المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخوف من الفشل



أبو ضحى
01-27-2008, 10:24 PM
الخوف من الفشل

من ألوان الخوف وهو من أنواع الحيل النفسية، الخوف من الفشل:
فتجد الإنسان لا يقوم بأي عمل لماذا؟
قال أخاف أفشل.
لماذا مثلا لا تدرس؟
قال أخشى من الرسوب.
طيب أقترح عليك لو تقوم تلقي كلمة.
قال والله أخاف أخطئ في اللغة أو آتي بكلمة مضحكة فيسخر الناس مني ثم بعد ذلك لا أقوم أبدا ولا تقوم لي قائمة.
طيب..لماذا لا تفتح مؤسسة تجارية تستفيد منها وينتفع من ورائها المسلمون؟
قال والله أخاف من الخسارة.
إذا هذا الخوف إذا لاحق الإنسان سيمنعه من أي عمل.
وبناء عليه يجب أن تدرك أن أي عمل في الدنيا يتطلب قدرا من التضحية وقدرا من المغامرة.
فالعمل التجاري مثلا، خاصة إذا كان عملا مدروسا قد يفشل فعلا، لكن كم نسبة فشله؟
إذا كان مدروسا فقد تكون نسبة الفشل عشرة بالمائة، وهذه نسبة لا يلتفت إليها، ثم لو حصل الفشل، تصور ما النتيجة؟
ربما تخسر عشرة آلاف ريال، خمسة عشر ألف ريال، عشرين ألف ريال فقط وتستطيع أن تسددها، ليس الفشل معناه أنك خسرت الدنيا والآخرة مثلا.
ولذلك تفكر بقدر إمكانياتك، لا تفكر تفكيرا خياليا.
طيب.. الكلمة التي نطالبك أن تتكلم بها أمام الناس أو تلقي موعظة، تقول يمكن أخطئ.
إذا أخطأت كان ماذا؟ سأستحي وأخجل.
ممكن وصحيح، لكن هذا الخجل ستنساه خلال يوم أو يومين، وتمتنع عن الكلمة أسبوع، وفي الأسبوع الثاني ربما تكرر المحاولة ولا تعود إلى الفشل بأذن الله تعالى.
ومع ذلك نحن نقول ينبغي أن تحتاط وتضبط الكلام وتعده إعدادا جيدا وحتى تطمئن إن شاء الله أنك لن تخطئ، وإن كان خطأ فهو خطأ يسير ممكن أن يحتمل، مثل أن يكون خطأ في اللغة فقط.
طيّب.. حتى لو تصورت السباحة مثلا، كم واحد لا يجيد السباحة؟
لماذا؟.. عملية بسيطة لا تحتاج إلى جهود ولا إلى تعب، الحيوانات تسبح تلقائيا إذا وضعت في الماء.
لكن تجد الإنسان لأنه تعلم الخوف، فتجده يخاف ولا يسبح أحيانا، لماذا؟
لأنه عنده عقدة الخوف، أخاف من الغرق.
وبهذه العقدة توقفه عن أي عمل إيجابي ومثمر.
إذا لابد أن تعمل أعمال الخير، بل حتى أعمال الدنيا المطلوبة منك باجتهادك، ولئن تعمل باجتهاد ويتبين لك في ما بعد أن هذا الاجتهاد مرجوح خير من أن تقعد.
يعني الذي يعمل ويخطئ أحب إلينا من الذي لا يعمل أصلا.
فكونك تأمر بالمعروف ثم اكتشفت الحقيقة أنك المرة هذه أغلظت في الأمر بالمعروف، أنت أحب إلينا من إنسان لم يأمر، خاصة إذا كان الإغلاظ بقدر معقول، لماذا ؟
لأنك استفدت درسا من الإغلاظ هذه المرة، فالمرة الثانية إن شاء الله سوف تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بالحسنى والحكمة والكلمة الطيبة ولن تغلظ إلى أحد بقول أو فعل.
لكن ذلك الإنسان الذي لم يأمر بمعروف ولم ينهى عن منكر هو قد قصر في أصل الواجب.
وأنت مطالب بأن تعمل وتصحح وتواصل، لا تقف عند الخطأ، صحح الخطأ وواصل.
ولو تأملت القرآن والحديث لوجدت أن ترك العمل خوف الفشل من سمات المنافقين، وإياك أن تكون منهم.

(الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا).
خضنا معركة وقتل منا من قتل، فجاء واحد وقال:
قتلوا هؤلاء، يا أخي نزفت دماء.
هؤلاء لو أطاعونا وجلسوا في بيوتهم ما قتلوا.
(قل فأدروا عن أنفسكم الموت).
من لم يمت بالسيف مات بغيره، قتل هؤلاء في معركة شهداء في سبيل الله.
طيّب.. كم يموت ويقتل في سبيل الطاغوت ؟
كم يقتل في سبيل الدنيا ؟
كم يقتل من مهربي المخدرات ؟
كم يقتل من اللصوص، كم يقتل.. وكم يقتل ؟

أعداد غفيرة من الناس.
طيّب..كم يموت بالمرض ؟

كم يموت بالجوع والعطش والعري والبرد والحر ؟
أعداد غفيرة من الناس، فلماذا تستكثر أن يموت في سبيل الإسلام بضعة أشخاص أو مئات أو ألوف، ولا تستكثر أن يموتوا في سبيل الدنيا، الموت أمر طبيعي، ومن لم يمت بالسيف مات بغيره.

(لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا).
يقولون نحن ما كان رأينا الخروج في المعركة، كان رأينا نجلس في المدينة.
فلو كان الرسول (عليه السلام) استشارنا ما قتلنا ها هنا.

( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم).
إذا المؤمن بالقضاء والقدر ما يأتي دائما وأبدا لو.. لو.
ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال في نفس حديث أبي هريرة الذي سقته أولا:
(ولا تعجز) لاحظ قرن بين هذا وهذا قال ولا تعجز فنهاك نهي عن العجز، من أسباب العجز الخوف من الفشل، أن تقول لا أفعل أخاف، ولهذا قال:
(وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل قدّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح حمل الشيطان).
المصدر/من محاضرة /الشيخ سليمان العودة

سلمان العرادي
01-28-2008, 12:12 AM
بارك الله فيك يابو ضحى على هذا الطرح ..

احمد الهرفي
01-28-2008, 12:39 AM
مشكور اخوي ويعطيك العافيه

مشعل العصباني
01-28-2008, 01:05 AM
ابو ضحى



الف شكر يالغالي

يوسف صالح العرادي
01-28-2008, 02:20 PM
الله يعطيك العافيه

المرور
01-28-2008, 07:36 PM
بارك الله فيك يابو ضحى على هذا الطرح