المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصحابي زهير بن قيس البلوي (رضي الله عنه )



البراء
01-03-2008, 02:01 PM
من المراجع التاريخية التي دونت عن القائد زهير بن قيس وهي كثير ولكن نذكر هنا – تاريخ ابن خلدون حيث ورد مايلي:
زهير البلوي
هو زهير بن قيس البلوي نسبة إلى (بلى) قبيلة من قضاعة أبو شداد. أمير من القادة الشجعان. شهد فتح مصر تحت لواء عمرو بن العاص ثم استخلفه عقبة بن نافع على القيروان بعد أن أعاده يزيد بن معاوية إلى ولاية إفريقية سنة 62هـ , ولما قتل عقبة في حربه مع الروم وكسيله البربري - وكان قد أسلم ثم ارتد - زحف كسيله ومعه الروم إلى القيروان سنة 64هـ فخرج زهير من القيروان وأقام في برقة واحتل كسيله القيروان ولما تولى عبد الملك بن مروان الخلافة سنة 65هـ أمده بمقاتلين فتوجه بهم لقتال كسيله والروم والتقى الجمعان في موقع يدعى (ممش) وغلب المسلمون وانتصروا وانهزم الروم والبربر وقتل (كسيلة) وانكسرت شوكة البربر, وكانت هذه الوقعة من الوقائع الحاسمة. أرسل الروم جيشا من القسطنطينية وصقلية في مراكب إلى (برقة) على الساحل الإفريقي, فعاد زهير إليها وقاتلهم, فقتل زهير في المعركة وقتل معه كثير من أصحابه, وكانوا من أشراف الصحابة والتابعين.

وكذلك ورد في كتاب اسدالغابة في معرفة الصحابة مايلي:

زهير بن قيس البلوي


زهير بن قيس البلوي‏.‏ قال أبو نصر بن ماكولا‏:‏ يقال‏:‏ إن لهصحبة، وهو جد زاهر بن قيس بن زهير بن قيس، وكان زاهر ولي برقة لهشام بن عبدا لملك،وقبره ببرقة‏

واكتفي هنا بهذه المراجع مع التوضيح بان الكثير من كتب التاريخ الإسلامي قد ورد ذكر للقائد زهير بن قيس البلوي وخاصة فيما يتعلق بالفتوحات الاسلاميه في إفريقيا

ولكي يتضح الهدف من هذا الموضوع هو التوضيح الدقيق للنقاط التالية –
- الفترة التي استمر بها زهير بن قيس ومن تبعه من احفادة في الولاية في شمال إفريقيا
- التوضيح للمعركة التي استشهد بها وتحديد المكان

المحور الأول
الفترة التي استمر بها زهير بن قيس ومن تبعه من احفادة في ولاية شمال إفريقيا
كما هو موضحا في السابق انه عندما تم إعادة عقبة بن نافع لقيادة الجيش الإسلامي في إفريقيا عام 62هـ كان بداية تولي القائد زهير بن قيس حيث استخلفه عقبة بن نافع على القيروان كحاكماً وقائداً للإقليم
ومع استمرار الفتوحات واستشهاد الكثير من الصحابة وتوالي مقاليد ألخلافه حتى خلافة هشام بن عبدا لملك والذي استمرت حتى عام 105هـ والذي ورد في الكثير من المصادر بان حفيد القائد زهير بن قيس في فترة ولاية هشام بن عبدا لملك كان واليا على إقليم برقه وهو زاهر بن قيس بن زهير بن قيس البلوي
مما يعطي تأكيد بامتداد الزعامة لأبناء القائد زهير بن قيس في هذا الجزء من الدولة الامويه الاسلاميه

المحور الثاني
التوضيح للمعركة التي استشهد بها القائد زهير بن قيس وتحديد المكان
بداية لابد من التوضيح هنا بان ماذكر بأنه استشهد في برقه يقصد بها إقليم برقه ولم يتم تحديد المكان بشكل دقيق من خلال مادون عن زهير بن قيس البلوي حيث إن الصفة الشائعة هي للإقليم حسب ماذكر ولكي نكون أكثر دقه فان زهير بن قيس قد استشهد في مدينة – درنة – وهي من مدن الساحل الشرقي الليبي -بالقرب من الحدود المصرية الحالية –

ومن خلال التوضيح التالي لتاريخ مدينة درنة الليبية نكون قد وضحنا بعض من اللبس الذي قد يقع فيه البعض

لم يبرز اسم درنة في تاريخ الفتح الأول لأقطار المغرب ، إذ أن أهل برقة قد صالحوا قائد الفتح الأول ( عمرو بن العاص ) على جزية قدرها ثلاثة عشر ألف دينار ، يقدمونها لبيت المال في مصر كل عام .
ولقد ظل إقليم برقة منذ الفتح الأول إلى عهد ( عبد الله بن أبي سرح ) آمناً مطمئناً باقياً على عهده مع ولاة مصر ، باقياً مع عهده مع مصر ومكث فترة طويلة لا يدخله جابي خراج ، طبقاً لشروط الصلح ، التي عقدت مع عمرو بن العاص .
وفي الثلث الأخير من القرن الهجري الأول ، برز اسم درنة ، حيث استشهد القائد ( زهير بن قيس البلوي ورفاقه المجاهدون من الصحابة والتابعين ، ودفنوا جميعاً بدرنة .

استشهاد زهير بن قيس البلوي ورفاقه في مدينة درنة :
جاء ( زهير بن قيس البلوي ) إلى بلاد المغرب غازياً مجاهداً وأبلى في معارك الجهاد والفتح بلاءً حسناً ، وساهم في تلك الانتصارات الباهرة التي أحرزتها الجيوش الفاتحة ، بجانب ما اشتهر به من التقوى والورع ، وقد صحب عقبة بن نافع ( والي طرابلس وأفريقية ( تونس )) في غزواته ببلاد المغرب وعرف عقبة صدق زهير في جهاده وحسن بلاءه ، فجعله في مقدمة جيشه ولما استشهد عقبة سنة ( 63 هـ ) ، عزم زهير على مواصلة القتال وخالفه حنش بن عبد الله الصنعاني ، وكان من أصحاب الرأي والنفوذ في الجيش ، فعزم زهير على العودة إلى مصر بعد هذا الخلاف ، وتتبعه كثير من الناس غير انه لم يواصل رحيله إلى مصر ، فعرج بمن معه على إقليم برقة ، وأقام بها مرابطاً كما فعل ( عقبة بن نافع ) من قبل إذ أن الرباط باب من أبواب الجهاد .
هذا ولما وصلت أنباء مقتل عقبة وأصحابه إلى ( عبد الملك بن مروان ) استشار أهل الرأي فيمن يأخذ بثأر عقبة ، ويتولى قيادة الجيش من بعده ، فأشاروا عليه بأن ينتدب (زهير بن قيس ) ، إذ هو صاحب عقبة واعرف الناس بسيرته وأولاهم بأخذ ثأره ، وكتب عبد الملك بن مروان إلى زهير في برقة ، يأمره أن يتوجه إلى إفريقية ( تونس ) لقمع ثورة المرتدين والثأر لعقبة بن نافع ، وأمده بالمال والرجال .
خرج زهير على رأس جيش كبير ، حتى بلغ القيروان ( سنة 67 هـ ) وهناك التقى زهير بـ( كسيله ) وجيشه في معركة طاحنة ، أسفرت عن مقتل ( كسيله ) واندحار جيشه ، ودخل زهيراً مدينة القيروان ظافراً منتصراً ، ورأي فيها ملكاً عظيماً ورفاهية وبذخاً فخاف أن تميل نفسه إلى الحياة والترف والرفاهية ، أو أن تطمع إلى الحكم والولاية ، وهو إنما جاء للجهاد في سبيل الله ، ولما يبق أمامه إلا أن يرجع إلى ارض المشرق التي عاش فيها حياة الزهد والعبادة وقد رافقه في رجوعه جماعة من كبار المجاهدين .
وصادف أن أغارت سفن رومانية على شاطئ ( درنة ) وعاثت في المدينة قتلاً ونهباً وسبياً ، وتلقى زهير وأصحابه نبأ هذه الغارة وهم يسلكون طريق الصحراء الشرقية من برقة فلووا أعنة خيولهم نحو الساحل، ولما دنوا من المراكب المغيرة رآهم الأسرى الذين وقعوا في قبضة المغيرين ، وهم يقادون إلى المراكب مكرهين فاستغاثوا بهم ، فثارت حمية زهير ونادى أصحابه ، فنزلوا عليهم وهم العدد القليل ، واشتبكوا مع الروم المغيرين واستبسل زهير ورفاقه ، ولكن جموع الروم أحاطوا بهم من كل جانب فاستشهد زهير ورفاقه في ساحة المعركة الغير متكافئة ، وتمكن الروم من النجاة واقلعوا بمراكبهم يحملون الأسرى والغنائم ، ودفن زهير وصحبه في البقعة التي عرفت باسم ( جبانة الصحابة ) بمدينة درنة .
وقد برز من بين رفاق زهير الذين استشهدوا معه مجاهدان كبيران هما : ( عبد الله بن بر القيسي ) ، و ( أبو منصور الفارسي ) .
وقد شيدت ( بجبانة درنة ) ثلاثة أضرحة وهي ذات قباب من الطراز المعروف في بناء اضرحة الأولياء والصالحين ، الضريح الأول ( لزهير بن قيس ) ويقع على يسار الداخل ، يليه الضريح الثاني وهو ( لعبدالله بن بر القيسي ) ، والثالث ضريح ( أبي منصور الفارسي ) يقع على يمين الداخل ، وبابه لجهة الغرب ، وبين هذه الأضرحة الثلاثة في مواجهة الداخل مبنى يشبه الحجرة الصغيرة ، قد أقيم الثلاثة على مدخل المغارة ، التي دفن فيها بقية الشهداء من رفاق ( زهير بن قيس ) ويبلغ عددهم نحو ( سبعين ) على أصح الروايات ،

التعريف بهؤلاء الشهداء:

1- زهير بن قيس :
هو أبو شداد ، زهير بن قيس البلوي ، نسبة إلى ( بَلّى ) وهي فخذ من قضاعة ، ويسميه السكان ( سيدي زهيري ) ، ويترجم له الحافظ بن الأثير في كتابه ( أسد الغابة في معرفة الصحابة ) بقوله : ( زهير بن قيس البلوي ، قال أبو مأكولا ، : يقال إن له صحبة ، وهو جد زاهر بن قيس بن زهير بن قيس ، وكان زاهر والي برقة لهشام بن عبد الملك ، وقبره ببرقة ) ، وترجم له ابن حجر في كتابه ( الإصابة في تمييز الصحابة ) بقوله : ( زهير بن قيس البلوي ، قال ابن يونس يقال : إن له صحبة ، يكنى أبا شداد ، شهد فتح مصر وروي عن علقمة بن رمثة البلوي ، وروي عنه سويد بن قيس ، وقتله الروم ببرقة سنة ( 76 هـ ) .

2- أبو منصور الفارسي :
هو أبو منصور ، ولقبه ( الفارسي ) يدل على أن أصله من الفرس ، ويسميه السكان ( سيدي بومنصور ) ، وقد ترجم له الحافظ بن عبد البر ، كتابه ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب ) ترجمة موجزة قال : ( أبو منصور الفارسي ، له صحبة عند من ذكره من الصحابة ……… ) وترجم صاحب ( عالم الأيمان ) لأبي منصور الفارسي ، وعده فيمن دخل إفريقية ( تونس ) من صغار الصحابة ممن ولد في عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولم يره ، وذكر انه كان فقيهاً قارئاً للقرآن متفنناً في العلم … الخ ).

3- عبد الله بن بر القيسي :
يدل لقبه على انه من ( قيس عيلان ) أشهر القبائل المضرية .. ومن الراجح انه من التابعين

من خلال هذا يتضح بان القائد زهير بن قيس البلوي قد استشهد في مدينة درنة في ليبيا مع مجموعة من الصحابة والذي يقدر عددهم بسبعين شهيداً في معركة غير متكافئة من حيث العدد أقدموا على نجدت إخوانهم المسلمين الذين استغاثوا بهم من فلول الفرقة الرومانية التي كانت تتربص للمسلمين في كل فرصة يكون فيها جيش المسلمين في جبهة من جبهات القتال
حيث ان استنجاد المسلمين الاسراء في درنة عندما وصل لزهير بن قيس ومن معه من الصحابة العائدين من الجيش الإسلامي بعد انتهاء المعارك مع البربر جعل زهير ومن معه وبدافع المسؤولية الملقاة عليهم إنقاذ إخوانا لهم استغاثوا بهم وبدون ان يحسبوا للعدو حساباً من حيث تكافئ العدد والتمكن يدخلون في معركة مع عدواً يفوقهم عدداً بشكل كبير مما نتج عنه استشهاد زهير بن قيس وجميع من كان معه من الصحابة وبذلك فانه لتحديد مكان استشهاد القائد زهير بن قيس البلوي يكون في مدينة درنة في اقليم برقه

أبو ضحى
01-03-2008, 07:00 PM
أنا قرأت عنه في كتاب عن القبائل وكان هذا الكتاب يتكلم عن قبيلة بلي ولكن لا أتذكر أسم الكتاب
يقول : أن زهير بن قيس كان في طريقه الى الشام لمقابلة الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان
ليبشره بالنصر الذي حققه في شمال افريقيا وكان نائبا لموسى بن نصير=وهوفي طريقه الى الشام هاجمته سرية كانت تترصده في احى البلدات القريبة من ليبيا والله أعلم واستشهد هو ومن معه من صحبه الكرام /جمعناالله واياهم في الجنة = بارك الله فيك يا أخي

سلمان العرادي
01-12-2008, 06:59 PM
جزيت خير الجزاء لاطلاعنا على هذه السيره ..

المرور
02-07-2008, 07:44 PM
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء على طرح سيرة الصحابة عليهم رضوان الله