المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكتوبر 'الإسرائيلي' .. إلغاز الفعل ووضوح المبرر



أم حبيبة البريكى
10-09-2004, 02:38 PM
<div align="center">أكتوبر &#39;الإسرائيلي&#39; .. إلغاز الفعل ووضوح المبرر </div>


مفكرة الإسلام: عادة ما يلفت الزائر لمدينة طابا ومعظم المدن والمزارات السياحية بجنوب سيناء كثرة الاستحكامات الأمنية المضروبة حول تلك الأماكن , والتي لا يمكن أن تخطئها عينا المسافر العادي , وربما كان أدرى الناس بصعوبة هذه العملية وتعقيداتها هم أولئك المقيمون في المناطق السياحية بشرق مصر أو المترددين بكثرة عليها , والذي لا تفاجئهم كثرة المعابر الأمنية التي تجعلهم أحيانا يشكون إن كانوا بداخل مصر أم خارجها .. أولئك لن يلقوا السمع لأي تحليل مبسط للحوادث الرهيبة المتلاحقة في سيناء ..



عملية أكتوبر &#39;الإسرائيلية&#39; ؛ صحيح أنها قد جاءت متزامنة مع احتفالات الجيش المصري بحرب أكتوبر التي أدمن شارون كل عام أن يحتفل بها بشكل يمس الكرامة الشعبية المصرية عبر التزامن المتعمد لمعظم عمليات غزة وتدمير الأنفاق والتحرش بأهالي مدينة رفح المقسمة على جانبي فلسطين ومصر , وصحيح أنها قد جاءت في أعقاب توسيع &#39;إسرائيل&#39; بنفسها للصراع مع حركة حماس باغتيال أحد كوادرها في دمشق [ويمكننا هنا أن نقلب البيتين لحافظ إبراهيم القائلين :

إذا ألم بوادي النيل نازلة باتت لها راسيات الشام تضطرب

وإن دعا في ثرى الأهرام ذو ألم أجابه في ذرا لبنان منتحب] , وصحيح أنها جاءت في وقت تشهد فلسطين مجازر رهيبة من قبل النظام الصهيوني في تل أبيب , إلا أنه لا يمكننا جدل هذه الخيوط المتناثرة في حبل متين يمكن الارتكان إليه للصعود إلى ذروة الحقيقة , ومن هنا كانت هذه المساهمة المتواضعة في محاولة لفهم معضلة يتوقع أن تحتاج لفترة ليست قصيرة لفك طلاسمها :



من السهل تحميل تنظيم القاعدة المسؤولية الكاملة عن هذه العمليات لاعتبار سابقات عملياته في التفجير وتفخيخ السيارات , ومن اليسير كذلك رؤية عمليات سيناء من عدسة التسجيل الأخير للدكتور أيمن الظواهري , وليس صعبا أن توضع هذه العمليات في خانة عملية جربة وكينيا التي قيل إن التنظيم مسؤول عنهما , إلا أن التدقيق في هذه العمليات بالذات لا يجعلانها تصطف بسهولة في ذات الخانة التي وضعت فيها العمليات السابقة.



بالتأكيد يجد هذا التنظيم نفسه في خانة العداء المباشر مع الكيان الصهيوني , ويبدو للمراقب واقفا عن يمين التنظيمات الفلسطينية ذات الأيديولوجية الإسلامية ؛ لا يكترث لما قطعته هي على نفسها بحصر ميدان المعارك مع الكيان الصهيوني في الداخل الفلسطيني , ولا يجد نفسه في طور الانضباط بهكذا محددات للصراع مع &#39;إسرائيل&#39; , غير أن ثمة ما يمكن مراجعته كثيرا قبل الاطمئنان إلى الاتهامات &#39;الإسرائيلية&#39; الأولية : هل من الممكن أن يجد التنظيم من يمكنه تقديم دعم لوجيستي لمثل هذه العمليات من الداخل المصري ؟ ربما , لكن الشواهد المحلية المصرية تستبعد وجود فرقة مدربة مصرية يمكنها شق طريق شديد الوعورة الأمنية لعبور عجلة طموحات تنظيم القاعدة الخارجي .. إن حدوث مثل هذه العمليات بحاجة للمرور من استحكامات أمنية غير اعتيادية بسيارات مفخخة تحمل كميات هائلة من المتفجرات , وهو ما لا يمكن تقبله في جنوب سيناء بالذات.

وإذا ما حاولنا تحليل تنظيم القاعدة لعناصره الأولية , لوجدنا أن عصبه الرئيس ـ بحسب الداراسات الأكاديمية ـ من تنظيم الجهاد المصري , وهو التنظيم الذي أحبط الأمن المصري النشط معظم عملياته في أوج قوته في النصف الأول من تسعينات العام الماضي , ما جعل التنظيم في الداخل المصري يضمر إلى حد بعيد ويروض بشكل لا يجعله يقوى على تنفيذ تلك العمليات.



وإذن فمن حيث الدافع هناك ما يحفز التنظيم على تنفيذ مثل هذه العمليات خصوصا وأن التنظيم يتهمه البعض بتنفيذ عمليات لا تمس &#39;القضية الأولى للمسلمين/فلسطين&#39; وأنه يحارب طواحين الهواء بعيدا عن الأقصى , لكن من حيث إمكانية التنفيذ تبقى الأمور أكثر تعقيدا من التصريح السهل الذي أطلقه وزير الخارجية &#39;الإسرائيلي&#39; سليفان شالوم وبعض مسؤولي حكومته الذين أنحوا باللائمة على تنظيم القاعدة والجماعات التي تدور بفلكه , أو حتى أكثر تعقيدا من الاطمئنان إلى التعويل على تلكم البيانات التي سرعان ما وجدت طريقها إلى شبكة الإنترنت لجماعات مجهولة كانت أم معلومة من قبل &#39;يشرفها&#39; أن تدعي هذه المسؤولية ..



الذي يرتاد الأماكن السياحية بسيناء وساحل البحر الأحمر يدرك بغير عناء أن هكذا عملية تعوزها إمكانات وترتيبات هائلة ربما تنوء بها جماعات راديكالية إسلامية مجهولة أو حتى معلومة , ونستطيع بلا مبالغة أن نقول إن دخول شاحنات مفخخة إلى ساحة فندق هيلتون طابا [سونستا] سابقا ذي الأكثر من أربعمائة غرفة سياحية يحتاج إلى أكثر مما احتاجه كوماندوز 11 سبتمبر لدى صعودهم طائرات الموت من مطارات لوس أنجلوس ونيويورك.

قد يكون من الخطأ استبعاد تنظيم القاعدة بالتأكيد من المسؤولية عن هذه العملية ؛ لكن الذي لا يقل فداحة عن هذا الخطأ هو تحميل هذا التنظيم المسؤولية بسهولة عن عملية تحتاج لترتيب داخلي أكبر بكثير مما تحتاج إلى ما تستند إليه خارجيا.



لعل أيسر أمر على المحلل السياسي أن ينفي المسؤولية عن تنظيمات وفصائل فلسطينية إسلامية كحماس والجهاد الفلسطيني بالنظر إلى معطيات كثيرة تتلخص في خلو أجندة الأجنحة العسكرية من الرغبة في تنفيذ مثل هذه العمليات التي تفتح الباب واسعا أمام توسيع دائرة الصراع بين الفصائل الفلسطينية و&#39;إسرائيل&#39; وهو ما لا ترغب فيه تلك الفصائل وتعتبره خطا أحمر لها , إضافة إلى استحالة تنفيذ مثل هذه العمليات من الناحية العملية بالنسبة لتلك الفصائل التي لم تستخدم سلاح السيارات المفخخة بشكل فعال في عملياتها من قبل , كما أنها لا تبدو راغبة في تسميم علاقاتها مع مصر في هذا المنعطف الذي تمر به القضية الفلسطينية والتي ينتظر أن تشهد انسحابا &#39;إسرائيليا&#39; من قطاع غزة مترافقا مع دور أكبر للسلطات المصرية في إدارة شؤون القطاع الأمنية بالذات.



رغم أن أجهزة الاستخبارات في أي دولة ليست مطروحة على طاولة الباحثين من المحللين السياسيين ؛ فإنها لن تكون مستبعدة تماما من طاولة جهات التحقيق المصرية ؛ أولا لأن الجميع يدرك أن هذه العملية بالغة التعقيد للنظر إلى كون الدخول إلى طابا المصرية من الجانب الفلسطيني أيسر ألف مرة من دخولها من الداخل المصري , وبالنظر لقوة تأثير مثل هذه العملية على العملية الانتخابية في واشنطن إن هي ألصقت بتنظيم القاعدة , وبالنظر إلى تأثيرها السلبي على العلاقات المصرية الفلسطينية وتأثيرها على العلاقة المصرية/&#39;الإسرائيلية&#39; سلبا أو إيجابا , وبالنظر إلى تأثيرها على السياحة المصرية وعلى ضخ الدم في شريان السياحة &#39;الإسرائيلية&#39; , وبالنظر إلى وضع اليهود في سيناء.



تظل أقل الاحتمالات , ضلوع فصيل إسلامي مصري في هذه العملية برغم توافر حنق شعبي كبير ضد الكيان الصهيوني بسبب مجازر الفلسطينيين لأسباب لم تعد خافية , مثل تراجع الجماعات المسلحة في مصر عن تبني حمل السلاح في مصر , وعدم قدراتهم الميدانية الفعلية إن هم رغبوا بذلك , كون هذه الجماعات فشلت في تنفيذ عملية كهذه في أوقات كانت هذه الجماعات أكثر قوة بكثير من الآن.



وعلى أية حال , فالوقت قد لا يكون كفيلا بحل طلاسم هذه العملية الملغزة جدا من حيث الجهة الفاعلة لها , والمبررة جدا في دواعيها..



كتبه للمفكرة:أميـر سعيـد

amirsaid@gawab.com

ناصر
10-09-2004, 03:59 PM
السلام عليكم

فيما يتعلق بالتظيمات الفلسطينية فاستراتيجيتها لغاية الان تقضي بحصر صراعها مع اسرائيل داخل الحدود الجغرافية ... وعدم توسيع عملياتها لتشمل ساحة الصراع اراضي عربية اخرى

ولا اعتقد انه حتى في القريب يمكن ان تتغير هذه الاستراتيجية .. ولا سباب كثيرة لعل اهمها حفاظ هذه المنظمات علة علاقات طيبة وودية مع الانظمة العربية وبخاصة مصر ..... وسوريتا والاردن

اما فيما يتعلق بتبني القاعدة للعملية ..... فالله اعلم ... لكن من نفذوا العملية واضح انهم ذوي خبرة ويعرفون المنطقة جيدا ... ويعرفون الثغرات جيدا واختاروا التوقيت بالذات لتواجد العدد الاكبر من الصهاينة في هذه المنطقة لاحتفال بعيد العرش .....

شكرا اخت ام حبيبة

موسى بن ربيع البلوي
10-09-2004, 08:46 PM
شكرا لك اختنا الكريمة هذاالموضوع

استبعد التنظيمات الفلسطينية .. كما ذكر اخي ناصر


و غيرها جميع الاحتمالات وارده ؟&#33;


و سوف تتضحالرؤياء اكثر في الايام القادمة

أبو أسامه
10-10-2004, 04:58 PM
السلام عليكم

اعتقد من فعل التفجير في طابا من تنظيم القاعده
لما لها من دقة في العمل.

اللهم احفظ الأمن في مصر وفي جميع الدول العربيه.


ام حبيبة البريكي

الف شكر

ولكم تحياتي.