المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلاصة الكتب المميزة



بلي العزيزة
03-11-2008, 09:48 PM
لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد




في عصرنا الحالي ظهر العديد من الأمراض و الفيروسات الخبيثة مثل الكوليرا والسل التي تصيب جسم الإنسان وربما تودي بحياة الشخص المريض إذا لم يعالج منها علاجا كاملا أو يحتاط لها بسبل الوقاية اللازمة.

ولكن هناك عدة أنواع من الأمراض والفيروسات الخبيثة التي قد تلحق ضررا بالغا بمجمل الكيفية والأساليب التي يدير بها كل إنسان وقته وتعتبر المماطلة أو التسويف واختلاق الأعذار من أكثر هذه الأمراض خطورة بل وتعد العدو الأول لإدارة وتنظيم الوقت، الحقيقة أن لا أحد يحب المماطلة و اختلاق الأعذار فهو وباء على حياتهم ، فما هو التسويف ؟ ولماذا نماطل؟ وكيف نتوقف عن اختلاق الأعذار؟

ما هي المماطلة ؟

كلمة تصف واحد من أكثر الأمراض المنتشرة التي عرفتها الإنسانية وهي واحدة من أكثر العادات مكرا و غدرا.
وإذا قمنا بتعريف المماطلة فسنجدها هي أن تقوم بمهمة ذات أولوية منخفضة بدلا من أن تنجز مهمتك ذات الأولوية العالية أو الميل لتأجيل وأداء المهام و المشروعات وكل شي حتى الغد أو بعده بقليل وفي مرحلتها النهائية عن طريق اختلاق الأعذار، ونظرا لأنه يتم تأجيل كل شيء فإنه لا يتم أداء أي شيء ، وأن تم أداءه فإنه سيجيء مبتورا وناقصا وغير مكتمل ، مثلا تتناول كوبا أخر من الشاي بدلا من أن تعود إلى عملك أو مذاكرتك بالتعذر بأنك محتاج إلى كوب أخر حتى تستعيد انتباهك،تجلس لمشاهدة التلفاز بينما ينبغي عليك الذهاب لإنجاز أحد أهم أنشطتك وتتعذر بأن هناك متسع من الوقت لإنجاز ما نريد فيما بعد… وعقب فترة الحضانة تلك بمدة قصيرة للغاية يبدأ الفيروس التسويف في الانتشار ويبدأ الإنسان ينتقل من أزمة لأخرى وتكون المحصلة عدم إنجاز أو إتمام أي شيء بالكفاءة والدقة المطلوبتين .

هل أنت مماطل؟

لتحديد ما إذا كنت قد أصبت بمرض المماطلة أم لا…نطرح عليك بعض الأسئلة التالية التي تحدد الإجابات عليها درجة خطورة المرض واستفحاله:
· هل أنا من أولئك الأشخاص الذين يخترعون الأسباب أو يجدون الأعذار لتأجيل العمل؟
· هل أكون محتاجا دائما للعمل تحت ضغوط شديد لكي أكون كفء ومنتجا؟
· هل أتجاهل اتخاذ تدابير صارمة لمنع تأجيل أو تأخير إنجاز أي مشروع؟
· هل أفشل في السيطرة على المشكلات غير ذات العلاقة بالمهمة والمعوقات الأخرى التي تمنع استكمال المهمة؟
· هل أشعر أحيانا بأنني لا أهتم بإنجاز العمل.
· هل أكلف الزملاء بأداء عمل من الأعمال التي لا تروق لي؟
· هل أترك المجال للمواقف السيئة حتى تستفحل بدلا من التصدي للمشكلة في الوقت المناسب؟
إن غلبت الإجابة على هذه الأسئلة بكلمة(دائما) فإن الفيروس سيكون قد انتشر في كل أنحاء الجسد وأن كانت الإجابات الغالبة هي (بعض الأحيان )فلا يزال هناك متسع من الوقت لتناول الدواء الشافي أما إن غلبت الإجابة بكلمة(قليلا) فإن الفيروس لا يزال يمر ببدايات فترة الحضانة ،ولكن ومهما كانت الإجابات ستجد كل منا يماطل في هذا الجانب أو ذاك ، وذلك لسبب بسيط هو أن معظم البشر يماطلون أيضا ، فعلى سبيل المثال هناك العديد من المديرين الذين يستعدون لاجتماعات مهمة في لحظة أو قبل دقائق قليلة من موعد الاجتماعات وأيضا يوجد العديد من الطلاب وتلاميذ المدارس ممن لا يعكفون على استذكار دروسهم إلا خلال الليلة التي تسبق الامتحان النهائي ، يتقدم البعض لشغل وظيفة من الوظائف بعد انتهاء موعد التقديم ، إن كل هذه الأمثلة تعد نماذج من أشكال المماطلة واللامبالاة المتعددة.

صفات المماطلون و اللامبالون:
يتسم المماطلون بصفات سلبية عدة من أهمها:

· أنهم يرغبون في فعل شيء ما بل ويتخذون قرارا بهذا الشأن.
· عادة ينتهي بهم الأمر لعدم أداء أي شيء لأنهم لم يتابعوا تنفيذ قراراتهم.
· يدركون ولو جزئيا النتائج السلبية لعدم قيامهم بتنفيذ قراراتهم أي أنهم يعانون.
· يمتلكون مواهب عالية لاختراع الأعذار لعدم إنجاز ما كان يجب عليهم إنجازه، وذلك في محاولة لكبت ما يسمونه بتأنيب الضمير.
· يغضبون بسرعة ويتخذون قرارات جديدة.
· لا ينفذون هذه القرارات الجديدة أيضا وبهذا يماطلون أكثر.
· يستمرون في تكرار الأشياء نفسها ويسيرون في الدائرة ذاتها حتى تنشأ أزمة لا يستطيعون حلها ومن ثم لا يجدون أمامهم إلا خيار واحدا وهو إنجاز ما بدءوه.
إن أسوأ ما في المماطلة والتسويف هو تحويلها لنمط من الحياة قد لا نشعر به و ذلك بسبب تحويلها إلى عادة إلا أنها بكل أسف عادة سلبية لا تؤدي إلا لمزيد من الضغوط والمشكلات والصعوبات.
أعراض التسويف أو المماطلة:
يمكن توقع ومنع ومحاربة المماطلة وذلك بتطبيق آليات عده، هناك سلوكيات و أفعال تكون أعراض لمرض المماطلة والتي يجب أن تنتبه إليها دائما وتتفاداها:
· ترك العنان للتفكير بحيث تأخذنا الأحلام أو الذكريات بعيدا عن العمل أو المذاكرة مثل التفكير في الإجازة، أو استرجاع ذكريات سابقة..أو التفكير بالنوم.
· الاستجابة طواعية للعوائق التي تحول دون إنجاز العمل مثل سيل المحادثات التلفونية اليومية، الزيارات المتكررة التي يقوم بها الأهل و الأصدقاء نتيجة لعدم تحديد موعد مسبق، متابعة التلفاز لفترات طويلة..قد يحدث أحيانا أننا لا نترك هذه المعوقات تحدث فحسب بل قد نشعر بالسعادة لوقوعها أحيانا لأنها تأخذنا بعيدا عن عناء العمل والواجبات المدرسية الأمر الذي قد يؤدي إلى تزايد الارتياح النفسي لمثل هذه المعوقات والوقوع تحت سيطرتها.
· قضاء فترات طويلة في تناول القهوة والشاي أو وجبة الغداء أو الذهاب في مشوار طويل يستغرق كثيرا من الوقت.
· تركيز الاهتمام على إنجاز الأعمال الثانوية و الغير مهمة بدلا من التركيز على ما يجب إنجازه فقط.
· قضاء وقت طويل لإنجاز مهمة بسيطة لا تستدعي كل ذلك الوقت.
· الخوف من الفشل يكون أحيان أحد الأسباب التي تدفع الفرد إلي المماطلة.
الخوف من الفشل:
الخوف هو أكثر الأعراض وضوحا وأكثرها تكرارا ويساعد على التفشي السريع لفيروس المماطلة وعندما لا ينجز الإنسان عمله أو يقوم بتأجيله يوما بعد أخر فإنه يسعى في واقع الأمر لحماية نفسه وإذا لم يحاول فإنه وبكل وضوح لن يفشل إلا أنه في الوقت ذاته لن يتمكن من إحراز أي نجاح ويجب ألا يغيب هذا عن بالنا ولو للحظة واحدة.
إن الفشل في مواقف سابقة لا يعني أننا سوف نفشل مرة أخرى، فإن الحياة تتغير دائما ويجب النظر إلى الأخطاء السابقة كمصادر مهمة لمعلومات في غاية الثراء، وعليه يجب أن نتذكر القول المأثور:" لا خوف ولا خجل من عثرة الحجر" إن المخيف والمخجل هو التحرك أو التعثر على الحجر نفسه مرتين.
الأضرار الحقيقية للمماطلة:
· من أكثر مضيعات الوقت خطورة.
· يخرج خطتك عن مسارها.
· يراكم العمل.
· قد يحرمك من النجاح ، حيث أننا غالبا ما نؤجل الأعمال الصعبة..المتعبة..غير محببة والثقيلة على النفس.
والآن ربما نتساءل ما الذي يدفعنا للمماطلة واختلاق الأعذار بعد كل هذه الأضرار المترتبة عليه..ما الذي يدفعنا إلى تأجيل الأمور المهمة والتي يمكن أن تحدث تغيير في حياتنا ..مثلا لما لا نذاكر ونحن تعرف أن دخول الجامعة يتطلب تقدير عاليا وذلك مع رغبتنا في دخولها …!!
لماذا نماطل وتختلق الأعذار؟؟
هناك أسباب كثيرة تدفعنا لذلك منها:
· الكسل : حين تقول لنفسك :" أنا الآن غير مستعد لإنجاز هذا العمل " ، إذن لماذا لا أؤجله؟؟؟
· الأعمال الغير محببة تدفع الإنسان إلى التأجيل وهو السبب الأكثر شيوعا.
· الخوف من المجهول،إننا نعتبر كل مهمة نكلف بها من المجهول، إذا لم نبدأ بها فإذا بدأنا بها زال الخوف.
· انتظار ساعة الصفاء و الإبداع وهي لا تأتي وحدها يجب أن نبدأ ونبحث عنها
· الأعمال الصعبة والكبيرة تشجع الإنسان المماطل على تركها ريثما يتاح وقت أطول لإنجازها.
· التردد والرغبة الملحة في أن يكون الشخص مصيبا دائما.
· >الخوف من أن تخطئ .
· البحث عن الإنجاز المطلق والأمثل..والذي لن يتحقق .
كيف نقضي على المماطلة والتسويف:
أهمية وضع الأهداف:
أسهل طريقة لمعالجة المماطلة هي ألا ندعها تبدأ من الأساس ولكن ماذا نفعل إذا تسللت إلى حياتنا؟إن الأشخاص الناجحين في حياتهم هم ممن يتحدثون بوضوح وبساطة عن أهدافهم وبذلك تكون أهدافهم قابلة للتحقيق بأسرع ما يمكن لأنهم قد حددوا أهدافهم بطريقة دقيقة متسلسلة ومقسمة إلى أجزاء، مما يجعل عملية إنجاز أهدافهم تسير بأسرع مما نتصور .
لكي نحدد أهدافنا بشكل قاطع ونهائي يجب النظر في هذه الأسئلة.
· ما هي أهدافنا؟ مثال على ذلك "أنا أريد أن أحصل على مجموع عالي لأستطيع الالتحاق بالجامعة وبالتخصص الذي أريد وهو هندسة الحاسب الآلي".
· هل نرغب حقيقة في تحقيقها؟…"هل أنا جاد في رغبتي في الحصول على معدل عالي؟".
· ما هو الزمن الذي ينبغي أن نستغرقه كل يوم أو كل أسبوع لتحقيق أهدافنا؟" كم ساعة أضعها لدراسة المواد وحل الواجبات".
· هل نحن جديرون بتحقيق أهدافنا؟…" هل أنا قادر على العمل لتحقيق هذا الهدف؟ هل أنا أستطيع المثابرة على متابعة دروسي لأحصل على نجاح بتفوق؟" وتذكر أنك تمتلك قدرات على تحقيق أهدافك أكثر مما تظن و تتوقع .
· هل تساورنا مخاوف أو قلق أو تناقضات تتعلق تحقيق جزء من خطتنا للوصول إلى أهدافنا؟…" هناك بعض المسائل الرياضية أو الفيزيائية… لم أفهمها.أنا لدي خوف شديد وأتعرض للقلق من قاعة الامتحان….والداي يريدان أن أدخل كلية الطب".
· ما هي أكبر العقبات في رأينا التي تحول دون تحقيق أهدافنا؟..وهي تختلف من شخص لأخر وغالبا ما تكون عقبات داخلية نابعة من الشخص نفسه أو من داخل المؤسسة.
· هل نحن على استعداد لبذل كل ما لدينا من طاقة ومقدرة لتجاوز هذه العقبة؟ إذا كانت الإجابة بلا… فلنطرح السؤال التالي ..هل أرغب حقيقة في الوصول لهذا الهدف؟ وإن كانت الإجابة مرة أخرى بلا أيضا فإننا ننصح عندها بعدم تضييع أي وقت وأن تختار هدفا أخر …مثال على ذلك تحدث أحيانا بأننا نختار الهدف الأفضل والمثالي وليس الهدف المناسب لقدرات الشخص أو المؤسسة…واختيارنا لهدف أخر ليس مشروعا فحسب بل في غاية الذكاء طالما سيوفر الوقت والجهد..فيجب أن نشرع في العمل على الفور.

اقضي على المماطلة:

بعد أن وضعنا أهدافنا يجب أن نفكر رأسا في التنفيذ ..وهنا تظهر قدرة الإنسان على اختلاق وتأليف الأعذار ..وأسوأ ما تتميز به عملية اختلاق الأعذار هو أننا وعند لحظة اختلاق العذر نبدأ في الاقتناع بأنه حقيقي، إنها آلية دفاع طبيعية وتلقائية عن النفس تحمي عشقنا لذواتنا خاصة عندما تحركنا القوة الدافعة وتأمرنا لأن نكون مثالين، كما أن عقلنا الباطن يبدع ويتفنن في اختلاق الأعذار وبمهارة فائقة.، كيف يمكننا أن نتخلص من عملية اختلاق الأعذار؟؟

· وضع وقت محدد للإنهاء من كل مهمة.
· خذ على نفسك عهدا وقل لنفسك لن أختلق الأعذار لتأجيل الأعمال .
· تعاهد مع نفسك بأنك لن تقوم – من مكانك ــ حتى تنتهي من الجزء الذي قررت أن تنهيه لهذا اليوم.
· اكتب قائمة بالأشياء التي تؤجلها دائما …حلل هذه القائمة..لاحظ وجود نمط معين من هذه الأعمال.
· شجع نفسك واسألها ..ما المشكلات التي سوف أسببها لنفسي حين أؤجل هذا العمل؟ أكتب تلك المشكلات في قائمة ..الآن هل تريد فعلا أن تعيش وسط كل هذه المشكلات؟..اجعل لنفسك حافز يدفعك لإنجاز هدفك ..أعد لنفسك مكافأة عند الانتهاء من العمل ــ مثلاــ كإجازة خاصة إضافية ، أي شيء أنت نحبه.
أفضل طريقة للتعامل مع المهام التي تؤجلها دائما هي أن تبدأ بها فورا، أخير لا تتردد وتذكر أن إنجاز مهام عديدة جيدة خير من محاولة إنجاز مهمة واحدة مثالية…..تذكر أيضا حكمة" لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد إلى الغد"…فابدأ العمل الآن، وأنجز العمل.

بلي العزيزة
03-11-2008, 09:55 PM
لا تحزن ما دمت مؤمناً بالله




المقدمة :

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، هادي البشرية ومنقذ الإنسانية، وعلى اله وصحابته الذين حملوا لواء الدعوة إلى الله فرفعوا راية الإسلام خفاقة في المشرق والمغرب حتى علت كلمة الله، وعلى من اهتدى بهديه واستن بسنته ودعا بدعوته إلى يوم الدين.

أما بعد:

هذا الكتاب إلى كل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، إلى القلب الذي ينزف دما ويبحث عن الطمأنينة، إلى العين التي تسكب الدمع وتبحث عن السكينة، إلى دعاة الصلاح والفلاح والنجاح إن أعظم أسباب السعادة والهدوء والسكينة وانشراح الصدر : فتح باب الأمل والتفاؤل والفرج ؛ ولا يكون إلا بتحقيق الإيمان بالله رب العالمين والعمل الصالح ، وفي هذين العنصرين تكمن السعادة في الحياة الدنيا والآخرة.



( لا تحزن واعرف هذه الحقيقة )

لقد خلق الله الإنسان لحياة خالدة باقية ، وان الدنيا هي دار عبور وممر لتلك الدار الباقية، هذه الحقيقة حين تستقر في نفس المؤمنة وفي قلب المؤمن الموصول بالله يصاحبه الشعور بالمسؤولية عن كل يفعل أو يترك.



(لا تحزن لان الأعمال بالخواتيم)

عن أبي عتبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أراد الله بعبد خيرا عسله؟ قالوا: وما عسله؟ قال: يوقفه لعمل صالح ثم يقبضه عليه)
وهؤلاء منهم من يوقظ قبل موته بمدة يتمكن فيها من التزود بعمل صالح سيختم بها عمره.



( لا تحزن ما دام بيتك ممتلئا سعادة ونورا )

أخي الحبيب هل تأملت ، هذه هي حياتهم ، لكنهم يشعرون أن بيتهم قد امتلأ سعادة وحبورا ونورا وسرورا ، إن قلوبهم تعيش البادئ الحقة التي بعث بها الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولان الدنيا كانت في أيديهم ولم تكن في قلوبهم.

أين سعادة قارون ، وفرح وسرور وسكينة هامان فالأول مدفون والثاني ملعون . بل إن السعادة كانت عند بلال وسلمان وعمار .(أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عنهم سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون ).



( لا تحزن لأنك في خير مادمت تتكلم بأحسن الكلام )

لا احد أحسن كلاما وطريقا وحالا ممن دعا الناس إلى طاعة الله وطاعة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وذالك بتعليم جاهلهم ووعظ غافلهم ونصح معرضهم ، ومجادلة مبطلهم، بالأمر بعبادة الله بجميع أنواعها .



( لا تحزن ما دمت تحب للمؤمنين ما تحب لنفسك)

ينبغي للمؤمن أن يحب للمؤمنين ما تحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، فان رأى من أخيه المسلم نقصا في دينه اجتهد في إصلاحه، فلا يكون المؤمن مؤمنا حقا حتى يرضى للناس ما يرضاه لنفسه.


( لا تحزن ما دمت مستجيبا لله وللرسول ( صلى الله عليه وسلم )

قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله ولرسوله إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وانه إليه تحشرون )

فالحياة الحقيقة الطيبة : هي حياة من استجاب لله ورسوله ظاهرا وباطنا ؛ فهولاء هم الأحياء وان ماتوا ، وغيرهم أموات وان كانوا إحياء الأبدان ولهذا كان أكمل الناس حياة اكلمهم استجابة لدعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم )فان كل ما دعا إليه ففيه الحياة .



( لا تحزن واستعن بالله ولا تعجز )

عن أبي هريرة( رضي الله عنه ) قال: قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فان لو تفتح عمل الشيطان)
ولذالك تجد الناس يسخطون من القضاء والقدر لأنه عجزة لا يقومون بما طلب الله منهم،أما المؤمن الصادق: فموقفه من القضاء والقدر يدور حول مقامات:

أن يؤمن انه من عند الله
أن يشكر الله على النعمة
أن يحمد الله



(لا تحزن واعلم أثقل ما يوضع في الميزان)

عن أبي سعيد ألخدري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (قال موسى : يارب علمني شيئا أذكرك به ، وادعوك به؟ قال : قل يا موسى، لا اله إلا الله قال: يارب كل عبادك يقول هذا قال: قل: لا اله إلا الله ، قال: إنما أريد شيئا تخصني به، قال: يا موسى: لو أن أهل السماوات السبع والارضين السبع في كفة ولا اله إلا الله في كفة مالت بهم لا اله إلا الله).



(لا تحزن لان البلاء في صالحك )

اعلم أن البلاء والأمراض وغيرها من المؤذيات التي تصيب المؤمن ويصبر عليها تكون سببا لتطهيره من الذنوب ولذلك جاء في حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) ما يؤكد ذلك .
عن أبي سعيد وأبي هريرة (رضي الله عنهما) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:( ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولاحزن ولااذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)

بلي العزيزة
03-11-2008, 09:57 PM
كيف نستعد ليوم الرحيل)
فالاستعداد ليوم الرحيل يكون بالإعمال الصالحة ،يكون بالصلاة يكون بالصيام، يكون بقراءة القران يكون بالصدقة، يكون بالجهاد في سبيل الله، يكون بحج بيت الله الحرام، يكون بقيام الليل يكون بالذكر والتسبيح والتحميد والدعوة إلى الله............الخ



(لا تحزن مادمت تعيش لله)

وهو أن يكون العبد بين يدي الله كالميت بين يدي الغاسل، يقلبه كيف أراد، لا يكون له حركة ولا تدبير، فالاستسلام كتسليم العبد الذليل نفسه لسيده، وانقياده له وترك منازعات نفسه وإرادتها مع سيده والله اعلم.



(لا تحزن واحرص على الاستغفار فان له ثمارا)

يقول الله تعالى: (استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا )
ومن ثمرات الاستغفار:
1ـ المغفرة .
2ـ والغيث.
3ـ وإمداد الله للمستغفر بالأموال.
4ـ وإمداد له بالبنيين.



(لا تحزن فان طريق الرسول (ص) أعظم طريق)

إن طريق الرسول (ص) أعظم طريق ومعنى ذلك: إن الله أكرم هذه الأمة الإسلامية وشرفها إن أشركها مع رسوله الكريم في هذه الطريق، وهي الدعوة إلى الله هذا سبيله وهذا طريقه كما قال الله تعالى: (قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)



( لا تحزن لان الدنيا لا تستحق الحزن)

مسكين من اطمأن ورضي بدار حلالها حساب، وحرامها عقاب، أن أخذه من حلال حوسب عليه، وان أخذه من حرام عذب به، ومن استغنى في الدنيا فتن، ومن افتقر فيها حزن، ومن أحبها أذلته، ومن التفت إليها ونظرها أعمته.



(لا تحزن وفرغ خاطرك لما أمرت به)

ولا تشغله بما ضمن لك، فان الرزق والأجل قرينان مضمونان، فما دام الأجل باقيا كان الرزق أتيا، وإذا سد عليك بحكمته طريقا من طرقه فتح لك برحمته طريقا انفع لك منه.




(لا تحزن واعرف من تصاحب)

الإنسان مجبول على التقليد، والإقتداء بصاحبه وجليسه، والأرواح جنود مجندة، يقود بعضها إلى الخير أو إلى الشر، واقل نفع يحصل من الجليس الصالح انكفاف الإنسان بسببه عن السيئات والمساوئ والمعاصي، رعاية للصحبة ومنافسة في الخير وترفعا عن الشر والله الموفق.

وقد ضرب النبي (ص) مثلين للجليس الصالح، والجليس السوء، عن أبي موسى الأشعري، (رضي) قال: قال رسول الله(ص) : (مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لا يعدمك من صاحب المسك أما تشتريه وإما تجد ريحه، وكير الحداد بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة)



(إياك والغفلة عن ذكر الله)

الذكر: هو أن تتخلص من الغفلة والنسيان، فتمجد الله وتقدسه وتثني عليه سبحانه بجميع محامده.
لذلك صور لنا النبي المصطفى والرسول المجتبى الفارق بين الذاكرين والغافلين فقال : (مثل الذي يذكر ربه، والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت)



(لا تحزن لان القناعة مفتاح النجاة )

أن القانع بعطاء الله تعالى هو الذي يعيش في مملكة الرضا، ولو يعلم الملوك ما عند هؤلاء القانعين من النعمة والراحة من السعادة والأمن لجالدوهم عليها بالسيوف، وتأمل معي كيف كانت حقيقة القناعة عند الرسول الله (ص) وهو الذي خيره ربه بين أن يكون ملكا نبيا أو عبدا فاختار العبودية والقناعة على الملك والجاه والسلطان وكما جاء في الحديث ،هذا هو الذي عرضت عليه الدنيا بأموالها وزخارفها وحريرها، وذهبها فاعرض جاهدا.



( لا تحزن لأنك مسافر إلى ربك )

اعلم أن الموفق من يغتنم الزمن فيصرفه في طاعة الله فلا تضيع من عمرك لحظة في غير قربة إلى الله عز وجل، ولذلك قال ابن عمر (رضي الله عنهما): اخذ رسول الله (ص) بمنكبي فقال: ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر السبيل) وكان ابن عمر (رضي) يقول: ( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك).



(لا تحزن مادمت لا تغفل عن هذه الساعات)

وعن وهب بن منبه، قال: وجدت في حكمة داود: ينبغي للعاقل أن لا يشغل نفسه عن أربع ساعات:
1ـ ساعة يناجي فيها ربه.
2ـ وساعة يحاسب فيها نفسه.
3ـ وساعة يخلو فيها هو وإخوانه والذين ينصحون له في دينه، ويصرفونه عن عيوبه.
4ـ وساعة يخلي بين نفسه وبين لذاته فيما يحل، ويحمد، فان هذه الساعة عون لهذه الساعات، وفضل بلغة واستجمام للقلوب.



(وقل آمنت بالله ثم استقم)

اعلم أن الله سبحانه أمر عباده بالاستقامة وأمر نبيه بها (فاستقيموا إليه واستغفروه) وقال لنبيه: ( فاستقم كما أمرت) ووعد المستقيمين بجزيل الثواب، قال تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون* أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون)
والاستقامة كلمة جامعة وهي: القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد. وهي تتعلق بالأحوال والأفعال والأقوال والنيات، فهي من جوامع الكلم، ولهذا لما جاء رجل إلى النبي(ص) وقال له يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا اسأل عنه احد غيرك، قال له (قل أمنت بالله ثم استقم).