المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب مع المطاولة ...



ناصر
06-04-2006, 11:29 PM
أسعد الله اوقاتكم بكل الخير
تحدثنا من قبل عن الحب بالوصف أو الحب دون المشاهدة والمعاينة المباشرة..
ونعود اليوم لنستكمل حديثنا مع نوع أخر من الحب .. وهو الحب مع المطاولة ...
وكما نعلم أن هناك من البشر من يحبون بنظرة واحدة ... يرى الشاب فتاة تأخذ بمجامع
قلبه ويتخلل حبها جميع أعضاءه ... وبرأيي أن من أحب من نظرة واحدة وأسرع العلاقة
من لمحة خاطر لهو دليل على قلة صبره... ومخبر عن عن سرعة السلو... وشاهد
الظرافة والملل ...
وهكذا في جميع الأشياء ، أسرعها نموا أسرعها فناء .. وأبطؤها حدوثا أبطؤهها نفاذ ...
لكن من الناس من لا تصح محبته الا بعد طول المخافتة.. وكثير المشاهدة.. ومتمادي الأنس...
وهذا النوع برأيي يوشك ان يدوم ويثبت... فما دخل عسيراً لم يخرج يسيراًً
يلصق الحب بأهل هذه الصفة من البشر فإن تمكن منهم لم يخرج ابدا ... يصبح حب متمكناً
من صميم الفؤاد .. نافذا في حجاب القلب.. محبة على مهل سرت وتولدت... فاستقر عمادها .. وتغلغلت في القلب حتى لا تفارقه
.. فالاعضاء الحساسة في الجسم مسالك الي النفوس ومؤديات اليها
اما ما يقع من اول نظرة .. فاعتقد انه ليس حبا وانما بعض اعراض الاستحسان الجسدي
واستطراف البصر الذي لا يجاوز الالوان ... وهذا سر الشهوة ومعناها.. فاذا غلبت الشهوة
وتجاوزت هذا الحد ووافق الفصل اتصال نفساني تشترك فيه الطبائع مع النفس يُسمى عشقاً
... ومن هذا الغلط على من يزعم انه يحب اثنين ويعشق شخصين متغايرين.. فإنما هذا من
جهة الشهوة التي ذكرناها وهي على المجاز تسمى محبة لا على التحقيق وصدق الشاعر
الذي قال في هذا المقام
ليس في القلب موضع لحبيبين ............. ول احدث الامور بثاني
فكما العقل واحد ليس يدري ................ خالقا غير واحد رحمان
فكذا القلب واحد ليس يهوى .... ......... غير فرد مباعد او مدان
هو في شرعة المودة ذو شك .............. بعيد عن صحة الايمان
وكذا الدين واحد مستقيم .................. وكفور من عنده دينان
وعن نفسي أنا من هذا النوع من البشر الذين لا يحبون إلا مع طول المشاهدة..
لأن من أحبها أحتلج لفترة كي تدخل مزاجي وتستقر فيه ... فإن حصل واستقرت
يستحيل أن تخرج منه أبدا ....
وهذا رابط الموضوع الاول عن الحب بالوصف
http://www.bluwe.com/bluwe/showthread.php?t=17076
وإلى الملتقى معكم في جزء اخر من الموضوع
Wish you all the best of luck
أطيب المنى