المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحمك الله أيها الأسد



بنت ابوها
04-18-2004, 11:39 AM
<span style='color:darkred'><div align="center">رحمك الله أيها الأسد </div></span>

الحمد لله على قضائه وقدره ولله في كل شيء حكمة ونسأل الله

للشيخ المجاهد الرنتيسي الشهادة فلقد نال ما تمناه إن شاء الله منذ شبابه وانضم إلى الركب

الطويل من المجاهدين الذين عاشوا لإعلاء كلمة الله من الأنبياء والصديقين والشهداء

والصالحين على امتداد التاريخ. ونحتسب هذا الشيخ في عداد الشهداء ونعزي العالم الإسلامي

لأن فقده لا شك أنه مصاب أليم تأثر به كل بيت يعيش هموم أمته ويتفاعل مع قضاياها.

إن اليهود لم يأتوا بجدبد في فعلتهم الشنيعة مساء أمس فلقد قتلوا الأنبياء وتآمروا على

المصلحين والذين يأمرون بالقسط من الناس. ولاشك أن هذا دليل جديد على أنهم قردة

خاسئون وأنهم هم هم على امتداد التاريخ لايمكن بحال أن نستطيع وصف سلوكهم البشع الذي

لا تقره حضارة على وجه الأرض.

عادةً ما تكون الأزمات النازلة بالأمة منعطفًا تاريخيًا لمسيرتهم، تصدمُهم فتحركهم، وتفاجئهم

فتمسح الغشاوة عن أعينهم، وتزيل الران عن قلوبهم، ثم يعودون بعد هول الصدمة مقتنعين

بقيمة الوحدة وآثار التنازع والفرقة، ثم يدعوهم ذلك كلّه إلى إعادة البناء من جديد، وصدق

العزائم والتعاهد على الجدِّ والجهاد، فتتحول المحن إلى منح، والمكروه إلى خير، والأتراح إلى

أفراح، والذلُّ والهوان إلى عزة ويقين وإباء بإذن الله تعالى.

ولقد مضى في هذا الدرب الكثير من الذين قدموا أرواحهم فداء لدين الله ولحماية المقدسات

والدفاع عن الحرمات والأعراض.

يقول الشيخ أسامة خياط: إنَّ حُسنَ الخاتمة للمرء أملٌ تصبو إليه نفوسُ أولي الألباب وتهفو

إليه قلوبهم وترنو إليه أبصارهم؛ لأنّ انتهاءَ هذه الحياةِ الدنيا وانقضاءها بالموت الذي كتبه

الله على كلِّ من عاش على الغبراء حيث قال سبحانه: ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ

ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ) [الرحمن:26، 27]، وقال في خطابه لعبده ورسوله وخيرته من خلقِه

محمّدٍ صلوات الله وسلامه عليه قال: ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِيْنْ مِتَّ فَهُمْ

الْخَالِدُونَ ) [الأنبياء:34]، إنّ هذه النهايةَ المحتومة باعثٌ لهم على ختم صحائفِ الأعمال

بأشرف ما تختَم به من كنوز الأعمالِ وأرصِدة الباقياتِ الصالحات؛ لأنّهم يذكرون على الدوام

قولَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه وابن ماجه في

سننه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه صلوات الله وسلامه عليه قال: "يبعَث كلُّ عبدٍ

على ما مات عليه" ، وهذا يقتضي أن يبذلَ المرءُ لدينه وأن يجودَ لربِّه في إخلاصٍ له ومتابعةٍ

لرسوله صلوات الله وسلامه عليه، ولا ريبَ أنّ روحَه التي بين جنبيه هي أقصى ما يجود به،

ولذا كان للشهادةِ في سبيل الله هذا المقامُ الرفيع الذي بيَّنه سبحانه بقوله: ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ

قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ

وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ

بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ) [آل عمران:169-171].

اللهم تقبل الشيخ الرنتيسي في عداد الشهداء وتجاوز عنه

وعوض الأمة خيراً وإنا لله وإنا إليه راجعون.


لها أون لاين

بنت ابوها
04-18-2004, 11:45 AM
. . . . . . . . . .<span style='color:darkred'><div align="center">قصيدة في رثاء د.الرنتيسي</div></span> . . . . . . . . . . .

أبكي وهل يكفي البكاء لمثل من فقد الوليد وعاش كل هوان

أبكي على إبنٍ .. تقطع عهــدهُ بيد العدو .. المستبد الجاني

من بعد ياسينٍ .. تعلق حلمها بولي عهــدٍ ... أسوة الشجعان

عبد العزيز وما لقلبي سلوة من بعد موتك .. يا فتى الأحلامِ

قتلوك يا سندي .. وموطن عزتي عهدوك صرحاً .. شامخ البنيان

هدموا بموتك .. كل عمد قائم فتساقطت لبنات كل أمانٍ ..&#33;

يا زهرة ... بالعـز فاح عبيرها يا هامة ... كالنجم كالبركان ..&#33;

حمم الفؤاد تسعرت وتسعّرت وتفجرت لتدثر الوديان ..&#33;

أنا أشهد الله الذي سماك عبداً للعزيز البـــــاريء المنانِ ..&#33;

لن ننثني مادام فينا نبضةٌ من قلب مؤمنِ عاشقٍ ولهان

عشِــق الشهادة سار في ليل الدجى للقاء رب ... راحم رحمن..&#33;

من لي بمثلك .. عازمٌ .. ومجاهد فبمثل قلبك ... تُنصر الأوطانِ ..&#33;

أبكي عليك .. بحرقة .. بمرارةٍ علي بدمعي أطفيء النيرانِ ..&#33;

آهٍ .. على حلم ... على أملٍ مضى آهٍ .. على من مزق الشريانِ ..&#33;

رباه اشكو من على يده انجلى مجدي .. وغمّسني بذا الخسران..&#33;

رباه أشكو فاقتي ومذلتي من حاكم قد جاد في نسيــاني ..&#33;

رغب المذلة .. غاص في دنيا الهوى من ثـَم أصدر حكمه الخوّان ..&#33;

رباه اني قد تعبت من السعــي خلف السراب على مدى الأزمان ..&#33;

حبر على ورق يقال تفاوض خلف السراب على مدى الأزمان ..&#33;

حبر على ورق يقال تفاوض يتبعه قافلة من القطعان ..&#33;

وكأنهم لم يقرأوا ما جاء في أثر النبي .. وما حوى القرآنِ ..&#33;

رباه أنقذني وقيض لي يداً بالجـد .. تنشلني من الأحــزان

واخلف علي بعبدٍ.. للعزيز فما عقمت على إنجابه الأرحـام ..&#33;

رباه واقبله شهيــداً خــالصاً واجمعني ..يا ربي به .. بجنان ..&#33;

جزاها الله خيرا . . ورحم الله الدكتور الرنتيسي

منقول