه المعارضة إلى تأييد مطلق على كافة الأصعدة السياسية، والعسكرية، والمادية، بسبب احتلال الاتحاد السوفييتي لأفغانستان. كان لواشنطن ما أرادت، وحول الجنرال ضياء الحق بلاده إلى رأس حربة أمريكية ضد السوفييت، الأمر الذي كان له أبلغ الأثر في هزيمتهم وطردهم أذلة من أفغانستان.


بعد أن تمت المهمة بنجاح، أدار الأمريكان ظهرهم للجنرال، واختفت كل أشكال الدعم الأولى، وعادت تراود أمريكا أحلامها القديمة بالتخلص من الجنرال، الذي لم تنسى أمريكا يوما أنه ذو اتجاه إسلامي، حتى وإن أخفاه خلف محاولاته كسب رضى الغرب ولاسيما أمريكا.


ما أشبه الليلة بالبارحة، فحال باكستان عام 1977 هو نفس حالها 2007، وسبب الاضطرابات هو نفسه، وحال ضياء الحق ودعمه غير المحدود لأمريكا في حربها بالوكالة ضد السوفييت، هو نفس حال الرئيس الحالي برويز مشرف ودعمه غير المحدود لأمريكا في حربها ضد الإرهاب، مع ملاحظة الفروق الكبيرة بين اتجاهات الرجلين، وأسباب الحربين.


يبقى هناك فرق جوهري، يتمثل في أن باكستان 2007م دولة نووية، ولديها صواريخ بعيدة المدى. وهذا بالضبط هو سبب حرص واشنطن على الاحتفاظ بمشرف، حتى بعد أن أصبح عديم الفائدة، فمهما كان فهو خير لها من بديل يظهر فجأة كضياء الحق، يعيد خلط الأوراق من جديد.


حاولت واشنطن ترقيع الشق الكبير في حكم مشرف، بإعادة بناظير بوتو إلى باكستان، وتحويلها إلى بطلة شعبية، علها تشارك مشرف في مهمة قيادة باكستان إلى البر الأمريكي. لكن الحيلة كانت أسخف من أن تنطلي على الشعب الباكستاني، فازداد الشق اتساعا، وازدادت الاضطرابات حدة، ولا يعلم أحد ما ستؤول إليه الأمور إلا الله عز وجل.


السؤال المحير هنا يقول: لماذا وضعت الولايات المتحدة نفسها في هذا الموقف؟! ... أو بمعنى آخر : لماذا لم تحرك ساكنا حيال محاولات باكستان تطوير سلاح نووي منذ السبعينات؟!


ما يزيد الأمر غموضا، هو أن الإسلاميين يشكلون قوة لا يستهان بها في الجيش الباكستاني، ويعتبرون أحد المحركات الفاعلة في الشارع هناك، وليس من المعقول أن تغيب حقيقة كهذه عن الإستراتيجية الأمريكية، التي لا تقيم خططها المستقبلية بعيدة الأمد على أساس الأنظمة الحاكمة، التي قد تتغير في أية لحظة، وإنما على أساس اتجاه المجتمع والقوى الدائمة والفاعلة فيه كالمعتقدات الدينية والأيديولوجية.


وبعيدا عن نووي باكستان، نرى الولايات المتحدة تبذل كل ما تستطيع من جهد لإيقاف برنامجي كوريا الشمالية وإيران النوويين، فنجحت حتى الآن مع الأولى، ولازالت المحاولات جارية مع الثانية، وقد تتطور الأمور حد المواجهة العسكرية إن أصرت إيران على إكمال برنامجها.


إذا، هناك ازدواجية في المعايير الأمريكية في التعامل مع الملفات النووية المختلفة، تجبرنا على التساؤل عن سر صمت الولايات المتحدة عن نووي باكستان "السنيّة"، في نفس الوقت الذي تحاول فيه جاهدة إيقاف نووي إيران "الشيعية"، رغم أن الإستراتيجية الأمريكية تعتبر "السنة" بشكل عام أخطر على أمن إسرائيل من "الشيعة".


بعد تأمل طويل في المسألة، لم يتفتق ذهني إلا عن تفسيرين قد يكونا معقولين. أولهما: هو أن باكستان قد أنتجت بالفعل قنبلتها النووية خلال الثمانينات، أي خلال فترة الاحتلال السوفييتي لأفغانستان، ولم تعلن عنها إلا في عام 1998، بعد أن أجرت الهند أولى تجاربها النووية. ونظرا لحاجة أمريكا الماسة لباكستان في تلك الفترة، آثرت السكوت حتى لا تخسر الحليف الإستراتيجي الأهم، وبالتالي الحرب.


وثانيهما: أن الولايات المتحدة عندما تضع خططها الإستراتيجية المستقبلية، تضع الأولوية لمصالحها قبل كل شيء ثم لأمن إسرائيل، وإن حدث تعارض بينهما تكون الغلبة لمصالحها. فمثلا العراق، وأفغانستان، وكوريا الشمالية، وإيران، تمثل خطرا على المصالح الأمريكية، فكان التعامل الأمريكي معها حازما جدا، وقد زاد الأمر في حالة العراق كونه يمثل خطرا على أمن إسرائيل أيضا.


أما باكستان، فلا تمثل خطرا على المصالح الأمريكية الحيوية، كما أنها حليف إستراتيجي مُجرب، قدم للولايات المتحدة خدمات جليلة في حربها بالوكالة ضد السوفييت وفي حربها ضد ما تسميه الإرهاب، وقد تحتاجها "مستقبلا" في منطقة بدأ يتشكل فيها حلف اقتصادي نووي بين كل من روسيا، والصين، والهند، يهدف إلى تكوين قطب عالمي جديد يكسر هيمنة القطب الأمريكي على العالم.


لذا، انتاب تعامل الإدارات الأمريكية المتعاقبة نوعا من الليونة مع قضية باكستان النووية، كما ضربت بعرض الحائط طلبات اللوبي اليهودي المستمرة، بالتعامل بحزم مع نووي باكستان، متناسية أن باكستان "قد" تمثل خطرا على إسرائيل بحكم أنها دولة "سنيّة" تؤمن بالجهاد طريقا لتحرير المسجد الأقصى.


ثمة أمر أخير يُستحسن أن نشير إليه، وهو ما أكده السفير الأمريكي لدى الهند سابقا جون جنتر، أن الموساد الإسرائيلي متورط في قتل ضياء الحق، وطلب من وزارة الخارجية الأمريكية التحقيق في المحور الإسرائيلي الهندي ودوره في تحطم الطائرة التي كانت تقله والسفير الأمريكي، وأعاد سبب ذلك إلى منع الجيش الباكستاني من المضي قدما في صنع السلاح النووي، بعد أن صرح ضياء الحق في عام 1987م، أن بلاده قريبة جدا من صنع سلاح نووي، وأنه على استعداد تام لمشاركة الدول الإسلامية بالقنبلة النووية.


الأمر الذي دفع السلطات الأمريكية إلى إعلان أن سفيرها في نيودلهي ليس في كامل قواه العقلية، وأرسلته إلى سويسرا للعلاج لمدة ستة أسابيع، ثم طلبت منه العودة إلى نيودلهي وحزم حقائبه والعودة إلى الولايات المتحدة على وجه السرعة

أبوياسين الهرفي
01-20-2008, 10:49 PM
هناك مقال أسبوعي كل سبت في جريدة اليوم للكاتب المبدع
عبدالمجيد بن سعود منقرة البلوي

تحياتي لكم

عاصفة الشمال
01-21-2008, 11:28 AM
هناك مقال أسبوعي كل سبت في جريدة اليوم للكاتب المبدع
عبدالمجيد بن سعود منقرة البلوي

تحياتي لكم


أجـــــــــــل أخي الكريم في الحقيقة هو كاتب ممتاز جدًا .. و أغلب مقالاته


سيــــــــــــاسية بحتة .. آخر مقال قرأته له كان عن الأميّة في العالم العربي ..

البالوي
01-25-2008, 07:17 PM
الخطاب الديني والخطاب الثقافي... القيادة لمن؟

تعاني الساحة المعاصرة من فوضى في الخطاب لا تكاد تخطئها عين ذي بصيرة وتبرز هذه الفوضى في الأزمات التي تمر بها المجتمعات الإسلامية ولنبدأ في تحرير القضية بإلغاء نظرة على عهده صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت كان هناك خمسة أنواع من الخطاب داخل الدائرة الإسلامية.
الأول: الخطاب الديني متمثلا في الوحي (القرآن الكريم وكلامه عليه الصلاة والسلام) وكان أبرز سمات ذلك الخطاب القدسية والمطلق أي أنه صواب مطلق وحكمة مطلقة وحكم مطلق.
الثاني: هو الخطاب الصائب وهو ذلك الذي يأتي متوافقا مع الخطاب الديني وكان رائده عمر بن الخطاب رضي الله عنه في موافقاته المشهورة في السيرة.
الثالث: هو الخطاب الخاطئ اجتهادا ويمثله آحاد الصحابة رضي الله عنهم في أطروحاتهم وآرائهم التي كان يصححها الوحي.
الرابع: الخطاب المنافق بريادة عبدالله بن أبي سلول ولهذا الخطاب سمات عامة تحتاج إلى مزيد من الإيضاح ولعله يكون في مقال لا حق.
الخامس: هو الخطاب المبتدع ويمثله نواة الخوارج في القصة المعروفة (اعدل يا محمد).
بعد هذا العرض يأتي السؤال عن طبيعة العلاقة بين الخطاب الديني وما عداه بسائر أطيافه؟ لقد كان الخطاب الديني هو المحكم وسواه وهو المتشابه الذي يعود إليه فيمارس الديني معه الموافقة أو التصحيح أو الرفض.
لننقل هذه الصورة بملامحها العامة إلى واقعنا المعاصر ونطرح هذه التساؤلات.
من الذي يجب عليه تمثيل الخطاب الديني؟
هل للخطاب الديني المعاصر الحق في ممارسة حقه المشروع - الإقصاء - مثلا للخطاب المنافق؟؟ هل يحق للخطاب الثقافي ندية الخطاب الديني على اختلاف المرجعية الفكرية؟
هل تقنين العلاقة وأد للإبداع أم ضبط للفكر؟
ماذا لو قال قائل: إن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو قائد للدولة الإسلامية كان يجمع بين الخطاب الديني والخطاب السياسي؟
ماذا لو لم يحدث التآخي بين الديني والسياسي كما في كثير من الدول الإسلامية؟
هل نحن في اتجاه الضبط للواقع الديني - الثقافي بغية ترشيد الفكر أم نحن في منحدر الفوضى؟
هل سيأتي يوم يقال لنا فيه إذ كان الحلال رأياً فإن الحرام رأي آخر؟




الدكتور طارق علي العرادي - تبوك



http://www.alwatan.com.sa/daily/2004-02-20/readers.htm




ابناء بلي جوهر الثقافه الاصيله

البالوي
01-25-2008, 07:18 PM
الخطاب المعتدل هو الانسب

البالوي
01-25-2008, 07:19 PM
المثقف حلقه و صل بين ابناء البلد الواحد

القضاعي
01-29-2008, 10:16 PM
مقال للكاتب( د طارق بن علي البلوي ) على صفحات جريدة الوطن السعودية


العدد (2678) في يوم الثلاثاء الموافق 20/01/1429هـ



الصحة بين خياري دعم الأطباء ماديا أو تركهم بسلام أقرت وزارة الصحة مؤخرا زيادة في رواتب الأطباء المتعاقدين بلغت في نسبتها القصوى أكثر من 90%، وهذا القرار صائب رغم كونه جاء متأخرا، إلا أنه ناقص أيضاً. ونقصانه يأتي من ناحيتين الأولى عدم شمول أطباء التشغيل الذاتي من المتعاقدين والثانية تنكره للأطباء السعوديين رغم كونهم لا يمثلون إلا 20% فقط من إجمالي أطباء الوزارة.
إن التعامل مع الطبيب السعودي في وزارة الصحة يكتنفه الكثير من الإشكاليات التي تصب في تحجيم دوره أو في إجباره على ترك العمل بالصحة إلى القطاعات الأخرى، منذ القدم والطبيب المتعاقد يتمتع بميزات لا يتمتع بها الطبيب السعودي، مثل تذاكر السفر وبدل السكن ومدة الإجازة السنوية، فضلا عن كون الطبيب السعودي عادة ما يقوم بمهام أخرى غير ممارسة المهنة مثل التكليف لمدير عام للشؤون الصحية أو مدير مستشفى كمدير طبي أو غير ذلك، وللأسف فإن هذه القرارات تذيل بالعبارة الشهيرة غير المرحب بها "على ألا يترتب على هذا التكليف أية ميزة مالية"!. في هذه المرحلة فإن وزارة الصحة تمر بحالة من التغييرات الاستراتيجية والتي ستغير شكل الوزارة في السنين القادمة وأمثلة على ذلك الحزام الصحي التخصصي وبرنامج اعتماد المنشآت الطبية والجودة وبرنامج الضمان الصحي التعاوني ومشروع "بلسم" الذي سيجعل من المستشفيات الحكومية مؤسسات عامة مملوكة للدولة تدار بعقلية القطاع الخاص، وحيث إن الطبيب السعودي هو صمام الأمان لتنفيذ هذه الأفكار الطموحة وما لم توجد محفزات تنأى به عن الشعور بالدونية أمام زملائه المتعاقدين فإن إشكالية حراسة التنفيذ لتلك المشاريع المتوقعة تبدو حقيقية.
إن المفارقات الكبيرة بين الطبيب السعودي لدى وزارة الصحة وبين نظرائه في القطاعات الأخرى كالحرس الوطني والعسكري لدى وزارة الصحة وبين نظرائه في القطاعات الأخرى كالحرس الوطني والعسكري والتخصصي لا تبدو مبررة في مقام خدمة الوطن، خاصة لدى قطاع يخدم 80% من المواطنين.
أدركت وزارة الصحة المشكلة فأتت بحل لا أصفه إلا بأنه حل خجول ألا وهو مراكز الأعمال لكنها تشوبها بعض المشكلات الجديرة بالانتباه فهي تخص الاستشاريين فقط دون الاختصاصيين والمقيمين، كما أنها مقابل ساعات محددة خارج وقت العمل الرسمي، ويشارك في الدخل معه المنشأة التي يعمل بها وكذلك وزارة المالية. في ظني أنه لا خيار أمام الوزارة، إما دعم الأطباء السعوديين ماديا ومعنويا أو أن تمارس السراح الجميل في حقهم وتركهم بسلام يخدمون في قطاعات أخرى بميزات أفضل بعد استكمالهم لاستحقاق سنوات الخدمة بعد الابتعاث، عدا ذلك فإننا نربأ بالوزارة الطموحة أن تعامل أطباءها كما عاملت تلك المرأة الهرة حين حبستها فلا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من رزق الله. هذا وإن استحق إخواننا المتعاقدون بدل الندرة في يوم من الأيام فإن الطبيب السعودي يستحق بدل وجود في هذه الحياة، أعلم أن من يقرأ الموضوع قد يذهب فكره إلى نماذج سيئة من الأطباء السعوديين لكن على صاحب القرار أن يعلم أن الثقة لا تتجزأ فإما أن نثق في الطبيب السعودي ونعطيه قدره المستحق مع وضع قوانين تتسم بالصرامة والعدالة أو لا.الدكتور طارق علي البلوي http://www.alwatan.com.sa/news/images/print.gif (javascript:open_win())
http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.asp?issueno=2678&id=1813

تحية معطرة الى الدكتور طارق البلوي

والى الاخ موسى بن ربيع الذي خصص هذا القسم لكتاب بلي

بلوي في الغربه
02-21-2008, 03:22 AM
شكرا أخي موسى ربيع على طرح هذا الموضوع

وبلي بها كتاب وإعلاميين كثر واذكر عدد من الزملاء الذين عملت معهم في الصحافة

1-خالد الفاضلي معد برامج في (قناة العربية)
2-سلطان البلوي (جريدة المدينة)
3-جميل البلوي (جريدة الرياض)
4-بلوي في الغربة (جريدة الاقتصادية)

تحياتي لكم ولجميع الأعضاء الأفاضل

محمد العصباني
05-23-2008, 02:06 PM
الكاتب / سعود البلوي ومقال له في جريدة الوطن
بعنوان( اتفاق الدوحة يجب أن يستمر ) بالعدد الصادر في يوم الجمعة الموافق 18 جمادى الأولى 1429هـ الموافق 23 مايو 2008م العدد (2793)

إنّ اتفاق الساسة اللبنانيين في الدوحة، يعتبر إنجازاً مهماً يصب بداية في مصلحة لبنان وشعبه. وهذا الإنجاز لا يحسب فقط للبنانيين، بل للجامعة العربية التي رعت الحوار الوطني اللبناني، واستضافته دولة قطر التي لعبت فيه دوراً رئيسياً، أدى أخيراً إلى فرحة لبنانية وعربية غامرة.. لكن الأهم أن يستمر هذا التوافق!
وهذا الاتفاق هو استمرار لاتفاق الطائف ومكمل له، وقد جاء وفقاً لقاعدة (لا غالب ولا مغلوب) التي تفضلها بعض الأطراف العربية. فخلال الأيام القليلة القادمة سوف نشهد انتخاب الرئيس التوافقي، قائد الجيش الجنرال ميشال سليمان. وهو الذي نستطيع وصفه برجل المرحلتين: المرحلة الأولى التي تسبق انتخابه رئيساً، حيث استطاع طوال السنوات الثلاث الماضية التي شهد فيها لبنان أحداثاً جساماً بدءاً باغتيال الرئيس رفيق الحريري، مروراً بأحداث الإرهاب في نهر البارد شمال لبنان، وانتهاء بـ"انقلاب" حزب الله. خلال كل ذلك استطاع الجيش اللبناني، بقيادة سليمان، أن يمسك العصا من وسطها محيّداً الجيش عن الانجرار إلى السياسة، وبالتالي الحؤول ضد التصعيد والانزلاق إلى الصدامات الأهلية. أما المرحلة الثانية فهي ما بعد انتخابه رئيساً توافقياً للجمهورية اللبنانية، حيث يستطيع على الأقل تأمين مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي، برعاية الحوار بين الفرقاء اللبنانيين، والقيام بالدور الموازن في الحكومة اللبنانية، بحيث لا ترجح كفة على الأخرى بين المعارضة والموالاة.
تاريخ لبنان السياسي مرتبط لزمن طويل بالتدخلات الخارجية، ولهذا نقول إنّ اتفاق الدوحة لم يكن ليتم لولا لعبة التوازنات الإقليمية والدولية، ولذلك فإن استمرار التوافق بين القوى الإقليمية والدولية هو شرط رئيس لاستمرار التوافق بين الساسة اللبنانيين، وهذا يعني أن أي اختلال في ميزان القوى سوف يؤثر مباشرة على لبنان، وبالتالي غير مستبعد أن يسقط اتفاق الدوحة، مثلما سقطت اتفاقات أخرى منها ما تم بين الفصائل الفلسطينية.
طوال سنوات ثلاث من التجاذبات السياسية، لم تستطع المعارضة إزاحة حكومة فؤاد السنيورة عن طريقها بإجبارها على الاستقالة، كما لم تستطع الحكومة كبح جماح المعارضة التي ازداد غليانها ووصل الأمر إلى محاصرة مقر رئاسة مجلس الوزراء في السرايا الحكومي. أما حزب الله فقد قلتُ عنه قبل عامين أثناء حرب يوليو، في هذه الزاوية من "الوطن"، إنّ دوره في المقاومة لا يعني أنه ليس لديه أهداف أخرى، حيث يقدّم أولوياته الأيديولوجية على أولوياته الوطنية فأصبح (دولة داخل دولة)، وهذا بالفعل ما حصل بعد أن قررت حكومة السنيورة التعامل مع شبكة الاتصالات التي يديرها الحزب خارج سيطرة الدولة؛ مما أفقد السيد حسن نصرالله صوابه، فأعطى أوامره باحتلال بيروت، لينتشر مسلحو الحزب، تدعمهم حركة أمل والحزب القومي السوري الاجتماعي، وذلك بلمح البصر في كل شوارع بيروت معتمدين سياسة الأرض المحروقة، في كل ما يتعلق بتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي. تراجعت الحكومة اللبنانية عن قراريها فيما يتصل بشبكة الاتصالات، ونقل مدير الأمن في مطار بيروت العميد وفيق شقير، وهدأت الأمور بعد زيارة اللجنة الوزارية العربية، التي تمخضت عن الاتفاق على الحوار اللبناني الذي أسفر عن اتفاق الدوحة. إلا أن هناك أمرين مهمين لا يمكن تجاهلهما، الأول يتمثل بسقوط "أسطورة" حزب الله، حيث اتضحت أكذوبة الحزب بأن سلاحه لن يستخدم في الداخل اللبناني مهما كانت الأوضاع. والأمر الثاني هو أن بقاء سلاح حزب الله مستقبلاً يعني استمرار وجود "دولة حزب الله" داخل دولة لبنان، ومن غير البعيد أن يكرر الحزب فعلته إذا ما أحس بسيطرة الدولة عليه، رغم أني لا أستبعد أن ما حدث هو بداية النهاية لحزب الله على المدى البعيد، رغم عزف الحزب باستمرار على وتر المقاومة، ولكن السؤال: هل ستستمر المقاومة إلى الأبد؟
فعلياً، انتهى لحن المقاومة عام 2000 بانسحاب إسرائيل طوعاً من جنوب لبنان، وبقائها في مزارع شبعا. ومنذ أكثر من عام تنتشر أخبار غير مؤكدة عن وجود محادثات سرية بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركيا، وهذا ما أكده وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم الأربعاء الماضي، الذي وصفها بأنها مفاوضات غير مباشرة، وهناك إشارات إلى إمكانية انسحاب إسرائيل إلى حدود عام 67. أما إذا ما حصلت مفاوضات سلام مباشرة بين الطرفين مستقبلاً، فإن ذلك يعني أن لبنان سيبقى في الواجهة وحيداً: إما أن يفاوض منفرداً - بعد تحرره من الوصاية السورية - أو لا يفاوض. وبالأحرى هو لن يقوى على إجراء أي مفاوضات في ظل استمرار وجود حزب الله عسكرياً على الأرض اللبنانية، إذ ربما لن يرضيه البقاء خارج اللعبة، وبالتالي سيتولى دور الدولة!
لبنان يجب أن يبقى دولة المؤسسات لا الطوائف، وإلا فإنه لن يبقى. ويحضرني هنا اقتراح سيدة من الشارع اللبناني تقترح حل جميع الأحزاب؛ لأنها - برأيها - السبب في مصائب لبنان. ونحن نعلم أن تلك الأحزاب هي غطاء الطائفية المقيتة في لبنان. وإذ لم تكن هناك خطط جديدة لإصلاح مؤسسات الدولة اللبنانية فقد يعود الفرقاء إلى نقطة الصفر في يوم ما، لذلك من المهم أن تستمر الوساطة والرعاية العربية للشأن اللبناني وسط تنسيق إقليمي ودولي، من أجل أن تتحرر الدولة من وضعها الميليشياوي الحالي. فكل الفرقاء اليوم لا يحتكمون إلى مؤسسات الدولة سواء المدنية أو العسكرية، بقدر احتكامهم إلى فكر الطائفة وسلاح الحزب! فالدولة لا تمثل فعلياً حتى الحاضن الأول للشعب؛ لأنها لم تستطع حتى الآن توفير الأمان للمواطنين على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم السياسية.
لذلك أقول: إن اتفاق الدوحة يجب أن يستمر، والاستمرارية التي أقصدها هي أن يكون نقطة انطلاق توافقية على المدى القريب، إنما في المستقبل يجب أن تُحكم الدولة سيطرتها على سلاح جميع الأحزاب، فيبقى عملها في الشأن السياسي الذي هو حق للجميع، فمن دون ذلك لا يمكن تطوير المؤسسات وبالتالي لا يمكن للبنان أن يبقى حراً مستقلاً.

* كاتب سعودي

عاصفة الشمال
07-20-2008, 12:29 AM
مقال للكاتب / سعود البلوي نشرته جريدة

الوطن يوم الجمعة 18/ 07/2008 م

حسمها سماحة المفتي.. ولكن!

بعد جولات للمتزمتين، في تكفير وتفسيق بعض الكتّاب في صحافتنا المحلية، قال مفتي المملكة العربية السعودية كلمته في ذلك: بأنّ "تكفير كاتب الرأي أو المقال ليس من أصول الدين وأسسه". وأنّ "التسرع بالتفسيق والتبديع، والتكفير والتضليل، والحكم على العموم من غير روية وبصيرة مصيبة كبرى"، مشيراً إلى أنّ الكثير من العلماء "لم يكفروا أرباب المقالات مع اعتقادهم بخطئهم خصوصاً أن لبعضهم شبهات لم يستطع التخلص منها، كما أن بعضهم الآخر ربما قلد أو تأول إلى غير ذلك"، كما شدد على وجوب "الاستبانة عن هؤلاء وعن نتائجهم وهل لهم شبه، وعدم التسرع بالتكفير، إلا من علموا أن مقالاته وبدعته الضالة نتجت من اعتقاد باطل ومن قصد سيئ ومن مراد خاطئ"، موضحاً: أن "القول لا يقبل على علاته حتى يستبين له، أهذا القول صادر عن هذا الشخص؟... وفي حال ثبت القول السيئ عن الكاتب فيمكن الاتصال به قبل أن يكون ما يكون، لأن الخطأ ممكن من أي أحد، والمعصوم من عصمه الله". جاء ذلك خلال محاضرة التي ألقاها سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، بحسب صحيفة "الحياة" ليوم الاثنين 14 يوليو الجاري.
سبق أن كتبتُ وكتب غيري عن خطورة "التكفير" الذي هو ليس بقضية جديدة أو وليدة عصرنا هذا، إنما جذوره ضاربة القدم في قرون سابقة. وامتداده التاريخي الآن هو تكفير أصحاب الرأي باعتباره مرتداً، وهذا ما شهدناه منذ سنوات في كثير من الدول العربية، غير أن المعادلة انقلبت الآن ليشمل التكفير المؤسسة السياسية والدينية على حد سواء. وما نواجهه اليوم من "إرهاب" هو نتيجة مبادئ التكفير التي أفرزها التطرف الممزوج بالوهم والجهل؛ فما زلنا نجد من ينصّب نفسه وصياً على الناس من خلال الحكم على شخص ما بالكفر، أو العمل على تشويه صورته وتأليب السلطة السياسية والرأي العام ضده. وسبق أن مرت بنا موضة "العلمانية" وغيرها من الأمور التي أظنها باتت أسطوانة مشروخة. ولكن في المقابل هناك من يمارس تكفير المثقفين صراحة، دون أن يبحث أصلاً فيما قاله أو كتبه الطرف الآخر، إنما في كثير من الأحيان يرتكز الأمر على المشافهة والسماع والاكتفاء بالثقة في الناقل، في عصر أصبح فيه التحقق من المعلومة لا يتطلب عناء بفضل العديد من التقنيات الحديثة.
على أنّ محاولة عزل "الرأي" في خانة الكفر وإشاعة التهم حوله، قد لا يكون مردّها الخوف على الدين في كل حال، إنما الخوف على سلطة ذاتية؛ فممارسة التكفير هي محاولة تأكيد لسلطة دينية-اجتماعية، تضمن للشيخ/المكفِّر قاعدة جماهيرية من خلال التحكم في مشاعر الناس بهذا السلوك العدواني. خصوصاً أن الكثير من الناس في مجتمعنا حينما يقال له إنّ (شيخاً) قال كذا بحق فلان، لا يتحقق من ذلك وإنما يردد ما سمع، وهذا نتيجة الجهل والإيهام والثقة العمياء. مع أن الأمراض الاجتماعية لبعض الأفراد، تجعلهم يحاولون ممارسة (الفتنة المنظّمة) من خلال التشويه المقصود والمخطط له، لأهداف اجتماعية فقط، وليس حرصاً على الدين أو الأخلاق.
سماحة المفتي أوضح أن تكفير صاحب الرأي ليس من أصول الدين وأسسه. والاهتمام بما يقوله يأتي من كونه قمة هرم المؤسسة الدينية في بلادنا. ومعروف أن توجيه التهم وتبنيها من مهام الادعاء العام الذي يمثّل الصفة الرسمية للدولة. والمدعي العام ينطلق من أنظمة الدولة ولوائحها الجزائية، التي يفترض أن ترعى حقوق الإنسان وليس لأي جهة رسمية الحق في تجاوزها، وبالتالي لا يحق لأي شخص تجاوز سلطة الدولة وشرعيتها من خلال التصرف نيابة عنها. ورغم أن الأمثلة كثيرة إلا أنني أريد فقط التذكير بفتنة "الإرهاب" التي عاشتها مصر لسنوات، والتي تفاقمت واشتد أزرها عندما انحاز بعض المشايخ لسفك الدماء، ومن ذلك موقف شيخ الأزهر السابق محمد الغزالي، الذي علّق على اغتيال الكاتب المصري فرج فودة بالقول: "عندما لا تقوم الدولة بتنفيذ العقوبة ويقوم أحد المواطنين بأداء هذه المهمة، فلا يوجد في الإسلام عقوبة على هذا الفعل"! فكان هذا تبريراً لممارسة الوصاية، ليس على المجتمع فحسب، إنما على الدولة واستقلاليتها أيضاً، وكانت النتيجة المزيد من الأعمال الإرهابية التي نتذكرها، وهي ليست ببعيدة عما نعيشه الآن.

طبعاً الموقف لدينا مختلف، فسماحة المفتي لم يكن أبداً منحازاً للتطرف وأصحابه. لكن أصحاب الفتاوى غير الرسمية ما زالوا يقدمون (فتاواهم) للمجتمع، مرة بالتكفير وأخرى بالتفسيق، معتبرين أنفسهم المتحدث الرسمي باسم الله في الأرض وهذا أمر في غاية الخطورة؛ فكأنما يريدون تحويل الدين الإسلامي إلى كهنوت لصالحهم. لذا يجب ألاّ يمر هذا الأمر دون محاسبة من قبل السلطة، كون الدولة هي الضامن الأول لحقوق الناس. ومجتمعنا ليس بحاجة إلى مزيد من الفتنة والكراهية، خاصة إذا ما صرفنا النظر عن احتمال أن يأخذ طائشٌ هذه الفتوى بعين الاعتبار فيتبنى ما جاء فيها ليستبيح حرمات الناس أو يسفك الدماء، مثلما حصل مع بعض مشايخ الإرهاب الذين أفتوا وغابوا عن الأنظار، ليقع بعض أبناء هذا الوطن في شرك فتاواهم تلك.
إن كلام سماحته جاء في وقته، ومع ذلك لا ننسى أن الفكر الديني المتشدد يستطيع البحث لتطرفه عن مخرج بالاعتماد على تأويل كلام العلماء، فضلاً عن القرآن والسنة، بطريقة ليّ أعناق النصوص في محاولة لدعم الموقف المتصلب، الذي غالباً ما يأتي وفق أحكام مسبقة ونهائية. ومن الأهمية بمكان التأكيد على أنظمة الدولة في حماية المواطن والمقيم، وأنّه ليس من حق أي مواطن، مهما يكن، تجاوز دور الدولة حتى لو حاول تقديم نفسه على أنه حامي حمى الإسلام؛ لأن ذلك إلغاء غير مباشر لدور الدولة وقوانينها.

الرابط //

http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=2849&id=6599&Rname=32


ــــــــــــــــــــــــــ

تعليقي

تكفير الناس من خلال الحكم على أفكارهم لا يصح بأي حال من الأحوال

و أشارك الكاتب في بعض ما ذهب إليه ..

نايف الحمري
08-05-2008, 10:37 AM
س1

يوجد الكثير من الموهوبين من ابناء بلي وغيرهم

لكن عدم الدعم المعنوي والمادي احيانا

ادى الى موت تلك المواهب واختفاهئها

والخجل والسخريه من بعض الناس

والخوف من كشف الموضوعات

القضاعي
11-30-2008, 07:14 AM
http://www.alweeam.com/news/newsm/6563.jpgتبوك - الوئام - سليمان بن فانك : استعرض مطلق البلوي المحاضر بجامعة تبوك المشهد الثقافي التبوكي ومكوناته في ورقته المقدمة إلى ملتقى تبوك الثقافي تحت عنوان (تكوين تبوك الثقافي) حيث استعرض البلوي مكونات تبوك الثقافية عبر تاريخها الطويل فتناول التركيبة السكانية بعاداتها وتقاليدها التي جاور بعضها البعض, مبيناً أن التركيبة السكانية لم تنصهر مع بعضها البعض لتكون مجتمعا خاصاً بل بقي كل تجمع سكاني بعاداته وتقاليده, وأشار إلى انتقال كثير من أبناء البادية إلى الحياة الحضرية، قائلاً أن النزعة المحافظة هي الغالبة فكرياً على أبناء قبائل هذا المجتمع المتنوع, الذي لم يتمكن في الماضي من صنع مكونات ثقافية في مجالات التعليم، والمكتبات العامة، ودور النشر والطباعة، والمراكز والنوادي الثقافية .


وقال البلوي في ورقته أن ما ميز التكوين الثقافي في تبوك عدد من الأساتذة العرب الوافدين والوافدات إلى تبوك، ساهموا في تشجيع الشباب والشابات على القراءة وتعريفهم بالأدب والثقافة، مما أسهم في ظهور عدد من المواهب الأدبية من الجنسين خاصة في مجال الشعر منهم عددٌ من الأسماء الثقافية والفنية المعروفة على المستوى المحلي السعودي والعربي الذين هم من سكان تبوك ومن نتاجها الثقافي.


وأكد مطلق البلوي أن المكونات الثقافية لتبوك لم تستثمر الاستثمار المناسب، ولم ينف محدودية الدور الثقافي لأبناء تبوك سواء داخل أو خارج المؤسسة الثقافية، وأشار إلى ضعف دور المنتديات الثقافية الموجودة على قلتها، كما أشار إلى أن عدم وجود جامعات تؤسس طبقة مثقفة تسهم في تثقيف المجتمع وصناعة وعية ساهم في بنية الهوية الثقافية للمنطقة، واعتبر إنشاء جامعة تبوك بادرة مشجعة في تنمية تكوين ثقافي نشط وفعال في تبوك، واستبعد البلوي أن يكون لوجود مدينة عسكرية في تبوك دور مؤثر في التكوين الثقافي للمنطقة حيث أن هذا التكوين الاجتماعي لا يشكل نسبة كبيرة نسبة إلى مجمل السكان.


ثم تناولت الورقة بعض الأعمال الإبداعية التي وقعت أحداثها في تبوك أو أشارت إليها، مبيناً أن تناول المنطقة في الأعمال الإبداعية كان متفاوتا، إذ تمثل تبوك حضوراً كاملاً كمكان تجري فيه أحداث رواية إبراهيم عبدالمجيد (البلدة الأخرى) رغم أن بطل الرواية من خارج تبوك، وتظهر في الرواية خلفية البنية الاجتماعية للمنطقة في فترة تاريخية محددة، وتأثير هذا الوجود على الوضع النفسي لأبطالها وأثرها في أحداث الرواية.


كما أشار البلوي إلى ظهور تبوك كمكان في أعمال الشعراء كما عند الشاعرة فاطمة القرني في قصيدتها(احتفال) فنرى تفاصيل متعددة عن حياة المنطقة الاجتماعية في فترة من فترات تاريخها القريب مصورة في قالب شعري يحكي عن تبوك عبر خيال طفلة عاشت طفولتها فيها، مبيناً أن تفاصيل تبوك المكان لم تظهر عند غالبية الشعراء الذين كتبوا عن تبوك في شعرهم كما ظهرت عند القرني.


جدير بالذكر أن ملتقى تبوك الثقافي (تكوين تبوك الثقافي) أقيم في مدينة تبوك تحت رعاية نادي تبوك الأدبي.





هذا ماكتبة الاستاذ / مطلق بن صياح البلوي
في صحيفة الوئام الاكترونية
بتاريخ 28/ 11/ 2008
30/ 11/ 1429هـ
الجمعة

القضاعي
12-14-2008, 07:15 AM
في محاضرة عن المكون الثقافي للمدينة
التركيبة السكانية في تبوك لم تنصهر لتكون مجتمعها الخاص


http://www.alriyadh.com/2008/12/13/img/152058.jpg


تبوك - نواف العتيبي:
استعرض مطلق البلوى المحاضر بجامعة تبوك المشهد الثقافي في تبوك ومكوناته في ورقة عنوانها(تكوين تبوك الثقافي) حيث تحدث البلوي عن مكونات تبوك الثقافية عبر تاريخها الطويل وتناول التركيبة السكانية بعاداتها وتقاليدها التي جاور بعضها البعض، مبيناً أن التركيبة السكانية لم تنصهر مع بعضها البعض لتكون مجتمعا خاصاً بل بقي كل تجمع سكاني بعاداته وتقاليده، وأشار إلى انتقال كثير من أبناء البادية إلى الحياة الحضرية، قائلاً ان النزعة المحافظة هي الغالبة فكرياً على أبناء قبائل هذا المجتمع المتنوع، الذي لم يتمكن في الماضي من صنع مكونات ثقافية في مجالات التعليم، والمكتبات العامة، ودور النشر والطباعة، والمراكز والنوادي الثقافية .وقال البلوي ان ما ميز التكوين الثقافي في تبوك عدد من الأساتذة العرب الوافدين والوافدات إلى تبوك والذين ساهموا في تشجيع الشباب والشابات على القراءة وتعريفهم بالأدب والثقافة، مما ساعد في ظهور عدد من المواهب الأدبية من الجنسين خاصة في مجال الشعر منهم عددٌ من الأسماء الثقافية والفنية المعروفة على المستوى المحلي السعودي والعربي الذين هم من سكان تبوك ومن نتاجها الثقافي.وأكد مطلق البلوي أن المكونات الثقافية لتبوك لم تستثمر الاستثمار المناسب، ولم ينف محدودية الدور الثقافي لأبناء تبوك سواء داخل أو خارج المؤسسة الثقافية، وأشار إلى ضعف دور المنتديات الثقافية الموجودة على قلتها، كما أشار إلى أن عدم وجود جامعات تؤسس طبقة مثقفة تسهم في تثقيف المجتمع وصناعة وعيه تساهم في بنية الهوية الثقافية للمنطقة، واعتبر إنشاء جامعة تبوك بادرة مشجعة في تنمية تكوين ثقافي نشط وفعال في تبوك، واستبعد البلوي أن يكون لوجود مدينة عسكرية في تبوك دور مؤثر في التكوين الثقافي للمنطقة حيث أن هذا التكوين الاجتماعي لا يشكل نسبة كبيرة نسبة إلى مجمل السكان.ثم استعرض بعض الأعمال الإبداعية التي وقعت أحداثها في تبوك أو أشارت إليها، مبيناً أن تناول المنطقة في الأعمال الإبداعية كان متفاوتا، إذ تمثل تبوك حضوراً كاملاً كمكان تجري فيه أحداث رواية إبراهيم عبد ا لمجيد (البلدة الأخرى) رغم أن بطل الرواية من خارج تبوك، وتظهر في الرواية خلفية البنية الاجتماعية للمنطقة في فترة تاريخية محددة، وتأثير هذا الوجود على الوضع النفسي لأبطالها وأثرها في أحداث الرواية.كما أشار البلوي إلى ظهور تبوك كمكان في أعمال الشعراء كما عند الشاعرة فاطمة القرني في قصيدتها(احتفال) فنرى تفاصيل متعددة عن حياة المنطقة الاجتماعية في فترة من فترات تاريخها القريب مصورة في قالب شعري يحكي عن تبوك عبر خيال طفلة عاشت طفولتها فيها، مبيناً أن تفاصيل تبوك المكان لم تظهر عند غالبية الشعراء الذين كتبوا عن تبوك في شعرهم كما ظهرت عند القرني.
http://www.alriyadh.com/2008/12/13/article394515.html

ما كتبة مطلق بن صياح البلوي
في صحيفة الرياض بتاريخ 15/ 12/ 1429هـ

ابن ظاهر
12-20-2008, 07:08 AM
عبدالمجيد سعود البلوي
الخير والشر: دعاية أم حقيقة؟
عبدالمجيد سعود البلوي
http://www.alyaum.com/images/12/12972/638328_1.jpg
بين الخير والشر تنقسم البشرية في دعاوى الدفاع عن وجودها وتبرير مقاومتها أو عدوانها على الآخرين, المعيار الإنساني المطلق يفشل في كثير من الأحيان في توصيف الحال كما هو عليه, والسياسي الذي يسيطر على المجال العام هو الراعي الأول لمثل هذا الانقسام والمؤسس له في الذهنية الشعبية حين يجد أن مصالحه وطموحاته تحتمان عليه تعميق هذه الحدية الانشطارية بين الخير والشر, ليكون بذلك سياجا حديديا حول الأتباع, والذين سيكونون من أنصار الخير الذي يتمثل في السياسي، ومجموعته التي تمارس طقوسا إعلامية أشبه بطقوس الإرشاد الرسولي، تؤكد بواسطتها خيريتها المطلقة وتخلع كل ألقاب الشر والظلامية على الخصوم والمناوئين.
فعندما تتأمل كثيرا من السلوكيات السياسية المعاصرة تجد انه لا يمكن فهمها بعيدا عن هذه الرؤية الانقسامية لعالم الأخيار الأبرار والأشرار الفجار. وهي الرؤية التي تمتح من منابع ايديولوحية عميقة تعيد تفسير السلوك وتمنحه وصف الخير أو الشر بعيدا عن الحقائق الموضوعية والعوامل التاريخية المصاحبة له، وهو ما يعيدنا إلى مراجعة كل الادعاءات الفلسفية المعاصرة التي تحدثت عن موت الايديولوجيا ونهايتها.
الذي يتابع تصريحات الرئيس الأمريكي في نهاية عهده وهو يتحدث عن المهام العظيمة التي قام بها, ويعدد انجازات الحرب من اجل الحرية والديمقراطية, يكاد يذهل لقدرة هذه الايديولوجيا التي يؤمن بها الرئيس ومجموعته من المحافظين الجدد على تحويل اكبر عملية سطو مسلح على ثروات بلد، وقتل وتشريد الملايين من أبنائه، إلى أن تكون هي جوهر الخير ودرة تاج الفضيلة الإنسانية لأنها كانت أمرا ضروريا من اجل أن يكون هذا الشعب الذي اصبح اليوم مهجرا ومطاردا ومستباح الدم، شعبا حرا طليقا له حق الانتخاب والتصويت!!. وبعيدا عن القول الذي يرى في هذه الادعاءات ستارا إعلاميا لتغطية حقيقة السطو والقتل والنهب، إلا أنني أميل إلى أن الرئيس الأمريكي ومجموعة المحافظين الجدد مؤمنون كامل الإيمان بأنهم يقومون بأداء مهمة رسالية خيرية لمصلحة البشرية والعراقيين بشكل خاص، وأنهم يخلصونهم من الاستبداد والقمع والتطرف والعنف ويهبونهم الحرية والتقدم والديمقراطية ولا بأس لو كان الثمن لتحقق هذه القيم في نظرهم قتل وتشريد الملايين لان مصلحة المجموع لا يمكن لها أن تتحقق إلا بمثل هذه التضحيات، ومن هنا كان الرئيس بوش يتحدث عن تضحيات العراقيين التي ذهبت نتيجة لعدوان قواته على الاحتلال، على أنها قرابين كان لا بد منها على طريق الحرية الصعب والمكلف.
وقد سبق لأحد منظري الحرب على العراق وهو مفكر عراقي، أن وصف الصواريخ التي تنهمر على العراقيين، بأنها سيمفونية موسيقية.
إن التاريخ يحفل بهذه النماذج التي تسيطر عليها رؤية أيديولوجية تعيد بواسطتها تركيب السلوكيات والأفعال بما يمنحها براءة مطلقة ودائمة من الظلم والقسوة والجور ومن الخطيئة، فهي أيديولوجيات تقوم بدور التبرير للفعل قبل وقوعه، وتقوم بدور التطهير من أدرانه وتداعياته النفسية بعد حصوله.
«لامارا» احد قادة الثورة الفرنسية وبعد قتله عشرات الألوف من الفرنسيين وقف مستغربا من الذي يشكون بنزعته الإنسانية النبيلة وقال بكل ثقة في الدفاع عن جريمته البشعة التي يراها كل إنسان متحرر من الايديولوجيا الرهيبة التي أسرت عقلة وقلبه, (ما هذا الظلم؟ من الذي لا يستطيع أن يشهد بأنني أريد قطع بعض الرؤوس حباً في خلاص الكثيرين؟).
إن سكب الدم الإنساني وهدر حق النفس الإنسانية بالحياة الكريمة، يغدو من الخير المطلق الذي ينبغي تقديره والاحتفاء به. لأنه طريق الحرية الصعب والشاق والمحفوف بالمخاطر.
الرئيس الأمريكي كان أسيراً لهذه الرؤية التفسيرية المؤدلجة وهو يتلقى الحذاء الطائر من الصحافي العراقي منتظر الزيدي، فكان تفسيرا في غاية التبسيط والانشداد لرؤيته الأيديولوجية. هذا الفعل يراه العربي أعلى درجات الاهانة، كما يعبر عن أعلى درجات الغضب المكتوم وعدم الرضا اللامتناهي، إلا أن الرئيس الأمريكي لم ير فيه إلا دليلا على الحرية التي جاءت بها دباباته وطائراته وجيوشه العتيدة إلى بلاد الرافدين.
إلا أن السؤال الذي يبدو هنا، وقد اعتبر قذف الحذاء إحدى تجليات الحرية، لماذا لا تكون المقاومة المسلحة العراقية هي أيضا من لوازم الحرية وأحد تجلياتها ويتقبلها فخامة الرئيس بصدر رحب كما تقبل حذاء منتظر الزيدي؟

http://www.alyaum.com/issue/search.php?sT=1&sB=%C7%E1%C8%E1%E6%ED&sBT=0&sA=0&sP=0&sO=1&sS=1

الدكتور سعيد الرواجفه
04-22-2012, 01:55 PM
ديوان (عين زغر) لدكتور سعيد الرواجفه
البعد الرابع للكون * الدكتور سعيد الرواجفه


البعد الرابع للكون
---------------------

كانت المقالة السابقة بعنوان : في البدء كانت الكلمة .
تتكلم المقالة عن الإنفجار الكوني الكبير وأبتداء الخلق بخالص جوهر الإرادة !
كما تذكر الكون المحدود في الفراغ اللا محدود ، ولا بد من ذكر ما قلت بأن الفراغ أو الخواء هو العدم ولكنه : العدم الموجود ،أي اللاشيء الموجود وهو التناقض القاتل في هذا الوجود !!

ولا بد من التذكير بالرياضيات وقوانينها التي لا تقبل النقض والتي تقول أن المحدود في اللامحدود يساوي اللا شيء ، أي واحد تقسيم ما لا نهاية يساوي الصفر أي اللا شيء ومليون تقسيم ما لا نهاية يساوي صفر أي لا شيء وملايين الملايين الملايين ........ مقسمة على اللا نهاية يساوي صفر أي لا شيء !! وأن الواحد في هذه المعادلات يساوي أيَّ عددٍ مهما تعددت أرقامه في وجه اللا نهاية أي كلاهما متساويان ويساويان الصفر أي اللا شيء !!!
أي أن هذا الكون الرهيب المتمدد في الخواء هو كاللا شيء ، أي هو العدم !!!
وهذا يعطينا التناقض القاتل الآخر في هذا الوجود وهو : الموجود العدم !!
فيصبح لدينا : عدمٌ موجود وموجودٌ عدم وهو مجمل الكون !!
لم ينته الامر بعد ، فما زالت الرياضيات تلاحقنا !!!
فالرياضيون يصرّون ويقسمون الأيْمان المغلّظةُ على وجود البعد الرابع للكون !!
بُعدٍ رابع لم يفهمه العالم بعد ، ويُلحقه بتسمياتٍ مبهمةٍ أخرى كالأثير !!
إن العالم يفهم الثلاثة أبعاد : الطول والعرض والأرتفاع ، ولا مكان في تفكيره لبعدٍ رابع !!
ولا بد لنا أن نجد هذا البعد الرابع اللا موجود ولكنه موجود ، فالرياضيات لا تقبل النقض !!
أعود إلى المتناقضات الكونية السابقة :
الخواء العدم الموجود !
الكون الواسع المتمدد اللا موجود وبه الأبعاد الثلاثة !!
أما البعد الرابع فهو بين هذه المتناقضات الكونية !!
إن جريان الكون الموجود العدم في خواء العدم الموجود هو البعد الرابع حيث الزمن اللا موجود أو السّرْمَديّة !!
إلى لقاءٍ آخر في : قانون العدل الإلهي .

27 / ذي القعدة / 1432 ه
الموافق 25/10/2011 م

يسمح الإقتباس مع ذكر المصدر والكاتب .
الدكتور سعيد أحمد الرواجفه
(كاتب المقال هو صاحب الهائمات العشر والملاحم ونبوءات قرآنية )