المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيد قطب..وضريبة الدعوة الى الله..



فارس المواهيب
06-06-2008, 10:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..

قضية الإصلاح التي ينادي بها الكثير من الناس أدت الى انقسام بين الأراء والأفكار..فمنهم من يرى بأن الإصلاح منهج بينه الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله وأكده رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في سنته ..وهذا الذي يجب أن يسير عليه الناس..ومنهم من يرى أن الإصلاح لايقوم إلا بما قام عليه الغرب الكافر من رسم للطرق ووضع للمنهجيات التي لاترتكز على منهج رباني يقيمها ويضع لها الشروط والموازين..وهذا مايسمى بالعلمنة..

بصراحة ..أنا لا أود بأن أكتب عن العلمانية وما تؤمن به من خزعبلات وتضحية العلمانيين بدينهم في سبيل نشر هذا المذهب المنحرف بقدر رغبتي في كتابة مقال يذكر طائفة من علماء المسلمين الذين قدموا حياتهم في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله..وفي سبيل نشرها وتعريف الناس بها والصدع بالحق في أوجه من لايخافون الله..هم وأخوانهم المجاهدين المرابطين في الثغور ..و رحلة استبسالهم و الذود عن حياض الإسلام وحماية أعراض المسلمين من أن ينتهكها علوج النصارى واليهود..

بطل هذا المقال..رجل أجزم بأنه عن ألف رجل..رجلٌ تعلمت منه الدنيا اكثر ماتعلم هو منها..رجل يكاد بقصر قامته أن يطاول عنان السحاب..رجل..يكاد بضعف بدنه أن يصرع صناديد الرجال الأقوياء..بطل هذا المقال..استطاع بمداد قلمه ورباطة جأشه أن يمرغ أنوف الضلال بالتراب.و.مع انه برئة واحده.. استطاع أن يتنفس رحيق الإيمان.. ليصل الى قلمه ابداعاً اكاد أن أقول أنه ضرباً من الخيال..ولكنها الهمة..والعزيمة..الهمة العالية..التي لاتنتكس مع الرايات التي تنكست لحظة إعدامه..والعزيمة القوية..التي تكسر صلب القيود التي قُيد بها واستيق الى منصة الإعدام..انه باختصار....سيد قطب..

من هو سيد قطب؟..

هو سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي، ولد في قرية "موشة" وهي إحدى قرى محافظة أسيوط بتاريخ 9 / 10 / 1906 ..تلقّى دراسته الابتدائية في قريته. في سنة 1920 سافر إلى القاهرة، والتحق بمدرسة المعلمين الأوّلية ونال منها شهادة الكفاءة للتعليم الأوّلي. ثم التحق بتجهيزية دار العلوم. ..في سنة 1932 حصل على شهادة البكالوريوس في الآداب من كلية دار العلوم. وعمل مدرسا حوالي ست سنوات، ثم شغل عدة وظائف في الوزارة. .عين بعد سنتين في وزارة المعارف بوظيفة "مراقب مساعد" بمكتب وزير المعارف آنذاك ـ إسماعيل القباني ـ، وبسبب خلافات مع رجال الوزارة، قدّم استقالته على خلفية عدم تبنيهم لاقتراحاته ذات الميول الإسلامية. وقبل مجلس ثورة يوليو الاستقالة سنة 1954، وفي نفس السنة تم اعتقال السيد قطب مع مجموعة كبيرة من زعماء "الإخوان المسلمين". وحكم عليه بالسجن لمدة (15) سنة. ولكن الرئيس العراقي عبد السلام عارف تدخّل لدى الرئيس المصري جمال عبد الناصر، فتم الإفراج عنه بسبب تدهور حالته الصحية سنة 1964. وفي سنة 1965 اعتقل مرة أخرى بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم واغتيال جمال عبد الناصر واستلام الاخوان المسلمين الحكم في مصر. وقد صدر حكم الإعدام على سيد قطب بتاريخ 21 / 8 / 1966 وتم تنفيذه بسرعة بعد أسبوع واحد فقط (في 29 / 8 / 1966) قبل أن يتدخّل الملك فيصل رحمه الله..
هذه باختصار شديد سيرة سيد قطب الشهيد..وهي أكبر وأكبر من أن تسطرها هذه الكلمات القليلة..
سيقول البعض: حسناً..وماذا تريد منا بعد ذلك؟..أقول: أنا لا أريد أن اضع بين أيديكم مجرد سيرة يستطيع كتابتها من هم دون العاشرة..ولكن هدفي الوحيد هو تسليط الضوء على قصة تضحية تكاد تكون معدومة في وقتنا الحاضر..أريد تسليط الضوء على المنهج الذي يرتاده عشاق الجنان وطالبي رؤية الرحمن..أريد أن تصل هذه الكلمات لمن يبخل على دينه بكلمة واحدة..الى من يمشي وهو لايتحرك وهو لايعرف بانه لايمشي!!
قضية الدعوة الى الله هي لُب رسالة الأنبياء..ومطلب الأتقياء..وغاية الأولياء..هي الطريق الموصل الى الجنة..هي الكنز الذي لايفنى..هي مؤونة مابعد الموت..يقول الرسول صلى الله عليه وسلم(( لإن يهدي بك الله رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم))..ويالها من غنيمة عظيمة من الباري سبحانه لعباده الفقراء الى الحسنات..
سيد قطب يكاد بكلماته |أن يدغدغ العقول بأسلوب لطيف ورأي حصيف..استطاع بصدق نيته وصفاء سريرته أن يصل الى قلوب الملايين من المسلمين الذين متعوا أبصارهم وشندوا آذانهم برؤية وسماع ما يؤمن به هذا الصنديد..سيد قطب هو الذي استطاع أن يُفيض المدامع بقصة اعدامه والظلم الذي تعرض له..وما ضره والله..فإن يوم الفصل كان ميقاتا..ويومها سيعض الظالم على يديه..
يقول سيد قطب: إن الفرح الصافي هو الثمرة الطبيعية لأن نرى أفكارنا وعقائدنا ملكا للآخرين ونحن بعد أحياء ، إن مجرد تصورنا لها أنها ستصبح – ولو بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض – زادا للآخرين وريا ، ليكفي أن تفيض قلوبا بالرضا والسعادة والاطمئنان !!..وقد صدق والله..وتفسيره في ضلال القرآن لخير دليل على ما ورثه سيد قطب للإسلام من بعده..
ويقول أيضاً: وليس في إسلامنا ما نخجل منه ، وما نضطر للدفاع عنه ، وليس فيه ما نتدسس به للناس تدسساً ، أو ما نتلعثم في الجهر به على حقيقته .. إن الهزيمة الروحية أمام الغرب وأمام الشرق وأمام أوضاع الجاهلية هنا وهناك هي التي تجعل بعض الناس .. المسلمين .. يتلمس للإسلام موافقات جزئية من النظم البشرية ، أو يتلمس من أعمال " الحضارة " الجاهلية ما يسند به أعمال الإسلام وقضاءه في بعض الأمور ... إنه إذا كان هناك من يحتاج للدفاع والتبرير والاعتذار فليس هو الذي يقدم الإسلام للناس . وإنما هو ذاك الذي يحيا في هذه الجاهلية المهلهلة المليئة بالمتناقضات وبالنقائض والعيوب ، ويريد أن يتلمس المبررات للجاهلية . وهؤلاء هم الذين يهاجمون الإسلام ويلجئون بعض محبيه الذين يجهلون حقيقته إلى الدفاع عنه ، كـأنه متهم مضطر للدفاع عن نفسه في قفص الاتـهام !"
هذا هو سيد قطب..وعسى الذين وقفوا ووافقوا على صك إعدامه يرون هذا البيان الواضح لهذا العلم الشامخ الذي تعجز كتاباتهم ومعتقداتهم الضالة بأن تكتب سطرا واحداً منه؟..لماذا؟..لأنه ينهل من القرآن..والقرآن..إعجاز من الله سبحانه وتعالى تحدي لعباقرة الفكر أن يكتبوا ولو آية واحدة منه..

صقر الصحراء البلوى
06-10-2008, 05:16 PM
يعطيك العافيه على الموضوع المهمه

تقبل مرورى