المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الـعـالم الـجـليل ــ العـز بـن عـبـدالسلام ــ !!!



الكاتب الكبير موسى عبدالله البلوي( رحمه الله )الملقب براعي الذلول ونفطويه
09-15-2007, 11:08 PM
المقال مـُنقـَّح
ــــــــــــــــــــــــــ


الحمد لله وحده وبعد ،،،
هو الإمام المجتهد القدوه ..
عبدالعزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن حسين بن محمد بن مهذب السلمي ..
ولد سنة 577 هـجري ببلاد الشام و توفي عام 660 هـ ..
عاش حياة الفقر والعوز .. فأباه كان فقيراً يجوب الأسواق بحثاً عن عمل .. وكان يساعده في ذلك وهو طفل صغير .. توفي أباه وأصبح بلا مأوى .. جائع عاطل ..
فكان يبيت في أحدى زوايا المسجد .. فنهره شيخ الحلقه ..
عندما رآه في حلقة طلبه العلم .. بملابسه الرثه .. فبكى الطفل .. ولم ينقذه سوى شيخه العز بن عساكر .. الذي وعده خيراً .. عندما يصبح في مرحله من العمر تسمح له بحضور الحلقه ..

عاش الشيخ حياه حافله باحداث هامه ..
كان الطفل ( الشيخ ) يسمع عن الأسطوره البطل صلاح الدين الأيوبي ومعركة ( حطين ) الخالده وفتح ( بيت المقدس ) ..
وعاصر ايضاً انتصارات المسلمون في الأندلس في معركة ( الزلاقه ) .. والتي ابلى بها المجاهدون ( المرابطون ) بلاءاً حسنا ..
سجلها لهم التاريخ بقيادة الأمير ( يوسف بن تاشفين ) الذي حضرمن المغرب الأقصى وجيشه لمناصرة المسلمين في الأندلس ..

وكان ( التتار ) قد اصبحوا يقتربون من بلاد الإسلام .. ويمرون ويبيدون من هو في طريقهم .. وكان لابد من الإستعداد لهذا الخطر القادم ..

هذا هو سلطان العلماء ..
غادر بلاده ( الشام ) إحتجاجاً على خيانة السلطان الصالح إسماعيل .. لإتفاقه مع ( الفرنجه ) بتنازله عن أرض إسلاميه ( الشقيف وصفد ) .. ووصل ( مصر ) ونزل فيها معززاً مكرماً ..
ـــ رأس القضاء في مصر .. ونظر في الأمور القضائيه وما آل إليه نفوذ ( المماليك ) اللذين أصبحوا أمراء .. متسلطين على رقاب الناس ..
ووجد بأنهم لا زالوا عبيداً أرقاء .. فحكم عليهم بأنهم من أملاك بيت مال المسلمين .. وإن أرادوا الحريه .. فلا بد من بيعهم في ( الحراج ) ..
وأبطل الشيخ عقودهم من زواج وطلاق ومعاملاتهم التجاريه .. حيث تعطلت مصالحهم ولحق بهم أذى كبير .. ورفعوا أمرهم إلى السلطان ..
الذي طلب من الشيخ أن يتركهم وأمرهم ..

ماذا فعل الشيخ ؟؟
بكل هدوء ومن غير ضجه .. جمع أهل بيته ..
وأعد الحمير لنقل أمتعته وسار راجلاً خلفهم متوجهاً إلى بلاد الشام .. وفي نفسه غصه على السلطان في عدم مناصرته الحق ..

ولم يتعدى نصف ( مرحله ) من السفر .. إذ لم يبقى في مصر رجل أو إمرأه وطفل وعالم وتاجر .. إلا ولحقوا به برجاء أن يعود لهم ..
ولما بلغ السلطان ذلك فقالوا له :
إذا ذهب العز بن عبد السلام فقد ذهب مـُلكك ..
ولحق به السلطان والأعيان ..
وامتطى السلطان فرساً سريعه ولحق بالشيخ ..
وتلطف منه وقال له :
لا تفارقنا .. عد يا إمام واصنع ما بدا لك ..
وعاد الشيخ والناس يهللون من حوله وخلفه ..

ثم بدأ .. الحراج على الأمراء ( المماليك ) ..
بعد أن جمع السلطان بنفسه كل الأمراء وبدأ المزاد .. ورفع الشيخ الثمن وامتنع البعض من المزايده .. لإرتفاع السعر الذي نادى به الشيخ .. مما جعل السلطان ان يزيد في السعر ودفع الثمن ..
وتم ( عتق ) هؤلاء الأمراء ..
وقبض الشيخ الثمن ووزعه على اصحاب الحاجات وعلى طلبة العلم وأهله ..

التآمر على قتل الشيخ ..
نائب السلطان المملوكي .. الأمير .. لم يرضخ لفتوى الشيخ بشأنهم .. قائلاً :
كيف ينادى علينا هذا الشيخ ونحن ملوك الأرض ؟
والله لأضربنه بسيفي ... وذهب الى بيت الشيخ وطرق الباب .. فخرج ولد الشيخ الذي اخبر والده بالأمر والذي لم يجزع ولم يهاب بطش نائب السلطان .. فخرج له ..
ووقع بصر الشيخ على نائب السلطان .. ( فيبست ( يد النائب .. وسقط السيف من يده .. فبكى النائب وسأله ان يدعو له ..
ثم قال للشيخ .. ماذا ستفعل بنا ؟ فقال له : انادي عليكم وابيعكم ويحصل عتقكم بطريق شرعي ..

وهنا وقفه أخرى .. لأجرأ فتوى شرعيه له :
وكانت فتوى ورأي شرعي وجرأه لقول الحق في حضرة السلطان .. وكانت رداً على ما عزم عليه السلطان بأن يأخذ اموال الناس لكي يدفع الضرر القادم على الأمه اي لتجهيز الجيش ..
حيث أن السلطان أراد أن يجمع الأموال من عامة الناس إستعدادا للمعركه القادمه ..
وهنا تصدى له الشيخ وقال للسلطان :
اذا لم يبقى شيْ في بيت مال المسلمين .. ثم انفقتم ما تتزينون به في بيوتكم وخيلكم ومراكبكم من الذهب والفضه ..
وتساويتم مع العامه في الملابس .. بحيث لا يبقى لديكم سوى الفرس للفارس ليركبها .. وعندها ان لم تكفي هذه الأموال فلا بأس من أموال العامه .. فعمل السلطان بفتواه .. ولم يحتاج الأمر إلى جمع أموال من العامه ..
وهنا لا بد من الإشاره .. بأن الأمراء المماليك كانوا من ثرائهم .. يزينون ( سروج ) و ( لجام ) خيلهم بالفضه والذهب ..

هذه صور ومشاهد من أهل العلم المسلمون الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم .. فكانوا من أسباب النصر .. من بعد نصر الله ( إن تنصروا الله ينصركم ) ..
فدخل السلطان ( قطز ) ومعه المماليك وعامة الناس ..
معركة ( عين جالوت ) الخالده والتي غيرت مجرى التاريخ لأمة الإسلام .. فكان النصر من عند الله .. وأبلى السلطان قطز ومعه المماليك بلائا حسنا في المعركه ..

هذا هم أهل العلم المسلمين ..
كانوا الناصحين لولي الأمر .. وكانوا بأفعالهم هم العاصمين من إنحرافات ولاة أمر المسلمين عن جادة الحق .. إلا من شذ منهم .. وهم قـِله ..
فكان الصحابي أبا ذر الغفاري ناصحا ومجتهدا .. أمام أمير المؤمنين عثمان بن عفان .. وكان علي بن أبي طالب معاضدا لعمر بن الخطاب .. والفاروق كان يقر علم علي بن أبي طالب ويتبعه .. ويأخذ عنه ..
وهارون الرشيد .. عندما كان مـُلكه واسعا .. كان يخاطب السحابه بقوله :
أمطري حيث شئت .. فخراجك سيأتيني ..
وكان من فضل الله عليه أن هيأ له أهل العلم .. الذين كانوا يذ ِّكرونه بأيام الله .. وفي عـِظم مسئوليته عن رعيته أمام الله .. فكان يبكي وينتحب ويغمى عليه ..

وأللهم هيأ لأمتنا المزيد من أهل العلم .. كــ( العز بن عبدالسلام ) ..

وعساكم من عواده .. !!!

محمد العصباني
09-16-2007, 12:47 AM
أخي الغالي / راع الذلول
تسجيل حضور .وذلك لإنشغالي عن قراءة المقاله كامله.
وسوف أعود بإذن الله للمشاركة بهذا الموضوع .
وتقبل تقديري .

سعود السرحاني
09-16-2007, 12:59 AM
اللهم آمين

سلمت آيها الكاتب الرائع / راعي الذلول

كم هي آبداعات تشهد على درراً تزين بكل فائدة

على جنبات هذا الصرح


فلله درك


فائق تقدير لشخصك الرائع

الكاتب الكبير موسى عبدالله البلوي( رحمه الله )الملقب براعي الذلول ونفطويه
09-16-2007, 01:25 AM
محمد عيد يالغالي ...
أتشرف بك دائما ..
وعساك من عواده .. !!

الكاتب الكبير موسى عبدالله البلوي( رحمه الله )الملقب براعي الذلول ونفطويه
09-16-2007, 01:26 AM
تسلم يا غالينا سعود السرحاني
والبركه فيكم إن شاء الله ..
وعساك من عواده .. !!

محمد العصباني
09-16-2007, 01:45 AM
الأخ / راع الذلول.
نعم والأمثلة كثيرة كشيخ الإسلام إبن تيميه وتلميذه النابغه إبن القيم والإمام أحمد رحمهم الله أجمعين . كانو لاتأخذهم بالله لومة لائم فإبن تيميه توفي بالقلعه وكان تلميذه إبن القيم مسجوناً معه فلم يفرج عنه إلا بعد وفاة شيخه . والإمام أحمد جلد حتى تقطع جلد ظهره وصبر . وكل ذلك دفاعاً عن هذا الدين . أخي بمثل هذه الأعمال رفع الله ذكرهم فمنذ أكثر من 700 عام وإلى الآن ولا زلات تردد أسمائهم على المنابر ويترحم لهم . وأذكر كلمة للإمام مالك . عندما أراد تأليف الموطأ نصحه بعض تلامذته بعدم تأليفه لأن غيره سبقه إلى ذلك . فما كان منه إلا أن قال (ماكان لله فسوف يبقى ) وفعلاً أخلصوا لله في علمهم وتطابق علمهم وعملهم .
فلا تستغرب علو قدرهم عند من سمع بهم .
رحم الله علمائنا وأسكنهم جنات النعيم نظير ما بذلوا لخدمة هذا الدين .
والســــــلام ختـــــــــام,’

قويعاني سكاكا
09-16-2007, 01:51 AM
حفظ اللة فكرك اخي راعي الذلول

وبارك اللة فيك فأنت شمسٌ تضيْ بنورك ذاكرتنا ونملئها باشعاعك الدائم


لاتحمرنا من جديدك


تقبل تحيات قويعاني سكاكا

الكاتب الكبير موسى عبدالله البلوي( رحمه الله )الملقب براعي الذلول ونفطويه
09-16-2007, 02:36 AM
--------------------------------------------------------------------------------

الأخ / راع الذلول.
نعم والأمثلة كثيرة كشيخ الإسلام إبن تيميه وتلميذه النابغه إبن القيم والإمام أحمد رحمهم الله أجمعين . كانو لاتأخذهم بالله لومة لائم فإبن تيميه توفي بالقلعه وكان تلميذه إبن القيم مسجوناً معه فلم يفرج عنه إلا بعد وفاة شيخه . والإمام أحمد جلد حتى تقطع جلد ظهره وصبر . وكل ذلك دفاعاً عن هذا الدين . أخي بمثل هذه الأعمال رفع الله ذكرهم فمنذ أكثر من 700 عام وإلى الآن ولا زلات تردد أسمائهم على المنابر ويترحم لهم . وأذكر كلمة للإمام مالك . عندما أراد تأليف الموطأ نصحه بعض تلامذته بعدم تأليفه لأن غيره سبقه إلى ذلك . فما كان منه إلا أن قال (ماكان لله فسوف يبقى ) وفعلاً أخلصوا لله في علمهم وتطابق علمهم وعملهم .
فلا تستغرب علو قدرهم عند من سمع بهم .
رحم الله علمائنا وأسكنهم جنات النعيم نظير ما بذلوا لخدمة هذا الدين .
والســــــلام ختـــــــــام,’
ـــــــــــــــــــــــــ
عندما تتكاتف الجهود ما بين أهل العلم وولي الأمر .. من أجل مرضاة الله .. فالتوفيق سيكون حليفهم يإذن الله ..

فمعركة عين جالوت الخالده .. فكانت إسهامات من أهل العلم .. فقاده وعظا .. إبن تيميه .. فقد ألقى موعظه في المسجد الأموي .. يحضهم على قتال عدوهم ( التتار ) ..
وخرج الناس يبكون في الشوارع .. عندما قال :
هل ستلبسون البراقع وتجلسون في البيوت ..
وعدّل المسار العالم الجليل العز بن عبدالسلام ..
فتكاتف المسلمون بشامها ومصرها .. فكان النصر حليفهم بإذن الله ..

تسلم بالغالي .. محمد عيد
وعساك من عواده .. !!

الكاتب الكبير موسى عبدالله البلوي( رحمه الله )الملقب براعي الذلول ونفطويه
09-16-2007, 02:39 AM
الله يحييك ويبقيك يالغالي .. قويعاني سكاكا
وبمعيتكم نتواصل إن شاء الله ..
بارك الله فيك ..
وعساك من عواده .. !!

نواف النجيدي
09-16-2007, 08:10 PM
كتب الله أجرك أخي راعي الذلول
وموضوع يتكلم عن سيره عطره
يطلب من إداره المنتدى نقله لشخصيات الإسلامية .

الكاتب الكبير موسى عبدالله البلوي( رحمه الله )الملقب براعي الذلول ونفطويه
09-16-2007, 09:14 PM
تسلم يالغالي الزاد ..
والحمد لله على سلامتك ..
كنت معك بقلبي أيام وعكتك ..

وعساك من عواده .. !!

محمود الجذلي
09-17-2007, 04:32 PM
استاذي الغالي ..
راعي الذلول ,
ليس لدي ما اضيفة فقط .. احببت ان اشكرك على طرحك ..
وكل عام وانت بخير / الخير
,
محبك
محمود الجذلي

الكاتب الكبير موسى عبدالله البلوي( رحمه الله )الملقب براعي الذلول ونفطويه
09-17-2007, 06:51 PM
مرورك يشرفني .. يالغالي محمود الجذلي
بارك الله فيك ..
وعساك من عواده .. !!

عاصفة الشمال
09-18-2007, 03:47 PM
لله درّه من عالم ٍ فقيـــــــــه ..بالفعل سيرة ٌ تستحق أن تـُــــقرأ


أمتعتنا أستاذنا الفاضل بهذه السيرة العطـــــــــــرة ..


أجــــــــــــــل ..

هذا هم أهل العلم المسلمين ..
كانوا الناصحين لولي الأمر .. وكانوا بأفعالهم هم العاصمين من إنحرافات
ولاة أمر المسلمين عن جادة الحق .. إلا من شذ منهم .. وهم قـِله ..


نسأل الله تعالى أن يُهيء لِــولاة أمورنا البطانة الصالحة و منهم بـِــ علم


و فقـــه و حكمة و زهد و تقى ( العز بن عبد السلام ) رحمه الله تعالى ..



و لـــــكم جزيل الشكر كاتبنا القدير .

الكاتب الكبير موسى عبدالله البلوي( رحمه الله )الملقب براعي الذلول ونفطويه
09-18-2007, 06:24 PM
نسأل الله تعالى أن يُهيء لِــولاة أمورنا البطانة الصالحة و منهم بـِــ علم


و فقـــه و حكمة و زهد و تقى ( العز بن عبد السلام ) رحمه الله تعالى ..

ــــــــــــــــــــــــــ
أللهم آمين ..
بارك الله فيكِ يالعزيزه عاصفة الشمال ..
وعساكِ من عواده .. !!