المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المتمقرطون ...!!



الكاتب الكبير موسى عبدالله البلوي( رحمه الله )الملقب براعي الذلول ونفطويه
12-29-2002, 10:49 AM
http://bluwe.com/wp-content/uploads/2014/09/cvr2.jpg


المتمقرطون ...!!

الحمدلله وحده وبعد ،،
عندما ( تفلفس ) صاحب الفضيله ( أفلاطون ) وأخرج لنا ( ديموقراطيته ) .. لكنا فيما لو أتيحت لنا الفرصه .. في ذلك الوقت .. لأحضرنا سراجاً ( في عز الظهر ) .. لنبحث عن حقيقة ديموقراطيته .. ونكون بهذا قد عاملناه فلسفياً .. وبنفس الأسلوب ...!

ديموقراطية أفلاطون ... ليس لها مرجعيه ( روحيه ) بل هي ( بشريه ) .. وسبب رئيسي في أن الغرب قد تبناها .. بشكل أو بآخر ... لأن تعاليم التوراة والإنجيل .. كانا خاويان من تعاليم الحكم أو المرجعيه ( الحاكميه ) ..!!
ولهذا ( إستبدت ) الكنيسه .. بالتحكم في الناس .. بالإستيلاء على الممتلكات .. إلى بيع ( صكوك الغفران ) ... وبالتالي اشتهرت أوروبا في حقبه من تاريخها .. بحكم الإقطاع .. أي حكم ( العبوديه ) ..!!

وإن إستعرضنا حضارات الأمم .. نجد أن أنماط الحكم فيها ما هو إلا .. إستعباد الإنسان لأخيه الإنسان ...!!
فالذي بنى الأهرامات هم ( الغلابا ) من عامة الشعب ... لكي يُـدفن الفراعنه وعائلاتهم فيها فقط ... والآخرين لا أهرامات لهم ..!!!!
وفي الحضاره اليونانيه والرومانيه .. كانت الشعوب تـُـقاد إلى حتفها في المعارك رغماً عنهم .. لكي تحارب وتموت .. إرضاءاً للقياصره وكبار القاده المنتفعين ...!

هذا الفراغ .. الروحي .. هو ما فرض على أوروبا أن تسلك هذا الطريق ... نحو ( الحاكميه ) .. ووجدوها .. في تراث فلسفي .. وهو الديموقراطيه .. وكان لها فلاسفتها ومنظريها في الغرب منذ القرن السادس عشر ميلادي ...!!
وكانت حملة ( التغريب ) للديموقراطيه وما صاحبها من علمانيه وغيرها على الشرق ( المسلم ) .. من أجل ( طمس ) حقيقة الإسلام الحضاري .. والدين الكامل الشامل للبشريه ...!!
فكانت غزوة نابليون لمصر .. لنشر الفكر العلماني .. في المجتمع المصري المسلم .. وتبعه بعدها البريطانيون المستعمرون ... من ( دنلوب و كرومر ) وغيرهم .. في تغيير مناهج التعليم .. وتبني بعض المفكرين مثل : طه حسين ( خريج السوربون اللاهوتيه ) والذي أصبح عميداً للأدب العربي ووزيراً للمعارف ..!!

وتمقرطت العربان .. فماذا كانت النتيجه ؟؟
ـ أخرجوا المرأه من حيائها .. وتعرت باللباس الفاضح .. وأختلطت المرأه بالرجل وزاحمته في مكان عمله..!!
ـ أصبحت الأصوات الإنتخابيه لها سوقها يرتفع السعر للصوت الإنتخابي .. حسب السوق ..!
ـ أصبح لشذاذ الآفاق من العلمانيين والملحدين والمنحرفين .. صوتاً يجاهرون به ( رسمياً ) لبث أفكارهم المسمومه .. في المجتمع المسلم ..!!

وبعون الله نقول :
المتمقرطين في الغرب .. في رقابهم ملايين البشر .. قتلوهم بديموقراطيتهم في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبيه .. ونحن كعرب مسلمين .. لا زلنا نعاني من الغرب الديموقراطي .. في الماضي والحاضر : وحاليا نرى حصار على أهلنا في العراق والتآمر القائم عليه .. إلى إباحتهم لشارون دماء أهلنا في فلسطين .. إلى تهجمهم الإعلامي الظالم على المملكه.
فالغرب أثبت أن لا خــلاق لهم ..!

ولازلنا نرى أنصاف المثقفين ومن مدعي الفكر من أبناء جلدتنا .. لا يتفوه بكلمتين إلا وثالث كلماته .. الديموقراطيه .. الديموقراطيه ..!
والبعض يندرج ويتستر.. ويرتدي رداء ( التمقرط ) وهو غير مؤمن بها سوى انه يريد السلطه ( بضم السين ) .... لكي تصبح أمورنا بعدها .... سلطه ( بفتح السين ) ..!!

تحياتي لكم ،،

ناصر
12-29-2002, 03:26 PM
هلا باخوي راعي الذلول
وهلا بكتاباته الحلوة

لقد اكتشفت كاتبا متمرسا في هذا المنتدي واسمح لي ان اسجل امامك اعجابي وتقديري لما تخطه بقلمك ، وعلي اسلوبك الرائع والشيق في العرض
كما ارجو ان تسمح لي بهذه الاضافة عن الديمقراطية وهي عبارة عن رد كنت كتبه علي مشاركة لاحد ازملاء

بالنسبة للديمقراطية هي انبثاق تدريجي للتجربة الغربية خاصة مع الانفلات من الاقطاع والكنيسة وظهور الحركة التجارية الاستعمارية ، ومن ثم الثورة الصناعية ، حيث تشعبت المصالح في البلاد الغربية السياسية منها والاقنصادية ، وبالتالي مسيرة البلاد الغربية في التقدم المادي كانت بحاجة الي ما يسمي بالتصالحية ، لان عدم التصالح يعني الحرب وفي الحرب لا منتصرون ( دمار وهلاك للجميع )
فنمو المصالح شجع الاوربيون في تلك الفترة بالسير نحو التصالح الذي اذكي مشاعر التصالحية في المجتمع الاوروبي والتي تعتبر ركيزة اساسية للاعتراف بالطرف الاخر
ومع ازدياد الثورة الصناعية وما ضغطت عليه باتجاه اصلاح سياسي لان النمو الاقتصادي يتناقض مع الاستبداد
وعليه اقر النظام السياسي بوجود مشاركة وكذلك بوجود تعدديةفي المجتمع وبالتالي اْذن بالتشعب
اذا الفكرة التصالحية كانت اساس النظام الديمقراطي الغير متساوق مع النظام الاستبدادي ، وبما ان الراسمالية تقوم علي المبادرة الفردية فتبنت الديمقراطية ايضا كنظام سياسي يقوم علي الفردية الذي يحترم الفرد ويقول ان مصلحة الفرد هي مصلحة الجماعة او المجموع

وقامت الديمقراطية علي الاسس التالية
1- التصالحية
2- الفردية
3- التحررية
4- احترام راس المال والملكية الخاصة
وهذه الامور جميعها متساوقة مع النظام الراسمالي .

ومع مرور الوقت تطور النظام الديمقراطي بتطور الحياة ونمو المشاكل التي تواجه المجتمعات، لذلك قام النظام السياسي الديمقراطي علي قضية فصل السلطات ، ونظام المساءلة ونظام الضوابط .
يذكر هنا ان النظام الديمقراطي تطور حسب تطور المجتمع الغربي اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا ، كما انه نظام ليس جامدا بل هو من اكثر الانظمة القابلة للتطور والتعديل والتكيف تحت ضغط الحاجة " لانه لايقوم علي مباديء ثابتة "
من هنا جاءت قضية الليبرالية فعندما اتت الديمقراطية للتخلص من مشاكل عامة اثقلت علي الجمهور واصبحت هناك حريات عامة، لكن بقيت المقيدات الفردية للانسان موجودة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية لذا برزت اللليبرالية لتدعي انها تخلص الانسان من هذه المقيدات
وكما نعلم المجتمع الغربي ينقسم الي ثلاث طبقات
1- الطبقة العليا : وهي غالبا ما تميل الي الثبات ، كما تميل الي الليبرالية الاقتصادية
2- الطبقة الوسطي : اكثر ميلا للتحررية من الطبقات الاخري ، لليبرالية الاجتماعية والسياسية
3- الطبقة الفقيرة : مشغولة بامور الدنيا والعيش
والليبراليون يؤيدون الحرية والراسمالية لكن اكثر من يرغب الحرية هم الليبرالية الاقتصادية ومن يفضل اليبرالية الاقتصادية هي الطبقة العليا حتي يكون لهم يد اطول في الاستقلال الاقتصادي ، حيث نعلم انه في القرن التاسع عشر كانت النظرية الاقتصادية الراسمالية تفترض عدم تدخل الحكومة في الاقتصاد ولكن بعد الكساد العالمي عام 1929 راوا انه يجب تدخل الحكومة لكن بحدود
اما الطبقة الوسطي فهي ميالة اكثر الي الليبرالية الاجتماعية

يجب ان نميز كذلك بين الديمقراطية الليبرالية وما تنتجه من ليبرالية اقتصادية
اما القضية الاخلاقية في الليبرالية فهي تعطي تعريفا عاما للاخلاق بل وحتي لا تعرفها لان الاخلاق مسالة ذاتية نسبية في نظرهم متغيرة من شخص الي اخر فما يراه "س" اخلاقيا قد لا يراه "ص" كذلك ، ولذا تراهم فضلوا التخفيف من القوانين التي تحد من حرية الفرد الشخصية لدرجة يمكن معها الحفاظ علي حد ادني من النظام بعيدا عن التسيب

والجوهر السياسي للليبراليين فالليبراليين من الطبقة الوسطي هم الذين يطلبون تحررية سياسية اكثر من الطبقات الاخري خاصة الطبقة الثرية ، وفي التحررية هناك العنصر الذاني اساسي " الانسان سيد نفسه دون ضوابط "

نذكر كذلك ان الحياة في ظل النظام السياسي سابق الذكر هي حياة الية تخلو من الدسم والدفء الانساني
هذا اضافة الي انه نظام يعاني من
1- استبداد راس المال : لان راس المال يتحكم في كثير من الامور فمثلا البرلمانات اكثر اعضاءها من الاغنياء وبالتالي هي تمثل هذه الشريحة ومصالحها
2- استبداد وسائل الاعلام : وهي تعمل لاستبداد راس المال بحيث انها تضخ معلومات وتتحكم في تشكيل المواقف والاراء
3- تفشي ظواهر التفكك الاسري والفساد الاخلاقي والمخدرات والجرائم ضمن هذا النظام نتيجة ما يسمي ببدعة الحرية والتحرر


اخيرا نقول الحمد لله رب العالمين الذي انعم علينا بنعمة الاسلام والذي يعتبر افضل النظم لتنظيم الحياة الانسانية علي مختلف الاصعدة وهو متفوق علي كل الانظمة الاخري التي سبقته والتي تلته في ذلك لانه من الله وهو يمثل الحق وهو منسجم تماما مع الطبيعة الانسيانية لانه من عند الله الذي خلق هذا الانسان ويعلم ما يصلح له
وشتان بين ما هو من عند الله وما هو من صنع البشر

هذه بعض ما عندي عن موضوع الديمقراطية
اشكرك علي المشاركة
لك تحياتي

الكاتب الكبير موسى عبدالله البلوي( رحمه الله )الملقب براعي الذلول ونفطويه
12-29-2002, 05:09 PM
.. وليس لي .. إلا أقف لك إحنراما لهذه المداخله المثريه ..
فقد أضفت لنا فائده نفتقدها ..!!

وتقبل تحياتي .. أخي العزيز .. ناصر !!

ناصر
12-30-2002, 12:13 AM
وماذا تضيء النجوم في حضرة الشموس
هذه الحقيقة من غير اي مجاملة
كتابات تنم عن فكر راقي ، اضافة الي الاسلوب الرائع والشيق في طرح الموضوع و بالمختصر المفيد

من جهتي اتمني ان تحظي مواضيعي وردودي باعجابكم

اخي راعي الذلول
انني اعتز بك

لك تحياتي
ناصر

موسى بن ربيع البلوي
12-30-2002, 12:16 AM
[size=18]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
ما شاء الله ... طرج موفق و تعليق رائع و لم يبقى لنا الا ان نقف احتراما لكم اخي ( راعي الذلول ) و اخي ( ناصر ) ... بارك الله لكما و لا اقول الا كما قال كاتب الموضوع :
ولازلنا نرى أنصاف المثقفين ومن مدعي الفكر من أبناء جلدتنا .. لا يتفوه بكلمتين إلا وثالث كلماته .. الديموقراطيه .. الديموقراطيه ..!
والبعض يندرج ويتستر.. ويرتدي رداء ( التمقرط ) وهو غير مؤمن بها سوى انه يريد السلطه ( بضم السين ) .... لكي تصبح أمورنا بعدها .... سلطه ( بفتح السين ) ..!!

ناصر
12-30-2002, 04:03 PM
هلا فيك اخوي ابو نادر

اشكر لك حضورك الدائم
وتشجيعك المستمر
بارك الله فيك