المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة ماورائية ببعد سيكولوجي لنص:مآلت أغصان المحبه-الدارسان:حسين الهنداوي-حاتم قاسم



حاتم قاسم
04-21-2007, 01:11 PM
قراءة ماورائية ببعد سيكولوجي لنص :

مآلت أغصان المحبه..!! للشاعر السعودي : أسعد السحيمي

بقلم الدارسين : حسين الهنداوي – حاتم قاسم







النص : مآلت أغصان المحبه..!!
مآلت أغصان المحبه وإنقطت قطرة وداع

والورق ودّع عشــيقه في ليالي مؤلمه
والثرى كنت أحسبنه طيب وشهم وشجاع
مادريت إنه أناني ضحــكة الغدر بفمه
زيـّن الهرج وتفنّن لين ماشـب الصراع
بين قطرات النــدى وبين أوراق نظمه
والورق معروف غصنه مايهمه مايشـاع
لكن البلوى تزافر هالنــدى من مبسمه
والوعود ألي وعدها الثرى كانت خداع
هدّم أحــلام الندى ولا لفى قام ظلمه
كل ماطاح الندى غاص في ظلم الوساع
وإنكبت في قاع ضامي والندم يمشي بدمه
والفرح ذاب وتلاشى وإبتدى درب الضياع
والسهر كنـّه شقاوي عذب الناس قلمه
ياهجــيري .. فرقونا كل ماحلّ إجتماع
وكرّهونا في بعضنا لكن الســر إكتمه
غبت من سبّت عذولن إشــتريته ثم باع
وصار قلبك والمشــاعر لاطرالك تشتمه
من رحل طيفـك وأنا ألي بيني وبيني نزاع
كنّ في صدري حــزين ٍ لاتذكرّك أرحمه
شــف مئآسي هالخيانه أثرت بي للنخاع
شف مكانك في خفوقي شوف حزنه يكتمه
من ظلامي إلـ ظلامك مركب بليّا شراع
وحـبك بقلبي وحبي للعواذل .. تقسـمه
غابت البسمه وقفآ من سنا فجرك شعاع
وإنطوت صفحات ذكرى تأسر ألي تفهمه
والقلم لملم حكاوي حاولت تنهي الصراع
ولاكسب غير المأسي والجفاف ألي هزمه



الدراســــة النقــدية :
=================
نتوجس الصورة فتسطع أشعة العزف على وتر القصيد تحملنا بين دفتيها لمدارات تنطق فيها الحروف لتبوح عن كينونة النفس 00 تسبر الأغوار
و ينطلق اللحن من صحارى النفس التائهة بقوسه القزحي ليلون مفردات النص بإرهاصات لها بعدٌ سيكولوجي تمتد مفاصله عبر الطبيعة ليرسم لنا الشاعر بمفرداته تجربة ذاتية ببعد يتجاوز فيه النص الاعتيادي فينطلق من الذات يرسم لنا اللوحة بفنها التشكيلي


مآلت أغصان المحبه وإنقطت قطرة وداع

والورق ودّع عشيقه في ليالي مؤلمه
لوحة الذات المتألمة على فراق الأحبة تصنع من أوراق الأشــجار كينونة النفس فترصد من واقعها لون المحبة الذي مالت به الليـالي لينفض قطرات الندى عن أوراقه وتبقى الحسرة على ما فات تسجل ببعدها النفـسي وزناً إيقاعيا يلامس جدران القلب بخطه الأفقي الذي يتمازج مع اللون ليصبـغ الوداع في نفسه المشحونة بالعشق 000 أي ورق يحمل النفس ليطير بها في مدرات الوداع يتلاقى في موشورها النفسي بعدان هما ( العاشق و عشيقته ) والليالي المؤلمة 000
على إيقاع بحر الرمل يسير بنا العاشق الولهان فيأخذنا بإيقاعه الدافئ و بلحنه إلى مسامات القلب لنفتق الحروف و نسلط الأشعة على المفردات
مالتغصا / نل المحبه / و نقطت قط / رة وداع /
فاعلاتن / فاعلاتن / فاعلاتن / فاعلان /
و الورقود / دعشيقه / في ليالي / مؤلمه
فاعلاتن / فاعلاتن / فاعلاتن / فاعلان
من إرهاصات النفس يسوق لنا الشاعر أسعد السحيمي قصة ذاتية تسبر الأغوار و تنطلق من
الذات لتبحث عن نبض تخالطه المشاعر في حركة ديناميكية تنقلنا إلى الحدث عبر مجسات قصصية تروي الحدث و تنقلنا عبر فضائها الكوني لصورة الواقع فتبدو الصورة جليه وواضحة فنفسه الطامحه تتمثل بأوراق الأشجار التي هزتها الليالي لتذهب بنداها العطر ( المعشوقه ) ثلاثية رائعة ( الورق – الندى – الثرى ) وترابط يجمع المفردات في كينـونة واحدة وكل منهما بحاجة الآخر وهذا ارتباط عضوي وتحليل نفسـي يسـجله الشاعر في معطيات النص الشعري وتبقى الأوراق تحفر عــلى جدران ذاكرتها ألم الوداع تسأل شعلتها المتوقده ويبقى السؤال ينتظر الجواب 00 وعبر سيكولوجية البعد النفسي يرسم هذا الارتداد
بشكل لا شعوري متقمصاً ذاته المتشجرة بالحزن :
والورق معروف غصنه مايهمه مايشاع
لكن البلوى تزافر هالندى من مبسمه

والوعود ألي وعدها الثرى كانت خداع
هدّم أحلام الندى ولا لفى قام ظلمه
كل ماطاح الندى غاص في ظلم الوساع
وإنكبت في قاع ضامي والندم يمشي بدمه
والفرح ذاب وتلاشى وإبتدى درب الضياع
والسهر كنـّه شقاوي عذب الناس قلمه


يشتد صلب العود و تكبر الثقة بالنفس يتجاوز فيها الشاعر بصورته الورقيه الخضراء كل مايشاع وعلى الجانب الآخر تقف البلوى بزفيرها المتصـاعد لتعكر صفو الندى وهو بذلك يمازجنا لون المفردة الحسـية ببعده الرمزي ليعود بنا إلى الثرى الذي يحمل وعود الخداع بأحلامه النرجسية التي ذهبت بأحلام الندى المخملية ليبدأ العد العكسي من ميدان الفرح
إلى درب الضياع الذي يرسمه الكاتب بسهره وعذاباته التي يسطرها في ليله الطويل 000 تتجاوز الكلمات بعدها الحركي بحسية مطلقة ورمزية معلنة لينطلق النداء :
ياهجيري .. فرقونا كل ماحلّ إجتماع
وكرّهونا في بعضنا لكن السر إكتمه
غبت من سبّت عذولن إشتريته ثم باع
وصار قلبك والمشاعر لاطرالك تشتمه
إنه عشق عذري بأبعاد انسانية تنظر إلى المرأة ببعدها المعنوي لا الحسي
و انظروا معنا إلى ياء النداء ( يا هجيري ) و إضفاء ياء المتكلم الملصوقة بها ومدلولات هذه الكلمة ببعدها السيكولوجي 00 و التضاد الشعري في المفردة ( فرقونا – اجتماع )
( اشتريته – باع ) يوظفها الشاعر في رسم الصورة الشعرية لتعطي بعدها الفني ( الطباق ) ويسقط لنا من المثل السائد ( كل سر جاوز الاثنين شاع ) ( لكن السر اكتمه ) بصمات للحدث تسجل الحضور و على أروقة الصمت في مساماتها المتوقدة تشتعل الحروف :

من رحل طيفك وأنا ألي بيني وبيني نزاع
كنّ في صدري حزين ٍ لاتذكرّك أرحمه

شف مئآسي هالخيانه أثرت بي للنخاع
شف مكانك في خفوقي شوف حزنه يكتمه

يعيش الكاتب أسعد السحيمي صراعا مع النفس بمفردته التي ودعت طيف الحبيبة
لتعيش على الذكرى في أيقونة التفاعل مع معطيات المآسي و الخيانة التي جاوزت حد النخاع الشوكي وهذا بعدٌ آخر يرسمه الكاتب لحركته الديناميكية فالنخاع الشوكي مركز الحركة العصبية التي يتوجس منها آخر أحلامه النرجسية حتى يخاطب الأحبة بلغة فوسفورية
تضيء بصماتها أشعة المكان متجاوزا حدود المكان و الزمان و أشــرعة الحزن المكتومه بدف ء مكان القلب ( شف مكانك في خفوقي شـوف حزنه يكتمه ) على صهوة البوح يمتد الشراع يبحث في النفـس التائهه عن مرسى افتقده في الظلام الدامس يبحث عن شاطئ الأمان يقتسم الفرح ليعلو نشيد القلب
من ظلامي إلـ ظلامك مركب بليّا شراع
وحبك بقلبي وحبي للعواذل .. تقسمه

إلى ملاذ الشفاه التي تبحث عن بسمتها المفقوده وراء أشعة الفجر بسناها الذي يحمل عبق الذكريات ليطوي صفحاتها المأسورة في ثنايا القلوب التائهة يبرق بصيص الأمل :

غابت البسمه وقفآ من سنا فجرك شعاع
وإنطوت صفحات ذكرى تأسر ألي تفهمه
والقلم لملم حكاوي حاولت تنهي الصراع
ولاكسب غير المأسي والجفاف ألي هزمه

تبحر ريشة الشاعر في أشرعتها لتلملم ( حكاوي حاولت تنهي الصراع ) ولكن الرياح كانت قوية تجرف التيار و تعاكس الأهواء بمرادها فما نالت غير التعب و لا حصدت إلا المآسي في صحراء القلوب التي هزمها الجفاف ليدون على بصماتها رحلة النفس في ذاتية تحاور و تخاطب و ترسم طريقها الوعر فوق حواجز النفس لترصد الحدث باحثا عن وجود حقيقي وكما قال المتنبي :
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
إنه يتقمص الورق ليعبر عن نفسه و يلبسها ثوب المحبه الذي يكسوه الندى
( العشيقة ) و يبقى للثرى بعد آخر يجمع الاثنين 00
وحبذا لو أن الشاعر قد عنون النص بـ ( يا هجيري ) لأنه يحمل صبغة مطلقة على مفردات النص و المعاناة ولما له من دلالات واضحة في المسار العام لسياق المفردات 000
و تبقى النفس تبحث عن الذات فتلون حركتها بمعطيات الطبيعة تكسر الصمت ببوح يبرعم الذاكرة ويشعل الحروف 0

سلمان العرادي
04-21-2007, 01:45 PM
الشاعر والناقد العذب .. حاتم قاسم

أستمتعت بحق بهذهـ الرائعه من روائع الشاعر .. أسعد السحيمي

وكذالك أنسجمت مع تلك الدراسه الجميلة ..

أطيب المُــنــى ،،

سلمان العرادي

سعود السرحاني
04-21-2007, 04:06 PM
لله درك

رائعة ماسطرت لنا بآحاديث الابداع


لله دررك

حروفاً مصاغة بكل معاني التميز

سـلمت آناملك

ويعطيك العافية

ننتظر المزيد من دررركـ

دمتى بخير

حاتم قاسم
04-21-2007, 05:45 PM
الشاعر والناقد العذب .. حاتم قاسم


أستمتعت بحق بهذهـ الرائعه من روائع الشاعر .. أسعد السحيمي


وكذالك أنسجمت مع تلك الدراسه الجميلة ..


أطيب المُــنــى ،،



سلمان العرادي



الأخ سلمان العرادي :
لمروركم سنا الحروف و أما الشعاع يختزن الذاكرة
ليرسم صدى الكلمات 00 مع خالص المودة و فائق الاحترام
حاتم قاسم

حاتم قاسم
04-21-2007, 05:50 PM
لله درك



رائعة ماسطرت لنا بآحاديث الابداع



لله دررك


حروفاً مصاغة بكل معاني التميز


سـلمت آناملك


ويعطيك العافية


ننتظر المزيد من دررركـ



دمتى بخير


حياك الله أخي سعود السرحاني :
هي الأشرعة تبحر فينا وعلى صهوتها تعلن الحضور
توقع بنبض الكلمات الدافئة لتهمس لكم بخالص المودة
مع الاحترام و التقدير
حاتم قاسم

أسعد السحيمي
04-21-2007, 08:53 PM
الشاعر الراقي

حاتم قاسم


اشكرك من القلب على هذه الدراسه الجميله والمطرزه بكلمات من ماء الذهب ..


وهي وسام على صدري من دارس واديب وشاعر مميز كحاتم قاسم ,,

محبتي ,,

أسعد السحيمي

حاتم قاسم
04-22-2007, 02:18 AM
الشاعر الراقي



حاتم قاسم



اشكرك من القلب على هذه الدراسه الجميله والمطرزه بكلمات من ماء الذهب ..



وهي وسام على صدري من دارس واديب وشاعر مميز كحاتم قاسم ,,


محبتي ,,



أسعد السحيمي


الصديق العزيز :الشاعر أسعد السحيمي
عندما تورق النفس بنداها تعطر الأزمنه
وتبقى اللغة تترك البصمة فوق الحروف
تقبل خالص مودتي و فائق احترامي
حاتم قاسم