المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع شمس البارودي



موسى بن ربيع البلوي
01-11-2004, 10:46 PM
حوار مع شمس البارودي

تغيرت حياتي.. في أول رحلة عمرة إلى بيت الله الحرام

كانت الفنانة شمس البارودي علامة فارقة لغيرها من الفنانات.. عندما اعتزلت الفن وارتدت الحجاب.. وتوجهت بكل قواها النفسية والمعنوية إلى الله سبحانه وتعالى.. وأصبح القرآن الكريم هو ملاذها الآمن.. ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو حبيبها.. ورفضت العودة للفن والتمثيل مهما كانت المغريات أو نوعية الأدوار.. فقد قررت الابتعاد عن الأضواء تماماً، ولذلك كانت ترفض دائماً الكثير من اللقاءات التليفزيونية والإذاعية والصحفية..

وتقديراً لدور اللواء الإسلامي .. وافقت الحاجة شمس البارودي على أن تلتقي مع قرائها من خلال هذا الحوار.

• كيف بدأت رحلتك مع الالتزام؟
ومتى كان ذلك وما هي دوافعه؟
- الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.. الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين.. الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأساً شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً حسناً ماكثين فيه أبدا.

أحمدك ربي وأستعين بك واستغفرك واستهديك لا أحصي ثناءً عليك أنت.. كما أثنيت على نفسك جل ثناؤك وعظم جاهك ولا إله غيرك.

لقد بدأت رحلتي مع الالتزام مع كتاب الله في أول عمرة في حياتي وكنت متزوجة ولدى من الأبناء ناريمان و محمود .. وقد اصطحب أبي زوجي قبلي بعام لأداء العمرة وكان أبي – رحمه الله – دائم الذهاب لبيت الله الحرام لأداء الحج والعمرة، وقد كان خير رفيق لزوجي ولي بعده بعام، لينعم ربي علينا بجلاء البصيرة وصدق اليقين وحقيقة الوجود، حيث قال رب العزة وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون وبعد ختم القرآن الكريم في أيام العمرة، ومنذ 21 عاماً ألقى أبي في روعي حقيقة التوحيد وتراءى لي الكون كما لو لم أره من قبل، واستشعرت بمدى ضآلة هذا المخلوق الإنساني ومدى ضعفه وقلة حيلته أمام عظمة الله وقدرته: ووقفت في جوف الليل في الثلث الأخير من الليل في بيت الله الحرام رافعة كلتا يدي أتضرع لخالقي ومولاى أن ينظر لي بعين عطفة ورحمته، وأن يقوي إيماني وظللت أردد هذا الدعاء ولا أدعو بسواه.

اللهم قوي إيماني اللهم قوي إيماني وإيمان أولادي وزوجي وأبي وأمي وأخوتي وكل من أحببتهم ودموعي تنهمر في صمت وأنا أطوف حول الكعبة ألح في الدعاء لرب الأرض والسماء، ليس لي مطمع في هذه الفانية التي نرحل عنها يوماً لا محالة ونرقد وحدنا في القبر وحشة وظلمة وسؤالاً وحساباً.

مطلبي يا ربي قوة الإيمان التي تعينني على رحلة الآخرة، قوة الإيمان التي تؤنس وتنير لي قبري، قوة الإيمان التي تخفف عني السؤال وترفع عني الحساب وتفتح لي بابا أرى فيه مقعدى من الجنة، قوة الإيمان التي هي النجاة من زيف هذه الحياة التي يغتر بها الكثيرون ظناً منهم أنهم مخلدون رضوا بالحياة واطمأنوا بها وهم عن آيات الله غافلون.

ولقد قال سبحانه لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم إنك ميت وإنهم ميتون.. فالأحرى بنا أن نتبع منهج الخالق في كتابه القرآن الكريم وسنة سيدنا محمد سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم، لكي نسعد في الدارين، الدار الدنيا والدار الآخرة.. وكانت هذه الليلة المباركة لي وعلى الحد الفاصل بين حياتين، حياة جهلى بحقيقة ديني، وحياة علمي وفهمي لمراد رب العالمين من خلقه أجمعين، فوقفت أقرأ فاتحة الكتاب فرأيت العجب العجاب، رأيت معاني فاتحة الكتاب كاملة كما تحدث عنها ابن القيم الجوزرية في مدارك السالكين في إياك نعبد وإياك نستعين .. وكانت المنة والفضل النفحة الربانية في الفهم والإدراك والعلم واليقين والصدق مع الخالق ومع النفس، وكانت البداية وكان التحول بإرادة وعزيمة وتصميم على النجاة والفوز برضى الله ورضوان الله وحب الله.

• ومتى اتخذت قرار الحجاب؟ .. وكيف حدث ذلك؟
- كان القرار في هذه الليلة المباركة عليّ بيقين بعد هذا الدعاء والبكاء وقراءة الفاتحة في ركعتين في صحن الكعبة وراء مقام سيدنا إبراهيم، وكل كياني يرجف وأوصالي ترتعش، ودموعي تنهمر وصدري يشهق من شدة البكاء من عظمة وقوة فاتحة الكتاب، وخاصة بسم الله الرحمن الرحيم.. يا لجرأتي أني انطق بسم الله وأنا أستشعر عظمتها وقوتها وجبروتها وعلوها وهي تحصن الكون وأرى ضآلة الإنسان في هذا الكون الفسيح، ويشتد بكائي حتى أنهي الركعتين وأسلم وأخرج من هاتين الركعتين إنسانة أخرى زاهدة متذللة راكعة ساجدة أرجو رحمته وأخشى عذابه.

ذاكرة الزمن
• وما هو شعورك الآن وأنت تشاهدين أفلامك القديمة أو الحديثة التي تعرض بعد اتخاذك لقرار الحجاب؟
- أتظن أني أفرح أو يسعدني فيها شيء، إنها تستعرض جمالي من شعر رأسي لأصابع قدمي.. وأصدقك القول يا أخي أتمنى أن تمحى من ذاكرة الزمن.
• ولو عرض عليك دور في عمل فني ديني هل تقبلين تمثيله ما دام فيه فائدة للدين؟
- لقد كان التمثيل هواية لي في سن الطفولة والمراهقة، ولم يكن مهنة أتعيش منها يوما ما، وكنت أحيا في منزل أسرتي مع أبي وأمي وأخوتي حتى تزوجت حسن يوسف والد أبنائي ناريمان ومحمود وعمر وعبدالله- ما شاء الله لا قوة إلا بالله- وهو مسئولا عني كما كان أبي مسئول عني، فالتمثيل الآن لا مهنة ولا هواية وقد كان من هواياتي في الصغر الرسم والقراءة. وقد استمررت عليهما.

الألقاب المحبوبة
• هل تحبين أن يطلق عليك لقب الحاجة شمس البارودي؟
- اسمي الحقيقي بالكامل شمس الملوك جميل البارودي، وأحب الألقاب الحاجة أو أم محمود أو أم ناريمان أو أم عمر أو أم عبدالله أو حرم الحاج حسن يوسف.. وما شاء الله الألقاب المحبوبة لدى كثيرة وكلها أنادى بها.

• وهل هناك شخصية أثرت في حياة السيدة شمس البارودي بعد الاعتزال؟
- كان التأثير في طفولتي من أمي وأبي، وهذا ما ردني لديني، وبعد قراءة السيرة كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها، والسيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها وكل أمهات المؤمنين والسيدة مريم البتول وسيدنا أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه والسيدة فاطمة الزهراء إبنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

سينما إسلامية
• هناك جدل واسع يكاد يصل إلى درجة اليأس من قيام سينما إسلامية هادفة جادة.. فهل يمكن بالفعل قيام هذه النوعية من السينما الإسلامية؟
- طبعاً ممكن جداً بتوظيف كل هذه الأموال التي تنفق في جميع البلاد العربية، على أعمال لا تسمن ولا تغني من جوع، وهي لملء ساعات الإرسال ولا هي في ميزان حسنات من يقوم بها، وليس لها أي هدف غير تضييع الوقت ونحن في أشد الحاجة لسينما إسلامية أو أعمال إسلامية يتولى تنفيذها من يتصفون بالأمانة وقوة العقيدة والحنكة الفنية والدرامية، لكي تظهر حقيقة الإسلام السمحة الجميلة لكل من لا يعرف الإسلام على حقيقته بدلاً من تقليد الغرب بالانحراف والابتذال.

كلمة لزميلات المهنة
• وهل هناك كلمة توجهينها إلى زميلات المهنة اللاتي ما زلن يمارسن مهنة الفن؟
- كان من جيلي نجلاء فتحي وميرفت أمين وتقريباً نجلاء اعتزلت وميرفت تؤدي بعض الأعمال ذات طابع يتفق مع المرحلة العمرية والنضج.. وأظن أن تمارس المهنة في أشد الحاجة للعمل فأدعو الله لهن بالتوفيق لما يرضى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

نقلا عن جريدة اللواء الإسلامي.
العدد - 1143

محمد العصباني
01-11-2008, 12:07 PM
فعلاً إن الله يهدي من يشاء


الله يتوب علينا وعليها

شكرًا أبا نادر

موسى بن ربيع البلوي
01-11-2008, 10:40 PM
رفع الله قدرك .. و شكرا لك أخي الكريم .

محمد السافري
01-11-2008, 10:55 PM
سبحان الله

الله يهدينا جميع

ونطلب من الله التثبيت على طاعته


مشكور اخوي على النقل

مــــــاســـه
01-13-2008, 10:51 AM
الله يهدينا جميعاً ويثبتنا على طاعته
مشكووووورأخوي ويعطيك العافية

موسى بن ربيع البلوي
01-20-2008, 12:55 AM
الفاضل / محمد السافري : شكرا لك تواصلك و دام لنا تواجدك

بارك الله فيك أخي

موسى بن ربيع البلوي
01-20-2008, 12:56 AM
أختي ماسه / شكرا لك و بارك الله فيك