المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هيئة المساحة تمنع التواجد في المنطقة الحمراء بالشاقة



لافي السرحاني
08-01-2009, 03:46 PM
هيئة المساحة تمنع التواجد في المنطقة الحمراء بالشاقة

: http://www.3sl3.com/up/upfiles/1rJ30781.jpg

انتهت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية من إعداد تقرير علمي مكون من ( 92) صفحة شاملاً كافة الدراسات التي قامت بها الهيئة لمراقبة كافة المتغيرات المصاحبة للنشاط الزلزالي في حرة الشاقة.
و أوضح الدكتور زهير بن عبدالحفيظ نواب رئيس الهيئة أن هذا التقرير يُوثّق الجهود الكبيرة التي قامت بها هيئة المساحة الجيولوجية السعودية لمتابعة هذا الحدث، ويحوي الكثير من المعلومات والتفاصيل التي ساهم في رصدها، وملاحظتها، وتسجيلها، وتحليلها، وتفسيرها عدد كبير من العلماء والمتخصصون والفنيون من داخل الهيئة، كما تم التواصل مع بعض الخبراء من خارج الهيئة، بالإضافة إلى دعوة خبيرين متخصصين من مركز المخاطر الطبيعية (قسم البراكين والزلازل) في هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية، وأن الهيئة قامت بتشكيل (10) فرق عمل فنية متخصصة، بالإضافة إلى فريق دعم حقلي، وفريق دعم جوي تعمل جميعها تحت إشراف لجنة عليا.
و يشمل التقرير على وصف كامل لطبيعة النشاط البركاني بالمملكة بشكل عام وعن حرة الشاقة بشكل خاص، كما يسلط الضوء على جيولوجية الحرات بالمملكة، حيث تتواجد (12) حرة بركانية في الجزء الغربي من المملكة ، وتُكون في مجموعها إقليماً بركانياً من أكبر أقاليم صخور البازلت القلوية في العالم، والذي تصل مساحته تقريباً نحو (180.000كم2)، أي نحو 10% من إجمالي مساحة المملكة.
كما يشير التقرير بالتفصيل إلى جيولوجية حرة الشاقة، حيث أن حرة (لونيير) عبارة عن طفوح بازلتية تكونت من حمم الصخور البركانية المنصهرة التي تدفقت من باطن الأرض إلى سطحها عبر فوهات بركانية خلال الأنشطة الزلزالية والبركانية التي حدثت أثناء تشكّل أخدود البحر الأحمر في الزمن الثلاثي نتيجة انفصال الصفيحة التكتونية العربية (شبه الجزيرة العربية) عن الصفيحة التكتونية الإفريقية (القارة الإفريقية) وتحركها نحو الشمال الشرقي، ويطلق على تلك الطفوح بعد أن تبرد وتتجمد فوق سطح الأرض اسم (لابة) ، وحرة الشاقة صغيرة نسبياً بالمقارنة مع الحرات الأخرى إذ تبلغ مساحتها (3.575) كيلومتر مربع، وهي تقع بين كل من العيص وأملج، وتمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، ويبلغ طولها نحو (65 كم) ، وأقصى عرض لها نحو (55 كم)، وتقع بين خطي طول (38.08° و 37.50°) شرقاً، وخطي عرض (25.36° و 24.86°) شمالاً، وقد انسابت اللابات بحكم الميل باتجاه الغرب من خلال وادي الحائل وشعيب العويند حتى وصلت السهل الساحلي على بعد 50 كلم شرق مدينة أملج.
وتتفرع هذه الحرة إلى حرات وألسن صغيرة بأسماء مختلفة، ومن أشهر مخاريط حرة الشاقة جبال : المقراه، و زطرة، والعقبات، و الغضياء، وحصينة، و الصفاة.
كما تتميز بوجود حقول اللابة البازلتية الحديثة، التي تقع بين حدي التحام إقليمي مدين والحجاز، ومن دراسة الخريطة الجيولوجية لحرة الشاقة تبين أن اللابات البازلتية الحديثة تحتوي على مظاهر بركانية ومعالم جيولوجية مميزة، وهي عبارة عن سلسلة من التدفقات البازلتية تكونت في فترات زمنية مختلفة، كما تحتوي اللابات على أنفاق طولية، تكونت عندما انسابت الحمم البركانية على سطح الأرض وبرد سطحها مكونة قشرة سطحية بينما بقي الجزء المنصهر الحار بالداخل إلى أن اختفى بعد فترة مكوناًً تلك الأنفاق ذات الأحجام المختلفة، وأظهرت الرحلات الاستكشافية التي قامت بها هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في حرة الشاقة وجود أنفاق طولية انهارت أسقفها في أربعة أماكن، كما يوجد في حرة الشاقة أكثر من (180) مخروطاً بركانياً من نوع براكين السكوريا، نشأت فوق صخور القاعدة البلورية من العصر ما قبل الكامبري، معظمها يتركز في نطاق يمتد باتجاه شمال غرب-جنوب شرق، وشمال شرق- جنوب غرب، ومن المحتمل بناءً على شواهد مختلفة أن يكون آخر ثوران بركاني في منطقة حرة الشاقة قد حصل قبل حوالي ألف عام، حيث صعدت الحمم البركانية إلى السطح عن طريق شقوق متوازية مع البحر الأحمر وصاحب هذا الثوران تكون مخروط واحد أو عدة مخاريط بركانية يبلغ أقصى ارتفاع لها (200م) من سطح الأرض، مع تدفق للحمم من هذه المخاريط البركانية والتي انتشرت لمسافات بعيدة، في جميع الاتجاهات خلال الأودية القاطعة بصخور ما قبل الكامبري، وذلك في اتجاه الميل حسب طبوغرافية المنطقة، ويغطي الرماد البركاني العديد من صخور ما قبل الكامبري المحيطة بها، وتتميز البراكين في حرة الشاقة بأنها أحادية التكوين من النوع الهادئ.
و اشتمل التقرير على الدراسات الزلزالية التفصيلية في حرة الشاقة، حيث رصدت محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي التابعة للمركز الوطني للزلازل والبراكين بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، اعتباراً من يوم 23/4/1430 ه الموافق 19/4/2009 م، حوالي (27.200) هزة أرضية، معظمها متناهية الصغر، تم الإحساس بعدد (207) هزة منها بمنطقة حرة الشاقة ( لونيير)، تراوحت قوتها بين (3) إلى (5.39) درجات على مقياس (ريختر)، وقد سارعت الهيئة بالتبليغ الفوري لمركز القيادة والسيطرة بالمديرية العامة للدفاع المدني في الرياض، كما تم إنشاء نموذج للسرعات السيزمية، ودراسة التوزيعات الزمنية – المكانية المسجلة ، وتوزيعات الأعماق للهزات المسجلة ، وميكانيكية حدوث الزلازل في الحرة، وتحديد اتجاهات القوى السائدة في المنطقة، وتحديد وتتبع حركة الصهارة ومدلولات تلك العلمية.
كما تم إجراء دراسات جيوفيزيائية تفصيلية لمنطقة حرة الشاقة وما جاورها لتحديد اتجاه القواطع والتصدعات الجيولوجية الإقليمية، كذلك تم تحليل صور الأقمار الاصطناعية الحديثة (InSAR)، واتضح من خلال تحليل بياناتها أن منطقة النشاط الصهاري في حرة الشاقة قد مرت بعدة مراحل من التشوه، المرحلة الأولى كانت خلال الفترة من 8 مايو 2009م إلى 27 مايو 2009م ، حيث حدث أكبر قدر من التشوه وربما كان مصاحباً للحشود الزلزالية التي حدثت يومي 19- 20 مايو 2009م، المرحلة الثانية من 27 مايو إلى 1 يوليو 2009م، حيث تشير إلى أن المنطقة ما زالت تعاني من التشوه ولكن بنسبة تمثل 25% من قيمة التشوه الأصلي، مما يشير إلى أن النشاط الزلزالي الحالي منشأه الأساسي حركة الصهارة تحت السطح وهو الذي نتج عنه تمدد للقشرة الأرضية في المنطقة، فأدى إلى حدوث تشققات وتصدعات باتجاه شمال غرب – جنوب شرق، كما دلت الشواهد الجيولوجية الناتجة من التحليل الكمي والكيفي للتشققات الأرضية التي صاحبت الهزات الأرضية الكبيرة التي تم تسجيلها حتى الآن إلى وجود نطاقين: النطاق الأول، يقع من ناحية الغرب ويمتد لمسافة (8 كم)، ويظهر في عدة صور، إما عبارة عن آثار تشققات خفيفة على سطح الأرض، أو في صورة تشقق مفتوح في الصخور الصلبة، أما النطاق الثاني، فهو عبارة عن شق بدون إزاحة، ومتوافق مع اتجاهين من التراكيب، الأول باتجاه شمال – جنوب، والآخر باتجاه شمال غرب – جنوب شرق.
كما يتضح من التقرير أن الهيئة تسعى جاهدة للتعاون مع جميع الجهات العلمية الوطنية وبعض الجهات الأجنبية ذات الصلة ، إيماناً منها بأهمية التواصل بين العلماء لنقل وتبادل الخبرات العلمية فيما بينهم، حيث تم التعاون بين الهيئة وبين كلية علوم الأرض بجامعة الملك عبدالعزيز فيما يختص بالدراسات المتعلقة بالبراكين، وبين هيئة المساحة الجيولوجية السعودية وهيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية لإعداد نموذج إحصائي احتمالي لتحديد إمكانية حدوث أي ثوران بركاني أو زلازل بركانية في حرة الشاقة، اعتماداً على كافة المعلومات المتاحة، والتي تم التوصل إليها من خلال الدراسات التي قامت بها هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، سواءً كانت دراسات حقلية أو قياسات لكافة المتغيرات المصاحبة للنشاط الزلزالي، بما في ذلك تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في حرة الشاقة.
وقد اشتمل التقرير على عدد من التوصيات والمرئيات العلمية في هذا الخصوص منها: أن الخطر الأساس على المناطق المجاورة لحرة الشاقة هو من الهزات الأرضية وتأثيرها على الممتلكات والأرواح، وهو يزيد كثيراً عن خطر الطفوح البركانية التي لو حدثت لا قدر الله، وعليه فإنه يجب تحذير المواطنين والمقيمين من التواجد المستمر في النطاق الأحمر الذي هو عبارة عن منطقة نصف قطرها 20 كيلومتر من مركز الهزات الأرضية، وأنه يمكن السماح للمواطنين والمقيمين بالعودة إلى المباني التي لم تتأثر بالهزات الأرضية الحديثة، أو لا توجد عليها آثار تصدع، أما المباني المتصدعة أو الآيلة للسقوط فلا ينصح بالعودة إليها إلاّ بعد معالجتها من جهة متخصصة ومعتمدة.
كما تضمن التقرير توصية إلى الأمانات والبلديات في جميع مناطق المملكة المجاورة للحرات (12 حرة في المملكة) بعدم السماح بالبناء أو التوسع بالمخططات في الحرات إلا بعد التأكد من تطبيق معايير البناء المقاوم للزلازل، وإلى ضرورة تقييم المباني في المدن والهجر الواقعة في دائرة نصف قطرها 40 كم من مركز النشاط الزلزالي شاملة تقييم تلك المباني التي تأثرت بالهزات الأرضية، ويجب أن يتم ذلك من قبل مهندسين متخصصين.
و أكد التقرير على ضرورة مراقبة ورصد النشاط الزلزالي بدقة عالية، وتتبع تحرك بؤر النشاط الزلزالي المصاحب لحركة الصهارة في مراحلها المختلفة، مع ربط هذه المراحل بشكل الموجات الزلزالية المختلفة حيث تعتبر من المؤشرات الهامة جداً لاحتمال قرب حدوث ثوران بركاني، الأمر الذي يقضي بضرورة إقامة وإنشاء شبكة رصد دائمة ومكثفة بحرة (الشاقة) والمناطق المجاورة لها، ترسل بياناتها آنياً إلى مقر المركز الوطني للزلازل والبراكين عن طريق الأقمار الاصطناعية وتصب في نظام آلي لتمييز الزلازل البركانية من غيرها خاصة في حالات العواصف الزلزالية التي يكون معدل الزلازل بها كبيراً وذلك من أجل مراقبة ورصد النشاط الزلزالي آنياً وبكفاءة عالية وإصدار التقارير التحذيرية آلياً، وضرورة إنشاء شبكة ثابتة للقياسات الحرارية في حرتي رهاط والشاقة (لونيير)، واستقبال بياناتها آنياً بالمركز الوطني للزلازل والبراكين وعمل علاقات آنية بين النشاط الزلزالي ودرجات الحرارة المسجلة من خلال حفر آبار عميقة وتثبيت أجهزة القياس بها، وضرورة إنشاء شبكة لمراقبة الغازات المحتمل تصاعدها نتيجة نشاط الصهارة مثل غاز ثاني أكسيد الكربون، غاز ثاني أكسيد الكبريت، غاز الرادون، غاز الميثين، كلوريد الهيدروجين، غاز كبريتيد الهيدروجين، باستخدام أجهزة حديثة ترسل بياناتها آنياً إلى المركز الوطني للزلازل والبراكين، وضرورة إنشاء شبكة ( جيوديسية ) لإجراء دراسات تشوهات القشرة الأرضية بالمنطقة لتحديد ما إذا كان هناك تحركات في القشرة الأرضية، ومدى علاقتها بنشاط الصهير (الماجما)، وتحديد معدل هذه الحركة، وضرورة إنشاء شبكة كاميرات تصوير خاصة حول الحرات الموجودة بالمملكة لمراقبة حدوث أي ثوران بركاني قبل حدوثه من خلال رصد الأبخرة الناتجة والصاعدة قبل حدوث البركان.

عبدالعزيز سعد العرادي
08-02-2009, 09:51 AM
شكرا لافي
انشاالله تقل الهزات وتعيش العيص واملج والقرى المجاورة بأمان

لافي السرحاني
08-02-2009, 02:53 PM
انشاالله تقل الهزات وتعيش العيص واملج والقرى المجاورة بأمان

انشاء الله تعالى


الشكر لك على مرورك