المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهات حول القرآن ( 1 )



أم حبيبة البريكى
04-07-2004, 10:01 AM
<span style='color:indigo'><div align="center">شبهات حول القرآن </div>( 1 )</span>


(الشبكة الإسلامية)

أراد سبحانه وتعالى - وهو أعلم بالأصلح لعباده - أن يجعل دين الإسلام خاتمة الأديان السماوية، وأن يجعل دستور الإسلام - وهو القرآن - خاتمة الكتب السماوية، وأن يجعل رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل والأنبياء، عليهم جميعاً أفضل الصلاة وأتم التسليم .

ومع ذلك، فإن كثيراً من الذين لم يعرفوا طريقهم إلى الإسلام بعد، ولا يزالون يتخبطون في ظلمات الجهل، ويرتعون في مرابع الغي والضلال، نقول: ما زال هؤلاء يأبون أن يُقرِّوا بحقيقة الإسلام، وحقيقة القرآن، وحقيقة رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، وليس هذا فحسب، بل إنهم يسعون بين الحين والآخر إلى التشكيك بهذا الدين، وإثارة الشبهات حوله، لصدِّ المؤمنين عن دينهم، ولثني عزم من تلمَّس طريق الهداية والرشاد، وميَّز طريق الحق من الضلال .

ولقد تعرض دين الإسلام عمومًا، والقرآن الكريم ورسول الإسلام الأمين خصوصاًَ للعديد من الشبهات والأقاويل الباطلة، التي - وبعد التحقيق والتمحيص - قد ظهر زيفها وبطلانها، وبقي دين الإسلام عبر العصور والأزمان شامخاً أبيِّاً مؤيداً بتأييد الله، ومحفوظاً بحفظه سبحانه، تصديقاً وتحقيقاً لقوله تعالى: {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون} (التوبة: 32) .

ومن الشبه - القديمة الحديثة - التي أثيرت حول هذا الدين شبهة تقول: إن محمدًا صلى الله عليه وسلم جاء بهذا القرآن من عنده، ولم يوحَ إليه به من الله سبحانه وتعالى &#33;&#33;&#33;

وقد سبق لأهل مكة أن أثاروا هذه الشبهة منذ فجر دعوة الإسلام، ونقل القرآن الكريم شبهتهم تلك، فقال على لسانهم: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} (الفرقان:5) وقد عُلِمَ بالتواتر والضرورة أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يكتب شيئاًَ في حياته، لا في أول عمره ولا في آخره؛ وقد نشأ صلى الله عليه وسلم منذ مولده إلى بعثته بين أظهرهم، وهم يعرفون مدخله ومخرجه، وصدقه وبره، وأمانته ونزاهته عن الكذب وسائر الأخلاق الذميمة، بل إنهم - ولِمَا هو عليه من هذه الصفات - سمَّوه الأمين؛ لِمَا يعلمون من صدقه ونزاهته، فكيف يستقيم أمر هذه الشبهة - والأمر على ما ذكرنا - لذلك وجدنا القرآن الكريم يدحض دعواهم تلك، ويرد عليهم تلك الفرية، فيقول: {قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} (الفرقان:6) أي إن هذا القرآن أنزله الذي اتصف بما لم يتصف به أحد من خلقه .

ثم إن من المقرر عند علماء اللغة والبيان أن الرجل هو الأسلوب، وأن الأسلوب هو الرجل؛ ومقتضى هذا، أنه بالمقارنة بين أسلوب القرآن الكريم وأسلوب السنة النبوية نجد فرقاً واضحاً وملموساً بين كلا الأسلوبين، بحيث لا يسع أي منصف أن يساويَ بينهما، فإذا ما وضح هذا فكيف يصحُّ القول: إن هذا القرآن من تأليف محمدٍ، كما يدَّعي ذلك من لا خلاق لهم من المشركين قديماً وحديثًا...إن هذا لشيء عُجاب .

ثم يقال أيضًا: لو جاز أن يكون هذا القرآن من وَضْعِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم لجاز لغيره ممن عاصروه - وهم على ما هم عليه من البلاغة والبيان وامتلاكهم لناصية اللغة - أقول: لو كان ذلك كذلك لجاز لأولئك القوم - أو على الأقل لبعضهم - أن يأتيَ بمثل هذا القرآن، وواقع الحال والمآل أنهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، بل لن يستطيعوا لهذا الأمر ولو اجتمعت له جموع الأرض والسماء...&#33;&#33;

ومما يدحض هذه الشبهة - القديمة الجديدة - وينقضها من أساسها ما ثبت في "الصحيحين" عن عائشة و أنس رضي الله عنهما أنهما قالا: لو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً مما أنزل عليه لكتم هذه الآية، أي قوله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ..} (الأحزاب:37) ووجه الاستدلال في هذا الحديث: أن القرآن الكريم لو كان من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم لما استقام عقلاً ولا واقعاً أن تكون فيه هذه الآية...إذ ليس من معتاد البشر ولا من طبيعتهم أن يذكروا من الأمور ما لا يحبون إطلاع الناس عليه... وهذا دليل على كون هذا القرآن ليس من وضع محمد رسول الله، وإنما هو وحي نزل به الروح الأمين على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم. والآيات في هذا المعنى كثيرة نقتصر منها في هذا المقام على قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ..} (الكهف:110) .

نسأله تعالى أن يُبصِّرنا بالحق ويرزقنا اتباعه، ويبصرنا بالباطل ويرزقنا اجتنباه، وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين .

موسى بن ربيع البلوي
04-08-2004, 03:09 AM
بارك الله فيك على هذا النقل المفيد
و ننتظر بقية السلسله
وفقك الله

أم حبيبة البريكى
04-08-2004, 02:54 PM
شبهات حول القرآن ( 2 )


(الشبكة الإسلامية)

من الشبه التي أُثيرت حول القرآن الكريم، شبهة تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استعان في كتابة القرآن الكريم ببعض أحبار اليهود ورهبان النصارى؛ وهذه الشبهة ذات صلة وثيقة بشبهة كنا قد تحدثنا عنها في مقال سابق لنا، تقول: إن القرآن الكريم كان من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يكن بوحي من الله سبحانه وتعالى. وقد بينا في ذاك المقال تهافت تلك الشبهة، وأنها لا تقوم على سند عقلي ولا نقلي .

ونقول في الرد على هذه الشبهة - موضوع مقالنا - إن محاولة إيجاد أي علاقة بين النص القرآني - وهو نص إلهي - والاستعانة بعناصر من أهل الكتاب، هو نوع من القول الخرافي والأسطوري، الذي يكذبه الواقع التاريخي والدليل العقلي .

وبيان ذلك، أن المشركين من أهل مكة - قد دأبوا على أن يجدوا أي صلة أو علاقة تدل على كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جاء به عن ربه؛ ولو صح لديهم أو شاع عندهم أنه صلى الله عليه وسلم كان يستعين ببعض أهل الكتاب لكانت تلك فرصتهم، وحجتهم القوية على أنه غير صادق فيما جاء به من الوحي. ومن الثابت تاريخياً أن اتهامات المشركين - بمن فيهم اليهود - لم يكن فيها أنه استعان بعناصر من أهل الكتاب، مع أن الفرصة أمام اليهود والنصارى كانت سانحة لهم ليوجهوا له مثل هذه الاتهام، أَمَا وإنهم لم يفعلوا ذلك - مع توافر الدواعي - دل على أن هذه المقولة كاذبة، ولا تمت إلى الحقيقة بصلة .

ثم على فرض أن هذا الإدعاء لم يكن أهل مكة يعرفونه، فمن المفروض أن مصدر الاستعانة - لو صح هذا - وهم أهل الكتاب كانوا موجودين زمن البعثة المحمدية، بدليل أن بعض وفود أهل الكتاب قد جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينقل إلينا التاريخ أن أحداً منهم أعلن أن محمداً أخذ عنهم أو استعان بهم .

بل أكثر من هذا وذاك، فإن الخلافات والنـزاعات التي جرت بين اليهود ورسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة كانت دافعاً مغرياً لإعلان كذبه - حاشاه - فيما يدعيه، من أن الوحي يأتيه من السماء، وكان ثمة فرصة لإشاعة أنهم هم الذين علموه القرآن، أو على الأقل ساعدوه في تأليفه، وهذا ما لم يحدث، ولو حدث ذلك لتناقلته الأخبار، ولسارت بأمره الركبان .

وكما ذكرنا في غير هذا الموضع، من أن أسلوب الرجل يدل عليه، ويخبر عن صفاته وشمائله، وأن الشمائل والصفات التي عُرف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته وشبابه، لتدل دلالة قاطعة على كذب هذه الفرية...فهل يُعرف بالكذب من كان يُلَقب بالصادق الأمين، وهل يُعرف الكذب ممن كان مرجعًا للقبائل، فيما اختلفت فيه وتنازعت عليه، ثم لو كان صلى الله عليه وسلم كذاباً أو مفترياً أكانت تكون له هذه المكانة بين قومه، تلك المكانة التي أقر له الجميع بها. والحق الذي لا يقبل غيره هو أن شخصية اتصفت بتلك الصفات والشمائل لا يمكن لصاحبها أن يفتريَ على الناس الكذب، أو أن يدعيَ شيئًا لم يكن له .

وحاصل القول: إن هذه الشبهة لا ينهض بها دليل عقلي ولا تاريخي، بل هي من ساقط القول وباطله...وصدق الله إذ يقول على لسان نبيه: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ }(هود:35) نسأل الله أن يرد كيد الظالمين في نحورهم، وأن لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

ماهر سالم العرادي
06-19-2005, 01:26 AM
جزاك الله خير

ماهر سالم العرادي
06-19-2005, 01:27 AM
جزاك الله خير