المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما لم تعرفه عن تبوك



عبدالله النبهان
04-03-2009, 08:03 PM
قلعة تبوك ومنزلها
كانت تبوك أرض برية لا ساكن بها ولكن بها عين ضعيفة يردها المسافرون حتى قدمها رسول الله صلى الله عليه وسل عام 10 للهجرة.


قال بن كثير روى مالك عن معاذ بن جبل انهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك فقال : إنكم ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك وأنكم لن تأتوها حتى يضحى ضحى النهار فمن جائها فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي. فال فجئناها وقد سبق اليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل مسستما من مائها شيئاً, قالا نعم . فسبهما وقال لهما ما شاء الله ان يقول ثم غرفوا من العين بماء كثير فاستقى الناس ثم قال رسول الله “يا معاذ يوشك إن طالت بك الحياة ان ترى ما ههنا قد مليء جناناً” أخرجه مسلم من حديث مالك به.

وصدق رسول الله فقد سارت هذه العين نواة لمزارع وبساتين خلال القرون اللاحقة قد تتسع أحياناً وتضيق أحيانا بحسب الحالة الأمنية وقوة السلطان.
أول رحالة وصفها فيما علمت هو بن شجاع الدمشقي قال عنها سنة (623 هـ ) ان بها ماء ينبع ومسجد يزار وان الحجاج يَدَعُون بها أثقالهم عند العرب من بني عقبة وأنهم يقيمون بها يوماً ثم يستعدون “للمفازة الكبرى”
انتشرت بدعة عجيبة يفعلها الحجاج حين قدومهم لتبوك وقد وصفها بن رُشيد الأنلسي الذي حج من الشام و وصل تبوك 7 ذو القعدة 684 هـ وقال


(وحين دنونا منها بأميال خمسة أو ستة عبأ الناس الجيش وتزينوا بالأسلحة ورتبت الرجال والفرسان و خلفهم الرواحل ونزل كثير من الناس عن رواحلهم وساروا بها منتشقة وعبؤوها بجزيل الحطب ويذكر الناس انهم انما يعبؤونها عادة لهم يزعمون فيها الإقتداء لأنه صلى الله عليه وسلم دخلها كذلك والله اعلم!

وقال ابن رشيد حين رأى بساتين تبوك: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رأينا هذا الموضع قد مليء جناناً من نخيل وبينها يسير زرع للأعراب وهذه العين صهريج كبير مطوي بالحجر , يجتمع فيه ماء كثير ويخرج منه الى جفر آخر كبير يجتمع فيه ما يسيل من ذلك وماؤها كثير عذب
الرحالة المشهور بن بطوطة حج مع الركب الشامي عام 726 هـ وقال عن تبوك :


وفيها عين ماء كانت تبض بشيء من الماء. فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ منها، جادت بالماء المعين. ولم يزل إلى هذا العهد ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن عادة حجاج الشام إذا وصلوا منزل تبوك، أخذوا أسلحتهم، وجردوا سيوفهم، وحملوا على المنزل، وضربوا النخل بسيوفهم، ويقولون: هكذا دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وينزل الركب العظيم على هذه العين فيروي منها جميعهم، ويقيمون أربعة أيام للراحة وإرواء الجمال واستعداد الماء للبرية المخوفة التي بين العلا وتبوك. ومن عادة السقاءين أنهم ينزلون على جوانب هذه العين، ولهم أحواض مصنوعة من جلود الجواميس، كالصهاريج الضخام يسقون منها الجمال، ويملأون الروايا والقرب. ولكل أمير أو كبير حوض يسقي منه جماله وجمال أصحابه، ويملأ رواياهم. وسواهم من الناس يتفق مع السقائين على سقي جمله وملء قربته، بشيء معلوم من الدراهم.

بعده بتسع سنوات حج البلوي الأندلسي مع الركب الشامي 737 هـ لكن يبدو أن وضعها تدهور قال:
ثم سرنا من معان في قفر صَفر واقتحمنا صدر فلاة تروع كل سعلاة


ومهامه كالبحر لا أثر
فيها لمقتفر ولا سنن
لو سار فيها النجم ضل بها
حيران لا شام ولا يمن

الى ان وصلنا الى تبوك وبلدها اليوم خراب , على كل جدار غراب , فوردنا البئر المباركة التي فاضت ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرحنا بنزولها وسرحنا في ظل نخيلها.
قلت واستمرت عادة حمل السلاح في القرون التالية رغم أنه ليس لها أصل شرعي فالصفدي ( ت 764 هـ ) مر هنا وأنشد


أتينا بالسلاح الى تبوك
وذلك عادة صارت فسارت
دخلناها بإيمان صحيح
دياجي الشرك منه قد استنارت

بعد قرن ونصف يمر هنا بن طولون(920 هـ ) ويقول :رأيت البركة والماء بها نحو قامة , ورأيت جماعة من الأسقاط يغتسلون بها عراة في حال استقاء الناس منها بالأدلية.
ثم انتعشت تبوك مرة أخرى حيث بنيت قلعتها المشهورة سنة 1064 هـ التي لا تزال واقفة بشموخ
وقد مر الخياري المدني وهو دقيق الملاحظة خاصة للمنشأت المعمارية مر هنا 1080 في طريقه للشام مع قافلة الحج العائدة من مكة وقال ان جموعا من أهل الشام كانت هناك في انتظار الحجيج مع الهدايا وتبادل التجارة وقال عن تبوك:


رأيناه وادياً عذب الهواء والماء , متسع الجوانب والأرجاء به قلعة عامرة البناء محكمة الوضع شامخة الرفع مبنية بالحجر المنحوت بين الصفرة والحمرة بناء حسن الإلصاق بحيث لايظهر ما بين الحجرين لولا الكمال بالنورة , وهي مشتملة على دهليز يقابل الباب فيه دكة لطيفة وبابها محكم فيه كتابة على قيشاني لفظها : أمر بتعمير وتجديد هذه القلعة المباركة مولانا السلطان محمد خان عز نصره على يد العبد الضعيف محمد بن الناشف التذكرجي سنة أربع وستين وألف). وبعد الدخول أرض مربعة مفروشة بالحجر وعلى يمين الداخل إيوان معقود وفي الأركان أوضات ومقابل الإيوان صورة مسجد مفروش بالبسط وفيها محراب وفي وسط الصحن صورة بئر يقال ان مائها نبع لا من المطر , وبجانبه حوض منقور من الحجر يملأ للتوضي والاستعمال , ويشتمل على أوضات أيضا في الدور الثاني وعلى مسجد غير مسقوف فوق المسجد الأول هذا صيفي وهذا شتوي وبأعلاها مدافع كبار يرمي بعضها عند وصول الحاج الى ذلك المنزل وقد نقل أهل التاريخ ان بها مسجداً ويقال على ألسنة الواردين ان هذا المسجد ال1ذي بداخل القلعة هو محل ذلك المأثور والله أعلم والى جانب القلعة من الخارج على يمين الداخل بركتان إحداهما مربعة والأخرى متطاولة ويقال ان مائها ينبع نبعا من الأرض لا يؤتى به لا بسانية ولا بغيرها من الآلات وهو عذب كما علم وبالقرب من البركة بساتين مشتملة على أشحار عنب وليم وتين كثيرة داخل البساتين وخارجها , وهناك سوق مشتملة على أبنية قديمة ويقابل باب القلعة بناء مربع يقال إنه معد للضعفاء والمنقطعين هذا ما يتعلق بالمكان,اما من يقدم اليه من الشام الملاقين للحجاج فانهم يقدمون جماعات كثيرين مضاهين للحج بخيام عظام وعساكر ومدافع وسردار وكان في عامنا هذا موسى بك بن التركمان حسن وكان مشهورا بالشجاعة . وينقلون من الشام كل موجود بها من الفاكهة ….ويقوم بها سوق عظيم لم تر العين قبله مثله والحبوب والأجبان والدقيق ويعملون الرقاق الحواري وغيره مما يؤكل والبيض الكثير وما لايسعنا شرحه.


قلت ويبدو أن بعض الحجاج الأتراك نسوا اسم تبوك وصاروا يسمونها عاصي خرمة يعني النخل العاصي الذي لا يحمل و يروون قصة خيالية لهذا الإسم ينقل موزل عن محمد أديب 1232 هـ هجري ان تبوك تسمى أيضاً عاصي خُرمة وقد مر هنا اوليا جلبي(1081 ) سماها مرحلة قلعة النخلة العاصية وقال


تفع في منتصف الطريق إلى مكة وعند العودة يقوم باشوات نابلس وعجلون،وأثرياءهما،بإغراق الحجاج بخيراتهم مما لذ،وطاب أكله.وقد شيدها نور الدين شهيد ولكنها تهدمت مع مرور الزمن ولكن بناءا على فرمان السلطان محمد الرابع قام ناشف أوغلى بتجديدها, محيطها أربعمائة خطوة.وعلى بابها تأريخ مكتوب نصه ((في أيام مولانا السلطان محمد خان ابن إبراهيم خان مد ظله قام أمين دفتر دمشق ناشف زاده محمد الفقير سنة1062 بتعميره..)).
يوجد بها مدافع ومدفعجية وقوة من انكشارية الشام.تحتوي على جامع،وحمام،وعين ماء، كما ان هناك نبع كبير في غرب القلعة وهو من مآثر الرسول الكريم ومعجزاته ….خرجنا في هذه الليلة المظلمة على اضواء المشاعل مع حراسة الجنود واستمرينا في السير 7 ساعات حتى وصلت الى موقف المقابر

المكناسي مر هنا ( 1201 هـ ) ذكر ان فيها قرية وبركة وعين ماء وكان اهلها يأتون بالرمان والعنب يبيعونه للحجاج واستراحوا بها 12 ساعة ثم سروا ليلتهم

ذكر الدكتور علي غبان ان القلعة رممت عام (1260 هجري )في عهد السلطان عبدالمجيد خان كما ورد في نقش وجده في محراب المسجد.
داوتي1295 هـ : أنعشنا نفسنا بالطماطم والليمون الحلو والرمان وبعض التمر وهناك 4 منازل فقط للكعابين (الحميدات)
التونسي 1300 هـ قال اما بناء تبوك فهو من لبن غير مطبوخ , وجدرانها قصيرة دون قامة الانسان وقد شاهدت من صعوبة الطريق ما صرت به في شفقة على رواحلنا وكان لمحفتنا جملان مُجلان أحدهما أسود اسمه ديحان والاخر اسمه درويش يتناوبان كل مرحلة يحمل جمل محفتنا ورأيت من الجمال انه اجهدهما ولم يشفق عليهما فارتجزت له في ذلك عند المسامرة قولي


يا أيها الجمّال رفقاً بالجملْ
وإن تكن قامته مثل الجبلْ
فليس في الركب سوى ريحانِ ِ
شبيه درويش اخيه الثاني
ومن يكن عليهما قد ركبا
لم يك يدري من مسير تعبا
(http://www.alsahra.org/)


أوتنج الألماني زار تبوك 1301 هـ وذكر أن بالقلعة خمسة أنفار مغاربة سهر معهم تلك الليلة على موسيقى العود, وأن منازل تبوك لا تتجاوز 40 منزل
صورالتقطها جوسن وسفينياك عام1907-1325 عندما زارا تبوك في طريقهما للعلا عبر سكة الحديد



[/URL]

(http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/08/dsc00482.JPG)

وفي سنة 1328 هـ 1910م زار تبوك الرحالة التشيكي موزل وذكر ان العين كانت تضخ الماء بقوة الى ثلاث برك مجاورة ومنها الى المزارع المجاورة ومن أكبر مزارع النخيل تعود الى حرب بن عطية انظر الخريطة وذكر ان القلعة بجوار العين وان بداخلها بئر عمقها 4 أمتار وماؤها عذب, وذكر ان العوائل المستقرة حوالي 15 عائلة من قبيلة الحميدات
فلبي رأى العين وسماها عين السكر والقلعة بجانبها الشرقي


من أعمال الخير
يوجد في احدى غرف القلعة حجر نقش عليه
“وقف:هذا بيت الفقراء عمر في سنة 1064 لأبناء السبيل”

ذكراه الفرنسيان جوسن وسفنياك عندما دخلاها 1325 هجري
كما ذكر الدكتور علي غبان انه جددت عمارة القلعة سمة 1370
شتاء 1427 هـ قمنا في فريق الصحراء بزيارة قلعة تبوك ووجدناها قرب سوق شعبي داخل البلد وهي لا زالت بحالة جيدة وكان بابه مغلق فتأملناها من الخارج, ولا زال حجر التأسيس محتفظا بجماله وبه تاريخ الانشاء

(http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/08/imga2914.JPG)




(http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/08/dsc00372.JPG)
أما المؤسف فهو حال البركة وعين تبوك فالعين قد جفت ولكن المحزن ان البرك متهدمة وان مكان العين صار مزبلة والنخلات قد ماتت بل المؤذي للنفس ان العين كان قد اقيم عليها كازينو كما كتب على لوحته ولكنه هجر فصارت مرمى للمزابل, لا نريد تعظيم الاشياء لكن عيناً باركها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي ان تصبح كازينو ومزابل , فلعل من يقرأ يبلّغ من بيده قدرة على عمل شيء


لاحظ جودة البناء بعد 360 سنة
[URL="http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/08/dsc00376.JPG"] (http://alsahra.org/wp-content/uploads/2007/08/dsc00377.JPG)

ابونواف الهرفي
04-06-2009, 07:11 PM
قلعة تبوك ومنزلها


كانت تبوك أرض برية لا ساكن بها ولكن بها عين ضعيفة يردها المسافرون حتى قدمها رسول الله صلى الله عليه وسل عام 10 للهجرة.




قال بن كثير روى مالك عن معاذ بن جبل انهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك فقال : إنكم ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك وأنكم لن تأتوها حتى يضحى ضحى النهار فمن جائها فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي. فال فجئناها وقد سبق اليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل مسستما من مائها شيئاً, قالا نعم . فسبهما وقال لهما ما شاء الله ان يقول ثم غرفوا من العين بماء كثير فاستقى الناس ثم قال رسول الله “يا معاذ يوشك إن طالت بك الحياة ان ترى ما ههنا قد مليء جناناً” أخرجه مسلم من حديث مالك به.



وصدق رسول الله فقد سارت هذه العين نواة لمزارع وبساتين خلال القرون اللاحقة قد تتسع أحياناً وتضيق أحيانا بحسب الحالة الأمنية وقوة السلطان.

أول رحالة وصفها فيما علمت هو بن شجاع الدمشقي قال عنها سنة (623 هـ ) ان بها ماء ينبع ومسجد يزار وان الحجاج يَدَعُون بها أثقالهم عند العرب من بني عقبة وأنهم يقيمون بها يوماً ثم يستعدون “للمفازة الكبرى”

انتشرت بدعة عجيبة يفعلها الحجاج حين قدومهم لتبوك وقد وصفها بن رُشيد الأنلسي الذي حج من الشام و وصل تبوك 7 ذو القعدة 684 هـ وقال




(وحين دنونا منها بأميال خمسة أو ستة عبأ الناس الجيش وتزينوا بالأسلحة ورتبت الرجال والفرسان و خلفهم الرواحل ونزل كثير من الناس عن رواحلهم وساروا بها منتشقة وعبؤوها بجزيل الحطب ويذكر الناس انهم انما يعبؤونها عادة لهم يزعمون فيها الإقتداء لأنه صلى الله عليه وسلم دخلها كذلك والله اعلم!



وقال ابن رشيد حين رأى بساتين تبوك: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رأينا هذا الموضع قد مليء جناناً من نخيل وبينها يسير زرع للأعراب وهذه العين صهريج كبير مطوي بالحجر , يجتمع فيه ماء كثير ويخرج منه الى جفر آخر كبير يجتمع فيه ما يسيل من ذلك وماؤها كثير عذب

الرحالة المشهور بن بطوطة حج مع الركب الشامي عام 726 هـ وقال عن تبوك :




وفيها عين ماء كانت تبض بشيء من الماء. فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ منها، جادت بالماء المعين. ولم يزل إلى هذا العهد ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن عادة حجاج الشام إذا وصلوا منزل تبوك، أخذوا أسلحتهم، وجردوا سيوفهم، وحملوا على المنزل، وضربوا النخل بسيوفهم، ويقولون: هكذا دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وينزل الركب العظيم على هذه العين فيروي منها جميعهم، ويقيمون أربعة أيام للراحة وإرواء الجمال واستعداد الماء للبرية المخوفة التي بين العلا وتبوك. ومن عادة السقاءين أنهم ينزلون على جوانب هذه العين، ولهم أحواض مصنوعة من جلود الجواميس، كالصهاريج الضخام يسقون منها الجمال، ويملأون الروايا والقرب. ولكل أمير أو كبير حوض يسقي منه جماله وجمال أصحابه، ويملأ رواياهم. وسواهم من الناس يتفق مع السقائين على سقي جمله وملء قربته، بشيء معلوم من الدراهم.


بعده بتسع سنوات حج البلوي الأندلسي مع الركب الشامي 737 هـ لكن يبدو أن وضعها تدهور قال:

ثم سرنا من معان في قفر صَفر واقتحمنا صدر فلاة تروع كل سعلاة




ومهامه كالبحر لا أثر

فيها لمقتفر ولا سنن
لو سار فيها النجم ضل بها
حيران لا شام ولا يمن


الى ان وصلنا الى تبوك وبلدها اليوم خراب , على كل جدار غراب , فوردنا البئر المباركة التي فاضت ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرحنا بنزولها وسرحنا في ظل نخيلها.

قلت واستمرت عادة حمل السلاح في القرون التالية رغم أنه ليس لها أصل شرعي فالصفدي ( ت 764 هـ ) مر هنا وأنشد




أتينا بالسلاح الى تبوك

وذلك عادة صارت فسارت
دخلناها بإيمان صحيح
دياجي الشرك منه قد استنارت


بعد قرن ونصف يمر هنا بن طولون(920 هـ ) ويقول :رأيت البركة والماء بها نحو قامة , ورأيت جماعة من الأسقاط يغتسلون بها عراة في حال استقاء الناس منها بالأدلية.

ثم انتعشت تبوك مرة أخرى حيث بنيت قلعتها المشهورة سنة 1064 هـ التي لا تزال واقفة بشموخ

وقد مر الخياري المدني وهو دقيق الملاحظة خاصة للمنشأت المعمارية مر هنا 1080 في طريقه للشام مع قافلة الحج العائدة من مكة وقال ان جموعا من أهل الشام كانت هناك في انتظار الحجيج مع الهدايا وتبادل التجارة وقال عن تبوك:




رأيناه وادياً عذب الهواء والماء , متسع الجوانب والأرجاء به قلعة عامرة البناء محكمة الوضع شامخة الرفع مبنية بالحجر المنحوت بين الصفرة والحمرة بناء حسن الإلصاق بحيث لايظهر ما بين الحجرين لولا الكمال بالنورة , وهي مشتملة على دهليز يقابل الباب فيه دكة لطيفة وبابها محكم فيه كتابة على قيشاني لفظها : أمر بتعمير وتجديد هذه القلعة المباركة مولانا السلطان محمد خان عز نصره على يد العبد الضعيف محمد بن الناشف التذكرجي سنة أربع وستين وألف). وبعد الدخول أرض مربعة مفروشة بالحجر وعلى يمين الداخل إيوان معقود وفي الأركان أوضات ومقابل الإيوان صورة مسجد مفروش بالبسط وفيها محراب وفي وسط الصحن صورة بئر يقال ان مائها نبع لا من المطر , وبجانبه حوض منقور من الحجر يملأ للتوضي والاستعمال , ويشتمل على أوضات أيضا في الدور الثاني وعلى مسجد غير مسقوف فوق المسجد الأول هذا صيفي وهذا شتوي وبأعلاها مدافع كبار يرمي بعضها عند وصول الحاج الى ذلك المنزل وقد نقل أهل التاريخ ان بها مسجداً ويقال على ألسنة الواردين ان هذا المسجد ال1ذي بداخل القلعة هو محل ذلك المأثور والله أعلم والى جانب القلعة من الخارج على يمين الداخل بركتان إحداهما مربعة والأخرى متطاولة ويقال ان مائها ينبع نبعا من الأرض لا يؤتى به لا بسانية ولا بغيرها من الآلات وهو عذب كما علم وبالقرب من البركة بساتين مشتملة على أشحار عنب وليم وتين كثيرة داخل البساتين وخارجها , وهناك سوق مشتملة على أبنية قديمة ويقابل باب القلعة بناء مربع يقال إنه معد للضعفاء والمنقطعين هذا ما يتعلق بالمكان,اما من يقدم اليه من الشام الملاقين للحجاج فانهم يقدمون جماعات كثيرين مضاهين للحج بخيام عظام وعساكر ومدافع وسردار وكان في عامنا هذا موسى بك بن التركمان حسن وكان مشهورا بالشجاعة . وينقلون من الشام كل موجود بها من الفاكهة ….ويقوم بها سوق عظيم لم تر العين قبله مثله والحبوب والأجبان والدقيق ويعملون الرقاق الحواري وغيره مما يؤكل والبيض الكثير وما لايسعنا شرحه.


قلت ويبدو أن بعض الحجاج الأتراك نسوا اسم تبوك وصاروا يسمونها عاصي خرمة يعني النخل العاصي الذي لا يحمل و يروون قصة خيالية لهذا الإسم ينقل موزل عن محمد أديب 1232 هـ هجري ان تبوك تسمى أيضاً عاصي خُرمة وقد مر هنا اوليا جلبي(1081 ) سماها مرحلة قلعة النخلة العاصية وقال




تفع في منتصف الطريق إلى مكة وعند العودة يقوم باشوات نابلس وعجلون،وأثرياءهما،بإغراق الحجاج بخيراتهم مما لذ،وطاب أكله.وقد شيدها نور الدين شهيد ولكنها تهدمت مع مرور الزمن ولكن بناءا على فرمان السلطان محمد الرابع قام ناشف أوغلى بتجديدها, محيطها أربعمائة خطوة.وعلى بابها تأريخ مكتوب نصه ((في أيام مولانا السلطان محمد خان ابن إبراهيم خان مد ظله قام أمين دفتر دمشق ناشف زاده محمد الفقير سنة1062 بتعميره..)).

يوجد بها مدافع ومدفعجية وقوة من انكشارية الشام.تحتوي على جامع،وحمام،وعين ماء، كما ان هناك نبع كبير في غرب القلعة وهو من مآثر الرسول الكريم ومعجزاته ….خرجنا في هذه الليلة المظلمة على اضواء المشاعل مع حراسة الجنود واستمرينا في السير 7 ساعات حتى وصلت الى موقف المقابر


المكناسي مر هنا ( 1201 هـ ) ذكر ان فيها قرية وبركة وعين ماء وكان اهلها يأتون بالرمان والعنب يبيعونه للحجاج واستراحوا بها 12 ساعة ثم سروا ليلتهم


ذكر الدكتور علي غبان ان القلعة رممت عام (1260 هجري )في عهد السلطان عبدالمجيد خان كما ورد في نقش وجده في محراب المسجد.
داوتي1295 هـ : أنعشنا نفسنا بالطماطم والليمون الحلو والرمان وبعض التمر وهناك 4 منازل فقط للكعابين (الحميدات)

التونسي 1300 هـ قال اما بناء تبوك فهو من لبن غير مطبوخ , وجدرانها قصيرة دون قامة الانسان وقد شاهدت من صعوبة الطريق ما صرت به في شفقة على رواحلنا وكان لمحفتنا جملان مُجلان أحدهما أسود اسمه ديحان والاخر اسمه درويش يتناوبان كل مرحلة يحمل جمل محفتنا ورأيت من الجمال انه اجهدهما ولم يشفق عليهما فارتجزت له في ذلك عند المسامرة قولي




يا أيها الجمّال رفقاً بالجملْ

وإن تكن قامته مثل الجبلْ
فليس في الركب سوى ريحانِ ِ
شبيه درويش اخيه الثاني
ومن يكن عليهما قد ركبا
لم يك يدري من مسير تعبا





أوتنج الألماني زار تبوك 1301 هـ وذكر أن بالقلعة خمسة أنفار مغاربة سهر معهم تلك الليلة على موسيقى العود, وأن منازل تبوك لا تتجاوز 40 منزل

صورالتقطها جوسن وسفينياك عام1907-1325 عندما زارا تبوك في طريقهما للعلا عبر سكة الحديد








وفي سنة 1328 هـ 1910م زار تبوك الرحالة التشيكي موزل وذكر ان العين كانت تضخ الماء بقوة الى ثلاث برك مجاورة ومنها الى المزارع المجاورة ومن أكبر مزارع النخيل تعود الى حرب بن عطية انظر الخريطة وذكر ان القلعة بجوار العين وان بداخلها بئر عمقها 4 أمتار وماؤها عذب, وذكر ان العوائل المستقرة حوالي 15 عائلة من قبيلة الحميدات

فلبي رأى العين وسماها عين السكر والقلعة بجانبها الشرقي




من أعمال الخير

يوجد في احدى غرف القلعة حجر نقش عليه
“وقف:هذا بيت الفقراء عمر في سنة 1064 لأبناء السبيل”


ذكراه الفرنسيان جوسن وسفنياك عندما دخلاها 1325 هجري

كما ذكر الدكتور علي غبان انه جددت عمارة القلعة سمة 1370
شتاء 1427 هـ قمنا في فريق الصحراء بزيارة قلعة تبوك ووجدناها قرب سوق شعبي داخل البلد وهي لا زالت بحالة جيدة وكان بابه مغلق فتأملناها من الخارج, ولا زال حجر التأسيس محتفظا بجماله وبه تاريخ الانشاء








أما المؤسف فهو حال البركة وعين تبوك فالعين قد جفت ولكن المحزن ان البرك متهدمة وان مكان العين صار مزبلة والنخلات قد ماتت بل المؤذي للنفس ان العين كان قد اقيم عليها كازينو كما كتب على لوحته ولكنه هجر فصارت مرمى للمزابل, لا نريد تعظيم الاشياء لكن عيناً باركها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي ان تصبح كازينو ومزابل , فلعل من يقرأ يبلّغ من بيده قدرة على عمل شيء



لاحظ جودة البناء بعد 360 سنة


يعطيك العافيه على المعلومه .

خالد سالم عيدالهرفي
04-08-2009, 07:58 PM
يعطيك العافيه على المعلومه

محمد سالم عواد القويعاني
04-23-2009, 12:29 AM
http://www.7ammil.com/data/visitors/2009/04/22/storm_1299783973463454547_a6ba2dca81.gif (http://www.7ammil.com)

فيصل محمد العرادي
04-23-2009, 11:11 AM
الله يعطيك العافيه على ما كتبت في سيرة تبوك العطره والتى لم أعلم بها إلى منك وهذا إن دل فإنما يدل على تطلعك في سيرة تبوك العطره والتي كنا نجهلها وللأسف لذا نتطلع لرؤية جديدك

فيصل محمد العرادي
04-23-2009, 11:13 AM
الله يعطيك العافيه على ما كتبت في سيرة تبوك العطره والتى لم أعلم بها إلى منك وهذا إن دل فإنما يدل على تطلعك في سيرة تبوك العطره والتي كنا نجهلها وللأسف لذا نتطلع لرؤية جديدك

عبدالله النبهان
05-01-2009, 12:44 PM
اشكر الجميع على الاطراء الاكثر من جميل::::::شكرا

أحساسي غريب
05-06-2009, 11:25 AM
يعطيك الف عافيه ماقصرت

عبدالعزيز سعد العرادي
08-02-2009, 10:16 AM
قلعة تبوك ومنزلها
كانت تبوك أرض برية لا ساكن بها ولكن بها عين ضعيفة يردها المسافرون حتى قدمها رسول الله صلى الله عليه وسل عام 10 للهجرة.


قال بن كثير روى مالك عن معاذ بن جبل انهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك فقال : إنكم ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك وأنكم لن تأتوها حتى يضحى ضحى النهار فمن جائها فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي. فال فجئناها وقد سبق اليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل مسستما من مائها شيئاً, قالا نعم . فسبهما وقال لهما ما شاء الله ان يقول ثم غرفوا من العين بماء كثير فاستقى الناس ثم قال رسول الله “يا معاذ يوشك إن طالت بك الحياة ان ترى ما ههنا قد مليء جناناً” أخرجه مسلم من حديث مالك به.

وصدق رسول الله فقد سارت هذه العين نواة لمزارع وبساتين خلال القرون اللاحقة قد تتسع أحياناً وتضيق أحيانا بحسب الحالة الأمنية وقوة السلطان.
أول رحالة وصفها فيما علمت هو بن شجاع الدمشقي قال عنها سنة (623 هـ ) ان بها ماء ينبع ومسجد يزار وان الحجاج يَدَعُون بها أثقالهم عند العرب من بني عقبة وأنهم يقيمون بها يوماً ثم يستعدون “للمفازة الكبرى”
انتشرت بدعة عجيبة يفعلها الحجاج حين قدومهم لتبوك وقد وصفها بن رُشيد الأنلسي الذي حج من الشام و وصل تبوك 7 ذو القعدة 684 هـ وقال


(وحين دنونا منها بأميال خمسة أو ستة عبأ الناس الجيش وتزينوا بالأسلحة ورتبت الرجال والفرسان و خلفهم الرواحل ونزل كثير من الناس عن رواحلهم وساروا بها منتشقة وعبؤوها بجزيل الحطب ويذكر الناس انهم انما يعبؤونها عادة لهم يزعمون فيها الإقتداء لأنه صلى الله عليه وسلم دخلها كذلك والله اعلم!

وقال ابن رشيد حين رأى بساتين تبوك: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رأينا هذا الموضع قد مليء جناناً من نخيل وبينها يسير زرع للأعراب وهذه العين صهريج كبير مطوي بالحجر , يجتمع فيه ماء كثير ويخرج منه الى جفر آخر كبير يجتمع فيه ما يسيل من ذلك وماؤها كثير عذب
الرحالة المشهور بن بطوطة حج مع الركب الشامي عام 726 هـ وقال عن تبوك :


وفيها عين ماء كانت تبض بشيء من الماء. فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ منها، جادت بالماء المعين. ولم يزل إلى هذا العهد ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن عادة حجاج الشام إذا وصلوا منزل تبوك، أخذوا أسلحتهم، وجردوا سيوفهم، وحملوا على المنزل، وضربوا النخل بسيوفهم، ويقولون: هكذا دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وينزل الركب العظيم على هذه العين فيروي منها جميعهم، ويقيمون أربعة أيام للراحة وإرواء الجمال واستعداد الماء للبرية المخوفة التي بين العلا وتبوك. ومن عادة السقاءين أنهم ينزلون على جوانب هذه العين، ولهم أحواض مصنوعة من جلود الجواميس، كالصهاريج الضخام يسقون منها الجمال، ويملأون الروايا والقرب. ولكل أمير أو كبير حوض يسقي منه جماله وجمال أصحابه، ويملأ رواياهم. وسواهم من الناس يتفق مع السقائين على سقي جمله وملء قربته، بشيء معلوم من الدراهم.

بعده بتسع سنوات حج البلوي الأندلسي مع الركب الشامي 737 هـ لكن يبدو أن وضعها تدهور قال:
ثم سرنا من معان في قفر صَفر واقتحمنا صدر فلاة تروع كل سعلاة


ومهامه كالبحر لا أثر
فيها لمقتفر ولا سنن
لو سار فيها النجم ضل بها
حيران لا شام ولا يمن

الى ان وصلنا الى تبوك وبلدها اليوم خراب , على كل جدار غراب , فوردنا البئر المباركة التي فاضت ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرحنا بنزولها وسرحنا في ظل نخيلها.
قلت واستمرت عادة حمل السلاح في القرون التالية رغم أنه ليس لها أصل شرعي فالصفدي ( ت 764 هـ ) مر هنا وأنشد


أتينا بالسلاح الى تبوك
وذلك عادة صارت فسارت
دخلناها بإيمان صحيح
دياجي الشرك منه قد استنارت

بعد قرن ونصف يمر هنا بن طولون(920 هـ ) ويقول :رأيت البركة والماء بها نحو قامة , ورأيت جماعة من الأسقاط يغتسلون بها عراة في حال استقاء الناس منها بالأدلية.
ثم انتعشت تبوك مرة أخرى حيث بنيت قلعتها المشهورة سنة 1064 هـ التي لا تزال واقفة بشموخ
وقد مر الخياري المدني وهو دقيق الملاحظة خاصة للمنشأت المعمارية مر هنا 1080 في طريقه للشام مع قافلة الحج العائدة من مكة وقال ان جموعا من أهل الشام كانت هناك في انتظار الحجيج مع الهدايا وتبادل التجارة وقال عن تبوك:


رأيناه وادياً عذب الهواء والماء , متسع الجوانب والأرجاء به قلعة عامرة البناء محكمة الوضع شامخة الرفع مبنية بالحجر المنحوت بين الصفرة والحمرة بناء حسن الإلصاق بحيث لايظهر ما بين الحجرين لولا الكمال بالنورة , وهي مشتملة على دهليز يقابل الباب فيه دكة لطيفة وبابها محكم فيه كتابة على قيشاني لفظها : أمر بتعمير وتجديد هذه القلعة المباركة مولانا السلطان محمد خان عز نصره على يد العبد الضعيف محمد بن الناشف التذكرجي سنة أربع وستين وألف). وبعد الدخول أرض مربعة مفروشة بالحجر وعلى يمين الداخل إيوان معقود وفي الأركان أوضات ومقابل الإيوان صورة مسجد مفروش بالبسط وفيها محراب وفي وسط الصحن صورة بئر يقال ان مائها نبع لا من المطر , وبجانبه حوض منقور من الحجر يملأ للتوضي والاستعمال , ويشتمل على أوضات أيضا في الدور الثاني وعلى مسجد غير مسقوف فوق المسجد الأول هذا صيفي وهذا شتوي وبأعلاها مدافع كبار يرمي بعضها عند وصول الحاج الى ذلك المنزل وقد نقل أهل التاريخ ان بها مسجداً ويقال على ألسنة الواردين ان هذا المسجد ال1ذي بداخل القلعة هو محل ذلك المأثور والله أعلم والى جانب القلعة من الخارج على يمين الداخل بركتان إحداهما مربعة والأخرى متطاولة ويقال ان مائها ينبع نبعا من الأرض لا يؤتى به لا بسانية ولا بغيرها من الآلات وهو عذب كما علم وبالقرب من البركة بساتين مشتملة على أشحار عنب وليم وتين كثيرة داخل البساتين وخارجها , وهناك سوق مشتملة على أبنية قديمة ويقابل باب القلعة بناء مربع يقال إنه معد للضعفاء والمنقطعين هذا ما يتعلق بالمكان,اما من يقدم اليه من الشام الملاقين للحجاج فانهم يقدمون جماعات كثيرين مضاهين للحج بخيام عظام وعساكر ومدافع وسردار وكان في عامنا هذا موسى بك بن التركمان حسن وكان مشهورا بالشجاعة . وينقلون من الشام كل موجود بها من الفاكهة ….ويقوم بها سوق عظيم لم تر العين قبله مثله والحبوب والأجبان والدقيق ويعملون الرقاق الحواري وغيره مما يؤكل والبيض الكثير وما لايسعنا شرحه.


قلت ويبدو أن بعض الحجاج الأتراك نسوا اسم تبوك وصاروا يسمونها عاصي خرمة يعني النخل العاصي الذي لا يحمل و يروون قصة خيالية لهذا الإسم ينقل موزل عن محمد أديب 1232 هـ هجري ان تبوك تسمى أيضاً عاصي خُرمة وقد مر هنا اوليا جلبي(1081 ) سماها مرحلة قلعة النخلة العاصية وقال


تفع في منتصف الطريق إلى مكة وعند العودة يقوم باشوات نابلس وعجلون،وأثرياءهما،بإغراق الحجاج بخيراتهم مما لذ،وطاب أكله.وقد شيدها نور الدين شهيد ولكنها تهدمت مع مرور الزمن ولكن بناءا على فرمان السلطان محمد الرابع قام ناشف أوغلى بتجديدها, محيطها أربعمائة خطوة.وعلى بابها تأريخ مكتوب نصه ((في أيام مولانا السلطان محمد خان ابن إبراهيم خان مد ظله قام أمين دفتر دمشق ناشف زاده محمد الفقير سنة1062 بتعميره..)).
يوجد بها مدافع ومدفعجية وقوة من انكشارية الشام.تحتوي على جامع،وحمام،وعين ماء، كما ان هناك نبع كبير في غرب القلعة وهو من مآثر الرسول الكريم ومعجزاته ….خرجنا في هذه الليلة المظلمة على اضواء المشاعل مع حراسة الجنود واستمرينا في السير 7 ساعات حتى وصلت الى موقف المقابر

المكناسي مر هنا ( 1201 هـ ) ذكر ان فيها قرية وبركة وعين ماء وكان اهلها يأتون بالرمان والعنب يبيعونه للحجاج واستراحوا بها 12 ساعة ثم سروا ليلتهم

ذكر الدكتور علي غبان ان القلعة رممت عام (1260 هجري )في عهد السلطان عبدالمجيد خان كما ورد في نقش وجده في محراب المسجد.
داوتي1295 هـ : أنعشنا نفسنا بالطماطم والليمون الحلو والرمان وبعض التمر وهناك 4 منازل فقط للكعابين (الحميدات)
التونسي 1300 هـ قال اما بناء تبوك فهو من لبن غير مطبوخ , وجدرانها قصيرة دون قامة الانسان وقد شاهدت من صعوبة الطريق ما صرت به في شفقة على رواحلنا وكان لمحفتنا جملان مُجلان أحدهما أسود اسمه ديحان والاخر اسمه درويش يتناوبان كل مرحلة يحمل جمل محفتنا ورأيت من الجمال انه اجهدهما ولم يشفق عليهما فارتجزت له في ذلك عند المسامرة قولي


يا أيها الجمّال رفقاً بالجملْ
وإن تكن قامته مثل الجبلْ
فليس في الركب سوى ريحانِ ِ
شبيه درويش اخيه الثاني
ومن يكن عليهما قد ركبا
لم يك يدري من مسير تعبا



أوتنج الألماني زار تبوك 1301 هـ وذكر أن بالقلعة خمسة أنفار مغاربة سهر معهم تلك الليلة على موسيقى العود, وأن منازل تبوك لا تتجاوز 40 منزل
صورالتقطها جوسن وسفينياك عام1907-1325 عندما زارا تبوك في طريقهما للعلا عبر سكة الحديد







وفي سنة 1328 هـ 1910م زار تبوك الرحالة التشيكي موزل وذكر ان العين كانت تضخ الماء بقوة الى ثلاث برك مجاورة ومنها الى المزارع المجاورة ومن أكبر مزارع النخيل تعود الى حرب بن عطية انظر الخريطة وذكر ان القلعة بجوار العين وان بداخلها بئر عمقها 4 أمتار وماؤها عذب, وذكر ان العوائل المستقرة حوالي 15 عائلة من قبيلة الحميدات
فلبي رأى العين وسماها عين السكر والقلعة بجانبها الشرقي


من أعمال الخير
يوجد في احدى غرف القلعة حجر نقش عليه
“وقف:هذا بيت الفقراء عمر في سنة 1064 لأبناء السبيل”

ذكراه الفرنسيان جوسن وسفنياك عندما دخلاها 1325 هجري
كما ذكر الدكتور علي غبان انه جددت عمارة القلعة سمة 1370
شتاء 1427 هـ قمنا في فريق الصحراء بزيارة قلعة تبوك ووجدناها قرب سوق شعبي داخل البلد وهي لا زالت بحالة جيدة وكان بابه مغلق فتأملناها من الخارج, ولا زال حجر التأسيس محتفظا بجماله وبه تاريخ الانشاء







أما المؤسف فهو حال البركة وعين تبوك فالعين قد جفت ولكن المحزن ان البرك متهدمة وان مكان العين صار مزبلة والنخلات قد ماتت بل المؤذي للنفس ان العين كان قد اقيم عليها كازينو كما كتب على لوحته ولكنه هجر فصارت مرمى للمزابل, لا نريد تعظيم الاشياء لكن عيناً باركها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي ان تصبح كازينو ومزابل , فلعل من يقرأ يبلّغ من بيده قدرة على عمل شيء


لاحظ جودة البناء بعد 360 سنة







يعطيك العافي عبدالله النبهان على هذه المعلومات عن تبوك الورد

سامي سالم الرخيص
08-09-2009, 10:55 AM
بارك الله فيك أخي الغالي جهد طيب

تقبل مروري وحترامي وتحياتي وتقديري