المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخدم والخادمات ضوابط وبدائل



المثنى
11-20-2006, 11:00 PM
أيها الاخوه لا يخفى عليكم ما نعيشه في هذه البلاد من أنعام كثيرة حُرم منها غيرنا وسخرها الله لنا . ومن هذه الأنعام الخدم والخادمات ولما سمعت وشاهدت بعض الوقائع التي سببتها هذه الخدم وحولت حياة بعض الناس إلى جحيم مثل عمل - الشعوذه - السحر - الفساد الأخلاقي وكنت التمس حلول لهذه المشكلة حتى قرأت كليمات سطرها الدكتور محمد بن عبدالله الهبدان حول هذه الموضوع جزاه الله علنا وعن المسلمين خير الجزاء واليكم النص :


الخدم والخادمات ..ضوابط وبدائل






بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الذي وعد فوفى ، وأوعد فعَفَا ، والصلاة والسلام على نبينا محمد سيد الشرفاء ، وعلى آله وصحبه أهل الكرم والوفاء أما بعد ،،
فإن الناس بطبيعتهم يتفاوتون في قدراتهم البدنية والعقلية ويختلفون في ظروفهم وإمكاناتهم الاجتماعية والاقتصادية ، فهناك القويُّ الجسم الصحيح البدن الذي يستطيع القيام بكل متطلبات حياته بنفسه ، وهناك الضعيف والمريض والمعاق ومن أدركته الشيخوخة ، وكل منهم محتاج لمن يعينه على قضاء ضرورات حياته المختلفة كطهو وإعداد الطعام ونظافة المنـزل وشراء لوازم البيت من الأسواق .
وقد خلق الله سبحانه وتعالى الناس وقدّر أرزاقهم وجعلهم يتفاوتون في الرزق والدخل ، فكان الغني والفقير ، وكانت الطبقات الاجتماعية والمستويات الاقتصادية المتباينة ، ونشأت الحاجة المتبادلة بين الأغنياء والفقراء ، فالأغنياء محتاجون لاستخدام الفقراء في كثير من شئون حياتهم ، والفقراء محتاجون لفرص العمل لتدبير أمور معاشهم فكانت ظاهرة الخدم والخادمات ، وسبحان الله القائل : } نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا { [الزخرف:32].
إذن لا ينكر أي عاقل أن من الناس من يحتاج لخدم للحاجة القصوى التي بينا شيئا منها ، ولكننا ننكر تلك الفوضى في جلب الخدم والخادمات التي يفعلها كثير من الناس بلا ضوابط شرعية ، ولا قواعد مرعية .
أخي المسلم : إن وجود الخادمات بالضوابط الشرعية أمر لا محذور فيه ، فذلك أمر سبقنا إليه فقد ذكر ابن القيم ـ رحمه الله ـ أسماء من خدم النبيr فقال : منهم أنس بن مالك ، وعبد الله بن مسعود وغيرهم . ([1] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn1)[1])
لكن ما هي الضوابط التي لابد منها في مثل هذا الأمر :فأقول وبالله التوفيق يمكن حصر الضوابط فيما يلي :([2] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn2)[2])
أولاً : الإسلام وحسن السيرة
فلابد أن يقتصر الاستقدام على المسلمين فقط مهما كانت الظروف والأسباب ، فالكافر لا يجوز استقدامه لهذه الجزيرة لقول النبي r : " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب "([3] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn3)[3]) فهذه وصية النبي r بإخراج الكفار من الجزيرة فوجودهم فيها خطر عظيم على المسلمين في عقائدهم وأخلاقهم ومحارمهم .
والمسلمون الفقراء أولى من غيرهم بفرص العمل وهم بلا شك أقرب وأسرع إلى التكيف مع أخلاقنا وعاداتنا من غيرهم، وفي عملهم في هذه البلاد فرصة لأن يفهموا الإسلام فهماً صحيحا وينبذوا الكثير من البدع التي يمارسونها في مجتمعاتهم ، وإعانة لهم على أداء فريضة الحج .
لكن لا يكفي إسلام الوثائق المسجل في جواز السفر لأن الدراسة الميدانية التي أعدها أحد الباحثين دلت على أنه لا يوجد فرق بين الخادمات المسلمات وغير المسلمات ، وكلاهما لهن آثار سلبية على الطفل فلابد إذاً أن تكون الخادمة أو السائق من مجتمع مسلم وبيئة صالحة لديه من المعرفة في أحكام الدين الظاهرة كالصلاة والطهارة والصوم ما يُقوم به نفسه .
ثانياً : وجود المحرم معها كأخيها أو زوجها
فلابد أن يرافقها محرم أثناء سفرها في الذهاب والإياب ، قال r : " لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم "([4] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn4)[4]) واستقدامها بدون محرم إعانة لها على معصية الله ورسوله ، وقد قال الله تعالى : } ولا تعاونوا على الإثم والعدوان { [المائدة : 2]
ولابد من التحري في صدق الخادمة من أن محرمها هو أخوها أو زوجها .
ثالثاً : عدم الخلوة والاختلاط بهم : سواء كان ذلك من السائق لأهل البيت أو أهل البيت للخادمة ، وأياً كان ذلك في المنـزل أو في السيارة أو في أي مكان آخر ، لأن ذلك يُوجد ويُنمي نوعاً من الألفة بينهما وبين أهل البيت من الرجال مما يتسبب في وقوع محظور شرعي عظيم ألا وهو الزنا كما جاء في حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه في قصة العسيف عندما كان مسؤولا عن خدمة امرأة وكان يُلبي ما تحتاج إليه فتسبب هذا الاحتكاك عن وجود نوع من الألفة والارتياح فأدى ذلك إلى فاحشة الزنا ـ والعياذ بالله ـ([5] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn5)[5]) وقد قال النبي r محذرا من الخلوة بالمرأة الأجنبية فيما رواه الترمذي وغيره : " ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان " وما ظنك باثنين ثالثهما الشيطان ،
وعن عقبة بن عامر أن رسول الله r قال :" إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال :الحمو الموت " رواه البخاري ، والحمو : هو أخو الزوج .
وعن ابن عباس عن النبي r قال :" لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم "فقام رجل فقال يا رسول الله : امرأتي خرجت حاجة واكتتبت في غزوة كذا وكذا قال ارجع فحج مع امرأتك " رواه البخاري .
رابعاً : ألا يكون فيها من الصفات ما يمكن أن يؤدي إلى الفتنة بها ، كأن تكون شديدة الجمال أو غير ذلك من الصفات التي يخشى منها على أهل المنزل ، وكذلك بالنسبة للخدم من الرجال ، فقد نفى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ نصر بن حجاج إلى البصرة لما رأى افتتان النساء به .
خامساً : أن تكون الخادمة ملتزمة بالحجاب الشرعي : فتتحجب حجاباً كاملا عن الرجال الذين في البيت ، ومن المؤسف جداً أن بعض الناس لجهلهم ولاتباعهم الشهوات يظن أن الخادمة تُعامل معاملة الأمة ومِلْك اليمين !! فلا يتورع من النظر إليها ، أو المخالطة معها بحجة أنها خادمة !!وبلغ ببعضهم ـ هداهم الله ـ السماح للخادمة بأن تلبس أحسن ثيابها وتسرح شعرها كأنها بين محارمها أو بين يدي زوجها فنسأل الله العفو والعافية .
سادساً : عدم الخروج من المنـزل إلا للحاجة الماسة ، وتكون معها ربة البيت وقد وصل الحد عند بعض الناس أن الخادمة هي التي تذهب لشراء حاجيات المنـزل الخفيفة وهي التي تُخرج فضلات المنـزل ، وكم سببت هذه من مشاكل ، وكم حدثت من جرائها من حوادث ، وكم ارتكبت بسبب هذا التكاسل جرائم على أهل البيت أو الخادمة ولولا ضيق المقام لذكرت طرفا من القصص التي وقعت وحصلت فنعوذ بالله من العجز والكسل .
سابعاً : المتابعة المستمرة للخدم من ناحية أداء العبادات والأحكام المتعلقة بهم وعدم الثقة الزائدة بهم .
ثامناً : معرفة المهام المنوطة بهم وعدم الاتكال عليهم في جميع الأمور فيكون من مهام الخادمة تنظيف البيت والمطبخ وغسل الثياب مثلا ، أما إعداد الطعام ورعاية الأطفال فلابد أن تكون من مهمة الأم مهما كانت ؛ طبيبة أو معلمة أو ربة بيت ، ومهما كان أطفالها كثرة ، وكذلك لا تعفى البنات من أعمال المنـزل فينشأن جاهلات بواجبات الحياة العائلية ، ويُصبن بالعجز والكسل فتزداد الحاجة في المستقبل للخدم .
ولا يجوز أن يتحول السائق الخاص إلى مرافق وحيد ودائم للزوجة في كل مكان تذهب إليه حتى قالت إحداهن في دراسة أُجريت عن السائقين أن زوجها اشترى سيارة ومكثت عشرة أشهر ثم استبدلها بأخرى لم تركبها !! اعتمادا على السائق حتى تقول ساخرة : أخشى أن يحضر السائق مجلس الآباء المقام في مدرسة أبنائي،([6] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn6)[6])فهل يتنبه الآباء إلى ذلك !!
تاسعاً : وجود الحاجة الماسة للسائق أو الخادمة : فلا ينبغي لأي عاقل أن يستقدم خادما لبيته إلا عند الحاجة الماسة وليس لمجرد الرفاهية أو المباهات بين الناس فهذا ضرر للدين وسفه في العقل وضياع للمال .
عاشراً : الاستغناء عنهم متى انتفت الحاجة في جلبهم لأن الحكم يدور مع علته وجودا وعدماً .
بدائل وحلول

أخي المسلم : إنها مسألة لابد منها ، وحوار لابد من طرحه والمصارحة به لأنها قضيتنا التي نواجهها ولذا يحق لي أن أسائلك : هل فكرت يوماً ما في إيجاد البدائل والحلول عن هؤلاء الخدم ؟ أو على الأقل الحد من هذه الظاهرة وتقليلها ؟!!
إنها مسؤولية الجميع في معالجة هذا الداء والقضاء عليه من خلال النظر والتأمل في واقع الناس وحاجاتهم وطرح الحلول المناسبة لهم .
إن مجالسنا شُغلت بالقيل والقال وكثرة المقال فيما لا ينفع الحال والمآل ..فلماذا إذاً لا يتحدث الناس في مجالسهم عن مثل هذه القضايا أو غيرها ويعمروا مجالسهم بها فتكون همهم وشغلهم الشاغل ..ألسنا نعاصرها ؟ ألسنا نذوق مرارتها ؟ أليست هذه القضية تمس الدين ، ويتضايق منها الكثيرون ؟ ألسنا مؤتمنين على أعراضنا وأبنائنا وأموالنا : " كلكم راع ومسؤول عن رعيته " رواه البخاري ، فلماذا هذا البرود وعدم الغيرة في مثل هذا الأمر ؟!
إن من المعلوم لدى الجميع أن العقل الواحد إذا فكر أنتج فما بالك إذا كانت أمة بأسرها تفكر لحل قضاياها ألا تنتج ؟
أخي المسلم : نعم هناك بدائل ..بدائل عن أولئك الخدم الذين لا يُعرف صلاحهم من فسادهم ..أناس يحملون أفكارا غير أفكارنا ولغة غير لغتنا ..بل تعدى ذلك كله إلى أقوام يحملون ديناً غير ديننا .
ولو تعلم ربات البيوت ماذا كانت فاطمة رضي الله عنها تكابد من المشاق والمتاعب في خدمة بيتها وهي ابنة من ؟ ابنة رسول الله r وزوجة علي بن أبي طالب ـ أمير المؤمنين ـ وأم الحسن والحسين رضي الله عنهم ، لقد أثرت الرحى في يديها ، والحصير الخشن في جنبيها وذهبت إلى أبيها r تسأله بعد إلحاح من علي رضي الله عنه أن يعطيها خادمة تخدمها من السبي الذي وصل المدينة ولندع فاطمة تكمل خبرها تقول ـ رضي الله عنها ـ : ( جاء إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم فقال : " على مكانكما " فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري وقال : " ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني ؟ إذا أخذتما مضجعكما تكبرا أربعاً وثلاثين وتسبحا ثلاثاً وثلاثين وتحمدا ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم " رواه البخاري ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : ( فيه أن من واظب على هذا الذكر لم يصبه إعياء لأن فاطمة ـ رضي الله عنها ـ شكت التعب من العمل فأحالها r على ذلك فهو خير لكما من خادم ) .
واقرأ خبر تلك المرأة الجليلة التي قامت بكثير من الأعمال داخل المنـزل وخارجه ولندع أسماء بنت أبي بكر الصديق تحدثنا عما كانت تقوم به من أعمال في بيتها تقول : (تزوجني الزبير وماله في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضح ([7] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn7)[7]) و غير فرسه قالت فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤنته وأسوسه وأدق النوى لناضحه واستقى الماء و أخرز غربه ([8] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn8)[8])وأعجن ولم أكن أحسن أخبز فكان تخبز لي جارات من الأنصار وكن نسوة صدق قالت وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي وهي علي ثلثي فرسخ .." رواه البخاري ومسلم ([9] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn9)[9])
أتعلم يا أُخي كم كانت تمشي هذه الصحابية الجليلة إنها تمشي بالأمتار (3696) مترا ، أي قرابة أربعة كيلومترات !! فهل من مشمر عن ساعد الجد وترك التكاسل والخمول والاقتداء بمثل سير هؤلاء ؟!!
* ومن الحلول لمثل هذه الظاهرة :([10] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn10)[10])
أولاً : الحد من مظاهر الترف والبذخ والإسراف وعدم التقليد للأغنياء في أنماط وأساليب معيشتهم .
ثانياً : تعاون أفراد الأسرة على خدمة أنفسهم قدر الإمكان وهذا هدي نبينا محمد r حيث كان r يَرقْع ثوبه ، ويحلب شاته ، ويخصف نعله ، ويخدم نفسه ، ويصلح شأنه ، وهو خير الخلق وأكرم البرية ، وأزكى البشرية ومع ذلك لم يرفعه علو منـزلته التعالي عن مثل هذه الأمور ـ بأبي هو وأمي ـ r واقتدى أصحابه من بعده به وساروا على منهاجه فقد بايعهم r على أن لا يسألوا الناس شيئا فكان أحدهم يسقط سوطه وهو على راحلته ولا يسأل أخاه أن يحضره بل ينـزل ويأخذ سوطه بنفسه ـ رضي الله عنهم ـ وقدم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ إلى ديار الشام يتفقد أحوالها فلما نزل بحمص لقيه أهلها للسلام عليه فقال : كيف وجدتم أميركم ؟ وكان أميرهم إذ ذاك هو الصحابي الجليل سعيد بن عامر الجمحي ـ رضي الله عنه ـ فشكو إليه وذكروا أربعاً من أفعاله كل واحد منها أعظم من الآخر ، قال عمر : فجمعت بينه وبينهم ودعوت الله ألا يُخّيب ظني فيه فقد كنت عظيم الثقة به ، فلما أصبحوا عندي وأميرهم قلت : ما تشكون من أميركم ؟ قالوا : لا يخرج إلينا حتى يتعالى النهار ؟ فقلت:وما تقول في ذلك يا سعيد؟ فسكت قليلاً ثم قال : والله إني كنت أكره أن أقول ذلك ، أما وإنه لابد منه فإنه ليس لأهلي خادم فأقوم في كل صباح فأعجن لهم عجينهم ثم أتريث قليلا حتى يختمر ثم أخبزه لهم ثم أتوضأ وأخرج للناس ، قال عمر : فقلت لهم : وما تشكون أيضاً ؟
قالوا : إنه لا يخرج إلينا يوماً في الشهر ؟
قلت : وما هذا يا سعيد ؟ قال : ليس لي خادم يا أمير المؤمنين وليس عندي ثياب غير التي عليّ فأنا أغسلها في الشهر مرة وانتظرها حتى تجف ثم أخرج إليهم في آخر النهار ..رضي الله عنهم وأرضاهم .
بهذا القدر يقتدي من كان محمد وأصحابه هم قدوته،وأما من صرف النظر عنهم وقال : ذاك زمان ليس كزماننا !! وهؤلاء صحابة !! فنقول له :
إن من أبرز واجبات الياباني منذ طفولته أنه يقوم بتنظيف غرفته المنـزلية وصفه ومدرسته حتى بعد تخرجه من الجامعة عندما يتدرب في مؤسسة عمله على برامج إجبارية قبل أي منصب ثابت ..ومن نتائج التربية اليابانية أن هذا البلد لا يعتمد على غيره ـ باستثناء النفط الذي لا يوجد عندهم ـ نجد أن معظم المجتمعات في العالم تحتاج إلى الصناعة اليابانية ، ومن أسباب ذلك تعويدهم الطفل منذ الصغر حتى لا يكون اتكالياً ..تقول المربية اليابانية بستالوزي : ( كلما استخدمنا خدماً أصبحنا أسرى لهم ، وإذا أردنا أن نكون أحرارا يجب أن نقول دائماً : إنني لا أحتاج إلى خدمة أحد لأنني لست عليلا وكلما خدمنا الأطفال ألحقنا بهم الضرر لأننا نكون بذلك جعلناهم يعتمدون على غيرهم )([11] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn11)[11]) .
وفيما تقدم من هدي رسول الله r وأصحابه كفاية وغنية عما قالوه ولكن ما كان من حق فلا نرده .
ثالثاً : التعدد ؛ وقد أباحه الله تعالى بقوله : } فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ..{ الآية [ النساء :3] فإذا كانت المرأة مريضة مرضا مزمنا مستعصيا أقعدها عن القيام بالواجبات الزوجية ، ولا تتحقق معها العشرة فعندئذ له أن يطلب زوجة ثانية تقوم على شئونه وشئون أولاده ، وتؤدي رغبته وهذا خير من الخادمة .
رابعاً : شراء الطعام الجاهز من السوق واستعمال الأواني الورقية وكذا استخدام المغاسل بالأجرة ، والاستعانة بالأقارب لرعاية الأولاد يكون حلا سريعا في أوقات الحاجة كمرض الزوجة مرضا يرجى برئه وشفائه عاجلاً .
خامساً : إن لم يف بالغرض فيمكن الاستعانة بخادمة مؤقتة بالشروط الشرعية ويتم الاستغناء عنها حال انتهاء الحاجة منها مع ما في هذا الحل من المخاطر .
سادساً : من البدائل للمرأة العاملة إيجاد دور للحضانة ولكن بشرط الحرص على انتقاء المربية العربية الملتزمة .
وفي الختام : ينبغي أن يخضع استقدام الناس للخادمات لشروط تقنن بعد دراسة متأنية وشاملة لظروف الأسرة فلا يتم الاستقدام إلا عند الحاجة القصوى فقط وأن تعطى الأولوية للخدم كبار السن ولا يفتح الباب على مصراعيه .
وأخيرا أخي المسلم إياك وظلم الخدم والخادمات ،هؤلاء الضعفة الذين تعاقدت معهم أوف عهدك معهم ولا تستغل ضعفهم ، ولا تنتهز عجزهم فإن الله Y توعد من عمل هذا أن يكون الله هو خصمه يوم القيامة ، ومن كان الله خصْمه خصَمه ، فاتق الله وأعطي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه ، لا تمنعه حقه ، وتبخسه راتبه حتى وإن قل فإن هذا من الظلم .
إن ظلم كثير من أصحاب العملات لعمالهم دفعهم ذلك إلى ارتكاب أعمال مشينة من قتل وسرقة وانتقام كما تسمعون في وسائل الإعلام ([12] (http://www.bluwe.com/bluwe/newthread.php?do=newthread&f=11#_ftn12)[12])، وبعضهم يصاب بحالة نفسية ، بل إن بعضهم يصل به الضيم إلى أن يقتل نفسه ! يأتي العامل المسكين من بلاده وهو في عيشة رضية فيبيع كل ما يملك من أجل أن يأتي إلى البلاد الغنية يمني نفسه بمستقبل زاهر ، فما أن يأتي وإلا ويفجع بالظلم المرير من بخس لأبسط الحقوق فيصل به الأمر إلى الانتحار عياذا بالله ،فمن المسؤول عن هذا ؟ إنه أنت،فاتق الله فيمن تحت يديك واعلم أن الله يمهل ولا يهمل ، وأن الأيام دول يوم لك ويوم عليك فأعطي كل ذي حق حقه .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


[30]-منع النقل من أي مصدر دون ذكره.

سعود الهرفي

نواف النجيدي
11-21-2006, 01:19 AM
الله يعينا على الخادمات والخدم