المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحريم احتقار المسلمين و السخرية منهم



ممدوح عبدالله البلوي
07-06-2004, 11:36 AM
تحريم احتقار المسلمين و السخرية منهم

قال الله تعالى : الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات و الذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم و لهم عذاب أليم و قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ، و لا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ، و لا تلمزوا أنفسكم و لا تنابزوا بالألقاب الآية ، و قال تعالى : ويل لكل همزة لمزة .
و أما الأحاديث الصحيحة في هذا الباب فأكثر من أن تحصر ، و إجماع الأمة منعقد على تحريم ذلك ، و الله أعلم .

في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تحاسدوا و لا تناجشوا و لا تباغضوا و لا تدابروا و لا يبع بعضكم على بعض و كونوا عباد الله إخواناً ، المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يخذله و لا يحقره ، التقوى هاهنا ـ و يشير إلى صدره ثلاث مرات ـ بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم : كل المسلم على المسلم حرام : دمه و ماله و عرضه .
قلت : ما أعظم نفع هذا الحديث و أكثر فوائده لمن تدبره .

في صحيح مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً و نعله حسنة ، قال : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق و غمط الناس .
قلت : بطر الحق بفتح الباء و الطاء المهملة و هو دفعه و إبطاله ، و غمط بفتح الغين المعجمة و إسكان الميم و آخره طاء مهملة ، و يروى غمص بالصاد المهملة و معناهما واحد و هو الاحتقار ، و لا حول و لا قوة إلا بالله .

ممدوح عبدالله البلوي
07-06-2004, 12:33 PM
لعن المسلم المصون حرام بإجماع المسلمين

و يجوز لعن أصحاب الأوصاف المذمومة كقولك : لعن الله الظالمين ، لعن الله الكافرين ، لعن الله اليهود و النصارى ، و لعن الله الفاسقين ، لعن الله المصورين ، و نحو ذلك ، كما تقدم في الفصل السابق .
و أما لعن الإنسان بعينه ممن اتصف بشيء من المعاصي كيهودي أو نصراني أو ظالم أو زان أو مقصور أو فاسق أو سارق أو آكل ربا ، فظواهر الأحاديث أنه ليس بحرام . و أشار الغزالي إلى تحريمه إلا في حق من علمنا أنه مات على الكفر كأبي لهب و أبي جهل و فرعون و هامان و أشباههم .
قال : لأن اللعن هو الإبعاد عن رحمة الله تعالى ، و ما ندري ما يختم به بهذا الفاسق أو الكافر .
قال : و أما الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بأعيانهم فيجوز أنه علم موتهم على الكفر .
قال : و يقرب من اللعن الدعاء على الإنسان بالشر حتى الدعاء على الظالم كقوله الإنسان لا أصح الله جسمه ، و لا سلمه الله ، و ما جرى مجراه . و كل ذلك مذموم ، و كذلك لعن جميع الحيوانات و الجماد فكله مذموم .
فصل : حكى أبو جعفر النحاس عن بعض العلماء أنه قال : إذا لعن الإنسان ما لا يستحق اللعن ، فليبادر بقوله : إلا أن يكون لا يستحق .