المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الموت اليقين الذي نسيناه



سالم عيد الهرفي
06-12-2008, 02:41 PM
الحمدللـه والصلاة والسلامـ على رسول الله \ وبـعـد :


فإنـه قد لايروق للكثيرين من البشر أحاديث كهذه لأنهم يرونه من التنكيد الذي لامبرر لـه بل إننـا كثيراً مانسمـع من يطـالـب متحدثـاً في مثلـهـا بتغيـيـر مجال الحديـث .


ولعل من التذكرة أن المـوت داخل في حكمـة وجود الإنسـان في هذا الكـون قال تعالـى (( الذي خلق المـوت والحيـاة ليبلـوكـم أيكـم أحسن عملاً وهـو العزيـز الغفور )).


وهو وإن دلت كل الحقائق على هذه الأرض بأنه يقين وقد سمـاه الله يقينـاً( ( واعبد ربـك حتى يأتيـك اليقيـن )).


وقـال تعالى : (( وكنـا نكذب بيوم الدين , حتى أتـانـا اليقين )) .


فإن الأمـر معه قد تحول الى منطـقـة الشك وهو مايـدل على أن الإنسـان رغـم تقدمـه العلمـي قد ينحرف في مجال الفكـر بشكل يجعلـه غير مستساغ المنطق والعقل .


وإننا لنرى عمر بن عبدالعزيز يقول : ( مارأيت يقينـاً أشبه بالشك من يقين الناس بالمـوت ) .


وهـو حق لايجـوز لأي من البشـر أن ينسـاه أو يتغافل عنـه .


فالعالم من حين آدم الى الآن كلهـم قد مات والمقابر يذهب اليها الكـثـير من النـاس صغاراً وكباراً ولم نجد أحداً بقي دون فناء (( كل من عليها فان )).


وإن من تغافل عن المـوت رغـم أنه حق كتبه الله على العباد في دنياهـم وكذلك هو يرى الأموات في المستشفيات وفي المساجـد وفي المقابـر وكل هذا غير كاف للانتقال بالانسان إلى حيث الحقيقة الفاعلة والمؤثرة والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول : (( أكثروا ذكر هاذم اللذات )).


وهو الذكـر الذي يعلو بالانسان لعمارة الأرض وملئـهـا بالحب والخـير والسلام وكذلك يحصل في أخراه على جنـة عرضـها السموات والأرض مع رؤيـة الله جل جلالـه .


وإن أمراً مصيرياً كهذا ونقلـة في حياة الناس لايجوز أن يعيش في نطاق الشك والغفلة .


فنـحـن نرى الأمم لاتغفل أشيـاء في حيـاتـهـا بل تؤكـد عليهـا صباح مساء مع أنـها دون ذلك وقد لايجني المرء في سعيـه ذلك رغـم جهدهـ واجتهاده وهو أمر بلا شـك يؤجـر عليه إذا حسنـت النوايـا وجلت المقاصـد .


وإنني ليذكرني أخُ عربي ذهب للدراسـة في بلاد خارجيـة ومكث فيهـا أربـعـة عشرة عامـاً ورجـع بالدكتوراه وفي طريق المطار في بلده حدث له ما أفقده حياتـه .


وإن هذا الذي أغفل موضوع الموت في حياتـه لو أصيـب بنفسه في مرضٍ مخيف لتغيرت أفكـاره تلك .


ورسول الله -عليه الصلاة والسلام - يقول : (( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ))


والموت ليس عقبة أمام النشاط البشري في المعمورة بل هو كما قال الرسول - عليه الصلاة والسلام - (( تحفة المؤمن الموت )) .


ومن يرى أنـه إذا عمل طيبـاً في حياتـه هذه سينال عاقبتـه في آخراه فإنـه لن يضيـع ولو ضئيـلاً من الوقت ليزرع فيه مايحصده هناك قال تعالى : (( ومن يطع الله والرسول فألئـك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئـك رفيقا )) .


وقال تعالى : (( يوم تجد كل نفس ماعملت من خير محضرا وماعملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد )) .


وعند المـوت تسلم الملائكة على المؤمنين قال تعالى : (( الذين تتوفاهـم الملائكـة طيبين يقولون سلامٌ عليكم )) .


ويرون رؤى الخير في الدنيا في معاشهم وكذلك عند الموت يبشرون في منازلهـم بالجنـة قال تعالى : (( الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيـاة الدنيـا وفي الآخرة )) .


وهم يملئون الأرض ذكراً وتسبيحاً وعبادة وكذلك السماء معها تصعد أعمالهم فتبكي عند موتـه على فراق ذلك (( فمـا بكـت عليهم السماء والأرض )) .


وإن رأى بعض ممن يعالجون مواضيع كهذه بأن فيه تثبيط عن بذل المجهود وتقليل من الدور الفاعل مما يعني صرف الناس والأخذ بهم عن الخوض فيه وهو الأمر الذي يحتاج معه مثل هؤلاء إلى إعادة نظر في أسلوب وطريقـة تفكيرهـم وذلك أن حيـاً يراه يؤجـر على كل صغيرة وكبيرة من الأعمال بل إن النيات نفسها كافية لإعطاء الإنسان نصيبه من الخير والجزاء .


قال الرسول - عليه الصلاة والسلام - : (( إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فاستطاع أن يغرسها فليغرسها فله بذلك أجر )) .


ونجد كثيراً من البشر من يضيع على نفسه الكثير من الخير نتيجـة غفلتـه وسهوه قال الرسول - عليه الصلاة والسلام - (( إن ابن آدم لفي غفلة عما خلق له ... )).


وإن مـت وأنـت تملك الخزائن والبنايات الضخمـه دون ذخيـرة من أعمـال البر والصلاح فإنـك ستجد ما ملكته قد تركـته وكان شغلك طوال حياتك دون أن تقدم لحياتك الآخرى بما تعمله من صنائع المعروف وأفعال الخير .


قال تعالى : (( ولقد جئتمـونـا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ماخولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطـع بينـكـم وضل عنكم ماكنتم تزعمون )) .


وقال تعالى : (( ما أغنى عني ماليـه هلك عني سلطانيـه )) .


والحقيقة الغائبة هي عند الله ليست كذلك ولا عند عباده المتقين قال تعالى :
(( كل شيء هالك إلا وجهه )) .


وقال تعالى : (( ليهلك من هلك عن بينـة ويحيى من حي عن بينـة )) .


وفي الأثر(( لتموتـن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقـظون )) .


وفيه ينال المؤمنون الخير قال تعالى : (( وما عند الله خير للأبرار )) .


فأعمـل بصيـرتـك وأنـت تتعامـل مع ربـك وإلاهـك ولا يأخـذ بك هوى النفس وزيـغ الشيطان . فالله يريد بك الخير وأنت من عباده المخلصين وماسواه هو درب للضياع والضلالـة والخسران .


فكن ربانيـاً يدعوك الموت للاندفاع في ماهو في صالحـك الدنيوي والأخروي وبإشراقات الحياة من حولـك .


فقلبك تضيئـه أنوار الهدى ومصابيح التقوى .


وصلى الله وسلم على نبينـا محمداً وعلى آلـه وصحبـه أجمعين . منقول للفائده فجزاالله كاتبه وناقله 0

مشعل العصباني
06-12-2008, 08:14 PM
أخي الحبيب

أحسنت بارك الله فيك

محمد العصباني
06-12-2008, 11:04 PM
طرح موفق تشكر من الأعماق عليه ..
فجزاك الله خيرا

نواف النجيدي
06-13-2008, 12:17 AM
كتب الله أجركــ

عبدالله سليمان شبيث الوحيشي
06-13-2008, 02:56 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خير

عواد سلامه الرموثي
06-13-2008, 03:19 PM
جزاك الله خير وكتبها في موازين حسناتك

المرور
06-13-2008, 05:08 PM
بارك الله فيكم على الطرح القيم

وجزاكم الله خير الجزاء

سالم عيد الهرفي
06-14-2008, 04:20 PM
بارك الله للجميع وزادنا حرصآ على تقواه والعمل على مرضاته

يوسف صالح العرادي
06-18-2008, 08:33 PM
http://www.y1y1.com/u/uploads1/75ef58c95b.gif (http://www.y1y1.com/u/)