المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (الحجر على الآباء.. وأنواع أخرى)



القصير
07-04-2008, 11:48 AM
مقدمة العدد
ماذا..؟!!!
(الحجر على الآباء.. وأنواع أخرى)





في المجلس العلمي زارني أحدُ السائلين عن قضية: الحجر - أحكامه - وصفاته - وضوابطه - وحقيقته - وآثاره النفسية - والعقلية ومتى يكون؟

وحين بينت له ذلك خلال ثلاث جلسات حكى له قصة رأيت أنه لابد من ذكر فحواها تصلح مادة للتاريخ على مرّ الأيام.. قال: جزم ثلاثة من الشباب على الحجر على أبيهم 87 عاماً لسفهه وسوء تصرفه وهو لم يكن كذلك لكنه.. النسيان المرضي.. وكثرة الإنفاق على نفسه لكن بوجه صالح، فعزموا على الحجر فأدرك ذلك من قبل (زوجته الثانية) وحين بكر من بعد ثلاثة أيام سارع إلى الحكم - ومعه خمسة صكوك ليوقفها كلها ففعل وصدرت الصكوك الخمسة ولم يبق في حيزه في (حسابه) سوى (28110 ألف) وحين تقدم أبناؤه الثلاثة ل(الحجر) عليه وصدر الصك بعد مُعاينة وُمتابعة واختبارات قبضوا الصك من: الغد وبعد ذلك كان والدهم في بيته في: المجلس ليأبى رد السلام عليهم، أليس سفيهاً مسكيناً حينها وجم الثلاثة، وأدركوا أنهم خسروا الدنيا والآخرة، إلخ..

وها أنذا أُبين هُنا ما وقع لي حول الحجر، فمثلاً محكمة جدة خلال سبع سنوات مضت نظرت 1464 حالة حجر ضد الآباء بل في عام 1428هـ - بلغت 346 قضية بينما في عام 1419هـ بلغت 19 قضية فقط، وفي عام 1424هـ - 276، وفي عام 1425هـ - 271 ، وفي عام 1426هـ - 278 ، وفي عام 1427هـ - 274.. وهناك إحصائيات غير هذه اكتفيت بهذه عنها، لكن الذي أحب جلبة أنني أود ذكر أن الحجر سواء ما هو مُدون في: (فتح الباري) و(المحلي) و(المغني) و(المجموع) و(حاشية ابن عابدين) و(المبسوط) و(وأوضح المسالك) و(شرح النواوي على مُسلم) و(الكافي) فإنه كذلك مُدون في معظم القوانين والموسوعات الإسلامية.. لكن هناك أمراً أورده لعلّه يُتنبه إليه من قبل الجهات المعنية - ديوان المظالم - حقوق الإنسان - القضاة - الأمن العام - مجلس الشورى - وسواها.

فالحجر ليس ضرورة أن يكون حجر الأبناء على أبيهم أو الأب على ابنه أو أبنائه مثلاً، فهناك (حجر.. الركم) فيبقى الموظف ما بين (4 إلى 10) مثلاً لا ينال الترقية التالية ثم يُفاجأُ بمن تقدم عليه وهو: أحق منه، وهُناك (حجر.. الركن) فيبقى الموظف مثلاً (طويلاً) دون عمل إنما هو: الحضور والانصراف.. وهُناك أسباب لهذا لكن من باب العدالة وتحقيق مناط السواسية أنه لابد من فك الحجر عن هذين، وعن طريق البحث السري والطويل المتأني سوف تجد الجهات المسؤولة زخماً من (هذين النوعين من الحجر).

وهناك: (حجر الاستضعاف) وهذا الحجر يقوم به بعض الأبناء تجاه الآباء أو الأمهات، وذلك بإقناع الأب أو الأم بالتنازل عن المال أو الأرض أو السكن أو المزرعة باقناعات مُلزمة فيذل (الأب.. وتهون الأم) فيفعلان ذلك وهو (حجر غير مُباشر) ليكون المالك الابن بعد ذلك، وهذا يحصل كثيراً، وهناك (.. حجر الإقصاء..) وهو حجر موجود على سعة كثيرة كأن يحجر الإخوة على أخيهم أو أختهم فلا يحضرون الاجتماع الأسري مثلاً لتسلط أحد الإخوة أو الأخوات، وهذا وجدته من خلال شكاوٍ كثيرة، والمصيبة أن هذا الحجر قد يُصاحبه تهديد مبطن بعدم الكلام كما هي الحال في (الصناديق الخيرية) لبعض الأسر - وهذه مصيبة كبيرة قد تورث العداوات والقطيعة المبطنة و(نشوء الحزبية بالأسرة الواحدة)، وما ذكرته إنما هو إشارات لبعض أنواع (الحجر) والذي يتخذ صور كثيرة لكنها غاية في الدهاء الدنيوي العنصري يجب أن يُعالج جذرياً من الجهات ذات الاختصاص برصد تام سري فعال دائم، ومن عقلاء ونزهاء الأسر لتحقيق العدالة في التسوية وتوزيع الفرص، وتحاشي العواقب التي قد لا تُحمد عقباها.



صالح بن سعد اللحيدان - جدة

نواف النجيدي
07-09-2008, 08:22 PM
جزاك الله خيرا