المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاحتفال بليلة النصف من شعبان



عمر البلوي
09-23-2004, 03:24 PM
<div align="center">اخوتي أعضاء منتدى بلي :</div>
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
لقد تكلمنا قبل فترة وجيزة عن بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان ووعدناكم بذكر أقوال العلماء في ذلك وتفصيل القول فيه وذكر كل ما يتعلق ببدعة تلك الليلة ونحن نفي بما وعدنا .
وقد قسمت الكلام في ذلك إلى مطلبين :
الأول: أقوال العلماء في ذلك .
الثاني : الصلاة الألفية في ليلة النصف من شعبان .

المطلب الأول:
أقوال العلماء في ذلك :
اختلف العلماء في إحياء ليلة النصف من شعبان إلى قولين :
1- انه بدعة : وهو قول اكثر علماء الحجاز ومنهم عطاء وابن ابي مليكة ونقل عن فقهاء أهل المدينة ، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم .
2- روي عن بعض التابعين انهم كانوا يعظمونها ويجتهدون فيها بالعبادة ووافقهم طائفة من عباد أهل البصرة .
واستدلوا على ذلك بالأحاديث الواردة في فضلها ومنها :
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت : فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فخرجت فإذا هو بالبقيع فقال ( كنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله . فقالت: يا رسول الله ظننت انك أتيت بعض نسائك فقال: إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لاكثر من عدد شعر غنم كلب )
(غنم كلب ) : حي من أحياء قضاعة .
هذا الحديث رواه ابن ماجه كتاب إقامة الصلاة ، باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان1/444. والترمذي كتاب الصوم 3/116 ونقل تضعيف البخاري له . ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية 2/66 . وضعفه العلامة الألباني كما في ضعيف ابن ماجه 1/104. وانظر : إسعاف الخلان بما ورد في ليلة النصف من شعبان للعلامة الشيخ حماد الأنصاري 20-21.

2- عن أبي موسى الاشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ).
رواه ابن ماجه ، كتاب إقامة الصلاة 1/445. قال البوصيري في الزوائد 2/10 إسناده ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة وتدليس الوليد بن مسلم .

3- عن علي بن أبى طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها ، فان الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر فاغفر له ألا من مسترزق فأرزقه ، ألا من مبتلى فأعافيه ألا كذا حتى يطلع الفجر).
رواه ابن ماجه 1/444 .و أورده العقيلي في الضعفاء 2/271-272 . وقال ابن رجب في لطائف المعارف ( 143) إسناده ضعيف . وقال الألباني كما في ضعيف ابن ماجه ضعيف جدا أو موضوع 1/103 .

4- ما روي عن عكرمة في تفسير قوله تعالى ( انا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم * ) سورة الدخان ( 3-4)
( انه هذه الليلة هي ليلة النصف من شعبان ،يبرم فيها امر السنة وينسخ الأحياء والأموات ويكتب الحجاج فلا يزاد فيهم أحد ولا ينقص أحد منهم )
انظر تفسير البغوي 4/148، وتفسير القرطبي 16/126.

5- ويرى البعض أن من أسباب تعظيم هذه الليلة انه تم فيها تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة .
انظر : خلاصة الكلام في أركان الإسلام لعلي فكري . والحياة الاجتماعية في الفكر الإسلامي لاحمد شلبي.

*ـــ ولقد اختلف من قال بفضلها على كيفية إحيائها على قولين :

القول الأول: انه يستحب إحياؤها جماعة في المسجد وبه قال :
خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما،
وكانوا يلبسون فيها احسن ثيابهم ويتبخرون ويكتحلون ويقومون في المسجد ليلتهم تلك ، ووافقهم على ذلك اسحاق بن راهويه.

القول الثاني : انه يكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء ، ولايكره ان يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه ، وهو قول الاوزاعي والحافظ ابن رجب وبه قال السيوطي..
انظر اللطائف 144 والأمر بالاتباع للسيوطي79.


* الراجح:
والراجح والله اعلم القول ببدعية الاحتفال بليلة النصف من شعبان مطلقاً ، وذلك لما يلي :
1- أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أحياها ولا أحد من صحابته رضي الله عنهم وانما حدث ذلك بعدهم .
2- والأحاديث الواردة في ذلك أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها فضلا عن ان الأحاديث الواردة في فضل الصلاة فيها موضوعة كما سيأتي بيانه.
روى ابن وضاح عن زيد بن اسلم قال( لم أدرك أحدا من مشايخنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان ولم ندرك أحدا منهم يذكر حديث مكحول ولا يرى لها فضلا على ما سواها من الليالي .
انظر البدع والنهي عنها لابن وضاح 46 . وانظر البدع والحوادث للطرطوشي 119 .
وقال ابن العربي في عارضة الاحوذي شرح صحيح الترمذي 3/275 ( ليس في ليلة النصف من شعبان حديث يساوي سماعه ).
وقال أيضا في أحكام القران 4/1690:( ليس في ليلة النصف من شبعان حديث يعول عليه لا في فضله ولا في نسخ الآجال فيها فلا تلتفتوا إليه.)
وقال أبو شامة في الباعث 36 : قال الحافظ أبو الخطاب بن دحية في كتاب ما جاء في شهر شبعان قال أهل التعديل والتجريح : ليس في حديث ليلة النصف من شعبان حديث يصح .

2-أن الأحاديث الواردة في ليلة النصف من شعبان والذي جاء فيها ان الله سبحانه وتعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان ......
ليس فيها دليل على تخصيص هذه الليلة دون الليالي الاخرى ، لانه ثبت في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول : من يدعوني فاستجيب له ، من يسألني فاعطيه ، من يستغفرني فاغفر له ) رواه البخاري كتاب التهجد باب الدعاء والصلاة آخر الليل 3/29 برقم 1145
3-أما من يعتقد أنها الليلة المباركة التي قال الله عنها ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) فقد اخطا وخالف الصواب ،،فالليلة المباركة هذه هي ليلة القدر .
يقول ابن كثير في تفسير هذه الاية4/137 : ( يقول الله تعالى مخبرا عن القران العظيم انه أنزله في ليلة مباركة وهي ليلة القدر كما قال تعالى ( انا أنزلناه في ليلية القدر) وكان ذك في شهر رمضان كما قال تعالى ( شهر رمضان الذي انزل فيه القران ) ومن قال إنها ليلة النصف من شعبان كما روي عن عكرمة فقد أبعد النجعة ـ أي المذهب ـ فإن نص القران أنها في رمضان .
وقال ابن العربي في أحكام القران 4/1690بعد بيان أنها ليلة القدر وأنها في رمضان ، فمن زعم أنها في غيره فقد اعظم الفرية على الله .

وبهذا قال جمهور العلماء وهو الراجح فعليه يبطل قول من زعم انها ليلة النصف من شعبان لمخالفة النص الصريح للقران الكريم .
4-أما القول بأنه يستحب احياؤها ، لان القبلة تحولت فيها إلى الكعبة المشرفة ، فهذا لا يصح ان يكون دليلا وذلك ان هذه رواية من تسع روايات أخرى ولم يجزم بان التحويل كان في هذه الليلة .
ولو سلمنا جدلا وقلنا ان التحويل حصل في تلك الليلة فلم تكن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم اتخاذ أيام الحوادث أعيادا وذلك ان التخصيص بالعبادة موكل إلى الشرع ولم يرد في الشرع شيء من ذلك .
5-ان الحافظ بن رجب وهو الذي نقل تفضيل بعض التابعين لهذه الليلة وإحياؤهم لها في المساجد فقد ذكر ان مستندهم في ذلك ما بلغهم من آثار إسرائيلية . ومتى كانت الآثار الإسرائيلية مستندا . وعمل التابعي أيضا ليس بحجة انظر ذلك في روضة الناظر لابن قدامه 1/381.
6- أما من قال انه لا يكره صلاة الإنسان فيها لخاصة نفسه فلا دليل على ذلك التخصيص ، لان ذلك موكل إلى الشرع ولادليل شرعي يصح عليه .
يقول الشيخ بن باز رحمه الله وغفر له ( واما ما اختاره الاوزاعي رحمه الله من استحباب قيامها للأفراد واختيار الحافظ بن رجب لهذا القول فهو غريب وضعيف . لان كل شيء لم يثبت بالدليل الشرعي كونه مشروعا لم يجز للمسلم ان يحدثه في دين الله سواء فعله فردا أو في جماعة وسواء أسره أو أعلنه لعموم قوله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وغيره من الأدلة الدالة على إنكار البدع والتحذير منها ) التحذير من البدع للشيخ بن باز (13).
وبهذا يتبين رجحان القول ببدعية ذلك الاحتفال لاسيما وانه قد اقترن بالاحتفال بها بدع أخرى كإحداث صلوات وادعية خاصة بهذه الليلة ... وسوف أبينها لاحقا ان شاء الله تعالى في المطلب الثاني , وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلى الله وسلم على نبينا محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة أتم التسليم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
المراجع :
1- اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية.
2- البدع والنهي عنها لابن وضاح
3- الحوادث والبدع للطرطوشي
4- فضائل الشهور للنابلسي
5- اسعاف الخلان بما ورد في ليلة النصف من شعبان
6- لطائف المعارف لابن رجب
7- الامر بالاتباع للسيوطي
8- احكام القران لابن العربي
9- التحذير من البدع للشيخ بن باز
10- الاعياد واثرها على المسلمين . د. سليمان السحيمي

موسى بن ربيع البلوي
09-24-2004, 02:21 AM
س1

اخي الكريم
عمر السحيمي
شكرا لك
و أسأل الله لك الفوز بالجنان

جهد مميز فعلا و هذا ما نبحث عنه مثل هذا العمل الذي يشجع على البحث و القراءة و الاطلاع .

استمر بارك الله فيك

موسى بن ربيع البلوي
09-24-2004, 02:24 AM
جهد مميز

http://www.bluwe.com/bluwe/uploads/post-4-1092165637.gif

عمر البلوي
09-25-2004, 01:04 AM
الاخ الغالي ابونادر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
اشكرك على تعقيبك وتواصلك وهذا واجبي نحو خدمة المنتدى المبارك واعدكم بالمزيد الافضل الذي يسر الجميع وخاصة نحن مقبلون على شهر الخيرات فانتظروني بارك الله لي ولكم . وادعو الله ان يبلغنا رمضان وان يعتقنا من النار . ان الله غفور رحيم .