المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس الاول ( مقدمة في البدعة )



عمر البلوي
09-24-2003, 07:18 PM
[align=center:c6244261e1][size=24]البدعة ضوابطها واثرها السيء في الامة

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات اعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد ان لااله الا االله وحده لاشريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله .
( يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون)
(ياايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا)
( ياايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)
اما بعد: فقد امر الله عباده بالاجتماع ونهاهم عن التفرق والاختلاف فقال تعالى :( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا .....)
وللمحافظة على هذه الوحدة . والاعتصام بحبل الله وعدم التفرق ، فقد امر الله عباده باتباع ما انزله على رسوله فقال تعالى : ( ..... اتبعوا ما انزل الله اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ماتذكرون )
كما نهى عن اتباع ما وجد عليه الاباء ، ومثلهم الشيوخ واهل البدع والاهواء. في الامور المخالفة لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: ( واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه ءاباءنا او لو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون)
وكما جاء في كتاب الله العزيز الامر باتباع ما انزله الله في كتابه ، والنهي عن اتباع ما وجد عليه الاباء ودعاة الهوى والشيطان كما قال تعالى: (او لو كان الشيطان يدعوهم الى عذاب السعير)
فقد جاءت الاحاديث الصحيحة الصريحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحث الامة على التمسك بالكتاب والسنة وان فيهما النجاة والعصمة كما قال عليه الصلاة والسلام ( تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي )
فقد ضمن عليه والصلاة والسلام للمتمسك بكتاب الله وسنته الهداية والنجاة وعدم الضلال المؤدي للهلاك في الدنيا والشقاء في الاخرة .
وفي مقابل ذلك نهى عن الابتداع في دين الله وحذر من البدعة وبين لامته ان كل بدعة في دين الله ضلالة فقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون ، فقلنا يارسول الله كانها موعظة مودع فاوصنا ، قال : اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تامر عليكم عبد وانه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة )
فهذا الحديث يبين لنا جانبا عظيما من جوانب الحفاظ على كيان الامة والحرص على سلامتها من التفرق المؤدي للفتنة وذلك بحثها على لزوم الجماعة والتمسك بالسنة والابتعاد عن المحدثات في الاعتقاد والافعال والاقوال والمناهج التي تجر الامة الى الشقاق والنزاع المؤدي الى الاختلاف والفرقة . لان رسول الهدى صلى الله عليه وسلم لم يفارق الدنيا حتى بلغ امته ما اوحاه الله اليه من شراءع دينه فبين للامة كل مافيه صلاح دينها ودنياها وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الا هالك لان الله اكمل لنبيه الدين واتم عليه النعمة ورضي للبشرية كلها الاسلام دينا فقال: ( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)
وقال ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين )
قالت عائشة رضي الله عنها لمسروق : ومن زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا مما انزل الله عليه فقد اعظم على الله الفرية والله يقول ( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته )
وكما جاء في حجة الوداع حين قال الرسول للناس وهو يبلغهم شرائع الاسلام واحكامه ويبين لهم الحلال والحرام وحرمة الدماء والاعراض وكل ما امر الله به ونهى عنه ويقول لهم : الا هل بلغت ، فيقولون عم . فيرفع ده الى السماء وينكتها عليهم ويقول : اللهم اشهد اللهم اشهد.
قال ابن الماجشون : سمعت مالكا يقول : من ابتدع في الاسلام بدعة يراها حسنة ، فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لان الله يقول ( اليوم اكملت لكم دينكم ) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا .
يقول الامام الشاطبي في كتابه القيم الاعتصام :
1- ان المبتدع معاند للشرع ومشاق له ، لان الشارع قد عين المطالب العبد طرقا خاصة على وجوه خاصة وقصر الخلق عليها بالامر والنهي والوعد والوعيد واخبر ان الخير فيها والشر في تعديها لان الله يعلم ونحن لانعلم وانه انما ارسل الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين .
<span style='color:blue'>2- ثم ان هذا العمل من المبتدع ايضا اتباع للهوى والشهوات والله يقول ( ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) فمن لم يتبع هدى الله في هوى نفسه فلا احد اضل منه.
3- ثم ان المبتدع بعمله هذا قد نزل نفسه منزلة المضاهي للشارع لان الشارع وضع الشرائع والزم الخلق الجري على سننها وصار هو المنفرد بذلك لانه حكم بين الخلق فيما كانوا فيه يختلفون . فالشرع ليس من مدركات العقول حتى يضع كل انسان تشريعا من عند نفسه ولو كان الامر كذلك لما احتيج الى بعثة الرسل الى البشرية .
فقد صح عن عائشة رضي الله عنها انها قالت : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية ( هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله ) فقال رسول الله عليه وسلم : اذا رايتم الذين يتبعون ماتشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم0وكما جاء ذم المبتدع وبيان زيغ قلبه في كتاب الله عز وجل . فكذلك ورد ذمه في احاديث كثيرة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام جاء فيها ذم المبتدعة وبيان ضلالهم واثامهم ورد اعمالهم ففي صحيح البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال صلى الله عليه وسلم : من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
وبعد ان عرفنا النهي عن البدع والتحذير منها
فما البدعة وما ضابطها وفيما تكون .............. وذلك تعرفونه في الدرس القادم انشاء الله تعالى[color=#ffffff]</span>

موسى بن ربيع البلوي
09-24-2003, 09:56 PM
س1
جزاك الله كل خير
و بارك الله فيك
و الى المزيد من الدروس ان شاء الله