المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم))



فارس المواهيب
04-22-2008, 12:04 AM
سُبحان الله هذا منطوق القرآن في هذه الطائفة ، طائفةُ ألمنافقين الذين يفرّون من هذه التسمية في هذا الزمن ، فيُسمون أنفسهم بالتنويريين أو الليبراليين او العلمانيين ونحو هذا ، ومهما تعددت التسميات فإن المسمى واحداً ، كأن هذه الآية أُنزلت في هذا الزمن ، ولكن تأمل أخي الكريم والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ،
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : " ولو نشاء لأريناك - المنافقين - " فنجعلُ لهم سماتاً رُبما تكون خلقيةً ، أو علاماتٍ مُعينة فحين تراهم وتُبصرهم تعرفُ أنهم مُنافقون .


قال الزجّاج : لو نشاء لجعلنا على المنافقين علامةً وهي السيما ، فلعرفتهم بتلك العلامة . أ هـ .


وقال السعدي : ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ، أي بعلاماتهم التي هي كالوسم في وجوههم ، ولتعرّفنهم في لحن القول ، أي لا بُد أن يظهر ما في قلوبهم ويتبيّن بفلتات ألسنتهم ، فإن الألسن مغارف القلوب ، يظهرُ منها ما في القلوب من الخير والشر .


ولكن الله طوى عن رسوله صلى الله عليه وسلم ذلك الأمر ، أي معرفتهم بالسيما والعلامات ، لماذ ؟!!


رُبما لمصلحةٍ شرعيةًٍ ، ولحكمةٍ إلاهية ٍ ، لعلّ منها : أن لا يُِفتن الناس في دينهم ، أو بقصد الإبتلاء بهولاء للمُؤمنين ، كما قال : " ولكن ليبلوَ بعضكم ببعض " ، أو لأنهم أظهروا الإيمان وأبطنوا الكُفر ، فيُريد الله أن يستر واقع المُسلمين حتى لا يظهر للعدو الأبعد الإختلاف بين المُسلمين بوجود هذه الطائفة بينهم فيُغري بعضهم ببعض فتُصبح مقتلةً عظيمةً ، المُستفيدُِ منها ذلك العدو الأبعد .


ولذا لمّا استأذن أحد الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في قتل عدو الله : عبدالله بن أُبيّ ، قال : لا ، أتُريدُون أن يقول الناس إن محمداً يقتلُ أصحابه ؟! ، ومن الناس في ذلك الوقت إلا المُشركين وأهل الكتاب الذين يظهرُ لهم أن أولئك المُنافقين مُسلمين ، كما يظهر لأعداء الأمة اليوم أن هؤلاء الليبراليون هم المُسلمون المُعتدلون الذين يعكسون واقع الإسلام الحقيقي - هذا بالطبع لأنهم يلتقون في الكثير من النوايا والأهداف الخبيثة ، ولذا يُصوّرون للمجتمعات براءتهم .


وعوداً على بدء : لمّا طُوي على الرسول صلى الله عليه وسلم معرفتهم بالسيما والصفات ، إلا أن الله بيّن له هؤلاء المُنافقين من خلال لحنِ أقوالهم ، قال الزجّأج : لحنُ القول ، أي : فحواه ، ومقصده ، ومغزاه ، وما يُعرضون به من تهجين أمرك وأمر المُسلمين ، فكان بعد هذا لا يتكلّم مُنافق عنده إلا عرفه . أ هـ .


ولذا لم يكن بعض المُسلمين يعرف هؤلاء المُنافقين في العهد الأول لأنه لا يهتدي إلى معرفة لحن قولهم إلا القليل رُبما بفراسة ، ورُبما بخبر ، كما أخبر صلى الله عليه وسلم حُذيفة عنهم ، خاصةً ولأنهم من معسول الكلام وجمال المنطق الجذّاب وإظهار النُصح ما يجعل المُِستمع إليهم يُصغي بسمعه لهم ، ويُلقي بفؤادهِ إليهم ، قال تعالى : " وإذا رأيتهم تُعجبك أجسامهم ، وإن يقولوا تسمع لقولهم " . وقال تعالى : " يبغونكم الفتنة ، وفيكم سمّاعون لهم " ، ليس مُستمعون فقط !! بل سمّاعون بصيغة المُبالغة ، مُبالغين في الإستماع إليهم ..


فإذا كان هذا هو حال المُنافقين الأُول الذين لم يعرفوا إلا بلحن القول فماذا نقول عن مُنافقي اليوم الذين أصبحوا يُصرّحون بالقول والفعل ، ويجعلون أنفسهم تياراً يُوالي أعداء الإسلام في مواجهة أمة الإسلام ،


ولكن لماذا لم يكونوا يُصرّحون بنفاقهم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بخلاف المُنافقين اليوم ؟؟!!!!


، أدعُ الإجابة لمن يُجيب .


ولنعلم أن هؤلاء المُنافقون يعتبرون النفاق منهجاً به تُحقق آمالهم وأحلامهم وتطولُ به حياتهم ودُنياهم الزائلة من أجل البقاء ، ولذا أصبح له رجال ومُفكرون ومدارس ومُنظمات ويُنفق من أجله أموال ، ولهم إهتمامات مُتعددة ، أهمُها : أن لا تقوم دولة الإسلام ...!!!


متى يظهر المُنافقون ويجرؤون على البوحِ بما تُكّنه أنفُسهم المريضة ؟!!


يظهرون في الأوقات الحرجة على الأمة ، إذا واجهت جبهةً خارجية إنبروا ليُحدثوا جبهةً داخلية ، الم تروا إلى ما فعل إبن أُبي لما انخذل بثُلث الجيش المُسلم في معركة أُحد ؟! ولكن صدق الله : " لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ، ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة .." ، وقال : " الذين يتربصون بكم ، فإن كان لكم فتح ، قالوا : ألم نكُن معكم ، وإن كان للكافرين نصيب ، قالوا : ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المُؤمنين " .


ولكم أن تستقرئوا هذا الحدث ، وتربطونه بحوادث هذا الزمن ، ففي حرب الخليج الأولى فتح المُنافقون على الأمة جبهةً داخلية ، وهي خُروج حفنة المُنافقات بقيادة السيارات في شوارع الرياض ، يؤزُهُن سادة الفكر العلماني لتُواجه الأمة حربين خطيرتين في الداخل والخارج لا يقل خطر إحداهن على الأخرى شيئاً .. ولكن الله أخزى الفريقين ونصر دينه ....


وهاهم اليوم يعودون من جديد ، لمّا شعروا بضعف الأمة وتفرقها ، ليس بحربةٍ واحدة ، ولكن بحرابٍ مسمومةٍ كثيرةٍ ...


ولو كان سهماً واحداً لاتقيتُه *** ولكنّه سهمٌ وثانٍ وثالثُ


ولو تتبّعنا مُطالباتهم لما أحصينا ذلك في مقامٍ واحد ... فمِمّا يُسمونه بــ المُطالبة بحقوق المرأة !! إلى السعي الحثيث بمُجاراة الغرب بعد أن تشرّبوا فكره وألّهوا حضارته وقِيمه ، وتارةً بإشاعة الفساد وتسويق الرذيلة في أوساط المُجتمعات المُسلمة ، بل والدعوة إلى ذلك وبذل الغالي والرخيص في تبني كُل ما يُساهم في تغريب المُجتمع المُسلم عبر كُل قناةٍ ساقطة ومجلةٍ خليعةٍ وفكرٍ مُنحرف ....


وبناءً على ما تبذلُهُ الجهات الرسمية والعلمية والشعبية وذلك التكاتف الذي عليه الشُرفاء جيمعاً والذين يبذلون قُصارى جُهدهم في تعرية أفكار تلك الفئة الضالة التي انحرفت عن الجادة وخرجت عن منهج الشريعة الإسلامية السمحة إلى مُمارساتٍ لا يقبلها عقل ولا يُقُرها شرعٌ ولا تتوافق مع مصالح الأمة العُليا المُتمثلة في ذلك التنظير الضال وما يتبع ذلك على أرض الواقع من إزهاقٍ لأرواح أبرياء وتدمير مُمتلكات وتشيتِ جهد الأمة في مواجهة الأعداء الحقيقين ...


فإنّ هؤلاء أيضاً مدعوون لوقفةٍ حازمةٍ وصادقةٍ وجريئة لفضح مُمارسات أذناب الغرب الذين تجرءوا ونفثوا سُمومهم مُستغلّين الأوضاع الحرجة التي تعيشُها الأمة ، ومُنتهزين الفُرصة في تعميم أحكامهم وإفتراءتهم على الدين وأهله ...
^
^
^
^
^
^
* * * تحرير * * *
.




زيد النار..

المتفاني
04-22-2008, 12:55 AM
http://www.4nw.net/get-4-2008-ss24icrh.jpg (http://www.4nw.net)

أليست الأفكار التكفيرية هي التي أوصلتنا لهذا الإنحدار
أمريكي يدخن سيجار كوبي فوق رأس مسلمة

رغم سلبيات الفكر الليبرالي او العلماني لم نصل من خلال أفكارهم او معتقداتهم
إلى هذا المستوى الحاصل في هذا الوقت بالذات

مشعل العصباني
04-22-2008, 02:43 AM
المنافقون هم دمار الأمة في كل عصر



شكرا لك

فارس المواهيب
04-22-2008, 03:25 PM
المنافقون هم دمار الأمة في كل عصر



شكرا لك

مقدر مرورك الكريم ....