المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاذير شرعية في الأطعمة العائلية



أم حبيبة البريكى
05-23-2004, 09:12 PM
<span style='color:red'> <div align="center">محاذير شرعية في الأطعمة العائلية </div></span>



مفكرة الإسلام :
انتشرت في هذه الأيام بين عدد من الأسر المسلمة والنساء المسلمات ظاهرة غريبة عن المجتمع الإسلامي المحافظ على صيانة المرأة وسترها وحيائها؛ ألا وهي ظاهرة غشيان المطاعم العائلية أو ذات الأقسام العائلية.

والناظر بعين الشرع والبصيرة بالواقع يرى في ذلك عددًا من الأخطار والمحذورات الشرعية .. فمن ذلك:

1ـ الحواجز الموجودة في كثير من تلك المطاعم لا تحجب المرأة حجبًا شرعيًا كاملاً عن الرجال الأجانب وذلك إما لقصر الحاجز أو ارتفاعه من الأسفل بحيث تُرى القدم أو الساق أو شفافية هذا الحاجز بحيث يمكن تمييز شيء من بدن المرأة أو أن يكون في هذا الحاجز نقوش مفرغة بحيث تمكِن رؤية من وراءه من خلال هذه الفراغات.

2ـ من المعلوم أن كثيرًا من النساء الجالسات في هذه الأقسام متهاونات بالحجاب الشرعي فإذا كانت الحواجز على الطريقة التي سبق وصفها فإن رؤية ما حرم الله كشفه أمر حاصل وواقع.

3ـ في أكثر هذه المطاعم يدخل خدم المطعم ـ وهم رجال ـ إلى أماكن جلوس النساء لكتابة الطلب أو إحضار أطباق الطعام وكثير من النساء لا يبالين بالحجاب أمام بعض الجنسيات التي منها خدم المطاعم في الغالب.

4ـ هذه الأماكن صارت مرتادة من قبل عدد من أصحاب الفجور والشهوات الذين يتعرف الواحد منهم على فتاة ثم يصطحبها إلى هذه المطاعم بحجة أنها زوجته، فصارت هذه الأقسام متنفسًا لكل من يريد الحرام.

5ـ عدد من بنات المترفين صرن يقمن حفلات لزميلاتهن في هذه المطاعم، فيأخذ كل سائق هذه البنت إلى موعد ومكان الحفلة في المطعم العائلي مع ما في ذلك من الشر العظيم.

6ـ بالنظر إلى حجم الأموال التي تنفق في تلك الوجبات ـ خصوصًا ـ وأن أكثر تلك المطاعم أسعارها مرتفعة فإننا نجد أن الإسراف متحقق في الأكل في هذه المطاعم.

7ـ أن تردد النساء على المطاعم العائلية يؤدي إلى زيادة خروجهن من بيوتهن بغير حاجة وهذا مخالف لقوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنّ} [الأحزاب:33].

8ـ أن نظافة طعام البيت وفائدته الصحية أفضل بكثير من المأكولات التي تطبخ في المطاعم علمًا بأن كثيرًا من الطباخين في المطاعم التي يسمونها راقية من الكفرة الذين لا يراعون طهارة ولا ونجاسة.

والأهم من ذلك كله أن الآكلين في هذه المطاعم لا يدرون عن نوعية اللحوم المستخدمة في الأطعمة بخلاف المطبوخ في البيت مما يكون تحت نظر الإنسان ومعرفته.

لست أريد التضييق والتشديد من خلال الرد على هذه المزاعم أو تفنيدها؛ لأنه قد يوجد في الواقع ـ وإن كان نادرًا ـ توافر لعدد من هذه الاحترازات، ولكنني أقول: إذا أردنا الصدق مع أنفسنا ونشدان الحق، فما هي ـ يا ترى ـ نتيجة المقارنة إذا عقدناها بين الواقع وبين هذه الضوابط المزعومة؟ وكم نسبة الذين يطبقون ذلك فعلاً؟ ولو فعل ذلك بعض الأخيار والقدوات في بعض المطاعم لشروط يرونها متحققة فماذا سيفهم العامة من ذلك؟

ولست أنكر أن الحاجة ـ وليس كسل ربة البيت ـ تدعو أحيانًا إلى طعام في المطاعم مثلما يحدث في الأسفار وعند الخروج في بعض الرحلات أو ظرف يحدث لربة المنزل، ولكن هناك من الحلول ما يغنينا عن الدخول بنسائنا إلى المطاعم.


الشيخ/ محمد المنجد