المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابراهيم سعيد الهمزاني . و ذكرياته مع رجالات قبيلة بلي و بلدانهم و شيئاً من محفوظاته



أبو حاضر
06-28-2008, 04:09 PM
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة براك بن خليف البلوي
رحلة الى بعض قرى بلي ( إهداء لأبو حاضر ) مع التحيّة .
________________________________________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بداية احب ان اعلمكم أن هذا الموضوع ماهو الا نبذة تعريفية للقرى التي مررت
بها بطريق عودتي من تبوك من خلال (طريق الحره)المؤدي الى بعض قرى قبيلة بلي
وبذلك سوف أذكر سلبيات الطريق والمكان ونقص الخدمات فيه ..
كما أنني سوف أذكر الإيجابيات .
بداية سيرنا إتجهنا جنوباً من تبوك بعد أن سألنا أحد الأشخاص فأفادنا ان هذا الطريق
(طريق الحره) اتجهنا جهة الجنوب تقريبأً ولم نخرج من حدود مدينة تبوك تقريباً
عشرة كيلو مترات الإ وأبراج الجوال قد (إختفت)
وأنقطع البث.وهذا لم يكن في الحسبان حيث ان هذه الرحلة
الأولى في عمري مع هذا الطريق بغرض التعرف على ديار قبيلتي (قبيلة بلي )..
الطريق خالياً من القرى سوي بعض البدو في بيوت الشعر الى أن وصلنا قرية
(الضلفه)..وهذه القريه آخر قرى بني عطيه جنوباً وبعدها نكون
وصلنا للقرى التابعه لقبيلة بلي ..
الملاحظ أن الطريق معبداً حتى وصولنا لــ (الضلفه) ومن بعدها الطريق صحراوي
والإسفلت (تحت الإنشاء) كما يتضح من المعدات التي تعمل فيه..
وكذلك اعمدة الكهرباء بصدد تمديدها الى القرى التي تقع جنوباً من هذا الطريق.
ثم وصلنا قرية البليطيح بعد أن قطعنا حوالي 20كيلومتر باتجاه الجنوب الشرقي.


((الفارعه))

بعد عشرة كليو مترات تقريباً من البليطيح وصلنا الى قرية الفارعه التي
عبارة عن قريه على نفس الطريق الصحراوي بعد أن إتجه بنا الطريق (شرقاً)
ومن خلال مشاهدتي لقرية الفارعه كانت تمديدات الكهرباء من
(مكائن خاصه) ولم يصلها الكهرباء العام رغم كثافة المنازل داخل القريه ..
كما لفت إنتباهي عبارة (سد الفارعة) التي حاولنا من خلال هذه اللوحة
الارشادية الوصول للسد ولم نستدل عليه ..

مركز إماره الفارعه عباره عن مبنى صغير(شعبي) على الطريق المعبد
الذي عندما دخلنا القرية وجدنا الطريق مسفلت ..وحقيقة الكهرباء في
طريقها للوصول لهذه القريه من خلال ماشاهدته من اعمدة ملقاة
على جنبات الطريق ..اتجهنا بطريقنا الى ابو راكه ولفت انتباهي على
هذا الطريق وجود خزان ومسجد صغير على طول الطريق
وأحياناً من الأماكن الصحراويه أيضاً (مصلى) من الحجر على نفس الطريق ..
وهذا مالاحظه أحد الأخوان من خارج القبيلة عندما ذكر لي ذلك من خلال
مسيره في قرى قبيلة بلي عموماً فشاهدته أنا على ارض الواقع..


((ابو راكه))

من أقدم القرى في تلك المنطقه وهي المرجع الرئيسي للقرى المجاوره
لقدمها مع أنها (متفرقه) ولكن يتضح قدمها من خلال النخيل والمزارع
سواء الجزء الذي على الطريق وفيه أكبر مستشفى بتلك المناطق
وهو مستشفى ابو راكة العام..وهناك الجزء الشرقي منها وهو ابوراكه القديمه ..
الكهرباء فيها عمومي الا ان البث للجوال معدوم وفي الحقيقة
(انعدام البث في جميع القرى التي زرتها الى ان وصلت الى العلا )
كما ان الخطوط الهاتفيه معدومه حسب ماسمعت الا في المراكز الحكوميه..
سكان ابو راكه من قبيلة بلي :
الهروف
القواعين
السحمه
هؤلاء هم الأكثريه..


((النـشيـــفـه))


بعد ذلك اتجهنا في طريق غير معبد الى (النشيفه) التي تشبه كثيراً مدينة ابو راكه
من حيث المزارع وقدمها الا أنها تحدها الجبال وفي واد ضيق وبها بيوت يظهر
عليها القدم حيث البناء من الحجر وكذلك المزارع والنخيل الباسقة ..
ولكن كثير من طرقها غير مسفلته وفيها كهرباء عمومي وتلفون ارضي
للإدارت الرسميه(إسقاط).

ايضاً لاحظت قلة سكانها ويظهر أن حضارة المدن أثرت تأثيراً كبيراً
بتلك القرى وأفرغت اهلها من العيش فيها الا في الاجازات ..
من خلال مرورنا بين أزقتها وشوارعها استوقفتني لوحة المدرسة
الإبتدائية للبنين التي في (النشيفه) والتي كتب عليها
تأسست عام 1390هـــ أي قبل 37عام..
وهذا مما يدل على قدم تلك القرية ..كذلك وجود المدرسة في هذه
القرية النائية منذ تلك السنين قبل 37عام اثر تأثيراً ايجابياً على
تلك القرية الحالمه في حصول أبناؤها على التعليم في وقت مبكر
وخدمت الابناء فيها بحصولهم على العلم مبكراً..
الا ان التأثير السلبي هو هجرة ابناؤها لعدم حصولهم على
فرص عمل الا في المدن الكبيره نظراً لوصولهم لمراتب من خلال تعليمهم .

في تلك القريه واثناء سيرنا قابلنا (عامل باكستاني بسيارته ).
فسألناه اين يؤدي هذا الطريق (ونحن في وادي متجهين جنوباً )
نريد الخروج من القريه.فقال: هنا طريق الى (مغيرا)
ويتوقف الطريق واذا تريدون الخروج عودوا من حيث اتيتم ..

بعد انتهاء تلك المحادثة مع العامل تذكرت أبيات من قصيدة الأخ العزيز
(مشهور يوسف السرحاني) وهو من أهالي النشيفه
التي قد سمعناها منه عندما قابلناه في تبوك ليلة البارحه.
من قصيدته التي بعنوان ((مجلس العصر الحزين)) وهي تتحدث عن تلك
المجالس المعطرة بعبق الماضي في تلك القرية ومجالس الآباء ..

والفناجيل التي تدار من يسار ومن يمين ..
......................والبيوت اللي من اول عامره باهـل المكـان
خالية واللي سكنها عامل ٍ يرطـن رطيـن
.....................وين اهلها ؟ ودعوها يوم وقت الموت حـان


ثم ترجع الذكرى بشاعرنا( مشهور ) ويرجع معه الحنين لهذه
المجالس في هذه القرية ورجالها الكرماء
الذين خلدهم التاريخ ورحلوا لدار أخرى وتركوا بصمات الشموخ
والعز ...في ذلك المكان

كل شايب كان معنا وارتحل مـع قـوم كـان
.....................المؤذن والامام ومجلـس العصـر الحزيـن
يوم امره كن قلبـي تطعنـه حـدب السنـان
....................لاذكرت اللي جلس به من رجال ٍ طيبيـن
لاانكسر ظل العصير وهفهف الغربـي وزان
......................ميلوا للشايب اللـي يعطـي العلـم المبيـن
يـروي علومـه بحكمـة وبرويـة واتـزان
......................بالمغالط مايخوض وهرجته هرجـة رزيـن

ولاغرابة في أن يحن الشاعر مشهور لتلك المجالس والزمان عندما ينكسر ظل العصير
ويهب (الهوى الغربي) بنسماته العليلة في حضور هؤلاءالرجال المعروفين
بالكرم الذي لاحدود له ولامثيل ..
ولاغرابة أيضاً أن يحن لزمن ذلك الرجل (ابو مشهور) رحمه الله
الذي له أبيات خالده :
مايستريح اللي عزم له رجاجيل....
.........................اللي دعاهم للعشا وإستجابوا..
فلم تعد تنفعنا ذكريات ماضيهم التليد ..مع تلاشي تلك المجالس وخلوُ
(الديره من أهلها)..الا القليل منهم.
لم تعد كما كانت في السابق
ولكن .....هي سنة الحياة (لاتدوم على حال).؟
رحم الله ذلك الزمان وأهله.

أما الأغلبية من يسكن النشيفه :
السراحين
والشوامى
والحمر
وزباله
.

((الذييل))

بعدما خرجنا من النشيفة بطريق صحرواي وعر قاصدين قرية الذييل
التي تبعد عن النشيفه حوالي عشرين كيلوا متراً أو يزيد ولكن طريق
وعره وممهده بعض الشيء.

وفيها بعض الحفريات لسفلتة الطريق فوصلنا قرية الذييل التي تختلف
اختلافاً كبيراً عن طبيعة وتضاريس ابو راكه والنشيفه جبالها تشبه
جبال حائل وسهولها .
وعند وصولنا للذييل وصلنا الطريق السفلت واعمدة الكهرباء
مع انها تعتبر قرية حديثه غير زراعيه ..
يسكن قرية الذييل .
فروع زباله من بلي .

((النجيل))


واصلنا مسيرنا حتى وصلنا الى طريق (رئيسي) ( العلا – الوجه )
وهناك لوحة ارشاديه (بدا50 كيلو) يسار ..ثم بعد ذلك توجهنا الى
اليمين طريق العلا وبعد مسافة حوالي 10 كيلو مترات مفرق ترابي_
(ردميه) يتجه الى قرية النجيل
لاأذكر كم كيلو المسافة بين طريق العلا والنجيل ..ولكنها قرة جميلة
بها عدد لابأس به من المنازل وبعض الخدمات
أغلب سكانها
زباله من بلي

(( البلاطه ))

وهي آخر محطة في طريقنا على نفس طريق العلا الوجه قريه جميله
بها مدارس ومركز اماره ..
حسب علمي يسكنها الاغلبية

السحمه من بلي
عذراً لم نتوقف بها,,؟

((عورش))


ثم واصلنا المسير باتجاه العلا وبعد البلاطه بخمسة كيلو متر باتجاه
العلا هناك طريق ترابي على اليسار

كتب عليه لوحة ارشاديه ((هجرة عورش)).. وهذه (الهجرة المغموره)
التي بحثت قبل اشهر قليلة في محرك البحث (goooogle)
عن أي شي عنها وعن هذا المسمى ولم اجد لها اثراً في النت ..
ولكن لضيق الوقت لم استطع الوصول واخذ جولة بها ..
وحبيت أن اذكرها (على الأقل موقعها).
وهذه الهجرة حسب ماسمعت انها للمواهيب من بلي


((العلا))

غنية عن التعريف فأعذورني لن اكتب شيء عنها .

.....

((لقطات معتمة من الرحله))


بلي تفتقد لكثير من الخدمات
منها بث الجوال
والتلفون الثابت
والطرق المعبده
أماكن الخدمات
والمحطات البتروليه سيئه.
والمطاعم تكاد تكون معدومه.
انقطعنا عن العالم اثناء الرحلة بسبب عدم وجود البث للجوال
حتى وصولنا الى العلا



((لقطات مضيئه في الرحلة))

الكرم اللامحدود من أبناء القبيلة كل من قابلته وعرف أنني لست من هذه القرى.
كثرة المصليات وخزانات المياه على الطريق وحتى لو كان ترابياً .



شكر خاص للأخوان الذين اتصلت بهم تلفونياً واعطوني
المسافات وبداية حدود قرى بلي. فيما لم اسجله بتلك الرحلة =========



الرد من أبو حاضر الهمزاني :




( الــــــجــــزء الأول )





==========


مهد لي العذر في نظم بعثت به
======= من عنده الدرُّ لا يُهدى له الصدف



الأستاذ / براك خليف البلوي . المحترم .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ... تحية طيبة ... و بعد ،،،


أولاً : أود أن أشكرك على انتسابك في شبكة و منتديات الأسلم ( رواســـي طــــيء ) و رسمك لهذا الموضوع هذا اليوم 4 صفر 1429هـ . و وصفك بأنه إهداء لأبو حاضر ...

و أشكرك أيضاً جزيل الشكر على إهدائك لي هذه الجولة في تلك البلاد التي أحبها قلبي و شغفت فيها روحي بحكم أني أمضيت فيها أيام شبابي و لي فيها صداقات و علاقات حميمة مع جميع شيوخ و رجالات و وجهاء و أدباء و رواة و شعراء فروع قبائل قضاعة القحطانية و منهم قبيلة بلي العظيمة ذات التاريخ المجيد و الكرم الأصيل و الوفاء و الصدق و النبل .



ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها
====== عقود مدحٍ فما أرضى لكم كلمي


و من أصدقائي هناك سعادة الشيخ الطموح / مشعل بن لافي بن غنيم . من مشائخ قبيلة جهينة ( فرع عشائر آل موسى ) و آخرين غيره و من الأدباء صاحب المعروف في قبيلة شمّر الرجل الألمعي / فحيمان بن عوده الحجوري الجهني . و الشاعر المطبوع / شديّد بن سويلم الحمدي الجهني . و غيرهم الكثير الكثير ...

و لكني هنا أريد التحدث عما يربطني في أحد فروع قضاعة و هم قبيلة بلي الغالية على قلب كل رجل شريف يرى في عروبته و أسلامه ما يضيء الدنيا من تاريخ و أصالة .... و لعلي أعرّج على بعض ذكرياتي مع بعض أصدقائي من قبيلة جهينة العزيزة في بعض السطور هنا أو في لفتة أخرى أن شاء الله تعالى ....

و لكني الآن رغم مشاغلي فقد ألزمني الأستاذ / براك البلوي . أن أتحدث عن بعض أيامي في ديار بلي و لو في شبه لمحة مختصرة جداً جداً ... و مع ذلك فهذا يسعدني جداً و يزيدني شرفاً و يمكن أن مرد تقصيري في ذلك قلة فراغي على الرغم من أن لدي الكثير المفيد - حسب ظنّي و بعض أصدقائي الكتّاب - مما أود قوله و نشره عن تاريخ و أدآب تلك القبيلة بالذات - و الذي قد يغضب الآخرين - بعيداً عن محبتي لهم المفرطة و لكن لأن أبناء قبيلة بلي الكرام واثقين من أنفسهم لدرجة أنهم لا يرغبون في الأعلام لا بل و يحتقرونه و يجتنبون التعامل معه حفاظاً على الأصالة و كرهاً في الدعاية لقشور تنقص أكثر مما تزيد و تُشوّه أكثر مما تُجمّل ... و ليعذرني الجميع بسببب التأخير على الرد لأن الموضوع له جانب جغرافي كما في مشاركة الأستاذ / براك البلوي . و من هذا الجانب يندرج التاريخي و الأدبي و غيره من العلوم التي مصدرها تلك العلوم مثل السير و القصص و الأحداث القريبة و غيرها و لعلي أبدأ في استذكار بعض أخواني هناك و أصدقائي الكرام ....


و من أبرز أصدقائي هناك سعادة الشيخ / أحمد بن محمد بن إبراهيم بن سليمان ( البــاشــــا ) أبن رفاده . حفظه الله و رعاه .

ذلك الشيخ الجليل المتواضع و الورع التقي و الكريم الحاتمي و العربي الشهم الذي لا تفارقه الابتسامة و لا يبرح فوح الحميّة أنفه و لا يفتأ عزيز النفس شامخها ... آطال الله عمره و متعه بالصحة و العافية ... آمين .


و قد استذكرت هنا أبياتا ضمن قصيدة للشيخ / رشيد بن مرشد المطرفي . رحمه الله . نظمها في سعادة الشيخ / أحمد بن محمد بن رفاده . بعدما رحل من منزله في محافظة الوجه إلى مدينة تبوك . و فيها قوله :


البارحة كنّي على واهج النار
======= عزّي لمن مثلي هجوسه تروده

لا و الله إلا شيخنا غادر الدار
========= أقفى كما مزنٍ تقافة رعوده

أقفى كما حرٍ ضرب عقب مشهار
======== مشره على الصيده و نفسه حقوده

رحل و لا طاوع مشيرٍ و شوّار
========= و إليا عزم يصعب علينا ردوده

أقفى ربيع الرمل و الضيف و الجار
======= اللي إليا شان الدهر زاد جوده

الله يجير أحمد من النار و العار
======== اللي فعوله بالرجال معدوده



ثم يقول واصفاً الشيخ / أحمد ( أبو إبراهيم ) بما هو أهله و قد صدق و أصاب في جميع صفاته و منها قوله في سعادته :


أحمد إليا عمست و خبثنّ الأشوار
======= ما يتّقي عن ربعته في شنوده

أحمد إليا جوّ له مودين الأخبار
======= عدّ النهيل و واجدتٍ وروده

أحمد على ميلات الأيام صبّار
========= ما هو هباديٍ يمدّح جدوده

كريم ما عنده من البخل مقدار
======== يفرح به اللي قاصراتٍ زنوده

أحمد يعدّ من الرجاجيل الأخيار
========= ما هو طفيليٍّ يقوّد قعوده

هو ريف ربعه يوم شطّات الأسعار
========= في الجود و لا راح فعل الباروده

أحمد على كبش المصاليح له ثار
======== يمناه مدراره و نفسه ركوده

ما هو بشمّاتٍ إليا صار ما صار
======== وسط المجالس ما يبيّح سدوده




إلى آخر ما قال رحمه الله في الشيخ / أحمد بن رفاده ....



في الحقيقة أن ما قيل من ثناء صادق شعراً و نثراً في سعادة الشيخ / أحمد بن محمد بن رفاده . كثيراً جداً بحيث يكفي لتدوين كتاب من الحجم الكبير جداً و لعلي أختار هذه الأبيات المختصرة من قصيدة جميلة للشاعر / عبدالكريم بن سليم بن صويدر الرموثي البلوي . في مدح الشيخ / أحمد ( أبو إبراهيم ) سلمّه الله تعالى ... آمين . و فيها قوله :


يستاهل الشيخه سلايل سليمان
======= سلايل الباشا عريب الجدودي

قولى على أحمد شوق مردوع الأوجان
======= أبن محمد كل يومٍ بزودي

الله يفكّه من صواديف الأزمان
========= و الله يجيره من عيون الحسودي

يستاهل التمجيد من قلب و لسان
========= حيث أن ذكره ينقلوه الوفودي

و ماني بحال هروج حاسد و زعلان
========= قولي ثبات و لا يبي له شهودي

هذا ولد شيخٍ إليا ثار دخان
========= يقدم على الطولات ما هو شرودي

جدّه فعوله يوم زوغات الأذهان
========= مثل الصواعق و المطر و الرعودي

أخذ من الدوله نياشين سلطان
========= ما هي سواليفٍ تغثّ الكبودي

ياما تعلّى فوق زينات الأرسان
========= و ياما ثنى من دون فج العضودي

و ياما وقف بوجيه غزوٍ و عدوان
======== و خاض المعارك بالقنا و البارودي

و ياما تنصّى له من الجوع جيعان
======== بأيام شينه جعلها ما تعودي

و ياما لفوا له بين خايف و بحلان
========= و يأمن بجاله من دخل بالحدودي

حتى الحجيج أن مروا بلاد ديدان
======== بحمايته علمٍ ثباتٍ وكودي

و قبائلٍ تتبعه بدوٍ و حضران
======= و ربعه بلي يوم الملاقى تذودي


و القصيدة طويلة ....



و مما لا يعرفه الكثير أن سعادة الشيخ / محمد بن أحمد بن رفاده ( أبو إبراهيم ) شاعراً عذباً و لكنّه مقل و شأنه بذلك شأن السادة الذين لا يحبذون أن يظهروا بمظهر الشعراء و هذا هو العرف المتبع منذ الجاهلية عند العرب و لا تزال قبائل قضاعه تتبع هذا العرف الشريف و الذكي علماً بأن جميعهم من شيوخ و سادة و وجهاء و رجالات قبيلة بلي العظيمة لا يحبذون التفاخر فقط بالشاعرية و يرون أن الشعر لا يعني شيء في غياب مقومات الرجولة الحقة من صدق و وفاء و شهامة و غيرها من القيم النبيلة في حين أن هناك حمى سائدة بأن الشعر و فقط هو كل شيء و هذا خطأ فادح و لربما أصبح الشعر وحده مذمة و سبة للرجال أن لم يكن هناك ما يبرره من مقومات أخرى من واجبات الرجال غير التفاخر بجمال الأقوال .

و قد كانت لي علاقات كثيرة مع العديد من الرجال هناك من بادية و حاضرة قضاعه فلم أعلم أنهم شعراء إلا بعد فترة طويلة من الزمن في حين أن البعض من غير قضاعه بالطبع يقدّم نفسه للمعرفة تحت لقب ( شــــاعـــر ) و لا غير فيصغر في عيني في حين أنه كان يبحث عن العظمة .

و هذا مبحث آخر يختلف عليه أناس لست منهم . و لعلنا نعود إلى ممدوحنا و أبياتاً من قوله الجميل لجمال أفعاله و خصاله آطال الله عمره ... آمين . و من قصائده ( الشيخ / أحمد بن رفاده ) التي تدل على كرمه و كرم نفسه و نبل أخلاقه هذه الأبيات بعدما تعرّض لحادث مروري أليم بين محافظة ضبا و محافظة الوجه ذاهباً إلى مدينة تبوك عام 1424هـ . أدى إلى كسور عديدة ألزمته السرير الأبيض لعدة أيام تقترب من الشهرين أو أكثر تقريباً و مع ذلك فقد كان يسعد في زيارات أصدقاءه و محبيه و لم يأبه في حالته الصحية حتى أصبح الجناح الذي يرقد فيه مزاراً لشيوخ و رجالات قبائل قضاعه و القبائل الأخرى و يقول سعيداً بذلك و كارها الوحدة و الراحة التي ينصحه فيها الأطباء من أجل حالته الصحيّة أبيات منها :


يا شمس يا شمس الضحى لا تغيبي
========= حتى مسايير العرب ما يروحون

اللي بشوفتهم جروحي تطيبي
======== و اللي بروحتهم جروحي يشبّون


ثم يقول ...


مرقدٍّ على سريرٍ صويبي
======== مكسّر الأطراف و الصدر مطعون


ثم يعود مدعماً أيمانه بصادق القول و العمل ...


هذي مقادير العزيز الرقيبي
======= و كل الخلايق في قدرهم يمرّون

راضي بمقسومي و هذا نصيبي
========= و اللي كتب للعبد يأتيه مضمون



إلى آخر ما قاله ... سلمّه الله ... آمين .


و ليس غريب عليه محاسن القول و الصول فهو سليل ( الــــبــاشـــا ) الشيخ / سليمان بن رفاده . شيخ مشائخ بلي و الذي لو تطرقنا إلى أفعاله و دوره التاريخي في شمال الحجاز لأنهلنا الأقلام و كتبنا الأسفار تلو الأسفار فيه و في أسرته الكريمة من قبلٌ و من بعد ...

و لكنني أريد أن في هذه الإطلالة المختصرة أن التفت إلى جانب الشعر و فقط و الذي أحفظ من قوله رحمه الله قصيدته الشهيرة و فيها :


يا مسوّي الفنجال سوّه و ذوقه
======= خص الربوع و لو تعديّت لك ناس

سوقه على اللي وافيٍ في حقوقه
========= يملى الصحن و يخفّض النفس للناس

و الثاني اللي كل عدٍّ يذوقه
========= اللي كلامه مثل عطّات الأمراس

و الثالث اللي و أن تلاعج بروقه
=========== فكّاك ربعه يوم الأرياق يبّاس

و بعض العرب خلّه قليله حقوقه
========== يشرب من الثنوه إليا غلّق الراس



إلى قصيدة نجله الشيخ / أحمد بن سليمان بن رفاده . رحمه الله . و التي يهدد فيها أحد خصومه بعد وفاة والده ( الـــبـــــاشــــــا ) و التي منها قوله :



يحرّم عليه حضن ميّاح الأردان
========= أن كان ما خليّت ذودك شليلي



و القصيدة ذات حدث معروف و لا داعي لسردها سوى لشاهد فقط دليلاً على سيادته و شجاعته الفائقة و التي لا تحتاج إلى دليل سوى للتلذذ في أبياته ... و التي جعلت المعني في القصيدة يتراجع و يعود ليعتذر مما بدر منه في حدث معروف عند رواة قضاعه و غيرهم ممن يهتم في شأنهم التاريخي و الأدبي ...



و من أبيات الشيخ / أحمد بن سليمان ( الباشا ) رحمهما الله بيتاً أصبح في ذهني منذ أكثر من عشرة سنين كمثال عزة و شرف و على الرغم من أن ما يماثله في الشعر كثير جداً سواء في فصيحه أو عاميه إلا أنني أحبذه جداً على جميع ما أحفظ في بابه و هو قوله :



نوم الهناء لو هو على راس حرفوف
========= ألذ من نوم المهونة على زل




من قصيدة يوصي فيه على الضيوف و العواني و الاحتفاظ و الالتزام في المبادئ و القيم الأصيلة ...

و كذلك قصيدته التي يوصي فيها أبنه ( علي ) على الضيوف و احترام الرجال الذي سبق لهم أن فعلوا شيئاً مشرّفاً لأوطانهم و من حولهم و منها قوله رحمه الله :



يا علي كود أنك تضم الوصايه
====== الب الكلام اللي يقوله لك أبوك

أن مهلّت فيك الليالي ورايه
======== رحّب بأهل عوص النجايب إليا جوك

رحّب بهم ترحيبةٍ بتهلايه
========= رحّب بهم يا علي من قبل ياتوك

و أذبح لهم حايل من الضان غايه
========= يصبح شحمها بالصحن تقل دلموك

و الشايب اللي ماضيه له حكايه
========= يا علي كبّر واجبه كنّه أبوك

و إليا بديت الرجم حق الرمايه
========= حاذور تنزل لو بالاطلاق خصّوك






في الحقيقة أن أخلاق عموم آل رفادات و أدآبهم و أشعارهم القوية جديرة بالاهتمام و المطالعة و من ذلك قصيدة شقيق الشيخ / سليمان ( باشا ) أبن رفاده . و هو الشيخ المرحوم / فحيمان بن رفاده . و الذي قال ذات مرة غاضباً من أجل عوانيه :


الله من قلبٍ كثيره لهوده
======== شيٍ خفي و شي تدري به الناس

كيف الذراء بانت علينا وهوده
======== شمسه ضريره تسطح الكبد و الراس

و كيف الجمل ياكل رفايد بدوده
========== من ينهمه عن لدّة الوثر يا ناس

لا عاد مالي حيلةٍ بالباروده
========= و لا لي يمين تنقل السيف عباس

لاقفي كما مزنٍ تفافة رعوده
========= و أبعد عن ديار المهونة و الأنكاس



إلى نتجه شرقاً ببصولة الشعر من ( التهمه ) إلى ( الشفا ) حيث آداب و أشعار ( أهل الشداد ) آل مناقره و شاعرهم المفوّه و الملقب ( التلفيه ) معوض . رحمهم الله جميعاً ...


فمن قصائد الشيخ المعاصر / سعود بن راشد منقره . و الذي زارني في منزلي بالوجه ذات مساء مرافقاً لأخيه الشيخ المرحوم / حمود بن راشد منقره . و الراوية الكبير الشيخ / حماد بن راشد منقره . نختار منها أبيات سبق و أن ألقاها علي و منها قوله :

رفيقك اللي بالمواقف يخليك
======== ما هو الرفيق اللي عليك احتماله

خلّه يسنّد واديٍ غير واديك
========= لا عاد ما تنفع يمينه شماله

و أن فاتت الهيّه بدابك يناجيك
========= ودّه يرقّع عثرته من هباله

هيهات لا فات المقدّر دعاويك
========= الأولة ما تلّحق بالسهاله

لا عبت ما تدرك مع الناس عانيك
========= مثل الذي تقصر عن الماء حباله

مذموم بين الخلق لا حل طاريك
========== و من يتبع الهيّن قليلٍ نواله

لو هو ولدك إليا أنحرف عن مباديك
========== أطلب من المعبود يرزق بداله

لا صار ما هو ماشيٍ في مراضيك
========= كبضاعة اللي ما أدركت راس ماله

أما الرفيق اللي داومٍ مصافيك
======== هذاك يعطى واجبه بأكتماله

لا غبت كنّك حاضر الدار كافيك
========= نطّاح للكايد بحاله و ماله

ما هو من اللي لا فعل طيّبه فيك
========= يستافي المعروف قبل اكتماله

من صار ذا طيبه عطا باغيٍ ذيك
========== كصحبة الدلاّل حول الدلاله

إلا بحق الجار و الضيف أبا أوصيك
========= لا تحتمل عوجاه قطّع حباله



و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته






أخوكم و محبكم / أبو حاضر



إبراهيم بن سعيّد فهيد الدوخي الهمزاني الأسلمي الشمري


باحث في التاريخ و الأدب و مؤسس شبكة و منتديات الأسلم الألكترونية

( رواســـي طـــــيء )



مساء الجمعة 23/6/1429هـ .



يتبع الجزء الثاني أن شاء الله تعالى ...

أبو حاضر
06-28-2008, 04:17 PM
تابع لما قلبه ...



... و بالعودة إلى شاعر آل مناقره البطل ( معوض التلفيه ) و الذي أحب الغزو حباً جما حتى أنه بات يتمناه في مشيبه بعدما ( تثنت أرجله ) و عجز عن الحركة بقوله :


قلت آه وآرجليّ لوهنّ بالأوجاد

========== وجدي عليهن وجد مضمي على بير

ما صونهن لا قيل للربع ورّاد
========== لا عاضب المسرى بناخ الدناقير

ياما لويناهن على الخرج و شداد
=========== و ياما بدن في عاليات المسابير

و ياما بدن في رأس عرنان من غاد
========== على ديار مصلحين الخواوير

و لو خيروني بين جدّه و بغداد
======== و الله ما أرضى بالقوايم مخاسير



و الشاعر / معوض التلفيه . هو رفيق غزوات العقداء المشاهير في قضاعه الشيوخ / سنيد بن سليم منقره . و مسند بن سليم منقره . رحمهم الله تعالى ... آمين . حتى لقبه الناس بـ ( شاعر منقره ) و التلفيه صفة له و كان يطلق على الهاتف ( التلفون ) تلفيه و كان معروفاً في الحجاز بحيث يباري سكة الحديد الحجازية التي تبدأ من تركيا حتى المدينة المنورة و تمر شرقي بلاد قبيلة بلي و لقبوا معوض بـ التلفيه لسرعة فهمه و ذكاؤه الحاد و كانوا يضنون بالهاتف أنه يفهم و يدرك بحيث هو مجرد آلة لنقل الصوت في ذلك الزمن . أما الآن فأصبح الهاتف ينقل الصوت و الصورة و المعلومات عبر الانترنت أيضاً .


و هو القائل بعدما قطع أقوام أبن رشيد نخيل قرية جيده من بلاد بلي يلوم أبن رشيد و شمر على ذلك العمل المشين و قتل الكهول بعد التجاء من يقدر على الهرب في الجبال صعبة المسالك :



يا مير لو ما يتلاك يا مير يتلاه
======== أن كان صبحكم على باب حايل

و أبن خويتم شايبٍ ما فقدناه
======== و إلا النخل ما ينقل السيف صايل



و كذلك يلوم قبيلة حرب لأنها هي من تولت ( الدلالة ) لجيش الأمير / محمد العبدالله الرشيد . رحمه الله ... آمين . بحكم أن حرب تحاذي في كثير من بلدانها بلاد قضاعه ( بلي و جهينه ) في الحجاز فقال التلفيه لائماً لهم على ذلك العمل و يهددهم في العقيد ( منقره ) و غزواته الباسلة :




كان الدلاله يا حليمه لكم ثار
======= الله من دينٍ على الله سداده

جبتوا لنا الدمام يضحي على الدار
========= تقل دباءٍ طايرٍ من بلاده

من حمد ربي فيدكم هدم و حمار
========= و حنا لنا بديار الأجناب عاده

يا ويلكم من طيرنا حين ما طار
========= الله قنصنا فيه بأول هداده

إليا ضرب بالكف من غير الأضفار
========= يصبح معلّق بالضماير سواده

ما شفت نوره تقشع الثوب بجهار
========= راحت مفرّع عقب طريا الحشاده

جبنا ركايب شيخكم زين الأذكار
========== أبن رشيد اللي له الطيب عاده

و يحرم عليكم بالمساء شبّة النار
=========== و أنضفكم بالحزم ضف القراده




و للتلفيه فخريات حادة منها قوله على سبيل المثال :


نضرب على دار العداء قد حيله
========= و العمر في رأس القلم حط بكتاب

كلٍ حضر بالقيظ ودّه نخيله
========= و حنا نوقّف عند فتّاح الأبواب

في خبرهن ما نستعيز الدليله
=========== من كثر ما نركب على عوج الأرقاب

و الهرش حنا اللي طوينا صميله
============ ذوده نقسمها مصاعيب و ركاب

نخنا لها بين النخل و الدبيله
=========== و الخيل طاير عجّها عقب الأتعاب



و قد ذكرني قول ( التلفيه ) في شطر بيته ( من كثر ما نركب على عوج الأرقاب )
قصيدة لأخي و صديقي الشاعر العذب الملهم / خالد بن مطلق العنزي . مدحاً و ثناء في صديق الجميع الشيخ / فهد بن حماد بن راشد بن سنيد منقره . و أسلافه آل مناقره الكرام و ذلك عندما كنا نسكن محافظة الوجه جيرانا في حي واحد و كنا نتزاور بشكل دوري و جاءت قصيدة ( أبو ياسر ) خالد العنزي . و فيها قوله :


المرجلة تبغي مثل فهد حماد
========= اللي يحوش الطيبة ما يهابي

تلقاه و أن ضاقت سباريت الأجراد
============ يبين مثل الضلع راسي و نابي

فعل اليمين و قبله أفعال الأجداد
=========== مناقره لا جاء نهار الحرابي

ياما أشبعوا سرحان من روس الأضداد
========== ( و ياما اشتكت منهم ظهور الركابي )

أهل الصبر و أهل العزم لأبعد الماد
============ و عاداتهم نطح الأمور الصعابي

تاريخهم في صفحة أهل الوفاء ساد
============ أمجاد مثل مشمرخات الهضابي




و في مطلعها يقول ( أبو ياسر ) :



يا ياسر أكثر بالتراحيب و أزداد
========== و ألحق تفضل لأجل من زار بابي

قولة ( هـلا ) يفرح بها كل نشّاد
========== أسرف بها للضيف ساعة غيابي

و هات القدوع و سوو دلّه و براد
========== و قم صبّها و باق اللوازم تجابي

و أترك كلام أهل الضغاين و الأحقاد
=========== اللي لهم عن الجمايل حجابي

عند اللوازم يزبنون التصداد
========== عجلين بالاقفى كبار العلابي

ناسٍ يقولون انتهت حاجة الزاد
=========== و أقول أنا تقدير ما هو خرابي

الطيب ما يفنى له سلومٍ جداد
========== يجهل بها اللي من غلاء القرش هابي




ثم هذه الحكمة الفريدة و المعنى البكر في قوله :



المال شمس و ظلّه أفعال الأجواد
============ تنحاه نحي العاصفة للسحابي



ثم يستغرق بقوله :



كم من بخيلٍ يملك المال ما جاد
========== يموت فكره بالعدد و الحسابي

يبخل على نفسه بفرحات الأعياد
=========== و هو يدري أن نهايته للترابي



فـ ( لله در أبو ياسر ) فكم هو شاعر بمعنى الكلمة يستخدم لغة مصقولة بأسلوب سهل ممتنع قل أن يتقنه أحداً هذه الأيام و لقد أغرمت بشعره حتى حفظت منه الكثير و الكثير و الذي كان مثار أعجاب آخرين غيري من كهول الشعراء المعاصرين في نجد و الحجاز على حدٍ سواء .


و بالعودة إلى شاعر منقره التاريخي ( معوض التلفيه ) نجد أن معظم شعره حماسي و قد سبق أن تم تدوين بعضه في كتاب ( شاعر من نجد ) للمرحوم الشاعر / الأسمر الجويعان العنزي . و الردود عليه و من قوله الذي لم ينشر من قبل أبيات يفتخر فيها بأفعال قومه و عقيدهم الذي لقب بـ ( المجنون ) و فيها قوله :


ممدنا من جيده اللي تخبرون
========= و على اللبيدي مطلقين النطيره

ساقة عقيدٍ لا مشى تقل مجنون
========== يمد من ديره و يصبح بديره

نصبح على كبد العداء تقل طاعون
=========== في جمع كنّه لابةٍ مستديره

يا جاهلين بحربنا ما تعرفون
============ ( البل ) إليا حلنا عليها عسيره

الوضح أخذناها و نمشي على الهون
=========== و عود مكيس و حرها في ضميره



إلى آخر قوله ...


و هكذا كان الحال قبل توحيد هذه البلاد الطاهرة على يد المؤسس جلالة الملك / عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود . طيب الله ثراه ... اللهم أستجب . و أبناؤه الذين أكملوا تشييد صرح هذا الوطن الغالي على كل عربي و مسلم .


و بما أن الأستاذ / براك بن خليف البلوي . ذكر في إهداءه لي قرية أبو راكه استذكرت قصيدة لمعوض التلفيه في ( تذرع ) و هو الواقع شرق قرية أبو راكه و قد لبّى الشيخ / مسند منقره . النداء و أجار من هناك و نفى الضيم فقال فيه شاعره التلفيه ما يلي :


سحابةٍ خيلتها نشوها زين
========= مجنوبةٍ هبّت عليها الهبايب

تبرق من القصّه إلى خشم فرقين
========== و تسقى على تذرع رياضٍ عشايب

صبّة عليهم بالضحى يوم الاثنين
=========== و أول مطرها مثل لهب اللهايب



ثم يقول ...


عيناك يا ( تذرع ) أن كانك تصيحين
============ جيناك في ملحٍ يبوج الضرايب

الأولة لعيون مدعوجة العين
=========== مدعوجة العينين شقراء ذوايب

و الثانية لعيون من درّها زين
========== اللي حليبه ساطعٍ بالهنايب

خمسه على مسطاح و عشره عطيبين
=========== يا ذيب يا سرحان وين أنت غايب

أن ردت من لحم النشامى العفيفين
=========== و أن عفتهم يا ذيب تلقى ركايب

من غيرهم عشره بعدهم عطيبين
============ و ذود ( ....... ) جايبينه كسايب



و من شعره في آخر حياته بعدما توفوا أصدقاؤه الشيوخ ( سنيد و مسند ) منقره . قصيدة مؤثرة أرسلها إلى الشيخ / نعيس بن رفاده . رحمهم الله تعالى . و منها قوله :


يا شيخنا يا عزّنا و آذرانا
========== و شيخنا يوم الليال تعيب

أن بانت الطلبه يبين و لا يتقي
=========== حفره بعيد و يغرق الطليب



ثم ما يلبث أن يعود مفتخراً بقومه :




لا وآهني من صاح و حنا فزعته
============ نرمي الأشدّه فوق قبٍّ شيب

ما حنّا شوايا تعوّد للحذاء
============= و نصف العرب تفزع و لا تثيب



ثم يوصي أبنه بقوله :



أوصيك يا عويضه و لا تنسى وصيتي
============== اللاش لا تدعيه لك نسيب

و لا تعجبك الغنم في كثرها
============ و من جوّز الطيّب هو الكسيب

و اللي رداه معقّبه له جدّه
========== خلفه تدر و لا بها حليب

و اللي رداه بين أبوه و خاله
=========== ردي إليا من الغراب يشيب



في الحقيقة لا أدري لماذا دائماً يرتبط في ذهني ( التلفيه ) و ( الصيادي ) على الرغم من أن الشاعر / علي الصيادي . جهني و ليس بلوي و لكن ربما أن السبب هو أن الشاعر / علي الصيادي الجني . قد أمضى شطراً من حياته لاجئاً عند قبيلة بلي أو مجاوراً لهم لمحبتهم لديه أو لأسباب أخرى و ربما أن هناك أسباب أخرى من حيث الشاعرية و قرب زمانهم من بعضهم البعض مع علمي أن هناك فوارق شاسعة بينهم فالمعروف عن ( التلفيه ) أنه شجاع شارك في الكثير أو كافة مغازي الشيوخ المناقرة و نظم فيها أشعار جميلة أوردنا طرفاً منها .

و على النقيض فالمعروف عن ( الصيادي ) أنه ليس بشجاع و لكنه حاد الذكاء نافذ الحيلة و قد عاش فقيراً معظم حياته و من شعره في كلبه ( شلاح ) - بدون تشديد – بعدما حل في أحد السنوات بين أقوام لا يعرفهم و لا يعرفونه كثيراً و لا يدعونه و لا يلبون دعوته إذا دعاهم و نزل بعضهم من فوقه بأعلى ( تلعة ) كان قد حل بها و من أولئك عدة رجال يملكون قطعان من الأغنام كثيرة و لكنهم بخلاء فنظم هذه الأبيات التهكمية يوصي ( كلبه ) بأن لا ينبح على الذئب أن جاءه يريد الإغارة على أغنام أولئك البخلاء الذين حلوا في أعلى تلك ( التلعة ) و يبديء لهم النصح و كأنه منهم كي تزداد محبتهم له و يتقرب منهم هازئاً بهم في شعر تهكمي و فيه :




شلاح لا تنبح على الذيب و أن جاك
========== خلّه يسنّد يم أهيل السماني

توحي لهم مع تالي الليل دكداك
=========== تملّحوا و أنا عشايه كفاني

الصبح بدري عندك السعن و حذاك
============ و شريق في راس الطويله تناني

بدّر بمسراحك و ظلّم بممساك
============ من خوف ضيفٍ يعترض لك .....

ياما حلا و أن روحنّ عند معزاك
============ توحي لهن هن و البهم صلهجاني

و إليا تميعتوا و دهنّت سبلاك
============ أخذ الهنابه مزّ مزّ الاتاني





ثم ينصح أولئك ( العفون ) بما يروق لهم ...




كب المجالس عنك و الهرج ياذاك
============ أمن الحفاظه كزّ يم اللياني

و إليا حدرت السوق في سمن معزاك
=========== خلّك حريص و لا تجي مخرباني

و إليا قضبت السلم في كف يمناك
============ أحرص من اللي يدغشون الوزاني

خذ لك خلاصه و أترك العيش ياذاك
============= تراه في المخضار قرد الدهاني

و مهبول يا من حط هذا على ذاك
============ حط اللبن من فوق رزٍ يماني

و مهبول ياللي تذبح التيس يمناك
============ اللي يزوّد تاركين المعاني





ثم نعود كما ألزمنا أنفسنا في الكلام فقط حول أدآب و أشعار قبيلة بلي مع احترامنا الشديد لكافة أبناء الجزيرة العربية من القبائل و العوائل و الأسر الكريمة الأخرى .

و لعلنا نعود إلى القهوة و التي تسميها عرب الجزيرة بـ ( الكيف ) فالكيف عند بلي شيء مقدس و شأنهم بذلك شأن الكثيرين غيرهم و لكن شعرائهم أبدعوا في وصف القهوة العربية و من ذلك قول الشاعر / رشيد بن مقلقل العرادي . رحمه الله . حيث كانت له قصة مع حبه للقهوة و بعد أبناؤه عنه كي يخدموه بعدما طعن في السن ، و يقول مخاطباً زوجته بعدما أغضبته حول حبه للقهوة الذي شاركها في زوجها :


ياللي تقول قليبنا مريحاني
========= ياما بقلبي من تعاقيد و لوو

يا ذيب و أن أخلت عليك المثاني
=========== و لجلج عليك الجوع يا ذيب قم عو

و ما يعوي إلا بارد الزند واني
=========== اللي عياله عن هوى باله أنحو

هاتوا لنا بنٍّ من السوق قاني
=========== يعبى لأهل شيب الغوارب إليا جو

مثل سوات مشيدين المباني
============ لا جيت حرف بيوتهم يوم ناضو

لا قايلٍ نيّه و لا محرقاني
=========== برنوق و إلا ريق طيرٍ هوى جو

و من ثم سقها للجناب اليماني
============ شرابها عن دوخة الراس يصحو

تقصر عن اللي تاركين المعاني
============= لقّوا حزاب الضلع و أمسوا و لا جو



و قد ذكرني قول رشيد بن عامر العرادي ( لا قايلٍ نيّه و لا محرقاني ) في قول أخي و صديقي الشاعر الأستاذ / سليمان بن عبدالله بن فالح الربيض السبوتي الوابصي البلوي . ( الرمزي ) في أحدى قصائده التي أرسلها لي من بلاده و بلاد قومه ( وادي الكر ) و قرية ( روض الأبل ) و ذلك بعدما شرفنا في زيارة أسعدنا فيها في منطقة حائل في 8/6/1418هـ . و فيها قوله :


أمس الضحى نويت درب و مشيته
=========== من روض واد الكر و الدرب شرقي
و الدرب لونه طال لنّي نويته
=========== أقدام رجلي تسرق الدرب سرقي
مابي هوى نوره و ساره و صيته
=========== و لا ني من اللي يضعن لكل برقي
و لا ني بتاجر ... بايع اللي شريته
========== و لا ني من اللي يطرق الصلب طرقي

أنا سبوتي وابصي لا خاويته

====== ( حمسته لا نيّه و لا هي بحرقي )

ما غير لي صاحب دعاني و جيته
========== و من شيمته من كل الأشطان طلقي
يا طيب نفسه ثم يا زين بيته
=========== و يا زين ترحيبه إذا جاه طرقي
أبو سعيّد لا نصيته لقيته
=========== و بينه و بين أبوه ما فيه فرقي
أبوه أبن دوخي إليا من بغيته
=========== مثل العلم من فوق سلمى بعرقي
الشمري مرحوم حيّه و ميته
============ دين و كرم و معطر بدمث خلقي


إلى آخره ...

و من يعشق الشعر الشعبي القديم يرى في هذه الأبيات لرشيد العرادي ( الأنموذج ) من أشعار بلي ما يثير شغفه لمعرفة المزيد و المزيد و الذي لا يتسع وقتي مع الأسف الشديد لاستعراض أطرافه و لبحث و سبر تفاصيل أغواره مع الأعضاء في شبكة و منتديات الأسلم ( رواســـي طــــيء ) الكرام .

لأن ذلك يحتاج مزيداً من الوقت و التوسع في المباحث المتعلقة بذلك و لكني أريد أن أعود إلى شعراء قبيلة بلي المعاصرين من أصدقائي الكرام و هم كثر بحمد الله و فضله و منهم الأستاذ الكبير / سليمان بن إبراهيم الربيض البلوي . شافاه الله ... آمين . و قد كان قامة رفيعة في الأدب و الكرم الحاتمي الذي يصعب علي وصفه في سطور مقتضبة كهذه و لكني هنا فقط أريد أذكر شيئاً من شعره الذي أصبح أمثالاً و درراً تناقلها الخاصة و العامة و من قوله :




عزيل لقلبٍ غربلنّه طواريه
======= هذا يشد و ذاك نوّخ ركابه

البارحة جفني عن النوم مقزيه
======== هاجس سرق نومي و عنّي سرابه



ثم يقول ...



ليلي سرى و أنا أتقضّب تواليه
========== شفقٍ على فرقا السهر في عقابه




ثم الحكمة ...




كم من صديق لحزّة الضيق حاسيه
======= و أثريه بارد زند غير الردى به

عارف لزومك و يتحراك تبديه
========= و إليا بديت شمام عذره بدا به

صديق من ذا النوع لا وين ترجيه
========= إليا صار ما ينفعك وش ينبغى به



ثم يقول ...


الطيب حيد و يتلف أقدام راقيه
======= اللي رقى و اللي عجز ما رقى به

و اللي عمل معروف يلقى جوازيه
======= عند الرجال و عند ربّه مثابه



و بعد أبيات يقول حكمته الفريدة في الشعر الشعبي ....




العسر مثل اليسر لك مصلحه فيه
========= يفحص لك الخلاّن و يرد جابه

اللي يقرّب حزّة الضيق تدنيه
========= و اللي تغيّب عنك سجّل غيابه

خلّه يغور و كافل العبد واليه
========== اللي عن المخلوق ما صك بابه

صادق صدوقٍ قوّ باسه يهقويه
========= و كب الردي كبّه قليل المثابه




و في هذه القصيدة الجميلة يمدح الكريم الشهير / عبدالله بن فالح الربيض . رحمه الله تعالى . و هو من أشهر كرماء قبائل قضاعه على الإطلاق و يسند عليه أثر حادث تعرّض له و يوضح مدى حبه له بطريقة لم يسبق لأحد أن تطرق لها في الشعر الشعبي أطلاقاً .



ثم يستذكر وطنه و مسقط رأسه وادي الكر و قرية روض البل من بلاد وابصه شرقي الوجه و يظهر حبّه الشديد لوطنه و قد أقتصر على القليل في قصيدته ليوضح حبّه لوطنه و ذلك من خلال معرفتي به و منادمته لسنوات في جلسات مطوّله كنا نتسامر فيها لنتناول فيه علوم شتى في الحياة عموماً ...




و يقول بعدما أركب أبنه الأكبر ( محمد ) على جمله ( الموج ) و الذي أبدع في صفته على نهج العرب الأوائل و من ذلك قوله :


قم يا محمد هات كورك و أوانيه
========= و أكرب على اللي ما بعد شق نابه

من كثر مس الكور بان الزهر فيه
========== ( جنفان ) راع الكار يحسب حسابه

زين القفا و الراس ربي مسويه
========== بالوصف مثل الذيب لونه يشابه

مفتّل الذرعان و البعد يدنيه
========= ممشى ثمان أيام يومين جابه

إليا نهمت ( الموج ) صفّنّ أذانيه
========= و حبل الرسن بيديك زاد إكترابه

عينٍ على المدراج تقدّي مواطيه
========= و عينٍ على الباكور منها مهابه

من الضما و البعد ما خاف راعيه
========= بالقيض و المشرب قليل الروى به

إليا هج مع فجٍ و إلى ذاك قافيه
========= تبارك الرحمن عجلٍ طوى به

يشبه هجيج الذيب و أن عاف واديه
======== وجّه على وادي تحرّى العشاء به




ثم يقول بعدما وصل بلاد وابصه في وادي الكر شرقي الوجه ...




ملفاك عودٍ من ربوعي يحنيّه
========= أول كلامه مرحبا يا هلا به

يذبح سمين الضان و البن يشريه
======== دايم نحاوي عن دروب الخيابه

كلٍ يعرف العود ماني مسمّيه
========= ناره توقّد مثل نار الحرابه

ماضي و حاضر هاشل الليل يقريه
======== و هاذي طبوع العود بأول شبابه

قالوا تحبّه ؟! قلت : بالحيل و أغليه
======== حبٍّ يفوق الوصف مـ أحدٍ درى به

و أحب روض البل و حيٍّ سكن فيه
======= حبٍّ نمى وسط الحشا و انتشى به

حبٍ بلا غايات شامخ مبانيه
====== حبٍ على وضح النقاء و الوفاء به

أحب ضلعانه و نابي روابيه
====== سما و هواء و اللي نبت في ترابه

حبيت واجد حب خافي و مبديه
====== و لا مثل ما حبيت حضرة جنابه

بدمّي جرى حب الوطن مع مساقيه
====== و حب الوطن شرع النبي و الصحابه

بالقيض و إلا في ليالي مشاتيه
======= دايم مع الأيام زود النماء به




ثم ( بيت الوطن )الأجمل و الأعقل و الأكمل و الأحكم و الأشعر هو هذا البيت حسب هواي و نظري :



لا قدّر الله و أخلف الوقت طاريه
====== بحضن الحبيب ألقى الوفاء و الذرى به




و بالفعل الوطن هو الحضن الدافئ و الوافي و الذي في الذرى و النماء ...



و أتذكّر أني صديقي العزيز الشاعر المبدع / سليمان بن إبراهيم الحمد . دائماً ما يردد أن أجمل بيت سمعه في حياته هو قول الأديب / سليمان الربيض ( أبو محمد )



ليلي سرى و أنا أتقضّب تواليه
========= شفقٍ على فرقا السهر في عقابه



و قد ذكر ذلك أيضاً في أحدى لقاءاته الصحفيّة عندما حصل على جائزة أفضل شاعر شعبي من الرئيس المرحوم / زايد آل نهيّان . رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة .



و بالمناسبة فأن قصيدة الشاعر / سليمان الحمد . الغنائية نظمها بعد زيارة شرفني فيها في مدينة حائل عندما كنت أعمل في عروس الشمال و التي منها قوله :



ميّل عقاله ولد شمّر
======== ما حسّب الألف و الميّه



إلى آخر الأبيات ...

ثم طلبت غنائها المطربة الأردنيّة / سميرة العسلى . و ظهرت بأجمل حلّة بصوتها الطربي الجميل فله و لها جزيل الشكر ...



و بالعودة إلى شعراء قبيلة بلي فأنه لا يفوتني أن أذكر ممدوح ( أبو محمد ) و هو الكريم الحاتمي / عبدالله بن فالح الربيض . رحمه الله و الذي من أشعاره قوله في أحد المواقف التي تعرّض لها ما يلي :



قالوا تضيق و قلت و ش حزّة الضيق
======= الضيق يا جاك الخطاء من الرفيقي

و الضيق يوم تويق روس الشواهيق
========= مجنوح مالك بالخلايق رفيقي

و الضيق لا جنّك و قفّن مراييق
========= و تكبّهم من قلّ ما هو تبيقي

و الضيق لا حطّوا عليك الطرابيق
========== بالحفرة اللي بعدها ما تويقي

و اللي يقول يسوق من غير لا سيق
========== يسعى به الحد الرهيف الرقيقي



و للكريم الحاتمي / عبدالله بن فالح الربيض السبوتي الوابصي البلوي . الكثير من القصائد الممتلئة بالشعور الصادق و منها على سبيل المثال قصيدته عندما علم بسجن الشاعر الأستاذ / سليمان بن إبراهيم الربيض ( أبو محمد ) أثر حادث مروري توفي على أثره رجل كان معه ثم خرج بعد أن أوقد منار شعر ( عبدالله ) أبو سليمان بحيث قال في تلك الليلة التي أتاه فيها خبر سجن أبو محمد :


يا ملّ قلبٍ مذهبٍ حال راعيه
======= حتى العيون الغافلة جرّ ماها

و الليل طوله من علومٍ تجي فيه
======= و بالقلب نارٍ يطفي الله سناها





و له أبيات كثيرة ذات معاني بكر و نادرة الأفكار و الألفاظ و أتذكر على سبيل المثال لأبو سليمان رحمه الله تعالى . قوله جواباً لسائل عن ضعف جسمه و نحوله :


حالي خسسها من ضميري و طاريه
======== و الجسم ريّه من فضا قلب خالي

يوم المعزّب راح من علمنا فيه
========= و أخلاء مكان مبهرين الدلالي


إلى آخر ما قال ...


و لعل من آخر أشعاره رحمه الله ما قاله قبل أكثر من ثلاثين سنة مضت رداً على فتاة جميلة تبحث عن الجمال في الشباب فأغضبه منطقها و منطلقها في جمال الرجال و أجابها بأن الجمال هو جمال الأفعال و ليس حسن الوجوه . و من قوله :

ياللي تنقّض فوق الأمتان مجدول
========= و تدفق عليه من أصفر الورد بالكاس

الزين ما ينفع على زول مجهول
======== أن كان ما حصّل مع الربع نوماس

الزين : من دلّ النضاء من وراء الحول
========= في نقرة بين المراجاه و الياس

و أن جنّ من المطراش بالربع جهجول
=========== دنّى لهنّ بنٍّ و هيلٍ و محماس

و جاب الخروف اللي مصلّح إليا الحول
=========== و حطّه على التبسي على الزاد بغماس

يا بنت ............ ترى الزين مفعول
============ و إلا الصور صبغه على جنب قرطاس


و له أيضاً هذه الأبيات من قصيدة أخرى يوصي فيها أبنه الأستاذ / عودة بن عبدالله . و هو المعنى في القصيدة السابقة و منها :

أوصيك يا عوده و تسمع وصاتي
======== لا بد ما كلٍ يروّح لحاله

سجّل وصاة أبوك قبل المماتي
======== العمر يفنى و السفر راس ماله

و الضيف رحّب فيه من حيث ياتي
======== قلّه هلا من قبل يفصخ نعاله

أوف الفروض و حي بالمقبلاتي
======== يستر عليك الله بعزّة جلاله

و أوصيك أنا يابوك بالطيباتي
======== و إلا الردى هيّن و كلٍ يناله

و لا تكثر الجيّات لأبو البناتي
======== و لا تتبع البطّال من شان ماله

و أوصيك لا تنسى ورايه خواتي
======== ترى رخيص العار يا عزتى له



في الحقيقة أن الحديث في سيرة و أشعار الحاتمي عبدالله بن فالح الربيض يطول و كذلك أبن عمه الكريم الحاتمي الآخر المشهور ( أبن رخيّه ) و الذي تغنّت الركبان بمكارمه و نظم الشعراء أجمل قصائدهم في ( أبو نافل ) سليمان بن سلمان الربيض . رحمه الله و من أشهر ما قيل فيه قصيدة للشاعر الأستاذ / محمد بن مصطفى السحلي . و فيها :

مكه عليها نور و الكر به نور
========= الكر نوره مجلس أبن رخيّه
رجّال عند البدو و الحضر مشهور
=========== و مدورين الطيب يمشون زيّه
أن جيت أبو نافل على شقّة النور
=========== تلقى الفطور و قبله الشاذليّه
و أن جيت نصف الليل مجلسه مخبور
=========== تلقى الدلال و تاجد النار حيّه
و قبل تقوم الصبح و الدم منثور
============ و يباشرك في مرحبا و التحيّه
من ساس ربعٍ تاخذ الضيف بالدور
=========== أهل الوفاء و أهل النفوس الصخيّه
و أنا أشهد أني ما تكلمّت بالزور
=========== لو قلت حاتم طي بالجاهليّه


و قد صدق أبو طلال السحلي ...


و قد تبادر إلى ذهني عند ذكرك لقرية النشيفه الشاعر الفحل / يوسف بن سليمان السرحاني ( أبو مشهور ) رحمه الله تعالى ... آمين . و الذي كنت أسمتع بالجلسات الصباحيّة معه عند الشيخ / رشيد بن مرشد المطرفي . في حي الفريعه بالوجه رحمهما الله تعالى .

و قد كنت أحفظ قصيدته المشهورة قبل أن أراه بحيث أصبحت من شوارد الشعر الشعبي و قد نشرت و حدث عليها خلاف في أحدى الجرائد قبل سنوات و هي التي يقول فيها في شبابه :

ما يستريح اللي عزم له رجاجيل
=========== زكّن عليهم للعشاء و أستجابوا
ما وفروا شاتي ذيابة مكيحيل
========== و لا عمرهم عن هبّة الريح غابوا
يستاهلون الحيل ذبّاحة الحيل
=========== كم عزبةٍ من يمٍ الأجناب جابوا
يالبيض ياللي تلبسنّ الخلاخيل
=========== شومن من اللي للمواجيب هابوا


و قد أفصح لي رحمه الله عن بعض استياءه من بعض فهم عوام الناس و جهالهم لمعنى كلامه في قصيدته تلك و لكن العبرة بالعقلاء الذين يدركون حقائق الأمور ...



و قد سبق لي أن زرت قرية النشيفة الحالمة الجميلة ذات البساتين الخضراء المشعّة في صفحات تلك الجبال المهيبة التي تميل إلى اللون الوردي و كانت زيارتي تلك بمرافقة أخي و صديقي الأديب و الشاعر الأستاذ / سليمان بن عبدالله بن فالح الربيض السبوتي الوابصي البلوي . في صيف عام 1415هـ . تقريباً . عندما قدمنا تلبية لدعوة الشيخ / عايد المشيعلي . أمير المشاعلة من بلي . و كان معه أخوه السيد / صالح المشيعلي . ثم اننا بتنا أحدى تلك الليالي من الزيارة المذكورة عند السيد / أحمد بن حمّاد بن حمود الوابصي . من اللوابين . و أتذكر أن كنيته / أبو علي . و كان يقيم في النجيل و قد بنى بيت شعر كبير داخل منزله لاستقبال الضيوف و قد عرفت فيما بعد من أخي أبو عبدالله سليمان أنه من أعمام السيد الكريم / سليمان بن فرسان الوابصي . من سكان محافظة الخرج .
و قد مررنا كذلك على قرية أبو راكه في رحلتنا تلك إلى النشيفه ...

و قد كان الطريق إلى هناك صحراوياً شديد الوعورة و أستذكر من شعر الفحل / يوسف بن سليمان السرحان . أبو مشهور . قصيدة جميلة منها قوله :

إلا و وجودي وجد من هزّه البطناج
========== مشى مع طريق الوجه ودّه معازيبه
مشى مع طلوع الصبح يوم الصباح انباج
========= على الموتر اللي مكملاتٍ مطاليبه
حبس نابض البنزين لين أعلقه بالصاج
============ و عطاه الغيار اللي يحرّك لواليبه
شلع نوره العالي يوجّه على المدراج
=========== يبي ديرة اللي يوم يلفي يهلي به
أنا لو عطوني بالوظيفة مقص و تاج
=========== كرهت الوظيفة يوم راسي كثر شيبه
عسى الل يجبر خاطر اللي لها محتاج
=========== شرب من غثاها يوم قلّة مشاريبه


و هكذا ...

ففي الحقيقة أن قصائد أبو مشهور رحمه الله تستهويني و لدي شيئاً منها و أنا دائم العودة إلى قراءتها ...





السادة الكرام ... أود في نهاية هذا الجزء الأول أن أشكر الأستاذ / براك بن خليف البلوي . الذي ذكرني فيمن أحبهم و أهوى تذكار مكارمهم و أخبارهم و أشعارهم الجميلة فقبيلة بلي العظيمة لها في تكوين شخصيتي عظيم الأثر الحميد و هذا شيء مشرف لي و افتخر به بين أقراني و لله الحمد و الفضل و المنة أولاً و آخراً ...





و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته






أخوكم و محبكم / أبو حاضر



إبراهيم بن سعيّد فهيد الدوخي الهمزاني الأسلمي الشمري


باحث في التاريخ و الأدب و مؤسس شبكة و منتديات الأسلم الألكترونية

( رواســـي طـــــيء )





مساء الجمعة 23/6/1429هـ .








يتبع الجزء الثاني أن شاء الله تعالى ...

طلال دخيل الله أبوشامه
06-28-2008, 08:13 PM
شكراا لك أخوي أبو حاضر على الموضوع القيم و الجديد بالنسبة لي ,,

و نتمنى لك مشاركات أخرى ,,

و النعم بالعرب اللي أنت منهم ,,

نايف مسلم الجذلي البلوي
06-28-2008, 11:46 PM
الف ألف ألف شكرا لك اخي أبو حاضر على ماسطرته يمينك فلك مني جزيل الشكر نيابة عن جميع أبناء قبيلتي (( بلي ))

wateincom
07-01-2008, 04:24 PM
س1
الاخ الكريم الأستاذ /ابراهيم سعيد الهمزاني تحية طيبة واهلا بك في منتدى بلي على الرحب والسعة سعدنا بتواجدك معنا وشكرا لك على وفاؤك وليس مستغرب عليكم الوفاء وانتهم أهل الوفاء مرور للترحيب بشخصكم الكريم ولي عودة بإذن الله ولاتحرمنا مما في جعبتكم ونحن نعلم أن لديكم الكثير مما نشتاق للإطلاع عليه
دمتم بكل خير

طلال دخيل الله أبوشامه
07-02-2008, 05:44 AM
أبو حاضر إلى الأمام و بالتوفيق و نحن ننتضرك على نار و شكراا ,,,,,

قاسم علي القويعاني
07-05-2008, 08:16 AM
ابراهيم بن سعيد الهمزاني الشمري
مرحبا بك بمنتدى قبيلة بلي ايها الصديق الوفي

عواد سلامه الرموثي
07-05-2008, 10:43 AM
ابو حاضر


حياك الله وبياكـ

واهلاً وسهلاً بك في منتدى بلي

خلف فالح العصباني
07-05-2008, 02:20 PM
بيض الله وجهك

وهذاالوفاء ليس مستغرب على قبيلة شمر العريقة

والطيب مانستغربه من هل الطيب