المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية فكرة تراودني من 25 عاما



سعود السرحاني
10-20-2007, 09:33 AM
أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- عن أمله أن تكون جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية منارة للإشعاع العلمي من أرض الرسالة المباركة، وأن تكون قناة حضارية يستمد منها جميع أبناء البشرية قيم العلم والتسامح وتبادل المنافع الحضارية التي تعود بنفعها على خير البشرية جمعاء.

جاء ذلك في مقابلة صحفية أجرتها مع خادم الحرمين الشريفين وكالة الأنباء السعودية بمناسبة تفضله- رعاه الله- غدا الأحد بوضع حجر الأساس لمشروع الجامعة. وفيما يلي نص المقابلة:

سؤال (ستضعون يا خادم الحرمين الشريفين يوم غد الأحد حجر الأساس لمشروع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي حظيت باهتمامكم وعنايتكم وحرصكم الذي تمثل من قبل في عدد من خطوات تطوير التعليم ومناهجه وبنيته الأساسية، فماذا يمثل لكم مشروع هذه الجامعة وكيف تتطلعون إلى مراحل تنفيذه وآفاقه المستقبلية؟.

جواب (لقد كان إنشاء جامعة للعلوم والتقنية والبحث العلمي بمعايير عالمية فكرة تراودني لأكثر من خمس وعشرين سنة، وأحمد الله أن أعاننا اليوم على تحقيقها، حيث ستحظى المملكة وشعبها الكريم بمركز بحوث عالمي مستقل مادياً وإدارياً، يعتمد على أسس أكاديمية عالية ليكون قاعدة علمية ومحركاً للاقتصاد الوطني في الوقت ذاته، وربط كل ذلك بمجالي الطاقة والاقتصاد، ونأمل أن تكون الجامعة من المشاريع الرائدة لمستقبل بلادنا الغالية لتكون من أفضل المراكز العالمية المتميزة في البحوث العلمية والابتكار والإبداع واحتضان الموهوبين من أبناء المملكة ودول المنطقة والعالم كما أن أساس القبول في الجامعة يعتمد على الكفاءة والمقدرة والموهبة للمتقدمين ولا مكان للمحاباة في القبول.

سؤال: كيف تنظرون يا خادم الحرمين الشريفين إلى دور هذه الجامعة على المستويين العربي والإسلامي وما ستعكسه من أثر على مسيرة التعليم في الدول العربية في عصرنا الراهن؟

جواب: ما من شك بأن من أهدافنا الكبرى في إنشاء هذه الجامعة العلمية المتقدمة أن تكون بمشيئة الله وعونه نموذجاً يُقتدى به في المملكة وفي جميع الدول العربية والإسلامية التي نرى أنها بأمس الحاجة إلى الدخول في عصر العلوم والتقنية من خلال إنشاء جامعات علمية توفر لها كافة أسباب النجاح من معامل وعلماء وباحثين وطلبة موهوبين يساهمون في النقلة الحضارية التي ننشدها لأمتنا، وأنا على ثقة تامة بأن هذه الخطوة المباركة إن شاء الله في إنشاء هذه الجامعة ستتبعها خطوات أخرى مماثلة سواء هنا في المملكة أو في الدول العربية والإسلامية. سؤال: كيف ترون- حفظكم الله- الأثر الذي ستحدثه جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على مسيرة تبادل منافع العلم والاتصال بين مختلف الشعوب والحضارات في عالمنا اليوم؟.

جواب: لا شك أن العلم منذ فجر البشرية كان من أهم أسباب التقريب بين شعوب العالم وحضاراته على مختلف تنوعها ومشاربها، ونحن نعلم أن الاتصال بين الحضارة العربية والإسلامية وحضارات أخرى في الأزمنة السالفة كان مضرب مثل لدى شعوب تلك الأزمنة، ولذلك فإنني آمل أن تكون هذه الجامعة منارة للإشعاع العلمي من أرض الرسالة المباركة، وأن تكون بعون الله وتوفيقه قناة حضارية يستمد منها جميع أبناء البشرية قيم العلم والتسامح وتبادل المنافع الحضارية التي تعود بنفعها على خير البشرية جمعاء.

سؤال: يلاحظ الجميع أن هناك اهتماماً شخصياً ومتابعة من قبل مقامكم الكريم يا خادم الحرمين الشريفين بكل ما يتصل بقضايا تطوير التعليم والارتقاء به كالمخصصات الضخمة التي تم رصدها لمشاريع التعليم ومن ضمنها عودة برامج الابتعاث للخارج، فما تقولون حفظكم الله في هذا الخصوص؟

جواب: نشهد اليوم سباقاً عالمياً على التسلح بالعلم وإنشاء مراكز بحثية عالمية من أجل تنويع مصادر الدخل الوطني وإيجاد بدائل وحلول للتحديات والمشاكل الوطنية والدولية، وذلك لما للعلم من دور حيوي وهام، حيث يعتبر أساساً للتقدم والتطور في جميع المجالات التكنولوجيةوالاقتصادية والصناعية والتنموية، فكلما كانت الدولة متقدمة صناعياً أثر ذلك على جميع مجالاتها الحياتية، لذا نجد أكثر دول العالم تقدماً وتطوراً ورقياً هي أكثر الدول إنفاقاً على التعليم وأعظمها حرصاً على تطوير البحث العلمي، وتطوير مناهجها التعليمية والعناية الفائقة بالبنية الأساسية للعملية التعليمية، وإيماناً منا بواجبنا تجاه شعبنا كان تركيزنا على العلم وتأهيله بما يلزم لحل مشاكله الاقتصادية وإيجاد فرص جديدة لضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة، فالجامعة ستضم مراكز بحثية في جميع العلوم، ومنها مراكز للبحوث تختص بالدراسات الإسلامية.

سؤال: ما الدور الذي تأملون أن تسهم به جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية؟

جواب: نحن نعلم أنناكشعوب عربية ومسلمة مقصرون في مجال البحوث العلمية مقارنة بالدول الأخرى، ونأمل أن تقوم الجامعة بدورها في الارتقاء بالبحث العلمي وإيجاد حلول للتحديات التي تواجهها المملكة والمنطقة، كما نتطلع إلى أن تسهم هذه الجامعة في توفير بيئة علمية متميزة للمبدعين والموهوبين في المجالات التقنية ذات الأبعاد الإستراتيجية الوطنية، وأن تهيئ الموهوبين من أبناء المملكة والعالم للقيام بالأبحاث العلمية التي تقود للابتكارات والاختراعات، وأن تساهم في دفع المملكة للتحول لاقتصاد المعرفة وإنشاء صناعات قائمة عليها، كما أن من أهم استراتيجيات هذه الجامعة العمل على توفير البيئة المحفزة والجاذبة لاستقطاب العلماء المتميزين من مختلف أنحاء المملكة والعالم، وتبني ورعاية الطلبة المبدعين والموهوبين في مجالات الصناعات القائمة على المعرفة، وهذا هو ما تعمل عليه الفرق المكلفة بإنشاء الجامعة التي تطلعني باستمرار على تقدم مقترحاتها وتقدم أعمالها.

سؤال: هل سيكون للجامعة دور في دفع عجلة التنمية المستدامة في المملكة إلى الأمام؟.

جواب: ما من شك بأن هذا من أهم أهداف هذه الجامعة، ونأمل أن تعمل بحوثها العلمية على تعزيز وتفعيل خطط التنمية في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، حيث تتميز الجامعة بارتباطها بالقطاع الصناعي للعمل سوياً على البرامج التي من شأنها أن تدعم الصناعات الوطنية والقطاع الأهلي، إضافة لدعم وإنشاء صناعات جديدة تقوم على المعرفة وتحويل الأفكار المبتكرة والاختراعات إلى مشاريع اقتصادية يستفيد منها الوطن والمواطن إن شاء الله.


حفظه الله لنا خادم الحرمين الشريفين

الداعم الأول للتعليم

وأطال الله في عمره


فائق التحية

محمود الجذلي
10-20-2007, 01:55 PM
حفظه الله لنا خادم الحرمين الشريفين

الداعم الأول للتعليم

وأطال الله في عمره


,

والف شكر لك اخي سعود على الطرح

مودتي وتقديري

/

سلمان العرادي
10-20-2007, 03:32 PM
الله يطول بعمر أبو متعب ..

سعود السرحاني
10-22-2007, 09:08 AM
خادم الحرمين الشريفين: نتمنى أن تكون جامعة الملك عبدالله منارة للمعرفة وجسرا للتواصل بين الحضارات والشعوب

http://www.okaz.com.sa/okaz/myfiles/2007/10/22/a10-big.jpg

عبّر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن أمله في أن تكون جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية منارة من منارات المعرفة وجسرا للتواصل بين الحضارات والشعوب وان تؤدي رسالتها الانسانية السامية في بيئة نقية صافية مستعينة بالله ثم بالعقول النيرة من كل مكان بلا تفرقة ولا تمييز. وأعلن يحفظه الله في الكلمة التي ألقاها في حفل وضع حجر الأساس لمشروع الجامعة أمس عن تخصيص وقف يكون ريعه للإنفاق على الجامعة، سائلا المولى عز وجل ان يجعلها دارا للحكمة ومنتدى للعلماء وشعاعا يضيء بالعلم دروب الأجيال الصاعدة. وفي ما يلي نص كلمة خادم الحرمين الشريفين:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
انطلاقا من مبادئ الاسلام الخالدة التي تحث على طلب العلم وتدعو الى عمارة الأرض وتعارف الناس وبعد التوكل على الله جل جلاله والاعتماد عليه نعلن قيام “جامعة عبدالله للعلوم والتقنية” آملين أن تكون منارة من منارات المعرفة وجسرا للتواصل بين الحضارات والشعوب وأن تؤدي رسالتها الانسانية السامية في بيئة نقية صافية مستعينة بالله ثم بالعقول النيرة من كل مكان بلا تفرقة ولا تمييز.
أيها الحفل الكريم
وانطلاقا مما درجت عليه مؤسسات التعليم في عصور الحضارة العربية الاسلامية الزاهرة، فقد أقمنا وقفا يكون ريعه للانفاق على الجامعة لا نبتغى بهذا العمل سوى رضى الله عز وجل ثم منفعة المواطنين في هذا البلد الغالي مهد الرسالة ومنفعة الانسانية جمعاء.
وأسأل الله جل جلاله أن يجعل هذه الجامعة دارا للحكمة ومنتدى للعلماء وشعاعا يضيء بالعلم دروب الاجيال الصاعدة إنه على ما يشاء قدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكان خادم الحرمين الشريفين تفضل حفظه الله بعد ظهر امس بوضع الحجر الأساس لمشروع الجامعــة بمركـز ثول الواقع على البحر الأحمــر شــمال محافظة جدة.
وكان في استقبال الملك المفدى أيده الله لدى وصوله مقر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة ومعالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس على بن إبراهيم النعيمي وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلـمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية ورئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين الاستاذ عبدالله بن صالح بن جمعة ورئيس الجامعة المكلف الأستاذ نظمى النصر.
اثر ذلك عزف السلام الملكي.
ثم تشرف أعضاء المجلس الاستشاري للجامعة وأعضاء لجنة اختيار رئيس الجامعة بالسلام على خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مكانه في المنصة الرئيسية للحفل بدئ الحفل الخطابى المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القران الكريم.
ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولى عهده الأمين والحضور عرضا مرئيا بعنوان “عصر الاكتشافات العلمية”.
انطلاقة سعودية هامة
بعد ذلك ألقى وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن ابراهيم النعيمي كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد والحضور وقال: نشهد اليوم انطلاقة سعودية بالغة الأهمية وندخل من العالم إلى محطة جديدة من محطات التقدم والازدهار، من خلال بناء صرح علمي ذي أبعاد عالمية، يحمل في طياته أهمية خاصة. فهاهو مشروع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ينطلق لِـيَعُمَّ بنفعه مجتمعنا ومنطقتنا، بل والبشرية جمعاء، فهذه الجامعة تتجاوز بأهدافها، الإطار المحلي والإقليمي لتنعكس آثارها وفوائدها على الإنسان، أيا كان موقعه على وجه كرتنا الأرضية، التي أضحت، بفضل تقدم التكنولوجيا والاتصالات، قرية صغيرة تتبادل العلم والخبرات والمنافع. ولقد كنتُ مع زملائي العاملين على خطط بناء هذا الصرح التعليمي الكبير نتلقى المؤازرة والدعم المباشرين من لدن خادم الحرمين الشريفين، حتى أننا لم نشعر في أية لحظة بأية عقبة تعترض طريقنا، فقد ذللتم –حفظكم الله- بتوجيهاتكم الكريمة كل العقبات والصعوبات التي واجهتنا.
جامعة عالمية
واضاف: سيكون للعمل الذي سيتم إنجازه في هذه الجامعة، مثل الأبحاث والتجارب العلمية المتقدمة، والتعاون مع هيئات علمية عالمية مرموقة، وتطوير العلوم بشتى أنواعها، وتعليم أجيال من الباحثين وطلبة العلم في المستويات العليا، آثار إيجابية تتجاوز حدود المكان والزمان كما أسلفت. وإذا كان مقرها هنا على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية، إلا أنها ستكون جامعة عالمية تفتح ذراعيْها وأبوابَها مشْرعةً أمامَ جميع العلماء الموهوبين، والباحثين المتميزين، والطلبة الواعدين من المملكة وجميع بلدان العالم.
وانطلاقا من الوظائف الثلاث الرئيسة لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية المتمثلة في المسـاهمة في تحويل المجتمع الى مجتمع معرفة، ودعم العلم والعلماء محلياً ودولياً، والاستفادة من الابحاث في التنمية الاقتصادية، ستعقد هذه الجامعة اتفاقيات شراكةٍ وتعاونٍ مع العديد من الجامعات الرائدة ومراكز الأبحاث العريقة من جميع أنحاء العالم. وسيتم توحيد الجهود، وتبادل شتى أنواع العلوم والمعرفة، والعمل جنبًا إلى جنب من أجل دفع عجلة التقدم العلمي في المملكة العربية السعودية وفي العالم على حدٍّ سواء.
دار حكمة جديدة
واستطرد النعيمي قائلا: لقد ذكر لي خادم الحرمين الشريفين أن فكرة هذه الجامعة كانت تراوده منذ خمسة وعشرين عاماً، ولي الشرف ان أتولى رئاسة الفريق الذي عمل على إنشائها. وإذا كنت أعتز بهذه المسؤولية، فإن ما يثير اعتزازي واغتباطي أيضا أن هذا المشروع الحضاري الضخم يلتقي مع ما لدينا من إرث حضاري تاريخي مجيد.
نعلم جميعا أن الحضارة الإسلامية أنجبت، على مدى عدة قرون، عددًا من أفضل العقول وأكثرها توقدًا وذكاءً. كما أنجبت عدداً من أفضل العلماء الموهوبين الذين أثروا الحضارة الإنسانية على مر التاريخ، وأسهموا في تحقيق التقدم والتطور في ميادين العلوم والطب والهندسة والرياضيات، بالإضافة إلى العديد من الميادين والمجالات العلمية الأخرى. لقد ساعدت هذه الإسهامات التي قدمتها الحضارة الإسلامية في ماضيها العريق وتاريخها الزاهر، في بناء هذا العالم ونقله إلى ما هو عليه الآن، بل إنها لا تزال تمثل مصدرَ إلهامٍ للعديد من العلماء والخبراء في شتى المجالات والميادين. وتأتي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الآن لتساهم في بعث الحياة من جديد في شعلة المعرفة التي خلفتها تلك الحضارة. تأتي هذه الجامعةُ، بما تحمله من إرث عريق في عالمها، لتمثلَ “دارَ حكمةٍ” جديدة للعصر الحديث، ومنارةً لعهد جديد من العلم والمعرفة في هذه المنطقة. ولذلك، فإن هذه الجامعة، التي نعتبرها بحق مركزاً عالميا جديداً للعلم والمعرفة، تعد وريثًا تاريخيًا، ومن عدة أوجه، لواحدة من أفضل وأطول الحضارات العلمية والبحثية التي مرّت على البشرية.
استقطاب الطلاب والباحثين
ومضى الوزير النعيمي قائلا:
لقد اتخذنا يا خادم الحرمين الشريفين، منذ بدء العمل في مشروع هذه الجامعة، من توجيهاتكم منارًا نهتدي به في إنجاز أعمالنا. واتخذنا من دعمكم المستمر واللامحدود جسرًا نصل من خلاله إلى أهدافنا، ومواصلة جهودنا في سبيل الخروج بهذا المشروع العملاق إلى حيّز الوجود. وهنا لا يسعني إلاّ أن أرفع إلى مقامكم الكريم، أسمى آيات الشكر والعرفان والامتنان لرؤيتكم ومؤازرتكم ودعمكم، سائلا الله العلي القدير أن يبلغكم آمالكم من هذه الجامعة العلمية الطموحة وأن تقر عينكم برؤية خريجيها يمارسون مهماتهم العلمية والبحثية لما فيه خيرنا وخير العالم أجمع.
ثورة علمية وتقنية
ثم ألقى رئيس أرامكو السعودية كبير ادارييها التنفيذيين عبدالله بن صالح جمعة كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد والحضور وقال: شرفٌ كبيرٌ لي، نيابة عن موظفي أرامكو السعودية، أن أشارككم في هذا المقامِ العلمي الرفيع. العالم، يا خادم الحرمين الشريفين، يقف اليوم على أعتاب ثورة علمية وتقنية هائلة يصعب تخيل أبعادها. وحين تضعون، بيدكم الكريمة، حجر الأساس لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، فإنكم تبعثون طاقة جديدة، وتنطلقون بهذا الوطن الكريم إلى آفاق القرن الحادي والعشرين بكل قوى التطوير والتغيير فيه. وتضعون الشباب الموهوبين من أجيال الحاضر والمستقبل، في معترك حركة العلم والبحث والتنمية العالمية مع زملائهم الطلبة والباحثين من مختلف أرجاء المعمورة. سوف تتفتح أزهار عقولهم على آفاق فسيحة من المعرفة والابتكار، وسيكونون روادا للحضارة.. بناة لجسور التواصل والتبادل المعرفي مع شعوب العالم. سيكون، بإذن الله، لأمتنا بين الأمم منبر للبحث والعلم والقلم.
فجوة معرفية محزنة
وأضاف: هنالك فجوة معرفية عميقة ومحزنة تفصل الشعوب العربية والإسلامية عن ركب الحضارة العالمية المعاصرة. هذه الفجوة تتسع بشكل متسارع ومؤسف. فإذا نظرنا إلى مجموعة من مؤشرات المعرفة مثل عدد الأبحاث الأولية والأبحاث المتقدمة، وعدد العلماء والمهندسين الذين يعملون في الأبحاث والتطوير، وحجم الإنفاق على الأبحاث مقارنة بالناتج الإجمالي، وعدد براءات الاختراع التي يسجلها العالم العربي والإسلامي، سنجد أننا تخلفنا عن الركب ولم نعد نواكب الزمن. سنجد أن ثقافة البحث العلمي ومقوماته المرتبطة بالتنمية هي الحلقة المفقودة التي نحن بأمس الحاجة إليها. ومما يشرح الصدر أن جامعة الملك عبدالله -وهي هديتكم الثمينة للوطن وهدية المملكة للمنطقة والعالم- ستكون إضافة مهمة تقلص من حجم الفجوة المعرفية. ونحن واثقون أن الجامعة الجديدة ستكون أنموذجا سباقا، ومحفزا لتطوير المزيد من مراكز الأبحاث ومدن المعرفة في عالمنا العربي.
إن صناعة البترول في المملكة، بما تتمتع به من مكانة عالمية مرموقة، ستكون من بين المستفيدين من مخرجات هذه الجامعة، فالصناعة البترولية تحتاج كل يوم إلى المبدعين والموهوبين الذين يكشفون أسرارها ويطورون أعمالها. وما من شك بأن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ستوفر بيئة علمية تخدم هذه الصناعة والصناعات الأخرى كالصناعات البتروكيماوية وتقنية المعلومات وتحلية المياه والصناعات المستقبلية التي ستتبناها المملكة في إطار تحولها نحو اقتصاد المعرفة.
فخر واعتزاز
واستطرد رئيس أرامكو قائلا: إن سجل أرامكو السعودية سيضيف إلى صفحاته، بفخر واعتزاز كبيرين، شرف تكليفها بتطوير وتأسيس صرح الجامعة. وسوف نسند أقوالنا بأفعالنا ونجند كل طاقاتنا لكي ينجز هذا المشروع الرائد في إطاره الزمني السريع، وبالمستوى المنشود. هذا عهد نقطعه أمامكم على أنفسنا بأن رؤيتكم وتوقعاتكم من أرامكو السعودية ستنفذ في أوقاتها وسنكون بإذن الله على العهد.
يوم تاريخي
عقب ذلك ألقى الرئيس المكلف لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية نظمي النصر كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد والحضور قال:
اسمح لي يا خادم الحرمين الشريفين أن أرحب بضيوفكم الكرام في ثُوَل، هذه القريةِ الوَادِعةِ والواعِدِةِ على ضفافِ البحرِ الأحمرْ، حيثُ تلتقِي اليوم تطلُّعاتِكم السَّامية، بالمُسْتَقبلِ الزَّاهرِ للعلمِ والعلماءِ في بِلادنا ومَنطِقَتنا وفي العالمِ أجْمع.
اليومَ تضعونَ بأيديكُم الكريمةِ حجرَ الأساسِ لهذهِ الجامعة، وهُو ليسَ بحجرٍ أصم بلْ إنَّهُ جوهرٌ يضيء لالتِقاء الحَضَاراتِ وحوارِها عَبْر لغةِ العلِم والابتكارْ. ويمثل هذا اليوم التاريخي بِمَا يَحمِلُهُ مِن أَهميةٍ عِلميةٍ وتنمويةٍ منعَطَفًا يُؤَسَّسُ موقع المملكةِ عَلى خِارطةِ البَحْثِ العِلْمِي العَالمي، ويرسخ خطواتها في القرن الحادي والعشرين. ولا أُذيعُ سرًّا، أَنَّه عِنْدَمَا بَدَأْنَا التَّخْطِيطَ لإِنْشاءِ الجَامعةِ، مُسْترشِدين برغبتكم في إنجازها في مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات، أثارَ ذلِك بِواعِثَ الدَّهشةِ لَدى مَنْ عَمِلْنا مَعَهُم مِنْ كِبارِ العُلَماءِ وَالأكادِيمِيِّينَ فِي دُوَلِ العَالَم. إذِِ اعْتَبَر بعْضُهُم إنْجَازَ مَشْرُوعٍ عِلْمِيٍّ عَلَى هذِهِ الصُّورةِ مِنَ الطُّمُوحِ والضَّخَامَةِ خِلالَ هذا الجَدْولٍ الزَمَنِيِّ القِيَاسِيّ فِي عِدَادِ المُسْتَحِيلِ، حتَّى أَنَّنَا وَجَدْنَا مَنْ يَقُولُ إِنّكُم تُسَجِلُونَ سَابِقةًً فِي تَاريخِ البَشَرِيَّةِ حِينَ تنجزونها في أقلِّ مِنْ عمرِ جيلٍ واحدْ. أَمَّا نَحْنُ فَلَدَيْنَا كَامِلِ الثقةِ باللهِ ثُّمَ بِمَا يَتَوَفَّرُ لِفرِيقِ العَمَلِ مِنْ خِبْرَةٍ وَقُدْرَةٍ وَحَمَاسٍ مُتَوَّجًا بِدَعْمِك ُمُ الكَرِيمْ، مِنْ أَنَّنَا سَنَلْتَقِي، بِإذْنِ اللهِ، مُجَدَّداً بَعْدَ أقل من سَنَتَيْنٍ مِنْ الآنِ لِنَحْتَفِلَ بِافْتِتَاحِ حرم الجَامِعَةِ وانْطِلاقِ أَعْمالِهَا هنا في ثُوَلْ.
رؤية علمية إنسانية شامخة
وأضاف: لا شَكَّ أَنَّ الرُّؤْيةَ الَّتِي تَنْطَلِقُ مِنْهَا الجَامِعَةَ هي رُؤْيةٌ علميةٌ وإنسانيةٌ شامخة بِكُلِّ مَا تَحْمِلْهُ الكَلِمَةُ مِنْ مَعْنَى، حيث انْعَكَسَتْ علَى المَشرُوع بِجوانبه التنظيمية والإِنْشَائِيّة وَالأَكَادِيمِيّة. فمن الناحية التنظيميَّة، تتمتع الجامعة باستقلالية مالية وإدارية تامة من خلالِ وقفٍ خاص، ومجلس أمناء مستقل يتولَّى مُهمة الإشراف عليها. أما بِالنِّسْبَةِ للجانب الإنْشَائِي، فَإِنَّ المَشْرُوعَ يُغَطِّي مَسَاحَةً تَبْلُغُ سِتَّةً وثلاثينَ مليونَ مِترٍ مُرَبّعٍ، وَتَشْمَلُ بِنَاءَ أربعَةَ مراكزَ كبيرةً للبُحُوثِ فِي مَجَالاتِ العِلمِ المُتَقَّدِمَةِ. كمَا يَشْمَلُ المَشْروعُ تشيِيدَ مُجَمَّعاتٍ أكَادِيمِيَّة وإدارِيَّةِ، وَشبكَةٍ مُتطَوِّرةٍ لِتَقْنِيَةِ المَعْلُومَاتِ والاتصالات،ِ ومرافقَ مساندة، بِالإضافةِ إِلى حيٍّ سكنيّ يسْتوعِبُ أكثرَ مِنْ عَشرةِ آلافِ شخصٍ مِنَ الطلبةِ والأساتذةِ والباحثينَ وَعائِلاتِهِمْ. ولم تصمم هذه المرافق العملاقة حسب أحدث المعايير الهندسية السائدة عالمياً فحسب، بل أخذنا في الاعتبار التطورات المتوقعّة في المستقبلِ في مجالِ البحث العلميّ لتكون منشآت الجامعة وحرمها الجامعي ممكّنة لها الريادة في مجالاتها لعقود قادمة. ومضى رئيس الجامعة المكلف قائلا: واسمَحُوا لِي، حفِظَكمُ الله، أَنْ أُسلَّطَ الضَّوءَ فِي كلِمتي هذِهِ علََى مَا تمَّ تَحقِيقهُ فِي كل من المَجالات الهَندسيِّة والإِنْشائيَّة، والأَكادَيميِّة والبحثية للجامعة.
فبالنسبة للمَجالين الهَندَسيِّ وَالإِنشَائِيَّ، يجَْري العَمَلَ عَلى قَدمٍ وَسَاقٍ فِي المَملَكةِ وحَولَ العَالَم لِنَفِي بِتَعَهُّدنا بِاسْتِكْمَال مَشْرُوعِ الجَامِعَةِ فِي مَوْعدِه المُحَدَّدْ. ويُمْكِنُنِي القَوْلُ انَّ هَذا المَشْرُوعَ العِلْمِيِّ الكَبِير والمُهِم لا تَغِيبُ عَنْهُ الشَّمْسْ مطلقا. فَهُنَاكَ عَمَلٌ مُسْتَمِرُّ ودؤوب فِي مُخْتَلفِ القَارَّاتِ. وِلقدْ تمَّ اسْتِكْمالُ التصاميمُ الهندسيةِ للمشْروعِ، كَمَا تَمَّ تَرسِيةُ العُقُودِ الرَّئيسَةِ لِتشْيِيدِ المُنشآتِ، وَيجْرِي اسْتِكْمالُ المَرحلةِ الأُولَى مِن تَحضيرِ المَوْقعِ، ومُعالجةِ التُّربةِ، وأعمالِ الدفنْ، والبُنيةِ التَّحتِيَّةِ لِلموْقِعِ بِما تَتَضَمَّنُه مِن تجهيزاتٍ ومنافعْ.
وعلى الرغم من ضخامة المجال الإنشائيّ والهندسيّ، إلا أن التَّحدِّي الأكبرَ يكمن في تطويرَ الجامعة ونظامها الأكادِيمِي والبحثي، لتحقِّيق النتائِجَ المرجوَّة بمستوى الجامعات الرائدة في العالم حين انطلاقها. ولتحقيق ذلك، اسْتكْملنَا العَمل في المجالين الأكاديمي والبحثي مِن خِلال أَربع ركائزَ أساسية. هذهِ الرَّكائزَ هِي الهيكلُ التَّنظِيمِيّ، وبَرنامجُ التعاون البحثيّ، وبرنامجُ المنحِ للطلابِ وبرنامجُ المنح للأساتذةِ والباحثينْ. ففِي مجالِ الهيكلِ التنظيميّ، اعتَمدتْ الجَامعةُ نموذجاً يضَعُ البحثَ العلمِيّ فِي قمة أَولوليّاتِ الجامعةِ، كمَا بُني الهيكلُ التنظيميّ حول فرق منَ العلماءِ في تخصصاتٍ متنوعةٍ ومتكامِلة يجمعها أهداف بحثية مشتركة، وَيجمِعُ الخبراءَ على أنَّ هذا النموذجَ يعدُّ مِن أفضلِ النماذجَ البحثيةِ والأكاديميةِ الَّتي تساعدُ على إيجادِ حلولٍ مبتكرةٍ للمشاكلِ التقنيةِ والعلميَّة المعقَّدة التي يواجهها العالم. أما ثاني الركائِز الأكاديميةِ فهو برنامجُ التعاونِ البحثيّ حيث أبْرمنَا حتَّى الآن اتفاقياتٍ مع كل من “معهد وودزْ هول لعلومِ المحيطات” في الولاياتِ المتَّحدةِ الأمريكيَّة، “والمعهدِ الفرنسِيّ للبترول” في فرنسا، “والجامعة الوطنية في سنغافورَة”، “والمعهد الهنديّ للتقنية” في بومباي، والجامعة الأمريكية بالقاهرَة. كما ستُبرمُ الجامعةُ اتفاقياتَ شراكةٍ مع جامعاتٍ أخرى في المستقبل القريب. هذا بينَما أطلَقت الجَامعة أيضاً برنامجَ “الشَّراكةَ البحثية العالميّة”، حيثُ ستوقِّع بِحلُول عام 2008م اتفاقيات شراكة مع خمسة مراكزٍ بحثية، واثنَيْ عَشَرَ رئيسَ فريقَ بحثٍ، وعشــرينَ باحثًا يعملُون في مجالاتٍ علميةٍ وهندسيةٍ تُعدُّ مِحوريةٍ لرسالةِ جامعةِ الملكِ عبدالله للعلومِ والتقنِيَة كبحوث تحلية المياه وعلوم الكمبيوتر والرياضيات التطبيقية، وعلوم الحياة الخاصة ببيئة البحر الأحمر، وأبحاث الطاقة والهندسة الحيوية، والنانوتكنولوجي.
ويعدُّ برنامجَ منحِ الطُّلبة ثالثَ الركائزِ الأكاديميةِ للجامعة. فقدْ تمَّ تدشينُ برنامج “منحة البعثاتِ في جامعةِ الملكِ عبدالله للعلومِ والتَّقنية” حيث صُمَّمَ هذا البرنامج للطلاب والطالبات المتفوقينَ ممَّن أثبتوا مواهبَ وقدراتٍ بحثيةٍ أثناءِ مرحلةِ البَكالوريوسِ، لِمواصلةِ الدراسةِ في جامعةِ الملكِ عبدالله للعلومِ والتقنِية حِين تفتتحُ مرافِقها في عام 2009م. وبالمِثل، فقد دشَّنت الجامعةُ أيضًا برنامجَ “منحةِ الملِك عبدالله للبَاحثين” الذي يختصُّ بِتوفيرِ الدَّعم لِلطُّلابِ والطَّالباتِ فِي مرحلةِ الدُّكتوراه.
ومِنَ المُؤمل أنْ يكُونَ لهؤلاء بالغ الأثر في مستقبلِ العلومِ والهندسةِ، وتقنيةِ المعلُومات، وأن يكونوا قوةً دافعةً في مجالِ الابتكاراتِ العالمِّية. كمَا أطلقت الجامعةُ برنامجَ”منحةِ الملكِ عبدالله للأساتِذَة” وهي منحةٌ توفَّر لأساتذةِ الجامعاتِ الذينَ تميَّزوا في البحوثِ العلمِيةّ الَّتي تهْتمُّ بها الجَامعَة، ولهُم إسهاماتٌ مميزةٌ علَى مُستوَى العالَم. كما من المؤمل أيضا أن يقوم هؤلاء بتمثيلِ جامعةِ الملكِ عبدالله للعلومِ والتقنيةِ كسفراءَ في الأَوساطِ الأكاديميّةِ العالميّة.
أما الرَّكيزةُ الرابعة فَتَتمثَّل فِي برنامَجِ التميُّزِ الأكاديميّ، الَّذي ستَتعَاوَن فيهِ جامعةُ الملك عبدالله مع جامعاتٍ عريقة لاستقطابِ هيئةِ تدريسِ للعمل بها، إذ سيَنطبقُ على أولئك الأساتذةِ المرشَّحين، ذات الشروطِ والمؤهلاتِ الَّتي تطلبها تلك الجامعاتُ العريقة. ومن المقرر أن يبدأ هؤلاءَ الأساتذة في العملِ على الأبحاثِ، من مواقعِهم الحالية، إلى حين انتقالهم لمقرِّ الجامعة لاحقا حين افتتاحها.
إنَّ وجودَ الهيكلَ التنظيميّ الأكاديميّ، أيُّها الضيوف الكرام، مدعوماً ببرامجِ التعاونِ البحثيَّ والمنحِ التي تمَّ إطلاقُها يجعلُ جامعةَ الملكِ عبدالله بالفعلِ قائمةٌ منذُ الآن، إذ ان هناكَ وجودا فعليا لها منتشر فِي أنحاءِ العالمِ يتجسد في طلابٍ وأساتذةٍ وعلماءٍ ومشاريعَ بحثٍ وفريقَ إدارةٍ ينتسبُ للجامعة إلى حين الإنتهاءِ من الأعمالِ الإنشائيَّةِ فِي الحرمِ الجامِعيّ وانتقالهم إليها. ومَا مِن شَكٍّ في ِأنَّ هذهِ الإستراتيجيةِ المبتكرةِ ستُمهِّد لانطلاقةِ الحياةِ الأكاديميةِ والبحثيةِ في مقرِّ الجامعةِ وفقاً للخطةِ الزَّمنيةِ الموضوعة. كما أنَّ تكاملَ منشآتِ الجامعةِ ونموذجِها المُبتكر وتركيزِها على الأبحاثِ التطبيقيَّة سيُساعدُ المملكةَ بإذنِ الله في إنتاجِ المعرفةِ وتوظيفها اقتصادياً، وبالتالي تنويعَ مصادرِِ الاقتصادِ الوطنيّ. حيث اننا وِفقاً للرؤية السامية الحكِيمةِ، نعملُ لكيْ لا يبقَى اقتِصادُنا مُعتمِداً بشكلٍ أساسٍ على المواردِ الطبيعيةِ، بل تَسنُدَهُ وتَقُودَهُ الطاقَّاتُ العَقْليةُ والإبداعيةُ في هذه الجامعة، التي ستؤَسِّسُ لقيامِ اقتصادٍ معرفِيّ، تَبلُغُ فيهِ بلادُنا مَا تَرجوهُ لمستقبَلِهَا وأجيَالِها.
مصدر خير للإنسانية
كما ألقى الرئيس الفخري لجامعة كورنيل البروفيسور فرانك رودز كلمة عبر فيها عن بالغ سروره بانطلاق جامعة عبدالله للعلوم والتقنية ووصفها بأنها من المشاريع الرائدة والطموحة التي سيكون لها مردود ايجابي على نهضة المملكة العربية السعودية ونهضة المنطقة والعالم.
واوضح فرانك رودز أنه وزملاءه القائمين على المشروع قد تلقوا تشجيعا مباشرا من لدن خادم الحرمين الشريفين لتسهيل أي معوقات قد تبطئ من مسيرة العمل وقال “بالتعاون مع الجامعات العالمية المرموقة وبتخريج الباحثين وطلاب الدراسات العليا فإن جامعة عبدالله للعلوم والتقنية سيكون لها تأثير علمي بارز وستكون جامعة مرموقة تستقبل أفضل الموهوبين من العلماء والباحثين من داخل المملكة وخارجها”.
وشرح بأن جامعة الملك عبدالله مبنية على ثلاث وظائف رئيسة هي تأسيس مجتمع معرفي ودعم العلماء وأبحاثهم على مستوى محلى وعالمي الى جانب المساهمة في خدمة المجتمع والمنطقة والعالم مؤكدا ثقته بأن الجامعة ستحقق أهدافها من خلال التعاون والتواصل مع الجامعات العالمية ومراكز البحث العلمي الرائدة وتبادل الخبرات العلمية والمعلومات. وقال “لن تكون الجامعة فخرا للمملكة العربية السعودية فحسب بل ستكون مصدر خير للانسانية وستكون مصدر الهام لمستقبل واعد”. وأبرز البرفيسور فرانك اسهام الحضارة الاسلامية العلمي حيث قدمت على مر التاريخ عددا من المثقفين والعلماء الذين يعدون من أفضل العقول البشرية الذين أغنوا البشرية بعلومهم وساهموا في النهضة العالمية في الرياضيات ومختلف العلوم كما ساهموا في النقلة الحضارية للعالم، مؤكدا أن جامعة عبد الله للعلوم والتقنية ستعمل على إشعال النهضة العلمية الاسلامية من جديد. وستكون بيتا للحكمة في عصرنا الحاضر.
وضع حجر الأساس
عقب ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين أيده الله بوضع حجر الأساس لمشروع جامعة عبدالله للعلوم والتقنية.
اثر ذلك ألقيت قصيدة مسجلة بهذه المناسبة. ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والحضور عرضا مرئيا عن مجسم لشعار الجامعة وعرضا مرئيا آخر بعنوان “رحلة المعرفة”.
عقب ذلك تشرف وزير البترول والثروة المعدنية بتقديم هدية تذكارية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بهذه المناسبة. كما تشرف بتقديم هدية تذكارية مماثلة لسمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
ثم توجه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين عبر الممر الالكتروني الذي يشتمل على صور تشبيهية لمباني الجامعة ومنسوبيها حيث استمع حفظه الله الى شرح عنها.
بعد ذلك شاهد الملك المفدى وسمو ولي عهده الأمين مجسما لمشروع الجامعة وما تحتويه من منشآت تعليمية واجتماعية وخدمية كما شاهد أيده الله مجسما آخر للجامعة والمنطقة المحيطة بها واستمع حفظه الله الى شرح واف عنهما من رئيس الجامعة المكلف.
ثم شرف خادم الحرمين الشريفين مأدبة الغداء المعدة بهذه المناسبة.


حفظ الله أبو متعب وأطال الله في عمره


مصدر جريدة عكاظ

سعود السرحاني
10-22-2007, 09:10 AM
محمود الجذلي & سلمان العرادي

مشكورين على المتابعة


فائق التحية