محمد العصباني
10-24-2007, 06:35 AM
يـوم واحـد فـي قصـر العــم أبو زيــاد !!!
تشير عقارب الساعة إلى الخامسة فجراً حينها ينطلق صوت الحق منادياً لصلاة
الفجر في مدينة النجيـــل الصناعية ، ويستيقظ
على هذا الصوت الندي العــم أبو زيــاد ويقوم بالإستعداد لأداء
الصلاة ويمر على غُرَفِ أبنائة وبناته مذكراً لهم بأن الأذان قد
رفع ليقوموا بهذة الفريضة الغالية ، يذهب أبو زياد إلى الجامع الكبير
والّذي لايفصله عن قصره سوى شارع الخمسين التجاري
والمعروف بين أهالي المدينة بشارع (المايكروسوفت) ، وفي هذه الأثناء
تدبُ في بيت العم أبو زياد الحياة ، حيث يخرج أبناءة
الأربعة لأداء الصلاة وهم يسيرون خلف والدهم ذلك الشيخ الوقور ،
تُقام الصلاة ويحلق بهم إمام الجامعِ بآيات تتمتع القلوب
بسماعها لجمال صوته وحسن ترتيلة ، وبعد إنقضائها يَخرجُ الوالد وأبنائة
الأربعة بمنظرٍ كُلُ والدٍ يتمنى أن يراه ، وما أن وصلوا إلى
ذلك القصر والّذي يُعد من أجمل بيوت تلك المدينة ، حتى تستقبلهم أم زياد
مع خادمتها البريطانية الجنسية (المسلمة) بطعام الإفطار
وتجتمع العائلة على هذة المائدة كما لو انهم أصدقاء يتناولون إفطارهم
في (كافتيريا) إحدى الجامعات ، وماهي إلا دقائق و يطلب
والدهم منهم أن يستعجلوا في الإفطار لأن موعد الذهاب للعمل قد حان ،
ينادي أبو زياد بناته الأربعة (سوزان ونسرين وغادة ووفاء)
ويخبرهن بأنه في (الكراج) ينتظرهن لكي يوصلهن لأعمالهن ، يتسابقن
كل واحدةٍ منهن تريد أن تركب في المقعد الأمامي ، وكان هذة
المرة من نصيب وفاء وهي أصغرهن واخفهن ، يقوم الأب بإصطحابهن ؛
حيث أن سوزان أخصائية إجتماعية بمستشفى النشيفة
التخصصي ومركز الأبحاث ، وأما نسرين فهي معلمة لغة إنجليزية في
ثانوية الذييل النموذجية ، وغادة فهي طالبة في جامعة تبوك
بكلية الطب فرع الفارعة ، وأما آخر العنقود الشقية وفاء فهي لازالت طالبة
في ثانوية النجيـل . بدأ الوالد بها لأن مدرستها بجانب
قصرهم . يَرِنُّ جوال أبو زياد وهو من نوع (N900) وإذا بـهِ إبنهُ
الأكبر زيــاد فهو يريد أن يُريحَ والده من هذة المسافات
الطويلة فيرفض أبوه بحجة أنه يريد أن يتسلّى معهن ويقضي يومه
خارج إزدحام المدينة المزعج ، ويسأل الأب ولده زياد لماذا لم
تذهب لعملك هذا اليوم ؟ فأخبره زياد بأنه سوف يقابل وفداً رفيع
المستوى من جمهورية ملاوي الإتحادية حيث أن زياد صاحب لإحدى
الشركات المعروفة عالمياً بصناعة العطور. دعا له والده بالتوفيق ، وسأله
عن إخوته حمزة وطارق وجازي . (فحمزة مهندس في
محطة تحلية المياة بمدينة بــداء المجاورة للنجيل) وأما (طارق فهو أمين
أمانة مدينة النجيل الصناعية) وأما( جازي فهو إعلامي
ومقدم برامج شعبية في قناة خلوهــا الفضائية ) فأجابه زياد لقد
ذهبوا لأعمالهم .
أُنهي الإتصال وأوصل أبو زياد إبنته (نسرين )
لمدرستها بمدينة الذييل وواصل سيرة في الطريق السريع مقلّباً ناظرية
في هذه المناظر الخلابة يُمنةً ويُسرة وكان يحكي لهن عن
معاناته ومعاناة أجداده قبل هذا التطور الهائل الّتي شهدت المنطقة ، أثّـر
هذا السرد العجيب لبعض معاناتهم في نفوس بناته واللاتي
تسلّين بقصصه حتى وصلوا إلى مستشفى النشيفة التخصصي لتنزل
(سوزان) ولم يتبقى معه إلا غادة فنسيَ أنها معه وأراد العودة
للمدينة إلآ أن ضحكةً خفيفةً منها نبهته لها فواصلا حتى بدت لهما مدينة
الفارعة السياحية والّتي تتمتع بالعديد من المناظر السياحية
فهي طوال موسم الصيف تعتبر الوجهة الأولى للسياح من دول الخليج
ودول أوروبا، أنزل إبنته غادة عند كليتها ، وعاد لقريته مع
عقبة الهضبة والّتي لم ينتهي المقاول المستلمُ لها من أعمال السفلته
بعد 70عاما فهي لازالت معبدة ، وصل أبو زياد لمدينة النجيل
في حوالي الساعة التاسعة إلا ربع صباحاً وهو لايزال يتمتع بنشاطه
المعتاد فهو معروفٌ عند أبناء مدينته بنشاطة الدائم وهذا هو
الشيئ الّذي جعلهم يرشحونه في إنتخابات المجلس البلدي والّذي هو
الآن رئيسة بفارقٍ كبير في الأصوات عن منافسية .
جلس أبو زياد على كرسي مكتبة الفاخر فغلبته عيناه ،
حينها ضرب الأب ولده مسعود في (خيزرانةٍ ) كانت بيده ليقوم الإبن
وهو مفزوعٌ . وينتهرة أبوه قائلاً له
(قوم إسرح بالغنم الحين الساعة تسعة حكم وإنت نايم ، ياقليل الحيـا )
إندهش الإبن الفَزِعْ من هذا الأسلوب القاسي . ليفرك عينية .
فلم يكون مسعود سوى أبو زياد صاحبنا وأن كل ماجرى حلمٌ كان
هو بطله بدور العم أبو زياد .
أطلق مسعود صرخةً مدوية تشق الأسماع من هذا التناقض الحاصل .
فلم يكن أمامه إلا أن سرح بقطيع الأغنام لكي ترعى في أحد الجبال وفي
مخيلته ذاك الحلم الجميل .
أعانك الله يا أبو زياد ..أقصـــد يا مسعـــود (( حُلُمٌ ليتهُ حقيقة*))
وتقبلوا فائق التقدير ،،،
تشير عقارب الساعة إلى الخامسة فجراً حينها ينطلق صوت الحق منادياً لصلاة
الفجر في مدينة النجيـــل الصناعية ، ويستيقظ
على هذا الصوت الندي العــم أبو زيــاد ويقوم بالإستعداد لأداء
الصلاة ويمر على غُرَفِ أبنائة وبناته مذكراً لهم بأن الأذان قد
رفع ليقوموا بهذة الفريضة الغالية ، يذهب أبو زياد إلى الجامع الكبير
والّذي لايفصله عن قصره سوى شارع الخمسين التجاري
والمعروف بين أهالي المدينة بشارع (المايكروسوفت) ، وفي هذه الأثناء
تدبُ في بيت العم أبو زياد الحياة ، حيث يخرج أبناءة
الأربعة لأداء الصلاة وهم يسيرون خلف والدهم ذلك الشيخ الوقور ،
تُقام الصلاة ويحلق بهم إمام الجامعِ بآيات تتمتع القلوب
بسماعها لجمال صوته وحسن ترتيلة ، وبعد إنقضائها يَخرجُ الوالد وأبنائة
الأربعة بمنظرٍ كُلُ والدٍ يتمنى أن يراه ، وما أن وصلوا إلى
ذلك القصر والّذي يُعد من أجمل بيوت تلك المدينة ، حتى تستقبلهم أم زياد
مع خادمتها البريطانية الجنسية (المسلمة) بطعام الإفطار
وتجتمع العائلة على هذة المائدة كما لو انهم أصدقاء يتناولون إفطارهم
في (كافتيريا) إحدى الجامعات ، وماهي إلا دقائق و يطلب
والدهم منهم أن يستعجلوا في الإفطار لأن موعد الذهاب للعمل قد حان ،
ينادي أبو زياد بناته الأربعة (سوزان ونسرين وغادة ووفاء)
ويخبرهن بأنه في (الكراج) ينتظرهن لكي يوصلهن لأعمالهن ، يتسابقن
كل واحدةٍ منهن تريد أن تركب في المقعد الأمامي ، وكان هذة
المرة من نصيب وفاء وهي أصغرهن واخفهن ، يقوم الأب بإصطحابهن ؛
حيث أن سوزان أخصائية إجتماعية بمستشفى النشيفة
التخصصي ومركز الأبحاث ، وأما نسرين فهي معلمة لغة إنجليزية في
ثانوية الذييل النموذجية ، وغادة فهي طالبة في جامعة تبوك
بكلية الطب فرع الفارعة ، وأما آخر العنقود الشقية وفاء فهي لازالت طالبة
في ثانوية النجيـل . بدأ الوالد بها لأن مدرستها بجانب
قصرهم . يَرِنُّ جوال أبو زياد وهو من نوع (N900) وإذا بـهِ إبنهُ
الأكبر زيــاد فهو يريد أن يُريحَ والده من هذة المسافات
الطويلة فيرفض أبوه بحجة أنه يريد أن يتسلّى معهن ويقضي يومه
خارج إزدحام المدينة المزعج ، ويسأل الأب ولده زياد لماذا لم
تذهب لعملك هذا اليوم ؟ فأخبره زياد بأنه سوف يقابل وفداً رفيع
المستوى من جمهورية ملاوي الإتحادية حيث أن زياد صاحب لإحدى
الشركات المعروفة عالمياً بصناعة العطور. دعا له والده بالتوفيق ، وسأله
عن إخوته حمزة وطارق وجازي . (فحمزة مهندس في
محطة تحلية المياة بمدينة بــداء المجاورة للنجيل) وأما (طارق فهو أمين
أمانة مدينة النجيل الصناعية) وأما( جازي فهو إعلامي
ومقدم برامج شعبية في قناة خلوهــا الفضائية ) فأجابه زياد لقد
ذهبوا لأعمالهم .
أُنهي الإتصال وأوصل أبو زياد إبنته (نسرين )
لمدرستها بمدينة الذييل وواصل سيرة في الطريق السريع مقلّباً ناظرية
في هذه المناظر الخلابة يُمنةً ويُسرة وكان يحكي لهن عن
معاناته ومعاناة أجداده قبل هذا التطور الهائل الّتي شهدت المنطقة ، أثّـر
هذا السرد العجيب لبعض معاناتهم في نفوس بناته واللاتي
تسلّين بقصصه حتى وصلوا إلى مستشفى النشيفة التخصصي لتنزل
(سوزان) ولم يتبقى معه إلا غادة فنسيَ أنها معه وأراد العودة
للمدينة إلآ أن ضحكةً خفيفةً منها نبهته لها فواصلا حتى بدت لهما مدينة
الفارعة السياحية والّتي تتمتع بالعديد من المناظر السياحية
فهي طوال موسم الصيف تعتبر الوجهة الأولى للسياح من دول الخليج
ودول أوروبا، أنزل إبنته غادة عند كليتها ، وعاد لقريته مع
عقبة الهضبة والّتي لم ينتهي المقاول المستلمُ لها من أعمال السفلته
بعد 70عاما فهي لازالت معبدة ، وصل أبو زياد لمدينة النجيل
في حوالي الساعة التاسعة إلا ربع صباحاً وهو لايزال يتمتع بنشاطه
المعتاد فهو معروفٌ عند أبناء مدينته بنشاطة الدائم وهذا هو
الشيئ الّذي جعلهم يرشحونه في إنتخابات المجلس البلدي والّذي هو
الآن رئيسة بفارقٍ كبير في الأصوات عن منافسية .
جلس أبو زياد على كرسي مكتبة الفاخر فغلبته عيناه ،
حينها ضرب الأب ولده مسعود في (خيزرانةٍ ) كانت بيده ليقوم الإبن
وهو مفزوعٌ . وينتهرة أبوه قائلاً له
(قوم إسرح بالغنم الحين الساعة تسعة حكم وإنت نايم ، ياقليل الحيـا )
إندهش الإبن الفَزِعْ من هذا الأسلوب القاسي . ليفرك عينية .
فلم يكون مسعود سوى أبو زياد صاحبنا وأن كل ماجرى حلمٌ كان
هو بطله بدور العم أبو زياد .
أطلق مسعود صرخةً مدوية تشق الأسماع من هذا التناقض الحاصل .
فلم يكن أمامه إلا أن سرح بقطيع الأغنام لكي ترعى في أحد الجبال وفي
مخيلته ذاك الحلم الجميل .
أعانك الله يا أبو زياد ..أقصـــد يا مسعـــود (( حُلُمٌ ليتهُ حقيقة*))
وتقبلوا فائق التقدير ،،،