سليمان بن معتق القرعاني البلوي
06-10-2007, 08:05 AM
وفاة الشيخ عبدالعزيز التويجري فجر اليوم
http://www.sabq.org/inf/newsm/1772.jpg الرياض (سبق) خاص :
علمت سبق أن معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري قد توفي فجر اليوم الأحد عن عمر ناهز 76 عاماً بعد معاناة مع المرض لازم فيها السرير الأبيض منذ سبع سنوات وسيصلى عليه في جامع الإمام تركي بن عبدالله .
لمحات من حياته :
معروف عنه رجل من رجالات الدولة المخلصين الذين نذروا حياتهم خدمة لتراب ارض الوطن الطاهر، وعلم من اعلام الفكر والثقافة والادب .
فقد والده وهو في سن مبكرة وعاش مع اخوانه وابناء عمه ناصر في منزل أسرته بالمجمعة وكان بيت اهله بيت علم ويعقد به حلقة علم مساء كل يوم بين صلاتي المغرب والعشاء (استمرت لأكثر من مائة سنة) يؤمها العديد من اهل المجمعة ويذكر فيها اسم الله ويتشرب فيها الناس العلوم الشرعية والدينية كما كان بيت ضيافة لمن يفد الى المجمعة خاصة من ابناء البادية، حيث كان والده رئيساً لبيت المال في المجمعة وعموم منطقة سدير وتولى هذه المسؤولية اخوه حمد من بعده ويذكر الشيخ عبدالعزيز في أحد مؤلفاته (لسراة الليل هتف الصباح) (ما علق بذاكرتي أني من مواليد المجمعة منطقة سدير في قلب نجد، مات ابي وعمري ست سنوات، وفي ايامنا البسيطة تلك في كل شيء كان لمجتمع القرية فضائل لا يشعر معها اليتيم والصغير باحساس مرارة اليتم.. كل القرية أهلنا أسرتي تتساوى وتتآخى مع جميع أسر القرية في حب ووئام استلمت عملاً رسمياً وعمري يقارب الثامنة عشر، ومن ذلك اليوم الى يومي هذا وعملي متواصل في خدمة الدولة، ثقافتي اكتسبتها من تجربتي في الحياة، وبما تيسر لي قراءته من كتب.. جيبي خال من الشهادات، فالحياة معلم، والناس معلم، والتاريخ وأحداثه معلم، على العموم لم يكن لي معلم واحد ، لم ادخل مدرسة سوى الكتاب). ويقول من كتاب آخر (منازل الأحلام الجميلة) (فأول ما تعلمته في مجتمعنا البدائي الصغير ان نبقى دائماً مع جذورنا وقريبين من هذه الجذور لا نجنح بعيداً عنها في وجداننا بحيث لا يصيبنا الغرور او التعالي عليها فتخرج منا مكارم الاخلاق وجودة المعدن).
التقى الشيخ عبدالعزيز صدفة بشيخ مسن كريم اثر في حياته وفتح له عالما آخر أوسع من عالم القرية - آنذاك - فغاص في أغوار أبي الطيب المتنبي وأبي العلاء المعري وغيرهما من الأدباء والمفكرين ظل لهم تلميذاً مشاكساً يتفق معهم ويختلف ويأخذ منهم ويترك وفق نظرته الخاصة، كما انه من أشد المعجبين بالملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه فلا يخلو مجلسه من سرده للعديد من القصص التي تروي سعة أفق الملك عبدالعزيز وبعد نظره وحسن إدارته وتدبيره وقد اصدر مؤلفين يعتبران من أفضل ما كتب عن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه هما (عند الصباح حمد القوم السرى) و(لسراة الليل هتف الصباح).
مر في مقتبل عمره بتجربة تجاوزت حدود قريته ومدرسته الى ان يكون جندياً متطوعاً كغيره من أبناء شعب المملكة العربية السعودية الذين تمت دعوتهم من قبل الملك عبدالعزيز الى التطوع ايام الخلافات بينه وبين الإمام يحيى على حدود اليمن، وبدا له ان يتطوع مع بعض أفراد أسرته وكان هذا التطوع كما يذكر في احد كتبه محسوباً على ولاء أسرته.
وبعد ان عاد من رحلته التي كان له فيها تجربة مع الرفقاء ومع المشاق والمتاعب في صحراء الجزيرة العربية على ظهور المطايا ذهاباً وإياباً، صار يتطلع الى عمل، فقرر ان يذهب الى الملك عبدالعزيز في الرياض وكان ذلك في عام 1357ه/1938م كتب رسالة الى الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - وطلب فيها عطفه عليه وإيجاد وظيفة له حيث كانت الكتابة واللقاء بالملك ميسرة لكل صغير وكبير من أبناء الشعب عندها أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله بنقل أخيه (حمد) رئيساً لبيت المال بالقصيم وتعيينه مكانه رئيساً لبيت المال بالمجمعة وسدير.
في عام 1381ه أي بعد 22عاماً نقل الشيخ عبدالعزيز التويجري وكيلاً للحرس الوطني بعد ان مر بالعديد من التجارب الثرية قبل استلام عمله، وفي عام 1383ه كانت المحطة الأهم في حياة العم عبدالعزيز بعد ان عين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله (الأمير عبدالله آنذاك) رئيساً للحرس الوطني اعجب به كثيراً وأحبه بكل مشاعره وتفانى في خدمته، حيث وجد فيه ذلك الانسان النقي المخلص لدينه ووطنه صاحبه لمدة خمس وأربعين سنة عمل خلالها وكيلاً للحرس الوطني ثم نائباً مساعداً - وقد أحله الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله محلاً تجاوز به حدود ما كان يحلم به او يتخيله ولكنه دون أدنى شك جدير بهذه المكانة وهذه الثقة الغالية.
http://www.sabq.org/inf/newsm/1772.jpg الرياض (سبق) خاص :
علمت سبق أن معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري قد توفي فجر اليوم الأحد عن عمر ناهز 76 عاماً بعد معاناة مع المرض لازم فيها السرير الأبيض منذ سبع سنوات وسيصلى عليه في جامع الإمام تركي بن عبدالله .
لمحات من حياته :
معروف عنه رجل من رجالات الدولة المخلصين الذين نذروا حياتهم خدمة لتراب ارض الوطن الطاهر، وعلم من اعلام الفكر والثقافة والادب .
فقد والده وهو في سن مبكرة وعاش مع اخوانه وابناء عمه ناصر في منزل أسرته بالمجمعة وكان بيت اهله بيت علم ويعقد به حلقة علم مساء كل يوم بين صلاتي المغرب والعشاء (استمرت لأكثر من مائة سنة) يؤمها العديد من اهل المجمعة ويذكر فيها اسم الله ويتشرب فيها الناس العلوم الشرعية والدينية كما كان بيت ضيافة لمن يفد الى المجمعة خاصة من ابناء البادية، حيث كان والده رئيساً لبيت المال في المجمعة وعموم منطقة سدير وتولى هذه المسؤولية اخوه حمد من بعده ويذكر الشيخ عبدالعزيز في أحد مؤلفاته (لسراة الليل هتف الصباح) (ما علق بذاكرتي أني من مواليد المجمعة منطقة سدير في قلب نجد، مات ابي وعمري ست سنوات، وفي ايامنا البسيطة تلك في كل شيء كان لمجتمع القرية فضائل لا يشعر معها اليتيم والصغير باحساس مرارة اليتم.. كل القرية أهلنا أسرتي تتساوى وتتآخى مع جميع أسر القرية في حب ووئام استلمت عملاً رسمياً وعمري يقارب الثامنة عشر، ومن ذلك اليوم الى يومي هذا وعملي متواصل في خدمة الدولة، ثقافتي اكتسبتها من تجربتي في الحياة، وبما تيسر لي قراءته من كتب.. جيبي خال من الشهادات، فالحياة معلم، والناس معلم، والتاريخ وأحداثه معلم، على العموم لم يكن لي معلم واحد ، لم ادخل مدرسة سوى الكتاب). ويقول من كتاب آخر (منازل الأحلام الجميلة) (فأول ما تعلمته في مجتمعنا البدائي الصغير ان نبقى دائماً مع جذورنا وقريبين من هذه الجذور لا نجنح بعيداً عنها في وجداننا بحيث لا يصيبنا الغرور او التعالي عليها فتخرج منا مكارم الاخلاق وجودة المعدن).
التقى الشيخ عبدالعزيز صدفة بشيخ مسن كريم اثر في حياته وفتح له عالما آخر أوسع من عالم القرية - آنذاك - فغاص في أغوار أبي الطيب المتنبي وأبي العلاء المعري وغيرهما من الأدباء والمفكرين ظل لهم تلميذاً مشاكساً يتفق معهم ويختلف ويأخذ منهم ويترك وفق نظرته الخاصة، كما انه من أشد المعجبين بالملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه فلا يخلو مجلسه من سرده للعديد من القصص التي تروي سعة أفق الملك عبدالعزيز وبعد نظره وحسن إدارته وتدبيره وقد اصدر مؤلفين يعتبران من أفضل ما كتب عن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه هما (عند الصباح حمد القوم السرى) و(لسراة الليل هتف الصباح).
مر في مقتبل عمره بتجربة تجاوزت حدود قريته ومدرسته الى ان يكون جندياً متطوعاً كغيره من أبناء شعب المملكة العربية السعودية الذين تمت دعوتهم من قبل الملك عبدالعزيز الى التطوع ايام الخلافات بينه وبين الإمام يحيى على حدود اليمن، وبدا له ان يتطوع مع بعض أفراد أسرته وكان هذا التطوع كما يذكر في احد كتبه محسوباً على ولاء أسرته.
وبعد ان عاد من رحلته التي كان له فيها تجربة مع الرفقاء ومع المشاق والمتاعب في صحراء الجزيرة العربية على ظهور المطايا ذهاباً وإياباً، صار يتطلع الى عمل، فقرر ان يذهب الى الملك عبدالعزيز في الرياض وكان ذلك في عام 1357ه/1938م كتب رسالة الى الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - وطلب فيها عطفه عليه وإيجاد وظيفة له حيث كانت الكتابة واللقاء بالملك ميسرة لكل صغير وكبير من أبناء الشعب عندها أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله بنقل أخيه (حمد) رئيساً لبيت المال بالقصيم وتعيينه مكانه رئيساً لبيت المال بالمجمعة وسدير.
في عام 1381ه أي بعد 22عاماً نقل الشيخ عبدالعزيز التويجري وكيلاً للحرس الوطني بعد ان مر بالعديد من التجارب الثرية قبل استلام عمله، وفي عام 1383ه كانت المحطة الأهم في حياة العم عبدالعزيز بعد ان عين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله (الأمير عبدالله آنذاك) رئيساً للحرس الوطني اعجب به كثيراً وأحبه بكل مشاعره وتفانى في خدمته، حيث وجد فيه ذلك الانسان النقي المخلص لدينه ووطنه صاحبه لمدة خمس وأربعين سنة عمل خلالها وكيلاً للحرس الوطني ثم نائباً مساعداً - وقد أحله الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله محلاً تجاوز به حدود ما كان يحلم به او يتخيله ولكنه دون أدنى شك جدير بهذه المكانة وهذه الثقة الغالية.