المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشــــــــائعــــــات الوسيلة الاعلامية الاقدم في العالم



فهد فريج الوابصي
10-14-2008, 10:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
( الشائعات – الوسيلة الإعلامية الأقدم في العالم)
كتاب للمؤلف الفرنسي جان نويل كابفيرير وترجمة تانيا ناجيا وطباعة دار الساقي بيروت .



http://albluwe.com/~uploaded/8596/1224012312.jpg

هذا الكتاب من أقوى الكتب التي تناولت ظاهرة الشائعات حيث برع المؤلف في تحليلها وكشف غموضها وتفكيك آلياتها والإجابة عن كثير من الأسئلة الحائرة المتعلقة بهذه الظاهرة الغامضة وهذا السلاح الفتاك .ودعم المؤلف جل أقواله وآراءه بعشرات القصص والأمثلة في كافة المجلات التي تنشط فيها الشائعة كالسياسة والمال والفن والمشاهير ؛ استمدها من شتى الثقافات والشعوب ليقدم للقارئ نادرة من نوادر الكتب الاجتماعية بأسلوب في غاية الروعة والإمتاع .


كانت المصادفة أن اشتريت الكتاب في أيام قضية حادث الشاب والفتاة اللذين ماتا احتراقا و قد راجت في حينها شائعات متهمة الهيئة بالتسبب في وفاتهما وحيكت أنواع القصص و الحكايات و أصبح لكلٍ رواية مختلفة عن الحدث والكل يجزم بصحة روايته وقوة مصدرها.

فكانت تلك فرصة نادرة أتاحت لي فهم الكتاب ؛ ومن ثم تفسير الأحداث والشائعات الرائجة ضد الهيئة وكيفية نشوءها وكيف صدرتها الصحافة وسر انتشارها بين الناس وكيف تحول المجتمع في تبوك إلى مروجي إشاعات واتهامات وكيف تنوعت القصص والروايات ضد أعضاء الهيئات وكيف تحول الجميع لا إراديا إلى مدافعين عن رواياتهم وقصصهم التي اختلقوها .


اذكر من القصص التي طابقت تحليل الكتاب تلك الروايات التي اتهمت سيارة الهيئة بصدم السيارة من الخلف ثم لما فشلت هذه الرواية بعد ثبوت سلامة سيارة الهيئة من أي خدوش انبعثت رواية أخرى تزعم مشاهدة سيارة الهيئة أمام محلات قطع الغيار بعد الحادث مباشرة وهي تبدل صدامها بآخر سليم .حيث يثبت المؤلف في تفسيره لمثل تلك الحالة التي تحاول إثبات التهمة بأي دليل كان يقول مثل هذه الشائعات تقاوم الحقيقة والتفكير العقلاني ؛ ولو ظهرت تفاصيل غير طبيعية فإنها لا تربك مسار الشائعة ولا توقفها فكثيرا ما يتفوق المضمون على الشكل والشخص الذي يتورط في ترويج الشائعة لا يلتزم بالشكل بقدر ما يحرص على إقناع المستمع فيضطر إلى الكذب لتأكيد وتحسين روايته .


حقيقية أعجز عن إحاطتكم بالكم الهائل من الفوائد التي ستجنيها عند قراءتكم للكتاب وقد قرأته مرارا ولو أردت إيفاءه حقه واقتباس الجيد منه لكم ما وسعني إلا كتابته كله ولا عجب فالكتاب غنى بمعلومات ومقولات لم تجتمع في كتاب مثله وليس يصح قولي فيه يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق لكن مخافة الإطالة عليكم اكتفي ببعض مقولاته التي جرت مجرى القواعد والعموميات لعلها تبسط غموض الشائعات وتكشف بعض أسرارها :

· (الشائعة معلومة غير مثبتة ). إذا غابت المعلومة الموثوقة نشطت الشائعة لذلك أعيب على الهيئات ضعف بياناتها وسوء تعاملهم مع وسائل الإعلام وأطالبهم بالاشتراك في دورات في قناة الجزيرة للتدريب في كيفية إصدار البيانات والتعامل مع وسائل الإعلام أو على أقل تقدير قراءة كتب في هذا المجال ككتاب الإعلام ومعالجة الأزمات وكتاب مهارات الاتصال للإعلاميين والتربويين والدعاة وكتب العلاقات العامة وغيرها.

· (عندما تبقى الأسئلة المهمة من دون إجابات تتجلى الشائعات لتقدم الحلول ).
· (الخيال والحكم المسبق يصنعان من الوهم حقيقة) .
· (الشائعة لا تبلغنا عن طريق الغرباء وإنما من طريق المقربين منا) .
· (كثيرا ما تصلنا الشائعة من طريق صديق أو قريب ليس هو نفسه الشاهد المباشر على الحدث المنقول وإنما هو مجرد صديق لهذا الشاهد ). كان هذا ملاحظ في اغلب الأخبار التي راجت في قضية حادث الشاب والفتاة .

· (الشائعة السوق السوداء للأخبار ).
· (الشائعة تقتل ؛ فقد انتحر روجيه سالينغرو في عام 1936 ومثله فعل الوزير روبير بولان في العام 1979 اثر تعرض كل منهما لحملة من الشائعات فاقت قدرتهما على الاحتمال ).وكادت عائشة رضي الله عنها أن ترمي بنفسها في البئر لولا رحمة الله بها.
· (الشائعة جريمة يرتكبها أشخاص متورطون ).يا ترى كم ارتكبت الصحف من جرائم في حق الهيئات والعلماء والدعاة .
· (الشائعة هي تجييش اهتمام الجماعة) . كما تجيش الصحافة الناس وتحرضهم ضد الهيئة .

· (كلما كبرت الشائعة أصبحت أكثر إقناعا) .
· (لكل شائعة سوقها ).
· (تتصف الشائعة بعدة صفات في دائما تتلافى الظهور العلني فالآخرون يتولون الحديث بدلا من مصدرها ويتحولون بملء إرادتهم أو لا إراديا إلى ناقلين للشائعة فيبقى المصدر مستترا غامضا بحيث لا يمكن أحدا اكتشافه ومن ثم لا احد مسئولا عن الشائعة وان كان الكل يعلم بها ).في قصة حادثة الافك جلد عدد من الصحابة منهم حسان بن ثابت ومسطح وحمنة بنت جحش ولم يجلد من تولى كبرها ) .

· (مع الشائعة الاتهام وحده كاف ولا تستلزم إثباتات فرأي الناس يرتكز غالبا على انطباعات أكثر منه على الوقائع ). والأعجب الإصرار على الاتهام حتى مع ورود الأدلة بالنفي كما في قصة وفاة البلوي في مقر الهيئة فمع ورود تقرير الأطباء ببراءة الهيئة إلا أن كثير من الناس جازم بالاعتداء عليه وقتله .
· (لما كان من غير اللائق التحدث علانية وصراحة في عرض أحد بعينه تقع هذه المهمة على عاتق الشائعة) .
· (من الأهداف المستترة للحملات المتنوعة من الشائعات ضد شخص بعينه هو إعطاءه صوره معينة تتكون تدريجيا ).الكثير من الناس يتصورون الهيئة مجموعة قتلة وأصحاب سوابق .

· (غالبا ما يكون الشخص الذي تستهدفه الشائعة لا يعلم بها إلا متأخرا ومن طريق احد الأصدقاء ). لم تعلم عائشة رضي الله عنها بمقولة الافك إلا بعد أن راجت في أنحاء المدينة مدة شهر كامل وبعد أن تكلم الناس .
· (تعكس كل شائعة صورة ما عن الشخص الذي ينقلها إلى الآخرين) .
· (الوقاية من الشائعات تتحقق بطريقة واحدة هي منع الناس من الكلام).ماذا يقصد؟

· (الشائعات لا تحتاج إلى إثباتات لكي تنتشر ). في كل قضية تتعلق بالهيئة تتسابق صحيفة الوطن وعكاظ إلى نشر الشائعات واتهام الهيئة دون الحاجة إلى إثبات أو أدلة .
· (الصورة الايجابية مظلة تطرد الشائعات). أحيانا قد لا تقوى الصورة الايجابية على طرد الشائعات خاصة مع وجود الخصوم والحساد .





ملاحظة هامة /
اذا كانت لديك ملاحظات على اسلوب الكتابة او قصور في تناول الموضوع او أخطاء لغوية أو نحوية فارجو
زيارة الديوانية هنا (http://www.bluwe.com/bluwe/blog.php?u=8596)
ولك كل الود

موسى بن ربيع البلوي
10-15-2008, 12:19 AM
حضور على عجل لأشكرك أخي فهد على هذا الموضوع و التقديم المميز 00

لي عودة بإذن الله لقراءة مستفيضه .

كل الشكر لك

مشعل العصباني
10-15-2008, 01:01 AM
ابو فريج

تقبل مرروي

فهد فريج الوابصي
10-15-2008, 01:19 PM
شيخ موسى /اهلا وسهلا بك ونتطلع لمداخلتك

استاذ مشعل / شكرا لمرورك العطر

نواف النجيدي
10-15-2008, 03:25 PM
بيض الله وجهك أخي فهد المعلا
على هذا الموضوع
المميز حقيقة تقبل مودتي

إبراهيم أبوخشيم
10-15-2008, 03:43 PM
ألقيتُ نظرة خاطفة فلفت انتباهي صورة الغلاف فحسب
كعادتنا بلهف خلف كل جديد
عدتُ مرة أخرى
فإذ تعليقاتك درر
وربطك لِمَ قرأت وتطبقك لواقع مرير مرننا به عجبا
لمثل هذا فليعمل العاملون
ما قيمة إطلاع بلا استنتاج للفوائد والدرر!!!
كل موضوع أجده لك يُثير إعجابي
فانبهارنا
بفكرتك هنا يضعف تتبعنا لهناتك قلمك هناك
يسعد ذائقتنا
استمرار إبداعك

فهد فريج الوابصي
10-15-2008, 08:21 PM
بيض الله وجهك أخي فهد المعلا

على هذا الموضوع
المميز حقيقة تقبل مودتي


اخي نواف النجيدي اهلا ومرحبا بك وممنون لك يالغالي

الطارش
10-15-2008, 09:56 PM
الأخ (فهد فريج المعلا) وفقك الله
تستخدم الشائعة أحيانا من بعض المسؤولين لمعرفة ردة الفعل عند بعض شرائح الموظفين أو المعنيين بأمر ما
لا يعرف بالضبط ماهية ردة فعل المعنيين به0
وعلى أثر قوة ردة الفعل أو ضعفها يكون تنفيذ القرار0

فهد فريج الوابصي
10-15-2008, 10:51 PM
ألقيتُ نظرة خاطفة فلفت انتباهي صورة الغلاف فحسب

كعادتنا بلهف خلف كل جديد
عدتُ مرة أخرى
فإذ تعليقاتك درر
وربطك لِمَ قرأت وتطبقك لواقع مرير مرننا به عجبا
لمثل هذا فليعمل العاملون
ما قيمة إطلاع بلا استنتاج للفوائد والدرر!!!
كل موضوع أجده لك يُثير إعجابي
فانبهارنا
بفكرتك هنا يضعف تتبعنا لهناتك قلمك هناك
يسعد ذائقتنا

استمرار إبداعك

استاذي ابراهيم ابو خشيم أهلا بك وشكرا جزيلا على كلامك وتعليقك الجميل واتطلع الى نقدك يا استاذ البلاغة والنقد

موسى بن ربيع البلوي
10-15-2008, 11:48 PM
عوداً الى الموضوع /

أخي فهد ، الف شكر لك فقد جعلتنا نحرص على شراء الكتاب حيث قدمت له بأسلوب رائع و مميز ، كما أنك قمت بضرب أمثلة رائعة لتقريب الصورة للقارئ و حقيقة لو تمعنا حولنا في حياتنا العامة و العملية لوجدنا أمثلة كثيرة من الشائعات ، بعضها يبث عمداً لغرض ما و بعضها ينتشر بين الناس لمجرد النقل و معرفة الأخبار و تصيدها .

حتى الشبكة العنكبوتية لا تسلم من الشائعات ، بل إنها مناخ خصب لترويجها .

للشائعات أغراض عديدة و أهم شيء لمواجهتها هو توعية المجتمع لأن الشائعات تنتشر بين عامة الناس عادة أما مثقفيها فالأغلب أنهم يقاومونها .

و للشائعات محترفيها الذين لهم طرق محكمة في نشرها خاصة التي تتعلق بالدول إما سياسياً أو إقتصاديا و غير ذلك من الأغراض .

الغالي / فهد المعلا 000 أجدت الطرح

و أجدت التشويق

بارك الله فيك

فهد فريج الوابصي
10-16-2008, 12:15 PM
الأخ (فهد فريج المعلا) وفقك الله
تستخدم الشائعة أحيانا من بعض المسؤولين لمعرفة ردة الفعل عند بعض شرائح الموظفين أو المعنيين بأمر ما
لا يعرف بالضبط ماهية ردة فعل المعنيين به0
وعلى أثر قوة ردة الفعل أو ضعفها يكون تنفيذ القرار0

الطارش اهلا وسهلا بك
ومثل ما تفضلت فقد أورد المؤلف مثل هذا الاستخدام وقال ايضا قد يكون العكس فيعمد الموظفون الى طلاق شائعة لاجبار الادارة (التي كثيرا ما تتخذ القرارات بمعزل عنهم )على الخروج عن صمتها المتعمد لكي تكشف عن نواياها . وقال تستخدم كذلك لاسقاط احد الوجهاء أو لبناء النجومية أو لاجل التسويق او في المكاتب والمصانع او البورصات واسواق المال او اثناء الانتخابات وسرد قصص كثيرة عن كل استخدام .

فهد فريج الوابصي
10-17-2008, 07:26 PM
عوداً الى الموضوع /




أخي فهد ، الف شكر لك فقد جعلتنا نحرص على شراء الكتاب حيث قدمت له بأسلوب رائع و مميز ، كما أنك قمت بضرب أمثلة رائعة لتقريب الصورة للقارئ و حقيقة لو تمعنا حولنا في حياتنا العامة و العملية لوجدنا أمثلة كثيرة من الشائعات ، بعضها يبث عمداً لغرض ما و بعضها ينتشر بين الناس لمجرد النقل و معرفة الأخبار و تصيدها .



حتى الشبكة العنكبوتية لا تسلم من الشائعات ، بل إنها مناخ خصب لترويجها .


للشائعات أغراض عديدة و أهم شيء لمواجهتها هو توعية المجتمع لأن الشائعات تنتشر بين عامة الناس عادة أما مثقفيها فالأغلب أنهم يقاومونها .



و للشائعات محترفيها الذين لهم طرق محكمة في نشرها خاصة التي تتعلق بالدول إما سياسياً أو إقتصاديا و غير ذلك من الأغراض .


الغالي / فهد المعلا 000 أجدت الطرح


و أجدت التشويق


بارك الله فيك



اشكرك يا استاذ موسى على اضافاتك القيمة والكتاب بحق جدير بالاقتناء وقد اشتريته من معرض الكتاب الدولي في الرياض اول السنة من الدار ذاتها ولا أعلم هل هو متوفر هنا أم لا .


المهم الكتاب يعلمك كل شيء عن الشائعة كيف تنشأ وكيف تنتشر ولماذا يصدقها الناس وقسم ادوار الناس في تناولهم وترويجهم لها وبين صفات المتخصصين في ترويج الشائعات فقال من صفاته أنه يملك أسرار قراءة اشارات يعجز الناس العاديون عن فك رموزها وقادرا على اصدار الاحكام والتنبؤ بخفايا الامور وتحيط به مجموعة تبث أصداء تصريحاته . . . ) ذكرني هذا االكلام بعبدالله بن أبي أخزاه الله عندما رأى عائشة رضي الله عنها وقد أتت في وضح النهار على بعير يقوده الصحابي فسأل اتباعه من هذه ومن هذا فأخبروه فالتقط الفرصة وهمس بينهم قائلا والله ما نجت منه ولا نجى منها فتناقلها اصحابه حتى أرجفت بها المدينة . . .


يقول سيد قطب رحمه الله كان اصل التدبير عبدالله بن سلول الحذر الماكر الذي لم يظهر بشخصه في المعركة ولم يقل علانية ما يؤخذ عليه فيقاد إلى الحد وأنما كان يهمس به بين ملئه الذين يطمئن إليهم ولا يشهدون عليه وكان التدبير من المهارة والخبث بحيث أمكن أن ترجف به المدينة شهرا كاملا وأن تتداوله الالسنة في أطهر بيئة وأتقاها .

أما كيفية مواجهتها فقد وضع خططا استراتيجية عظيمة ومبتكرة وفصل تفصيلا طويلا في التعامل الامثل معها . . .