ابو راكان الهرفي البلوي
04-28-2005, 02:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اليورانيوم المستنفذ
· اليورانيوم عنصر موجود في الطبيعة. ومن بين مجالات استخدامه توليد الطاقة النووية. وله في صورته الطبيعية ثلاثة نظائر مشعة رئيسية هي يو 238، ويو 235، ويو 234.
· أما اليورانيوم المستنفد فهو منتج ثانوي لعملية تخصيب اليورانيوم (زيادة نسبة النظير يو 235، أي تركيز النظير الانشطاري) في صناعة توليد الطاقة النووية. وهي عملية تستنفد تقريباً النظير المشع 234 بأكمله وحوالي ثلثي النظير يو 235، ومن ثم يغدو اليورانيوم المستنفد مكافئاً تماماً للنظير يو 238 ويعادل نشاطه الإشعاعي 60 في المائة من النشاط الإشعاعي لليورانيوم الطبيعي. وقد يحتوي اليورانيوم المستنفد على مقادير ضئيلة من نظائر إشعاعية أخرى تسربت إليه أثناء المعالجة.
· واليورانيوم المستنفد له، من الناحية الكيميائية والفيزيائية والسمية، نفس خصائص اليورانيوم الطبيعي في صورته الفلزية. وجسيماتهما الدقيقة قابلة للاشتعال بسهولة، وينتج عنها أكسيدات.
استخدامات اليورانيوم المستنفد
· من بين الاستخدامات السلمية لليورانيوم المستنفد صناعة الأثقال الموازنة في الطائرات والحوائل الواقية من الإشعاعات في وحدات المعالجة الطبية بالإشعاع، وفي نقل النظائر المشعة.
· ويستخدم اليورانيوم المستنفد في صناعة دروع الدبابات الثقيلة والذخائر المضادة للدبابات والقذائف والمقذوفات بسبب شدة كثافته وارتفاع نقطة انصهاره، وتوافره. وتصنف الأسلحة المصنوعة من اليورانيوم المستنفد تحت بند الأسلحة التقليدية، وتستخدمها القوات المسلحة دون قيود.
الشواغل المتصلة باستخدام اليورانيوم المستنفد
· يتسرب اليورانيوم المستنفد من الأسلحة بعد إطلاقها، في شكل جسيمات دقيقة أو غبار يمكن استنشاقه أو ابتلاعه أو يظل عالقاً في البيئة.
· وقد تؤثر الأسلحة المصنوعة من اليورانيوم المستنفد على صحة السكان الذين يعيشون في مناطق الصراع في منطقتي الخليج والبلقان. وهناك تكهنات بأن "متلازمة حرب الخليج" مرتبطة بالتعرض لليورانيوم المستنفد، ولكن لم يثبت بعد وجود أية علاقة عرضية بين الاثنين.
· وقد تسرب اليورانيوم المستنفد في البيئة من الطائرات التي تحطمت (مثلما حدث في أمستردام، هولندا، عام 1992؛ وستانستد بالمملكة المتحدة في كانون الثاني/يناير 2000)؛ وأثار هذا قلق الحكومات والمنظمات غير الحكومية.
اليورانيوم المستنفد وصحة الإنسان
· إن تأثيرات اليورانيوم المستنفد على صحة الإنسان تكون مركبة بسبب الصورة الكيميائية التي يتسرب بها إلى الجسم، وقد تحدث هذه التأثيرات بفعل آليات كيميائية وإشعاعية على السواء.
· والمعلومات المتوافرة عن الآثار الصحية والبيئية لليورانيوم محدودة. ولكن لما كان اليورانيوم واليورانيوم المستنفد متطابقان من الناحية الجوهرية، فيما عدا تكوين مكوناتهما الإشعاعية، يمكن أن تنطبق على اليورانيوم المستنفد الدراسات العلمية التي أجريت على اليورانيوم الطبيعي.
· والصورة أكثر تعقيداً بالنسبة للآثار الإشعاعية لليورانيوم المستنفد لأن معظم البيانات تشير إلى آثار اليورانيوم الطبيعي والمخصب على الصحة.
· وتتوقف الآثار الصحية على ما يلي: مسار التعرض ومبلغ التعرض (عن طريق الابتلاع أو الاستنشاق أو الملامسة أو من خلال الجروح)، وخصائص اليورانيوم المستنفد (حجم الجسيم وقابليته للذوبان). وقد تتوقف إمكانية اكتشاف الآثار المحتملة على المكان (موقع عسكري، منطقة مدنية، مكان عمل).
أنواع التعرض
يحتوي جسم الإنسان في المتوسط على كمية من اليورانيوم قدرها 90 ميوغرام تقريباً تأتي من كميات الاستهلاك العادية من الطعام والهواء والماء؛ ويتركز 66 في المائة منها تقريباً في الهيكل العظمي و16 في المائة في الكبد، و8 في المائة في الكليتين و10 في المائة في الأنسجة الأخرى.
· ويحدث التعرض الظاهري عند الاقتراب من اليورانيوم المستنفد في حالته المعدنية (مثل العمل في مخزن للذخائر أو في مركبة مزودة بذخائر أو دروع من اليورانيوم المستنفد، أو بملامسة الغبار أو الشظايا الناتجة عن انفجار أو ارتطام. والآثار الناشئة عن التعرض الظاهري وحده (أي عن غير طريق الابتلاع أو الاستنشاق أو الامتصاص الجلدي) قاصرة على التعرض للتأثير الإشعاعي.
· ويحدث التعرض الباطني عن طريق الابتلاع أو الاستنشاق، كما أن الجروح في البيئة العسكرية تمثل طريقاً آخر للتعرض إذا نشأت عن ارتطام مقذوفات أو دروع مصنوعة من اليورانيوم المستنفد.
امتصاص اليورانيوم في الجسم
· لا يمتص الجسم معظم مقادير اليورانيوم التي تتسرب إليه (أكثر من 95 في المائة)، بل يتخلص منها مع الغائط.
· ومن بين مقادير اليورانيوم التي تمتص في الدم، يتم ترشيح 67 في المائة منها تقريباً عن طريق الكلي وتخرج مع البول في غضون 24 ساعة.
· ويتوزع اليورانيوم على الكلي والعظام والكبد. وقد قدر أن الوقت اللازم لإخراجه في البول يتراوح بين 180 إلى 360 يوماً.
التسمم الكيميائي:
يسبب اليورانيوم تلفاً في كلي حيوانات التجارب المعملية، وتشير بعض الدراسات إلى أن التعرض لفترة طويلة قد يتسبب في إتلاف وظائف الكلي في الجسم البشري. وتتمثل أنواع الأضرار التي لوحظت في حدوث تغيرات عقيدية على سطح الكلي وتلف ظهارة الأوعية الدموية وارتفاع معدلات الجلوكوز والبروتين في البول.
التسمم الإشعاعي:
· يتحلل اليورانيوم المستنفد أساساً من خلال انبعاث جسيمات ألفا التي لا تخترق الطبقات الخارجية للجلد، ولكنها قد تؤثر على خلايا الجسم الداخلية (التي هي أكثر قابلية للتأثر بالمؤثرات المؤينة لإشعاع ألفا) عند ابتلاع اليورانيوم المستنفد أو استنشاقه. ومن ثم، فإن التعرض لإشعاعات ألفا وبيتا نتيجة لاستنشاق جسيمات اليورانيوم المستنفد غير القابلة للذوبان قد يؤدي إلى إتلاف أنسجة الرئة ويزيد من احتمال الإصابة بسرطان الرئة. وبالمثل، يفترض أن امتصاص اليورانيوم المستنفد في الدم وترسبه في الأجهزة الأخرى، لا سيما الهيكل العظمي، يزيد من خطر إصابة تلك الأجهزة بالسرطان، تبعا لمستوى التعرض للإشعاع. ولكن من المعتقد أنه في حالات التعرض لمستويات منخفضة من الإشعاع، يقل إلى حد كبير خطر الإصابة بالسرطان.
· ولم يثبت حتى الآن من الدراسات الوبائية المحدودة التي أجريت حول التعرض الباطني للإشعاع عن طريق ابتلاع واستنشاق جسيمات اليورانيوم المستنفد أو عن طريق إصابات الجلد وتلوث الجروح باليورانيوم المستنفد، أو من الدراسات التي أجريت عن عمال صناعات اليورانيوم المعرضين لليورانيوم الطبيعي أو المخصب وجود أية آثار ضارة بالصحة.
هل يمكن أن يتسبب اليورانيوم المستنفد في إصابة أفراد القوات العسكرية بسرطان الدم؟
يُقدر معدل الإصابة بسرطان الدم بين البالغين في العالم ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و45 سنة بحوالي 50 حالة في المليون في السنة. ولكن المعدل الدقيق للإصابة بسرطان الدم متفاوت بتفاوت البلدان. وبينما يمكن أن يؤدي التعرض لليورانيوم المستنفد من الناحية النظرية إلى خطر الإصابة بالسرطان، يبدو هذا الاحتمال مستبعداً بالنسبة لأفراد القوات العسكرية في البلقان للأسباب التالية:
· لا تكتشف الفحوص الإكلينيكية عادة الإصابة بسرطان الدم الناشئ عن التعرض للإشعاع قبل مضي بضع سنوات (من سنتين على الأقل إلى خمس سنوات) على التعرض للإشاعات المؤينة.
· رغم أن من المعروف أن التعرض للإشعاعات المؤينة يسبب سرطان الدم، يتفاوت الخطر بتفاوت معدل التعرض للإشعاع. وقد أوضحت التجربة السابقة أن حوالي نصف حالات الإصابة بسرطان الدم بين سكان مدينتي هيروشيما ونغازاكي الذين نجوا من الموت بعد إلقاء القنبلتين الذريتين عليهما تعزى إلى التعرض إلى أشعة غاما والنيوترونات المنبعثة من الانفجار الذري. وعلى النقيض من ذلك، تبين من دراسة واسعة أجريت على مجموعة متعددة الجنسيات من المشتغلين في الصناعات النووية أن حوالي 10 في المائة من حالات الوفاة بسرطان الدم تعزى فيما يعتقد إلى التعرض الظاهري إلى أشعة غاما.
· لم يثبت حدوث أية زيادة في الإصابة بسرطان الدم المتصلة بالتعرض للإشعاع بين عمال المناجم والمصانع الذين يعالجون معدن اليورانيوم لاستخراج عناصر الوقود اللازمة لتشغيل المفاعلات النووية.
· أظهرت التقديرات التي أجريت في مناطق القتال، أن استنشاق وابتلاع الغبار الملوث باليورانيوم المستنفد، حتى في أشد المناطق تلوثاً وفي أعقاب القصف بالمقذوفات، قد أديا، وفق حساب المقادير التي يمكن استنشاقها أو ابتلاعها منه، إلى معدل تعرض للإشعاع أقل من 10 مللي سيفرتات، أي حوالي نصف حد الجرعة السنوية المسموح بها للعمال المشتغلين في الأعمال المتصلة بالإشعاعات. ومن المعتقد أن هذا القدر من التعرض لا يؤدي إلا إلى ارتفاع طفيف في احتمالات الإصابة بسرطان الدم تزيد بنسبة 2 في المائة عن معدل الإصابة الطبيعي.
وبينما يبدو أن من المستبعد علميا اكتشاف ارتفاع في خطر الإصابة بسرطان الدم بين أفراد القوات العسكرية في البلقان نتيجة للتعرض لليورانيوم المستنفد، لا توجد لدى منظمة الصحة العالمية معلومات كافية عن حالات التعرض في منطقة الخليج أو البلقان يمكن الخروج منها باستنتاجات مؤكدة. والأمر يتطلب إجراء دراسة مفصلة لتحديد عدد الجنود المعرضين لليورانيوم المستنفد وكمية اليورانيوم المستنفد المستخدمة، ومقدار الموجود منها على سطح الأرض، ومقدار المدفون منها في أعماق التربة، وتكوين الجسيمات في تدرجها من الدقة إلى الغلظة، وما إذا كانت الزيادة في حالات الإصابة بسرطان الدم المبلغ عن وقوعها بين أفراد القوات العسكرية تزيد عن معدل الإصابة العادي. ومن المهم عند إجراء دراسات حول احتمالات تعرض أفراد القوات العسكرية إلى اليورانيوم المستنفد، جمع كافة المعلومات عن سائر عوامل الخطر المحتملة (بما في ذلك عوامل التعرض البيئية الأخرى، وهلم جراً) للإصابة بسرطان الدم بحيث لا يغفل أي سبب محتمل لحدوث الإصابات بسرطان الدم.
اليورانيوم المستنفد في البيئة
· يظل اليورانيوم في المناطق الجافة على السطح في صورة غبار. وينتشر بسهولة أكبر في التربة في المناطق التي يزداد فيها سقوط المطر.
· قد تترتب على زراعة التربة الملوثة واستخدام المياه والأطعمة الملوثة أخطار صحية، ولكن من المتوقع أن تكون أخطاراً محدودة. وأن يكون التسمم الكيميائي هو أكبر خطر يهدد الصحة وليس التعرض للإشعاعات.
· لدى عودة السكان إلى استئناف أنشطتهم العادية في مناطق القتال، يكون الأطفال الصغار أكثر عرضة من الكبار لخطر التعرض لليورانيوم المستنفد عن طريق تناول الأطعمة والمياه الملوثة، لأن عادة الأطفال في اللهو بالتقاط الأشياء من على الأرض وتحسسها بأفواههم للتعرف عليها يمكن أن تزيد من معدل ابتلاعهم لليورانيوم المستنفد من التربة الملوثة.
معايير
وضعت منظمة الصحة العالمية مبادئ توجيهية بشأن اليورانيوم تنطبق أيضاً على اليورانيوم المستنفد. وهي حاليا كما يلي:
· المبدأ التوجيهي الخاص بنوعية مياه الشرب (2 ميوغرام/اللتر)، وهي كمية تعتبر وقائية من آثار الإصابات الكلوية شبة الإكلينيكية التي أشارت إليها الدراسات الوبائية (منظمة الصحة العالمية 1998).
· الجرعة اليومية المسموح بها للتعرض الفموي لليورانيوم قدرها 6ر0 من الميوغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم في اليوم (منظمة الصحة العالمية 1998).
· حدود التعرض للإشعاعات المؤينة وقدرها 1 مللي سيفرتات في السنة للشخص العادي و20 مللي سيفرتات سنوياً في متوسط خمس سنوات بالنسبة للمشتغلين بأنشطة متصلة بالإشعاعات (معايير السلامة الأساسية للحماية من الإشعاع، 19966).
المصدر: صحيفة الوقائع 2001
اليورانيوم المستنفذ
· اليورانيوم عنصر موجود في الطبيعة. ومن بين مجالات استخدامه توليد الطاقة النووية. وله في صورته الطبيعية ثلاثة نظائر مشعة رئيسية هي يو 238، ويو 235، ويو 234.
· أما اليورانيوم المستنفد فهو منتج ثانوي لعملية تخصيب اليورانيوم (زيادة نسبة النظير يو 235، أي تركيز النظير الانشطاري) في صناعة توليد الطاقة النووية. وهي عملية تستنفد تقريباً النظير المشع 234 بأكمله وحوالي ثلثي النظير يو 235، ومن ثم يغدو اليورانيوم المستنفد مكافئاً تماماً للنظير يو 238 ويعادل نشاطه الإشعاعي 60 في المائة من النشاط الإشعاعي لليورانيوم الطبيعي. وقد يحتوي اليورانيوم المستنفد على مقادير ضئيلة من نظائر إشعاعية أخرى تسربت إليه أثناء المعالجة.
· واليورانيوم المستنفد له، من الناحية الكيميائية والفيزيائية والسمية، نفس خصائص اليورانيوم الطبيعي في صورته الفلزية. وجسيماتهما الدقيقة قابلة للاشتعال بسهولة، وينتج عنها أكسيدات.
استخدامات اليورانيوم المستنفد
· من بين الاستخدامات السلمية لليورانيوم المستنفد صناعة الأثقال الموازنة في الطائرات والحوائل الواقية من الإشعاعات في وحدات المعالجة الطبية بالإشعاع، وفي نقل النظائر المشعة.
· ويستخدم اليورانيوم المستنفد في صناعة دروع الدبابات الثقيلة والذخائر المضادة للدبابات والقذائف والمقذوفات بسبب شدة كثافته وارتفاع نقطة انصهاره، وتوافره. وتصنف الأسلحة المصنوعة من اليورانيوم المستنفد تحت بند الأسلحة التقليدية، وتستخدمها القوات المسلحة دون قيود.
الشواغل المتصلة باستخدام اليورانيوم المستنفد
· يتسرب اليورانيوم المستنفد من الأسلحة بعد إطلاقها، في شكل جسيمات دقيقة أو غبار يمكن استنشاقه أو ابتلاعه أو يظل عالقاً في البيئة.
· وقد تؤثر الأسلحة المصنوعة من اليورانيوم المستنفد على صحة السكان الذين يعيشون في مناطق الصراع في منطقتي الخليج والبلقان. وهناك تكهنات بأن "متلازمة حرب الخليج" مرتبطة بالتعرض لليورانيوم المستنفد، ولكن لم يثبت بعد وجود أية علاقة عرضية بين الاثنين.
· وقد تسرب اليورانيوم المستنفد في البيئة من الطائرات التي تحطمت (مثلما حدث في أمستردام، هولندا، عام 1992؛ وستانستد بالمملكة المتحدة في كانون الثاني/يناير 2000)؛ وأثار هذا قلق الحكومات والمنظمات غير الحكومية.
اليورانيوم المستنفد وصحة الإنسان
· إن تأثيرات اليورانيوم المستنفد على صحة الإنسان تكون مركبة بسبب الصورة الكيميائية التي يتسرب بها إلى الجسم، وقد تحدث هذه التأثيرات بفعل آليات كيميائية وإشعاعية على السواء.
· والمعلومات المتوافرة عن الآثار الصحية والبيئية لليورانيوم محدودة. ولكن لما كان اليورانيوم واليورانيوم المستنفد متطابقان من الناحية الجوهرية، فيما عدا تكوين مكوناتهما الإشعاعية، يمكن أن تنطبق على اليورانيوم المستنفد الدراسات العلمية التي أجريت على اليورانيوم الطبيعي.
· والصورة أكثر تعقيداً بالنسبة للآثار الإشعاعية لليورانيوم المستنفد لأن معظم البيانات تشير إلى آثار اليورانيوم الطبيعي والمخصب على الصحة.
· وتتوقف الآثار الصحية على ما يلي: مسار التعرض ومبلغ التعرض (عن طريق الابتلاع أو الاستنشاق أو الملامسة أو من خلال الجروح)، وخصائص اليورانيوم المستنفد (حجم الجسيم وقابليته للذوبان). وقد تتوقف إمكانية اكتشاف الآثار المحتملة على المكان (موقع عسكري، منطقة مدنية، مكان عمل).
أنواع التعرض
يحتوي جسم الإنسان في المتوسط على كمية من اليورانيوم قدرها 90 ميوغرام تقريباً تأتي من كميات الاستهلاك العادية من الطعام والهواء والماء؛ ويتركز 66 في المائة منها تقريباً في الهيكل العظمي و16 في المائة في الكبد، و8 في المائة في الكليتين و10 في المائة في الأنسجة الأخرى.
· ويحدث التعرض الظاهري عند الاقتراب من اليورانيوم المستنفد في حالته المعدنية (مثل العمل في مخزن للذخائر أو في مركبة مزودة بذخائر أو دروع من اليورانيوم المستنفد، أو بملامسة الغبار أو الشظايا الناتجة عن انفجار أو ارتطام. والآثار الناشئة عن التعرض الظاهري وحده (أي عن غير طريق الابتلاع أو الاستنشاق أو الامتصاص الجلدي) قاصرة على التعرض للتأثير الإشعاعي.
· ويحدث التعرض الباطني عن طريق الابتلاع أو الاستنشاق، كما أن الجروح في البيئة العسكرية تمثل طريقاً آخر للتعرض إذا نشأت عن ارتطام مقذوفات أو دروع مصنوعة من اليورانيوم المستنفد.
امتصاص اليورانيوم في الجسم
· لا يمتص الجسم معظم مقادير اليورانيوم التي تتسرب إليه (أكثر من 95 في المائة)، بل يتخلص منها مع الغائط.
· ومن بين مقادير اليورانيوم التي تمتص في الدم، يتم ترشيح 67 في المائة منها تقريباً عن طريق الكلي وتخرج مع البول في غضون 24 ساعة.
· ويتوزع اليورانيوم على الكلي والعظام والكبد. وقد قدر أن الوقت اللازم لإخراجه في البول يتراوح بين 180 إلى 360 يوماً.
التسمم الكيميائي:
يسبب اليورانيوم تلفاً في كلي حيوانات التجارب المعملية، وتشير بعض الدراسات إلى أن التعرض لفترة طويلة قد يتسبب في إتلاف وظائف الكلي في الجسم البشري. وتتمثل أنواع الأضرار التي لوحظت في حدوث تغيرات عقيدية على سطح الكلي وتلف ظهارة الأوعية الدموية وارتفاع معدلات الجلوكوز والبروتين في البول.
التسمم الإشعاعي:
· يتحلل اليورانيوم المستنفد أساساً من خلال انبعاث جسيمات ألفا التي لا تخترق الطبقات الخارجية للجلد، ولكنها قد تؤثر على خلايا الجسم الداخلية (التي هي أكثر قابلية للتأثر بالمؤثرات المؤينة لإشعاع ألفا) عند ابتلاع اليورانيوم المستنفد أو استنشاقه. ومن ثم، فإن التعرض لإشعاعات ألفا وبيتا نتيجة لاستنشاق جسيمات اليورانيوم المستنفد غير القابلة للذوبان قد يؤدي إلى إتلاف أنسجة الرئة ويزيد من احتمال الإصابة بسرطان الرئة. وبالمثل، يفترض أن امتصاص اليورانيوم المستنفد في الدم وترسبه في الأجهزة الأخرى، لا سيما الهيكل العظمي، يزيد من خطر إصابة تلك الأجهزة بالسرطان، تبعا لمستوى التعرض للإشعاع. ولكن من المعتقد أنه في حالات التعرض لمستويات منخفضة من الإشعاع، يقل إلى حد كبير خطر الإصابة بالسرطان.
· ولم يثبت حتى الآن من الدراسات الوبائية المحدودة التي أجريت حول التعرض الباطني للإشعاع عن طريق ابتلاع واستنشاق جسيمات اليورانيوم المستنفد أو عن طريق إصابات الجلد وتلوث الجروح باليورانيوم المستنفد، أو من الدراسات التي أجريت عن عمال صناعات اليورانيوم المعرضين لليورانيوم الطبيعي أو المخصب وجود أية آثار ضارة بالصحة.
هل يمكن أن يتسبب اليورانيوم المستنفد في إصابة أفراد القوات العسكرية بسرطان الدم؟
يُقدر معدل الإصابة بسرطان الدم بين البالغين في العالم ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و45 سنة بحوالي 50 حالة في المليون في السنة. ولكن المعدل الدقيق للإصابة بسرطان الدم متفاوت بتفاوت البلدان. وبينما يمكن أن يؤدي التعرض لليورانيوم المستنفد من الناحية النظرية إلى خطر الإصابة بالسرطان، يبدو هذا الاحتمال مستبعداً بالنسبة لأفراد القوات العسكرية في البلقان للأسباب التالية:
· لا تكتشف الفحوص الإكلينيكية عادة الإصابة بسرطان الدم الناشئ عن التعرض للإشعاع قبل مضي بضع سنوات (من سنتين على الأقل إلى خمس سنوات) على التعرض للإشاعات المؤينة.
· رغم أن من المعروف أن التعرض للإشعاعات المؤينة يسبب سرطان الدم، يتفاوت الخطر بتفاوت معدل التعرض للإشعاع. وقد أوضحت التجربة السابقة أن حوالي نصف حالات الإصابة بسرطان الدم بين سكان مدينتي هيروشيما ونغازاكي الذين نجوا من الموت بعد إلقاء القنبلتين الذريتين عليهما تعزى إلى التعرض إلى أشعة غاما والنيوترونات المنبعثة من الانفجار الذري. وعلى النقيض من ذلك، تبين من دراسة واسعة أجريت على مجموعة متعددة الجنسيات من المشتغلين في الصناعات النووية أن حوالي 10 في المائة من حالات الوفاة بسرطان الدم تعزى فيما يعتقد إلى التعرض الظاهري إلى أشعة غاما.
· لم يثبت حدوث أية زيادة في الإصابة بسرطان الدم المتصلة بالتعرض للإشعاع بين عمال المناجم والمصانع الذين يعالجون معدن اليورانيوم لاستخراج عناصر الوقود اللازمة لتشغيل المفاعلات النووية.
· أظهرت التقديرات التي أجريت في مناطق القتال، أن استنشاق وابتلاع الغبار الملوث باليورانيوم المستنفد، حتى في أشد المناطق تلوثاً وفي أعقاب القصف بالمقذوفات، قد أديا، وفق حساب المقادير التي يمكن استنشاقها أو ابتلاعها منه، إلى معدل تعرض للإشعاع أقل من 10 مللي سيفرتات، أي حوالي نصف حد الجرعة السنوية المسموح بها للعمال المشتغلين في الأعمال المتصلة بالإشعاعات. ومن المعتقد أن هذا القدر من التعرض لا يؤدي إلا إلى ارتفاع طفيف في احتمالات الإصابة بسرطان الدم تزيد بنسبة 2 في المائة عن معدل الإصابة الطبيعي.
وبينما يبدو أن من المستبعد علميا اكتشاف ارتفاع في خطر الإصابة بسرطان الدم بين أفراد القوات العسكرية في البلقان نتيجة للتعرض لليورانيوم المستنفد، لا توجد لدى منظمة الصحة العالمية معلومات كافية عن حالات التعرض في منطقة الخليج أو البلقان يمكن الخروج منها باستنتاجات مؤكدة. والأمر يتطلب إجراء دراسة مفصلة لتحديد عدد الجنود المعرضين لليورانيوم المستنفد وكمية اليورانيوم المستنفد المستخدمة، ومقدار الموجود منها على سطح الأرض، ومقدار المدفون منها في أعماق التربة، وتكوين الجسيمات في تدرجها من الدقة إلى الغلظة، وما إذا كانت الزيادة في حالات الإصابة بسرطان الدم المبلغ عن وقوعها بين أفراد القوات العسكرية تزيد عن معدل الإصابة العادي. ومن المهم عند إجراء دراسات حول احتمالات تعرض أفراد القوات العسكرية إلى اليورانيوم المستنفد، جمع كافة المعلومات عن سائر عوامل الخطر المحتملة (بما في ذلك عوامل التعرض البيئية الأخرى، وهلم جراً) للإصابة بسرطان الدم بحيث لا يغفل أي سبب محتمل لحدوث الإصابات بسرطان الدم.
اليورانيوم المستنفد في البيئة
· يظل اليورانيوم في المناطق الجافة على السطح في صورة غبار. وينتشر بسهولة أكبر في التربة في المناطق التي يزداد فيها سقوط المطر.
· قد تترتب على زراعة التربة الملوثة واستخدام المياه والأطعمة الملوثة أخطار صحية، ولكن من المتوقع أن تكون أخطاراً محدودة. وأن يكون التسمم الكيميائي هو أكبر خطر يهدد الصحة وليس التعرض للإشعاعات.
· لدى عودة السكان إلى استئناف أنشطتهم العادية في مناطق القتال، يكون الأطفال الصغار أكثر عرضة من الكبار لخطر التعرض لليورانيوم المستنفد عن طريق تناول الأطعمة والمياه الملوثة، لأن عادة الأطفال في اللهو بالتقاط الأشياء من على الأرض وتحسسها بأفواههم للتعرف عليها يمكن أن تزيد من معدل ابتلاعهم لليورانيوم المستنفد من التربة الملوثة.
معايير
وضعت منظمة الصحة العالمية مبادئ توجيهية بشأن اليورانيوم تنطبق أيضاً على اليورانيوم المستنفد. وهي حاليا كما يلي:
· المبدأ التوجيهي الخاص بنوعية مياه الشرب (2 ميوغرام/اللتر)، وهي كمية تعتبر وقائية من آثار الإصابات الكلوية شبة الإكلينيكية التي أشارت إليها الدراسات الوبائية (منظمة الصحة العالمية 1998).
· الجرعة اليومية المسموح بها للتعرض الفموي لليورانيوم قدرها 6ر0 من الميوغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم في اليوم (منظمة الصحة العالمية 1998).
· حدود التعرض للإشعاعات المؤينة وقدرها 1 مللي سيفرتات في السنة للشخص العادي و20 مللي سيفرتات سنوياً في متوسط خمس سنوات بالنسبة للمشتغلين بأنشطة متصلة بالإشعاعات (معايير السلامة الأساسية للحماية من الإشعاع، 19966).
المصدر: صحيفة الوقائع 2001