المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقامة الحب



سليم الجذلي
01-29-2008, 11:37 PM
مقـامَــــة الــحــبّ
( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ )
ومن عجب أني أحن إليهمو
وتطلبهم عيني وهم في سوادها

فأسأل عنهم من لقيت وهم معي
ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي

الحب على المحبين فرض ، وبه قامت السموات والأرض ، من لم يدخل جنة الحب ، لن ينال القرب ، بالحب عُبد الرب ، وتُرك الذنب ، وهان الخطب ، واحتمل الكرب .
عقل بلا حب لا يفكر ، وعين بلا حب لا تبصر ، وسماء بلا حب لا تمطر ، وروض بلا حب لا يزهر ، وسفينة بلا حب لا تبحر .
بالحب تتآلف المجرة ، وبالحب تدوم المسرة ، بالحب ترتسم على الثغر البسمة ، وتنطلق من الفجر النسمة ، وتشدو الطيور بالنغمة ، أرض بلا حب صحراء ، وحديقة بلا حب جرداء ، ومقلة بلا حب عمياء ، وأذن بلا حب صماء
بالحبِّ تُرضعُ الأم وليدَها ، وتروم الناقة وحيدَها . بالحب يقع الوفاق ، والضم والعناق ، وبالحب يعم السلام ، والمودّة والوئام .
الحب هو بسِاط القربى بين الأحباب ، وهو سياج المودة بين الأصحاب . بالحب يفهم الطلاب كلام المعلم ، وبالحب يسير الجيش وراء القائد ويتقدم ، وبالحب تذعن الرعيّة ، ويعمل بالأحكام الشرعية ، تصان الحرمات ، وتقدس القربات .
بيت لا يقوم على الحب مهدوم ، جيش لا يحمل الحب مهزوم . لكن أعظم الحب وأجلّه ، ما جاءت به الملّة ، أجمل كلمة في الحب قول الرب : ) يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ( . فلا تطلب حباً دونه .
أحب امرؤ القيس فتاة ، وأحب أبو جهل العزى ومناة ، وأحب قارون الذهب ، وأحب الرئاسة أبو لهب ، فأفلسوا جميعا ، لأنهم أخطؤوا خطأً شنيعا .
أما حب بلال بن رباح ، فهو البر والصلاح . سحب على الرمضاء ، فنادى رب الأرض والسماء ، انبعث من قلب المحب أَحدٌ أَحد ، لأن في القلب إيماناً كجبل أُحد .

إذا كان حب الهائمين من الورى
فماذا عسى أن يصنع الهائم الذي

بليلى وسلمى يسلب اللب والعقلا
سرى قلبُه شوقاً إلى العالم الأعلى

مهر الجنة عند بلال السنة ، ركعتان ودمعتان . الحب لا يعترف بالألوان ولا بالأوطان ، والدليل بلال وسلمان ، بلال أبيض القلب أسود البشرة ، فصار بالحب مع البررة ، وأبو لهب بالبغض ليس من أهل البيت ، وسلمان نال بالحب جائزة سلمان منا أهل البيت .
دعني من حب مجنون ليلى ، ومحبوب سلمى ، ومعشوق عفرا ، فلطالما لطخت بأشعارهم الطروس ، وضاقت بأخبارهم النفوس ، وخدعت بقصائدهم الأجيال ، واتبعهم الضلال .
حدثني عن أنباء الأنبياء ، وهم من أجل حب الرب يهجرون الآباء والأبناء .
فإبراهيم يتبرأ من أبيه ، ونوح من بنيه ، وامرأة فرعون تلغي بنفسها عقد النكاح ، لأن البقاء مع الكافر سفاح .
االمصدر::
إشرقات (مقامات الحب) الدكتور عائض القرني،،

فالح عايض السميري
01-30-2008, 07:25 AM
اخي سليم الجذلي
موضوع جميل اسأل الله لك محبته ومحبة خلقه وفقك الله

سلمان العرادي
01-31-2008, 02:00 PM
جزاك الله خير على هذا الطرح ..

المرور
01-31-2008, 06:28 PM
الف شكر اخى على الموضوع وبارك الله فيكم