المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مأساة عائد من جوانتانامو!



نواف النجيدي
12-11-2007, 02:30 AM
مأساة عائد من جوانتانامو!

الإسلام اليوم/ القاهرة 30/11/1428
10/12/2007


"كانت رحلة عصيبة، بدأت بقمع في الصين، مرورًا بقصف، وسجن في أفغانستان، ثم اعتقال استمر 4 سنوات في جوانتانامو كأحد المشتبه بهم في إطار ما يسمى بالحرب على الإرهاب"، هذا كان غيضًا من فيضِ معاناةٍ عايشها أحد المسلمين الصينيين، ويدعى"عادل عبد الحكيم". نشرتها صحيفة "انترناشيونال هيرالد تريبيون" مؤخرًا، ونقلت فيها أمنية "عبد الحكيم"، أن تنتهي هذه المأساة عند هذا الحد، حيث يعيش الآن في شقة مع شقيقته بأحد ضواحي العاصمة السويدية استوكهولم.
وتنقل الصحيفة عن "عبد الحكيم" قوله: "لقد قبعْت خلف قضبان السجون 4 سنوات ونصف، وخلال هذه الفترة، جال بخاطري أن سجني هو موطني الطبيعي"، جاءت هذه الكلمات أثناء حوار خاص مع الإنترناشيونال هيرالد تريبيون، بعد أن ذهب الأسبوع الماضي للسويد للانضمام لأقاربه الذين ظن أنه لن يلقاهم مجددًَا.
"عبد الحكيم" يبلغ من العمر 33 عامًا، وينتمي لطائفة "الأويغور"، وهم مسلمون صينيون يتحدثون التركية ويدينون بالإسلام، ويشكلون واحدة من 56 عرقية في جمهورية الصين الشعبية، ويتركزون في منطقة تركستان الشرقية ذاتية الحكم (والتي تعرف باسم سنكيانغ أيضًا) ويتواجدون في بعض مناطق جنوب وسط الصين.
أُطلِق سراح "عبد الحكيم" العام الماضي، من معتقل جوانتانامو، مع 4 من زملائه من الأويغوريين، بعد أن برّأت الأمم المتحدة ساحتهم، وقالت إنهم ليسوا "إرهابيين". لكنه ورفاقه لم يستطيعوا العودة للصين؛ خوفًًا من اضطهاد الحكومة لهم إذا ما رجعوا، لذلك تم إرسالهم لألبانيا، وهو البلد الوحيد الذي يمكن أن يستقبلهم. لكن هؤلاء "الأويغوريين" وجدوا أنفسهم في عزلة، وبلا وظيفة في دولة لا يتكلم أحد أبنائها لغتهم.
ولم يجد "عبد الحكيم" أمامه بدًا من أن يقدم على المغامرة بقبول دعوة لحضور أحد مؤتمرات حقوق الإنسان في السويد، بل وتقدم بطلب، بعيد وصوله السويد في 20 نوفمبر الماضي، إلى الحكومة السويدية لمنحه حق اللجوء السياسي، حيث أن تأشيرة دخوله كانت تمنحه حق المكوث 4 أيام فقط. وكانت فرص الموافقة على طلبه ضئيلة، فتلك القضية تعتبر غريبة في تلك البلاد.
وفي هذا الإطار يقول "عبد الحكيم": "لقد ناضلنا لفترة طويلة، واليوم نشعر بسعادة غامرة لأننا والعائلة التقينا مجددًا". هذه الكلمات خرجت معبرة وهو يجلس بجوار أخته "كافسر"، وابنتها في شقة خارج العاصمة استوكهولم، حيث أخذ يسرد بهدوء معاناة عقد من الزمن انتهى به في أحضان العائلة.
ترك "عبد الحكيم" الصين في العام 1999، بعدما طفح الكيل من اضطهاد ومضايقات من السلطات الصينية، حيث ألقت الشرطة الصينية القبض عليه قبل ذلك بعامين، وعذبته، فقط بسبب اشتراكه في مظاهرة ضد سوء معاملة الأويغوريين في الصين.
وبعد قضاء عامه الأول كلاجئ في كيرجيستان، قرر "عبد الحكيم" الانتقال لتركيا برفقة أحد أصدقائه الأويغوريين، ويدعى "أبو بكر قاسم"، فالحكومة الصينية كانت تعيد الفارين من الإويغوريين قسرًا إليها، وتقوم بتعذيبهم، وفي بعض الأحيان، إعدامهم.
ففي الوثيقة العامة رقم (17/032/2004ASA ) ، الصادرة عن منظمة العفو الدولية بتاريخ 7 يوليو 2004، أكدت المنظمة أنه "منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة الأمريكية، تستخدم الحكومة الصينية "محاربة الإرهاب" ذريعة لزيادة قمعها لجميع أشكال المعارضة السياسية أو الدينية في الإقليم. حيث اعتقلت عشرات الآلاف من الأشخاص بهذه الحجة، في إقليم "زنجيانغ إويغور" الذي يتمتع بالاستقلال الذاتي ويقع شمال غرب الصين.
لكن الوصول إلى تركيا لم يكن بالأمر الهين بالنسبة لهذين اللاجئين، فقد اضطرا للسفر عبر باكستان وأفغانستان، وهي بالفعل وجهة غير آمنة خاصة عندما تكون في العام 2003 حيث بداية الحرب الأمريكية ضد حركة طالبان.
وفي أفغانستان انضموا لعدد من الأويغوريين اللاجئين، لكن قنبلة سقطت على رؤوسهم بأحد القرى الجبلية، وانفجرت في خيمتهم، أجبرتهم على الرحيل بسرعة متجهين لباكستان. لكنهم لم يلبثوا طويلاً إلا وتم اعتقالهم وتسليمهم للقوات الأمريكية مقابل 5 آلاف دولار ثمنًا للفرد الواحد.
تم نقلهم بعد ذلك مكبلين، ومغطاة رؤوسهم إلى أحد السجون في معسكر بكابول، حيث قبعوا خلف الأسوار لمدة 6 أشهر، قبل أن يتم نقلهم إلى الرعب الأكبر "معتقل جوانتانامو"، وبعد كل هذه المعاناة، والتنكيل اكتشف الأمريكان أنهم ليسوا "إرهابيين".
هذه المأساة اهتمت بها الصحيفة الدولية، رغم وجود الكثيرين ممن عانوا وعايشوا هذه المحن، لأن حالة "عبد الحكيم" تعتبر فريدة من نوعها؛ ففي الوقت الذي يعاني غيره من لون واحد من هذه المعاناة، اجتمع على هذا المسلم الصيني كل هذه الألوان من العذاب، فذاقه في شتى البلدان، وعلى يد كثير من الحكومات.
وهو الآن، بعد إطلاق سراحه من جوانتانامو، قد قرر الانضمام لما تبقى من أسرته في السويد، لكنه ما زال يعاني من فراق زوجه وأولاده، الذين مازالوا يعيشون في الصين، والذين لا يعرف هل سيقدر له لُقياهم مجددًا.http://www.iht.com/articles/2007/11/28/europe/detainee.php (http://www.iht.com/articles/2007/11/28/europe/detainee.php)

جرووووح السنين
12-12-2007, 04:17 AM
الله يعطيك العافيه

مشعل العصباني
12-21-2007, 02:04 AM
يعطيك العافية