المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات مع نهاية العام



أمة الكريم
12-25-2008, 12:54 AM
وقفات مع نهاية العام


الوقفة الأولى : مبدأ التاريخ الهجري :


من المعلوم أنه في بداية الإسلام لم يكن التاريخ السنوي معمولاً به حتى كانت خلافة عمر بن الخطاب في السنة الثالثة أو الرابعة من خلافته أي سنة ست عشرة أو سبع عشرة من الهجرة، ومناسبته أن الصحابي الجليل أبا موسى الأشعري t كتب إلى عمر بن الخطاب t أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ فجمع عمر t الصحابة رضي الله عنهم فاستشارهم فيقال إن بعضهم قال: أرِّخوا كما تؤرخ الفرس بملوكها كلما هلك ملك، أرِّخوا بولاية من بعده. فكره الصحابة ذلك فقال بعضهم: أرَّخوا بتاريخ الروم فكرهوا ذلك. فقال بعضهم: أرِّخوا من مولد النبي e، وقال آخرون: من مبعثه، وقال آخرون: من مهاجرة فقال عمر t: الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرِّخوا بها فأرِّخوا من الهجرة واتفقوا على ذلك ومن ثم تشاوروا رضي الله عنهم من أي شهر يكون ابتداء السنة فقال بعضهم: من شهر رمضان؛ لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وقال بعضهم: من ربيع الأول؛ لأنه الشهر الذي قدم فيه النبي e المدينة مهاجرًا، واختار عمر وعثمان وعلي أن يكون من المحرم؛ لأنه شهر حرام يلي شهر ذي الحجة الذي يؤدي المسلمون فيه حجهم الذي به تمام دينهم والذي كانت فيه بيعة الأنصار للنبيe والعزيمة على الهجرة؛ فبدأ بالسنة الإسلامية الهجرية من الشهر المحرم الحرام .

أمة الكريم
12-25-2008, 12:57 AM
الوقفة الثانية : حــكــــم تخصيص آخر العام الـهجري بعبادة مــن صــيـام أو دعــاء أو اسـتــغــفــار أو غــيـر ذلــك ؟

من محب ناصح إلى من يراه من المسلمين والمسلمات:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد:
فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، ولمسلم وعلقه البخاري: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد).
وثبت عن ابن مسعود ــ رضي الله عنه ــ أنه قال: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم) أخرجه أبو خيثمة في "العلم (54)"، ووكيع في "الزهد (315)" وغيرهما.


وقال ابن عمر ــ رضي الله عنهما ــ: (كل بدعة ضلالة، وإن رآها الناس حسنة) أخرجه اللالكائي(126) بسند صحيح ، وقال حسان بن عطية ــ رحمه الله ـ: (ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله عنهم من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة) أخرجه الدارمي(99) بسند صحيح.

وقال مالك بن أنس ــ رحمه الله ــ: (من أحدث في هذه الأمة اليوم شيئاً لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛ لأن الله تعالى يقول{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}، فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً) أخرجه ابن حزم في الإحكام 6/225.
وقال ابن تيمية ــ رحمه الله ــ: (أهل البدع شر من أهل المعاصي الشهوانية بالسنة والإجماع). [الفتاوى 20/103]
من هذه النقول وغيرها تتضح لنا خطورة البدع، لاسيما وأنها تشتمل على شيء من الخير في ظاهرها، لذا يسارع قليلو العلم إليها ويسهل انتشارها بينهم كما قرره الإمام ابن تيمية [الفتاوى 4/51 ، الاستقامة 1/455].
وصدق الإمام الحافظ أبو زرعة الرازي ــ رحمه الله ــ حين قال: (ما أسرع الناس إلى البدع!!). [سؤالات البرذعي ص562،تاريخ بغداد 8/215،ميزان الاعتدال 1/431].
والقاعدة الشرعية: أن كل عمل يتقرب به المسلم إلى ربه ويرجو منه أجراً وثواباً لم يفعله النبي × ولا أصحابه مع إمكانهم فعله وعدم وجود مانع من ذلك فهو من جملة المحدثات والبدع.
ومن البدع التي انتشرت في هذه الأزمان المتأخرة تَقَصُّدُ بعض الناس وتخصيصُهم آخر كل عام هجري بأداء بعض العبادات كالصيام والدعاء والاستغفار، وربما أوصى بعضهم بعضاً بذلك في المجالس أو عن طريق رسائل الجوال أو غيرها، ودافعهم إلى ذلك اعتقادهم أن صحائف أعمال كل سنة تطوى في آخرها فيحبون أن تكون خاتمة صحائفهم خيراً، وهذا العمل منهم ــ وإن كان ظاهره خيراً ــ هو من جملة الأعمال المحدثة المبتدعة المخالفة للسنة
لأسباب منها:
1- أن العبادة إذا ورد الأمر بها مطلقاً دون تحديد لوقتها،فإن تقصد تخصيص وقت لها بلا دليل يعتبر من البدع. أفاده الأئمة ابن تيمية وابن القيم والشاطبي والألباني وابن عثيمين ــ رحمهم الله ـ
[الفتاوى20/196،إعلام الموقعين 3/157 الاعتصام 1/486،318،أحكام الجنائز صـ242،الشرح الممتع 4/56-57 ،البدع والمحدثات ص40]، وهذا هو الحاصل تماماًً في ختم آخر السنة بتلك العبادات، فما دليل مشروعية تخصيصها في هذا الوقت؟
2- أن هذا الفعل لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولاعن أصحابه والتابعين وأئمة الإسلام فهل نحن أحرص منهم على الخير؟!!
ومعلوم أن (العبادات مبناها على التوقيف والاتباع، لا على الهوى والابتداع) [الفتاوى 22/510.]
وما من أحد يخصص زماناً أو مكاناً يفعل فيه عبادة من العبادات إلا لاعتقاد في قلبه، ثم هذا الاعتقاد قد يكون لدليل ثابت في الشرع، وقد يكون من الأمور المبتدعة كما أفاده ابن تيمية [الاقتضاء 2/603، 610]، ومسألتنا من النوع الثاني بلا ريب .
وكن على تنبه من أن البدعة المحدثة محرمة ولو لم يعتقد صاحبها أنها سنة، بل لو اعتقد ذلك وقع في تحليل المحرم بل استحبابه!!!
3- القول بأن صحائف العام تطوى في آخره، دعوى تحتاج إلى بينة وبرهان إذ هو أمر غيبي يحتاج إلى دليل وأنّى لمدعيه ذلك؟؟
4- لو ثبت أن الصحائف تطوى آخر السنة فهذا لا يجيز بحال تقصد ختمها بعمل صالح؛ إذ لو كان خيراً لسبقنا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ــ رضي الله عنهم ــ، فكيف وهو لم يثبت ولم يصح.
5- المقرر عند أهل العلم أن صحائف الأعمال إنما تطوى بالموت، وبين ذلك جمع من المفسرين عند تفسير قوله تعالى: {وإذا الصحف نشرت}[سورة التكوير الآية رقم 10]
[تفسير الطبري 30/73،البيضاوي 5/457،العز بن عبدالسلام3/424، أبي السعود9/116، النسفي4/319، القرطبي19/234،ابن كثير4/505،الشوكاني5/389] وانظر: مدارج السالكين للإمام ابن القيم 1/450، 3/121}
6- من المعلوم أن التاريخ الهجري لم يوضع إلا في عهد عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ـ واتفق مع الصحابة على أن يكون أوله شهر محرم وآخره شهر ذي الحجة... فيا ترى متى كانت تطوى صحائف الأعمال قبل وضع التاريخ الهجري؟؟!!
7- أن التقدير السنوي الذي يفصل ويميز من اللوح المحفوظ إلى الكَتَبة وفيه جميع ما يكون في السنة من الآجال والأرزاق وغيرها إنما يكون في ليلة القدر كما جاء ذلك عن غير واحد من السلف، وذكره المفسرون عند تفسير قوله تعالى:{فيها يفرق كل أمر حكيم}، وانظر:[شفاء العليل للإمام ابن القيم 1/109] .
وبهذا يتبين لنا أن تقَصُّد المسلم ختم العام الهجري بعبادة من صيام أو دعاء أو استغفار أو غير ذلك هو من الأمور المنكرة والبدع المحدثة في دين الله تعالى.
وبذلك أفتى جمع من أهل العلم المعاصرين ومنهم:
(1) فضيلة العلامة الفقيه الشيخ: محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ في بعض دروسه العلمية.
(2) فضيلة الشيخ العلامة: صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله تعالى ـ ونشرت فتواه في جريدة الجزيرة العدد [11122] بتاريخ 9/1/1424هـ .
(3) فضيلة الشيخ العلامة: صالح بن محمد اللحيدان ــ حفظه الله تعالى ـ في برنامج [نور على الدرب].
(4) فضيلة الشيخ المحقق: بكر بن عبد الله أبوزيد ـ حفظه الله تعالى ـ كما في كتابه [تصحيح الدعاء ص 107-108]
(5) فضيلة الشيخ المحدث: عبد المحسن بن حمد العباد ــ حفظه الله تعالى ــ .
(6) فضيلة الشيخ الفقيه: محمد بن حسن آل الشيخ ــ حفظه الله تعالى ــ .
فائدة (1):
ختم الأعمال الصالحة كالصلاة والصيام والحج بالاستغفار مشروع؛ قاله ابن تيمية وابن القيم وابن رجب وغيرهم، لورود ذلك في نصوص الكتاب والسنة. [التدمرية ص228، إعلام الموقعين 3/125، مدارج السالكين 3/435-436، لطائف المعارف ص383 ].
فائدة (2):
سئل الشيخ العلامة: صالح الفوزان [عن تخصيص خطب الجمعة في نهاية العام الهجري للتحدث عن العام المنصرم وما حصل فيه من خير أو شر... إلخ] فأجاب بقوله: ( لا نعرف لهذا أصلاً...)ا.هـ [الإجابات المهمة ص 229-230]
** وختاماً: قال الإمام البربهاري: (واحذر صغار المحدثات من الأمور فإن صغير البدع يعود حتى يصير كبيراً، وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيراً يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع الخروج منها فعظمت وصارت ديناً يدان به فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام). [شرح السنة ص61]
** وقال الإمام ابن تيمية: (فالبدع تكون في أولها شبراً ثم تكثر في الأتباع حتى تصير أذرعاً وأميالاً وفراسخ) [الفتاوى 8/425]
وقالً: (إنما يظهر من البدع أولاً ما كان أخف, وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة ...) (التدمرية ص 194 ) ،، (الفتاوى 28/489)
** وقال الإمام ابن القيم: (البدع تستدرج بصغيرها إلى كبيرها حتى ينسلخ صاحبها من الدين كما تنسل الشعرة من العجين، فمفاسد البدع لا يقف عليها إلا أرباب البصائر، والعميان ضالون في ظلمة العمى {ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور}). [مدارج السالكين 1/224]
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،







كتبه/حسام بن عبد الله بن أحمد الحسين

المعيد بقسم السنة بكلية أصول الدين0

ابو البندري
12-25-2008, 10:26 AM
جزاك الله خيررا

المرور
12-25-2008, 06:55 PM
الف شكر على الطرح القيم

وباركم الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء

أمة الكريم
12-26-2008, 01:21 AM
الوقفة الثالثة :أَثَرٌ مَشْهُورٌ يُرَدَّدُ فِينَهَايَةِ كُلِّ عَامٍ



الحمدُ للهِ وبعد ؛
يقومُ الوعاظُ والخطباءُ ، وتقومُ المقالاتُ والمطوياتُ وغير ذلك في هذه الأزمان المتأخرةِ بالتذكيرِ بمحاسبة النفس في نهاية العامِ ، وهذا أمر طيبٌ ولا شك ، ولكن السؤالُ المطروحُ : هل كان السلفُ يذكرون الناسَ بمحاسبةِ النفسِ في نهايةِ العامِ فقط ؟!!!


الجواب : كلا ، بل المتتبع لأحوالهم يجدُ أنهم يذكِّرون أنفسهم في كل وقتٍ وحينٍ بمحاسبةِ النفسِ ، ولو رجعنا إلى مصنفاتهم في هذا الأمر لوجدنا العديد ، ومن أشهر الكتب : محاسبةُ النفسِ لابن أبي الدنيا ، وهو يروي الأحاديث والآثار بالسند عن سلف الأمة ، ولم ينقل عن أحدهم أنهم يذكَّرون أنفسهم أو غيرهم بمحاسبة النفس في نهاية العام .
وأيضاً المتأملُ لكتابِ الله ِ يجد أن اللهَ في آيات كثيرةٍ يذكر العبد بالمحاسبةِ ، والتوبةِ ، والإنابةِ إليه .
فالحاصلُ : إن المحاسبة للنفس ليست محددةً بوقت معين ، ولا بمناسبة معينة .
بعد هذه المقدمة نأتي على ما عنونا به المقال ، نسمعُ ونقرأُ في موضوعِ التذكيرِ بمحاسبةِ النفسِ ترديداً لأثرٍ عن الخليفةِ الثاني أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه .
فلنقف مع هذا الأثرِ من جهةِ صحةِ نسبته إلى عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه .
نَـصُّ الأَثَـرِ :
عنْ عُمَرَ بنِ الْخَطّابِ قَالَ : حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا ، وَتَزَيّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ ، وَإِنّمَا يَخِفّ الْحَسَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ في الدّنْيَا.
وفي لفظٍ : عن عمر أنه قال في خطبته : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، فإنه أهون لحسابكم ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، وتزينوا للعرض الأكبر :" يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ "[ الحاقة : 18 ] .
تَـخْـرِيـجُ الأَثَـرِ :
أخرجه ابن أبي الدنيا في " محاسبة النفس " ( ص 29 – 30 ) ، وأحمد في " الزهد " ( ص 120) ، وأبو نعيم في " الحلية " (1/52) ، وعلقه ابن الجوزي في " مناقب عمر رضي الله عنه " ( ص 178) من طريق جعفر بن بُرقَان ، عن ثابت بن الحجاج ، عن عمر رضي الله عنه به .
وهذا سند فيه انقطاع بين ثابت وعمر ؛ فإن ثابتاً لم يدرك عمر رضي الله عنه .
وأخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (13/270) من طريق جعفر بن بُرقَان ، عن رجل لم يكن يسمه ، عن عمر رضي الله عنه .
وكما هو ظاهر السند فإن فيه رجلاً مبهماً .
وأخرجه ابن المبارك في الزهد ( ص 103 ) عن مالك بن مغول بلاغا عن عمر رضي الله عنه .
وأخرجه مالك في " الموطأ " (2/111) " رواية أبي مصعب " بسند منقطع بين يحيى بن سعيد وعمر رضي الله عنه .
وقد ذكره الإمام الترمذي في سننه (4/550) بصيغة التمريض فقال : ‏وَيُرْوَى ‏عَنْ ‏عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ‏قَالَ : حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا ، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ ، وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا .
وقد ضعف الأثر الشيخ العلامة الألباني – رحمه الله – في " الضعيفة " (1201) ، وأبو إسحاق الحويني في " تخريجه لتفسير ابن كثير " (1/478) وقال : وهذا سند رجاله ثقات لكنه منقطع بين ثابت بن الحجاج وعمر بن الخطاب فلم يدركه .ا.هـ.
فالحاصل أن جميع طرق الأثر لا تثبت ، والله أعلم .





كتبه

عَـبْـد الـلَّـه بن محمدزُقَـيْـل

أمة الكريم
12-26-2008, 01:33 AM
الوقفة الرابعة : فتاوى متعلقة بالعمل بالتاريخ الميلادي
السؤال:
هل العمل بالتاريخ الميلادي فيه تشبه بالنصارى، أم الأولى العمل بالتاريخ الهجري ؟
الجواب:
لقد اقتصر المسلمون على تأريخهم الذي اتفقوا عليه من عهد عمر بن الخطاب الذي وضع لهم هذا التأريخ الهجري، حيث اختار مبدأه من هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم- وعمل عليه المسلمون في كتبهم وسيرهم مع معرفتهم بتأريخ من قبلهم، ولم يزالوا كذلك حتى استولى النصارى على كثير من بلاد الإسلام، واستعمروهم واضطروهم إلى تعلم التأريخ الميلادي ، وأنسوهم التأريخ الهجري إلا ما شاء الله، فنقول: إن في العمل بالتأريخ الهجري تذكرًا لوقائع الإسلام وأحوال المسلمين في سابق الدهر، ثم هو أوضح وأبين حيث يعتمد على الأهلة التي ترى عيانًا ويحصل بمشاهدتها معرفة دخول السنة وخروجها، دون إعواز إلى حساب وكتابة، فننصح المسلمين أن يقتصروا على تأريخهم الذي كان عليه سلفهم، وأن يعرضوا عن تأريخ النصارى الذي لا يتحقق صحته، إنما هو مبني على نقل أهل الكتاب وهم غير متيقنين، حيث لم يثبتوا ذلك بالنقل الصحيح. ومتى احتيج إلى معرفة السنة الشمسية، فإن هناك التأريخ الشمسي الهجري وهو يعتمد الحساب، ويسير على سير البروج الاثني عشر التي ذكرها الله تعالى مجملاً كما في قوله تعالى: )وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا( وعرفها الحُسَّاب وعلماء الفلك بالمشاهدة، ففي معرفتها ما يكفي عن الاحتياج إلى تأريخ النصارى، والله أعلم.



من فتاوى فضيلة الشيخ:عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين


*****
السؤال :
هل التأريخ بالتاريخ الميلادي يعتبر من موالاة الكفار ؟.


الجواب:
الحمد لله لا يعتبر موالاة ، لكن يعتبر تشبهًا بهم .
والصحابة رضي الله عنهم كان التاريخ الميلادي موجوداً في عصرهم ، ولم يستعملوه، بل عدلوا عنه إلى التاريخ الهجري .
وضعوا التاريخ الهجري ولم يستعملوا التاريخ الميلادي مع أنه كان موجودًا في عهدهم ، هذا دليل على أن المسلمين يجب أن يستقلوا عن عادات الكفار وتقاليد الكفار، لاسيما وأن التاريخ الميلادي رمز على دينهم، لأنه يرمز إلى تعظيم ميلاد المسيح والاحتفال به على رأس السنة ، وهذه بدعة ابتدعها النصارى ، فنحن لا نشاركهم ولا نشجعهم على هذا الشيء . وإذا أرّخنا بتاريخهم فمعناه أننا نتشبه بهم .
وعندنا والحمد لله التاريخ الهجري الذي وضعه لنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الراشد بحضرة المهاجرين والأنصار ، هذا يغنينا . انتهى




فضيلة الشيخ: صالح الفوزان في كتاب المنتقى 1/257 .

يوسف صالح العرادي
12-26-2008, 09:33 AM
بارك الله فيك ع هذا الطرح الرائع و كتب الله أجرك

رماح الوحيشي
12-26-2008, 04:03 PM
ب1

انــــه صوت جميل جدأ والموضوع يشكر عليه جدأ

مشعل العصباني
12-27-2008, 12:36 AM
جزاك الله خيرا

احمد العايد
12-27-2008, 08:27 AM
جزاكم الله خيرا
وبارك الله فيكم

عبدالله سليمان شبيث الوحيشي
12-27-2008, 12:14 PM
جزاك الله خير

أمة الكريم
11-29-2010, 01:40 AM
أرفع الموضوع لمناسبته
،
،

"يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك"

سجى الليل
11-29-2010, 06:45 AM
جزاكم الله خيراً

عبدالرحمن عياد الوابصي
11-29-2010, 06:50 AM
رفع الله قدركـ على هذه الفوائد
لاحرمك الله الأجر

ابو البندري
11-29-2010, 12:24 PM
جزاك الله خيرا واجزل لك المثوبه

محمد مطلق المعيقلي
11-29-2010, 01:46 PM
جزاك الله خيرا أمة الكريم وبارك فيك
صليت الجمعة يوم 28 /12 /1429 هـ
عند سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وحذر سماحته في بداية الخطبة الثانية من رسالة جوال تأتيك رسالة فيها
اختم عامك بصيام واستقبل عامك بصيام
أي أنك تصوم آخر يوم من العام
وأول يوم من العام الجديد
فقال سماحته:
هذه بدعة للحديث : (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )
قال سماحته : إلا من وافق صيامه المعتاد كأن يصوم يوم ويفطر يوم أو أنه يصوم الخميس والاثنين فوافق آخر يوم أو أول يوم من العام فهذا يجوز . انتهى كلام سماحته .......
هذا مضمون الكلام وليس نصا وبالله التوفيق .

اشراقة الدعوة
11-30-2010, 02:31 AM
أسأل الله أن يرفع قدرك ويرزقك جنة الفردوس الأعلى أختي (أمة الكريم )على هذا الطرح وتوضيح البدع المنتشره هذه الأيام